الأدب السعودي أمام متغيرات المرحلة

في مجاميع صدرت بعد الألف الثانية انفتح أفق لشعرية أكثر رحابة

الأدب السعودي أمام متغيرات المرحلة
TT

الأدب السعودي أمام متغيرات المرحلة

الأدب السعودي أمام متغيرات المرحلة

ينقل الناقد المصري عمار علي حسن في كتابه «النص والسلطة والمجتمع» عن نجيب محفوظ قوله إن انحسار عهد عبد الناصر جرد الكتّاب من مصدر كان يمد الكتابة بالحيوية، كما تمثلت في مخاتلة الرقيب بغية تناول موضوعات لم يكن من المسموح تناولها. يقول محفوظ: «إن المبدعين في السبعينات كانوا أحراراً في أن يقولوا ما يشاءون في أحاديثهم ومقالاتهم، وهو ما جنى على الجانب الإبداعي لديهم، حيث لم تكن أمامهم تحديات كتلك التي وجدت في الستينات، والتي قادت إلى إنجاز الأعمال الإبداعية، بما فيها من رموز وإسقاطات للتعبير عما يريدونه».
هذا الرأي صحيح إلى حد بعيد، أي ليس على إطلاقه، ولا أظن محفوظ قصد الإطلاق، ذلك أن في مصر، كما في كل البلاد العربية ودول أخرى كثيرة في العالم، ظل هامش الكتابة مقيداً بأطر تتسع أو تضيق، لكنها ظلت قائمة. صحة الرأي في نسبيته، أي أنه بالقياس إلى ما كان عليه الوضع يمكن القول إن هامشاً قد اتسع. ذلك الاتساع مهم في كل الحالات، حتى حين نسلّم بنسبيته. وهو مهم أيضاً للتعرف على الأثر الذي يتركه في طبيعة الكتابة الأدبية والإنتاج الثقافي بأنواعه المختلفة من الفكر إلى الفن إلى العلم.
ملاحظة نجيب محفوظ مطروحة اليوم على بيئات اجتماعية وثقافية تعيش عهداً غير مسبوق من الانفتاح الاجتماعي؛ حيث اتسع هامش المسموح به اتساعاً لم يكن من المحلوم به لدى معظم الراغبين فيه المنادين إليه. ولعل البيئة السعودية هي التي ستخطر ببال من يقرأ هذا الكلام. ذلك أن المملكة منذ سنوات قلائل كانت تعيش حالة اختناق اجتماعي وثقافي قد يسميه البعض ضوابط أو التزاماً، وهناك من سيسميه محافظة، ومن المؤكد أن هناك من يراه الطريق القويم الذي ضل عنه المجتمع. لكن هناك من سيراه الطريق المطلوب منذ أمد بعيد، أي الابتعاد عن طرق التشدد غير المبرر، والقسر الاجتماعي الذي لا تقره سماحة الدين واتساع مساحة الاختلاف وتعدد الآراء في كثير من المسائل.
الأدب السعودي منذ بدايته هو قصة التفاعل وسط بيئات اجتماعية وثقافية محافظة، ومساعي الكتّاب للوصول إلى منطقة من التوازن التي تسمح بإنتاج أعمال تحقق معادلة الجمال والقيمة الدلالية ضمن القيم والضوابط السائدة. ولكن تلك البيئات لم تكن متماثلة في درجة الانفتاح أو المحافظة. كانت دائماً بيئات مختلفة باختلاف مناطق المملكة التي جمعت أطراف الجزيرة العربية؛ من الحجاز المتاخم لمصر والسودان حتى الأحساء الخليجية، ومن الشمال القريب من الشام حتى عسير ونجران وجيزان في جنوب الجزيرة العربية، وصولاً إلى نجد التي ظلت معزولة نسبياً وسط الجزيرة إلى أن اتسعت صلاتها مع تطور الدولة وتعدد مشارب التأثير وقنوات الاتصال. تنوع جغرافي وسكاني وثقافي انعكس بالضرورة على المنتج الفكري والثقافي، وأفرز من ثم صوراً مختلفة من التفاعل البيئي على امتداد ما يقارب القرن من النشاط والإنتاج المتعدد والمتأثر ببيئات قريبة؛ مصر والشام والعراق واليمن، بل الهند وإيران، وغيرها.
ذلك التعدد أو التنوع في الإنتاج وما صاحبته من حريات وقيم متفاوتة هو الذي تأثر بصورة مباشرة بما مرت به المملكة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، أو بالتحديد بعد حادثة الحرم المكي على يد جماعات حملت لواء التشدد والاعتراض على ما كانت المملكة تحققه على مستويات تنموية شملت الفنون والحياة الاجتماعية والاقتصادية. الأعمال الأدبية التي صدرت في تلك الفترة كانت مرايا لما كان يحدث بقدر ما كانت محاولات متواصلة لاختراق القيود الصماء التي أقامها جهاديون وبعض المنتمين لهيئة الأمر بالمعروف، أو من قدموا أنفسهم إلى المجتمع على أنهم حماة للفضيلة. في روايات لكتاب مثل تركي الحمد وبدرية البشر ويوسف المحيميد، وقصائد لشعراء مثل فوزية أبو خالد ومحمد الثبيتي وعبد الله الصيخان، ومقالات وروايات لكتاب مثل عبد الله بن بخيت، وقصص قصيرة لمحمد علي علوان وصالح الأشقر، وأعمال لغازي القصيبي، من بينها ردوده على خطاب التشدد الديني ومساجلاته معهم، في كل ذلك وغيره كثير قلق وغضب ومحاولات متصلة لاستعادة صوت الاعتدال والانفتاح النسبي، بغية اختراق القيود التي لم تفرضها الدولة بقدر ما أقامتها تلك الجماعات المتطرفة على اختلاف توجهاتها.
ذلك الخطاب المناهض للتشدد لم يكن بطبيعة الحال هو كل ما هنالك، فقد أنتج كثيراً مما ليس له صلة بالتشدد الديني، فما أنتجه من أساليب لمواجهة ذلك الخطاب وفي مسعى لمناهضته وتجاوزه، تحول إلى سمة لأعمال أدبية كثيرة حتى صار جزءاً أساسياً لفهم المشهد الثقافي والإبداعي السعودي. بمعنى أننا لكي نعرف الأعمال الأدبية من سرد وشعر علينا أن نتذكر أنها كتبت وفي خلفيتها رفض ضمني لما انتشر من تطرف ديني. والسؤال الآن: بانحسار ذلك التطرف، إلى أين سيتجه أولئك الذين تشكل خطابهم الإبداعي على مناهضة تلك التوجهات الجهادية والوعظية المتطرفة؟
لن تكون المشكلة بطبيعة الحال نضوب القدرات الإبداعية، وإنما ستكون نضوب مفردات التعبير الشعري واستراتيجيات السرد والبلاغة التي تشكلت ضمن تلك المواجهات. أي أن تلك المفردات والاستراتيجيات قد تصاب بما سمّته سلمى الخضراء الجيوسي «الإرهاق الجمالي»، أي افتقارها للقيمة الإبداعية. وفي تقديري أن من بين سمات الخطاب الذي تشكل من تلك المفردات والسمات سمة الغموض أو الرموز الشعرية المتخفية، لا لأسباب فنية فحسب وإنما أيضاً للالتفاف على خطاب التطرف. من أمثلة ذلك قول الشاعر عبد الله الصيخان مخاطباً الوطن:
وأنت البسيط
البسيط، فقل للعصافير
إن الفضاء مديح اتساع لعينيك كي لا تطير
فإن العصافير خائفة،
فكن وطني ممعناً في الهدوء
لكي تعتلي ذروتك.
أو في قول محمد الثبيتي:
«صب لنا وطناً في الكؤوس
يدير الرؤوس»،
أو قوله في موضع آخر:
فارتبت في الأوطان
«لا تحمي العليل من الردى»
وارتبت في الشطآن
«لا تروي الغليل من الصدى»
فذهبت في بحر الجنون عميقا.
إنه النداء لوطن أحس أولئك بأنه مختطف وغريب. ذلك الاختطاف هو الذي جعل محمد العلي -أحد رواد الحداثة الشعرية- يقول: «لا ماء في الماء»، أي لا وطن في الوطن. لكن وقع الاختطاف كان أشد ما يكون على المرأة. وقد وجدت الشاعرة فوزية أبو خالد اختصاراً مجازياً له في عنوان ديوانها «إلى متى يختطفونك ليلة العرس؟» كما في خطاب الاحتجاج الشعري الفائر في تضاعيف ذلك الديوان.
في مجاميع شعرية صدرت بعد الألف الثانية، استطاع الخطاب الشعري لدى فوزية أبو خالد نفسها ولدى غيرها مثل علي الدميني ومحمد الدميني وأشجان الهندي وأحمد الملا، وشعراء تلك الألفية مثل محمد إبراهيم يعقوب وعبد اللطيف بن يوسف وهيفاء الجبري وعبد الوهاب أبو زيد وغيرهم، أن يفتحوا أفقاً لشعرية أكثر رحابة في انفتاحها على الإنساني والعاطفي، مثلما حدث لدى روائيين مثل أميمة الخميس ومحمد حسن علوان وعبده خال وآخرين. لكن ذلك الانفتاح على المختلف من الهموم والانشغالات لم يشمل الجميع أو الأكثرية بعد. وحين يحدث ذلك فسيصل المنتج الأدبي إلى فضاءات مغايرة؛ لكنها لن تخلو من تحديات أخرى وهموم مرحلة مختلفة. ذلك أن خفوت حس التطرف وسطوته لا يعني الوصول إلى «يوتوبيا» موعودة، بل إن لهذه المرحلة مشكلاتها أو تحدياتها التي نرى كثيراً منها حولنا. وفي طليعتها التشظي الاجتماعي أو تراخي العلاقات الأسرية، وطغيان الفردية والعلاقات السائلة. كما أن منها تراجع الهوية الثقافية تحت ضغوط العولمة؛ سواء تمثل ذلك في طغيان الإنجليزية في التواصل اليومي، أو تبني عادات وأنماط سلوكية ومظهرية غربية. ولنتذكر هنا أن الحداثة الأدبية التي انتشرت في الثمانينات لم تنحصر في مواجهة التزمت الديني، وإنما تضمنت أيضاً مواجهة لبعض النتائج السلبية للحداثة نفسها، بطغيان المدن التي «بلا قلب»، بتعبير أحمد عبد المعطي حجازي. تلك المدن هي عنوان المرحلة اليوم بإيجابياتها وسلبياتها، وليس أكثر من الأدب وعياً بتلك المتغيرات وتفاعلاً معها. السؤال هو: أي لغة سيطورها الأدب لمواجهة تلك المتغيرات؟ وأي موقف سيتخذ؟
إن الأدب الجاد ليس ناتجاً للبهجة ولا لليأس، وإنما هو ناتج للتفاعل الشفاف والمعمق، أي المركّب، مع ما يحدث داخل الإنسان وخارجه، ولعل عبارة للشاعر الآيرلندي ييتس تختصر بعض ذلك، حين قال: «من خصومتنا مع الآخرين تنتج البلاغة، ومن خصومتنا مع أنفسنا ينتج الشعر».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

