القوى المسيحية في لبنان تحذّر من التفرُّد في انتخاب الرئيس

(تحليل إخباري)

TT

القوى المسيحية في لبنان تحذّر من التفرُّد في انتخاب الرئيس

يخطئ من يعتقد بأن الخلاف على بدء التوقيت الصيفي في لبنان كان وراء ارتفاع منسوب الاحتقان الطائفي والمذهبي الذي بلغ ذروته، قبل أن يبادر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى تصويب البوصلة باعتماد التوقيت المعمول به عالمياً. وإنما جاء نتيجة تراكم الأزمات، كما يقول مصدر سياسي بارز لـ«الشرق الأوسط، ما أدى إلى تظهيره للعلن لتمرير رسائل سياسية لمن يعنيهم الأمر في الداخل والخارج بأنه من غير الجائز تخطي المسيحيين بتعديل المرسوم الخاص بالتوقيت بقرار يصدر عن ميقاتي من دون العودة إلى مجلس الوزراء لئلا ينسحب لاحقاً على قضايا أخرى في ظل تعذر انتخاب رئيس للجمهورية، للإيحاء بأن الأمور طبيعية في غياب الرئيس.
فالاحتقان لا يعود، كما يقول المصدر السياسي، إلى الخلاف حول التوقيت، وإن كان البلد في غنى عنه ولا يستأهل حجم ردود الفعل بخروج بعضها عن أصول التخاطب المألوف بين السياسيين، بل إلى وجود شعور لدى المكوّنات المسيحية، ومن موقع الاختلاف بين قواها السياسية، بأن هناك من يتقصّد تجاهلها، في إشارة مباشرة إلى عدم شمولها باللقاءات التي عقدتها مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف خلال زيارتها لبيروت وكادت تقتصر على بري وميقاتي وعدد من النواب المنتمين إلى الطائفة السنّية، لو لم تشمل وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب.
فباسيل كان وراء حقن النفوس، في محاولة مكشوفة لشد العصب المسيحي لإقحامه في مزايدة شعبوية يُفترض أن ترتد تداعياتها، كما يقول المصدر السياسي، على من أطلقها، خصوصاً أن الرد عليه جاء هذه المرة من قبل أهل البيت بلسان نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بو صعب برفضه لكل ما أورده باسيل في خطابه السياسي في تعليقه على الخلاف على قرار التوقيت.
كما أن انسياق البعض وراء ردود الفعل أتاح لمواقع التواصل الاجتماعي الدخول على خط التصعيد بدلاً من إفساح المجال أمام إعادة النظر في القرار الصادر عن ميقاتي، بعدما أبدى باتصاله مع البطريرك الماروني بشارة الراعي استعداده للبحث عن مخرج من شأنه أن يوقف التمادي في حقن النفوس بعد أن أحجمت معظم القيادات الإسلامية، سواء أكانت روحية أم سياسية، عن الدخول طرفاً في السجال.
وعليه، فإن الغلبة لردود الفعل، بحسب المصدر السياسي، كانت من جانب واحد، خصوصاً بعد مبادرة رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، أثناء وجوده في باريس فور اشتعال ردود الفعل، إلى التدخل ناصحاً ميقاتي ومعه رئيس المجلس النيابي نبيه بري باستيعاب التأزّم وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.
وجاء تدخل جنبلاط من خلال أمين سر «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن، بالتلازم مع تدخّل زميله النائب وائل أبو فاعور، الذي كان في عداد وفد الحزب «التقدّمي» إلى باريس، فيما بادر الرئيسان فؤاد السنيورة وتمام سلام إلى ملاقاتهما للجهود الجنبلاطية بلقاء ميقاتي.
لكن اللافت في ردود الفعل كان في إصرار حزب «القوات اللبنانية» على التمايز عن باسيل الذي كان، بحسب المصدر السياسي، وراء تأجيج الاحتقان من خلال ناشطين تابعين لـ«التيار الوطني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتطويق الخلاف لن يحجب الأنظار، كما يقول المصدر السياسي، عن استحالة الوصول إلى تفاهم حول التوقيت السياسي المطلوب لإخراج إنجاز الاستحقاق الرئاسي من التأزم لتفادي العواقب الوخيمة التي يمكن أن تصيب البلد في ضوء الإنذار غير المسبوق الذي صدر عن وفد صندوق النقد الدولي في ختام زيارته لبيروت التي لن تتكرر في المدى المنظور إلا في حال توصل النواب إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
لذلك، فإن ما جرى من تصعيد سياسي، ولو من جانب واحد، تسبب به الخلاف حول التوقيت، يؤشر إلى أن معظم المكونات المسيحية أرادت أن تُعلم من يهمه الأمر بأنها ستقاوم أي محاولة يراد منها فرض رئيس للجمهورية لا يحظى بتأييد واحدة من الكتل النيابية المسيحية الوازنة من جهة، واستباقاً لمنع استغلال الفراغ الرئاسي من قبل حكومة تصريف الأعمال باتخاذ قرارات بغياب الرئيس تتعلق باستحقاقات داهمة في حال امتد الشغور الرئاسي إلى ما بعد يوليو (تموز) المقبل، وهو موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، برغم أن ميقاتي ينتظر بفارغ الصبر انتخاب الرئيس، وهذا من مسؤولية البرلمان.
لكن طي صفحة الخلاف لا يعني أن البلد بألف خير، طالما أنه يغرق في انهيار شامل في ظل انقسام الكتل النيابية، ما يعيق التدخل الدولي والإقليمي لتقديم المساعدة المطلوبة كي لا يتمدّد الشغور الرئاسي إلى أمد طويل.
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن باريس أكدت، بحسب مصادر دبلوماسية، أن الهدف من اقتراحها مقايضة انتخاب زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية بتكليف السفير السابق نواف سلام برئاسة الحكومة يكمن في رمي حجر في المياه الرئاسية الراكدة لتحريك التواصل بين النواب الذي من دونه ستتجه الأمور إلى تمديد تعطيل جلسات الانتخاب، وبالتالي ليس صحيحاً أنها تسعى لفرض مرشح معين بخلاف الإرادة النيابية.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

