اكتشاف آلية حرق الدهون بمساعدة «العنب البري»

العنب البري (شاترستوك)
العنب البري (شاترستوك)
TT

اكتشاف آلية حرق الدهون بمساعدة «العنب البري»

العنب البري (شاترستوك)
العنب البري (شاترستوك)

من المعروف عن «العنب البري» قدرته على المساعدة في حرق الدهون. ولكن ظلت الآلية التي يحقق بها هذا الهدف مجهولة، إلى أن تمكن فريق بحثي أميركي من اكتشافها، وتم الإعلان عن ذلك في دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية «العناصر الغذائية».
واشتملت الدراسة على 11 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة، وتم توجيه كل منهم لاتباع نظام غذائي يتضمن تناول 25 غراماً من العنب البري المجفف بالتجميد (ما يعادل كوباً واحداً من الفاكهة النيئة) يومياً لمدة أسبوعين، ثم تدرب المشاركون على دراجة لمدة 40 دقيقة في مختبر للأداء البشري. وجمع الباحثون عينات من البول والدم قبل وبعد ركوب الدراجات، وعينات من الدم كل 10 دقائق أثناء التمرين.
وأظهرت النتائج أن «المشاركين أحرقوا مزيداً من الدهون بشكل ملحوظ بعد تناول العنب البري».
وشرع الباحثون بعد ذلك في اكتشاف الآلية التي يتيحها العنب البري، حيث وجدوا أن إضافة مصدر طبيعي للكربوهيدرات (العنب البري) يزيد أكسدة الدهون أثناء التمرينات، وهو ما يعالج مشكلة يواجهها من يريد زيادة الأكسدة بتقليل تناول الكربوهيدرات التقليدية.
ويقول كال بولي هومبولت، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الثلاثاء، الموقع الإلكتروني لجامعة كاليفورنيا، إنه «عندما يريد الناس زيادة أكسدة الدهون، فإنهم يقللون بشكل كبير من تناول الكربوهيدرات، مما يجبر أجسامهم على التكيف مع استخدام الدهون، ولكن، كما تظهر الأبحاث، فقد يؤدي تقليل الكربوهيدرات إلى نتائج سلبية على الصحة والأداء، وتثبت الدراسة أن المصدر الطبيعي للكربوهيدرات، وهو التوت البري، يساعد في أكسدة الدهون».
ويضيف أن «هذا الدور المهم للعنب البري في أكسدة الدهون، سببه مركب يسمى (الأنثوسيانين)، الذي يعطي الفواكه والخضراوات ألوانها الزرقاء والحمراء والبنفسجية، ويوجد هذا المركب في كثير من الفواكه الأخرى مثل التوت الأسود، والعنب الأسود والأحمر».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

إنتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

إنتصار دردير (القاهرة)

برناوي تختتم تجارب مستشفى «التخصصي» السعودي في محطة الفضاء الدولية

رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي (واس)
رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي (واس)
TT

برناوي تختتم تجارب مستشفى «التخصصي» السعودي في محطة الفضاء الدولية

رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي (واس)
رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي (واس)

اختتمت رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي، تنفيذ تجارب علوم الخلية التابعة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء، بمحطة الفضاء الدولية (ISS)، وتهدف التجارب إلى دراسة استجابة الخلايا المناعية، وتأثير بعض العلاجات على الحالات الالتهابية، لزيادة المعرفة بالتغيرات البيولوجية التي تحدث في بيئة الفضاء، ورصد نشاط آلاف الجينات في الخلايا المناعية المتعرضة للالتهاب مع مرور الوقت، بالإضافة إلى سير العمليات المرضية؛ لأغراض الوقاية والعلاج المبكر.

واستمرت التجارب العلمية 4 أيام، بإشراف ومتابعة فريق البحث برئاسة رئيس قسم الجزيئات وعالم الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور خالد سعد أبو خبر، والدكتورة وجدان بنت عبد الرحيم الأحمدي، وذلك عبر بثٍّ مباشر من المحطة الدولية للفضاء إلى مركز بايوسير للتقنية الفضائية المتعاون مع وكالة «ناسا»، ومن الرياض الدكتور إدوارد حتي.

ومرت التجارب بعدة مراحل؛ حيث تبدأ المرحلة الأولى بتحضير الخلايا الحية في أوعية خاصة، وحفظها في حاضنة الخلايا لمدة 48 ساعة، لتتكيف مع ظروف الجاذبية الصغرى، ثم تُهيأ لمرحلة ما قبل تحفيز التفاعلات الالتهابية عبر إضافة مركبات ذات خصائص علاجية لتثبيط الإنزيمات التي تحفز إنتاج البروتينات المسببة لعدد من الأمراض الالتهابية والورمية. وتكتمل المرحلة الثالثة بإضافة محفز للتفاعلات الالتهابية، لتحفيز التفاعلات البيولوجية في الخلية. وفي المرحلة الرابعة تُجمع وتُحفظ العينات المعالجة كيميائياً أو غير المعالجة في أوقات مختلفة تمتد من نصف ساعة إلى عشرين ساعة، لرصد التغيرات في عمر الحمض الريبونووي المراسل (mRNA).

وبالتزامن مع التجارب التي أجريت على متن المحطة الفضائية الدولية (الجاذبية الصغرى)، ستجري الدكتورة وجدان الأحمدي، التجارب ذاتها، في بيئة الجاذبية الكبرى، في معامل بايوسبر المتعاون مع وكالة ناسا، ثم ستحلل العينات بشكل شامل، ثم تقارن تأثير الجاذبيتين الصغرى والكبرى على النتائج.

وتسهم التجارب العملية في تقديم فهم أفضل لصحة الإنسان في الفضاء، والكشف عن المؤشرات الحيوية أو العلاجات المحتملة للأمراض الالتهابية في كل من الفضاء والأرض معاً، المعتمدة على التقنية الحيوية.

وتأتي التجارب العلمية التي يجريها «التخصصي» في إطار برنامج المملكة لرواد الفضاء السعوديين، أحد أهم برامج الاستراتيجية الوطنية للفضاء، المعتمدة من المجلس الأعلى للفضاء، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ويهدف في مرحلته الأولى إلى إرسال رائدي فضاء، ضمن رحلة مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية، على ارتفاع ما يقارب 420 كلم فوق سطح الأرض.

ومن المقرر أن يقوم رائدا الفضاء السعوديان، مع طاقم المهمة خلال الرحلة، بإجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، وهي أبحاث ستعزز دور مراكز الأبحاث السعودية في إحداث تأثير علمي، وتؤكد مكانة المملكة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية.

يذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، يعدُّ من بين المستشفيات الأبرز عالمياً في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، وصُنف مؤخراً في المركز 20 في قائمة أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم لعام 2023، والأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بحسب تصنيف «براند فاينانس» (Brand Finance).


القهوة نحو الانقراض؟

موظف يعد القهوة في أحد المقاهي في ألمانيا (د.ب.أ)
موظف يعد القهوة في أحد المقاهي في ألمانيا (د.ب.أ)
TT

القهوة نحو الانقراض؟

موظف يعد القهوة في أحد المقاهي في ألمانيا (د.ب.أ)
موظف يعد القهوة في أحد المقاهي في ألمانيا (د.ب.أ)

إن كان لا يعتدل صباحك دون كوب القهوة، فربما تُصدم من أن هذا الكوب معرض للانقراض مستقبلا، في ظل ظروف مناخية ليست في صالح مزاجنا الصباحي.

ويشير تقرير حديث عن منظمة إغاثية بريطانية تُدعى «Christian Aid» إلى أن تغير المناخ يمكن أن يقلل من مساحة الأرض المتاحة لزراعة البن بنسبة 54 في المائة بحلول عام 2100، حتى لو تم الحفاظ على درجات الحرارة العالمية للأهداف المتفق عليها دولياً.

ونقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن تقرير المنظمة أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ذكرت أن درجات الحرارة يمكن أن تتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول عام 2027، وأن تلك ليست أخباراً جيدة لمزارعي القهوة ومحبيها.

وعدت الصحيفة أن البريطانيين يتناولون حوالي 98 مليون كوب يومياً، مع استهلاك ملياري كوب في جميع أنحاء العالم، كما أن صناعة القهوة توفر 210 آلاف وظيفة في بريطانيا، ويعتمد عليها حوالي 100 مليون مزارع عالمياً. ومن القهوة سريعة التحضير إلى اللاتيه بحليب الشوفان الفاخر، تعد القهوة تجارة كبيرة، ومع ذلك فإن مستقبلها في خطر.

مزارع يعمل على حبوب القهوة في ساوباولو (رويترز)

وفقًا للدكتور آرون ديفيس، الخبير العالمي في القهوة وتغير المناخ، فإن القهوة واحدة من أكثر النباتات التي خضعت للبحث عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، حيث تم نشر ما يقرب من 150 دراسة، والنتائج ليست جيدة، مضيفا أنه حتى إذا تم الوفاء بالتزامات الحد من انبعاثات الكربون، تشير دراسة أجريت في عام 2022 في مجلة «ناتشر» إلى أن إنتاج القهوة سيظل يشهد انخفاضاً سريعاً في البلدان التي تمثل 75 في المائة من إمدادات القهوة في العالم. ويقول الدكتور ديفيس: «هذا ليس شيئاً سيحدث في المستقبل، إنه يحدث بالفعل. إنه حقيقي للغاية».

زراعة البن ليست سهلة

وشهدت أكبر دولتين منتجتين في العالم، وهي البرازيل وفيتنام، أنماطاً مناخية تتعلق بالطقس هذا العام فقط: الحرارة الشديدة والجفاف في فيتنام، والأمطار الغزيرة في البرازيل. ويوضح الدكتور ديفيس: «في العام الماضي، تأثرت مواسم حصاد البن بالجفاف في العديد من البلدان، وقد يتسبب تغير المناخ على المدى الطويل في أن تصبح فترات الجفاف تلك أطول وأكثر حدة وأكثر انتظاماً». وفي أوغندا، انخفضت الصادرات بنحو 20 في المائة في عام 2022. وتعد زراعة القهوة أمرا ليس سهلا، إذ تتطلب ظروفا مناسبة للازدهار. ويركز الإنتاج العالمي على نوعين فقط من أصل 130 نوعاً معروفاً؛ فيما نقص التنوع الجيني يجعلها عرضة بشكل خاص للأمراض والآفات. ويعد البن العربي نباتا استوائيا باردا، ينمو في متوسط درجات الحرارة السنوية حوالي 19 درجة مئوية، ويعتبر من أفضل أنواع البن من حيث النكهة، ويمثل 56 في المائة من إنتاج القهوة، فيما يشكل نبات الروبوستا 43 في المائة، ويمكن أن ينمو على ارتفاعات منخفضة ومتوسط درجات حرارة أعلى سنوياً، ولكنه مخصص في الغالب للقهوة سريعة التحضير والمخلوطة.

حبوب القهوة قبل طحنها (رويترز)

وتحتاج القهوة إلى كمية مناسبة من المطر والحرارة لتزدهر. عندما يتغير ذلك - كما يحدث في معظم مناطق زراعة البن - يمكن أن يعيث فساداً في المحاصيل. وتعتبر آثار الآفات والأمراض، التي تتفاقم في كثير من الأحيان بسبب تغير الطقس، هي أيضا مصدر قلق. ويعد البن العربي عرضة بشكل خاص لصدأ الأوراق، وهو مرض فطري يعوق نمو النبات وإنتاجيته. وقد دمر معظم محصول سريلانكا في أواخر القرن التاسع عشر وضرب أميركا الجنوبية بشدة في أوائل القرن الحادي والعشرين.

ويقول الدكتور ديفيس: «لا تزال الأمراض الفطرية تمثل قيداً رئيسياً أمام إنتاج البن»، في حين أن مرض توت البن ومرض ذبول البن يعوقان إنتاج البن العربي والروبوستا في أفريقيا. لإنقاذ «قهوة الصباح، يكثف العلماء البحث عن أنواع جديدة من القهوة، تلك التي قد تكون أكثر مقاومة للجفاف أو للأمراض، أو يمكن زراعتها في درجات حرارة أعلى.

أحد هذه الأنواع هو قهوة ستينوفيلا، وهي قهوة نادرة من غرب أفريقيا. وفي عام 2018، كان ديفيس جزءاً من فريق أعاد اكتشاف النبات في غابة سيراليون - لم يُشاهد في البرية هناك منذ عام 1954. افترضت دراسة صدرت في عام 2021 أن تحمله لدرجات الحرارة المرتفعة ونكهته الفائقة - احترافية شبّهها المتذوقون بأفضل قهوة بن عربي، وربما يؤدي ذلك إلى أن تصبح قهوة رئيسية في المستقبل.

الأنواع الجديدة مفتاح للحل

يوافق ويل كوربي، مدير القهوة والتأثير الاجتماعي في «باكت»، وهي شركة مستوردة للقهوة ومقرها المملكة المتحدة تركز على الاستدامة والأخلاق، على أن الأنواع الجديدة هي مفتاح مستقبل القهوة، لكنها تبدو كلمة تحذير: «نحن لا نعرف ما إذا كانت الزراعة ستكون مجدية تجارياً من منظور التكلفة».