12 ألف طالب سعودي يشاركون برناوي والقرني تجاربهما الفضائية

تمثّل رحلة القرني وبرناوي خطوة واسعة باتجاه البرنامج السعودي الطموح في قطاع الفضاء (الهيئة السعودية للفضاء)
تمثّل رحلة القرني وبرناوي خطوة واسعة باتجاه البرنامج السعودي الطموح في قطاع الفضاء (الهيئة السعودية للفضاء)
TT

12 ألف طالب سعودي يشاركون برناوي والقرني تجاربهما الفضائية

تمثّل رحلة القرني وبرناوي خطوة واسعة باتجاه البرنامج السعودي الطموح في قطاع الفضاء (الهيئة السعودية للفضاء)
تمثّل رحلة القرني وبرناوي خطوة واسعة باتجاه البرنامج السعودي الطموح في قطاع الفضاء (الهيئة السعودية للفضاء)

ثلاثة أيام من التجارب العلمية والاستكشافية، ينخرط فيها نحو اثني عشر ألف طالب وطالبة من المدارس السعودية مع رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني، عبر البث اللحظي من فوق متن محطة الفضاء الدولية، لمشاركة التجارب وتلقي أسئلة الطلاب العلمية واستفساراتهم حول طرق العيش في الفضاء، وطبيعة الحياة اليومية على متن المحطة الدولية.

ثلاثة أيام من التجارب العلمية والاستكشافية، ينخرط فيها نحو اثني عشر ألف طالب وطالبة من المدارس السعودية (الهيئة السعودية للفضاء)

وتستثمر «الهيئة السعودية للفضاء» أولى رحلات برنامجها لرواد الفضاء السعوديين، لتعظيم أثر الرحلة العلمية التي أطلقت الأحد الماضي، ومشاركة آلاف الطلاب من 47 مدينة ومنطقة في السعودية، لمواكبة الحدث وتحقيق التحفيز المأمول منه في صناعة جيل متطلع لعلوم الفضاء، وإلهام الشباب السعودي والعربي بهذا القطاع الحيوي.

تجارب تفاعلية من الفضاء إلى الأرض

ولتعزيز الوعي المعرفي لدى طلاب المدارس السعودية، بعلوم الفضاء، أجرى رائدا الفضاء السعوديان، خلال يومي السبت والأحد، تجارب تفاعلية تجمعهما عبر البث اللحظي مع طلاب المدارس في السعودية، الذين أبدوا تفاعلاً وحماساً لاكتشاف نتائج تلك التجارب، فيما يراقبون بانتباه كامل توصيات وتعليمات برناوي والقرني وهما يوجهان الطلاب من فوق متن المحطة الدولية.

وركّزت التجربة الأولى على «انتشار الألوان السائلة»، التي استهدفت الطلاب في المرحلة السنية من التاسعة إلى الثانية عشرة، وشملت معاينة سلوك المواد السائلة وانتشارها في ظل ظروف الجاذبية الصغرى ومقارنة سلوكها مع وجود الجاذبية في الأرض، فيما ركزت التجربة الثانية على «الطائرات الورقية الفضائية» التي أثارت اهتمام الطلاب واستفساراتهم النابهة بشأن المواد التي صنعت منها الطائرات، وسبب تفاوت أشكالها، وسر تحليقها في الفضاء مع غياب الجاذبية، على أن تركز التجربة الثالثة التي تجرى يوم الاثنين، كآخر التجارب التفاعلية مع الطلاب حول «انتقال الحرارة».

كشفت هيئة الاتصالات والفضاء عن مستقبل واعد في تخصصات الفضاء ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث (الهيئة السعودية للفضاء)

في قاعة معرض «السعودية نحو الفضاء» الذي أطلقته السعودية في ثلاث مدن، بالتزامن مع المهمة العلمية لرائدي الفضاء السعوديين، ينتظم نحو 700 طالب في اختبار التجارب وإلقاء الأسئلة على رواد الفضاء، ويعكفون بحرص واهتمام على تطبيق المنهجية العلمية على تلك التجارب، وسط بيئة تعليمية فريدة ومحفزة، تعزّز مهارات التفكير الناقد والتحليلي لدى الطلاب من خلال مقارنة نتيجة تجربتهم بنتائج تجارب رواد الفضاء في المحطة الدولية.

وخلال أول يومين من سلسلة التجارب التي تشاركها رائدا الفضاء السعوديان مع طلاب المدارس، كشفت أسئلة الطلاب شغفاً لاكتشاف عالم الفضاء والرغبة في التعرف أكثر على الديناميكية الهوائية وأسباب انعدام الجاذبية وحتى معرفة المسافة التي تفصل محطة الفضاء عن الأرض، وغيرها من الأسئلة التي تبادرت إلى أذهان الطلاب والطالبات وهم يتناوبون الحديث مع رائدي الفضاء.

