ماثيو ماكفادين ومشاعره المختلطة بشأن مسلسل «الخلافة»

الموسم الرابع والأخير ينطلق هذا الأسبوع

ماثيو ماكفادين مع الممثلة سارة سنوك في مسلسل «الخلافة» (ساكسيشن) (آي إم دي بي)
ماثيو ماكفادين مع الممثلة سارة سنوك في مسلسل «الخلافة» (ساكسيشن) (آي إم دي بي)
TT

ماثيو ماكفادين ومشاعره المختلطة بشأن مسلسل «الخلافة»

ماثيو ماكفادين مع الممثلة سارة سنوك في مسلسل «الخلافة» (ساكسيشن) (آي إم دي بي)
ماثيو ماكفادين مع الممثلة سارة سنوك في مسلسل «الخلافة» (ساكسيشن) (آي إم دي بي)

تُرى هل من الممكن أن تكون هناك شخصية تلفزيونية أكثر غرابة من شخصية توم وامبسغانس، في مسلسل «ساكسيشن» (الخلافة)؟ لعب الممثل البريطاني ماثيو ماكفادين، شخصية توم على نحو لا يخلو من الروعة الفكاهية، إذ تمكن توم من الوجود على جميع نقاط قوة المسلسل في آن واحد: من تعرضه للتنمر، وفعل التنمر بنفسه، وما بينهما من الهفوات التي يقع فيها مغلوباً على أمره.
على مدى أغلب المواسم الثلاثة، ظل توم متخلفاً بخطوة ونصف الخطوة عن المكائد التي تُحاك في «وايستار رويكو»، الشركة التي يديرها حميّه المستبد لوغان روي (براين كوكس)، بينما كان يُعامل بازدراء سطحي من قبل زوجته شيف (سارة سنوك).
لذا، كان الأمر صدمة عندما شد توم من أزر نفسه في نهاية الموسم الثالث لينظم لعبة سيطرة مذهلة، متعاوناً فيها مع لوغان ضد شيف واثنين من أشقائها في معركة ملحمية حول مستقبل الشركة.
غير أن هذا لا يضمن أن توم سوف ينتهي به المطاف إلى القمة في الموسم الرابع والأخير من المسلسل، الذي يبدأ عرضه الأحد على شبكة «إتش بي أو».
قال ماكفادين بعد ظهر أحد أيام فبراير (شباط) في فندق كارلايل بنويورك، «قد يقف توم في معسكر لوغان، لكنه ليس معسكراً يسهل الوجود فيه. إنه يفتقد الشعور بالأمان بصفة خاصة، ولا يزال قلقاً بشأن علاقته بزوجته. ولا يزال الجميع يناورون ويخادعون وينافسون».

الممثل البريطاني ماثيو ماكفادين في لقطة من مسلسل {الخلافة} (آي إم دي بي)

إذا كان ماكفادين مريضاً بصورة عملية في مسلسل «الخلافة»، فإنه على العكس من ذلك في واقع الأمر: فهو شخصية هادئة، وطيعة، ومهذبة، وصوته عميق وواثق من نفسه، مع غياب كل السمات العصبية لشخصية المسلسل أو جهودها المحمومة لقراءة مصيرها في عيون الآخرين. وبينما يعاني توم من شياطينه الداخلية وانعدام الأمن المثبط لعزيمته، يظهر ماكفادين بشخصية منضبطة بصورة ملحوظة، وشخصية مسرورة للقيام بعملها، ولا ينزعج كثيراً بشأنها. وهو يستخدم كلمة «لطيف» كثيراً.
كان ماكفادين، الذي ظل لفترة طويلة وجهاً مألوفاً لدى المشاهدين البريطانيين، شخصية لم يفطن إليها الكثيرون على هذا الجانب من الأطلسي (الولايات المتحدة) قبل مسلسل «الخلافة». وإذا كان الأميركيون يعرفونه على الإطلاق، فمن المرجح أنه كان يحمل هيئة رجل آخر يُدعى «توم كوين»، الجاسوس المتغطرس وإنما الضعيف في الموسمين الأوليين من المسلسل البريطاني «الأشباح» (المعروف في الولايات المتحدة باسم «إم آي - 5»)، الذي بدأ عرضه عام 2002، أو ربما رأوه يلعب دور السيد دارسي المُكتئب والمُعذب في الدراما التلفزيونية «كبرياء وتَحَامُل» من إخراج جو رايت عام (2005)، أو مُحقق العصر الفيكتوري في مسلسل «ريبر ستريت» من إنتاج شبكة «بي بي سي».
لقد كان دوراً مختلفاً الذي لفت انتباه المؤلف جيسي أرمسترونغ - مبتكر مسلسل «الخلافة» - إلى ماكفادين. كان دور السير فيليكس كاربوري السكير، في «الطريقة التي نعيش بها الآن» لعام 2001، المسلسل البريطاني القصير المستمد من رواية «أنثوني ترولوب».
قال أرمسترونغ، «إنه معروف في المملكة المتحدة بقدرته على لعب جميع أنواع الأدوار، برغم أن معظم الناس لا يعرفونه ممثلاً كوميدياً بالضرورة».
رغم أن توم بدأ مسلسل «الخلافة» على الهامش إلى حد كبير، «إلا أنني كنت أدرك أن هذا الدور سوف يكون مهماً ومؤثراً»، كما قال أرمسترونغ. ومع استمرار حلقات المسلسل، عزف الكتّاب على أوتار مهارات ماكفادين الكوميدية المثيرة وقدرته على إظهار ضعف شخصية «توم» المؤثر في لحظات أكثر هدوءاً.
يقول أرمسترونغ، «في مسلسل يتناول السلطة ومظاهرها، يتمتع ماثيو ببراعة كبيرة في لعب شخصية تكمن في جوهر عدد من علاقات السلطة المتقاطعة. إنه بارع في إظهار استعداد (توم) لتشكيل وتعديل شخصيته لتتناسب مع هيكل السلطة». وكما أوضح ماكفادين مؤخراً في برنامج «تونايت شو»، فإن إحدى الطرق التي فعل بها ذلك هي رفع وخفض مستوى صوت توم، اعتماداً على الشخصيات الأخرى الموجودة في المشهد أيضاً.
ولد ماكفادين (48 عاماً)، في إنجلترا، لكنه ترعرع في الخارج، بما في ذلك بقاؤه لعدة سنوات في جاكرتا بإندونيسيا بسبب وظيفة والده في صناعة النفط. التحق بمدرسة داخلية في موطنه، وتجاوز عن الجامعة والتحق بالأكاديمية الملكية للفنون المسرحية بدلاً منها.
لدى ماكفادين ميلٌ، شائع بين الممثلين الإنجليز، إلى التقليل من شأن أعماله، كما لو أنها شيء يتدفق منه بلا عناء. كما أنه يميل إلى أداء الأدوار الداعمة.
يقول ماكفادين، «أشعر أحياناً أنه قد ينتابك الغرور الشديد عند أداء أدوار القادة أو الرواد. إنه من الممتع كثيراً أن تقوم بدور الوغد الشرير أو المهرج اللطيف».
يمتلئ مسلسل «الخلافة» بالأسماء الكبيرة والشخصيات التي لا تُنسى، بما في ذلك أولاد روي الثلاثة: كيندال (جيرمي سترونغ)، ورومان (كيران كولكين)، وكونور (آلان راك)، وكل منهم مروع ومدمر بطريقته الخاصة. لكن شخصية توم وامبسغانس قد برزت واضحة منذ البداية: فهو متقلب المزاج بحساسية واضحة، وخبيث بعض الشيء لكنه سيئ الحظ على الدوام.
يبدو أن ماكفادين هو ذلك الشيء النادر: ممثل بدون غرور كبير. (أو ربما كان ممثلاً بارعاً لدرجة تجعله قادراً على إخفاء غروره). وقال إنه من بين أشياء أخرى، لم يشعر قط بأنه مضطر لطلب مزيد من وقت البث أو قصة أفضل لشخصية «توم».
كما قال أيضاً، «لقد رأيت ممثلين يكنون قدراً كبيراً من الأهمية فيما يتعلق (بشخصيتهم) الفنية. غير أنني لا أشعر بأنها شخصيتي - وإنما هي شخصية جيسي (المؤلف)، وأنا مجرد عارض لها».
وتابع قائلاً: «أنا لا أريد أن أتعلق بقصة محتملة، لأنهم ربما يغيرون رأيهم».
ماكفادين متزوج من الممثلة البريطانية كيلي هوس، التي التقى بها عندما لعب كل منهما دور الجاسوس في مسلسل «إم آي - 5». كانت علاقتهما معروفة للغاية - إذ كان لديها زوج وطفل في ذلك الوقت - لكنها تزوجت ماكفادين عام 2004 بعد طلاقها، وأنجبا طفلين معاً. قال ماكفادين إن الجميع أصبحوا أصدقاء وأولياء أمور رائعين.
وأضاف: «كان أمراً عسيراً بعض الشيء في أوله، لكنه لا بأس به الآن».
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

إنتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

فیفیان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.

فیفیان حداد (بيروت)

«السعودية الخضراء» لرفع الوعي العالمي لمواجهة التحديات البيئية

السعودية الخضراء تمثل مستقبل مدن المملكة التي ستكون خضراء طول العام (الشرق الأوسط)
السعودية الخضراء تمثل مستقبل مدن المملكة التي ستكون خضراء طول العام (الشرق الأوسط)
TT

«السعودية الخضراء» لرفع الوعي العالمي لمواجهة التحديات البيئية

السعودية الخضراء تمثل مستقبل مدن المملكة التي ستكون خضراء طول العام (الشرق الأوسط)
السعودية الخضراء تمثل مستقبل مدن المملكة التي ستكون خضراء طول العام (الشرق الأوسط)

تُواصل مبادرة «السعودية الخضراء» تسليط الضوء على التزام المملكة بتسريع الجهود الوطنية، التي تهدف للحفاظ على البيئة المحلية، وذلك من خلال تنظيم سلسلة من الأنشطة والفعاليات التوعوية على مدار شهر كامل، تزامناً مع استعدادات المملكة للمشاركة في مؤتمر الأطراف «كوب 28»، المقرر انعقاده في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

الحملة تركز على الجهود السعودية في حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية بما يضمن تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة (الشرق الأوسط)

وخلال شهر يونيو (حزيران)، يقام عدد من الفعاليات والمناسبات الدولية، التي تستهدف رفع مستوى الوعي العالمي بشأن أبرز التحديات البيئية، وأنواع الحياة البرية المهدَّدة بالانقراض حول العالم.

الحملة تركز على الجهود السعودية في حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية بما يضمن تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة (الشرق الأوسط)

وتركز حملة مبادرة «السعودية الخضراء»، خلال شهر يونيو، على الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة في حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية والأنواع المحلية، بما يضمن تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة.

وتشمل قائمة أهم المناسبات المنتظرة، خلال هذا الشهر، كلاً من «اليوم العالمي للشعاب المرجانية» في 1 يونيو، و«يوم البيئة العالمي» في 5 يونيو، و«اليوم العالمي للمحيطات» في 8 يونيو، و«اليوم العالمي للسلاحف البحرية» في 16 يونيو، و«اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف» في 17 يونيو.

الحملة تركز على الجهود السعودية في حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية والأنواع المحلية (الشرق الأوسط)

السعودية الخضراء تمثل مستقبل مدن المملكة، التي ستكون خضراء، طول العام، عبر مبادرة «السعودية الخضراء»، التي تُعدّ الأضخم من نوعها؛ كونها ستغطي 40 مليون هكتار من الأراضي الصحراوية الشاسعة بـ10 مليارات شجرة؛ لتحسين جودة الهواء، وستسهم في تقليل العواصف الرملية، ومكافحة التصحر، وتخفيض درجات الحرارة.

الحملة تركز على الجهود السعودية في حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية بما يضمن تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة (الشرق الأوسط)


لون أخضر غامض يغطي قناة مياه القنال في البندقية

القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)
القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)
TT

لون أخضر غامض يغطي قناة مياه القنال في البندقية

القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)
القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)

تسبَّب سائل أخضر لامع اللون بالقناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية، في إحداث ضجة بالمدينة المائية الإيطالية. وسطعت المياه بالقرب من جسر ريالتو، بشكل مفاجئ، بلون أخضر، من دون تفسير أوليّ.

وقالت فرقة الإطفاء الإيطالية إنه جرى أخذ عيّنات، مع وكالة «أربا للحماية البيئية»؛ لفحصها. وتنتشر التكهنات بشأن سبب تغير لون المياه، حول جسر ريالتو الشهير. وتتراوح النظريات، من إطلاق الصبغة، إلى احتجاج نشطاء البيئة، وفق ما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

ودعا حاكم فينيسيا، على الفور، لعقد اجتماع طارئ مع الشرطة؛ للتحقيق في الواقعة. ووفقاً لتقاريرَ إعلامية، لم تفترض السلطات، بشكل أولي، أن السائل خطير.

ونقلت «بي بي سي» عن صحيفة «لا ريببليكا» الإيطالية اليومية، تصريحات لماوريتسيو فيسكو، من «الوكالة الإقليمية لحماية البيئة»، بأن التحليل المبكر أشار إلى أن البقعة الخضراء كانت، على الأرجح، ناتجة عن إطلاق مادة الفلوريسين؛ وهي صبغة غير ضارّة تُستخدم عادة لتتبُّع تدفق المياه.

القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ف.ب)

واستذكر بعض سكان المدينة عام 1968، عندما قام الفنان نيكولاس جارسيا أوريبورو، من الأرجنتين، بتلوين مياه قناة وسط المدينة باللون الأخضر؛ لجذب الانتباه إلى تلوث المياه، وفق ما أفادت به «وكالة الأنباء الألمانية». ونظراً لظهور كثير من الناشطين بمجال المناخ في إيطاليا، بحملاتهم الملوَّنة، هناك شبهات أيضاً بأن يكون ذلك احتجاجاً، لكن لم يعلن أحد في البداية مسؤوليته.

وذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن الشرطة المحلية كانت تفحص الدوائر التلفزيونية المغلقة؛ لتحديد ما إذا كان الإفراج قد يكون حيلة لتتزامن مع سباق فولغالونجا للسباق، في نهاية هذا الأسبوع.


«يونيو المتقدة» تعود إلى متحفها اللندني

رسمه فريدريك لايتون تعود الى منزله في كنسينغتون(منزل لايتون)
رسمه فريدريك لايتون تعود الى منزله في كنسينغتون(منزل لايتون)
TT

«يونيو المتقدة» تعود إلى متحفها اللندني

رسمه فريدريك لايتون تعود الى منزله في كنسينغتون(منزل لايتون)
رسمه فريدريك لايتون تعود الى منزله في كنسينغتون(منزل لايتون)

أخيراً عادت لوحة «يونيو المتقدة»، التي تُعدّ من أكثر اللوحات البريطانية المعروفة رومانسيةً وتعبيراً عن الصيف، إلى موطنها في دار عرض لندنية، حيث تخيّل الرسام فريدريك لايتن لوحته منذ نحو 130 عاماً، وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

والآن، مع ارتفاع درجات الحرارة، في الفترة التي تسبق يونيو (حزيران)، حصل، فجأةً، المتحف المُقام في المنزل السابق للفنان، على النسخة الأولى الأصغر من العمل المشهور عالمياً، والتي رسمها لايتن في عام 1894.

إلى ذلك، قال دانيال روبينز، كبير أمناء المتحف: «بلا شك، فإن لوحة يونيو المتقدة هي اللوحة الأكثر تأثيراً من بين جميع أعمال لايتن على الإطلاق. جَرَت الإشارة إلى اللون القوي من قِبل النقاد في ذلك الوقت، لكن لم يكن أيّ منهم يتوقع في ذلك الوقت أن اللوحة ستستمر في إثارة كل هذا الضجيج».

كان لايتن قد رسم لوحته «يونيو المتقدة»، قرب نهاية حياته، وكانت من بين آخِر ما قدَّم للعروض الصيفية للأكاديمية الملكية.

وفي هذا السياق قال روبينز: «لقد علمنا لايتن دائماً أنه كان يعمل بطريقة منهجية منظمة، فقد كان يصنع الرسومات أولاً، ثم يدرس الألوان الزيتية للحصول على توازن اللون، وتناغم الصورة بشكل صحيح». وأضاف: «عادةً ما استمر في رسم اللوحة الكاملة، مع انحراف ضئيل جداً، لكن في هذه اللوحة يمكننا أن نرى أنه فكّر لاحقاً في وضع جزيرة صغيرة في الخلفية، كما قام بتغيير شكل المظلة فوق الشخص المتكئ. من المؤكد أن اللوحة الصغيرة عكست حيوية ولون العمل النهائي».

واستطرد روبينز قائلاً: «جرى رسم جميع أعمال لايتن، خلال فترة نضجه الفني في الاستوديو في الطابق الأول من المنزل. وقبل وفاته في عام 1896، سلَّم صديقَه جورج هينشل دراسة عمل (يونيو المتقدة). ولم يمرّ على اللوحة سوى ثلاثة مالكين منذ ذلك الحين».

اللوحة الكاملة، التي جرى الانتهاء منها في عام 1895، والمملوكة منذ عام 1963 لـ«متحف بونس للفنون» في بورتوريكو، معروضة حالياً في «متحف متروبوليتان للفنون» في نيويورك.

يُذكَر أن اللوحة اجتذبت جمهوراً كبيراً، عندما استعارها المتحف اللندني قبل سبع سنوات.


معرض الزهور المصري يراهن على عراقته في ظل ارتفاع الأسعار

جانب من معرض الزهور المصري (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الزهور المصري (الشرق الأوسط)
TT

معرض الزهور المصري يراهن على عراقته في ظل ارتفاع الأسعار

جانب من معرض الزهور المصري (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الزهور المصري (الشرق الأوسط)

عاد معرض زهور الربيع المصري العريق إلى أحضان المتحف الزراعي، في حي الدقي، بالجيزة (غرب القاهرة) مجدداً بعد غيابه سنوات طويلة، اتخذ خلالها حديقة الأورمان مقراً له، لكن هذه العودة التي تشهدها الدورة التسعون من عمر المعرض، تعدّ «استثنائية» بسبب نقله للمتحف الزراعي، وضيق مدة المعرض وفترة التجهيز له، وعدم تمهيد طرقاته جيداً أو تنسيقها على غرار الدورات الماضية، حسب وصف زائرين ومتابعين.

«كنا نبدأ في الإعداد للمعرض منذ شهر يناير (كانون الثاني) لينطلق في شهر أبريل (نيسان) من كل عام، ويستمر لمدة 75 يوماً، لكن العام الحالي بدأنا في نهاية شهر مايو (أيار) الحالي، بسبب أمور عدة، من بينها تزامن شهر رمضان المبارك ومواسم الأعياد مع موسم الربيع، ومن المقرر أن تستمر الدورة الجديدة شهراً واحداً فقط»، حسب شبل مرسي، صاحب إحدى شركات نباتات الزينة المشاركة بالمعرض.

وبينما يسعى مسؤولو وزارة الزراعة للحفاظ على الصورة النمطية للمعرض، من خلال السماح للعارضين بوضع نباتاتهم وزهورهم بشكل منسق، وتخصيص جناح لعرض مستلزمات غذائية على هامش المعرض، فإن ضيق المساحة في المتحف الزراعي مقارنة بحديقة الأورمان، وعدم الإعداد بشكل متقن لاستضافة المتحف الزراعي للمعرض، وارتفاع درجات الحرارة في شهر يونيو (حزيران) أمور تجعل المقارنة في غير صالح دورة المتحف الزراعي، حسب زائرين وعارضين التقتهم «الشرق الأوسط» بالمعرض الذي لا يسمح بدخوله إلا بعد دفع 10 جنيهات قيمة التذكرة.

وافتتح وزيرا الزراعة والتضامن الاجتماعي، ومحافظ الجيزة، الدورة التسعين من معرض الزهور (السبت)، الذي يضمّ نحو 200 عارض، وأكثر من ألف نوع نباتي من نباتات الزينة والزهور والأشجار، وكل مستلزمات إنتاج البساتين وتنسيق الحدائق والصبار.

وقال وزير الزراعة السيد القصير، على هامش الافتتاح: «يشهد المعرض مشاركة بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدني»، مشيراً إلى أن «الدولة المصرية تدعم صناعة الزهور وزراعتها؛ لأهميتها للسوق المحلية أو للتصدير، ودعم الاقتصاد الوطني»، لافتاً إلى أن «معرض زهور الربيع له آلاف الزائرين الذين ينتظرونه كل عام سواء لشراء الزهور والورود أو للاستمتاع بمناظرها الجميلة». وأوضح أن «معرض (خير مزارعنا لأهالينا) المقام على هامش معرض زهور الربيع يشارك فيه 50 عارضاً، ويستهدف بيع السلع الغذائية للمواطنين بأسعار مخفضة».

بينما دعا محافظ الجيزة، مواطني المحافظة إلى زيارة المعرض والاستفادة من المنتجات والزهور والشتلات المعروضة، مؤكداً أن «المعرض يشهد سنوياً زيادة في أعداد الزائرين من المواطنين؛ نظراً لجودة المنتجات المعروضة».

وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في فترة الظهيرة بالقاهرة راهناً، فإن عشرات المراهقين والشباب وكبار السن حرصوا على التجول داخل أروقة المعرض الذي يفتح أبوابه للجمهور بداية من الساعة التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً، بجانب التقاط الصور التذكارية مع أشجار الزينة كما اعتادوا كل عام.

وبينما ترى إحسان محمود (65 عاماً)، إحدى زائرات المعرض أن أسعار الزهور والنباتات في دورته الجديدة مناسبة وفي متناول الأيدي، بعد شرائها شجرة «ياسمينا» صغيرة بـ10 جنيهات فقط، يؤكد عارضون من بينهم شبل مرسي، ارتفاع أسعار النباتات والأسمدة والتربة الصناعية ومستلزمات الزراعة البلاستيكية جميعها، متأثرة بارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، والعملات الأجنبية جميعها أمام الجنيه المصري أخيراً. ويضيف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «بالة التربة الصناعية المستورة من ألمانيا يلامس سعرها حالياً 1000 جنيه بعدما كان يبلغ العام الماضي نحو 350 جنيهاً».

ويخشى العارضون من ضعف الإقبال العام الحالي بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وغلاء أسعار السلع الغذائية وأسعار نباتات الزينة، وفق مرسي، الذي يشير إلى أن «نباتات الزينة سلعة ترفيهية، لو خُيّر المواطنون بينها وبين الطعام واللحوم لاختاروا الأخيرة لأنها أساسية»، داعياً إلى أهمية «نشر ثقافة زراعة النباتات، والتوعية بحماية الأشجار»، متمنياً «حضور جمهور هذا المعرض العريق والتاريخي رغم الاختلافات الجوهرية في دورة العام الحالي».

ويحتاج العارضون إلى مدة لا تقل عن أسبوع لتنسيق أجنحتهم بالمعرض، وقد تمتد إلى شهر، خصوصاً شركات تنسيق الحدائق، ويبلغ سعر إيجار المتر الواحد لأصحاب شركات نباتات الزينة ومستلزمات الإنتاج داخل المعرض نحو 130 جنيهاً، وهو سعر يعتبره العارضون «مناسباً».


«الطبول» المصري يعزز حضوره فنياً بدورة عاشرة

حضور أفريقي (وزارة الثقافة المصرية)
حضور أفريقي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

«الطبول» المصري يعزز حضوره فنياً بدورة عاشرة

حضور أفريقي (وزارة الثقافة المصرية)
حضور أفريقي (وزارة الثقافة المصرية)

رغم العاصفة الترابية التي ضربت القاهرة مساء السبت، فقد حرص أكثر من 5 آلاف شخص على حضور افتتاح «المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية» بدورته العاشرة، الذي نُظّم في سور القاهرة الشمالي بالقرب من باب النصر الأثري في القاهرة التاريخية.

وانطلقت الفرق المشاركة لتقدم فنونها التراثية الإيقاعية، ولفتت فرق من جنوب السودان الأنظار إليها بإطلاق الزغاريد السودانية، لتتبادل معها عضوات الفرق المصرية الزغاريد وسط تصفيق الحضور، وقدمت الحفل الفنانة سميرة عبد العزيز.

عروض متنوعة شهدها الحفل الافتتاحي (وزارة الثقافة المصرية)

وخلال حفل الافتتاح ألقى رئيس المهرجان ومؤسسه الفنان انتصار عبد الفتاح كلمة جاء فيها، أن مهرجان الطبول يؤكد على التواصل الإنساني بين شعوب العالم لنشر ثقافة السلام والتأكيد على تفرد شخصية مصر التراثية، كما يهدف إلى إحياء فنون القاهرة التاريخية وتحقيق مفهوم التنمية الثقافية في أحياء مصر المختلفة، والتبادل الثقافي بين مختلف دول العالم.

«رغم الأزمات الاقتصادية التي أثرت على العالم كله كان لدينا إصرار على إقامة الدورة العاشرة من المهرجان الذي يحتضن غالبية ثقافات الشعوب»

الفنان انتصار عبد الفتاح

بدأت الدورة العاشرة للمهرجان أمس وتستمر حتى 2 يونيو (حزيران) المقبل، تحت شعار «حوار الطبول من أجل السلام»، وتشارك فيه 32 فرقة تمثل 10 دول، هي: مصر، وجنوب السودان، وفلسطين، والجزائر، والهند، وبنغلاديش، واليونان، وسيريلانكا، واليمن، وإندونيسيا، وتقام عروض المهرجان بساحة الهناجر في دار الأوبرا، و«بيت السناري»، والحديقة الثقافية بالسيدة زينب، و«مركز الطفل والحضارة» في مصر الجديدة، إضافة لسور القاهرة الشمالي، كما تقدم بعض الفرق عروضها في الميادين العامة وسط الجمهور.

الفنان انتصار عبد الفتاح (وزارة الثقافة المصرية)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال الفنان انتصار عبد الفتاح: «رغم الأزمات الاقتصادية التي أثرت على العالم كله كان لدينا إصرار على إقامة الدورة العاشرة من المهرجان الذي يحتضن غالبية ثقافات الشعوب، عبر فرق فنية تعكس ثقافة كل دولة، مما يحدث زخماً ثقافياً كبيراً يجمعنا في بوتقة واحدة تؤكد على التواصل الإنساني، فيصبح الإنسان هو الوطن والوطن هو الإنسان».

وبشأن تراجع حجم الدول المشاركة في الدورة الجديدة مقارنة بالدورات الماضية قال عبد الفتاح: «كنا نفكر في كيفية استقطاب فرق من كل دول العالم في هذه الظروف الصعبة، واستطعنا استقدام 4 من الخارج، واستعنا بالسفارات والفرق التابعة لها في مصر والفرق المستقلة»، لافتاً إلى أنه «يعزز بذلك حضوره على المستوى الفني والجماهيري في مصر». مضيفاً: «يهدف المهرجان إلى اكتشاف فرق جديدة وتقديمها للجمهور، فلأول مرة نقدم فرقة (مكتبة مصر العامة) ودفعنا بها في هذا المهرجان الدولي، و(فرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية للأطفال)، وكانت عروضهما في الافتتاح مفاجأة للجمهور، كما قدمنا 3 فرق من جنوب السودان، وتتواصل عروض الفرق الأخرى على مدى أيام المهرجان».

ووصف عبد الفتاح المهرجان بأنه «حالة إبداعية فريدة»، «وعُرس ثقافي» يؤكد أنه بات ملكاً للجمهور الذي يترقب عروضه ويتاح له حضوره مجاناً لإيصال الخدمة الثقافية للجميع، مشيراً إلى تقديم بعض العروض في الشوارع والميادين في القاهرة ومنها ميدان «روكسي»، و«الكوربة» في مصر الجديدة، وممر «بهلر» بوسط البلد، وكذلك داخل الحدائق العامة للوصول لأكبر قدر من الجمهور.

يذكر أن «المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية» يقام تحت رعاية وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة، ومؤسسة «حوار» لفنون الشعوب وثقافاتها، التي يرأسها الفنان انتصار عبد الفتاح.