يعمل الدكتور ديفيس أيضاً مع الزملاء والمزارعين في أوغندا وجنوب السودان على نوع آخر من البن، يُعرف باسم إكسيلسا، تم اكتشافه لأول مرة في وسط أفريقيا في مطلع القرن العشرين. ووفقاً للمزارعين الذين يستخدمونها، فإن إكسيلسا يتحمل درجات حرارة أعلى وظروفا أكثر جفافاً من روبوستا، وله نكهة أفضل بالنسبة للكثيرين.

يوضح: «نحن نعمل مع المزارعين والمصدرين لتطوير سوق لها في أوغندا». ويتابع: «لدينا ما يقرب من ثلاثة إلى أربعة أطنان للتصدير هذا العام، ولكن في غضون 10 سنوات، يمكن أن تنتج أوغندا وجنوب السودان عدة مئات من الأطنان».

يقول كوربي: «في السنوات الخمس الماضية، شهدنا تغيرات جذرية في المواسم الرطبة والجافة، وزيادة هائلة في حجم المطر». ويوضح «الأنواع التاريخية من القهوة لا تتمتع بمقاومة الأمراض التي تتوقعها من الأصناف الحديثة. فقد أنتجت أصناف جديدة من البن العربي، وتم تطويرها مع الحكومة الكولومبية، لتكون ذات إنتاجية أعلى ومقاومة للأمراض».

وينصح الخبراء بعدم إلقاء البن المطحون في وعاء صناعة القهوة دون قياسه، واستخدام كمية مناسبة، أقل غالبا إن أمكن، مثلا ملعقة واحدة للكوب، رغم أن محبي القهوة القوية قد يحتاجون إلى المزيد.

حقائق

2 مليار

كوب قهوة يعد صباحا كل يوم حول العالم


«سيدتي أنا»... استعراضات غنائية عن حياة الطبقة الأرستقراطية

ملصق المسرحية (صفحة المسرحية والمخرج على «فيسبوك»)
ملصق المسرحية (صفحة المسرحية والمخرج على «فيسبوك»)
TT

«سيدتي أنا»... استعراضات غنائية عن حياة الطبقة الأرستقراطية

ملصق المسرحية (صفحة المسرحية والمخرج على «فيسبوك»)
ملصق المسرحية (صفحة المسرحية والمخرج على «فيسبوك»)

«سيدتي أنا» مسرحية استعراضية تتناول حياة الطبقة الأرستقراطية؛ إذ تستعيد المسرحية التي تُعرض في القاهرة، «بجماليون» التي كتبها المؤلف الآيرلندي - الإنجليزي الشهير برنارد شو، وعُرضت للمرة الأولى على خشبة المسرح عام 1913، وهناك عشرات المسرحيات والمسلسلات والأفلام تستلهم قصة المثقف الذي يتبنى فتاة فقيرة ويحولها لسيدة مجتمع أرستقراطي ليخدع بها الجميع. وتعرض «سيدتي أنا» على «المسرح القومي» بضاحية عابدين في وسط العاصمة المصرية، باعتبارها أحدث حلقة في سلسلة الاقتباس من النص الإنجليزي.

وإذا كانت مسرحية «سيدتي الجميلة» التي قدمها الفنان فؤاد المهندس والفنانة شويكار عام 1969 أشهر الأعمال المصرية المأخوذة عن هذا النص العالمي، من خلال شخصية «كمال» التي جسدها فؤاد المهندس، الذي يتعرض للسرقة على يد فتاة شعبية هي «صدفة» وجسدتها شويكار، فيقرر تعليمها أصول «الإتيكيت» وتقديمها للمجتمع باعتبارها ابنة الثراء والعراقة. وما يميز «سيدتي أنا» أنها تغرّد خارج سرب «التمصير» أو «التعريب» وتقدم الحبكة الأصلية للنص الأصلي وليس نصاً موازياً يتضمن اختلافاً في الأحداث وأسماء الشخصيات.

محسن رزق، مخرج العمل و«الدراماتورج» صاحب الصياغة الدرامية المنقولة عن النص الأصلي، حافظ على روح وتفاصيل «بجماليون» في نسختها الإنجليزية. وتعتمد الحبكة هنا على التحدي الذي يخوضه البروفسور هنري هيغينز، أستاذ علم الصوتيات، ورغبته الشديدة في فضح نفاق المجتمع الأرستقراطي والكشف عن المظاهر الفارغة. يتمثل التحدي في تحويل الفتاة الفقيرة إليزا دوليتل، التي تبيع الورد وتتحدث بطريقة سوقية ويفتقر سلوكها بشكل عام للكياسة، إلى فتاة يشار إليها بالبنان في حفل تستضيفه حديقة منزل أحد السفراء، حيث نخبة المجتمع وأيقونات طبقة النبلاء تتجمع في مكان واحد.

جاء اختيار كل من الفنانة داليا البحيري والفنان نضال الشافعي موفقاً لتجسيد شخصيتي البروفسور وبائعة الورد، إذ اتسم أداؤهما بالتجانس والكيمياء لا سيما أن العرض موسيقي غنائي استعراضي في المقام الأول، وهو ما يتطلب قدراً أكبر من التناغم بين مفرداته وعناصره المختلفة وعلى رأسها الأداء التمثيلي.

وقال محسن رزق إن «الطبيعة الاستعراضية للعمل تطلبت الكثير من الجهد في التحضير لا سيما على مستوى البروفات التي استغرقت وقتاً طويلاً، وما كانت لتؤتي ثمارها لولا الحماس الشديد الذي أبداه كل من داليا ونضال للمسرحية ورغبتهما في أن تأخذ كل تفصيلة وقتها وحقها». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «المسرح القومي هو الأرشيف الدرامي الأكبر لتاريخ الفن المصري عبر ما يقرب من 100 عام، إذ وقف على خشبته كثير من كبار الفنانين، وكوننا نقدم هذا العمل عبره، فهذا يعني المزيد من المسؤولية التي نتحملها على كل المستويات».

وأوضح رزق: «نستعين في هذا العمل بوسائل إبهار غير معتادة في مسرح الدولة وسبق لي أن فعلت الشيء نفسه في مسرحية (أليس في بلاد العجائب) على مسرح (البالون) بالقاهرة، وحققت نجاحاً (لافتاً)، فالمشكلة من وجهة نظري (لا تكمن في ضعف الإمكانات بقدر ما تكمن في عزوف بعض الفنانين عن المشاركة في مسرح القطاع العام بسبب ضعف الدعاية من وجهة نظرهم)».