فیفیان حداد (بيروت)
المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

شكوى إسرائيلية ضد «حزب الله» في مجلس الأمن

عناصر من «حزب الله» خلال المناورات التي أجراها بالجنوب في 21 مايو الماضي (د.ب.أ)
عناصر من «حزب الله» خلال المناورات التي أجراها بالجنوب في 21 مايو الماضي (د.ب.أ)
TT

شكوى إسرائيلية ضد «حزب الله» في مجلس الأمن

عناصر من «حزب الله» خلال المناورات التي أجراها بالجنوب في 21 مايو الماضي (د.ب.أ)
عناصر من «حزب الله» خلال المناورات التي أجراها بالجنوب في 21 مايو الماضي (د.ب.أ)

بينما يجري جيشها تدريبات ضخمة على مواجهة إيران وأذرعها في لبنان وسوريا وقطاع غزة، في حرب متعددة الجبهات، قدمت إسرائيل شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد «حزب الله» بسبب المناورة العسكرية، التي أجراها قرب الحدود قبل نحو أسبوع.

وقال السفير الإسرائيلي، جلعاد إردان، الذي قدم الشكوى أيضاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن «تدريبات حزب الله جرت بالذخيرة الحية، وبمشاركة 700 مقاتل، وبشكل علني وتظاهري في الجنوب اللبناني بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وتم خلالها التعاطي مع سيناريوها معادية لإسرائيل، منها التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية واختطاف جنود أو مواطنين إسرائيليين».

وأضاف إردان: «هذه السيناريوهات تتحدث بوضوح عن نية مكشوفة لخرق قرارَي مجلس الأمن الدولي رقمَي 1559 و1701»، ليدعو الأمم المتحدة إلى العمل بأدواتها ومؤسساتها كلها لحماية القرارين. وقال إن «على حكومة لبنان أن تمارس سيادة الدولة على أراضيها، ومنع حزب الله من تحويل لبنان إلى قاعدة إرهابية». وحذر من أنّ «استفزازات حزب الله ستؤدي إلى نتائج مدمرة للمنطقة كلها»، ثم هدد بأن «إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن مواطنيها وسيادتها».

يذكر أن الجيش الإسرائيلي بدأ، يوم الاثنين، مناورات عسكرية مستمرة حتى اليوم، وستستغرق نحو أسبوعين. وقد حضر إلى إسرائيل، القائد العام للقيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة في الشرق الأدنى، (CENTCOM)، الجنرال مايكل كوريلا، وتابع المناورات في أيامها الثلاثة الأولى، مع رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي.

جنود إسرائيليون يعاينون قنبلة مولوتوف ألقيت باتجاههم من قبل لبنانيين عبر الحدود في 25 مايو الماضي (أ.ب)

وتجري المناورات على مستوى القيادة العامة للجيش الإسرائيلي، وقد تقرر إطلاق اسم «القبضة الساحقة» عليها، وهي تحاكي القتال متعدد الجبهات جواً، وبحراً، وبراً، وعبر السبكتروم والفضاء الإلكتروني السايبر. ويتم فيها اختبار مدى جاهزية الجيش لخوض معركة طويلة الأمد وكثيفة، تُطلق خلالها آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية، وتنفذ محاولات خلايا مسلحين اجتياح الأراضي الإسرائيلية وخطف جنود أو مواطنين. وسيتم خلالها فحص مدى قدرة القوات على التنسيق فيما بينها لمواجهة حرب متعددة الجبهات، تشمل جبهة لبنان وسوريا، وقطاع غزة والضفة الغربية.

وحسب الناطق بلسان الجيش فإن المشاركين في المناورات هم قوات من الخدمة النظامية والاحتياط، من قيادات المناطق العسكرية، والأسلحة والهيئات كافة. ولكن يتم التركيز فيها على قيادة المنطقة الشمالية، حيث يتم التركيز خلال الأسبوع الأول على تمرين فرقة «الجليل» (91)، وخلال الأسبوع الثاني على تمرين فرقة «غاعش» (36).


إصابة فلسطيني وطفله بالرصاص قرب مستوطنة بالضفة

جنود إسرائيليون ينتشرون في إحدى قرى الضفة الغربية بحثاً عن مطلوب (أ.ب)
جنود إسرائيليون ينتشرون في إحدى قرى الضفة الغربية بحثاً عن مطلوب (أ.ب)
TT

إصابة فلسطيني وطفله بالرصاص قرب مستوطنة بالضفة

جنود إسرائيليون ينتشرون في إحدى قرى الضفة الغربية بحثاً عن مطلوب (أ.ب)
جنود إسرائيليون ينتشرون في إحدى قرى الضفة الغربية بحثاً عن مطلوب (أ.ب)

أُصيب رجل فلسطيني وطفل يبلغ من العمر 3 سنوات بجروح خطيرة جراء إطلاق نار بالقرب من مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، أمس (الخميس)، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

ووفقاً لما أعلنه جهاز الإسعاف الإسرائيلي، فإن الاثنين حالتهما خطيرة. وبحسب تقارير فلسطينية، كان الأب وابنه يجلسان في سيارة عندما وقع الحادث.

واكتفى الجيش الإسرائيلي بتأكيد إطلاق أعيرة نارية بالقرب من نقطة عسكرية. ولم يتضح مَن أطلق الرصاص.

ولا يزال الوضع الأمني في إسرائيل والأراضي الفلسطينية متوتراً للغاية منذ شهور، في ظل تكرار حدوث الاشتباكات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.

ويقوم الجيش الإسرائيلي بمزيد من المداهمات منذ وقوع سلسلة الهجمات. يُشار إلى أنه منذ بداية العام، قُتِل 118 فلسطينياً في عمليات عسكرية إسرائيلية أو مواجهات أو بعد هجمات من جانبهم. وفي الفترة ذاتها، قُتل 18 إسرائيلياً وأوكراني وإيطالي في هجمات.


