جدل مصري ـ إثيوبي حول قرب إتمام «سد النهضة»

خبير شكك في اكتماله بنسبة 90 %... وأديس أبابا تتهم القاهرة بـ«الإلهاء»

صورة لتدفق مياه النيل عبر «سد النهضة» (وزارة الخارجية الإثيوبية)
صورة لتدفق مياه النيل عبر «سد النهضة» (وزارة الخارجية الإثيوبية)
TT

جدل مصري ـ إثيوبي حول قرب إتمام «سد النهضة»

صورة لتدفق مياه النيل عبر «سد النهضة» (وزارة الخارجية الإثيوبية)
صورة لتدفق مياه النيل عبر «سد النهضة» (وزارة الخارجية الإثيوبية)

أثار إعلان إثيوبيا الانتهاء بنسبة 90 % من إجمالي عملية بناء «سد النهضة» على نهر النيل، جدلاً واسعاً بين القاهرة وأديس أبابا. ففي حين شكّك خبير مياه مصري في حقيقة اكتماله بهذه النسبة، اتهم مسؤول إثيوبي القاهرة بـ«محاولة الإلهاء لإحداث ربكة بشأن تقنيته ‏وتشغيله».
وتبني إثيوبيا «سد النهضة» على الرافد الرئيسي لنهر النيل، منذ عام 2011. ووفق الهيئة الحكومية المسؤولة عن المشروع، فقد اكتمل 90 % من عمليات البناء. وقال «مكتب التنسيق الوطني لبناء السد»، بمناسبة الذكرى الـ12 لوضع حجر الأساس، إن «90 % من أعمال البناء في السد أُنجزت».
وأشاد المكتب بمساهمات الإثيوبيين في المشروع من حيث التمويل والخبرة والعمالة، كما شكروا الدبلوماسيين الذين دافعوا عن المشروع دولياً.
لكن خبير المياه المصري الدكتور المصري عباس شراقي اعتبر الإعلان الإثيوبي «مُبالَغاً فيه»، قائلاً، في منشور له عبر صفحته بموقع فيسبوك، إن «نسبة البناء في سد النهضة حوالى 78 % (85 % خرسانة، 70 % كهرباء).
وأوضح شراقي، وهو أحد الخبراء البارزين والمعنيين بقضية السد، أن أديس أبابا كانت قد أعلنت، عام 2021، أن نسبة الانتهاء من بناء السد بلغت 80 %، في حين كانت في عام 2019، 70 %، ولهذا من المتوقع أن تنتهي إثيوبيا من البناء بشكل كامل عام 2025، مشيراً إلى أن المتبقي من الخرسانة حوالى 1.6 مليون متر مكعب من إجمالي السد، طبقاً للشركة المنفذة «We Build»؛ أي بنسبة 85 %.
وتابع قائلاً: «أما الكهرباء فهي متأخرة، حيث إنه لم يجرِ تركيب سوى توربينين اثنين فقط من إجمالي 13 توربيناً، والعمل في تركيب التوربينات يحتاج إلى وقت كبير وأعمال فنية دقيقة».
واستغرق تركيب التوربينين حوالي سنتين، ولم يعملا معاً حيث تعثّر الانتهاء من الثاني في افتتاح الأول يوم 20 فبراير 2022، في حين أن الثاني جرى تدشينه بعد 6 أشهر من التوربين الأول.
ونشر شراقي صورة من الأقمار الصناعية قال إنها تشير إلى استمرار فتح بوابة التصريف الشرقية مع تشغيل محدود لتوربين واحد أو اثنين، مع استمرار انحسار البحيرة وبُعدها عن سد السرج.
وأنهت إثيوبيا، في يوليو 2021، المرحلة الثانية من ملء الخزان، وفي أغسطس 2022 أنهت المرحلة الثالثة، في حين من المنتظر أن تنهي أديس أبابا المرحلة الرابعة من الملء بحلول الصيف. وبدأت إثيوبيا بالفعل توليد الكهرباء من سد النهضة في فبراير (شباط) 2022.
وتخشى مصر من تأثر حصتها في مياه النيل جراء السد، وتطالب القاهرة، ومعها الخرطوم، باتفاق قانوني مُلزم ينظّم عمليتي ملء وتشغيل السد، بينما تدفع أديس أبابا بإنشاء السد «الكهرومائي»؛ بداعي حقّها في التنمية عبر استغلال مواردها المائية.
وفي تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، اعتبر أستاذ القانون الدولي محمد مهران أن إعلان الحكومية الإثيوبية اكتمال نسبة 90 % من عمليات بناء السد، قبل الوصول لاتفاق قانوني مع الأطراف المشتركة في الحوض الدولي، يشكل خرقاً إثيوبياً جديداً للقانون الدولي، مشيراً إلى تعمد أديس أبابا انتهاك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية عبر تصرفات أحادية تهدد حياة الشعبين المصري والسوداني.
ولفت إلى أن استكمال عمليات بناء السد، دون تنسيق مع دولتي المصب، سيؤدي لأخطار اقتصادية واجتماعية وبيئية، ولا سيما أن الدولة المصرية تعتمد اعتماداً كلياً على نهر النيل مصدراً للمياه.
في المقابل اعتبر مدير اتصالات الطاقة الكهربائية الإثيوبية موغس ميكونين التصريحات المصرية عن سد النهضة وفكرة الأمن المائي «إلهاء لإحداث ربكة بشأن تقنيته ‏وتشغيله». وقال ميكونين، في تصريحات لشبكة «فانا» الإثيوبية، إن «المستوى العالي من الأمن المائي يحقق أقصى استفادة من المياه للبشر والنظم البيئية، ويحدّ من مخاطر الآثار المدمرة المرتبطة بالمياه».
وقبل أسابيع حذَّر وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريحات مُتَلفزة، من أن «خيارات مصر بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي مفتوحة، وإن لها الحق في الدفاع ‏عن مقدَّرات ومصالح شعبها». في حين ردّت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان، بأن «مثل هذا التهديد يشكل خرقاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي»، وطالبت مصر بـ«أن تكفّ عن تصريحاتها القاسية وغير القانونية».
وانتقد ميكونين الحديث المصري عن أن ملء السد وتشغيله ستكون له تداعيات اقتصادية وبيئية واجتماعية كبيرة، لافتاً إلى أن السد «سيضاعف توليد الكهرباء في إثيوبيا، ويُحتمل أن يحفز النمو الاقتصادي للبلاد، من خلال الزيادات في إنتاج القطاعات المعتمدة على الكهرباء، وكذلك القطاعات الأخرى».
وأضاف أن «تصدير الطاقة يخلق تكاملاً اقتصادياً سلمياً، من خلال تقاسم الموارد المتبادلة، ومن ثم تأمين الاستثمار الأجنبي المباشر لدول المنطقة».
وشدّد على أن الغرض من سد النهضة هو «انتشال الملايين من الفقر وتوفير الكهرباء لأكثر من 60 مليون إثيوبي، وتوفير الكهرباء بأسعار معقولة للقطاعات الخدمية والصناعية والزراعية والاقتصادية».
وتنظر مصر للسد الإثيوبي باعتباره «خطراً وجودياً» يهدد حياة الملايين من مواطنيها. ووفق وزير الموارد المائية المصري هاني سويلم، فإن «الممارسات الأحادية غير التعاونية في تشغيل هذا السد، المُبالَغ في حجمه، يمكن أن يكون لها تأثير كارثي».
وقال سويلم، أمام الجلسة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023، نهاية الأسبوع الماضي، إنه «في حالة استمرار تلك الممارسات على التوازي مع فترة جفاف مطوّل، قد ينجم عن ذلك خروج أكثر من مليون ومائة ألف شخص من سوق العمل، وفقدان ما يقرب من 15 % من الرقعة الزراعية في مصر، ومضاعفة فاتورة واردات مصر الغذائية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