ويشار إلى أن العرض المسرحي ينتمي إلى ما يسمى «كوميديا الفارس» أو «المهزلة الدرامية»، بالإنجليزية (Farce) وهو مصطلح درامي يشير إلى عرض كوميدي ساخر ونقدي، يستهدف إبراز عبثية السلوك الإنساني وتهافت نماذج الشخصيات عبر معالجة ساخرة تعتمد على المفاجآت والمبالغات الكاريكاتورية.

وأضافت أشعار عادل سلامة، وألحان محمود طلعت، واستعراضات مصطفى حجاج، الكثير من الحيوية على العمل، بينما جاء ديكور حمدي عطية، وأزياء مروة عودة، وغرافيك جون بهاء، لتجسد أجواء الحياة الاجتماعية في لندن في بدايات القرن العشرين. واللافت أن مسرحية «بجماليون» التي جاءت «سيدتي أنا» نقلاً عنها، مأخوذة عن أسطورة يونانية، وردت في كتاب «التحولات» للشاعر بوليبو أوفيد نازونه، الذي اشتهر باسم «أوفيد»، وعاش في الفترة من سنة 43 قبل الميلاد حتى 18 بعد الميلاد.


تشارلز يرفض «تدفئة» حمام سباحة قصر باكنغهام

نشالز حريص انخفاض الانبعاثات الكربونية (غيتي)
نشالز حريص انخفاض الانبعاثات الكربونية (غيتي)
TT

تشارلز يرفض «تدفئة» حمام سباحة قصر باكنغهام

نشالز حريص انخفاض الانبعاثات الكربونية (غيتي)
نشالز حريص انخفاض الانبعاثات الكربونية (غيتي)

رفض الملك البريطاني تشارلز استخدام الترموستات (منظم الحرارة) لحمام السباحة في قصر باكنغهام للمساعدة في تقليل استخدام الطاقة في قصور العائلة المالكة، حسب صحيفة (التلغراف) البريطانية.

وأفاد مصدر بأن عدداً محدوداً من الأشخاص الذين يستخدمون مسبح العائلة البريطانية المالكة لاحظوا أن درجة الحرارة قد انخفضت، وعند السؤال عن السبب، قيل لهم إن الملك رفض تدفئة المياه.

وفي العام الماضي، بلغت فاتورة مرافق القصور الملكية، التي يتحملها دافعو الضرائب من خلال المنحة السيادية، 3.2 مليون جنيه إسترليني.

ومن المعروف أن الملك، الذي قضى حياته مهتماً بقضايا البيئة، حريص على الوصول بمستوى الانبعاثات الكربونية لدى الأسرة المالكة إلى درجة الصفر قبل الموعد المستهدف من الحكومة في عام 2050، حيث ركّب بالفعل الألواح الشمسية على السطح في منزله اللندني «كلارنس هاوس»، وفي «هايغروف»، مقر إقامته الريفي في غلوسترشير.


تحديد جينات أوروبية في مومياء مصرية بآيرلندا

الفريق البحثي يستعد لوضع المومياء «تاكابوتي» في جهاز التصوير المقطعي (الفريق البحثي)
الفريق البحثي يستعد لوضع المومياء «تاكابوتي» في جهاز التصوير المقطعي (الفريق البحثي)
TT

تحديد جينات أوروبية في مومياء مصرية بآيرلندا

الفريق البحثي يستعد لوضع المومياء «تاكابوتي» في جهاز التصوير المقطعي (الفريق البحثي)
الفريق البحثي يستعد لوضع المومياء «تاكابوتي» في جهاز التصوير المقطعي (الفريق البحثي)

نجح فريق بحثي من مركز علم المصريات الطبية الحيوية في جامعة مانشستر البريطانية، في الكشف عن مزيد من الأسرار عن حياة المومياء «تاكابوتي»، التي توجد في متحف «أولستر» بالعاصمة الآيرلندية بلفاست.

وكانت أبحاث سابقة قد استخدمت التصوير المقطعي المحوسب، لكشف سبب وفاة تلك المومياء، إذ ثبتت وفاتها بعد «طعنها بفأس، وليس بسكين»، كما كان يُعتقد سابقاً. وقادت الدراسة الجديدة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «جورنال أوف أركيلوجيكال ساينس»، إلى تقديم رؤى عن حياتها وموتها وتحنيطها عبر التحليل الجينومي والبروتيني باستخدام خمسين «ملليغراماً» من عضلات العظام والفخذ، ومن بين أهم ما توصلوا إليه أنها «تحمل جينات أوروبية مصدرها الأم».

وكشف الباحثون عبر تحليل الحمض النووي الموجود في عضيات الخلايا البشرية، الذي يعرف باسم «دنا ميتوكوندريا» عن مجموعة من الجينات المتوارثة من الأم، تعرف باسم مجموعة «هابلوغروب H4a1» التي توجد بشكل سائد اليوم في أوروبا.

ويدعم هذا الاكتشاف نظرية كانت ترى أن عائلة الأم لهذه المومياء ربما نشأت خارج مصر، إذ إن اسم الأم الموجود على تابوت المومياء هو «تسنيريت»، وهو غير معروف في أي مكان آخر بالمصادر المصرية، بينما والدها، نيسبار، الذي كان يعمل كاهناً لآمون كما هو مبين من تابوت تاكابوتي، صاحب أصول مصرية.

ومن الأسرار الأخرى التي كُشف عنها، هو أن تاكابوتي، حاولت الفرار من الشخص الذي طعنها بالفأس، لأن البروتينات التي حُلّلت، تشير إلى نشاط طويل لعضلات الساق في الساعات التي سبقت وفاتها.

وقال الباحثون إنه «من المحتمل أن المومياء عاشت في طيبة خلال الفترة التي كان (الكوشيون) يشنون حملات عسكرية ضد (الآشوريين)، وربما تكون قد وقعت في إحدى هذه الصراعات». واهتم الباحثون أيضاً بأسرار تحنيط المومياء، فإلى جانب ما كشفه التصوير المقطعي المحوسب في دراسات سابقة من أن تحنيط المومياء يعكس التغييرات في الممارسة خلال الفترتين الوسيطة الثالثة والمتأخرة، حيث بذلت محاولات أكبر لجعل المومياء تبدو أكثر «واقعية»، ويشمل ذلك الاحتفاظ غير المعتاد برأس الشعر الطبيعي بالكامل بدلاً من حلق الرأس أو إضافة وصلات شعر، فإن هناك أسراراً أخرى كشفت عنها الدراسة الجديدة، بعد أن أخذ الباحثون عينة إبرة 20 - 30 ملليغراماً من مواد التعبئة التي أُدخلت أثناء التحنيط.

