«وماذا بعد الأحمر؟» لمنى عبد اللطيف

«وماذا بعد الأحمر؟»  لمنى عبد اللطيف
TT

«وماذا بعد الأحمر؟» لمنى عبد اللطيف

«وماذا بعد الأحمر؟»  لمنى عبد اللطيف

في سلسلة «الكتاب الأول» التي يصدرها المجلس الأعلى للثقافة بمصر، صدر للفنانة التشكيلية منى عبد اللطيف ديوانها الأول بعنوان «وماذا بعد الأحمر؟». يقع الديوان في نحو مائة صفحة من القطع المتوسط، ويضم مجموعة من القصائد تنتمي لشعر التفعيلة، يبرز فيها الهم الإنساني، والبحث عن الحرية والعدل والجمال والحب كمحور أساس لعالم الرؤية، فالذات الشاعرة دائماً مسكونة بالأشياء وما وراءها، تلامسها وتعايشها في أقصى لحظات توهجها وذبولها، كأنها مرآتها الخاصة، وحلمها الهارب من قسوة الزمن والحياة.
يكشف الديوان عن طاقة شعرية تتمتع بحيوية خاصة، مفتوحة على براح الحواس ومناخات الطفولة، ومسكونة بمشهدية لا تتشكل من رحم اللغة الشعرية وتواتر الإيقاع العروضي، فحسب، إنما من قدرة الذات على التعامل بحيوية وعمق مع قضايا الوجود، ومساءلة الذات ومشاكساتها بحثاً عن أوجه الحقيقة لمعنى الوجود نفسه، الذي يبدو في كثير من قصائد الديوان كحياة مسروقة وغائبة، أو معاشة لكنها مكبلة بالرتابة والفوضى إلى حد الشعور باليأس والضجر وفقدان الأمل.
يتعزز هذا الهم فنياً بارتكاز الديوان على بنية السؤال المفتوحة على الماضي والحاضر، الذي وسم عنوانه اللافت «وماذا بعد الأحمر»، كما أن أغلب القصائد تتخذ من السؤال معولاً لإثارة الدهشة والقلق، وتحريك الساكن والمألوف، والبحث عن الدفء والحوار المفتقد، بين أكثر الأشياء ألفة وغرابة.
ومن ثم، لا تبتعد أجواء قصائد الديوان عن هموم الشاعرة كفنانة تشكيلية، فكثيراً ما تباغتنا انبثاقات خاطفة للون وحركة الضوء والظل والفراغ، تعضد من نسيج الصورة الشعرية، وتكسبها سيولة وانسيابية في القصائد، كما تساهم في تكثيف الإحساس بالدلالة والمعنى، وتوسع من حقولهما الرمزية والمعرفية، ودفع العلاقة ما بين الذاكرة والحلم والواقع إلى تخوم ومشارف جديدة، بعيداً عن نمطية العادة والمألوف.
من أجواء الديوان:
«وصايا الغروبِ مراهقة
لا تدومُ
وأبعدُ من فتنة النَّصِ
توقُ الحنينِ إلى قبلة لا تُرى.
أستعيدُ كِتابة اسمي وقوسَ الكمانِ
أُرَوِّضُ سِرِّي وعينُ المرايا تبوحُ
فمن أي زاوية يصعدونَ
يعيدون نقشَ الضياءِ...
سحابٌ شفيفٌ
وفي قَدَمي بحارٌ تفورُ
نجومٌ تراودُ خفَّتَهَا
كيف أفتحُ كهفي
أُلَوِّنَهُ بالنَّدى والحكايا
أُعَتِّقَهُ برذاذ البريقِ
أحِلُّ لجامَ الحنانِ
أفُضُّ جبيرة قلبي
أنادي سمائي
وأصعدْ».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

عائلة بريطانية تتغذى على فطرة ضخمة تزن 5 كيلوغرامات

أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»
أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»
TT

عائلة بريطانية تتغذى على فطرة ضخمة تزن 5 كيلوغرامات

أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»
أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»

عثرت امرأة في أثناء نزهة في الريف الإنجليزي على فطرة ضخمة تزن 5 كيلوغرامات (11 رطلاً). وقالت إن عائلتها تناولتها في وجباتها على مدار أسبوع كامل.

كانت أليسمون مينيت (27 عاماً) حسبما ذكرت «بي بي سي»، تسير برفقة والدها بحقل في نورث مارستون، بمقاطعة باكينغهامشير البريطانية عندما لاحظا الفطرة الضخمة وسط العشب. وتابعت: «تغذيت وعائلتي عليها لمدة أسبوع... داومت على تناول أطباق مصنوعة منها منذ وجدتها. ولا تزال لديّ 3 شرائح في الثلاجة. ولأكون صادقة أشعر بشبع زائد منها».

تهوى عازفة الموسيقى أليسمون جمع الفطر، وحسب قولها فهي تعرف كيف تحدّد النّوع الصالح منه للأكل، ولا تخلط بينه وبين الفطر السّام.

الفطرة الضخمة تزن 5 كيلوغرامات («إنستغرام» أليسمون مينيت)

وتوضح مينيت أن «فطر البافبول هو أسهل أنواع الفطر من ناحية التعرف عليه. يبدو كأنه من كوكب آخر، شكله غريب جداً». وأوضحت أنها تعرف الأشكال والألوان التي يجب تجنبها. ويقول الخبراء إن الأشخاص الذين لا يمتلكون مثل هذه المعرفة الأفضل لهم ألّا يغامروا.

استخدمت أليسمون مينيت الفطرة لصنع رغيف اللحم وشرائح الفطر، كما صنعت بيتزا بالفطر. وتابعت: «وجدت أمي وصفة بيتزا مع الفطر على (تيك توك)، وكانت لذيذة جداً».

جديرٌ بالذكر أن 3 أشخاص من جيرسي تعرضوا للتسمم في سبتمبر (أيلول)، بعد أن أخطأوا في التمييز بين «فطر قبعة الموت» والفطر الصالح للأكل.

وحذرت المتخصصة بعِلم الفطريات شارلوت شينكين، الناس من تناول الفطر البرّي الذي لا يمكنهم تحديده بدقة، وقالت: «من الضروري أن تكونوا على دراية بالمخاطر الحقيقية والقاتلة المحتملة لتناول الفطريات البرّية من دون معرفةٍ وحذر». كما نصحت جامعي الفطر باستشارة رأي ثانٍ وترك عينة غير مطهوة في حال أُصيبوا بالتسّمم.