المنفي يبحث مع وفد قبائلي تحقيق المصالحة في ليبيا

المنفي مستقبلاً وفداً من أعيان قبيلة الجوازي في مكتبه بطرابلس (المجلس الرئاسي)
المنفي مستقبلاً وفداً من أعيان قبيلة الجوازي في مكتبه بطرابلس (المجلس الرئاسي)
TT

المنفي يبحث مع وفد قبائلي تحقيق المصالحة في ليبيا

المنفي مستقبلاً وفداً من أعيان قبيلة الجوازي في مكتبه بطرابلس (المجلس الرئاسي)
المنفي مستقبلاً وفداً من أعيان قبيلة الجوازي في مكتبه بطرابلس (المجلس الرئاسي)

بحث محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مع وفد قبائلي اليوم (الأحد) عملية ترسيخ السلم الاجتماعي، وتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد، بينما استمرت الحملة الأمنية والعسكرية قرب الحدود مع مصر.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، إن المنفي استقبل وفداً من أعيان قبيلة الجوازي، في إطار حرص مجلسه على ترسيخ السلم الاجتماعي، وتحقيق المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن وفد الأعيان أكد دعمه جهود رئيس المجلس الرئاسي «في تحقيق الاستقرار وإنهاء الصراعات عبر الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال العام الحالي».

في غضون ذلك، تنصل أعضاء بالبرلمان والمجلس الأعلى للدولة من إعلان أعضائهما في لجنة (6 + 6) المشتركة، التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن القضايا العالقة، فيما يتعلق بالقوانين المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.

وعلى الرغم من امتناع مجلس النواب عن إصدار موقف رسمي، فإن النواب الـ61 اتهموا اللجنة، في بيان صدر في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الأحد) وموجه إلى رئيس المجلس ونائبيه، بـ«انحراف اللجنة عن عملها الذي تم اختيارها من أجله، وهو الاتفاق على النقاط الخلافية المتعلقة بانتخاب الرئيس».

واستنكر البيان، الذي وُجه أيضاً إلى عبد الله باتيلى المبعوث الأممي، «ما ينتج عن اللجنة من عديد التصريحات» واتهمها بـ«تجاوز عملها، إلى اختيار عدد أعضاء مجلس النواب من زيادة المقاعد»، وحمّلها «المسؤولية التاريخية والسياسية أمام الشعب، وما قد يحدث من خلافات بين أبناء الوطن الواحد».

كما حمّل البيان، الذي ثمّن عمل اللجنة وما تم التوصل إليه من اتفاقات، رئاسة مجلس النواب مسؤولية التوقيع أو الموافقة على أي تعديل دون الرجوع إلى قبة البرلمان. وطالب البيان، أعضاء اللجنة احتراماً لزملائهم النواب ومجلسهم ولأفراد الشعب الليبي جميعاً من ناخبين على مستوى الدوائر، بعدم الموافقة على أي تعديلات دون الرجوع للمجلس، وعدم التدخل في المقاعد البرلمانية بزيادتها أو نقصانها، وتركها للدستور المقبل.

في المقابل، لم يعلن مجلس الدولة، الذي يتخذ من العاصمة (طرابلس) مقراً له، أي رد فعل رسمي، لكن 54 من أعضائه رفضوا أيضاً، في بيان، مخرجات لجنة «6 + 6» لما وصفوه بـ«عدم دستوريتها»، وحثوا القوى كلها على اتخاذ الموقف نفسه.

وطالب البيان الأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا باحترام إرادة الشعب الليبي وسلطته القضائية، وعدم التعاطي مع أجسام ولجان منظور فيها أمام القضاء.

وكان أعضاء في اللجنة المشتركة (6 + 6) المشكّلة من مجلسي النواب و«الأعلى الدولة» لإعداد القوانين الانتخابية، قد أعلنوا تصويتهم بالإجماع خلال اجتماع في مدينة بوزنيقة المغربية على القوانين الثلاثة الخاصة بانتخاب رئيس الدولة ومجلس الأمة (البرلمان) بغرفتيه (النواب والشيوخ).

ولفتوا إلى التوصل إلى ما وصفوه بـ«توافق وتقارب بين أعضاء اللجنة» في المواد الخلافية الرئيسية، المتعلقة بترشح العسكريين، ومزدوجي الجنسية في الانتخابات الرئاسية.

كما رجحوا أن يتم الإعلان والتوقيع الرسمي على القوانين الانتخابية والقاعدة الدستورية، المتوافق عليها برعاية مغربية، من قبل عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة (الاثنين) بمدينة بوزنيقة.

وخلال الشهر الماضي، أعلن الناطق باسم لجنة «6 + 6»، توافقها على النقاط المتعلقة بانتخاب رئيس الدولة وأعضاء مجلس الأمة، وكيفية إشراك الأحزاب السياسية في انتخابات مجلس النواب عبر قوائم حزبية أو ترشحات فردية.

من جانبه، وصف السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، الوضع في ليبيا بأنه «غير مستقر بطبيعته»، واعتبر في تصريحات صحافية، أن الحصول على الشرعية «لن يكون إلا من خلال الانتخابات فقط»، محذراً من محاولات عدة لاستغلال الانقسامات الداخلية، وإحباط جهود الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات.

صورة وزعها الدبيبة لمشاركته في مراسم تنصيب الرئيس التركي (حكومة الوحدة)

في شأن آخر، أعلنت حكومة «الوحدة» المؤقتة، مشاركة رئيسها عبد الحميد الدبيبة، وعقيلته في مراسم تنصيب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالقصر الرئاسي في العاصمة التركية (أنقرة)، تخللها عدد من اللقاءات الجانبية مع شخصيات رسمية تركية ودولية.

من جهة أخرى، فرضت مديرية أمن طبرق، مساء السبت، حظراً مفاجئاً للتجوال في كامل نطاق المدينة بشرق البلاد، اعتباراً من الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي وحتى الساعة السادسة صباحاً.

وقالت المديرية في بيان، مساء السبت، إن هذا الحظر يتم بناءً على تعليمات فرج اقعيم وكيل وزارة الداخلية ورئيس الغرفة الأمنية الخاصة المشكّلة بتوجيهات المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، مشيرة إلى استثناء الأطقم الطبية والحالات المرضية والأعمال الإنسانية ومنتسبي الشرطة والجيش والشركة العامة للنظافة، خلال عملهم.

وقال العميد سامي إدريس، مدير أمن طبرق، إن حظر التجوال سيستمر يومياً، لحين إشعار آخر.

وأكدت شعبة الإعلام بالجيش أن الوحدات العسكرية والأمنية، التي تواصل عملياتها في مدينتي طبرق وامساعد استهدفت أحد أوكار المهربين وتجار البشر والهجرة غير المشروعة في منطقة بئر الأشهب، حيث عثرت على مصنع خاص بالقوارب الخشبية التي يتم استعمالها لتهريب المهاجرين، مشيرة إلى مداهمة المكان الذي يستعمل بوصفه مرسى لانطلاق قوارب المهاجرين.

وقالت إنه تم أيضاً العثور على عدد من المهاجرين غير الشرعيين مختبئين داخل المنازل، بعد الحملة الواسعة لتمشيط المناطق المُحيطة.


مدافعون عن هانيبال القذافي: كيف لابن عامين أن يقتل الصدر؟!

صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
TT

مدافعون عن هانيبال القذافي: كيف لابن عامين أن يقتل الصدر؟!

صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق

عبّر ليبيون موالون لنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وحقوقيون، عن غضبهم ورفضهم لاستمرار اعتقال نجله هانيبال، في لبنان منذ قرابة عشرة أعوام بداعي «إخفاء معلومات تتعلق باختفاء مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، أثناء زيارته إلى ليبيا في أغسطس (آب) 1978، بدعوة من القذافي الأب»، متسائلين في استنكار: «كيف لطفل عمره عامان يُتهم في قضية لا يعلم عنها شيئاً لحداثة سنه حينها؟».

وعادت قضية هانيبال، إلى واجهة الأحداث بعد إعلان هيئة الدفاع عنه دخوله في إضراب عن الطعام، تنديداً بـ«سوء معاملته وسجنه دون وجه حق في لبنان»، و«المماطلة في إخضاعه لمحاكمة عادلة»، وسط مطالب بسرعة إطلاق سراحه بعد «اعتلال صحته».

واستغرب خالد الغويل، مستشار اتحاد القبائل الليبية للعلاقات الخارجية، استمرار اعتقال هانيبال، وقال: «نعلم أنه تعرض للخطف من قبل مجموعة محسوبة على التيار الصدري بتهمة تتعلق بقضية الصدر»، متابعاً: «هذه جريمة دولية تتم وسط صمت مريب من المنظمات الدولية».

واعتبر الغويل في حديث إلى «الشرق الأوسط»، قضية هانيبال «سياسية وليست قانونية»، وقال إن هانيبال، عندما أُعلن عن اختفاء الصدر، «كان لديه عامان؛ فكيف يُعاقب على شيء لم يدركه؟»، وذهب إلى أنه بعد «المعاملة القاسية والتعذيب الذي تعرض له، وبعد اعتقاله كل هذه السنوات دون وجه حق، دخل (الكابتن) هانيبال في إضراب عن الطعام لتحديد مصيره».

وسبق لهانيبال القول عقب الإعلان عن سجنه في لبنان، إن خاطفيه «أجبروه على الدخول إلى لبنان بشكل غير مشروع، عبر الحدود السورية، بعد تقييده بالسلاسل وتعذيبه أياماً، على أمل استنطاقه بمعلومات حول الإمام الصدر».

وهانيبال موقوف، بحسب مصادر، بمذكرة صادرة عن المحقق العدلي في لبنان، على ذمة قضية اختفاء الإمام الصدر، لكن فريق الدفاع عنه وموالين للنظام السابق، يؤكدون دائماً أنه «لم يثبت عليه أي جرم يُعاقب بسببه على أنه كاتم للسر، باعتبار أنه كان طفلاً صغيراً عندما أُعلن عن اختفاء الصدر»، لافتين إلى أن نبأ الاختفاء أُعلن «وقت أن كان هانيبال في إجازة بالمغرب بصحبة والدته».

وقال الغويل: «نستغرب صمت السلطات اللبنانية مما يحدث لهانيبال، رغم النداءات المتكررة بإطلاق سراحه من محاميه ومجلس النواب الليبي، بالإضافة إلى مخاطبات اتحاد قبائل ليبيا، ومذكرات رسمية وُجهت إلى جامعة الدول العربية».

وأصدر مكتب الوكيل القانوني لهانيبال بياناً أمس (السبت)، قال فيه إنه «أمام الظلم والإجحاف المتماديين بحقي، آن الأوان للإفراج عني بعد مرور أكثر من عشر سنوات على اعتقالي والادعاء ضدي بتهمة لم أقترفها»، متسائلاً: «كيف يُعقل في بلد القانون والحريات أن يتم صرف النظر عن التعدي الصارخ على شرعية حقوق الإنسان؟ وهل يُعقل أن يُترك معتقل سياسي دون محاكمة عادلة طوال هذه السنوات؟».

وتابع هانيبال في بيانه: «بعد تمادي البطش بحقي دون أي حسيب، أعلنت إضرابي عن الطعام، وأحمل كل النتائج وكامل المسؤوليات للضالعين بتمادي الظلم بحقي».

وأمام وضعية هانيبال راهناً، دعا مستشار اتحاد القبائل الليبية للعلاقات الخارجية، «العقلاء في لبنان» للتدخل لإنهاء عملية اعتقال نجل القذافي، التي وصفها بـ«غير القانونية»، دون قيد أو شرط، محذراً من «خروج الأمر عن السيطرة».

وقال الغويل إن «أبناء القبائل في ليبيا صبروا بما يكفي، والمعاملة ستكون بالمثل في كل أصقاع الأرض لندخل في: العين بالعين والسن بالسن»، لافتاً إلى أنه سيكون هناك لقاء لاتحاد القبائل الليبية لبحث مصير هانيبال.

وكانت «الرابطة العربية لنصرة هانيبال»، قد قالت في وقت سابق، إنها سلمت مذكرة إلى منظمة «هيومان رايتس ووتش» بشأنه، وجميع السجناء والمعتقلين من النظام السابق، كما أشارت إلى أن وفداً يتبعها سلم مفوضية الاتحاد الأفريقي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وبعثات حقوقية وإنسانية، مذكرات تدعوهم للتدخل لدى السلطات اللبنانية للإفراج الفوري عن هانيبال «دون قيد أو شرط».

ومن وقت لآخر تطفو قضية هانيبال، على سطح الأحداث، آخرها ما تردد عن صفقة عقدها شقيقه سيف الإسلام، مع السلطات اللبنانية لإطلاق سراحه، مقابل دفع كفالة 150 ألف دولار للسلطات اللبنانية، لكن خالد الزائدي، محامي الأول، نفى ذلك، في حينه، جملة وتفصيلاً.

ووسط دعوات حقوقية بضرورة الإفراج عنه، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، عن «شديد» إدانتها واستنكارها حيال استمرار اعتقاله وما يتعرض له من «سوء معاملة، وحرمانه من المحاكمة العادلة وحق التواصل مع محاميه وأسرته، طوال سنوات احتجازه، جراء الادعاء ضده بتهمة لم يقترفها».

وقالت اللجنة في بيان مساء (السبت)، إن ما يتعرض له المواطن هانيبال، «أصبح أمراً لا يمكن السكوت عليه» من مبدأ السيادة وحق المواطنة والدفاع عن حقوق المواطنين الليبيين في الخارج، مطالبة حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، ووزارتي العدل والخارجية التابعتين لها، بالعمل على التحرك العاجل لضمان إطلاق سراحه.


مصر: نجاح تحريك ناقلة نفط تعطلت خلال عبور قناة السويس

سفينة شحن تعبر قناة السويس (رويترز)
سفينة شحن تعبر قناة السويس (رويترز)
TT

مصر: نجاح تحريك ناقلة نفط تعطلت خلال عبور قناة السويس

سفينة شحن تعبر قناة السويس (رويترز)
سفينة شحن تعبر قناة السويس (رويترز)

أعلن رئيس هيئة قناة السويس المصرية، الفريق أسامة ربيع، اليوم (الأحد)، أن حركة الملاحة بالقناة منتظمة من الاتجاهين، بعدما نجحت الجهود في «التعامل السريع» مع عطل فني في ماكينات ناقلة النفط «SEAVIGOUR» بإتمام رباط الناقلة بـ«جراج الكيلومتر 17 ترقيم قناة» بعد نجاح قطرها بواسطة قاطرات الهيئة.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس هيئة قناة السويس المصرية دفع ثلاث قاطرات لسحب ناقلة نفط تعطل محركها خلال عبور القناة في رحلتها قادمة من روسيا ومتجهة إلى الصين.
ونقلت الهيئة عن ربيع قوله إنه «بمجرد تلقي مركز مراقبة الملاحة الرئيسي الإخطار بحدوث عطل في ماكينات الناقلة في الكيلو متر 12 ترقيم قناة، تم الدفع على الفور بثلاث قاطرات شملت قاطرة الإنقاذ بورسعيد بقوة شد 95 طن والقاطرة بورسعيد 2 والقاطرة بورسعيد 3».
وأضاف «يجري حالياً العمل على توصيل القاطرات بالسفينة استعداداً لقطرها، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.
وأكد ربيع أن حركة الملاحة بالقناة من اتجاه الشمال ستعود فور الانتهاء من قطر السفينة إلى «الكيلومتر 17 ترقيم قناة» لتستأنف عبورها مرة أخرى.
وأشار إلى أن حركة الملاحة القادمة من اتجاه الجنوب منتظمة، مؤكداً امتلاك الهيئة «خبرات الإنقاذ اللازمة وقدرات التأمين الملاحي والفني اللازم للتعامل باحترافية مع حالات الطوارئ المحتملة». وقال إن الموقف «تحت السيطرة»، مؤكداً أن الناقلة ستتحرك خلال أقل من ساعة.


الرئيس التونسي: شروط صندوق النقد «عود ثقاب مشتعل»

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
TT

الرئيس التونسي: شروط صندوق النقد «عود ثقاب مشتعل»

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)

قال الرئيس التونسي قيس سعيّد، أمس (السبت)، لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنَّ شروط صندوق النقد الدولي لتقديم تمويل لبلاده بمثابة «عود ثقاب» يشتعل إلى جانب مواد شديدة الانفجار.

وذكرت الرئاسة التونسية، في بيان، أنَّ سعيّد أبلغ ماكرون في مكالمة هاتفية موقفه من المفاوضات مع صندوق النقد، مذكراً إياه بالأحداث الدامية التي سقط خلالها مئات الضحايا في الثالث من يناير (كانون الثاني) 1984، حين جرى رفع الدعم عن الحبوب ومشتقاتها.

وأضاف البيان أنَّ الرئيسين ناقشا قضية الهجرة غير النظامية، حيث شدَّد سعيّد على أنَّ حلول تلك المسألة «لا يمكن أن تكون أمنية فقط، بعد أن أثبتت التجربة أنها غير ناجعة، فضلاً عن أن تونس لم تعد فقط منطقة عبور، بل صارت وجهة لكثير من المهاجرين الذين استقروا بها بصفة غير قانونية». وتابع البيان أنَّ الرئيس التونسي أكَّد «ضرورة معالجة الأسباب، لا معالجة النتائج والآثار لهذه الظاهرة فقط»، كما دعا إلى عقد اجتماع على مستوى القمة بمشاركة الدول المعنية بهذا الموضوع كلها.

في سياق ذلك، قال سعيّد، أمس، إنَّ زيادة الضرائب على الأغنياء «يمكن أن تكون بديلاً للإصلاحات الاجتماعية الصعبة»، ضمن المساعي الرامية إلى الحصول على حزمة إنقاذ مالي من صندوق النقد الدولي، حسب تقرير لوكالة «رويترز».


أميركا تؤكد دعمها «الحكم المدني» في السودان


عناصر من الجيش السوداني في أحد أحياء العاصمة السودانية (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني في أحد أحياء العاصمة السودانية (أ.ف.ب)
TT

أميركا تؤكد دعمها «الحكم المدني» في السودان


عناصر من الجيش السوداني في أحد أحياء العاصمة السودانية (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني في أحد أحياء العاصمة السودانية (أ.ف.ب)

أكَّدت الولايات المتحدة أنَّها ستواصل دعم مطلب الشعب السوداني بوجود حكومة مدنية واستئناف التحوّل الديمقراطي، مضيفة أنَّ الاقتتال بين الجيش و«قوات الدعم السريع» يهدد بنشوب صراع طويل الأمد ومعاناة واسعة النطاق.

وشدَّد بيان للسفارة الأميركية في الخرطوم، أمس، على أنَّ واشنطن ستواصل «تحميل الأطراف المتحاربة في السودان المسؤولية عن العنف وتجاهل إرادة الشعب السوداني». وأضاف البيان أن استمرار الصراع يعرقل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من المدنيين ويدمر البنية التحتية.

في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة السودانية، أمس، في الذكرى الرابعة لفض اعتصام القيادة العامة للجيش في 3 يونيو (حزيران) 2019، الذي راح ضحيته مئات القتلى وآلاف الجرحى والمختفين.

كما أنه اليوم الثاني على التوالي للاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الطرفان المتحاربان في مدينة جدة الأسبوع الماضي، بوساطة سعودية - أميركية، وذلك وسط تدهور للوضع الإنساني وتزايد أعداد النازحين.

وتجدَّدت الاشتباكات في منطقة أم درمان القديمة وجنوب الخرطوم؛ حيث سُمعت انفجارات عنيفة في ظل استخدام المدفعية وتحليق الطائرات الحربية وتبادل كثيف لإطلاق النار بين الطرفين مع بداية الأسبوع الثامن للحرب. وشملت منطقة الاشتباك مجموعة من المواقع الاستراتيجية بما فيها الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، ومباني رئاسة شرطة محافظة الخرطوم، وهي منطقة متاخمة لعدد من المستشفيات والأحياء الحيوية المكتظة بالسكان.

وأفاد سكان في الخرطوم بتسجيل قصف بالطيران الحربي العائد للجيش على مناطق في جنوب الخرطوم، ردّت عليه نيران المضادات الأرضية من مناطق تسيطر عليها قوات «الدعم السريع». من جانبه، أعلن الهلال الأحمر السوداني دفن 180 مجهول الهوية، بعد أن تكدست الجثامين في الشوارع في ظل عدم تمكن الأهالي من الخروج لدفنها.


جيل بايدن تؤمن من القاهرة على دعم تعليم الشباب و«تمكين المرأة»

جيل بايدن طافت على معالم الجامع الأزهر (مشيخة الأزهر)
جيل بايدن طافت على معالم الجامع الأزهر (مشيخة الأزهر)
TT

جيل بايدن تؤمن من القاهرة على دعم تعليم الشباب و«تمكين المرأة»

جيل بايدن طافت على معالم الجامع الأزهر (مشيخة الأزهر)
جيل بايدن طافت على معالم الجامع الأزهر (مشيخة الأزهر)

شددت قرينة رئيس الولايات المتحدة الأميركية، جيل بايدن، خلال زيارتها الحالية لمصر، على «أهمية دعم تعليم الشباب و(تمكين المرأة)، وضرورة تقارب الشعوب وتوطيد العلاقات بينها». ووصلت السيدة الأميركية الأولى إلى القاهرة (الجمعة) في زيارة تستغرق يومين.

وزارت جيل الجامع الأزهر بالقاهرة، وتفقدت معالمه وأروقته التاريخية، واستمعت لشرح توضيحي من رئيس جامعة الأزهر، سلامة داود، عن تاريخ الجامع الأزهر، وما يضمه من أروقة، وزارت عددا من أروقة الجامع والمدرسة الجوهرية بالجامع الأزهر. كما التقت السيدة الأميركية الأولى مجموعة من طلاب الأزهر، وتبادلت معهم الحديث حول تجاربهم الدراسية بالأزهر، حيث عبروا عن سعادتهم بلقاء سيدة أميركا الأولى، وعن فخرهم واعتزازهم بالدراسة في الأزهر.

جيل بايدن لدى زيارتها الجامع الأزهر بالقاهرة (مشيخة الأزهر)

اهتمام أزهري

واستقبل جيل بايدن في الجامع الأزهر وفداً أزهرياً. وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن «الجامع الأزهر يعد من أهم مساجد مصر، وأحد أشهر المساجد الأثرية في العالم الإسلامي، تأسس منذ أكثر من 1083 عاما، ليكون أهم مؤسسة لنشر وتعليم الإسلام الوسطي المستنير، ويفد إليه طلاب العلم من شتى دول العالم».