ووجد الباحثون أن من بين المواد المستخدمة في التحنيط «نشارة خشب شجر الأرز»، وباستخدام تحليل الكربون المشع لمعرفة عمر الأشجار التي استقت منها هذه النشارة، وجد الباحثون أن «تاريخ مادة الكربون المشع يشير إلى التحنيط في الفترة الانتقالية الثالثة، وهو ما يتفق مع التاريخ الموجود على التابوت الخاص بالمومياء، الذي يشير إلى الأسرة الخامسة والعشرين».


خبراء يحذرون مرضى السكري من تناول كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر

مشروبات محلاة (أرشيفية-شاترستوك)
مشروبات محلاة (أرشيفية-شاترستوك)
TT

خبراء يحذرون مرضى السكري من تناول كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر

مشروبات محلاة (أرشيفية-شاترستوك)
مشروبات محلاة (أرشيفية-شاترستوك)

«ضع تلك الصودا المحلاة جانباً، لأنها قد تكون مميتة، خصوصاً إذا كنت مصاباً بداء السكري من النوع الثاني»، ذلك ما ذكرته دراسة شارك فيها تشي صن، الأستاذ المشارك في التغذية بجامعة هارفارد الأميركية. ويقول تشي في تقرير نشره موقع «هيلث داي»، إن الدراسة التي شارك فيها، ونشرت في العدد الأخير من المجلة الطبية البريطانية، تشير إلى أن «تناول كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر، مثل الصودا وعصير الليمون والفاكهة، ترتبط بالوفاة المبكرة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني»، لكن المشروبات الأخرى، على وجه التحديد «القهوة والشاي والحليب قليل الدسم والماء العادي، تساعد في تقليل احتمالات الوفاة المبكرة».

وكانت هناك القليل من الأدلة الموجودة حول تأثير المشروبات على الوفيات المرتبطة بالسكري من النوع الثاني، لكن الدراسة الجديدة التي اعتمدت على بيانات من أكثر من 9200 امرأة وأكثر من 3500 رجل شخصوا جميعاً بمرض السكري من النوع الثاني، هي «الأولى من نوعها التي تفحص تأثير المشروبات خلال فترة الدراسة التي استمرت 18.5 عام».

وأضاف تشي أن «كل سنتين إلى أربع سنوات، كان المشاركون بالدراسة يبلغون عن عدد المرات التي استهلكوا فيها المشروبات المحلاة بالسكر أو المحلاة صناعياً، وكذلك العصير والقهوة والشاي والماء والحليب قليل الدسم»، موضحاً أن «كل حصة يومية إضافية من المشروبات المحلاة بالسكر، ارتبطت بزيادة قدرها 8 في المائة في الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب لمرضى السكري من النوع الثاني، وأدى استبدال هذا المشروب بأحد الخيارات الصحية إلى تقليل مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة 18 في المائة».

وتشير تلك النتائج إلى اتجاه واحد فقط، وهو أن «شرب عدد أقل من المشروبات المحلاة بالسكر والمزيد من البدائل الصحية، هو الأفضل للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني».

لكن ما يعيب هذه النتائج، في رأي محمد أنور، أخصائي الباطنة والجهاز الهضمي، في وزارة الصحة المصرية، أنها «لم تفرق بين أنواع الشاي المختلفة أو تأثير إضافة السكر إلى القهوة».

وبعيداً عن هذه الملاحظة، قال أنور لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه المشروبات تساهم في استهلاك الطاقة وجودة النظام الغذائي، مما قد يؤثر على السمنة والصحة على المدى الطويل».

ويؤيد خالد الصواف، الباحث في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بوزارة الزراعة المصرية، ما ذهب إليه أنور، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المشروبات المحلاة بالسكر تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية والقليل من القيمة الغذائية، إن وجدت، ومن الممكن أن تستهلك كمية كبيرة في غضون دقائق، من دون أن تشعر بالشبع، فتضطر إلى أكل المزيد من الطعام، فتكون سبباً في السمنة».

ويقترح الصواف التقليل ببطء من كمية المشروبات المحلاة التي تُستهلك، مضيفاً: «انظر إلى كمية الطعام التي تتناولها خلال أسبوع، وما مقدار المشروب المحلى بالسكر الموجود بها، وهل هو واحد في اليوم، أم اثنان، أم ثلاثة، واتخذ قرار التخلص التدريجي من استهلاك تلك المشروبات».


مراجعة طبية لتشخيص الاكتئاب لدى المراهقين

الاكتئاب حالة شائعة تتزايد معدلات انتشارها بين المراهقين (شاترستوك)
الاكتئاب حالة شائعة تتزايد معدلات انتشارها بين المراهقين (شاترستوك)
TT

مراجعة طبية لتشخيص الاكتئاب لدى المراهقين

الاكتئاب حالة شائعة تتزايد معدلات انتشارها بين المراهقين (شاترستوك)
الاكتئاب حالة شائعة تتزايد معدلات انتشارها بين المراهقين (شاترستوك)

رغم أن «أكثر من 40 في المائة من المصابين بالاكتئاب يعانون من أعراض المرض قبل الوصول إلى سن الرشد»؛ فإن «غالبية هؤلاء لا يُكتشف المرض لديهم في الوقت المناسب، وبالتالي لا يحصلون على العلاج المناسب أيضاً»، وفق نتائج مراجعة بحثية شاملة جديدة صادرة عن مجلة الجمعية الطبية الكندية «CMAJ» (الاثنين).

وتسعى المراجعة إلى توجيه المتخصصين إلى كيفية اكتشاف المرض لدى المراهقين والتعامل الأمثل معه. وتقول دافني كوركزاك، طبيبة نفسية في مستشفى «سيك كيدز» (SickKids) للأطفال، الأستاذة بجامعة تورونتو الكندية المساعدة: «يشير الأطباء باستمرار إلى انعدام الثقة في قدرتهم على رعاية المراهقين المصابين بالاكتئاب».

ويزداد انتشار الاكتئاب لدى المراهقين مع تقدم العمر، وعادة ما يرتبط بتدهور الصحة البدنية والعقلية لديهم في مرحلة البلوغ. وتشير تقديرات ما قبل جائحة «كوفيد - 19» إلى أن «الاكتئاب أثّر على 13 في المائة إلى 15 في المائة من المراهقين»، لكن دراسة حديثة وجدت أن «نحو 1 من كل 4 من المراهقين (ما يعادل 25 في المائة) ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب أثناء الجائحة»، وفق المراجعة البحثية.

وتستند المراجعة إلى أحدث الأدلة العلمية وإرشادات الممارسة السريرية من كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا. ونصت المراجعة على عدد من التوجيهات إلى الأطباء، خصوصاً أطباء الرعاية الأولية، حول إجراءات التشخيص والفحص وإدارة المرض، وفيما يتعلق بالتشخيص وجدت أن «أبرز علامات الاكتئاب لدى المراهقين هي الانفعال المفرط، والمزاج الحزين، والشعور بالتعب، واضطراب النوم، وانخفاض مستويات الاستمتاع بالأنشطة اليومية وكذلك صعوبة التركيز».

وبالنسبة إلى إجراءات الفحص الأولية، أشارت المراجعة إلى أنه رغم أن العديد من الأبحاث تشدد على الحاجة إلى الفحص الشامل للمراهقين المعرضين للاكتئاب في أقسام الرعاية الأولية، فإنها وجدت أن ذلك قد يكون مناسباً في بعض الحالات، لكنها توصي الأطباء باستخدام أدوات فحص معتمدة، وأن يدركوا أن الفحص الأولي ليس بديلاً عن تلك الأدوات.

وأخيراً، وفيما يتعلق بإدارة الخطة العلاجية مع المريض، ألزمت الأطباء بضرورة اتباع نهج متعدد الأوجه، قد يشمل معالجة السلوك والعلاج النفسي ووصف الأدوية المناسبة، بالإضافة إلى معالجة الضغوطات الأساسية التي تقع على المراهق.

ووفق المراجعة العلمية، يعاني أكثر من 60 في المائة من المراهقين المصابين باضطراب الاكتئاب الشديد (MDD) أيضاً من حالة صحية عقلية أخرى على الأقل، مثل القلق واضطراب نقص الانتباه أو فرط النشاط واضطرابات التعلم، وهو ما يصعب من تشخيص حالات الاكتئاب وعلاجها، حيث تتداخل بعض الأعراض، كما يمكن أن تحاكي الحالات الصحية الجسدية أعراض الاكتئاب.

وكما ورد في البيان الصحافي الصادر مع المراجعة، فقد شدد الباحثون على أن «الاكتئاب حالة شائعة تتزايد معدلات انتشارها بين المراهقين، إلا أنها قابلة للعلاج». وأكدوا «ضرورة أن يكون أطباء الرعاية الأولية وأطباء الأطفال في وضع جيد لدعم التشخيص السليم وإدارة عمليات الخط الأول لمواجهة الاكتئاب لدى هذه الفئة العمرية، ومساعدتهم على استعادة صحتهم والقيام بوظائفهم».

وأفاد الباحثون بأن هناك حاجة لإجراء بحوث في المستقبل لمعالجة الأسئلة التي لم يُجب عليها حتى الآن، بما في ذلك آثار جائحة «كوفيد - 19» على مرضى الاكتئاب، وما إذا كان الفحص الشامل يحسن النتائج، وكيفية وصف أفضل العلاجات للاكتئاب، وبما يتناسب مع كل حالة على حدة، لضمان رفع مستوى فعالية العلاج.


نجل مبارك على خط أزمة مقابر المشاهير في مصر

مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)
مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)
TT

نجل مبارك على خط أزمة مقابر المشاهير في مصر

مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)
مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)

دخل نجل الرئيس المصري الأسبق، علاء مبارك، على خط أزمة إزالة مدافن المشاهير وبعض الرموز الثقافية في مصر، وذلك بعد أيام من مناشدات للحكومة المصرية بـ«عدم هدم هذه المقابر لطابعها التاريخي». وقال النجل الأكبر لمبارك (الاثنين) عبر صفحته الشخصية على «تويتر»، إن «الحكومة المصرية تعتزم تعويض أصحاب المقابر التي هُدمت بأخرى بديلة في مناطق أخرى»، مضيفاً أن «بعض هذه المناطق التي تُزال هي مناطق تاريخية، وتُعدّ تراثاً وتاريخاً تحتوي على تحف معمارية وقباب ضريحية جميلة، وشواهد رخامية عليها نقوش قديمة لا تقدر بثمن تعود إلى مئات السنين».

وأوضح نجل الرئيس المصري الأسبق أنه «لا أحد ضد التطوير؛ لكنه يجب ألا يأتي على حساب إزالة الرُفات والجثث، خصوصاً أن بعض هذه المقابر تقع في مناطق لها طابع تاريخي، وتحتوي على فنون معمارية نادرة، وذات قيم روحية ورمزية».

«ألا توجد بدائل وخطط أخرى لدى الحكومة المصرية لتجنب إزالة تلك المدافن بكل ما تحمله من دلالات تاريخية ووطنية؟»

الناقد الثقافي محمود عبد الشكور

وقبل أيام، ناشدت أسرة الشاعر المصري الراحل محمود سامي البارودي، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالتدخّل لعدم إزالة مقبرته من مكانها، بعد أن وضعت محافظة القاهرة علامة «إزالة» على المدفن تمهيداً لهدمه، لتنضم أسرة البارودي إلى كثير من أسر الرموز التاريخية، التي ناشدت الحكومة المصرية من قبل بالتدخل، بعد إخطارهم بإزالة مقابر ذويهم من منطقة الخليفة والإمام الشافعي والسيدة نفيسة في قلب القاهرة القديمة، ضمن أعمال إزالات المقابر التي تقوم بها محافظة القاهرة، التي تصل إلى نحو 2700 مقبرة، ونقلها لأماكن جديدة في مدينتي 15 مايو، والعاشر من رمضان، ضمن خطة تطوير الطرق في هذه المنطقة.

 

مدافن بالقاهرة تتضمن جماليات وزخارف متفردة (الشرق الأوسط)

وتساءل محمود عبد الشكور، الناقد الثقافي في مصر: «ألا توجد بدائل وخطط أخرى لدى الحكومة المصرية لتجنب إزالة تلك المدافن بكل ما تحمله من دلالات تاريخية ووطنية؟». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «مع كل خبر يتكرر حول هدم مقبرة لاسم راحل، سواء أكان كاتباً أو شاعراً كبيراً أو أحد الرموز الثقافية والتاريخية، نجد أننا إزاء (أمر مؤسف)»، موضحاً: «نتفهم مقتضيات التطوير من شق الطرق، لكن هناك بدائل بكل تأكيد، حتى تتفادى تلك التوسعات مقابر أسماء مهمة، ولها دلالتها التاريخية، فهذا موضوع في حاجة إلى مراجعة من الحكومة المصرية بدلاً من تجدد الأحاديث حوله من وقت لآخر».