قادة ومسؤولون من عشرات الدول حضروا مراسم الفرح

الأمير حسين وزوجته رجوى السيف يغادران قصر زهران بعد عقد قرانهما أمس (القصر الملكي الأردني – أ.ف.ب)
الأمير حسين وزوجته رجوى السيف يغادران قصر زهران بعد عقد قرانهما أمس (القصر الملكي الأردني – أ.ف.ب)
TT

قادة ومسؤولون من عشرات الدول حضروا مراسم الفرح

الأمير حسين وزوجته رجوى السيف يغادران قصر زهران بعد عقد قرانهما أمس (القصر الملكي الأردني – أ.ف.ب)
الأمير حسين وزوجته رجوى السيف يغادران قصر زهران بعد عقد قرانهما أمس (القصر الملكي الأردني – أ.ف.ب)

احتفل الأردن أمس (الخميس) بزفاف ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، والأميرة رجوة الحسين ابنة خالد السيف، بمزيج من العراقة والبساطة، وبمشاركة قادة دول حضروا مراسم الفرح.

وقرر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني منح العروس، لقب «صاحبة السمو الملكي الأميرة رجوة الحسين المعظمة»، بمناسبة عقد قرانها على الأمير الحسين. وحضر الحفل الأمير الحسن بن طلال الذي كان شاهداً على عقد القران، برفقة عدد من الأمراء الآخرين.

وبينما انطلقت مسيرة موكب الزفاف الملكي في الشوارع المؤدية لقصر زهران برمزيته وتاريخه وقصر الحسينية بدلالاته وأهميته، انتشر مواطنون يحملون الأعلام لتحية العروسين والمباركة.

وبعد عقد القران، خرج موكب العروسين من القصر تتقدمه تشكيلات من القوات المسلحة رسمت ألوان العلم الأردني، وانطلق الموكب الأحمر للعروسين بين المواطنين الذين احتشدوا للتحية من قرب.

استقل العروسان في موكب الزفاف سيارة من طراز رينج روفر موديل 1984، وهي السيارة نفسها التي تم تخصيصها للراحلة الملكة إليزابيث خلال زيارتها للأردن في ذلك الوقت. واستخدمها الراحل الملك الحسين، والملكة إليزابيث حينها في زيارة للبترا ومواقع أخرى في جنوب الأردن. كما رافقت الموكب الأحمر على مدى الطريق بين القصرين طائرات سلاح الجو التي نفذت تشكيلات مختلفة بدلالات عسكرية.

وشارك أكثر من 1700 ضيف من عشرات الدول في الحفل، الذي استمر حتى المساء وشهد مجموعة متنوعة من العروض لفنانين وموسيقيين محليين وفرق فولكلورية.

وحضر عدد من قادة الدول والمسؤولين الأجانب، حفل الزفاف، من ضمنهم ملك ماليزيا السلطان عبد الله رعاية الدين المصطفى بالله، والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد وزوجته، وولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي عهد أبوظبي خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.

كما حضر عقد القران، أمير ويلز الأمير ويليام وزوجته الأميرة كيت ميدلتون، والسيدة الأولى الأميركية جيل بايدن، ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللورد طارق أحمد وزوجته.


بري: التهديدات لا تنفع معي

بري: التهديدات لا تنفع معي
TT

بري: التهديدات لا تنفع معي

بري: التهديدات لا تنفع معي

وضع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري شرطاً للدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، يتمثل في الإعلان عن مرشحَين جديّين على الأقل للرئاسة، في رد منه على الضغوط والتهديدات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها.

وجاء آخر الضغوط الخارجية من الولايات المتحدة، حين قالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إن الإدارة الأميركية تنظر في فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين يعرقلون انتخاب رئيس للبلاد.

ورفض بري ما وصفه بـ«التهديد»، مؤكداً أن «أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في حال أُعلن عن ترشيحَين جدييَن على الأقل للرئاسة»، مضيفاً: «خلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع لاسيما مع رئيس المجلس».

ويأتي موقف بري في ظل الانتقادات التي تُوجّه له على خلفية عدم دعوته إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس، مع أنه كان يدعو المعارضة للاتفاق على مرشح، ويعزو التعطيل إلى الأحزاب المسيحية لعدم اتفاقها على مرشح. وتتزايد الضغوط مع اتفاق المعارضة بما فيها الأحزاب المسيحية على دعم الوزير السابق جهاد أزعور في مواجهة مرشح «الثنائي الشيعي» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.

من جهة أخرى، نقلت مواقع إخبارية أميركية أن السفارة الأميركية تقوم بتوسيع مقرها بمنطقة عوكر شمال بيروت، الذي سيمتد على مساحة 93 ألف متر مربع. وذكر موقع للاستخبارات الفرنسية أن المجمع الجديد سيكلف نحو مليار دولار، ويضم مستشفى ومركزاً تقنياً ومباني سكنية ومركزاً لجمع المعلومات لوكالة «سي آي أيه». ووضعت السفارة على حسابها على «تويتر» صوراً لأعمال البناء.


القضاء اللبناني يتهم 5 أشخاص بقتل جندي آيرلندي في قوات «اليونيفيل»

عناصر من القوات الدولية في موقع الحادث في يناير الماضي (أ.ف.ب)
عناصر من القوات الدولية في موقع الحادث في يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

القضاء اللبناني يتهم 5 أشخاص بقتل جندي آيرلندي في قوات «اليونيفيل»

عناصر من القوات الدولية في موقع الحادث في يناير الماضي (أ.ف.ب)
عناصر من القوات الدولية في موقع الحادث في يناير الماضي (أ.ف.ب)

أماطَ القضاء العسكري في لبنان اللثام عن ملابسات حادثة الاعتداء على دورية تابعة للكتيبة الآيرلندية، العاملة ضمن قوات «اليونيفيل» في بلدة العاقبية، بجنوب لبنان، في 14 يناير (كانون الثاني) الماضي، وأسفرت عن مقتل أحد عناصر الدورية، ومحاولة قتل 3 من رفاقه. واتهم قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوّان، الموقوف الوحيد في القضية محمد عيّاد، و4 آخرين فارّين من وجه العدالة هم: علي خليفة، وعلي سلمان، وحسين سلمان، ومصطفى سلمان، بـ«تأليف جماعة من الأشرار أقدمت على قتل الجندي الآيرلندي عمداً». وسطّر مذكرات بحث وتحرٍّ لكشف هوية بقية المتورطين في الحادثة، وتوقيفهم وسَوقهم إلى العدالة. واعتبر أن أفعال المتهمين المذكورين ينطبق عليها نص المادة 335 التي تتحدث عن تأليف جماعة أشرار، والفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني، التي تنصّ على أنه «إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي، أثناء ممارسته الوظيفة، أو في معرض ممارستها أو بسببها، يعاقَب بالإعدام». وأشار إلى أن «الاتفاقية الموقَّعة بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة تتضمن، في المادة 45 منها، أن الجرائم التي تُرتكب على قوات (اليونيفيل) أو أحد عناصرها، يطبَّق عليها النص ذاته الذي يطبَّق على الجُرم الواقع على القوات المحلية».