وقال رائد الفضاء السعودي علي القرني، إن التجارب التعليمية التي يجريها رفقة برناوي من الفضاء، تأتي من باب المسؤولية الكبيرة التي أخذها على عاتقه لإلهام الأجيال الناشئة ورواد الفضاء المستقبليين، فيما أبدت رائدة الفضاء ريانة برناوي سرورها بإجراء هذه التجارب التعليمية مع علماء المستقبل، متمنية لهم التوفيق فيما ينفع الوطن والبشرية.

ينتظم نحو 12 ألف طالب في اختبار التجارب وإلقاء الأسئلة بحرص واهتمام على تطبيق المنهجية العلمية على التجارب العلمية (الهيئة السعودية للفضاء)

ويواصل رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي وعلي القرني مهمتهما العلمية التي تشمل إجراء 14 تجربة بحثية علمية في عدد من التخصصات، والمساهمة بنتائجها في تطوير البرامج والأبحاث، وقالت «هيئة الفضاء السعودية» إن التجارب العلمية التي يجريها رائدا الفضاء السعوديان واستهدفت عدداً من المجالات الطبية والبيئة الحيوية، سيكون لها نتائج إيجابية على حاضر البشرية ومستقبلها، وتحسين فهم الباحثين لعدد من التقنيات في مجالاتهم البحثية والعلمية المختلفة.

ويتواصل رائدا الفضاء السعوديان من فوق متن المحطة الدولية، مع جمهور واسع ومتطلع لاكتشاف المزيد من تفاصيل الرحلة التاريخية التي حملت أول رائدة فضاء عربية، وأول رائد فضاء سعودي يصل المحطة الدولية، اللذين يبثّان باستمرار عبر حسابهما على «تويتر» تفاصيل التجارب التي يجريانها ويتواصلان مع متتبعي الرحلة الذين يتفاعلون باستمرار مع الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة من داخل المحطة.

وخلال رحلتهما الحالية، يمتلك كل رائد فضاء على متن المحطة الدولية جدولاً يتعلق بأوقات العمل والتجارب والراحة، بالإضافة إلى مشاركة بقية الطاقم تفاصيل المحطة والأجهزة المرتبطة بها، للاستفادة من هذه التجربة بشكل كامل، ودعم المزيد من الرحلات المقبلة.

برنامج سعودي طموحوتمثّل رحلة القرني وبرناوي قفزة كبيرة نحو تحقيق أهداف المملكة من خلال البرنامج السعودي الطموح لاستكشاف الفضاء وتطوير العمل على الأبحاث العلمية في الجاذبية الصغرى لخدمة العلم والبشرية، وللإسهام في التوصل إلى نتائج علمية تخدم البشرية تحقيقاً لطموحات الوطن ومستهدفات «رؤية السعودية 2030»‬ في هذا المجال.

وكشفت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية يوم الخميس، عن مستقبل واعد لتخصصات الفضاء في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، يشمل ابتعاثاً منتهياً بالتوظيف لنخبة من الطلاب في أفضل (30) جامعة عالمية في تخصصات علوم وتقنيات الفضاء لمرحلتي البكالوريوس والماجستير في هندسة الطيران والفضاء، علوم الفضاء، سياسات الفضاء، وذلك تعزيزاً للقدرات وبناء الكفاءات الوطنية وتمكينها من تحقيق تطلعات السعودية في القطاع، ومواكبة التطورات العالمية للمساهمة في التنمية الاقتصادية.


برناوي تختتم تجارب مستشفى «التخصصي» السعودي في محطة الفضاء الدولية

رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي (واس)
رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي (واس)
TT

برناوي تختتم تجارب مستشفى «التخصصي» السعودي في محطة الفضاء الدولية

رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي (واس)
رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي (واس)

اختتمت رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي، تنفيذ تجارب علوم الخلية التابعة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء، بمحطة الفضاء الدولية (ISS)، وتهدف التجارب إلى دراسة استجابة الخلايا المناعية، وتأثير بعض العلاجات على الحالات الالتهابية، لزيادة المعرفة بالتغيرات البيولوجية التي تحدث في بيئة الفضاء، ورصد نشاط آلاف الجينات في الخلايا المناعية المتعرضة للالتهاب مع مرور الوقت، بالإضافة إلى سير العمليات المرضية؛ لأغراض الوقاية والعلاج المبكر.

واستمرت التجارب العلمية 4 أيام، بإشراف ومتابعة فريق البحث برئاسة رئيس قسم الجزيئات وعالم الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور خالد سعد أبو خبر، والدكتورة وجدان بنت عبد الرحيم الأحمدي، وذلك عبر بثٍّ مباشر من المحطة الدولية للفضاء إلى مركز بايوسير للتقنية الفضائية المتعاون مع وكالة «ناسا»، ومن الرياض الدكتور إدوارد حتي.

ومرت التجارب بعدة مراحل؛ حيث تبدأ المرحلة الأولى بتحضير الخلايا الحية في أوعية خاصة، وحفظها في حاضنة الخلايا لمدة 48 ساعة، لتتكيف مع ظروف الجاذبية الصغرى، ثم تُهيأ لمرحلة ما قبل تحفيز التفاعلات الالتهابية عبر إضافة مركبات ذات خصائص علاجية لتثبيط الإنزيمات التي تحفز إنتاج البروتينات المسببة لعدد من الأمراض الالتهابية والورمية. وتكتمل المرحلة الثالثة بإضافة محفز للتفاعلات الالتهابية، لتحفيز التفاعلات البيولوجية في الخلية. وفي المرحلة الرابعة تُجمع وتُحفظ العينات المعالجة كيميائياً أو غير المعالجة في أوقات مختلفة تمتد من نصف ساعة إلى عشرين ساعة، لرصد التغيرات في عمر الحمض الريبونووي المراسل (mRNA).

وبالتزامن مع التجارب التي أجريت على متن المحطة الفضائية الدولية (الجاذبية الصغرى)، ستجري الدكتورة وجدان الأحمدي، التجارب ذاتها، في بيئة الجاذبية الكبرى، في معامل بايوسبر المتعاون مع وكالة ناسا، ثم ستحلل العينات بشكل شامل، ثم تقارن تأثير الجاذبيتين الصغرى والكبرى على النتائج.

وتسهم التجارب العملية في تقديم فهم أفضل لصحة الإنسان في الفضاء، والكشف عن المؤشرات الحيوية أو العلاجات المحتملة للأمراض الالتهابية في كل من الفضاء والأرض معاً، المعتمدة على التقنية الحيوية.

وتأتي التجارب العلمية التي يجريها «التخصصي» في إطار برنامج المملكة لرواد الفضاء السعوديين، أحد أهم برامج الاستراتيجية الوطنية للفضاء، المعتمدة من المجلس الأعلى للفضاء، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ويهدف في مرحلته الأولى إلى إرسال رائدي فضاء، ضمن رحلة مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية، على ارتفاع ما يقارب 420 كلم فوق سطح الأرض.

ومن المقرر أن يقوم رائدا الفضاء السعوديان، مع طاقم المهمة خلال الرحلة، بإجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، وهي أبحاث ستعزز دور مراكز الأبحاث السعودية في إحداث تأثير علمي، وتؤكد مكانة المملكة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية.

يذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، يعدُّ من بين المستشفيات الأبرز عالمياً في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، وصُنف مؤخراً في المركز 20 في قائمة أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم لعام 2023، والأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بحسب تصنيف «براند فاينانس» (Brand Finance).


القهوة نحو الانقراض؟

موظف يعد القهوة في أحد المقاهي في ألمانيا (د.ب.أ)
موظف يعد القهوة في أحد المقاهي في ألمانيا (د.ب.أ)
TT

القهوة نحو الانقراض؟

موظف يعد القهوة في أحد المقاهي في ألمانيا (د.ب.أ)
موظف يعد القهوة في أحد المقاهي في ألمانيا (د.ب.أ)

إن كان لا يعتدل صباحك دون كوب القهوة، فربما تُصدم من أن هذا الكوب معرض للانقراض مستقبلا، في ظل ظروف مناخية ليست في صالح مزاجنا الصباحي.