مقبرة البارودي تصعّد الجدل حول مصير مقابر المشاهير (فيسبوك)

وتواكب أعمال الإزالة بتلك المنطقة التاريخية انتقادات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتشمل تداولاً لصور مقابر عدد من الرموز الثقافية والوطنية بتلك المناطق التاريخية القديمة، منها مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين، ومقبرة «شاعر النيل» حافظ إبراهيم، ومقبرة الأديب الراحل يحيى حقي، الذي نقلت رفاته بالفعل من مقبرته بجوار السيدة نفيسة إلى مدافن في مدينة العاشر من رمضان، بالتزامن مع ذكرى رحيله الثلاثين.


عايدة رياض: الاشتباك مع أزمات الزواج درامياً أصبح أكثر إلحاحاً

رياض مع نجلاء فتحي في فيلم «أحلام هند وكاميليا» (حسابها على فيسبوك)
رياض مع نجلاء فتحي في فيلم «أحلام هند وكاميليا» (حسابها على فيسبوك)
TT

عايدة رياض: الاشتباك مع أزمات الزواج درامياً أصبح أكثر إلحاحاً

رياض مع نجلاء فتحي في فيلم «أحلام هند وكاميليا» (حسابها على فيسبوك)
رياض مع نجلاء فتحي في فيلم «أحلام هند وكاميليا» (حسابها على فيسبوك)

أكدت الفنانة المصرية عايدة رياض أن «الاشتباك مع أزمات الزواج درامياً أصبح أكثر إلحاحاً»، لافتة إلى أنها «كانت تراقب أداء سعاد حسني وتشاهدها في كواليس فيلم (أهل القمة) الذي شاركت فيه». وذكرت أنها تترقب عرض مسلسل «ليه لأ» في جزئه الثالث الذي تشارك بالتمثيل فيه مع نيللي كريم، مشيرة إلى أنها تعتز بمسيرتها الفنية، وتشعر بالفخر لأن 10 من أفلامها جاءت ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري. وقالت في حوار مع «الشرق الأوسط» إن مسلسل «الهرشة السابعة» الذي شاركت به في شهر رمضان الماضي لقي صدى واسعاً؛ لأنه عبر بشكل حقيقي عن أزمات الزواج بين الشباب والكبار أيضاً، وأنها تشعر بالرضا عما حققته منذ انطلاقتها راقصة بالفرقة القومية للفنون الشعبية وعمرها 15 عاماً.

وتتحدث رياض عن الجزء الثالث من مسلسل «ليه لأ» الذي تعرضه قريباً منصة «شاهد» قائلة: «سعدت بالعمل مع المخرجة الشابة نادين خان ابنة الأستاذ محمد خان، الذي كان له بصمة خاصة في مشواري، حين قدمني بطلة أمام نجلاء فتحي وأحمد زكي في فيلم (أحلام هند وكاميليا)، وقد اكتشفت أن نادين تحمل الكثير من صفاته، ومنها الاهتمام بالممثل، والبساطة في التعامل».

«من حسن حظي أنني عملت مع الأستاذ خان في عدد من أفلامه، من بينها (أحلام هند وكاميليا)»

الفنانة المصرية عايدة رياض

وتتضامن عايدة رياض في المسلسل مع أزمة البطلة نيللي كريم، حسبما تؤكد: «هي أم لها ظروف عديدة، أتضامن مع أزمتها، والدراما يجب أن تعكس واقعنا، لأن الفن مرآة للحياة نفسها، وهناك مشكلات اجتماعية حقيقية نخشى الكلام عنها، وقد نحكم بقسوة على إنسانة توفي زوجها وهي صغيرة أو انفصلا، فهل عليها أن تدفن مشاعرها من أجل أولادها، لذا لا بد من التعامل مع أزمات الزواج درامياً، والمسلسل كتبته مريم نعوم التي تضع يدها على مشكلات حقيقية، وقد استمتعت بالعمل مع نيللي كريم فهي بسيطة ومتعاونة؛ لذا نالت محبة الجميع».

مع المخرج الراحل محمد خان انطلقت عايدة رياض بطلة بأدوار مهمة. وتقول: «من حسن حظي أنني عملت مع الأستاذ خان في عدد من أفلامه، من بينها (أحلام هند وكاميليا)، و(سوبر ماركت)، و(شقة مصر الجديدة)، وهو لا يستعين بممثل إلا في الدور الذي يناسبه و(لائق عليه)، وكان صاحب رؤية خاصة، وعينه حلوة مع الممثل، لا يتركه إلا وهو على ثقة بأنه حصل منه على أفضل أداء».

تروي رياض موقفاً تتذكره جيداً خلال تصوير فيلم «أحلام هند وكاميليا»، قائلة: «كنت أصور مشهداً مع الفنانة نجلاء فتحي وهي فنانة جميلة وإنسانة رائعة، وقد سهرت الليل أُعد له، وقدمته بانفعال ودموع، وتصورت أن (الأستاذ خان) سيشيد بي، وحينما انتهيت صدمني بقوله (أداء سيئ جداً)، فبكيت، ومن ثَمّ اقترب مني، وقال سنعيده، مطلوب منك أداء أبسط من ذلك سواء بكيتِ أم لا، وأضاف متحدثاً برفق: «المفترض أن هند (الشخصية التي جسدتها) تفضفض مع صاحبتها. فأعدت تمثيل المشهد بطريقة بسيطة وأنا غاضبة، وحينما شاهدت الفيلم أدركت أن معه حقاً، وبصفته مخرجاً يراني ممثلة أكثر من نفسي، وقد تعلمت منه الكثير وأنه يجب ألا يكون إحساسي مبالغاً فيه»

في شهر رمضان الماضي أطلت عايدة رياض من خلال مسلسلين هما «الهرشة السابعة» و«سره الباتع»، في حلقات المسلسل الأول قدمت شخصية الزوجة التي تعيش أزمة زواج غير منسجم، وتصل الأمور إلى حافة الانفصال، في الوقت الذي تواجه ابنتها فيه (أمينة خليل)، أزمة مماثلة مع زوجها، وكما تقول رياض: «هناك في الواقع نماذج كثيرة لنساء يتحملن زيجات فاشلة من أجل أولادهن، ومن ثَمّ يكتشفن انتهاء العمر وهن في المعاناة نفسها، وقد حقق العمل نجاحاً يؤكد أهمية طرح مشكلاتنا الحقيقية، وقد كتبته مريم نعوم أشطر جيلها، وأخرجه الموهوب كريم الشناوي، وقدمت الفنانة حنان سليمان دوراً جديداً عليها، وأمينة شاهين وعلي قاسم وأسماء جلال، عبّروا عن الحالة بأداء جميل، والحمد لله وصل للجمهور، ولمست صدى نجاحه من خلال الناس الذين التقيتهم».

