الصين تهدد بالانتقام إذا التقت رئيسة تايوان برئيس «النواب» الأميركي

الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين (إ.ب.أ)
الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين (إ.ب.أ)
TT

الصين تهدد بالانتقام إذا التقت رئيسة تايوان برئيس «النواب» الأميركي

الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين (إ.ب.أ)
الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين (إ.ب.أ)

هدّدت الصين «بإجراءات مضادة حازمة» بشأن اجتماع مخطط له بين الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين، ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي، خلال زيارة مرتقبة في لوس أنجليس من قِبل رئيسة الجزيرة الديمقراطية المتمتعة بالحكم الذاتي، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».
تصاعدت الضغوط الدبلوماسية ضد تايوان مؤخراً، حيث تصطاد بكين العدد المتضائل من الحلفاء الدبلوماسيين لتايبيه، بينما ترسل أيضاً طائرات مقاتلة عسكرية تحلق باتجاه الجزيرة بشكل شبه يومي. في وقت سابق من هذا الشهر، أقامت هندوراس علاقات دبلوماسية مع الصين، تاركة لتايوان 13 دولة فقط تعترف بها بوصفها دولة ذات سيادة.
صوّرت تساي الرحلة على أنها فرصة لإظهار التزام تايوان بالقيم الديمقراطية على المسرح العالمي، حيث غادرت تايوان، بعد ظهر الأربعاء، لبدء جولتها التي تستغرق 10 أيام في الأميركتين.
وقالت: «أريد أن أقول للعالم بأسره إن تايوان الديمقراطية ستحمي بحزمٍ قيم الحرية والديمقراطية، وستظل قوة من أجل الخير في العالم، وتواصل دورة الخير، وتعزز مرونة الديمقراطية... الضغط الخارجي لن يعوق قرارنا للتعامل مع العالم».
ومن المقرر أن تمر تساي عبر نيويورك، في 30 مارس (آذار)، قبل التوجه إلى غواتيمالا وبليز. في 5 أبريل (نيسان)، من المتوقع أن تتوقف في لوس أنجليس في طريق عودتها إلى تايوان، حيث من المقرر مبدئياً الاجتماع مع مكارثي.
كانت التوقفات في الولايات المتحدة هي الأكثر مراقبة في رحلتها.
شجب المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الوزراء تشو فنغليان، في مؤتمر صحفي، يوم الأربعاء، توقف تساي للقاء الحلفاء الدبلوماسيين في أميركا، وطالب بألا يلتقي بها أي مسؤول أميركي.
وقال تشو: «نحن نعارض ذلك بشدة وسنتخذ إجراءات مضادة حازمة». وقال إنه يتعيّن على الولايات المتحدة «الامتناع عن ترتيب زيارات عبور تساي إنغ وين، وحتى الاتصال بالمسؤولين الأميركيين، واتخاذ إجراءات ملموسة للوفاء بالتزامها الجادّ بعدم دعم استقلال تايوان».
أكد كبار المسؤولين الأميركيين في واشنطن وبكين، لنظرائهم الصينيين، أن زيارات العبور عبر الولايات المتحدة أثناء السفر الدولي الأوسع للرئيسة التايوانية كانت روتينية على مر السنين.
في مثل هذه الزيارات غير الرسمية خلال السنوات الأخيرة، اجتمعت تساي مع أعضاء الكونغرس والشتات التايواني، ورحّب بها رئيس المعهد الأميركي في تايوان؛ وهي منظمة غير ربحية تديرها الحكومة الأميركية، وتدير علاقات غير رسمية مع تايوان.
وتوقفت تساي في الولايات المتحدة 6 مرات بين عامي 2016 و2019 قبل أن تبطئ السفر الدولي بسبب جائحة فيروس «كورونا». ورداً على تلك الزيارات، انتقدت الصين بشدة الولايات المتحدة وتايوان.
ومع ذلك أثار الاجتماع المزمع عقده مع مكارثي مخاوف من رد فعل صيني عنيف، وسط تصاعد الخلافات بين بكين وواشنطن بشأن دعم الولايات المتحدة لتايوان وقضايا التجارة وحقوق الإنسان.
بعد زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان في عام 2022، أطلقت بكين صواريخ فوق المنطقة، ونشرت سفناً حربية عبر الخط الأوسط لمضيق تايوان ونفّذت تدريبات عسكرية، في محاكاة حصار للجزيرة. كما علّقت بكين محادثات المناخ مع الولايات المتحدة، وقيّدت الاتصالات العسكرية مع البنتاغون.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1555178637879660544?s=20
وقال مكارثي، من ولاية كاليفورنيا، إنه سيلتقي مع تساي عندما تكون في الولايات المتحدة، ولم يستبعد إمكانية السفر إلى تايوان لإظهار الدعم.
ترى بكين في الاتصال الأميركي الرسمي مع تايوان تشجيعاً لجعل استقلال الجزيرة الفعلي الذي دام عقوداً من الزمن، دائماً، وهي خطوة يقول قادة الولايات المتحدة إنهم لا يدعمونها.
يشعر المسؤولون الأميركيون بقلق متزايد بشأن محاولة الصين تحقيق هدفها المعلَن منذ فترة طويلة؛ المتمثل في إخضاع تايوان لسيطرتها بالقوة، إذا لزم الأمر. انقسم الجانبان وسط الحرب الأهلية في عام 1949، وترى بكين أن السياسيين الأميركيين يتآمرون مع حزب تساي الديمقراطي المؤيد للاستقلال لجعل الفصل دائماً.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1555109534678618112?s=20
وتصاعدت التوترات، في وقت سابق من هذا العام، عندما أمر الرئيس جو بايدن بإسقاط بالون تجسس صيني بعد أن اجتاز الولايات المتحدة. وقالت إدارة بايدن أيضاً إن معلومات المخابرات الأميركية تُظهر أن الصين تدرس إرسال أسلحة إلى روسيا في حربها المستمرة في أوكرانيا، لكن ليس لديها دليل على أن بكين فعلت ذلك حتى الآن.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ترمب يعين جنرالاً سابقاً مقرباً منه موفداً إلى أوكرانيا وروسيا

ترمب وكيلوغ خلال لقاء سابق عام 2017 (أ.ف.ب)
ترمب وكيلوغ خلال لقاء سابق عام 2017 (أ.ف.ب)
TT

ترمب يعين جنرالاً سابقاً مقرباً منه موفداً إلى أوكرانيا وروسيا

ترمب وكيلوغ خلال لقاء سابق عام 2017 (أ.ف.ب)
ترمب وكيلوغ خلال لقاء سابق عام 2017 (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الأربعاء)، أنه عيّن الجنرال السابق كيث كيلوغ المقرب منه للغاية، موفداً إلى أوكرانيا وروسيا، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكتب ترمب على منصته «تروث سوشال»: «هو معي منذ البداية. معاً، سنحصل على السلام بالقوة وسنجعل أميركا والعالم آمنين مجدداً».

ووجه ترمب انتقادات شديدة بشأن مليارات الدولارات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، ووعد بوضع حد للحرب بين موسكو وكييف حتى قبل أن يتم تنصيبه في يناير (كانون الثاني)، ولكن من دون أن يشرح كيفية قيامه بذلك.

وسبق للجنرال السابق كيلوغ أن ترأس مجلس الأمن القومي، أي مكتب السياسة الخارجية في البيت الأبيض، خلال ولاية ترمب الأولى.