وأكد سلامة داود وفق إفادة رسمية لمشيخة الأزهر (مساء الجمعة) أن «المرأة حظيت باهتمام بالغ من الأزهر في عهد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، حيث حرص شيخ الأزهر على دعم و(تمكين المرأة) العاملة بالأزهر، وقرر تعيين امرأة في منصب مستشار له، ووجه بتخصيص قسم لـ(فتاوى المرأة) بـ(مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية)، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الدورات، التي تستهدف تثقيف المرأة والارتقاء بها، لمواكبة مستجدات العصر وتفعيل دورها في المجتمع».

وأعربت السيدة الأميركية الأولى عن سعادتها بزيارتها لمصر والجامع الأزهر، وعن تقديرها لشيخ الأزهر، وقيادات الأزهر، وشكرهم على حفاوة الاستقبال، مؤكدة «أهمية دعم تعليم الشباب و(تمكين المرأة)، وضرورة تقارب الشعوب وتوطيد العلاقات بينها».

وجدت حفاوة واستقبالاً كبيراً في الجامع الأزهر (مشيخة الأزهر)

قلادة فرعونية

في السياق قامت السيدة الأميركية الأولى (السبت) بزيارة منطقة الأهرامات بالجيزة، وتوقفت أمام الهرم الأكبر «خوفو»، رافقها خلال الزيارة، وزير السياحة والآثار المصري، أحمد عيسى، والقائم بأعمال السفير الأميركي بالقاهرة، جون ديروشر، والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، مصطفى وزيري، الذي قدم شرحاً لها في أثناء زيارتها لهرم «خوفو» من الخارج، ومنطقة البانوراما، وأبو الهول.

وحرصت جيل التي عبرت بنظراتها وابتسامتها عن انبهارها بالحضارة المصرية، على التقاط الصور التذكارية، وفي منطقة البانوراما حرصت السيدة الأميركية الأولى على التقاط الصور التذكارية مع ابنتها أشلي وشقيقتها بوني. وأعربت عن سعادتها بهذه الزيارة، وإعجابها بأهرامات الجيزة وأبو الهول.

من جهته، حرص وزير السياحة والآثار المصري على تقديم هدية تذكارية للسيدة الأميركية الأولى، عبارة عن «مستنسخ لقلادة فرعونية». وعبرت قرينة الرئيس الأميركي عن بالغ الشكر والتقدير لهذه اللفتة.

جيل خلال زيارة منطقة أهرامات الجيزة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر (السبت) فإن «مستنسخ القلادة الفرعونية»، عبارة عن جعران فرعوني من المشغولات ذات الألوان الفريدة التي تميز بها الفراعنة.

كما زارت السيدة الأميركية الأولى إحدى المدارس الفنية بالقاهرة، حيث التقت عددا من الشباب، يرافقها وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، رضا حجازي، وعدد من المسؤولين المصريين. وأشارت جيل في تدوينة لها عبر «تويتر»، إلى أن «الولايات المتحدة ومصر تعملان معاً مع الشركات المحلية لتوفير التدريب في أثناء العمل للفصول الدراسية».


اتهامات لحكومة «الوحدة» بقصف «أهداف أمنية» غرب ليبيا

قوات تابعة لحكومة الوحدة تعزز الأمن في أحياء الزاوية (أ.ف.ب)
قوات تابعة لحكومة الوحدة تعزز الأمن في أحياء الزاوية (أ.ف.ب)
TT

اتهامات لحكومة «الوحدة» بقصف «أهداف أمنية» غرب ليبيا

قوات تابعة لحكومة الوحدة تعزز الأمن في أحياء الزاوية (أ.ف.ب)
قوات تابعة لحكومة الوحدة تعزز الأمن في أحياء الزاوية (أ.ف.ب)

نفى مسؤول أمني بحكومة «الوحدة» الليبية «المؤقتة» حديث رئيسها عبد الحميد الدبيبة، بشأن قصف الطيران التابع لها لـ«أوكار تهريب الوقود بمدينة زوارة بغرب البلاد». وقال في المقابل، إن القصف استهدف نقطة أمنية حكومية، ما أسفر عن مقتل شخصين، وإصابة 4 آخرين في قصف تعرضت له نقطة ميناء الماية.

وقال العميد ميلاد المشكوي، مدير إدارة مكافحة التوطين والهجرة (غير المشروعة)، التابع لجهاز الدعم والاستقرار والموالي لحكومة «الوحدة»، إنه «ينفى الادعاءات الصادرة من اللجنة المشتركة المكلفة في المنطقة الغربية، بكون القوارب التي تم قصفها بميناء الماية من قبل الطيران المُسير، قوارب (غير شرعية) تم استخدامها في نقل المخدرات والبنزين». واعتبر في تصريحات تلفزيونية السبت، أنه «لا مبرر لقصف الميناء، كونه لا يهدف لمكافحة التهريب والمخدرات»، لافتاً إلى أنه «طلب من النيابة العامة فتح تحقيق فيما يحدث».

وكان المشكوي قد أكد في بيان متلفز مساء الجمعة، أن «القوارب التي تم قصفها كانت خاصة بالنقطة، وقد تم استخدامها لمكافحة الهجرة والتهريب وفق القانون»، نافياً معرفته إلى الآن، أسباب هذه الضربات التي وجهت إليهم. وتساءل: «لماذا تتم مقارنتنا بمواقع تهريب؟ نحن من نقوم بمكافحتها وتسليم بضائعهم، وتوجد أوراق نيابة تثبت ذلك»، متابعاً: «نحن جهة حكومية تابعة للدولة، ولسنا جهة خارجة عن سيطرتها، فلماذا تتم معاملتنا بهذه الطريقة؟».

ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن مواطنين، أن «الضربة الجوية استهدفت أحد أوكار بيع وتهريب الوقود، ولم تخلف أي أضرار بشرية، أو في الممتلكات العامة أو الخاصة»، بينما ادعى آخرون تأييد سكان مدينة زوارة لهذه الضربات الجوية، التي تستهدف أوكار الفساد والتهريب، والتي ألحقت ضرراً مباشراً بالمواطنين، وتسببت في اختفاء الوقود بمختلف أنواعه في محطات الوقود، مما اضطر السكان لشرائه بأسعار مرتفعة من عصابات تهريب الوقود والبضائع.

وكثفت حكومة «الوحدة» ضربات الطائرات المُسيرة الجمعة، ضد ما قالت إنها عصابات تهريب في المناطق الغربية، وهاجمت أهدافاً في الزاوية وزوارة، والعجيلات والماية. لكن الضربات التي بدأت قبل أسبوع، طالت فصائل مرتبطة بشخصيات معارضة للدبيبة، وهو ما أثار غضب منتقدي حكومته ومخاوف من تصعيد.

من جهة ثانية، التزم مجلسا «النواب» و«الدولة» الصمت حيال إعلان بعض أعضاء لجنتهما المشتركة لوضع القوانين الانتخابية، عن «التوصل إلى اتفاق نهائي حول العملية الانتخابية بكاملها»، تمهيداً لتوقيع اتفاق رسمي بالخصوص خلال اليومين المقبلين بحضور رئيسي المجلسين.

وبينما امتنع عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، عن التعليق، قال فتحي المرسمي، المستشار الإعلامي لعقيلة صالح رئيس المجلس، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ليس لديه علم بالتوصل إلى أي اتفاق». ولم يرد أعضاء اللجنة المشتركة على «اتصالات للحصول على تعليقهم»، بينما رفض مكتب خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، التعليق.

ومع ذلك، أبلغ بعض أعضاء اللجنة وسائل إعلام محلية ليبية، أنه «تم التوصل إلى ما وصفوه بـ(توافق نهائي) حول العملية الانتخابية بكاملها، وأنه سيتم توقيع اتفاق رسمي الاثنين، بحضور صالح والمشري»، ولفتوا إلى أنه «تم التوقيع بالأحرف الأولى على القوانين الانتخابية، وتجاوز النقاط الخلافية المتعلقة بشروط الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خصوصاً ما يتعلق بترشح العسكريين والحاصلين على جنسيات أجنبية، ما لم يتم إقصاؤهم بشكل قانوني وعبر حكم قضائي».

ولم يصدر مجلسا النواب والدولة أي بيان لتأكيد ما قاله أعضاء المجلسين في لجنة «6 + 6» المشتركة، بشأن التوقيع بالإجماع على القوانين الانتخابية، بما في ذلك انتخاب مجلسي النواب والشيوخ ورئيس الدولة. كما امتنع المجلسان عن تأكيد إعلان هؤلاء أن الإعلان عن الاتفاق سيتم لاحقاً من المغرب في حال حضور صالح والمشري.

ومن جانبه، اكتفى فتحي الله السريري، عضو مجلس الدولة في اللجنة، بالقول في رسالة مكتوبة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم إنجاز القوانين الانتخابية التشريعية والرئاسية، والتوقيع عليها، والتصويت بإجماع أعضاء اللجنة الحاضرين»؛ لكنه لم يوضح ما إذا كان ذلك يعني انتهاء الجدل حول ترشح المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد، وسيف الإسلام النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أم لا.

وضغطت الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة على مجلسي النواب والدولة، للتوصل إلى اتفاق يحسم خلافاتهما حول شروط الترشح للانتخابات الرئاسية المؤجلة، فيما أكد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، جاهزية حكومته لإجراء الانتخابات، وإنهاء المراحل الانتقالية، وهدد باللجوء إلى «حلول بديلة» حال استمر تعطيل إصدار القاعدة الدستورية المؤدية للانتخابات، وجدد الدعوة إلى رئيسي مجلسي النواب والدولة لإصدار ما وصفه بـ«قاعدة دستورية عادلة وغير مفصلة».

في المقابل، تعهد الدبيبة في بيان بأن حكومته لن تتوانى في «دعم جهود المصالحة الوطنية لإنجاحها، ولن تألو جهداً أيضاً لإبعاد شبح الحرب والدمار، رغم كيد الكائدين». وأعلن بمناسبة مرور 5 سنوات على ما وصفه بـ«الصلح التاريخي المنجز بين مدينتي مصراتة وتاورغاء»، أن حكومته «قررت جعل هذا التاريخ يوماً وطنياً للرفع من قيم التصالح والتسامح والتعايش»، لافتاً إلى أنه يوجد في البلاد علماء وأعيان وخيّرون قادرون على تقريب ذات البين، وحل الخلافات بين المتخاصمين».

إلى ذلك، وفى انفتاح مصري على حكومة «الوحدة»، أعلنت الأخيرة أن وفداً من وزارتها للتخطيط بحث مساء الجمعة، في مقر ائتلاف الشركات المصرية لتنفيذ مشروع طريق الدائري الثالث، مستجدات تنفيذه بعد التسلم الجزئي لموقعه. وقال بيان حكومي إن الاجتماع استهدف استيضاح الجدول الزمني والصعوبات التي تواجه بدء تنفيذ المشروع، بعد وصول الطاقم الفني والعمالة التابعة لائتلاف الشركات إلى 350 عاملاً.

جانب من زيارة وفد وزارة التخطيط بحكومة «الوحدة» لمقر ائتلاف الشركات المصرية (الوحدة)

وطبقاً لما أعلنه حسن عبد العزيز، رئيس الاتحاد الأفريقي لمقاولي التشييد والبناء، فقد أبرمت الشركات المصرية عقوداً لإعادة إعمار ليبيا بقيمة 15 مليار دولار على مدى العام ونصف العام الماضيين، لكن ما وصفه بـ«الظروف الأمنية» حال دون بدء التنفيذ حتى الآن.

هانيبال نجل العقيد الراحل معمر القذافي (أ.ب)

من جهة أخرى، أعلن محمد بن شعبان، سفير ليبيا لدى سوريا، متابعة قضية هانيبال، نجل العقيد الراحل معمر القذافي المعتقل في لبنان، لافتاً إلى «تجاهل» وزارة الخارجية اللبنانية لما وصفه بـ«ظروف اعتقاله غير القانونية»، والوقوف على حالته الصحية. وقال في بيان اليوم (السبت)، إنه طالب بمنح هانيبال «الحق الإنساني والقانوني في محاكمة (عادلة)».

وكان نجل القذافي قد أعلن في بيان لمحاميه، «الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على الأوضاع في سجون لبنان، وسجنه من دون وجه حق». واعتبر أنه «تعرض للظلم، وأنه آن الأوان للإفراج عنه، بعد مرور أكثر من 10 سنوات على اعتقاله بتهمة لم يقترفها»، على حد تعبيره.


رئيس تونس يقترح فرض ضرائب على الأغنياء لحل الأزمة المالية

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
TT

رئيس تونس يقترح فرض ضرائب على الأغنياء لحل الأزمة المالية

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)

قال الرئيس التونسي، قيس سعيد، السبت، إن زيادة الضرائب على الأغنياء «يمكن أن تكون بديلا للإصلاحات الاجتماعية الصعبة»، ضمن المساعي الرامية إلى الحصول على حزمة إنقاذ مالي من صندوق النقد الدولي، بحسب تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء. وتوصلت الحكومة التونسية لاتفاق مبدئي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار، مقابل خفض الدعم، وتقليص أجور موظفي القطاع العام، وإجراء إصلاحات داخل الشركات المملوكة للدولة، في وقت حذرت فيه وكالات التصنيف الائتماني من أن تونس ستواجه تعثرا محتملا في سداد الديون السيادية، ما لم تحصل على هذا القرض، الذي من المتوقع أيضا أن يؤدي إلى مزيد من تدفقات التمويل الثنائية. وقال صندوق النقد الدولي إن تونس بحاجة إلى جعل أوضاعها المالية على مسار أكثر استدامة، وذلك بعد أن عبر عن قلقه في وقت سابق، بسبب حجم مدفوعات أجور موظفي الدولة، والدعم والقاعدة الضريبية المنخفضة، ودعم الشركات المملوكة للدولة التي لا تدر ربحا. ورغم أن الاتفاق المبدئي استند إلى مقترحات قدمتها الحكومة التونسية، وصف الرئيس سعيد الإصلاحات المالية المنصوص عليها في الاتفاق بأنها «إملاءات»، علما بأنه لا يمكن تمرير الاتفاق، ودفع القرض دون موافقة من الرئيس التونسي. وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، نشر تفاصيلها المكتب الرئاسي التونسي، السبت، وصف سعيد شروط اتفاق صندوق النقد الدولي بأنها «عود ثقاب يشتعل إلى جانب مواد شديدة الانفجار». وقال إنه «يمكن تقديم تصور آخر يقوم على توظيف أداءات على من لا يستحق الدعم لتمويل صندوق الدعم، حتى يكون دعما يحقق العدالة المنشودة». كما اقترح سعيد أيضا «تنظيم اجتماع على مستوى القمة بمشاركة كل الدول المعنية» لمناقشة قضية الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط. وكانت وسائل إعلام رسمية تونسية قد ذكرت، الجمعة، أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني ستزور تونس الأسبوع المقبل.


مسؤول أممي: «منصة مراكش» مساهمة لاستجابة أكثر قوة في مكافحة الإرهاب

ناصر بوريطة مع فلاديمير إيفانوفيتش فورونكوف في طنجة (الخارجية المغربية)
ناصر بوريطة مع فلاديمير إيفانوفيتش فورونكوف في طنجة (الخارجية المغربية)
TT

مسؤول أممي: «منصة مراكش» مساهمة لاستجابة أكثر قوة في مكافحة الإرهاب

ناصر بوريطة مع فلاديمير إيفانوفيتش فورونكوف في طنجة (الخارجية المغربية)
ناصر بوريطة مع فلاديمير إيفانوفيتش فورونكوف في طنجة (الخارجية المغربية)

قال الأمين العام المساعد لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير إيفانوفيتش فورونكوف، أمس (الجمعة)، في مدينة طنجة المغربية، إن «منصة مراكش» تعد مساهمة مهمة نحو استجابة إقليمية أكثر قوة في مكافحة الإرهاب.

وأضاف فورونكوف، في افتتاح أشغال الدورة الثانية للاجتماع رفيع المستوى لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب والأمن في أفريقيا «منصة مراكش»، تحت الرئاسة المشتركة للمغرب ومكتب الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب، أن الطبيعة المعقدة بشكل متزايد للتهديد الإرهابي «تتطلب تعاوناً متعدد الأطراف ومقاربات متعددة الوكالات، لتوفير استجابة إقليمية أقوى وأكثر تماسكاً»، مبرزاً أن «منصة مراكش تعد مساهمة مهمة في هذا الإطار»، معرباً عن خالص امتنانه للمملكة المغربية على «الدعم الهائل»، الذي تقدمه لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، واستضافتها الاجتماع السنوي الثاني لمنصة مراكش هذا العام بمدينة طنجة. وذكر المسؤول الأممي في هذا السياق بافتتاح مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بالرباط في يونيو (حزيران) من العام الماضي، ومركز للتكوين من أجل مكافحة الإرهاب في أفريقيا، وذلك «بدعم سياسي قوي ومساهمة مالية سخية من الحكومة المغربية»، موضحاً أن موظفي مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في برنامج تحقيقات مكافحة الإرهاب، ومشروع «Kidnap for Ransom»، وبرنامج «Global Fusion Cells» يشتغلون حالياً من الرباط، مما يضمن قربهم من الدول الأعضاء الأفريقية، ويوفر خدمة «أكثر تكيفاً وفاعلية». وجدد فورونكوف «تشكراته للمملكة المغربية وكذلك للمراقبين؛ المملكة العربية السعودية ودولة قطر والبرازيل والاتحاد الأوروبي» على دعمهم الذي مكّن من «تطوير وتنفيذ برامجنا بشكل فعال في جميع أنحاء القارة». كما أشاد بـ«التعاون الاستراتيجي» بين المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن اجتماع «منصة مراكش» شكل فرصة «لمناقشة السبل العملية لدعم الدول الأفريقية الأعضاء في مكافحة الإرهاب بفاعلية أكبر».

وزير خارجية المغرب لدى مباحثاته مع الأمين العام المساعد لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في طنجة (الخارجية المغربية)

وأضاف فورونكوف أن أفريقيا تظل أولوية بالنسبة لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، معلناً في هذا الصدد عن تنظيم قمة أفريقية حول مكافحة الإرهاب مطلع 2024 بأبوجا، تحت شعار «تعزيز التعاون الإقليمي والمؤسسات لمواجهة تطور التهديد الإرهابي في أفريقيا»، وذلك بالتعاون مع حكومة نيجيريا. من جهته، قال ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب، إن بلاده تحت قيادة الملك محمد السادس، لم تدخر جهداً في دعم الإجراءات متعددة الأطراف لمكافحة الإرهاب، مبرزاً أن الدعم الكبير الذي يقدمه المغرب، الذي يشمل الدعم السياسي والمالي والتقني والعيني، تستفيد منه مجموعة متنوعة من البرامج التكوينية لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، الذي يوجد مقره بالرباط. وأشاد بوريطة بالجهود التي يبذلها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بمحاربة الإرهاب، الذي «يعد شريكاً فعالاً للمغرب، ومدافعاً ملتزماً عن الانشغالات والأولويات الأفريقية، وشريكاً في مقاربة شمولية في هذا المجال»، مشدداً على أنه «لا توجد دولة تستطيع محاربة الإرهاب بشكل فعال بمعزل عن غيرها»، مؤكداً الأهمية التي توليها الدول الأفريقية «لتملك الاستجابات الأفريقية» من أجل مكافحة الإرهاب. وقال الوزير المغربي إنه عشية الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش»، الذي سينعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية، «يجب أن ننقل تقييمنا ومخاوفنا ورؤيتنا إلى التحالف الدولي لأخذها بعين الاعتبار». وأشار في هذا السياق إلى أن المغرب «جاهز للاضطلاع بدوره»، بصفته الرئيس المشارك لمجموعة التركيز الأفريقية في إطار التحالف الدولي ضد داعش، إلى جانب إيطاليا والنيجر والولايات المتحدة. في سياق ذلك، قال بوريطة إن الصلة بين الجماعات الانفصالية والإرهابية «مستمرة في التطور بشكل ينذر بالخطر، مما يهدد السيادة الوطنية للعديد من الدول»، مشيراً إلى أن «الإرهابيين يوسعون أنشطتهم من منطقة الساحل نحو الساحل الغربي لأفريقيا». كما شدد على أنه «لا يمكن تجاهل هذا التهديد، الذي يجب أن نواجهه بسرعة»، وأن المنطقة «تشهد زيادة مدمرة في الهجمات الإرهابية والعنف»، موضحاً أن الجماعات الإرهابية تستهدف بشكل منتظم المدنيين والبنية التحتية العسكرية، مستغلة الحدود التي يسهل اختراقها والظروف المعيشية الصعبة للمجتمعات المحلية. كما سجل المسؤول المغربي أن «أفريقيا هي القارة الوحيدة التي ينشط فيها 3 فروع لتنظيمي داعش والقاعدة»، مشيراً إلى أن 19 جماعة انفصالية مسلحة تنشط في 22 دولة أفريقية. من جهة أخرى، جدّد بوريطة التزام المغرب بنجاح «أرضية مراكش»، باعتبارها «علامة على التزامه الراسخ تجاه قارته»، وسلط الضوء على «مقترحات ملموسة» يمكن تنفيذها في إطار «أرضية مراكش»، بما في ذلك «إنشاء برامج تدريبية مشتركة يمكن أن تجمع بين العاملين في مجال مكافحة الإرهاب، بهدف تطوير تفاهم مشترك لنقاط القوة والضعف، والمساطر التشغيلية لدى بعضنا». كما شدد الوزير على ضرورة إحداث مجموعات عمل مشتركة داخل «أرضية مراكش»، يمكن أن تركز على التهديدات الإقليمية المحددة، من أجل تبسيط التنسيق وتعزيز تبادل المعلومات وتسهيل العمل التعاوني.


القاهرة تفتح تحقيقاً بشأن تبادلٍ لإطلاق النار على الحدود مع إسرائيل

جنود إسرائيليون في مكان تبادل إطلاق النار (رويترز)
جنود إسرائيليون في مكان تبادل إطلاق النار (رويترز)
TT

القاهرة تفتح تحقيقاً بشأن تبادلٍ لإطلاق النار على الحدود مع إسرائيل

جنود إسرائيليون في مكان تبادل إطلاق النار (رويترز)
جنود إسرائيليون في مكان تبادل إطلاق النار (رويترز)

بعد ساعات من الترقب، والمعلومات المتضاربة التي صدرت عن مؤسسات ووسائل إعلام إسرائيلية، أعلنت مصر أن «مجنداً من قوات تأمين الحدود الدولية مع إسرائيل اخترق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران خلال مطاردة عناصر تهريب المخدرات، ما أدى إلى وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة المجند المصري أثناء تبادل إطلاق النيران». فيما وجه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة لوزراء حكومته قال فيها إن الحادثة «استثنائية»، ولا تمثل حقيقة التعاون الأمني والعمل المشترك مع مصر، مؤكداً أنها لن تؤثر مستقبلاً على التعاون مع مصر. الإعلان المصري جاء في بيان مقتضب أصدره بعد ظهر السبت، المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية، العقيد غريب عبد الحافظ، عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال المتحدث إنه «يجري اتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة، وكذلك اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة»، معرباً عن خالص تعازيه لأسر المتوفين والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين. ووقع الحادث قرب معبر العوجة المتاخم للحدود المصرية - الإسرائيلية وسط سيناء، حيث تنشط في المنطقة عصابات لتهريب المخدرات والأسلحة.