ملحم زين يحقق حلماً قديماً بإحيائه «مهرجانات بعلبك»

الفنان اللبناني ملحم زين (الشرق الأوسط)
الفنان اللبناني ملحم زين (الشرق الأوسط)
TT

ملحم زين يحقق حلماً قديماً بإحيائه «مهرجانات بعلبك»

الفنان اللبناني ملحم زين (الشرق الأوسط)
الفنان اللبناني ملحم زين (الشرق الأوسط)

كثيرةٌ هي انشغالات الفنان اللبناني ملحم زين هذه الفترة. بين الاستعداد لإحياء «ليلة العمر» في إطار مهرجانات بعلبك الدولية، والتحضير لألبوم جديد، وتنفيذ جزءٍ ممّا عجزت عن تنفيذه السلطات الرسمية في لبنان، لا أفضليّة؛ اعتاد المطرب إتقان التزاماته كلها.

ميني ألبوم ومشاريع إنمائية

يقول زين في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن الإصدار المقبل سيتّخذ شكل «ميني ألبوم يضم مجموعة من الأغاني التي تتنوّع ما بين فولكلورية، وشعبية، ورومانسية». من دون أن يحدد تاريخاً لإصدار العمل المنتَظر بعد غياب 4 سنوات عن الألبومات، يكتفي الفنان بالتلميح إلى أن الموعد بات قريباً، موضحاً أن «التروّي في الإصدارات هو لصالح النوعيّة».

من بين الأغنيات التي يعمل عليها ملحم زين حالياً، ما هو عراقي بالتعاون مع الفنان نور الزين، إضافةً إلى عودةٍ للّون الرومانسي بتوقيع الفنان مروان خوري. أما اللونان المصري والخليجي، حتى وإن لم تكن لهما حصّة في الميني ألبوم المقبل، فهما في بال الفنان اللبناني الذي يحضّر لمجموعة من الأغاني المصرية والخليجية، وفق تأكيده.

«هذه المشاركة شرف لي وهي نقطة تحوّل في مسيرتي الفنية، لا سيّما أنني ابن المنطقة»

الفنان اللبناني ملحم زين

ليس ملحم زين سفيراً للأغنية اللبنانية الفولكلورية من بين أبناء جيله فحسب، فقد أضيف إلى ألقابه مؤخراً لقب سفير النوايا الحسنة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وفي انعكاسٍ سريع لحُسن النوايا، موّل زين بمساعدة مجموعة من الأصدقاء ورجال الأعمال وفاعلي الخير، مشروع تركيب عواكس ضوئية على عدد من أوتوسترادات لبنان، من جنوبه إلى شماله مروراً بالعاصمة بيروت.

ملحم زين يطلق ميني ألبوم قريباً (الشرق الأوسط)

وفي خطوة ثانية تهدف إلى تفادي حوادث السير، أخذ الفنان على عاتقه إنارة طريق رئيسية في قضاء بعلبك، بعد أن تكررت عليها الحوادث وأدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. وإذ يصف زين اللقب الأممي بالمسؤولية الإنسانية الكبيرة، يكشف عن «مشروع قادم لإنارة بيروت بالكامل ورَدم كل الحُفَر على طرقاتها».

الطريق إلى معبد باخوس باتت مُضاءة، وقلعة بعلبك تنتظر ابنها في 14 يوليو (تموز) المقبل. هو حلم قديم لطالما راود ملحم زين وباتت تفصله أسابيع عن تحقيقه. يقول إن مشاركته في هذا الحدث الثقافي العريق هو «محطة مميزة في حياة كل فنان يحظى بفرصة الوقوف في هذا الصرح التاريخي»، ويضيف زين: «هذه المشاركة شرف لي وهي نقطة تحوّل في مسيرتي الفنية، لا سيّما أنني ابن المنطقة».

على بُعد شهرين تقريباً من الليلة المنتظرة، نفدت البطاقات إلى حفل ملحم زين، ما يطرح تساؤلات عمّا إذا كانت إدارة المهرجان ستعلن عن عرضٍ إضافي. مع العلم أن عرضاً خاصاً بأهالي «مدينة الشمس» سيسبق الحفل، إذ يغنّي ملحم زين للبعلبكيين في الـ13 من يوليو، وهو تقليدٌ يحرص منظّمو المهرجان على إحيائه سنوياً.

ليس ملحم زين وحده من تلمع عيناه عندما يفكّر بوقفته القريبة في معبد باخوس، فالرهبة نفسها يتقاسمها وإياه شريكه في الحفل، المايسترو أندريه الحاج. يتولّى قائد الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية تنفيذ العمل الأوركسترالي للسهرة الاستثنائية، التي يجتمع فيها أكثر من 40 عازفاً، إلى جانب الكورس.

بما أن الآلات الموسيقية ستتنوّع ما بين شرقية وغربية، يعمل الحاج على «ترتيبٍ غربيّ بروح عربية» للأغاني التي سيؤدّيها ملحم زين. ويقول المايسترو، إن برنامج الحفل الذي تسلّمه من زين، يحتوي على مجموعة غنية من الأعمال.

في ليلته البعلبكية، يقدّم المطرب اللبناني عدداً لا بأس به من أغنياته الخاصة، مثل «ما في جرح»، «ردّوا حبيبي»، و«غيبي يا شمس»، «ضلّي اضحكي»، وغيرها. كما يوجّه تحيةً لروح عملاق الأغنية اللبنانية، الفنان وديع الصافي من خلال أغانٍ مثل «على الله تعود» و«عندك بَحريّة»، وهي الأغنية التي كانت فاتحة خير على ملحم زين يوم كان بعدُ متبارياً في برنامج المواهب «سوبر ستار»، وكانت السبب وراء إطلاق لقب «ريّس الأغنية اللبنانية» عليه.

يلفت المايسترو أندريه الحاج إلى أن «التعامل مع ملحم زين سهل جداً لأنه يعرف ما يريد». ويضيف أن «ملحم يشبه الأوركسترا ويليق بها، أي أنه يجيد الغناء برفقتها كما أنه عالمٌ بهويتها الأكاديمية». وممّا سيضفي سحراً إلى ليلة زين في بعلبك، وفق رأي الحاج، هو أنه «ابن المنطقة وصوته يليق بعراقة المكان».

المايسترو الحاج، الذي كانت له محطات عربية وأوروبية بارزة، أهمها في دار الأوبرا في عُمان وفي القاهرة، يرى في الحفل المرتقب ضمن مهرجانات بعلبك «تتويجاً لمسيرته الموسيقية». يقول إنه لا يستطيع توقّع الشعور الذي سينتابه هناك، عندما سيرفع عصاه معلناً انطلاق «ليلة العمر».


صلاح تيزاني لـ«الشرق الأوسط»: مخيف ما نعيشه على الصعيد الفني

الفنان اللبناني صلاح تيزاني (فيسبوك الفنان)
الفنان اللبناني صلاح تيزاني (فيسبوك الفنان)
TT

صلاح تيزاني لـ«الشرق الأوسط»: مخيف ما نعيشه على الصعيد الفني

الفنان اللبناني صلاح تيزاني (فيسبوك الفنان)
الفنان اللبناني صلاح تيزاني (فيسبوك الفنان)

كان في عيادة طبيب الأسنان، عندما اتصلت به «الشرق الأوسط»، لإجراء هذا الحوار معه. واستهلَّ حديثه مؤكداً أنه رغم وجوده بهذا المكان، فهو يصرّ على احترام مَن يتصل به. «لقد طلبت من طبيبي أن يتوقف للحظاتٍ عن العمل؛ كي أردَّ عليك، فأنا أحرص على احترام الآخر، في زمنٍ ولّى فيه التقدير، وقلّت فيه الأخلاقيات».

