توصلت دراسة حديثة إلى أن الشباب في ثلاث دول أوروبية ينتقدون بشدة أقوى دولتين في العالم.
ويقول مركز «بيو» للأبحاث ومقره الولايات المتحدة إن الشباب الأوروبيين قلقون بشأن دور الولايات المتحدة «كشرطي العالم»، والقوة الاقتصادية المتنامية للصين، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
تستند النتائج إلى مجموعات تركيز مع نحو 120 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.
كان المشاركون من مختلف الأطياف الآيديولوجية.
وقد أعرب الكثيرون عن مخاوفهم بشأن كيفية استخدام الولايات المتحدة لقوتها على المسرح العالمي، وانتقدوا أفعالها في الخارج، ووصفوها بأنها ترتبط بـ«مصالح ذاتية».
وكتب الباحثون: «في جميع البلدان الثلاثة والتجمعات الآيديولوجية الأربعة، يتشبث الشباب الأوروبي بالرأي القائل بأن الولايات المتحدة تعمل كشرطي للعالم على حساب المجتمع الدولي».
وعلى وجه الخصوص، سلط المشاركون الضوء على التدخلات العسكرية الأميركية في العراق وأفغانستان كأمثلة للتأثير الضار للولايات المتحدة.
كان هناك أيضاً ادعاء بالنفاق موجه إلى الولايات المتحدة؛ بسبب الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية في الخارج دون إصلاح مشكلاتها في الداخل.
https://twitter.com/pewglobal/status/1638558950080610304?s=20
قال إيمانويل دويتشمان من جامعة فلنسبورغ بألمانيا إن الشباب الأوروبي عاش «سنوات تكوينه» من خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأمر الذي ربما ألحق ضرراً مستمراً بنظرتهم للولايات المتحدة.
هناك انتقادات شديدة ضمن الدراسة نفسها ترتبط بالهيمنة الاقتصادية للصين، وانتهاكات حقوق الإنسان المحلية في البلاد، والأعمال العسكرية في بحر الصين الجنوبي.
وقالت امرأة بريطانية ذات ميول يمينية، مستشهدة بمعاملة السلطات الصينية لمجموعات الأقليات المسلمة: «أعتقد أنها رائعة من حيث السلع، لكنها تافهة فيما يتعلق بحقوق الإنسان».
تعتقد جماعات حقوق الإنسان أن الصين احتجزت أكثر من مليون من جماعة «الإيغور» خلال السنوات القليلة الماضية في شبكة كبيرة مما تسميه الدولة «معسكرات إعادة التثقيف».
كما واجهت انتقادات بسبب حملتها القمعية على حرية التعبير في هونغ كونغ، والاتهام بأنها أعادت رسم الخريطة في بحر الصين الجنوبي.
لكن أولئك الذين استُطلعت آراؤهم من قبل مركز «بيو» أقروا أيضاً بأن فك قيود بلادهم وأنفسهم عن الصين لم يكن «هدفاً عملياً» من وجهة نظر اقتصادية.
ويشير البروفسور ستيف تسانغ، مدير معهد «سواس الصين»، إلى أن الشباب الأوروبي ينتقدون بلدانهم في كثير من الأحيان - و«لا يقدرون أو يعجبون بالسلطة والقوة». ويقول: «تمثل كل من الولايات المتحدة والصين ذلك بطرق مختلفة» - ما يجعل نتائج الدراسة غير مفاجئة.
ويعتقد البروفسور تسانغ أن الشباب الأوروبي لديهم نهج مختلف عن الأميركيين والصينيين - التركيز على البيئة وعيش حياة جيدة.
وتابع: «لا يحبون أن تقول الدول الكبيرة للآخرين ما يجب عليهم فعله».
يقول الأكاديمي المقيم في لندن إن الشباب في أوروبا يرسمون خطوطاً بين الغزو الأميركي للعراق، والانسحاب «المخزي» من أفغانستان تحت حكم الرئيس الأميركي جو بايدن - وأفعال الصين في شينجيانغ وبحر الصين الجنوبي. ويضيف أن رؤية روسيا تغزو أوكرانيا فتحت أعينهم على الصين وتايوان.
وفي استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجراها مركز «بيو» على نطاق أوسع من الأعمار، كانت صورة الولايات المتحدة بين الأوروبيين أكثر إيجابية، وسط تحسنها منذ انتخاب بايدن، الذي يحرص على التأكيد على الشراكات والتحالفات في السياسة الخارجية.
وأشار استطلاع أجراه «بيو» في 18 دولة إلى أن الناس يشعرون بإيجابية تجاه الولايات المتحدة أكثر من الصين.
دراسة: الشباب الأوروبيون ينتقدون أميركا والصين معاً
دراسة: الشباب الأوروبيون ينتقدون أميركا والصين معاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة