الحفاظ على خصوصية بيانات الأميركيين أكبر بكثير من حظر «تيك توك»

قصور في تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي يغذيه تجنب المواجهة مع عمالقة التكنولوجيا

{تيك توك} وسط التجاذب الأميركي ـ الصيني (أ.ف.ب)
{تيك توك} وسط التجاذب الأميركي ـ الصيني (أ.ف.ب)
TT

الحفاظ على خصوصية بيانات الأميركيين أكبر بكثير من حظر «تيك توك»

{تيك توك} وسط التجاذب الأميركي ـ الصيني (أ.ف.ب)
{تيك توك} وسط التجاذب الأميركي ـ الصيني (أ.ف.ب)

نظراً لوجود «جدار الحماية العظيم» في الصين، الاسم الذي يُطلق على نظام الرقابة الصارم للحكومة الصينية على الإنترنت، فقد حظرت سلطات الحزب الشيوعي الصيني، جميع منصات التواصل الغربية والدولية الرائدة، على رأسها «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب». وبدلاً منها، سمحت لمنصات تواصل صينية، أبرزها «تيك توك» و«وي شات» المماثل لـ«فيسبوك» و«سينا ويبو» المماثل لـ«تويتر»، و«يوكو تودو» المماثل لـ«يوتيوب»، وغيرها من المنصات الصينية المحلية بالعمل. ولكن رغم ذلك، فإن القيمة السوقية لوسائل التواصل الاجتماعي الصينية، وحضورها، لا تضاهي نظيراتها الغربية، على الرغم من قوة «تيك توك» الذي يستفيد من حرية العمل المفتوحة في الغرب.
وفي الواقع قد يقدم ذلك، تفسيراً جزئياً، على الأقل، عن أسباب انعدام خشية الولايات المتحدة من الاندفاع في حملة لحظر تطبيق «تيك توك»، وقلة اكتراثها من رد صيني مضاد.
إذ إن الصين، بدلاً من ذلك، أعلنت «معارضتها الشديدة» لحظر التطبيق، أو الموافقة على بيع فرعه الأميركي لشركة أميركية. وهو ما فاقم من المخاوف الأميركية والغربية، التي تصر على اتهام الحكومة الصينية، بأنها تستخدم هذا التطبيق في عمليات تجسس كبرى، عبر دراسة بيانات المستخدمين وطبائع الأفراد وسلوكياتهم، في معركتها المفتوحة من أجل «نظام عالمي» جديد.
بيد أن الحملة على «تيك توك»، التي بلغت ذروتها في الأيام القليلة الماضية مع مثول الرئيس التنفيذي للتطبيق أمام جلسة استماع في الكونغرس الأميركي، أثارت مخاوف مختلفة تماماً، سياسية وتشريعية وإعلامية وحتى اقتصادية، قد يكون لبعضها تداعيات على «الحرب التكنولوجية» المتصاعدة بين واشنطن وبكين.

شو زي تشيو يتكلم أمام الكونغرس (آ ب)

خصوصية البيانات
منذ سنوات، تحوّل مثول رئيس تنفيذي آخر، لأحد أبرز تطبيقات التواصل الاجتماعي أمام الكونغرس الأميركي، إلى ما يشبه الظاهرة التي باتت تهيمن على مناقشات المشرّعين الأميركيين. وهو يكشف عن تعاظم قوة تلك التطبيقات، وطغيانها على المشهدين السياسي والإعلامي، على حساب وسائل الإعلام التقليدية الأخرى، من تلفزيون وصحافة وإذاعة. فقد مثُل قبله الرؤساء التنفيذيون لكل من «فيسبوك»، و«تويتر»، و«يوتيوب»، و«أمازون»... وغيرها، على خلفية اعتراضات عدة، من الخوف على الخصوصية، ومشاركة البيانات، إلى المحتويات، سواء كانت سياسية أو أخلاقية، ناهيك عن حماية الأطفال من المحتويات الجنسية.
عندما سُئل شو زي تشيو، الحامل للجنسية السنغافورية، عمّا إذا كان «تيك توك» مستعداً للانفصال عن شركته الصينية الأم، «بايت دانس»، حال أمرت الإدارة الأميركية بذلك، رد بالهجوم على سجل الشركات الأميركية. وقال شو: «مع كل الاحترام، قضية الملكية ليست هي المشكلة هنا، لا تتمتع منصات التواصل الاجتماعية الأميركية بسجل رائع، فيما يتعلق بالخصوصية وأمن البيانات. أعني، انظر إلى (فيسبوك)، و(كمبريدج أناليتيكا)»، في إشارة إلى فضيحة 2018، حيث عُثر على بيانات مستخدمي «فيسبوك» سراً لسنوات من قبل شركة استشارات سياسية بريطانية، خلال الانتخابات الأميركية عام 2016.
قصور تشريعي
لم تكن إشارة شو مخطئة، لكن، على الرغم من صعوبة الدفاع عن تهديد فريد يمثله «تيك توك» على خصوصية الأميركيين على الإنترنت، سلطت إشارته الضوء على تقصير المشرّعين الأميركيين في الدفاع عن هذه الخصوصية. وتنبع الضجة والمخاوف التي عبر عنها المشرّعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي حيال ملكية «تيك توك» الصينية، من القلق من أن قوانين الصين قد تسمح لحكومتها الاستبدادية بالمطالبة أو الوصول سراً إلى بيانات المستخدم الحساسة، أو تعديل خوارزمياتها لتشويه المعلومات التي يطلع عليها المستخدمون الشباب، وهم الشريحة الرئيسية التي تستخدم التطبيق في الولايات المتحدة من بين 150 مليون مستخدم.
ومع أن المخاوف حقيقية، فقد فشلت الولايات المتحدة حتى الآن في نقل ملكية التطبيق، ولم يقر الكونغرس تشريعات «الخصوصية الوطنية»، تاركاً حقوق بيانات الأميركيين عبر الإنترنت، إلى خليط من قوانين الولايات والقوانين الفيدرالية، في حين أن لدى الاتحاد الأوروبي قوانين خصوصية بعيدة المدى.
ونتيجة لهذا الواقع، يجري شراء كميات كبيرة من البيانات حول عادات التسوّق لدى الأميركيين، وسجلّ التصفّح والموقع في الوقت الفعلي، التي سبق جمعها بواسطة مواقع الشبكات وتطبيقات الأجهزة المحمولة، وبيعها في السوق المفتوحة في صناعة تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات، ولقد فاقت إيراداتها، ما تحققه وسائل الإعلام التقليدية من عائدات.
حرية التعبير
ومن جهته، يؤكد تطبيق «تيك توك» أنه أوقف ميزة تتبع الموقع الشخصي للمستخدم الأميركي، ما جعله في موقع أفضل في مجال الخصوصية، على الأقل، من بقية التطبيقات الأميركية. لكن، مع ذلك، يؤكد المشرّعون الأميركيون أنه إذا أرادت الصين الحصول على هذه البيانات، فستتمكن من الحصول على كميات هائلة منها من دون الحاجة إلى النقر على «تيك توك»؛ لأنها مخزنة في سحابته.
ثم إنه على الرغم من تنبّه المشرّعين الأميركيين لهذه النقطة، وتقديم لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب، العام الماضي، بأول مشروع قانون شامل لخصوصية البيانات، فإن إقراره تعثر وسط مخاوف من قادة مجلسي النواب والشيوخ إزاء قضية حرية التعبير. وهي، في الواقع، القضية البارزة الأخرى التي كشفتها مناقشات مجلس النواب، في جلسة الاستماع مع رئيس «تيك توك» الخميس.
وفي حين تفضل الحكومة الأميركية بيع التطبيق، بدلاً من حظره، سواء بأمر تنفيذي رئاسي أو بتشريع من الكونغرس، فهي تحاول أن تتجنب الدخول في مواجهات ودعاوى قانونية بتهمة «انتهاك حرية التعبير».
أكثر من هذا، إنها تسعى إلى تجنب تكرار المواجهة التي خاضها الرئيس السابق دونالد ترمب، بعد إصداره أمراً رئاسياً لحظر «تيك توك» عام 2020، واصطدامه بدعاوى تتهمه بانتهاك التعديل الدستوري الأول، الذي يضمن حرية التعبير، الأمر الذي أدى إلى إبطال الأمر الرئاسي.
واليوم، أرسل اتحاد الحريات المدنية الأميركية، رسالة إلى الكونغرس، يحثه فيها على الامتناع عن حظر التطبيق تخوفاً من تداعيات كبيرة على حرية التعبير. ومع أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، متفقان على ضرورة فرض مزيد من النظم والضوابط على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنهما مختلفان على كيفية تعديل المادة 230 التي تحمي مواقع التواصل الاجتماعية من المساءلة عمّا ينشر على صفحاتها. وهي المعركة التي خاضها ترمب لتعديل هذه المادة، بعد تعرض حساباته للحظر في المواجهات السياسية التي خاضها مع الديمقراطيين.
معركة مع شركات التكنولوجيا
ومن جانب آخر، بما أن القانون لا يُمكّن الرئيس الأميركي من توظيف سلطاته التنفيذية لمنع تدفق المعلومات، من الأفضل أن يتولى الكونغرس إصدار القوانين المنظمة. ويرى مراقبون، أن جلسة الخميس ربما تكون قد مهّدت لهذا التشريع، في ظل توافق كبير من الحزبين. ولكن لا يمكن الجزم بالتداعيات المرتقبة من وسائل الإعلام، خصوصاً من مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ باتت صناعتها مرتبطة بشركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، التي تحولت إلى أيقونات اقتصادية، مع قيمة سوقية تبلغ تريليونات من الدولارات. ثم إن التنازلات المطلوبة لتمرير تشريعات كبيرة يمكن أن تكون مكلفة من الناحية السياسية. وفي حين أن الدفاع عن «تيك توك» ليس أمراً مكلفاً، فإن استفزاز الكونغرس لشركات التكنولوجيا ليس بالأمر المماثل.
وحقاً، لم تؤد جلسات الاستماع التي مثل فيها رؤساء تلك الشركات إلى اختفاء التطبيقات أو تقييدها، ليتحوّل «تيك توك» إلى كبش فداء جديد. ومع أن المخاوف بشأن خوارزميات «تيك توك»، التي تسبب الإدمان وتأثيرها على الصحة العقلية للمراهقين واستضافتها للدعاية والمحتوى المتطرف والجنسي الذي يتعرض له الأطفال أيضاً، من الأمور الشائعة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي الأميركية، فإن الكونغرس لم يعالجها بشكل هادف أيضاً.
وأخيراً، مع اندفاع المشرعين للظهور بمظهر المدافع عن الأطفال، بدا واضحاً أن استخدام الصين، هو الوسيلة الأسهل، للمضي قدماً في حظر التطبيق، مع تجاهل إجراء إصلاح شامل لقوانين الخصوصية عبر الإنترنت، والمشكلات التي تعانيها جميع التطبيقات الأخرى التي لم تُحظَر بعد.