منذ بداية حديثه، لم يُخفِ صلاح تيزاني، المعروف فنياً باسم «أبو سليم»، عتبه على زمن الفن، اليوم، فابن الـ95 عاماً، كما ذكر لنا، يصف الساحة، اليوم، بأنها يشوبها الضلال، وما عادت، كما في الماضي، تزخر بفنانين عمالقة تعبوا واجتهدوا كي يحققوا أحلامهم.

مؤخراً، أعلن الفنان تيزاني موعد إقامة مهرجان الزمن الجميل، وصاحبه طبيب التجميل الدكتور هراتش سغبازاريان، فهو واحد من أركانه الأساسيين، وسيكون من بين الوجوه الفنية العريقة المشارِكة فيه. ويوضح، لـ«الشرق الأوسط»: «سيقام هذا المهرجان في 3 يونيو (حزيران) المقبل، في كازينو لبنان. وستنقله، مباشرةً على الهواء، المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي آي)، وتُكرِّم خلاله نحو 24 شخصية فنية عريقة من لبنان وخارجه». ويسهب «أبو سليم» في حديثه عن هذا المهرجان، الذي يعتبره بقعة ضوء في زمن الفن القاتم الذي نعيشه. «إنه، في رأيي، بمثابة المنبر الوحيد الذي يعطي الماضي حقه، فيلتفت إلى الفنانين الكبار الذين نسيهم الناس وما عادوا في البال، حتى من قبل الإعلام».

«ما يستفزُّني، اليوم، على الساحة الفنية هو الاستسهال والاستخفاف بالفن ورسالته»

الفنان صلاح تيزاني

أمضى صلاح تيزاني نحو 70 عاماً في مشوار كوميدي طويل، بدأ أعماله الفنية على مسارح طرابلس ومدارسها، وأنتج مسلسلات كوميدية تلفزيونية مع انطلاق تلفزيون لبنان عام 1959، وبقي يقدمها مع فرقته، التي عُرفت بفرقة «أبو سليم»، بشكل أسبوعي دائم حتى سنة 1975، وتوقّف العرض لسنوات بسبب الحرب اللبنانية. عاد إلى متابعتها في التسعينات بشكل متطور، مع إضافة الغناء إلى موضوعاته. وفي عام 2000، أنتج «تلفزيون دبي» سلسلة جديدة بالشخصيات نفسها. مثّل تيزاني في مسرحيات الأخوين رحباني مع فيروز، وشارك في أفلام سينمائية، فاستحدث نمطاً كوميدياً مختلفاً تلقَّفه المُشاهد على مدى أجيال مختلفة.

ويرى تيزاني أن الأيام الجميلة الماضية انتهت، كأي عناصر أخرى كانت تؤلِّف لبنان منارة الشرق. ويتابع: «ما يستفزُّني، اليوم، على الساحة الفنية هو الاستسهال والاستخفاف بالفن ورسالته، لذلك نفتقد الفنون على أنواعها، التي كانت تقدِّم للمُشاهد المحتوى الممتاز والترفيهي معاً». ويتابع: «كله صار يحصل عالماشي، وكأنهم يرغبون فقط بمسابقة الزمن، وتعبئة الهواء بأي شيء؛ كي لا يتركوه فارغاً».

وعن رأيه بالمسلسلات والأغاني وغيرها من الفنون، اليوم، يوضح: «هناك فرق شاسع وكبير بين الفنون التي كانت تُقدَّم على أيامنا، وتلك التي نتابعها، اليوم، فأين التمثيليات التي كانت تعكس تقاليدنا ومجتمعاتنا؟ وأين الأغنيات التي كان المطرب لا يقدم على إنزالها في الأسواق إلا بعد جهد جهيد؟ لقد كنا عندما نقدم برنامجاً تلفزيونياً، نحرص على إيصال رسائل اجتماعية مهمة جداً، وكم من مرة أوقفت لجنة الرقابة في الأمن العام اللبناني عملاً لنا؛ لأننا نطقنا بعبارة هزّت السياسيين والبلاد؟ في رأيي، أن الفن يتراجع بسرعة، وليس هناك من يعمل على فرملة انهياره».

مئات الحلقات التلفزيونية وعشرات المسرحيات تؤلف مشوار «أبو سليم» (فيسبوك الفنان)

ويتوقف «أبو سليم» عند مهرجان الزمن الجميل، العزيز على قلبه، «إنه يولَد من رحِم أيام غالية على قلوبنا، نحمل لها في أذهاننا التقدير الكبير. وهذه السنة، سيُكرَّم فنانون كثيرون من الذين تركوا بصمتهم على الفن اللبناني، وهم في عِداد المنسيين؛ لأنهم متروكون من الدولة والإعلام معاً».

يوجه تيزاني عتبه على المسؤولين السياسيين والجهات الرسمية، التي من شأنها الالتفات إلى هؤلاء. «بدل أن يركضوا لتأمين الدواء والحياة المحترَمة لفنانين أعطوا عمرهم للبنان الفن، فإنهم يلتهون بالقشور ومصالحهم الخاصة لا غير. لو كانت لدينا مرجعية حقيقية، لكانت دولتنا قد اهتمت بنا، نحن الممثلين القدامى، الذين نهض الفن على أكتافهم، فهي تركتنا في نهاية عمرنا، نواجه مصيرنا وحدنا من كل النواحي».

ويكمل حديثه مُبدياً مخاوفه على جيل جديد تربَّى على الفن الهابط، «من أهداف (مهرجان زمن الفن الجميل) توعية جيل الشباب بعمالقة فن حقيقيين حفروا الصخر بأناملهم، ليحلّقوا بلبنان واسمه عالياً، فمَن مِن بينهم لديه أدنى فكرة عن نجوم التمثيل والغناء القدماء، ومَن حاكوا زمن الفن الجميل بأعمالهم الراقية؟ اليوم لا رُقي، ولا احترام، ولا تقدير لفن مسؤول. نرى الإعلام المرئي مشغولاً بمحاورة فنانين دخلاء على الساحة، الأمور ذاهبة إلى الأسوأ، ولدينا خوف كبير على مستقبل الفن في لبنان بكل وجوهه».

من ناحية ثانية يشعر «أبو سليم» بنوع من التعزية، من خلال إقامة مهرجانات بمستوى «زمن الفن الجميل»: «إنه بصيص الأمل الوحيد الذي يعزِّينا في وحدة فُرضت علينا نحن أبناء الفن الماضي. وسأحضر خلاله، وأشارك في تقديم إحدى مذيعاته، وسأكون شاهداً حياً من ذلك الزمن الذي لا يزال على البال».


