أعاد الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس النواب الأميركي فتح ملف الانسحاب «الفوضوي» من أفغانستان، وشنوا هجوماً لاذعاً على وزير الخارجية أنتوني بلينكن، خلال جلسة استماع الخميس، أمام لجنة العلاقات الخارجية. وطالب الجمهوريون، خلال الجلسة، بنشر برقيات عدد من الدبلوماسيين المعارضين للانسحاب، يحذرون فيها من تداعيات هذا الانسحاب. وتحدث النائب مايك ماكول، الرئيس الجمهوري الجديد للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، عن الهجوم الذي وقع في 26 أغسطس (آب) 2021 خارج مطار كابل، خلال إجلاء الأميركيين والحلفاء الأفغان. وأسفر الهجوم الذي تبنّاه تنظيم «داعش في ولاية خراسان» عن مقتل 13 جندياً أميركياً ونحو 170 مدنياً أفغانياً.
وأمهل ماكول، بلينكن، حتى الاثنين، لتسليم برقية تناقلتها وسائل إعلام، يحذر فيها دبلوماسيون أميركيون من أن الحكومة الأفغانية ستنهار بسرعة مع انسحاب القوات الأميركية. وتعهد ماكول وهو يخاطب والدة جندي من المارينز قُتل في هذا الهجوم بالمضي قدماً «حتى محاسبة المسؤولين» عن ذلك. وقال ماكول، «لن يهدأ لي بال حتى نحصل على إجابات، وسنفعل ذلك، حتى لو اضطررنا إلى الوصول لأعلى هرم القيادة للقيام بذلك».
ووعد بلينكن بالتعاون في تقديم المعلومات، لكنه أشار إلى أن البرقيات المعارضة يطلع عليها المسؤولون الكبار في الخارجية فقط. وقال بلينكن، «هذا التقليد المتمثل في وجود قناة معارضة، ويعود إلى عقود تقليد نفخر به. إنها طريقة فريدة من نوعها لأي شخص في الوزارة للتعبير عن الحقيقة كما يراها أمام السلطة».
وأضاف أنه يريد «حماية نزاهة العملية لضمان ألا يكون لنا تأثير رادع على أولئك الذين يرغبون في التعبير عن رأيهم، مع العلم أنه ستتم حماية هوياتهم، وأنه يمكنهم القيام بذلك مجدداً من دون خوف».
وكشف بلينكن أن بلاده تعمل على مساعدة 44 أميركياً يرغبون في مغادرة أفغانستان، إضافة إلى آخرين تحتجزهم سلطات «طالبان». وقال بلينكن رداً على سؤال إن سلطات «طالبان» تحتجز «عدة أميركيين». وأضاف: «نحن نعمل على تأمين إطلاق سراحهم»، مشيراً إلى أن عائلاتهم طلبت عدم كشف هوياتهم أو التحدث علناً عن قضيتهم.
وعلى الرغم من العلاقات السيئة للولايات المتحدة مع قادة «طالبان»، إلا أنها عملت بهدوء على مساعدة الأميركيين الراغبين بالمغادرة. كما تعاونت مع قنوات دبلوماسية أخرى، من قطر وتركيا والإمارات العربية، لتأمين خروج «المتعاونين» الأفغان، الذين عمل العديد منهم مع القوات الأميركية مترجمين ومقاولي خدمات.
وكشف بلينكن أن وزارته ساعدت نحو 975 مواطناً أميركياً على المغادرة منذ استيلاء «طالبان» على السلطة، وأن نحو 175 يقولون إنهم أميركيون ما زالوا داخل أفغانستان، بعضهم دخل بعد انسحاب القوات الأميركية. وأكد بلينكن أن «44 منهم جاهزون للمغادرة، ونعمل على إتمام ذلك». وفي وقت لاحق أوضح متحدث باسم الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الحكومة سهّلت مغادرة 975 أميركياً فقط، بينما غادر أميركيون آخرون بشكل مستقل.
واشنطن: الجمهوريون يعيدون فتح ملف الانسحاب من أفغانستان
بلينكن يؤكد العمل على إخراج عشرات الأميركيين
واشنطن: الجمهوريون يعيدون فتح ملف الانسحاب من أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة