مأساة جديدة في مدرسة ابتدائية أميركية

أعادت إحياء الجدل حول حق حمل السلاح

صورة من شريط فيديو تظهر منفذة الجريمة المفترضة أودري هايل داخل المدرسة شاهرة سلاحها (رويترز)
صورة من شريط فيديو تظهر منفذة الجريمة المفترضة أودري هايل داخل المدرسة شاهرة سلاحها (رويترز)
TT

مأساة جديدة في مدرسة ابتدائية أميركية

صورة من شريط فيديو تظهر منفذة الجريمة المفترضة أودري هايل داخل المدرسة شاهرة سلاحها (رويترز)
صورة من شريط فيديو تظهر منفذة الجريمة المفترضة أودري هايل داخل المدرسة شاهرة سلاحها (رويترز)

مأساة جديدة في الولايات المتحدة، مقرها هذه المرة مدينة ناشفيل في ولاية تينيسي وضحاياها، مجدداً، أطفال.
فمدرسة ناشفيل الابتدائية الخاصة، في ضواحي غرين هيلز، كانت مسرحاً لجريمة راح ضحيتها 3 أطفال في التاسعة من عمرهم، و3 من الموظفين، عندما دخلت مسلحة في الـ28 من عمرها المدرسة مدججة بالسلاح وفتحت النار مودية بحياتهم.
الشرطة عرّفت عنها من دون تحديد دوافعها باسم أودري هايل، من المتحولين جنسياً، وكانت من طلاب المدرسة المسيحية الخاصة عندما كانت صغيرة، قُتلت خلال تبادل إطلاق النار مع رجال الشرطة الذين عثروا على سلاحين هجوميين ومسدس بحوزتها.

دعوات لفرض إصلاحات
وبعد الاستنكار المعتاد والحزن المتكرر والصلاة الدائمة على أرواح الضحايا، تعالت المطالبات للكونغرس بفرض قيود على حمل الأسلحة الهجومية. وكما جرت العادة، سارع بايدن إلى حث المشرعين على التصرف فقال: «يجب أن نقوم بمزيد لوقف عنف السلاح. إنه يمزق مجتمعاتنا...».
لكن الدعوات اصطدمت بحائط الرفض من قبل الجمهوريين الذين يعتبرون أنهم قاموا بما يلزم للتطرق لعنف السلاح عندما أقروا قانوناً لإصلاح حمل السلاح في يونيو (حزيران) من العام الماضي. وبدا هذا واضحاً من تصريحات لأحد أبرز القادة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، السيناتور جون كورنين، عندنا قال بشكل مقتضب لدى سؤاله ما إذا كان الكونغرس سيقر منع حمل الأسلحة الهجومية: «لا».
فكورنين، السيناتور عن ولاية تكساس التي شهدت إطلاق نار في مدرسة يوفالدي الابتدائية في مايو (أيار) 2022، هو عراب قانون «حماية مجتمعنا»، الذي أقره الكونغرس بدعم 15 جمهورياً وكل الديمقراطيين في المجلس لتكون هي المرة الأولى منذ 28 عاماً التي يقر فيها الكونغرس إصلاحات على قوانين حمل الأسلحة في الولايات المتحدة، والأرجح ألا تتكرر هذه الخطوة في أي وقت قريب.
فبحسب كورنين، يحتوي القانون المذكور على إصلاحات كافية، منها تعديلات على نظام التحقيق بخلفيات مشتري السلاح ما دون سن الـ21 عاماً وسجلاتهم، إضافة إلى تمويل إضافي للرعاية الصحية النفسية وأمن المدارس، وتحفيزات للولايات لفرض ما يسمى «العلم الأحمر» أي التحذير، الذي يسمح للمحاكم بمصادرة الأسلحة من الأشخاص الذين يعدون خطرين بشكل مؤقت.
كما يمنع المعتدين على النساء من شراء سلاح لسنوات، ويسعى للحد من التجارة غير الشرعية بالأسلحة.
ويخصص القانون 11 مليار دولار لنظام الرعاية الصحية النفسية وملياري دولار لبرامج أمن المجتمعات والمدارس.
لكن، وبحسب بنود القانون، تعود للولايات تطبيق استراتيجية «العلم الأحمر»، وتينيسي مسرح الجريمة الجديدة ليست من ضمن هذه الولايات.
ورفض الجمهوريون طروحات فرض هذه الاستراتيجية على مستوى فيدرالي على الولايات كافة، تاركين الخيار لكل ولاية على حدة.