وليد توفيق: الأغنية العربية تعيش فوضى عارمة

صورة من كليب «مصر يا أم السلام» (الشرق الأوسط)
صورة من كليب «مصر يا أم السلام» (الشرق الأوسط)
TT

وليد توفيق: الأغنية العربية تعيش فوضى عارمة

صورة من كليب «مصر يا أم السلام» (الشرق الأوسط)
صورة من كليب «مصر يا أم السلام» (الشرق الأوسط)

انتهى الفنان اللبناني وليد توفيق من تصوير ثلاث أغنيات من ألبومه الغنائي الجديد، الذي من المقرر أن تطلقه شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات، خلال الأيام المقبلة عبر قناتها على «يوتيوب» والمنصات السمعية. وكشف في حواره مع «الشرق الأوسط»، تفاصيل أغنياته الجديدة التي صورها ما بين الغردقة والقاهرة، ومن بينها أغنيته الوطنية لمصر التي تحمل عنوان «مصر يا أم السلام»، ومعبراً عن رأيه في حال الأغنية العربية التي وصفها بأنها تعيش حالة من الفوضى.

تكلم توفيق عن تفاصيل وجوده حالياً في القاهرة، قائلاً: «دعيت منذ أيام من أجل إحياء حفل ختام مسابقة ملكات الجمال (ميس إيليت) في الغردقة، وسُحرت بالمناظر الخلابة الجميلة التي لم أكن أتوقع أن أراها في مصر، ولذلك استغللت الفرصة، وصوّرت أغنيتين بطريقة الفيديو كليب، الأولى بعنوان «إحنا أصحاب السعادة»، وهي من ألحان الفنان محمد يحيى، والثانية «ليه يسألوني»، وانتهزت فرصة مكوثي أياماً عدة في القاهرة من أجل تصوير أغنية وطنية عزيزة على قلبي كنت قد غنيتها من قبل لمصر، بعنوان «مصر يا أم السلام»، وكان يفترض أن تُصوّر منذ أكثر من عامين، ولكن بسبب جائحة «كورونا» توقف التصوير، ولم أزر مصر لفترة طويلة، لذا فضلت هذه المرة تصوير الأغنية في منطقة الأهرامات والنيل وعدد من شوارع القاهرة، ويجري حالياً عمل مونتاج لها، لإطلاقها في أقرب مناسبة وطنية لمصر. مؤكداً أن مصر صاحبة فضل كبير عليه طيلة مشواره الفني الممتد لأكثر من 50 عاماً، مضيفاً: «حتى فنانوها كانوا سبباً في شهرة اسمي وصناعته عندما ساندوني في بدايتي».

ويعكف الفنان اللبناني حالياً على تحضير ألبومه الغنائي الجديد مع شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات قائلاً: «بعد نجاح أغنية (أيلول)، آخر أعمالي الغنائية التي قدمتها مع الشركة، نعمل الآن على إطلاق ميني ألبوم يتضمن 5 أغنيات متعددة الأشكال الموسيقية وسيحمل عنوان (كان قلبي مملكتي)».

وبسؤاله عن سر ارتباطه الفني خلال الفترة الأخيرة بالشاعر اللبناني نزار فرنسيس، قال: «بعد مرحلة الانتشار والنجاح الكبيرين اللذين صنعتهما في مصر، بدأت أنظر إلى أهمية الاتجاه عربياً، ورأيت الشاعر نزار فرنسيس واحداً من أهم الشعراء في المنطقة، وبالفعل قدمنا معاً عدة أغنيات أكثر من رائعة من بينها (طير صغير)، و(يا بحر)، و(لا تعودني عليك)، و(مجرد سؤال)، والحمد لله جميعها حققت رواجاً كبيراً في بلاد الشام والخليج».

يرى الفنان اللبناني أن «الأغنية العربية تمر بحالة فوضى عارمة»، مضيفاً: «واجهتنا مصائب خلال السنوات الماضية، بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، في الماضي لم يكن هناك مجال لتلك الفوضى، كان هناك انضباط ولجان رقابية، ولجان استماع، أما اليوم فبمقدور كل شخص أن يفعل ما يحلو له عبر هذه المواقع، بل حتى إطلاق الإذاعات الغنائية أصبح مباحاً لأي شخص وهو أمر غير صحي، وكي لا نجعل الصورة سوداوية، فما زلت وآخرون غيري قادرين على الغناء، ولا نزال نُطلق أعمالاً غنائية وعلينا طلب، وهذا الأمر يؤكد أن هناك جمهوراً يطلب الفن المحترم».

وعن العمل الذي لا يرضى عنه في مسيرته الفنية الطويلة قال: «ليست هناك أغنية لم أرضَ عنها خلال مسيرتي الفنية، ربما هناك فيلم يدعى (عروسة البحر) قدمته مع الفنان الراحل سمير غانم، لم أكن راضياً عنه، والسبب أنه بعد أن بدأنا التصوير حدثت مشكلات إنتاجية كبيرة، واختفت قصة الفيلم، وهرب المنتج وأصبح العمل بلا قصة».


تعزيز دور المرأة في صناعة الترفيه يتصدر «المعرض السعودي للإضاءة والصوت» بالرياض

جانب من افتتاح معرض الصوت والإضاءة أمس بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من افتتاح معرض الصوت والإضاءة أمس بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

تعزيز دور المرأة في صناعة الترفيه يتصدر «المعرض السعودي للإضاءة والصوت» بالرياض

جانب من افتتاح معرض الصوت والإضاءة أمس بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من افتتاح معرض الصوت والإضاءة أمس بالرياض (الشرق الأوسط)

في وقتٍ حققت فيه الرياض عدداً من مشروعات الترفيه المختلفة، كشفت قمة «المعرض السعودي للإضاءة والصوت» ومحاور فعالياته، التي تنطلق، اليوم الأحد، على مدى يومين، أن تمكين المرأة وتعزيز دورها في صناعة تنظيم الفعاليات على رأس جدول أعماله، بجانب إنشاء فعاليات تجريبية لتدريب النساء، والنهوض بصناعة القطاع.

يأتي ذلك في ظل توقعات لـ«إرنست ويونغ» بأن يخلق قطاع صناعة الترفيه 100 ألف وظيفة بحلول عام 2030، مع نموّه بنسبة 3 في المائة على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، بينما تبحث قمة «المعرض السعودي للإضاءة والصوت» سبل معالجة التأثير البيئي للمَعارض، وكيفية بقاء صناعة الترفيه في المملكة في الصدارة، من خلال رسم خريطة مستقبل الصناعة، وإبراز أهم الاتجاهات والتحديات.

معرض الصوت والإضاءة والترفيه (الشرق الأوسط)

وستلقي القمة نظرة فاحصة على دور النساء في صناعة تنظيم الفعاليات، وسيتصدر موضوع زيادة تمثيل المرأة في القوى العاملة بقطاع الترفيه، بوصفه جزءاً من «رؤية 2030»، جدول أعمال القمة، حيث وضعت الدولة، بالفعل، عدداً من المبادرات، لتمكين النساء وتشجيعهن على الانضمام إلى القطاعين العام والخاص.

