ترمب يحشد أنصاره في تكساس وسط ملاحقات قانونية

اختياره لمدينة واكو أثار جدلاً ومخاوف من العنف

أعلام مؤيدة لترمب ومنددة بالديمقراطيين في واكو بتكساس الجمعة (رويترز)
أعلام مؤيدة لترمب ومنددة بالديمقراطيين في واكو بتكساس الجمعة (رويترز)
TT

ترمب يحشد أنصاره في تكساس وسط ملاحقات قانونية

أعلام مؤيدة لترمب ومنددة بالديمقراطيين في واكو بتكساس الجمعة (رويترز)
أعلام مؤيدة لترمب ومنددة بالديمقراطيين في واكو بتكساس الجمعة (رويترز)

عقد دونالد ترمب مهرجاناً انتخابياً حاشداً، أمس في مدينة واكو بتكساس، في وقت يواجه فيه عدداً من التحقيقات القضائية تهدّد مسعاه للعودة إلى البيت الأبيض.
وتزامن المهرجان الانتخابي مع تصعيد ترمب حدّة تصريحاته ضد القضاء، إذ ندد بـ«حملة مطاردة» من جانب مدعين يصفهم بأنهم «حثالة» يلاحقونه في قضايا بنيويورك وواشنطن وأتلانتا. ويسعى ترمب، الذي كان يتوقع تجمّع 15 ألفاً من أنصاره في واكو، لتحصين موقعه أمام اتهامات محتملة متعلقة بدفع أموال لممثلة إباحية في مقابل شراء صمتها حول علاقة جنسية، قبل أيام من انتخابات 2016. ودعا ترمب، البالغ 76 عاماً، الأسبوع الماضي، أنصاره، للاحتجاج تنديداً بمدعي مانهاتن العام ألفين براغ.
- قاعدة شعبية واسعة
أثار اختيار ترمب لواكو جدلاً في الأوساط الأميركية، إذ شهدت المدينة مواجهة بين جماعة مناهضة للحكومة والأمن الفيدرالي أوقعت قتلى في 1993، وأصبحت مذاك بمثابة مرجع لنشطاء اليمين المتطرف الذين يتغنون بمقاومة ما يعدونه تجاوزات الحكومة.
وجاء بعض الذين وصلوا إلى واكو، من ولايات مختلفة، متحمسين لرؤية ترمب يعود إلى المكتب البيضاوي. وارتدى كثير منهم قبعات بيسبول كتب عليها عبارة «ماغا»، وهي اختصار الشعار «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً»، ولوّحوا برايات داعمة لحملته، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وتوجه أنصار ترمب إلى «نصب حصار واكو» الذي يخلد ذكرى نحو 80 شخصاً لقوا حتفهم في المواجهة بمجمع لأتباع ديفيد كوريش، بعدما حاصره عناصر الأمن الفيدراليون في 1993. وقال القس المساعد في موقع النصب، بيتر كريستيان، إن «واكو في الحقيقة مركز الحركة الوطنية، الحركة لمساعدة أميركا في العودة إلى جذورها... تمكين المواطنين كي تكون لهم حقوق دستورية».
في المقابل، أثار اختيار ترمب لهذا الموقع استياء كثيرين. ونشرت صحيفة «هيوستن كرونيكل» مقالة تتهم ترمب بإقامة مهرجانه في الذكرى الثلاثين لحادث واكو، ليكون «بوقاً صادحاً» للمتطرفين من أنصاره. وكتبت ماري ترمب، ابنة شقيقه المنتقدة له على «تويتر»: «إنها خدعة لتذكير جماعته بحصار واكو سيئ السمعة عام 1993، عندما حاربت جماعة مناهضة للحكومة مكتب التحقيقات الفيدرالي». وأضافت: «مات عشرات الأشخاص. وهو يريد أن تقع أعمال الفوضى العنيفة نفسها لإنقاذه من العدالة».
ويعدّ ترمب الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2024. والمنافسون المحتملون الآخرون، الذين يتقدمهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، امتنعوا في البداية عن انتقاد الرئيس السابق، لكنهم بدأوا في الفترة الأخيرة ينتقدون شخصيته والفضائح المتواصلة المحيطة به.
- تهم محتملة
يواجه ترمب تحقيقاً فيدرالياً على خلفية مساعيه لقلب نتيجة انتخابات عام 2020 التي خسر فيها، والتحريض على أعمال شغب أوقعت قتلى في الكابيتول قام بها أنصاره لمنع نقل السلطة إلى جو بايدن. إلا أن القضية التي تهدد مستقبله السياسي اليوم، تتعلق باحتمال مواجهته تهماً جنائية في قضية دفع مبالغ للممثلة ستورمي دانييلز.
ووجه ترمب، الجمعة، تحذيراً بشأن عواقب صدور قرار الاتهام، متوقّعاً حصول «موت ودمار محتملين... قد يكون الأمر كارثياً على بلدنا». ووصف ترمب مدعي مانهاتن العام ألفين براغ، الذي يقود التحقيق بشأن دفع الأموال لإسكات الممثلة، بـ«مريض نفسي يكره الولايات المتحدة حقاً».
ورفض براغ بشكل قاطع طلباً جمهورياً في مجلس النواب للحصول على وثائق وشهادات تتعلق بتحقيق مكتبه مع ترمب. وقال إن الطلب كان «تحقيقاً غير مسبوق في محاكمة محلية معلقة». وكان النائب الجمهوري جيم جوردان، رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب، قد أرسل الثلاثاء، رسالة إلى براغ يطالبه فيها بمواد تتعلق بتحقيقه في مدفوعات مزعومة من ترمب للممثلة ستورمي دانييلز، خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016. واتهم جوردان المدعي العام بارتكاب «إساءة استخدام غير مسبوقة لسلطة الادعاء العام»، في تصعيد للمواجهة بين مكتب المدعي العام وحلفاء ترمب الجمهوريين في مجلس النواب. وجاء طلب جوردان ومشرعين جمهوريين آخرين، بعد أن ادعى ترمب في نهاية الأسبوع الماضي، أنه سيتم اعتقاله الثلاثاء الماضي، ودعا أنصاره إلى الاحتجاج.
وقالت ليزلي دوبيك، المستشارة العامة لبراغ، في رسالة للجمهوريين الخميس: «تعهّد المدعي العام أنه سيكشف النتيجة علناً، سواء أنهينا عملنا من دون توجيه اتهامات، أو المضي قدماً في إصدار لائحة اتهام. وهو يلتزم بهذا التعهد». وأضافت أن التصعيد الذي شهدته القضية، لم يأتِ إلا بعد أن «خلق ترمب توقعاً خاطئاً بأنه سيتم اعتقاله، وتحريض محاميه على التدخل».
وأجّلت هيئة المحلفين النظر في إصدار الاتهام، ولم تتناول القضية في جلستها الخميس كما كان متوقعاً. ومن المتوقع أن تجتمع الهيئة الاثنين، للاستماع إلى شاهد إضافي في القضية.