وقال مصدر قضائي بارز بالمحكمة العسكرية إن القرار الاتهامي، الذي يقع في 30 صفحة، «تضمّن كل الأدلة التي استند إليها قاضي التحقيق، ومنها إفادات الشهود، وتسجيلات بالصوت والصورة لكاميرات المراقبة التي ضُبطت في محيط موقع الكمين الذي تعرضت له الدورية الآيرلندية». وأوضح أن «محتوى التسجيلات أظهر بشكل واضح محاصرة الدورية المعتدى عليها من كلّ الجهات، ومهاجمتها من قِبل مسلَّحين، وسُمع أحدهم يصرخ بالدورية ويقول (نحن من حزب الله)، كما بيّنت صور الكاميرات مناداة العناصر لبعضهم البعض عبر الأجهزة اللاسلكية».

وجزَم المصدر القضائي، لـ«الشرق الأوسط»، بأن «الحادثة لم تكن مدبَّرة ولا مخططاً لها مسبقاً، بل وليدة لحظتها، وهي جاءت على أثر خروج الدورية عن الطريق العام بالخطأ، إلّا أن القاضي صوّان استبدل ادعاء النيابة العامة بجريمة القتل القَصدي وشدّدها إلى القتل العمدي». ووفق ما ورد في وقائع القرار، فإنه «أثناء توجه دورية (اليونيفيل) من الجنوب إلى بيروت، ضلّت طريقها، وسلكت طريقاً فرعية داخل بلدة العاقبية، وما إن وصلت إلى موقع الحادث، جرى تطويقها بالسيارات من كلّ الاتجاهات من قِبل مدنيين، وما لبث أن حضرت سيارات يستقلّها مسلَّحون، وانهالوا بالضرب على أبواب السيارة، ثم أقدموا على خلع باب الصندوق، وبدأوا بالاستيلاء على مُعداتها، وهنا سُمع صوت أحد عناصر الدورية يقول: انتهينا، عندها عمد السائق إلى صدم السيارة المتوقفة أمامه، وانحرف قليلاً وانطلق محاولاً الفرار، وفي هذه الأثناء بدأ المسلَّحون إطلاق النار من الخلف، فعمد العناصر إلى تخبئة رؤوسهم، والانحناء وراء المقاعد، أما السائق الذي كان منطلقاً بالسيارة، فأصيب برصاصة في مؤخرة رأسه اخترقت جمجمته، وهشّمتها وخرجت من فوق حاجبه الأيسر، ما أدى إلى فقدان السيطرة على الآلية العسكرية التي سارت لوحدها بضعة أمتار، ثم اصطدمت بجدار محل مخصص لبيع الدهانات، وانقلبت على جنبها الأيمن».

وتطرَّق القرار، وفقاً للمصدر القضائي، إلى اعتداء آخَر طال آلية ثانية للكتيبة للآيرلندية، برفقة السيارة المعتدَى عليها، وأوضح أن «السيارة الثانية، التي كان فيها ضابط و3 جنود آيرلنديين، توقفت على الطريق الرئيسية، واتصل الضابط بالسيارة الأخرى، وعندما ردّ عليه أحد العناصر، أخبره أنهم وقعوا في كمين، وسمع أصوات الصراخ وصدم الآلية، وهنا وصلت عناصر حزبية وطوَّقوا الآلية الثانية، وترجَّل منها الضابط والعناصر، وفرُّوا إلى أحد البساتين القريبة، واختبأوا بين المزروعات، عندها اتصل الضابط بقيادة (اليونيفيل) التي اتصلت بقيادة الجيش، وحضرت دوريات لمخابرات الجيش إلى المكان، وعملت على حماية سيارة (اليونيفيل)، ونقلت عناصرها إلى مقر قيادة قوات الطوارئ في الناقورة».

وخلص القرار إلى اتهام الأشخاص، المذكورين أعلاه، بالقتل عمداً، وتأليف جماعة أشرار، وسطّر مذكرات تحرٍّ دائم؛ لمعرفة هوية بقية المتورطين في الاعتداء، وأحال الجميع إلى المحكمة العسكرية؛ لمحاكمتهم، كما سلّم صوان نسخة من القرار الاتهامي إلى الدائرة القانونية في «قوات الطوارئ الدولية».


المعارضة اللبنانية تنتقل إلى الضغط لعقد جلسة لانتخاب رئيس

الوزير السابق جهاد أزعور
الوزير السابق جهاد أزعور
TT

المعارضة اللبنانية تنتقل إلى الضغط لعقد جلسة لانتخاب رئيس

الوزير السابق جهاد أزعور
الوزير السابق جهاد أزعور

مع حسم معظم الفرقاء المعارضين لترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، إلى رئاسة الجمهورية، موقفَهم لجهة دعم الوزير السابق جهاد أزعور، انتقلت معركتهم، اليوم، إلى مرحلة أخرى هي الضغط على رئيس البرلمان نبيه بري، للدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس في أسرع وقت.

ويبدو واضحاً تقاذف المسؤولية حيال التريّث في الدعوة لجلسة جديدة، من خلال المواقف التي يطلقها الفرقاء السياسيون من مختلف الأطراف، وكان آخِرها موقف رئيس البرلمان نبيه بري، الذي وضع شروطاً للدعوة إلى جلسة انتخابية.