وسيضمُّ المعرض المهتمين بقطاعات الإضاءة والصوت، والفعاليات الحية، واللافتات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الليزر، وتكنولوجيا المسرح، مع تضمين أكثر من 15 مناظرة تفاعلية، وعروض تقديمية، ودراسات حالة، وحلقات نقاش، من الخبراء وأصحاب رؤى الصناعة، حول كيفية النهوض بقطاع تنظيم الفعاليات وسوق الترفيه.

وقال محمد فيصل، مدير الفعاليات بشركة «دي إم جي»: «مع استضافة المملكة أكثر من 120 مليون شخص، خلال المناسبات التي أقيمت في السنوات الأربع الماضية، تتطلع المملكة إلى تنفيذ خطط متسارعة في قطاع الترفيه والفعاليات، وستتطلع النسخة الثانية لهذا العام من قمة (المعرض السعودي للإضاءة والصوت) لاستعراض هذه التطورات».

وتُواصل المملكة بناء الأسس لقطاع ترفيهي نابض بالحياة، ووفقاً لـ«الهيئة العامة للترفيه»، حيث جرى إصدار 11.136 ترخيصاً للترفيه والفعاليات الداعمة منذ عام 2019، في حين كشفت شركة «إرنست ويونغ» أخيراً، أن حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل السعودية، أظهرت دعماً قوياً للترفيه بوصفه جزءاً من هدفها، المتمثل في الاستثمار في اقتصادها غير النفطي.

معرض الصوت والإضاءة والترفيه (الشرق الأوسط)

من جهته، قال كويرت فيرميولين، المصمم والمالك الرئيسي لـ«أ.سي.تي.إل.دي»، وأحد المتحدثين في قمة «المعرض السعودي للإضاءة والصوت (SLS)» لهذا العام: «أصبحت السعودية بسرعةٍ أكبر، سوقاً ترفيهية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. عملت في المملكة، على مدى السنوات العشر الماضية، وشهدت النمو المذهل، والانفتاح نحو ثقافة غنية وترفيهية».

وسيضمُّ جدول أعمال هذا العام موضوعات رئيسية أخرى كالاتجاهات الحالية، والأدوات المستقبلية للمناسبات التفاعلية، وإشراك الجمهور، ومبادئ وتقنيات التصميم لإنشاء عروض مذهلة بصرياً، ودراسة حالة، وهندسة الصوت والتصميم؛ من أجل تحقيق تجارب غامرة.

وستشمل قائمة المتحدثين في القمة شخصيات بارزة، مثل مارك ريفز، رئيس قسم الترفيه والفعاليات، و«سيكس فلاغز»، و«القدية»، ومايكل (كيرلي) جوبسون، المدير التنفيذي، «ميدل بيست».

من ناحيتها، أكدت الدكتورة ديبي كريستيانسن، المدير العام لـ«مركز البحرين العالمي للمعارض» ومن المتحدثين البارزين في القمة، أن مشاركتها في الجلسة التنفيذية «النساء في صناعة تنظيم الفعاليات - إنشاء فعاليات تجريبية» ستسلط الضوء على الفرص المتاحة للنساء، وتشجيعهن على التركيز على بدء مسار مهني بهذا القطاع الواعد.


عواصف الغبار تضرب الشام ومصر وأميركا

سحابة ترابية غطت الأجواء في بعض المدن المصرية (التلفزيون المصري)
سحابة ترابية غطت الأجواء في بعض المدن المصرية (التلفزيون المصري)
TT

عواصف الغبار تضرب الشام ومصر وأميركا

سحابة ترابية غطت الأجواء في بعض المدن المصرية (التلفزيون المصري)
سحابة ترابية غطت الأجواء في بعض المدن المصرية (التلفزيون المصري)

بالتزامن مع عواصف ترابية كانت تضرب مناطق في الولايات المتحدة السبت، كان هناك مشهد شبيه في العديد من الدول العربية، وإن اختلفت المسميات والأسباب.

وتسمى «العواصف الترابية» التي شهدتها مناطق من أميركا بـ«شيطان الغبار»، وهي شائعة إلى حد ما هناك، وتتشكل عندما يرتفع الهواء الساخن بالقرب من الأرض، مما يخلق عموداً دواراً يلتقط الغبار والحطام، ويرفعه إلى الهواء، مما يمنحه الشكل المرئي المميز الذي يفعله الإعصار، ويمكن أن يصل عرضه إلى 10 أقدام أو 300 قدم وارتفاع 1000 قدم، بسرعات رياح يمكن أن تصل إلى 60 ميلاً في الساعة، ويتبدد عندما يتضاءل مصدر الحرارة في النهاية، أو عندما تتغير أنماط الرياح مما يؤدي إلى سقوط الحطام.

(شيطان الغبار) زار عدة مناطق أميركية (تويتر)

وتقول منار غانم، عضو المركز الإعلامي في الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية لـ«الشرق الأوسط» إن «شيطان الغبار يمكن أن يحدث في مدن ليست قريبة من المناطق الصحراوية، ولكنه يحدث في الغالب بالمدن القريبة من المناطق الصحراوية، كما هي الحال في العواصف التي شهدتها السبت مدن أميركية قريبة من المناطق الصحراوية الجنوبية الغربية».

وإذا كان «شيطان الغبار» يمكن أن يحدث في مناطق صحراوية وغير صحراوية، فإن العواصف الترابية التي شهدتها بعض مناطق مصر والسعودية ودول الشام بالأمس مصدرها المناطق الصحراوية، كما توضح غانم.

وتضيف أن «هذه العواصف كان سببها كتل هوائية صحراوية مع سرعة رياح تصل إلى 45 كم في الساعة أدت لإثارة الرمال والأتربة، واستمرت هذه الحالة في بعض المناطق بتلك الدول حتى يوم الأحد، مترافقة مع تقلبات جوية تتمثل بهطول أمطار غزيرة وصواعق، وذلك نتيجة حوض علوي بارد مصدره منطقة شرق البحر الأبيض المُتوسط، بالتزامن مع تدفق لتيارات هوائية شبه استوائية مفعمة ببخار الماء».

ورغم تباين أسباب العواصف الترابية بين أميركا والدول العربية، فإن مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، لا يعفي التغيرات المناخية من المسؤولية عنها.

ويقول علام لـ«الشرق الأوسط»: «كان المشهد بالأمس غريباً، حيث شهدنا ثلاثة أشياء نادرة، وهي قوة الرياح، التي حملت كمية كبيرة من الأتربة، لتشكل سحابة ترابية كان حجمها نادراً، وكانت هذه السحابة راكدة بشكل نادر أيضاً، إذ استمرت فترة طويلة في السماء لتحجب أشعة الشمس، ومثل هذه النوادر الثلاث من الصعب اجتماعها في وقت واحد، وهو ما يشير إلى تأثير لتغير المناخ، لا سيما أيضا أن هذه التقلبات الجوية غير معتادة في هذا التوقيت».

الرياح المثيرة للأتربة في منطقة جازان بالسعودية (تويتر)

وتبدو العلاقة مع تغير المناخ أوضح في ظاهرة «شياطين الغبار»، كما يوضح علام، حيث يخلق الطقس الجاف ظروفاً أساسية لنشاطها، حيث يتسبب في تلك الظاهرة الهواء الدافئ الصاعد من الأرض، وهذا ما يميزها عن الأعاصير، التي تحركها عاصفة فوقية.