الأسلحة الهجومية
إلى ذلك، انتقد الجمهوريون دعوات بايدن المتكررة للكونغرس لإقرار قانون منع حمل الأسلحة الهجومية. فقال السيناتور الجمهوري جون كورنين: «الرئيس يكرر النقاط القديمة نفسها، ولا يطرح حلولاً أو أفكاراً جديدة كنا لنظرنا فيها، لكني لم أسمع أي جديد». وتابع السيناتور الجمهوري: «يكرر دوماً طرح منع الأسلحة الهجومية ما سيستدعي مصادرة أكثر من 16 مليون سلاح شبه أوتوماتيكي من مواطنين يحترمون القانون».
وكان الكونغرس أقر في عام 1994 قانوناً باسم «الحظر الفيدرالي للأسلحة الهجومية»، وذلك بعد أن فتح رجل النار على ملعب مدرسة كليفلاند الابتدائية في كاليفورنيا في عام 1989. ويمنع القانون تصنيع ونقل الأسلحة الهجومية شبة الآلية ومخازن الذخائر الكبيرة السعة للاستعمال المدني. لكن مهلة القانون نفدت في عام 2004، ولم يتمكن الكونغرس من تجديده. ووفقاً لآخر الأرقام من موقع «Education week»، تعرضت 13 مدرسة في الولايات المتحدة لحوادث إطلاق نار جماعي هذا العام فقط، وتزايدت هذه الظاهرة بعد جائحة «كورونا».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب يرشّح كاش باتيل لقيادة مكتب التحقيقات الفدرالي

كاش باتيل مرشح ترمب لتولّي قيادة مكتب التحقيقات الفدرالي (ا.ف.ب)
كاش باتيل مرشح ترمب لتولّي قيادة مكتب التحقيقات الفدرالي (ا.ف.ب)
TT

ترمب يرشّح كاش باتيل لقيادة مكتب التحقيقات الفدرالي

كاش باتيل مرشح ترمب لتولّي قيادة مكتب التحقيقات الفدرالي (ا.ف.ب)
كاش باتيل مرشح ترمب لتولّي قيادة مكتب التحقيقات الفدرالي (ا.ف.ب)

رشّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، كاش باتيل، الموالي له والذي عمل مستشارا له خلال ولايته الأولى والمعروف بانتقاده لما يسمى بـ«الدولة العميقة»، لتولّي قيادة مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي).

وقال الجمهوري على منصته «تروث سوشل»، إن «كاش محامٍ بارع ومحقق ومناضل من أجل +أميركا أولا+، أمضى حياته المهنية في فضح الفساد والدفاع عن العدالة وحماية الشعب الأميركي».

ويعني هذا الإعلان أن المدير الحالي لمكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي، الذي عُيّن لولاية مدتها 10 سنوات في العام 2017، سيتعين عليه التنحي أو ستتم إقالته. وتحت قيادة راي الذي عيّنه ترمب، قام مكتب التحقيقات الفدرالي بالتحقيق مع الرئيس الجمهوري.

شغل باتيل، وهو ابن مهاجرين هنود ومؤلف كتاب عن «الدولة العميقة»، عدداً من المناصب العليا خلال ولاية ترمب الأولى (2017-2021)، وعمل خصوصاً في البنتاغون وكان مستشاراً للأمن القومي.

وقال ترم،ب إن «كاش أدى عملاً مذهلاً خلال ولايتي الأولى»، مضيفاً أن مهمته ستكون «إنهاء وباء الجريمة المتنامي في أميركا وتفكيك العصابات الإجرامية وإنهاء الآفة الخبيثة المتمثلة في الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات عبر الحدود».

كما رشّح ترمب الذي سيتم تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني)، تشاد كرونيستر، لرئاسة الوكالة الفدرالية لمكافحة المخدرات، بهدف «وقف تدفق الفنتانيل وسواه من المخدرات غير المشروعة عبر حدودنا الجنوبية».

وتسببت جرعات زائدة من الفنتانيل بأكثر من 70 ألف وفاة عام 2023 وفق السلطات الأميركية.