ويشير تقرير حديث عن منظمة إغاثية بريطانية تُدعى «Christian Aid» إلى أن تغير المناخ يمكن أن يقلل من مساحة الأرض المتاحة لزراعة البن بنسبة 54 في المائة بحلول عام 2100، حتى لو تم الحفاظ على درجات الحرارة العالمية للأهداف المتفق عليها دولياً.

ونقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن تقرير المنظمة أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ذكرت أن درجات الحرارة يمكن أن تتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول عام 2027، وأن تلك ليست أخباراً جيدة لمزارعي القهوة ومحبيها.

وعدت الصحيفة أن البريطانيين يتناولون حوالي 98 مليون كوب يومياً، مع استهلاك ملياري كوب في جميع أنحاء العالم، كما أن صناعة القهوة توفر 210 آلاف وظيفة في بريطانيا، ويعتمد عليها حوالي 100 مليون مزارع عالمياً. ومن القهوة سريعة التحضير إلى اللاتيه بحليب الشوفان الفاخر، تعد القهوة تجارة كبيرة، ومع ذلك فإن مستقبلها في خطر.

مزارع يعمل على حبوب القهوة في ساوباولو (رويترز)

وفقًا للدكتور آرون ديفيس، الخبير العالمي في القهوة وتغير المناخ، فإن القهوة واحدة من أكثر النباتات التي خضعت للبحث عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، حيث تم نشر ما يقرب من 150 دراسة، والنتائج ليست جيدة، مضيفا أنه حتى إذا تم الوفاء بالتزامات الحد من انبعاثات الكربون، تشير دراسة أجريت في عام 2022 في مجلة «ناتشر» إلى أن إنتاج القهوة سيظل يشهد انخفاضاً سريعاً في البلدان التي تمثل 75 في المائة من إمدادات القهوة في العالم. ويقول الدكتور ديفيس: «هذا ليس شيئاً سيحدث في المستقبل، إنه يحدث بالفعل. إنه حقيقي للغاية».

زراعة البن ليست سهلة

وشهدت أكبر دولتين منتجتين في العالم، وهي البرازيل وفيتنام، أنماطاً مناخية تتعلق بالطقس هذا العام فقط: الحرارة الشديدة والجفاف في فيتنام، والأمطار الغزيرة في البرازيل. ويوضح الدكتور ديفيس: «في العام الماضي، تأثرت مواسم حصاد البن بالجفاف في العديد من البلدان، وقد يتسبب تغير المناخ على المدى الطويل في أن تصبح فترات الجفاف تلك أطول وأكثر حدة وأكثر انتظاماً». وفي أوغندا، انخفضت الصادرات بنحو 20 في المائة في عام 2022. وتعد زراعة القهوة أمرا ليس سهلا، إذ تتطلب ظروفا مناسبة للازدهار. ويركز الإنتاج العالمي على نوعين فقط من أصل 130 نوعاً معروفاً؛ فيما نقص التنوع الجيني يجعلها عرضة بشكل خاص للأمراض والآفات. ويعد البن العربي نباتا استوائيا باردا، ينمو في متوسط درجات الحرارة السنوية حوالي 19 درجة مئوية، ويعتبر من أفضل أنواع البن من حيث النكهة، ويمثل 56 في المائة من إنتاج القهوة، فيما يشكل نبات الروبوستا 43 في المائة، ويمكن أن ينمو على ارتفاعات منخفضة ومتوسط درجات حرارة أعلى سنوياً، ولكنه مخصص في الغالب للقهوة سريعة التحضير والمخلوطة.

حبوب القهوة قبل طحنها (رويترز)

وتحتاج القهوة إلى كمية مناسبة من المطر والحرارة لتزدهر. عندما يتغير ذلك - كما يحدث في معظم مناطق زراعة البن - يمكن أن يعيث فساداً في المحاصيل. وتعتبر آثار الآفات والأمراض، التي تتفاقم في كثير من الأحيان بسبب تغير الطقس، هي أيضا مصدر قلق. ويعد البن العربي عرضة بشكل خاص لصدأ الأوراق، وهو مرض فطري يعوق نمو النبات وإنتاجيته. وقد دمر معظم محصول سريلانكا في أواخر القرن التاسع عشر وضرب أميركا الجنوبية بشدة في أوائل القرن الحادي والعشرين.

ويقول الدكتور ديفيس: «لا تزال الأمراض الفطرية تمثل قيداً رئيسياً أمام إنتاج البن»، في حين أن مرض توت البن ومرض ذبول البن يعوقان إنتاج البن العربي والروبوستا في أفريقيا. لإنقاذ «قهوة الصباح، يكثف العلماء البحث عن أنواع جديدة من القهوة، تلك التي قد تكون أكثر مقاومة للجفاف أو للأمراض، أو يمكن زراعتها في درجات حرارة أعلى.

أحد هذه الأنواع هو قهوة ستينوفيلا، وهي قهوة نادرة من غرب أفريقيا. وفي عام 2018، كان ديفيس جزءاً من فريق أعاد اكتشاف النبات في غابة سيراليون - لم يُشاهد في البرية هناك منذ عام 1954. افترضت دراسة صدرت في عام 2021 أن تحمله لدرجات الحرارة المرتفعة ونكهته الفائقة - احترافية شبّهها المتذوقون بأفضل قهوة بن عربي، وربما يؤدي ذلك إلى أن تصبح قهوة رئيسية في المستقبل.

الأنواع الجديدة مفتاح للحل

يوافق ويل كوربي، مدير القهوة والتأثير الاجتماعي في «باكت»، وهي شركة مستوردة للقهوة ومقرها المملكة المتحدة تركز على الاستدامة والأخلاق، على أن الأنواع الجديدة هي مفتاح مستقبل القهوة، لكنها تبدو كلمة تحذير: «نحن لا نعرف ما إذا كانت الزراعة ستكون مجدية تجارياً من منظور التكلفة».

يعمل الدكتور ديفيس أيضاً مع الزملاء والمزارعين في أوغندا وجنوب السودان على نوع آخر من البن، يُعرف باسم إكسيلسا، تم اكتشافه لأول مرة في وسط أفريقيا في مطلع القرن العشرين. ووفقاً للمزارعين الذين يستخدمونها، فإن إكسيلسا يتحمل درجات حرارة أعلى وظروفا أكثر جفافاً من روبوستا، وله نكهة أفضل بالنسبة للكثيرين.

يوضح: «نحن نعمل مع المزارعين والمصدرين لتطوير سوق لها في أوغندا». ويتابع: «لدينا ما يقرب من ثلاثة إلى أربعة أطنان للتصدير هذا العام، ولكن في غضون 10 سنوات، يمكن أن تنتج أوغندا وجنوب السودان عدة مئات من الأطنان».

يقول كوربي: «في السنوات الخمس الماضية، شهدنا تغيرات جذرية في المواسم الرطبة والجافة، وزيادة هائلة في حجم المطر». ويوضح «الأنواع التاريخية من القهوة لا تتمتع بمقاومة الأمراض التي تتوقعها من الأصناف الحديثة. فقد أنتجت أصناف جديدة من البن العربي، وتم تطويرها مع الحكومة الكولومبية، لتكون ذات إنتاجية أعلى ومقاومة للأمراض».

وينصح الخبراء بعدم إلقاء البن المطحون في وعاء صناعة القهوة دون قياسه، واستخدام كمية مناسبة، أقل غالبا إن أمكن، مثلا ملعقة واحدة للكوب، رغم أن محبي القهوة القوية قد يحتاجون إلى المزيد.

حقائق

2 مليار

كوب قهوة يعد صباحا كل يوم حول العالم


«سيدتي أنا»... استعراضات غنائية عن حياة الطبقة الأرستقراطية

ملصق المسرحية (صفحة المسرحية والمخرج على «فيسبوك»)
ملصق المسرحية (صفحة المسرحية والمخرج على «فيسبوك»)
TT

«سيدتي أنا»... استعراضات غنائية عن حياة الطبقة الأرستقراطية

ملصق المسرحية (صفحة المسرحية والمخرج على «فيسبوك»)
ملصق المسرحية (صفحة المسرحية والمخرج على «فيسبوك»)

«سيدتي أنا» مسرحية استعراضية تتناول حياة الطبقة الأرستقراطية؛ إذ تستعيد المسرحية التي تُعرض في القاهرة، «بجماليون» التي كتبها المؤلف الآيرلندي - الإنجليزي الشهير برنارد شو، وعُرضت للمرة الأولى على خشبة المسرح عام 1913، وهناك عشرات المسرحيات والمسلسلات والأفلام تستلهم قصة المثقف الذي يتبنى فتاة فقيرة ويحولها لسيدة مجتمع أرستقراطي ليخدع بها الجميع. وتعرض «سيدتي أنا» على «المسرح القومي» بضاحية عابدين في وسط العاصمة المصرية، باعتبارها أحدث حلقة في سلسلة الاقتباس من النص الإنجليزي.

وإذا كانت مسرحية «سيدتي الجميلة» التي قدمها الفنان فؤاد المهندس والفنانة شويكار عام 1969 أشهر الأعمال المصرية المأخوذة عن هذا النص العالمي، من خلال شخصية «كمال» التي جسدها فؤاد المهندس، الذي يتعرض للسرقة على يد فتاة شعبية هي «صدفة» وجسدتها شويكار، فيقرر تعليمها أصول «الإتيكيت» وتقديمها للمجتمع باعتبارها ابنة الثراء والعراقة. وما يميز «سيدتي أنا» أنها تغرّد خارج سرب «التمصير» أو «التعريب» وتقدم الحبكة الأصلية للنص الأصلي وليس نصاً موازياً يتضمن اختلافاً في الأحداث وأسماء الشخصيات.

محسن رزق، مخرج العمل و«الدراماتورج» صاحب الصياغة الدرامية المنقولة عن النص الأصلي، حافظ على روح وتفاصيل «بجماليون» في نسختها الإنجليزية. وتعتمد الحبكة هنا على التحدي الذي يخوضه البروفسور هنري هيغينز، أستاذ علم الصوتيات، ورغبته الشديدة في فضح نفاق المجتمع الأرستقراطي والكشف عن المظاهر الفارغة. يتمثل التحدي في تحويل الفتاة الفقيرة إليزا دوليتل، التي تبيع الورد وتتحدث بطريقة سوقية ويفتقر سلوكها بشكل عام للكياسة، إلى فتاة يشار إليها بالبنان في حفل تستضيفه حديقة منزل أحد السفراء، حيث نخبة المجتمع وأيقونات طبقة النبلاء تتجمع في مكان واحد.

جاء اختيار كل من الفنانة داليا البحيري والفنان نضال الشافعي موفقاً لتجسيد شخصيتي البروفسور وبائعة الورد، إذ اتسم أداؤهما بالتجانس والكيمياء لا سيما أن العرض موسيقي غنائي استعراضي في المقام الأول، وهو ما يتطلب قدراً أكبر من التناغم بين مفرداته وعناصره المختلفة وعلى رأسها الأداء التمثيلي.

وقال محسن رزق إن «الطبيعة الاستعراضية للعمل تطلبت الكثير من الجهد في التحضير لا سيما على مستوى البروفات التي استغرقت وقتاً طويلاً، وما كانت لتؤتي ثمارها لولا الحماس الشديد الذي أبداه كل من داليا ونضال للمسرحية ورغبتهما في أن تأخذ كل تفصيلة وقتها وحقها». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «المسرح القومي هو الأرشيف الدرامي الأكبر لتاريخ الفن المصري عبر ما يقرب من 100 عام، إذ وقف على خشبته كثير من كبار الفنانين، وكوننا نقدم هذا العمل عبره، فهذا يعني المزيد من المسؤولية التي نتحملها على كل المستويات».

وأوضح رزق: «نستعين في هذا العمل بوسائل إبهار غير معتادة في مسرح الدولة وسبق لي أن فعلت الشيء نفسه في مسرحية (أليس في بلاد العجائب) على مسرح (البالون) بالقاهرة، وحققت نجاحاً (لافتاً)، فالمشكلة من وجهة نظري (لا تكمن في ضعف الإمكانات بقدر ما تكمن في عزوف بعض الفنانين عن المشاركة في مسرح القطاع العام بسبب ضعف الدعاية من وجهة نظرهم)».

ويشار إلى أن العرض المسرحي ينتمي إلى ما يسمى «كوميديا الفارس» أو «المهزلة الدرامية»، بالإنجليزية (Farce) وهو مصطلح درامي يشير إلى عرض كوميدي ساخر ونقدي، يستهدف إبراز عبثية السلوك الإنساني وتهافت نماذج الشخصيات عبر معالجة ساخرة تعتمد على المفاجآت والمبالغات الكاريكاتورية.

وأضافت أشعار عادل سلامة، وألحان محمود طلعت، واستعراضات مصطفى حجاج، الكثير من الحيوية على العمل، بينما جاء ديكور حمدي عطية، وأزياء مروة عودة، وغرافيك جون بهاء، لتجسد أجواء الحياة الاجتماعية في لندن في بدايات القرن العشرين. واللافت أن مسرحية «بجماليون» التي جاءت «سيدتي أنا» نقلاً عنها، مأخوذة عن أسطورة يونانية، وردت في كتاب «التحولات» للشاعر بوليبو أوفيد نازونه، الذي اشتهر باسم «أوفيد»، وعاش في الفترة من سنة 43 قبل الميلاد حتى 18 بعد الميلاد.


تشارلز يرفض «تدفئة» حمام سباحة قصر باكنغهام

نشالز حريص انخفاض الانبعاثات الكربونية (غيتي)
نشالز حريص انخفاض الانبعاثات الكربونية (غيتي)
TT

تشارلز يرفض «تدفئة» حمام سباحة قصر باكنغهام

نشالز حريص انخفاض الانبعاثات الكربونية (غيتي)
نشالز حريص انخفاض الانبعاثات الكربونية (غيتي)

رفض الملك البريطاني تشارلز استخدام الترموستات (منظم الحرارة) لحمام السباحة في قصر باكنغهام للمساعدة في تقليل استخدام الطاقة في قصور العائلة المالكة، حسب صحيفة (التلغراف) البريطانية.

وأفاد مصدر بأن عدداً محدوداً من الأشخاص الذين يستخدمون مسبح العائلة البريطانية المالكة لاحظوا أن درجة الحرارة قد انخفضت، وعند السؤال عن السبب، قيل لهم إن الملك رفض تدفئة المياه.

وفي العام الماضي، بلغت فاتورة مرافق القصور الملكية، التي يتحملها دافعو الضرائب من خلال المنحة السيادية، 3.2 مليون جنيه إسترليني.

ومن المعروف أن الملك، الذي قضى حياته مهتماً بقضايا البيئة، حريص على الوصول بمستوى الانبعاثات الكربونية لدى الأسرة المالكة إلى درجة الصفر قبل الموعد المستهدف من الحكومة في عام 2050، حيث ركّب بالفعل الألواح الشمسية على السطح في منزله اللندني «كلارنس هاوس»، وفي «هايغروف»، مقر إقامته الريفي في غلوسترشير.


تحديد جينات أوروبية في مومياء مصرية بآيرلندا

الفريق البحثي يستعد لوضع المومياء «تاكابوتي» في جهاز التصوير المقطعي (الفريق البحثي)
الفريق البحثي يستعد لوضع المومياء «تاكابوتي» في جهاز التصوير المقطعي (الفريق البحثي)
TT

تحديد جينات أوروبية في مومياء مصرية بآيرلندا

الفريق البحثي يستعد لوضع المومياء «تاكابوتي» في جهاز التصوير المقطعي (الفريق البحثي)
الفريق البحثي يستعد لوضع المومياء «تاكابوتي» في جهاز التصوير المقطعي (الفريق البحثي)

نجح فريق بحثي من مركز علم المصريات الطبية الحيوية في جامعة مانشستر البريطانية، في الكشف عن مزيد من الأسرار عن حياة المومياء «تاكابوتي»، التي توجد في متحف «أولستر» بالعاصمة الآيرلندية بلفاست.

وكانت أبحاث سابقة قد استخدمت التصوير المقطعي المحوسب، لكشف سبب وفاة تلك المومياء، إذ ثبتت وفاتها بعد «طعنها بفأس، وليس بسكين»، كما كان يُعتقد سابقاً. وقادت الدراسة الجديدة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «جورنال أوف أركيلوجيكال ساينس»، إلى تقديم رؤى عن حياتها وموتها وتحنيطها عبر التحليل الجينومي والبروتيني باستخدام خمسين «ملليغراماً» من عضلات العظام والفخذ، ومن بين أهم ما توصلوا إليه أنها «تحمل جينات أوروبية مصدرها الأم».

وكشف الباحثون عبر تحليل الحمض النووي الموجود في عضيات الخلايا البشرية، الذي يعرف باسم «دنا ميتوكوندريا» عن مجموعة من الجينات المتوارثة من الأم، تعرف باسم مجموعة «هابلوغروب H4a1» التي توجد بشكل سائد اليوم في أوروبا.

ويدعم هذا الاكتشاف نظرية كانت ترى أن عائلة الأم لهذه المومياء ربما نشأت خارج مصر، إذ إن اسم الأم الموجود على تابوت المومياء هو «تسنيريت»، وهو غير معروف في أي مكان آخر بالمصادر المصرية، بينما والدها، نيسبار، الذي كان يعمل كاهناً لآمون كما هو مبين من تابوت تاكابوتي، صاحب أصول مصرية.

ومن الأسرار الأخرى التي كُشف عنها، هو أن تاكابوتي، حاولت الفرار من الشخص الذي طعنها بالفأس، لأن البروتينات التي حُلّلت، تشير إلى نشاط طويل لعضلات الساق في الساعات التي سبقت وفاتها.

وقال الباحثون إنه «من المحتمل أن المومياء عاشت في طيبة خلال الفترة التي كان (الكوشيون) يشنون حملات عسكرية ضد (الآشوريين)، وربما تكون قد وقعت في إحدى هذه الصراعات». واهتم الباحثون أيضاً بأسرار تحنيط المومياء، فإلى جانب ما كشفه التصوير المقطعي المحوسب في دراسات سابقة من أن تحنيط المومياء يعكس التغييرات في الممارسة خلال الفترتين الوسيطة الثالثة والمتأخرة، حيث بذلت محاولات أكبر لجعل المومياء تبدو أكثر «واقعية»، ويشمل ذلك الاحتفاظ غير المعتاد برأس الشعر الطبيعي بالكامل بدلاً من حلق الرأس أو إضافة وصلات شعر، فإن هناك أسراراً أخرى كشفت عنها الدراسة الجديدة، بعد أن أخذ الباحثون عينة إبرة 20 - 30 ملليغراماً من مواد التعبئة التي أُدخلت أثناء التحنيط.

ووجد الباحثون أن من بين المواد المستخدمة في التحنيط «نشارة خشب شجر الأرز»، وباستخدام تحليل الكربون المشع لمعرفة عمر الأشجار التي استقت منها هذه النشارة، وجد الباحثون أن «تاريخ مادة الكربون المشع يشير إلى التحنيط في الفترة الانتقالية الثالثة، وهو ما يتفق مع التاريخ الموجود على التابوت الخاص بالمومياء، الذي يشير إلى الأسرة الخامسة والعشرين».


خبراء يحذرون مرضى السكري من تناول كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر

مشروبات محلاة (أرشيفية-شاترستوك)
مشروبات محلاة (أرشيفية-شاترستوك)
TT

خبراء يحذرون مرضى السكري من تناول كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر

مشروبات محلاة (أرشيفية-شاترستوك)
مشروبات محلاة (أرشيفية-شاترستوك)

«ضع تلك الصودا المحلاة جانباً، لأنها قد تكون مميتة، خصوصاً إذا كنت مصاباً بداء السكري من النوع الثاني»، ذلك ما ذكرته دراسة شارك فيها تشي صن، الأستاذ المشارك في التغذية بجامعة هارفارد الأميركية. ويقول تشي في تقرير نشره موقع «هيلث داي»، إن الدراسة التي شارك فيها، ونشرت في العدد الأخير من المجلة الطبية البريطانية، تشير إلى أن «تناول كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر، مثل الصودا وعصير الليمون والفاكهة، ترتبط بالوفاة المبكرة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني»، لكن المشروبات الأخرى، على وجه التحديد «القهوة والشاي والحليب قليل الدسم والماء العادي، تساعد في تقليل احتمالات الوفاة المبكرة».

وكانت هناك القليل من الأدلة الموجودة حول تأثير المشروبات على الوفيات المرتبطة بالسكري من النوع الثاني، لكن الدراسة الجديدة التي اعتمدت على بيانات من أكثر من 9200 امرأة وأكثر من 3500 رجل شخصوا جميعاً بمرض السكري من النوع الثاني، هي «الأولى من نوعها التي تفحص تأثير المشروبات خلال فترة الدراسة التي استمرت 18.5 عام».

وأضاف تشي أن «كل سنتين إلى أربع سنوات، كان المشاركون بالدراسة يبلغون عن عدد المرات التي استهلكوا فيها المشروبات المحلاة بالسكر أو المحلاة صناعياً، وكذلك العصير والقهوة والشاي والماء والحليب قليل الدسم»، موضحاً أن «كل حصة يومية إضافية من المشروبات المحلاة بالسكر، ارتبطت بزيادة قدرها 8 في المائة في الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب لمرضى السكري من النوع الثاني، وأدى استبدال هذا المشروب بأحد الخيارات الصحية إلى تقليل مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة 18 في المائة».

وتشير تلك النتائج إلى اتجاه واحد فقط، وهو أن «شرب عدد أقل من المشروبات المحلاة بالسكر والمزيد من البدائل الصحية، هو الأفضل للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني».

لكن ما يعيب هذه النتائج، في رأي محمد أنور، أخصائي الباطنة والجهاز الهضمي، في وزارة الصحة المصرية، أنها «لم تفرق بين أنواع الشاي المختلفة أو تأثير إضافة السكر إلى القهوة».

وبعيداً عن هذه الملاحظة، قال أنور لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه المشروبات تساهم في استهلاك الطاقة وجودة النظام الغذائي، مما قد يؤثر على السمنة والصحة على المدى الطويل».

ويؤيد خالد الصواف، الباحث في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بوزارة الزراعة المصرية، ما ذهب إليه أنور، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المشروبات المحلاة بالسكر تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية والقليل من القيمة الغذائية، إن وجدت، ومن الممكن أن تستهلك كمية كبيرة في غضون دقائق، من دون أن تشعر بالشبع، فتضطر إلى أكل المزيد من الطعام، فتكون سبباً في السمنة».

ويقترح الصواف التقليل ببطء من كمية المشروبات المحلاة التي تُستهلك، مضيفاً: «انظر إلى كمية الطعام التي تتناولها خلال أسبوع، وما مقدار المشروب المحلى بالسكر الموجود بها، وهل هو واحد في اليوم، أم اثنان، أم ثلاثة، واتخذ قرار التخلص التدريجي من استهلاك تلك المشروبات».


مراجعة طبية لتشخيص الاكتئاب لدى المراهقين

الاكتئاب حالة شائعة تتزايد معدلات انتشارها بين المراهقين (شاترستوك)
الاكتئاب حالة شائعة تتزايد معدلات انتشارها بين المراهقين (شاترستوك)
TT

مراجعة طبية لتشخيص الاكتئاب لدى المراهقين

الاكتئاب حالة شائعة تتزايد معدلات انتشارها بين المراهقين (شاترستوك)
الاكتئاب حالة شائعة تتزايد معدلات انتشارها بين المراهقين (شاترستوك)

رغم أن «أكثر من 40 في المائة من المصابين بالاكتئاب يعانون من أعراض المرض قبل الوصول إلى سن الرشد»؛ فإن «غالبية هؤلاء لا يُكتشف المرض لديهم في الوقت المناسب، وبالتالي لا يحصلون على العلاج المناسب أيضاً»، وفق نتائج مراجعة بحثية شاملة جديدة صادرة عن مجلة الجمعية الطبية الكندية «CMAJ» (الاثنين).

