الجزائر: ساسة لامعون بينهم بوتفليقة تعاقبوا على منصب وزير الخارجية

عبد العزيز بوتفليقة  -  محمد الصديق بن يحيى  -  أحمد طالب الإبراهيمي  -  الأخضر الإبراهيمي
عبد العزيز بوتفليقة - محمد الصديق بن يحيى - أحمد طالب الإبراهيمي - الأخضر الإبراهيمي
TT

الجزائر: ساسة لامعون بينهم بوتفليقة تعاقبوا على منصب وزير الخارجية

عبد العزيز بوتفليقة  -  محمد الصديق بن يحيى  -  أحمد طالب الإبراهيمي  -  الأخضر الإبراهيمي
عبد العزيز بوتفليقة - محمد الصديق بن يحيى - أحمد طالب الإبراهيمي - الأخضر الإبراهيمي

على الرغم من حداثة تجربة الدبلوماسية الجزائرية، فإنها تمكنت في فترة محدودة من إيجاد مركز حيوي ومكانة مؤثرة سياسياً لها. وهذا التأثير لا يقتصر فقط على الصعيدين العربي والإقليمي، بل يشمل أيضاً الصعيد الدولي؛ حيث كان لها دور رائد في حل عدد من الأزمات، مع انحيازها لقضايا العرب المصيرية، وأهمها القضية الفلسطينية. وجوه بارزة من وزراء الخارجية ممن اضطلعوا بهذه المهام منذ استقلال الجزائر 1962 إلى يومنا الحالي مثلوا هذا التوجّه، ولعل من أشهرهم...
محمد الصديق بن يحيى؛ يعد بن يحيى من أبرز وجوه الدبلوماسية الجزائرية. وهو من مواليد 30 يناير 1932 في جيجل إلى الشرق من الجزائر العاصمة. حصل بن يحيى على شهادة في الحقوق، وبدأ نشاطه السياسي في فترة الاحتلال الفرنسي حين شارك في تأسيس الاتحاد العام للطلبة الجزائريين، ثم التحق بعدها بصفوف جبهة التحرير حيث أوكلت إليه عدة مهام دبلوماسية، لعل أهمها مشاركته في «مؤتمر باندونغ» بإندونيسيا 1955، وهو لا يتعدى الثالثة والعشرين من العمر، ثم شارك في «مفاوضات إيفيان» الفرنسية - الجزائرية التي لعب دوراً كبيراً في تغيير مسارها حتى لقبته صحيفة «باري ماتش» الفرنسية بـ«ثعلب الصحراء»، نظراً لما أظهره من قدرة على التفاوض والإقناع.
وبعد الاستقلال، تولى بن يحيى عدة مناصب سفيراً، ثم وزيراً للثقافة والتربية والتعليم، وأخيراً تولى منصب وزير الخارجية، حيث عُين فيها عام 1979. ولا يزال التاريخ يحتفظ حتى اليوم - بعد مرور 41 سنة من اختفائه في حادث تحطم طائرة، وهو في مهمة للتوسط في حل النزاع الإيراني العراقي - بدوره في حل أزمة الأميركيين الذين احتجزوا رهائن لمدة 444 يوماً في مقر سفارة الولايات المتحدة في طهران، من خلال التوصل إلى حمل الطرفين على التوقيع على «اتفاق الجزائر» في 19 يناير 1981.
أحمد طالب الإبراهيمي؛ ولد في 5 يناير عام 1932 ببلدة أولاد إبراهيم في شرق الجزائر، وهو نجل الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي. بدأ نشاطه السياسي في فرنسا حيث كان طالباً في كلية الطب إلى أن اعتقلته السلطات الفرنسية، ومكث في المعتقل الفرنسي إلى عام 1961. وبعد الاستقلال تقلّد عدة حقائب وزارية، منها التربية والتعليم والثقافة والخارجية التي مكث فيها أكثر من 4 سنوات.
يتمتع أحمد طالب الإبراهيمي، الذي يلقب بـ«ابن الشيخ»، بشعبية واسعة بين أوساط الجزائريين، وكان قد تقدم للانتخابات الرئاسية عام 1999 قبل أن يسحب ترشحه.
عبد العزيز بوتفليقة؛ ولد في 2 مارس عام 1937 في مدينة وجدة بالمغرب. وانضم إلى جيش التحرير وهو لا يزال طالباً. وبعد الاستقلال عُين وزيراً للشباب والرياضة وهو لا يتعدى الخامسة والعشرين. ومع وصول الرئيس هواري بومدين للحكم عام 1965 عيّنه وزيراً للخارجية وكان في تلك الفترة أصغر وزير خارجية في العالم.
من إنجازاته إبرام «اتفاقيات ديسمبر (كانون الأول)» 1968 المتعلقة بتنقل وإقامة المواطنين الجزائريين في فرنسا، وهي الحجر الأساس في سياسة الهجرة. وحصل على أكبر تكريس له برئاسة الدورة 29 لجمعية الأمم المتحدة عام 1974. وكان محاوراً مميزاً في العلاقات بين الشمال والجنوب. وتولى رئاسة الجمهورية الجزائرية بين 1999 و2019.
الأخضر إبراهيمي؛ ولد يوم 1 يناير في ولاية المدية، القريبة من العاصمة، وبدأ مشواره الدبلوماسي إبان حرب التحرير بتمثيل الجزائر في جاكرتا (العاصمة الإندونيسية) بين 1954 و1961. كما كان أول سفير للجزائر في القاهرة.
شغل منصب وزير الخارجية بين عامي 1991 و1993. وكان مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة لإيجاد حلول تفاوضية في كثير من بؤر التوتر في العالم كلبنان واليمن وجنوب أفريقيا وأفغانستان وسوريا، وكلّل كثير من مساعيه بالنجاح. نال عدة جوائز لمكافأة مجهوداته في حلّ الأزمات السياسية.
وإضافة إلى هؤلاء، لمعت أسماء أخرى ساهمت بقوة في تكريس حيوية الدبلوماسية الجزائرية، أمثال رضا مالك وسيد أحمد غزالي وبوعلام بسايح وعبد العزيز بلخادم.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
TT

تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)

قضت محكمة تونسية، مساء أمس (الجمعة)، بتخفيف حكم قضائي استئنافي في حق المعارضة عبير موسي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، من السجن سنتين إلى سنة و4 أشهر في قضية تتعلق بانتقادها لهيئة الانتخابات، بحسب ما أكد محاميها نافع العريبي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ومطلع أغسطس (آب) الماضي، أصدرت محكمة ابتدائية حكماً بالسجن لمدّة عامين بحقّ موسي لانتقادها أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطلع عام 2023.

وأصدرت المحكمة حُكمها بموجب «المرسوم 54»، الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 لمكافحة «الأخبار الكاذبة»، والذي يواجه انتقادات شديدة من المعارضة ونقابة الصحافيين. وأوقفت موسي، النائبة السابقة البالغة 49 عاماً، في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام القصر الرئاسي في قرطاج. وأعلنت بعد ذلك ترشحها للانتخابات الرئاسية، لكن هيئة الانتخابات رفضت ملفها لعدم استكمال الوثائق وجمع تواقيع التزكيات اللازمة. وتواجه موسي تهماً خطيرة في قضايا أخرى، من بينها «الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة».

وجاء هذا القرار، بعد أن قال علي البجاوي، المحامي ورئيس هيئة الدفاع عن رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن وضعها الصحي في السجن «متدهور ولا يبشر بخير»، وذلك بعد أن قام بزيارتها في السجن الخميس، مشيراً إلى أنها «تعاني من ضعف وحالة إنهاك شديد».

مظاهرة نظمها مؤيدون لعبير موسي ضد المرسوم 54 الذي أصدره الرئيس سعيد (أ.ف.ب)

وتابع البجاوي موضحاً: «وزنها يتراجع بسبب النقص في التغذية، كما تعاني من أوجاع في الكتف والرقبة»، مبرزاً أن رئيسة «الحزب الدستوري الحر» أجرت تحاليل وخضعت لكشوفات طبية لم يتم الاطلاع على نتائجها بعد. وتواجه موسي، وهي من بين المعارضين الرئيسيين للرئيس الحالي قيس سعيد، تهمة «الاعتداء القصد منه تبديل هيئة الدولة»، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وتعود هذه التهمة إلى قضية «مكتب الضبط» للقصر الرئاسي، حين توجهت موسى إليه لإيداع تظلم ضد مراسيم أصدرها الرئيس قيس سعيد، وأصرت على إيداعه لدى المكتب، قبل أن يتم إيقافها من قبل الأمن وإيداعها لاحقاً السجن.

وعلى أثر ذلك، تقدمت هيئة الدفاع بطعن ضد قرار قضاة التحقيق. وقال المحامي البجاوي إنه «لا توجد جريمة، ورئيسة الحزب قدمت تظلمها وفق الإجراءات القانونية». وعلاوة على ذلك، تلاحق موسي أيضاً في قضايا أخرى، من بينها قضية قامت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتحريكها ضدها بتهمة نشر «معلومات مضللة» عن الانتخابات التشريعية لعام 2022، بعد إطاحة الرئيس سعيد بالنظام السياسي السابق في 2021، وصدر حكم ضدها بالسجن لسنتين في هذه القضية، لكن هيئة الدفاع تقدمت بطعن ضده.

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)

وخلف القضبان تقبع شخصيات معارضة أخرى، مثل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وعصام الشابي وغازي الشواشي، المتهمين بالتآمر على أمن الدولة، واللذين سبقا أن أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة قبل أن يتراجعا عن ذلك. وتنتقد المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات دولية وتونسية الرئيس التونسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي بأكثر من 90 في المائة من الأصوات، وتتهمه بـ«التضييق على الحريات».