من هنا فإن المعارضة تبذل جهودها لتنظيم صفوفها ومواقفها للمواجهة، بعد الاتفاق على ترشيح أزعور للرئاسة، على أن تكون معركتها في هذه المرحلة هي الضغط للدعوة إلى جلسة للبرلمان.

ورغم إعلان «التيار الوطني الحر»، قبل يومين، تأكيد «المسار الذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية»، بعدما كانت قد ارتفعت أصوات نيابية معترضة من داخل «التيار» على الاتفاق على أزعور، بدا لافتاً، أمس، غياب ممثلين له عن الاجتماع الذي جمع ممثلين للفرقاء المعارضين الذي اجتمعوا على تأييد أزعور.

وأعلنت المعارضة عن اجتماع عقدته لوضع الآليات المناسبة المؤدية إلى بلورة اتفاق رئاسي، وفق ما أعلنت، في بيان لها، وقد ضمَّ ممثلين عن حزب «القوات اللبنانية»، وحزب «الكتائب اللبنانية»، و«كتلة التجدد»، وعدداً من نواب التغيير. وقالت: «في إطار الجهود التي تقوم بها قوى نيابية معارِضة وتغييرية لمواجهة منطق تخيير اللبنانيين بين الرضوخ أو الفراغ، عقد ممثلون لكتل الجمهورية القوية، والكتائب، والتجدد، وعدد من نواب التغيير، اجتماعاً لوضع الآليات المناسبة المؤدية إلى بلورة اتفاق رئاسي بينها وبين كتل أخرى تقاطعوا معهم على اسم مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية. وجرى التداول في كيفية تظهير هذا التقاطع عند حدوثه، بما يدفع باتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي وإنقاذ لبنان من أزمته».

وفي حين أشارت المعلومات إلى أن المعارضة ستعلن مجتمعةً توافقها على أزعور، تؤكد مصادر حزب «القوات اللبنانية»، لـ«الشرق الأوسط»، «أنه بعد الانتهاء من المرحلة الأساسية وهي الاتفاق على مرشح واحد بين المعارضة والتيار، بات التركيز، اليوم، على المعركة الثانية، المتمثلة بالضغط لدعوة رئيس البرلمان المجلس النيابي إلى جلسة لانتخاب رئيس». وتشير إلى أن «تظهير الاتفاق قد يكون بأشكال عدة منها في مشهد واحد، أو بإعلانات متتالية، أو خلال التصويت في البرلمان»، متحدثة عن أمور أخرى «لها علاقة في سياق المعركة الرئيسية، وعدم إحراج أي طرف نريده أن يكون معنا في هذا الاتفاق، إضافة إلى أمور تفصيلية تقنية، منها اتصالات سيُجريها أزعور».

وعن معركة عقد جلسة الانتخاب، تقول المصادر: «حان الوقت لدعوة بري إلى جلسة لانتخاب رئيس، بعدما سقطت كل الأعذار التي كانوا يرفعونها، والمعارضة ستضع خريطة طريق لتحقيق هذا الأمر، ولا سيما أننا مقتنعون بأن حظوظ أزعور بالفوز مرتفعة مقابل فرنجية».

في هذا الإطار قال النائب في حزب «القوات اللبنانية» فادي كرم إن «خليّة فرقاء المعارضة تعقد اجتماعات يومية؛ للبحث في طريقة إعلان تبنّي ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، خلال أيام، وبالتنسيق مع التيار الوطني الحرّ؛ من أجل أن نكون فريقاً واحداً متماسكاً لمقاربة المعركة الرئاسية والضغط على الرئيس نبيه بري، بهدف الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس في أسرع وقت».

وأشار كرم، في حديث إذاعي، إلى أن «الرئيس بري يعلم أنه من مصلحة البلد الدعوة إلى جلسة، ولا سيّما أن هناك مرشحيْن، وكل الفرقاء باتوا جاهزين للانتخابات الرئاسية واتّخذوا مواقفهم، ومن ثم سقطت، اليوم، الحجة وراء عدم الدعوة إلى جلسة». وقال: «من المفترض أن مرشحنا جهاد أزعور لديه القدرة على تأمين أكثر من 65 صوتاً».

من جهته اعتبر النائب في «القوات» جورج عقيص أنّ «جهاد أزعور ليس مرشح تحدٍّ، والمطلوب من الثنائي تعريف معنى مرشح التحدي»، مشيراً إلى أنّه «من الآن وحتى نهاية الأسبوع، إذا سار كل شيء على ما يُرام، سيكون الإعلان عن تقاطع نيابي واسع يعلن دعمه لجهاد أزعور»، مؤكداً أنّ «كتلة الاعتدال الوطني لم تحسم قرارها بعد، لا لجهاد أزعور، ولا لسليمان فرنجية».

وفي حين لم يحسم «الاعتدال الوطني»، والحزب «التقدمي الاشتراكي»، وعدد من النواب المستقلين، موقفهم تجاه ترشيح أزعور، فإن الملف الرئاسي كان محور بحث، الخميس، بين النائب في «الاعتدال الوطني» وليد البعريني، ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان.

وأكد البعريني، بعد اللقاء، أن دار الفتوى «حريصة على موقع رئاسة الجمهورية، وهي مع انتخاب الرئيس الذي يتحلى بالمواصفات التي وضعتها دار الفتوى في بيانها، إثر اجتماع اللقاء الوطني للنواب المسلمين من أهل السنة والجماعة، الذي حصل في سبتمبر (أيلول) الماضي، ولا تتوقف عند اسم الرئيس». وقال: «نحن مع دار الفتوى وتحت مظلتها، ونتشاور ونتواصل مع سماحته في انتخاب رئيس الجمهورية، والله الموفق».


بري يربط الدعوة لجلسة انتخاب رئيس للبنان بالإعلان عن مرشحين جدّيين

الرئيس نبيه بري مستقبلاً أمس قائد الجيش العماد جوزيف عون (البرلمان اللبناني)
الرئيس نبيه بري مستقبلاً أمس قائد الجيش العماد جوزيف عون (البرلمان اللبناني)
TT

بري يربط الدعوة لجلسة انتخاب رئيس للبنان بالإعلان عن مرشحين جدّيين

الرئيس نبيه بري مستقبلاً أمس قائد الجيش العماد جوزيف عون (البرلمان اللبناني)
الرئيس نبيه بري مستقبلاً أمس قائد الجيش العماد جوزيف عون (البرلمان اللبناني)

وضع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري شرطاً للدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو الإعلان عن مرشحين جديين على الأقل لرئاسة الجمهورية، في رد منه على الضغوط والتهديدات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها.