وشهدت المنطقة عدة عمليات للتهريب بين الحدود، كان آخرها في مطلع ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، بعد اختراق مهربين مصريين السياج الحدودي والدخول إلى مناطق إسرائيلية، حيث أطلقت قوات تأمين الحدود على الجانب المصري النيران تجاه المهربين، فيما ألقت القوات الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود القبض عليهم وبحوزتهم أكياس المخدرات. وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي، في أغسطس (آب) 2022، أن «هناك ارتفاعاً ملحوظاً في حجم إحباط عمليات تهريب المخدرات والوسائل القتالية على الحدود الأردنية والمصرية». وأكد مستشار «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، الدكتور محمد مجاهد الزيات، أن «الحادث يستدعي تحقيقاً معمقاً للكشف عن جميع ملابساته»، لافتاً إلى أن بيان المتحدث العسكري المصري أشار إلى فتح تحقيق رسمي في الحادث. ولم يستبعد الزيات في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون التحقيق مشتركاً بين الجانبين المصري والإسرائيلي، للوقوف على جميع الحقائق المتعلقة بالحادث، والتأكد من طبيعته الفردية»، مشدداً على «ضرورة أن يكون التحقيق شفافاً لكشف ملابسات الواقعة، وما إذا كان هناك تورطٌ لعناصر أمنية إسرائيلية في عملية التهريب، وتوضيح كيفية دخول المجند المصري إلى الأراضي الإسرائيلية». وأوضح الزيات أن «المؤسسة العسكرية المصرية اعتادت التأني في إصدار أي بيانات من جانبها، لحين اكتمال الحقائق، وعرضها بالشكل المناسب». وأضاف أن «الواقعة كانت تتطلب وقوفاً على العديد من التفاصيل، من بينها هوية المجند الذي قام بالواقعة، والمهام المكلف بها، وهل كانت تلك المنطقة هي محل خدمته، أم أنه جاء إليها من موقع آخر»، مشيراً إلى أن كل تلك التفاصيل «مهمة لمعرفة كل أبعاد الموقف، وهو أمر يستوجب التأني والحذر في إعلان التفاصيل، وعدم استباق التحقيقات الجارية».

إسرائيلية تحاول التخفيف عن جندية بعد الحادث (رويترز)

الرواية المصرية لم تقنع إسرائيل

الرواية المصرية الرسمية عن الحادث لم تقنع إسرائيل، حسب مراسلين عسكريين وصحافيين. وقالت مصادر إسرائيلية، إن الاعتقاد الأولي هو أن الشرطي المصري استغل حادثة تهريب المخدرات، وتسلل للمنطقة من إحدى الثغرات، وأطلق النار، وقتل مجنداً ومجندة، ثم واصل هجومه. وكان مكتب نتنياهو وجه رسالة لوزراء حكومته، قال فيها إن الحادثة «استثنائية»، ولا تمثل حقيقة التعاون الأمني والعمل المشترك مع مصر، مؤكداً أنها لن تؤثر مستقبلاً على التعاون مع مصر. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على «تويتر»، تعليقاً على ما حصل: «في ساعات الصباح الباكر وخلال نشاط لتأمين الحدود، قُتل جندي ومجندة من الجيش في نقطة عسكرية نتيجة تعرضهما لإطلاق نار على الحدود المصرية. بعد ذلك، وصلت قوات إضافية إلى المكان وباشرت بأعمال تمشيط في المنطقة». وأضاف: «قوات الجيش رصدت ظهراً منفذ الهجوم خلال أعمال التمشيط داخل الأراضي الإسرائيلية، حيث اندلع تبادل لإطلاق نار أسفر عن مقتل منفذ الهجوم وجندي إسرائيلي وإصابة ضابط صف بجروح طفيفة». وأكد أدرعي أنه يتم التحقيق في الحادث بتعاون كامل ووثيق مع الجيش المصري.

وكانت إسرائيل انشغلت طيلة صباح السبت بالحدث. وأعلن الجيش بداية الأمر أنه قتل شخصاً مسلّحاً نجح باجتياز الحدود، بعد تبادل لإطلاق النار، من دون أن يعطي تفاصيل. ثم بدأت وسائل إعلام إسرائيلية بتناقل الكثير من الروايات حول عمليات تهريب ومحاولة خطف جنود وإطلاق نار من قبل فلسطينيين، ثم داخل سيناء، ثم من قبل متسلل مصري. وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً لوقف اللغط، قال فيه إن الحدث تحت الرقابة العسكرية، ويمنع نشر أي تفاصيل عن المصابين، وأنه يجري التحقق من الحدث. ثم بعد ساعات، أعلن عن كافة التفاصيل. وجاءت العملية في وقت لم تكن فيه لدى الجيش الإسرائيلي أي تحذيرات مسبقة. وبعد تقييم أجراه وزير الدفاع يوآف غالانت، تقرر إبقاء الجيش في المنطقة في حالة تأهب، ثم زار رئيس الأركان هيرتسي هيلفي، منطقة العملية على الحدود وأجرى تقييماً ميدانياً.

جنود إسرائيليون خارج قاعدتهم قرب الحدود (أ.ف.ب)

معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل

وتُقسم معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل في مارس (آذار) 1979، شبه جزيرة سيناء إلى ثلاث مناطق (أ، ب، ج). وتحظر الاتفاقية على الجانب المصري إدخال الطائرات والأسلحة الثقيلة إلى المنطقة «ج» المجاورة للحدود مع إسرائيل، وتنص على ألا يزيد عدد الجنود المصريين المنتشرين فيها عن 750 جندياً. إلا أن أحد بنود الاتفاقية يسمح بأن «تقام ترتيبات أمن متفق عليها بناء على طلب أحد الطرفين وباتفاقهما، بما في ذلك مناطق محدودة التسليح في الأراضي المصرية أو الإسرائيلية، وقوات أمم متحدة، ومراقبون من الأمم المتحدة». وسبق أن وافقت تل أبيب منذ أعوام على زيادة عدد القوات المصرية في سيناء في العمليات المصرية ضد التنظيمات «الإرهابية». وأعلنت إسرائيل في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2021، توقيع تعديل في الاتفاقية يتيح وجود قوات حرس في منطقة رفح (واقعة ضمن نطاق المنطقة ج) لصالح تعزيز وجود الجيش المصري الأمني فيها، ولم يصدر أي تعليق من الجانب المصري في حينه. وفي عام 2014، قال وزير الدفاع المصري آنذاك، المشير عبد الفتاح السيسي، إن «الجانب الإسرائيلي تفهم أن القوات المصرية الموجودة على الحدود المشتركة لم تكن هناك إلا لتؤمن الموقف وتحمي سيناء كي لا تتحول إلى قاعدة لشن هجمات ضد مصر وجيرانها، والسلام أصبح مستقراً، وهذه الحالة تجاوزت القلق من وجود قوات مصرية في مناطق معينة». ونفذ الجيش المصري على مدى السنوات العشر الماضية العديد من العمليات العسكرية والمداهمات الأمنية في مناطق متفرقة من سيناء. وكان وسط سيناء، حيث توجد المنطقة التي شهدت حادث السبت، في صدارة المناطق التي شهدت عمليات مكثفة لمواجهة العناصر «الإرهابية» التي تمركزت في المنطقة المعروفة بوعورة تضاريسها.