مقالات ذات صلة

ترمب يرشح مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث وزيراً للدفاع

الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقدم البرامج بيت هيغسيث خلال حفل لشبكة «فوكس نيوز» (ا.ف.ب)

ترمب يرشح مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث وزيراً للدفاع

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه رشح مقدم البرامج في «فوكس نيوز»، بيت هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية كريستي نوم رفقة الرئيس المنتخب دونالد ترمب (ا.ف.ب)

ترمب يختار جون راتكليف لرئاسة «سي آي إيه»... وكريستي نوم لتولي «الأمن الداخلي»

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم، إنه اختار المستثمر العقاري والمتبرع لحملته الانتخابية ستيف ويتكوف، ليكون مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يصافح الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي (أ.ف.ب)

ترمب يختار مايك هاكابي سفيراً لأميركا لدى إسرائيل

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم (الثلاثاء) اختيار الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي، سفيرا لواشنطن لدى إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مايك والتز (أرشيفية - رويترز)

ترمب يؤكد تعيين والتز مستشاراً للأمن القومي في إدارته المقبلة

أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب اليوم (الثلاثاء) تسمية مايك والتز الذي يعد من «الصقور» المتشددين في ملفات خارجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترحيل المهاجرين ضمن مهام ترمب في أول أيامه الرئاسية

قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ«رويترز» إنه من المتوقع أن يتخذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عدة إجراءات تنفيذية في أول أيام رئاسته لإنفاذ قوانين الهجرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تايوان تتسلم صواريخ أميركية يصل مداها إلى 300 كيلومتر

أنظمة الصواريخ العسكرية التكتيكية يبلغ أقصى مدى لها 300 كيلومتر (شركة «لوكهيد مارتن»)
أنظمة الصواريخ العسكرية التكتيكية يبلغ أقصى مدى لها 300 كيلومتر (شركة «لوكهيد مارتن»)
TT

تايوان تتسلم صواريخ أميركية يصل مداها إلى 300 كيلومتر

أنظمة الصواريخ العسكرية التكتيكية يبلغ أقصى مدى لها 300 كيلومتر (شركة «لوكهيد مارتن»)
أنظمة الصواريخ العسكرية التكتيكية يبلغ أقصى مدى لها 300 كيلومتر (شركة «لوكهيد مارتن»)

وصلت إلى تايوان دفعة أولى من أنظمة صواريخ عسكرية مصنوعة في الولايات المتحدة، يبلغ أقصى مدى لها 300 كيلومتر، بحسب ما قاله مصدر عسكري لوكالة الأنباء المركزية التايوانية (سي إن إيه).

وقال المصدر، الذي لم يتم ذكر اسمه، إن الدفعة الأولى من أنظمة الصواريخ العسكرية التكتيكية من طراز «إم جي إم 140»، التي اشترتها تايوان من الولايات المتحدة، تم تسليمها مؤخراً.

ومع ذلك، لم يكشف عن العدد الدقيق للوحدات التي تم تسليمها في الدفعة الأولى، بسبب سرية الأمر، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

جدير بالذكر أن نظام «إم جي إم 140» هو عبارة عن صواريخ باليستية تكتيكية أسرع من الصوت، تم تصميمها وتصنيعها في الأصل من جانب شركة الدفاع الأميركية «لينغ - تمكو - فوغت» التي توقفت عن العمل، بينما تقوم شركة «لوكهيد مارتن» ببيعه في الوقت الحالي.