ورفض بري ما وصفه بـ«التهديد»، مؤكداً في المقابل «أن أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في حال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقل للرئاسة»، مضيفاً: «وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع سيما مع رئيس المجلس».

ويأتي موقف بري في ظل كل الضغوط والانتقادات التي توجه له على خلفية عدم دعوته إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو الذي كان يدعو حيناً المعارضة للاتفاق على مرشح، ويرمي حيناً آخر كرة مسؤولية التعطيل في مرمى الأحزاب المسيحية لعدم اتفاقها على مرشح، وبالتالي فإن هذه الضغوط تتزايد اليوم مع اتفاق المعارضة بما فيها الأحزاب المسيحية على مرشح واحد هو الوزير السابق جهاد أزعور في مواجهة مرشح «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.

من هنا ترى مصادر نيابية في المعارضة أن من المهم أن يلتزم بري بما يقوله مع توجه إعلانها عن اتفاقها على أزعور، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «انطلاقاً مما يقوله رئيس البرلمان ننتظر منه أن يدعو فوراً بعد إعلان المعارضة الرسمي عن مرشحها، إلى جلسة وليفز من يحصل على أعلى نسبة من الأصوات».

وآخر الضغوط الخارجية على بري كانت تلك التي أعلنت من الولايات المتحدة الأميركية، حيث قالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إن الإدارة الأميركية تنظر في فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين بسبب عرقلتهم انتخاب رئيس للبلاد.

وقالت ليف إن الإدارة «مستاءة إلى حد كبير من الوضع الحالي في لبنان، وهي تتعاون مع شركائها المحليين والأوروبيين لدفع البرلمان اللبناني لتنفيذ مهامه»، معتبرة أن «ممثلي الشعب اللبناني المنتخبين فشلوا في القيام بعملهم، كما أن رئيس البرلمان فشل في عقد جلسات منذ يناير (كانون الثاني) للسماح للنواب بطرح مرشحين للرئاسة والتصويت عليهم لاختيار رئيس».

ورد النائب مارك ضو على بري معتبراً أن فتاوى رئيس المجلس تمثّل اعتداءً على المجلس والدستور. وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «رئيس المجلس النيابي يعطّل انتخاب رئيس الجمهورية عمداً عبر عدم دعوته لعقد جلسة انتخابية متسلّحاً (بفتاوى) لا أساس دستورياً لها، خدمةً لمصالحه ولفرض مرشّح الثنائي».

وأضاف: «على رئيس المجلس الدعوة لجلسة لانتخاب رئيس وفقاً للأطر الدستورية، فيما تقع المسؤولية على النواب أن يقرّروا من هم المرشحون الجدّيون وأن يختاروا مرشّحهم».


المواصلات العامة... ملاذ مصريين في مواجهة ارتفاع أسعار الوقود

زحام في مترو الأنفاق (تصوير: عبد الفتاح فرج)
زحام في مترو الأنفاق (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

المواصلات العامة... ملاذ مصريين في مواجهة ارتفاع أسعار الوقود

زحام في مترو الأنفاق (تصوير: عبد الفتاح فرج)
زحام في مترو الأنفاق (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لم تلتفت رباب إلى الأتربة التي تغطي سيارتها، فهي لن تحركها الآن، مكتفية بارتداء حذائها الرياضي حتى تتمكن من السير أمتاراً عدة لاستقلال حافلة (أتوبيس) «مدينتي»، شرق القاهرة، في حين أصبحت سيارتها الخاصة، التي تخطى سعرها نحو 500 ألف جنيه، مخصصة فقط لـ«المشاوير العائلية».

صحيح أن السيدة الأربعينية، أم لطفلتين تتلقيان التعليم في إحدى المدارس الألمانية في مصر، وتنتمي إلى طبقة اجتماعية، يصفها مصريون بـ«المترفة»، مرتكزين على تقييم الحي الذي تعيش فيه، غير أن «تراجع قيمة الجنيه وزيادة الأسعار غيّرا شكل حياتها»، حسب قولها، وانعكس ذلك على تفاصيل يومية، أبرزها التنقل لمباشرة أعمالها في منطقة السيدة زينب في وسط المدينة، حيث تمتلك وآخرون محلاً للعب الأطفال، كما أن زوجها يعمل في وظيفة حكومية مرموقة (رفضت ذكرها تفصيلاً).

تكلفة حافلة مدينتي الخاصة 23 جنيهاً، وهو رقم أقل كثيراً من تكاليف وقود وصيانة سيارتها، فضلاً عن إيجار الجراج الذي تضاعفَ سعره ليصل إلى 30 جنيهاً يومياً بعدما كان لا يتخطى 10 جنيهات.

منذ مارس (آذار) العام الماضي وحتى الآن، فقد الجنيه نصف قيمته تقريباً، إثر تحريك سعر الصرف أكثر من مرة ليصبح أكثر مرونة أمام الدولار، تنفيذاً لاستراتيجية متفق عليها بين مصر وصندوق النقد الدولي. وفي حين بلغ السعر الرسمي للدولار في البنوك المصرية نحو 30.8 جنيه، فإنه تخطى حاجز الـ37 في السوق الموازية.

بالتوازي، تحرك سعر الوقود منذ فبراير (شباط) 2022 وحتى الآن 3 مرات، ليزيد سعر لتر بنزين 92 (الأكثر استخداماً في مصر) من 8.5 جنيه، العام الماضي، إلى 10.25 في مارس الماضي.

عمرو، وهو مهندس كومبيوتر يعمل في وسط المدينة، كان قد اتخذ قراراً مبكراً بالاستغناء عن سيارته قبل زيادة الأسعار والوقود، ويقول إنه «يسكن في حي المرج (شمال شرقي القاهرة)، الذي يغذيه خط مترو الأنفاق القديم، ولأنها منطقة تبعد عن عمله نحو 25 كيلومتراً، فكان من الأفضل اعتماد المترو، لا سيما أنه أكثر سرعة».

ويقول الشاب الثلاثيني، وهو أب لطفلين لم يلتحقا بالتعليم بعد، ودخله الشهري يبلغ نحو 300 دولار، إنه «قبل تحريك سعر الوقود كان يفضل استقلال سيارات أجرة في بعض الأعمال القريبة من منزله، لكن مع ارتفاع الأسعار بات هذا من قبيل الرفاهية». وأشار إلى أن «الميكروباص بات الحل الأسهل والأوفر».

زحام سيارات وميكروباصات في شوارع القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

شبكة مواصلات عامة

وتضم شوارع القاهرة أكثر من نمط للمواصلات بين العام والخاص، حيث توفر الحكومة، ممثلة في وزارة النقل، شبكة حافلات عامة، تتراوح أسعارها بين 6 و11.5 جنيه، عقب زيادة طفيفة طُبقت أخيراً بالتبعية لزيادة سعر الوقود.

كذلك تتوفر شبكة حافلات يطلق عليها المصريون اسم «الأتوبيس الإماراتي» نسبة إلى أنها دخلت مصر على سبيل المنحة من دولة الإمارات العربية المتحدة، تتميز بأنها مزودة بمكيف هواء وخدمة «واي فاي» وتتراوح أسعار التذاكر بها بين 15 و20 جنيهاً. إلى جانب «مترو الأنفاق»، وحسب بيانات نشرها المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري في ديسمبر (كانون الأول) 2019، فإن مترو الأنفاق «يستخدمه نحو 3.5 مليون راكب يومياً»، ويتراوح سعر التذكرة الآن بين 5 و10 جنيهات تبعاً لعدد المحطات. بالإضافة إلى ما سبق يأتي «الميكروباص» بوصفه إحدى وسائل النقل الشائعة في البلاد.

ولمواجهة الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية، لجأ مصريون إلى اتباع نموذج «دورات السيارات» أو «الكار بولينغ». منهم محمود، وهو مخرج تلفزيوني ورب لأسرة مكونة من 4 أفراد، ودخله يصل إلى 1000 دولار شهرياً، ويملك سيارة خاصة، ويقول إنه وعدداً من زملائه في حي 6 أكتوبر اتفقوا على اعتماد سيارة واحدة يومياً لتوفير تكلفة الانتقال إلى العمل.

استهلاك أقل... وأولويات جديدة

وترمي التغيرات الاقتصادية بظلالها على نسيج المجتمع، وربما تغير عاداته على مدى أقصر مما تفترضه الأبحاث، بحسب الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة القاهرة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الفترة الحالية تشهد تغيرات اقتصادية شديدة، تجعل التأقلم معها وإعادة ترتيب الأولويات أمراً حتمياً».

ويضيف أن «الشعب المصري يميل إلى السلوك الاستهلاكي، غير أن تراجع قيمة الجنيه وارتفاع معدلات التضخم لتتخطى حاجز الـ40 في المائة، لأول مرة منذ خمس سنوات، جعلا الخيارات محدودة أمامه»، معتبراً «إعادة تدوير الأفكار والحلول اتجاهاً جيداً». ويوضح العمدة أنه «حان الوقت لينخفض استهلاك المواد الغذائية، وأشكال الرفاهية كافة، التي تؤثر سلباً في الصحة، لتعود أنماط الإنتاج المنزلي من تحضير الوجبات في المنزل، والسير بضعة مترات يومياً لاستقلال وسيلة مواصلات بدلاً من السيارة الخاصة».

لكن رباب «لا تعلم إلى أين ستقودها الأزمة الاقتصادية، وإلى أي مدى ينبغي عليها مراجعة أولويات إنفاقها، وما إذا كانت ستدفعها إلى الاستغناء عن أشياء أخرى وليس فقط سيارتها».


تقارير تركية: واشنطن زوّدت «الوحدات الكردية» بنظام «هيماراس» الصاروخي

قوة أميركية في المنطقة التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (أرشيفية: أ.ف.ب)
قوة أميركية في المنطقة التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (أرشيفية: أ.ف.ب)
TT

تقارير تركية: واشنطن زوّدت «الوحدات الكردية» بنظام «هيماراس» الصاروخي

قوة أميركية في المنطقة التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (أرشيفية: أ.ف.ب)
قوة أميركية في المنطقة التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (أرشيفية: أ.ف.ب)

كشفت تقارير صحافية تركية عن تزويد الولايات المتحدة «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تشكل غالبية قوام «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، بنظام راجمات الصواريخ المتعدد «هيماراس». في حين أكد مسؤول بالرئاسة التركية أنه لا صحة لوضع جدول زمني لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وذكرت صحيفة «حرييت»، القريبة من الحكومة التركية، الخميس، أن الولايات المتحدة أرسلت نظام راجمات «هيماراس»، الذي تنتجه شركة «لوكهيد مارتن»، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة «قسد»، في كل من دير الزور، والحسكة، والرقة.

وأضافت أن القوات الأميركية قامت بنقل هذه الأنظمة إلى قاعدة تابعة لها في دير الزور، مشيرة إلى أنها عملت على تعزيز قواعدها في الحسكة، ودير الزور، والرقة، منذ العام الماضي، بعد استهداف مواقعها العسكرية في المنطقة من قِبل مسلَّحين مدعومين من إيران.

وتَعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» الكردية امتداداً لحزب «العمال الكردستاني»، المصنَّف «منظمة إرهابية»، في سوريا. ولفت الصحيفة إلى أن مسؤولاً في القيادة المركزية الأميركية أكد أن نظام «هيماراس» منتشر في سوريا، لكن الولايات المتحدة لم تقدمه إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية.

واستخدم هذا النظام، الذي يُعدّ أحد أكثر الأسلحة أهمية في مخزون القوات البرية الأميركية، للمرة الأولى في أفغانستان عام 2010، ثم في العراق ضد «داعش». ونشرت الولايات المتحدة هذا النظام، مؤقتاً، في سوريا، للمرة الأولى، خلال عملية الرقة عام 2017.