ومع المخرج خالد يوسف شاركت في مسلسل «سره الباتع»، الذي تراه «عملاً تاريخياً ملحمياً شاقاً يمثل حالة خاصة، وقد حظي بمشاهدات جيدة رغم  زحام مسلسلات رمضان»، على حد تعبيرها.

وفي مشوار عايدة رياض أفلام جمعتها مع كبار المخرجين والممثلين، من بينها «أهل القمة» أمام سعاد حسني ونور الشريف وإخراج علي بدر خان، وكما تقول: «حصلت به على أول جائزة في حياتي، ولم تجمعني مشاهد مع السندريللا، لكنني كنت أشاهدها في الكواليس وأراقب أداءها، كانت فنانة باهرة وعظيمة، وعملت مع  داوود عبد السيد في (الكيت كات)، الذي جعلني أؤدي بشكل مختلف، ومع عادل إمام في (اللعب مع الكبار)، من إخراج شريف عرفة»؛ وتنوه: «لا شك أنني كنت محظوظة جداً بكل الأساتذة الذين أضافوا لي الكثير، وأعتز أن 10 أفلام مثلت بها اختيرت ضمن أفضل مائة فيلم في السينما المصرية، وهو أمر يدعو للفخر والشعور بالرضا».

وفي التلفزيون تألقت عايدة رياض بأدوار لافتة في مسلسلات كثيرة، من بينها «المال والبنون»، و«ليالي الحلمية»، و«سكة الهلالي»، و«هوانم جاردن سيتي»: وتقول: «قدمني المخرج الراحل نور الدمرداش، وعمري 18 عاماً في مسلسل (مارد الجبل)، واختارني المخرج يوسف شاهين لأمثل معه في فيلم (عودة الابن الضال)، بعدما شاهدني راقصة بالفرقة القومية للفنون الشعبية لأدرس على يد مدربين من روسيا، وأحقق نجاحاً ينقلني إلى عالم التمثيل».


إقامة «مسك» تُبرز العادات والتقاليد عبر الفنون البصرية

استخدمت هيا الغانم أسلوب الطباعة الحريرية لخلق تأثير حميمي للصور (الشرق الأوسط)
استخدمت هيا الغانم أسلوب الطباعة الحريرية لخلق تأثير حميمي للصور (الشرق الأوسط)
TT

إقامة «مسك» تُبرز العادات والتقاليد عبر الفنون البصرية

استخدمت هيا الغانم أسلوب الطباعة الحريرية لخلق تأثير حميمي للصور (الشرق الأوسط)
استخدمت هيا الغانم أسلوب الطباعة الحريرية لخلق تأثير حميمي للصور (الشرق الأوسط)

للتقاليد دور مهم في تكون المجتمعات والأفكار، وارتباط مباشر بالفن عبر التاريخ، وكان توثيق العادات المختلفة للشعوب مصدر إلهام للفنانين عبر العصور؛ لذا أتت «مساحة مسك» الفنية لإبرازها عبر الفنون البصرية المختلفة من خلال برنامج الإقامة الذي وفر المرافق الفنية، والجلسات الإرشادية لعشرة فنانين وكاتبين.

وتطرق الفنانون المقيمون إلى تاريخ الفن التقليدي ليبحثوا في كيفية تسخير الفن لحماية التقاليد الثقافية، وكيف يستمدون الإلهام من التبادلات الثقافية، والتعمق في خلق سياقات جديدة بين التقاليد والابتكار.

تراث «غير رسمي»

يوثق عمل الفنانة السعودية نورا الدخيل عبر فيلم وثائقي رحلتها الاستكشافية في قلب الرياض القديمة الديرة، التي تحتضن «أسواق المزادات التراثية» في سوق «الزل» خلال الستينات باستخدامها السجاد الذي يوصف محلياً باسم «البسطة» بصفتها منصة يتاجرون من خلالها بالقطع التراثية.

لتتطور السوق من كونها مكاناً للتخلص من الخردة بسعر رخيص خلال أوائل القرن العشرين في حراج بن قاسم إلى محطة تجمع ثقافية يقودها شغف يجسد تاريخ المنطقة بأكمله ويوثق مرشحاً مهماً من تاريخ المنطقة عبر قطع نادرة تتنافس عليها المتاحف.

الجوع للوطن

وأطّرت الفنانة الفلسطينية أريج قاعود مفهوم الغربة في الأسواق التجارية التي تقدم الطعام من حول العالم، حيث يتلهف زائروها إلى تذوق نكهات من بلادهم عبر الأكلات الشعبية لتغذية حالة من الجوع النفسي والحنين للوطن.

وتتطور في عمل «بديش أشبع» تفاعلات شاعرية ومألوفة في أسواق العاصمة السعودية الرياض، حيث تُعزّز مفاهيم الشوق والحنين واللهفة للعودة قليلاً إلى الوطن من خلال الطعام في مساحة من الراحة المؤقتة والاتصال العاطفي.

الأثر والتأثير

تُعيد الفنانة الكويتية هيا الغانم النظر في التصورات المسبقة لإدراك كل من التقاليد والصيغة والزمان والذاكرة والمشاعر والمجتمع والأمل، وتمييزها في إطار مستقبلي جماعي شامل ومتكامل من خلال مشروعها الوثائقي «المصدر»؛ بل تعيد فيه تشكيل اللقطات الأرشيفية التي سجلها تلفزيون الكويت بين عامي 1961 و1989 لتكون أعمق وأبعد من مجرد ذكرى وحنين للفن الخليجي القديم.

ويضم عملها قطعتين هما «أثر»، وهي مجموعة من خمس مطبوعات بتقنية الطباعة الحريرية، و«تأثیر»، وهي تركيب فيديو رقمي ثلاثي القنوات لينقل هذا العمل الصور الأيقونية الموجودة في الأرشيف إلى سياق مادي جديد ومستقبل جديد.

وتسعى برامج إقامة «مسك للفنون» لدعم تطوير الفنون وممارستها، وتعزيز فرص التبادل الثقافي بين الفنانين والمجتمع المحلي والمشهد الثقافي العالمي؛ لذا تأتي «إقامة مساحة» لتنمية قطاع الفن من خلال توفير الفرص والمساحات التي تساعد في تسهيل الحوار والبحوث والتجارب حول المواضيع التي تهم المجتمع المحلي.

وأتاحت «مساحة» للعام الحالي الفرصة للفنانين الصاعدين من حول العالم والكتّاب ليتعمقوا في معنى العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال ومفاهيمها، من منظور أن التقاليد هي التي تُميِّز الشعوب عن بعضها وتعكس هويتها الثقافية وقيمها الجماعية، بل حتى جمالياتها التاريخية؛ فقد ترتبط بمكان ما وتمتد إلى مناطق أُخرى محيطة به.