وتسعى المراجعة إلى توجيه المتخصصين إلى كيفية اكتشاف المرض لدى المراهقين والتعامل الأمثل معه. وتقول دافني كوركزاك، طبيبة نفسية في مستشفى «سيك كيدز» (SickKids) للأطفال، الأستاذة بجامعة تورونتو الكندية المساعدة: «يشير الأطباء باستمرار إلى انعدام الثقة في قدرتهم على رعاية المراهقين المصابين بالاكتئاب».

ويزداد انتشار الاكتئاب لدى المراهقين مع تقدم العمر، وعادة ما يرتبط بتدهور الصحة البدنية والعقلية لديهم في مرحلة البلوغ. وتشير تقديرات ما قبل جائحة «كوفيد - 19» إلى أن «الاكتئاب أثّر على 13 في المائة إلى 15 في المائة من المراهقين»، لكن دراسة حديثة وجدت أن «نحو 1 من كل 4 من المراهقين (ما يعادل 25 في المائة) ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب أثناء الجائحة»، وفق المراجعة البحثية.

وتستند المراجعة إلى أحدث الأدلة العلمية وإرشادات الممارسة السريرية من كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا. ونصت المراجعة على عدد من التوجيهات إلى الأطباء، خصوصاً أطباء الرعاية الأولية، حول إجراءات التشخيص والفحص وإدارة المرض، وفيما يتعلق بالتشخيص وجدت أن «أبرز علامات الاكتئاب لدى المراهقين هي الانفعال المفرط، والمزاج الحزين، والشعور بالتعب، واضطراب النوم، وانخفاض مستويات الاستمتاع بالأنشطة اليومية وكذلك صعوبة التركيز».

وبالنسبة إلى إجراءات الفحص الأولية، أشارت المراجعة إلى أنه رغم أن العديد من الأبحاث تشدد على الحاجة إلى الفحص الشامل للمراهقين المعرضين للاكتئاب في أقسام الرعاية الأولية، فإنها وجدت أن ذلك قد يكون مناسباً في بعض الحالات، لكنها توصي الأطباء باستخدام أدوات فحص معتمدة، وأن يدركوا أن الفحص الأولي ليس بديلاً عن تلك الأدوات.

وأخيراً، وفيما يتعلق بإدارة الخطة العلاجية مع المريض، ألزمت الأطباء بضرورة اتباع نهج متعدد الأوجه، قد يشمل معالجة السلوك والعلاج النفسي ووصف الأدوية المناسبة، بالإضافة إلى معالجة الضغوطات الأساسية التي تقع على المراهق.

ووفق المراجعة العلمية، يعاني أكثر من 60 في المائة من المراهقين المصابين باضطراب الاكتئاب الشديد (MDD) أيضاً من حالة صحية عقلية أخرى على الأقل، مثل القلق واضطراب نقص الانتباه أو فرط النشاط واضطرابات التعلم، وهو ما يصعب من تشخيص حالات الاكتئاب وعلاجها، حيث تتداخل بعض الأعراض، كما يمكن أن تحاكي الحالات الصحية الجسدية أعراض الاكتئاب.

وكما ورد في البيان الصحافي الصادر مع المراجعة، فقد شدد الباحثون على أن «الاكتئاب حالة شائعة تتزايد معدلات انتشارها بين المراهقين، إلا أنها قابلة للعلاج». وأكدوا «ضرورة أن يكون أطباء الرعاية الأولية وأطباء الأطفال في وضع جيد لدعم التشخيص السليم وإدارة عمليات الخط الأول لمواجهة الاكتئاب لدى هذه الفئة العمرية، ومساعدتهم على استعادة صحتهم والقيام بوظائفهم».

وأفاد الباحثون بأن هناك حاجة لإجراء بحوث في المستقبل لمعالجة الأسئلة التي لم يُجب عليها حتى الآن، بما في ذلك آثار جائحة «كوفيد - 19» على مرضى الاكتئاب، وما إذا كان الفحص الشامل يحسن النتائج، وكيفية وصف أفضل العلاجات للاكتئاب، وبما يتناسب مع كل حالة على حدة، لضمان رفع مستوى فعالية العلاج.


نجل مبارك على خط أزمة مقابر المشاهير في مصر

مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)
مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)
TT

نجل مبارك على خط أزمة مقابر المشاهير في مصر

مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)
مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)

دخل نجل الرئيس المصري الأسبق، علاء مبارك، على خط أزمة إزالة مدافن المشاهير وبعض الرموز الثقافية في مصر، وذلك بعد أيام من مناشدات للحكومة المصرية بـ«عدم هدم هذه المقابر لطابعها التاريخي». وقال النجل الأكبر لمبارك (الاثنين) عبر صفحته الشخصية على «تويتر»، إن «الحكومة المصرية تعتزم تعويض أصحاب المقابر التي هُدمت بأخرى بديلة في مناطق أخرى»، مضيفاً أن «بعض هذه المناطق التي تُزال هي مناطق تاريخية، وتُعدّ تراثاً وتاريخاً تحتوي على تحف معمارية وقباب ضريحية جميلة، وشواهد رخامية عليها نقوش قديمة لا تقدر بثمن تعود إلى مئات السنين».

وأوضح نجل الرئيس المصري الأسبق أنه «لا أحد ضد التطوير؛ لكنه يجب ألا يأتي على حساب إزالة الرُفات والجثث، خصوصاً أن بعض هذه المقابر تقع في مناطق لها طابع تاريخي، وتحتوي على فنون معمارية نادرة، وذات قيم روحية ورمزية».

«ألا توجد بدائل وخطط أخرى لدى الحكومة المصرية لتجنب إزالة تلك المدافن بكل ما تحمله من دلالات تاريخية ووطنية؟»

الناقد الثقافي محمود عبد الشكور

وقبل أيام، ناشدت أسرة الشاعر المصري الراحل محمود سامي البارودي، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالتدخّل لعدم إزالة مقبرته من مكانها، بعد أن وضعت محافظة القاهرة علامة «إزالة» على المدفن تمهيداً لهدمه، لتنضم أسرة البارودي إلى كثير من أسر الرموز التاريخية، التي ناشدت الحكومة المصرية من قبل بالتدخل، بعد إخطارهم بإزالة مقابر ذويهم من منطقة الخليفة والإمام الشافعي والسيدة نفيسة في قلب القاهرة القديمة، ضمن أعمال إزالات المقابر التي تقوم بها محافظة القاهرة، التي تصل إلى نحو 2700 مقبرة، ونقلها لأماكن جديدة في مدينتي 15 مايو، والعاشر من رمضان، ضمن خطة تطوير الطرق في هذه المنطقة.

 

مدافن بالقاهرة تتضمن جماليات وزخارف متفردة (الشرق الأوسط)

وتساءل محمود عبد الشكور، الناقد الثقافي في مصر: «ألا توجد بدائل وخطط أخرى لدى الحكومة المصرية لتجنب إزالة تلك المدافن بكل ما تحمله من دلالات تاريخية ووطنية؟». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «مع كل خبر يتكرر حول هدم مقبرة لاسم راحل، سواء أكان كاتباً أو شاعراً كبيراً أو أحد الرموز الثقافية والتاريخية، نجد أننا إزاء (أمر مؤسف)»، موضحاً: «نتفهم مقتضيات التطوير من شق الطرق، لكن هناك بدائل بكل تأكيد، حتى تتفادى تلك التوسعات مقابر أسماء مهمة، ولها دلالتها التاريخية، فهذا موضوع في حاجة إلى مراجعة من الحكومة المصرية بدلاً من تجدد الأحاديث حوله من وقت لآخر».

مقبرة البارودي تصعّد الجدل حول مصير مقابر المشاهير (فيسبوك)

وتواكب أعمال الإزالة بتلك المنطقة التاريخية انتقادات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتشمل تداولاً لصور مقابر عدد من الرموز الثقافية والوطنية بتلك المناطق التاريخية القديمة، منها مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين، ومقبرة «شاعر النيل» حافظ إبراهيم، ومقبرة الأديب الراحل يحيى حقي، الذي نقلت رفاته بالفعل من مقبرته بجوار السيدة نفيسة إلى مدافن في مدينة العاشر من رمضان، بالتزامن مع ذكرى رحيله الثلاثين.