مقالات ذات صلة

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)

كيف تؤثر زيادة الإنفاق على إعلانات الفيديو في اتجاهات الناشرين؟

شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
TT

كيف تؤثر زيادة الإنفاق على إعلانات الفيديو في اتجاهات الناشرين؟

شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)

أثارت بيانات عن ارتفاع الإنفاق الإعلاني على محتوى الفيديو عبر الإنترنت خلال الربع الأول من العام الحالي، تساؤلات حول اتجاهات الناشرين في المرحلة المقبلة، لا سيما فيما يتعلق بتوجيه الطاقات نحو المحتوى المرئي بغرض تحقيق الاستقرار المالي للمؤسسات، عقب تراجع العوائد المادية التي كانت تحققها منصات الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي.

مؤسسة «لاب» LAB، وهي هيئة بريطانية معنية بالإعلانات عبر الإنترنت، كانت قد نشرت بيانات تشير إلى ارتفاع الإنفاق الإعلاني على الفيديو في بريطانيا خلال الربع الأول من عام 2024، وقدّر هذا النمو بنحو 26 في المائة مقارنة بالتوقيت عينه خلال العام الماضي، حين حققت الإعلانات عبر الفيديو عوائد مالية وصلت إلى 4.12 مليار جنيه إسترليني داخل المملكة المتحدة وحدها. وتتوقّع بيانات الهيئة استمرار النمو في عوائد الإعلانات في الفيديو حتى نهاية 2024، وقد يمتد إلى النصف الأول من 2025.

مراقبون التقتهم «الشرق الأوسط» يرون أن هذا الاتجاه قد ينعكس على خطط الناشرين المستقبلية، من خلال الدفع نحو استثمارات أوسع في المحتوى المرئي سواءً للنشر على المواقع الإخبارية أو على «يوتيوب» وغيره من منصّات «التواصل».

إذ أرجع الدكتور أنس النجداوي، مدير جامعة أبوظبي ومستشار التكنولوجيا لقناتي «العربية» و«الحدث»، أهمية الفيديو إلى أنه بات مرتكزاً أصيلاً لنجاح التسويق الرقمي. وحدّد من جانبه طرق الاستفادة من الفيديو لتحقيق عوائد مالية مثل «برامج شركاء (اليوتيوب) التي يمكن للناشرين من خلالها تحقيق أرباح من الإعلانات المعروضة في فيديوهاتهم».

وعدّد النجداوي مسالك الربح بقوله: «أيضاً التسويق بالعمولة عن طريق ترويج منتجات أو خدمات من خلال الفيديوهات والحصول على عمولة مقابل كل عملية بيع عبر الروابط التي تُدرج في هذه الفيديوهات... أما الطريقة الأخرى - وهي الأبرز بالنسبة للناشرين - فهي أن يكون المحتوى نفسه حصرياً، ويٌقدم من قبل مختصين، وكذلك قد تقدم المنصة اشتراكات شهرية أو رسوم مشاهدة، ما يوفر دخلاً مباشراً».

ومن ثم حدد النجداوي شروطاً يجب توافرها في الفيديو لتحقيق أرباح، شارحاً: «هناك معايير وضعتها منصات التواصل الاجتماعي لعملية (المونتايزيشن)؛ منها أن يكون المحتوى عالي الجودة من حيث التصوير والصوت، بحيث يكون جاذباً للمشاهدين، أيضاً مدى توفير خدمات تفاعلية على الفيديو تشجع على المشاركة والتفاعل المستمر. بالإضافة إلى ذلك، الالتزام بسياسات المنصة».

ورهن نجاح اتجاه الناشرين إلى الفيديو بعدة معايير يجب توفرها، وأردف: «أتوقع أن الجمهور يتوق إلى معلومات وقصص إخبارية وأفلام وثائقية وتحليلات مرئية تلتزم بالمصداقية والدقة والسرد العميق المفصل للأحداث، ومن هنا يمكن للناشرين تحقيق أرباح مستدامة سواء من خلال الإعلانات أو الاشتراكات».

في هذا السياق، أشارت شركة الاستشارات الإعلامية العالمية «ميديا سينس» إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعاً في استثمارات الناشرين البارزين في إنتاج محتوى الفيديو، سواء عبر مواقعهم الخاصة أو منصّات التواصل الاجتماعي، بينما وجد تقرير الأخبار الرقمية من «معهد رويترز لدراسة الصحافة» - الذي نشر مطلع العام - أن الفيديو سيصبح منتجاً رئيسياً لغرف الأخبار عبر الإنترنت، وحدد التقرير الشباب بأنهم الفئة الأكثر استهلاكاً للمحتوى المرئي.

من جهة ثانية، عن استراتيجيات الاستقرار المالي للناشرين، أوضح أحمد سعيد العلوي، رئيس تحرير «العين الإخبارية» وشبكة «سي إن إن» الاقتصادية، أن العوائد المالية المستدامة لن تتحقق بمسلك واحد، بل إن ثمة استراتيجيات يجب أن تتضافر في هذا الشأن، وأوضح أن «قطاع الإعلام يواجه تغيّرات سريعة مع تزايد المنافسة بين المنصّات الرقمية وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل (ميتا) و(غوغل) وغيرهما، كما تواجه هذه السوق تحدّيات كبيرة تتعلق بالاستقرار المالي واستقطاب المستخدمين، فلم يعد الاعتماد على نماذج الدخل التقليدية (سائداً)... وهو ما يفرض على وسائل الإعلام البحث عن طرق جديدة لتوفير الإيرادات وتقديم محتوى متميز يجذب الجمهور».

كذلك، أشار العلوي إلى أهمية الاعتماد على عدة استراتيجيات لضمان الاستقرار المالي لمنصات الأخبار. وعدّ المحتوى المرئي والمسموع إحدى استراتيجيات تحقيق الاستقرار المالي للناشرين، قائلاً: «لا بد من الاستثمار في المحتوى المرئي والمسموع، سواءً من خلال الإعلانات المُدمجة داخل المحتوى، أو الاشتراكات المخصصة للبودكاست والبرامج الحصرية، لكن التكيّف مع التغيرات السريعة في سوق الإعلام يدفع وسائل الإعلام لتطوير وتنويع مصادر دخلها، لتشمل عدة مسارات من بينها الفيديو».