من ناحية أخرى، نفى مستشار رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، ياسين أقطاي، ما أعلنه سنان أوغان، المرشح السابق للرئاسة، الذي دعّم الرئيس رجب طيب إردوغان في جولة إعادة الانتخابات الرئاسية، بشأن وضع جدول زمني لإرسال اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وقال أقطاي، في مقابلة تلفزيونية: «ليس هناك برنامج زمني أو شيء من هذا القبيل».

سوري يسير قرب عَلَم تركي ضخم في مدينة أعزاز التي تسيطر عليها فصائل موالية لأنقرة في 15 مايو الماضي (رويترز)

وكان أوغان قد أكد أنه جرى وضع برنامج زمني لعودة اللاجئين إلى بلدانهم، قائلاً إنه «معيار لا غنى عنه... هناك الآن جدول زمني لهذه القضية، سواء بالنسبة للاجئين السوريين أم طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين من دول أخرى». وأضاف: «سيبدأ تنفيذ هذا الجدول في أقرب وقت ممكن؛ لأن هذه واحدة من أهم مشكلات تركيا، سيجري تطبيق جميع الشروط من أجل العودة الآمنة لطالبي اللجوء في بلدنا، إلى بلدانهم، في إطار الجدول الزمني».

ونفى أقطاي وجود مثل هذا الجدول الزمني، قائلاً: «ليس هناك جدول زمني ولا خلافه... لقد عمل رئيسنا إردوغان بالفعل على تهيئة الظروف للعودة الطوعية الآمنة للاجئين السوريين منذ ما يقرب من 3 سنوات... يجري بناء قرى ومساكن لاستيعابهم». وأعلن إردوغان، خلال حملته الانتخابية، أن تركيا تبني مساكن في المناطق التي قامت قواتها بتطهيرها من «التنظيمات الإرهابية» في شمال سوريا؛ لاستيعاب أكثر من مليون لاجئ، بعد توفير جميع البنى التحتية والخدمات اللازمة لحياة كريمة لهم، وذلك بالتعاون مع بعض المنظمات المدنية، وتمويل من بعض الدول الشقيقة.

وقال أقطاي إن هناك اختلافاً في الأسلوب والقلق بين سنان أوغان، ورئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ، الذي أثار القلق بشأن المستقبل بعد 20 عاماً، في حال بقاء السوريين بتركيا، مضيفاً: «لا يستطيع عقل أوزداغ أن يفهم ما سيحققه هؤلاء في غضون 20 عاماً، هذه الوظيفة هي نوع من العمل الاجتماعي. قدرة تركيا على الاستيعاب والاندماج قوية جداً. إذا لزم الأمر فسنجعلهم جزءاً من تركيا، سيكونون أتراكاً، كما أنهم أصبحوا كتلة أكثر ولاء لتركيا».

في السياق نفسه، قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون إن الرئيس إردوغان لم يهزم مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو فحسب في الانتخابات الأخيرة، بل هزم معه الأطراف المُعادية للأجانب واللاجئين التي قدمت الدعم له. وأضاف، في مقال نُشر الخميس، أن الشعب التركي باختياره الرئيس إردوغان يؤكد، بكل وضوح، ضرورة عودة اللاجئين المقيمين في تركيا إلى بلدانهم الأصلية، فقط عندما تكون آمنة. وعدّ ألطون فوز إردوغان في الانتخابات الأخيرة شهادة على نهجه في التعامل مع قضية اللاجئين، وأن هذا النهج يوضح أن تركيا توفر الملاذ لجميع المحتاجين، بينما تعمل على إحلال السلام في أوطانهم.


البطريرك الماروني: لمست في فرنسا والفاتيكان ارتياحاً للتوافق المسيحي

من لقاء الراعي مع وفد نقابة الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)
من لقاء الراعي مع وفد نقابة الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)
TT

البطريرك الماروني: لمست في فرنسا والفاتيكان ارتياحاً للتوافق المسيحي

من لقاء الراعي مع وفد نقابة الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)
من لقاء الراعي مع وفد نقابة الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)

قال البطريرك الماروني بشارة الراعي إن تحركه «الرئاسي» جاء إثر اتفاق الأفرقاء المسيحيين على مرشح، في إشارة إلى الوزير السابق جهاد أزعور. وكشف أنه لمس خلال جولته الأخيرة في الفاتيكان وفرنسا ارتياحاً للتوافق المسيحي، معلناً بذلك أنه سيبدأ العمل في هذا الإطار نحو كل الأفرقاء بمن فيهم «حزب الله».

وأثنى الراعي على اتفاق الأحزاب المسيحية على مرشح، داعياً إلى تشجيع هذه الخطوة. وقال أمام وفد نقابة الصحافة الذي زاره في بكركي إنه لمس خلال جولته في الفاتيكان وفرنسا ارتياحاً للتوافق المسيحي على اسم، واعداً ببدء العمل في هذا الإطار ليبنى على الإيجابيات لإنجاز الانتخابات وتجاوز حالة الفراغ التي يعيشها لبنان.

وفيما وصف زيارته إلى الفاتيكان وفرنسا بـ«الناجحة جداً»، قال إنهما طلبا منه أن يعمل داخليّاً مع باقي المكوّنات «وسنتكلّم مع الجميع من دون استثناء حتى مع حزب الله، والحراك سيبدأ من اليوم»، وأكد في المقابل أن التواصل لم ينقطع يوماً مع رئيس البرلمان نبيه بري.

وبالنسبة إلى صلاحيات رئاسة الجمهورية، قال الراعي: «مجرد بدء مرحلة الفراغ الرئاسي تعطّلت كل مؤسسات الدولة، ولطالما دعوت النواب إلى القيام بواجباتهم وانتخاب رئيس لأن الفوضى التي نعيشها غير مقبولة».

وعن دعوته إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، قال: «لم أدعُ إلى مؤتمر دولي ولكن في حال تعثرت الأمور عندها سأدعو لعقده والبحث في تنفيذ اتفاق الطائف والقرارات الدولية وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين والسوريين»، مؤكداً أن لبنان بلد حيادي في تركيبته ويجب أن يبقى كذلك.