عايدة رياض: الاشتباك مع أزمات الزواج درامياً أصبح أكثر إلحاحاً

رياض مع نجلاء فتحي في فيلم «أحلام هند وكاميليا» (حسابها على فيسبوك)
رياض مع نجلاء فتحي في فيلم «أحلام هند وكاميليا» (حسابها على فيسبوك)
TT

عايدة رياض: الاشتباك مع أزمات الزواج درامياً أصبح أكثر إلحاحاً

رياض مع نجلاء فتحي في فيلم «أحلام هند وكاميليا» (حسابها على فيسبوك)
رياض مع نجلاء فتحي في فيلم «أحلام هند وكاميليا» (حسابها على فيسبوك)

أكدت الفنانة المصرية عايدة رياض أن «الاشتباك مع أزمات الزواج درامياً أصبح أكثر إلحاحاً»، لافتة إلى أنها «كانت تراقب أداء سعاد حسني وتشاهدها في كواليس فيلم (أهل القمة) الذي شاركت فيه». وذكرت أنها تترقب عرض مسلسل «ليه لأ» في جزئه الثالث الذي تشارك بالتمثيل فيه مع نيللي كريم، مشيرة إلى أنها تعتز بمسيرتها الفنية، وتشعر بالفخر لأن 10 من أفلامها جاءت ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري. وقالت في حوار مع «الشرق الأوسط» إن مسلسل «الهرشة السابعة» الذي شاركت به في شهر رمضان الماضي لقي صدى واسعاً؛ لأنه عبر بشكل حقيقي عن أزمات الزواج بين الشباب والكبار أيضاً، وأنها تشعر بالرضا عما حققته منذ انطلاقتها راقصة بالفرقة القومية للفنون الشعبية وعمرها 15 عاماً.

وتتحدث رياض عن الجزء الثالث من مسلسل «ليه لأ» الذي تعرضه قريباً منصة «شاهد» قائلة: «سعدت بالعمل مع المخرجة الشابة نادين خان ابنة الأستاذ محمد خان، الذي كان له بصمة خاصة في مشواري، حين قدمني بطلة أمام نجلاء فتحي وأحمد زكي في فيلم (أحلام هند وكاميليا)، وقد اكتشفت أن نادين تحمل الكثير من صفاته، ومنها الاهتمام بالممثل، والبساطة في التعامل».

«من حسن حظي أنني عملت مع الأستاذ خان في عدد من أفلامه، من بينها (أحلام هند وكاميليا)»

الفنانة المصرية عايدة رياض

وتتضامن عايدة رياض في المسلسل مع أزمة البطلة نيللي كريم، حسبما تؤكد: «هي أم لها ظروف عديدة، أتضامن مع أزمتها، والدراما يجب أن تعكس واقعنا، لأن الفن مرآة للحياة نفسها، وهناك مشكلات اجتماعية حقيقية نخشى الكلام عنها، وقد نحكم بقسوة على إنسانة توفي زوجها وهي صغيرة أو انفصلا، فهل عليها أن تدفن مشاعرها من أجل أولادها، لذا لا بد من التعامل مع أزمات الزواج درامياً، والمسلسل كتبته مريم نعوم التي تضع يدها على مشكلات حقيقية، وقد استمتعت بالعمل مع نيللي كريم فهي بسيطة ومتعاونة؛ لذا نالت محبة الجميع».

مع المخرج الراحل محمد خان انطلقت عايدة رياض بطلة بأدوار مهمة. وتقول: «من حسن حظي أنني عملت مع الأستاذ خان في عدد من أفلامه، من بينها (أحلام هند وكاميليا)، و(سوبر ماركت)، و(شقة مصر الجديدة)، وهو لا يستعين بممثل إلا في الدور الذي يناسبه و(لائق عليه)، وكان صاحب رؤية خاصة، وعينه حلوة مع الممثل، لا يتركه إلا وهو على ثقة بأنه حصل منه على أفضل أداء».

تروي رياض موقفاً تتذكره جيداً خلال تصوير فيلم «أحلام هند وكاميليا»، قائلة: «كنت أصور مشهداً مع الفنانة نجلاء فتحي وهي فنانة جميلة وإنسانة رائعة، وقد سهرت الليل أُعد له، وقدمته بانفعال ودموع، وتصورت أن (الأستاذ خان) سيشيد بي، وحينما انتهيت صدمني بقوله (أداء سيئ جداً)، فبكيت، ومن ثَمّ اقترب مني، وقال سنعيده، مطلوب منك أداء أبسط من ذلك سواء بكيتِ أم لا، وأضاف متحدثاً برفق: «المفترض أن هند (الشخصية التي جسدتها) تفضفض مع صاحبتها. فأعدت تمثيل المشهد بطريقة بسيطة وأنا غاضبة، وحينما شاهدت الفيلم أدركت أن معه حقاً، وبصفته مخرجاً يراني ممثلة أكثر من نفسي، وقد تعلمت منه الكثير وأنه يجب ألا يكون إحساسي مبالغاً فيه»

في شهر رمضان الماضي أطلت عايدة رياض من خلال مسلسلين هما «الهرشة السابعة» و«سره الباتع»، في حلقات المسلسل الأول قدمت شخصية الزوجة التي تعيش أزمة زواج غير منسجم، وتصل الأمور إلى حافة الانفصال، في الوقت الذي تواجه ابنتها فيه (أمينة خليل)، أزمة مماثلة مع زوجها، وكما تقول رياض: «هناك في الواقع نماذج كثيرة لنساء يتحملن زيجات فاشلة من أجل أولادهن، ومن ثَمّ يكتشفن انتهاء العمر وهن في المعاناة نفسها، وقد حقق العمل نجاحاً يؤكد أهمية طرح مشكلاتنا الحقيقية، وقد كتبته مريم نعوم أشطر جيلها، وأخرجه الموهوب كريم الشناوي، وقدمت الفنانة حنان سليمان دوراً جديداً عليها، وأمينة شاهين وعلي قاسم وأسماء جلال، عبّروا عن الحالة بأداء جميل، والحمد لله وصل للجمهور، ولمست صدى نجاحه من خلال الناس الذين التقيتهم».

ومع المخرج خالد يوسف شاركت في مسلسل «سره الباتع»، الذي تراه «عملاً تاريخياً ملحمياً شاقاً يمثل حالة خاصة، وقد حظي بمشاهدات جيدة رغم  زحام مسلسلات رمضان»، على حد تعبيرها.

وفي مشوار عايدة رياض أفلام جمعتها مع كبار المخرجين والممثلين، من بينها «أهل القمة» أمام سعاد حسني ونور الشريف وإخراج علي بدر خان، وكما تقول: «حصلت به على أول جائزة في حياتي، ولم تجمعني مشاهد مع السندريللا، لكنني كنت أشاهدها في الكواليس وأراقب أداءها، كانت فنانة باهرة وعظيمة، وعملت مع  داوود عبد السيد في (الكيت كات)، الذي جعلني أؤدي بشكل مختلف، ومع عادل إمام في (اللعب مع الكبار)، من إخراج شريف عرفة»؛ وتنوه: «لا شك أنني كنت محظوظة جداً بكل الأساتذة الذين أضافوا لي الكثير، وأعتز أن 10 أفلام مثلت بها اختيرت ضمن أفضل مائة فيلم في السينما المصرية، وهو أمر يدعو للفخر والشعور بالرضا».

وفي التلفزيون تألقت عايدة رياض بأدوار لافتة في مسلسلات كثيرة، من بينها «المال والبنون»، و«ليالي الحلمية»، و«سكة الهلالي»، و«هوانم جاردن سيتي»: وتقول: «قدمني المخرج الراحل نور الدمرداش، وعمري 18 عاماً في مسلسل (مارد الجبل)، واختارني المخرج يوسف شاهين لأمثل معه في فيلم (عودة الابن الضال)، بعدما شاهدني راقصة بالفرقة القومية للفنون الشعبية لأدرس على يد مدربين من روسيا، وأحقق نجاحاً ينقلني إلى عالم التمثيل».