الأسواق تسعى لهضم قرار الفائدة

وسط تلميحات لتعليق سياسة التشديد النقدي قريباً

متداول يتابع حركة الأسهم في مقر بورصة «يورونكست» الرئيسي في باريس (إ.ب.أ)
متداول يتابع حركة الأسهم في مقر بورصة «يورونكست» الرئيسي في باريس (إ.ب.أ)
TT

الأسواق تسعى لهضم قرار الفائدة

متداول يتابع حركة الأسهم في مقر بورصة «يورونكست» الرئيسي في باريس (إ.ب.أ)
متداول يتابع حركة الأسهم في مقر بورصة «يورونكست» الرئيسي في باريس (إ.ب.أ)

فتحت الأسهم الأوروبية على انخفاض يوم الخميس، بعد جلسة تداول ضعيفة في «وول ستريت» قبل يوم، عندما أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفعاً لأسعار الفائدة كان متوقعاً على نطاق واسع بمقدار 25 نقطة أساس، ولمح إلى أنه قد يعلق سياسة التشديد النقدي قريباً.
وتراجع المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.4%، بحلول الساعة 08:08 بتوقيت غرينتش، بعد أن أغلق عند أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع، يوم الأربعاء. ومع هذا، استقرت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بعد جلسة مضطربة في «وول ستريت» عقب رفع سعر الفائدة إلى نطاق بين 4.75 و5% على الرغم من الاضطرابات الأخيرة في القطاع المصرفي، لكنّ «الفيدرالي» تراجع عن حديثه بشأن «استمرار الزيادات» في الفائدة.
وهبطت أسهم البنوك الأوروبية 1% لتقود خسائر القطاع المالي. وخفضت «سيتي غروب» التصنيف الائتماني للقطاع، محذرةً من أن الوتيرة السريعة لرفع أسعار الفائدة ستؤثر على النشاط الاقتصادي وأرباح البنوك. فيما ارتفع سهم «سانوفي» 3.9% بعد أن قالت شركة الأدوية الفرنسية إن عقارها لعلاج الربو والأكزيما، الذي تطوّره بالاشتراك مع شركة «ريجينيرون» حقق جميع الأهداف في التجارب لعلاج «رئة المدخنين».
وبدوره أغلق المؤشر «نيكي» الياباني منخفضاً أمس (الخميس)، لكنه حوّم قرب أعلى مستوى في الجلسة في ظل تعافي الأسواق الآسيوية بصفة عامة مع تقييم المستثمرين لتلميحات «الفيدرالي». وأنهى المؤشر «نيكي» التعاملات متراجعاً 0.17% عند 27419.61 نقطة لكنه قرب أعلى مستوى في الجلسة البالغ 27461.97 نقطة. وأغلق المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً منخفضاً 0.29% مسجلاً 1957.32 نقطة، لكنه تماسك قرب أعلى مستوى في الجلسة الذي بلغ 1960.14 نقطة.
واقتفت الأسهم اليابانية بذلك أثر تراجع «وول ستريت» الليلة السابقة بما يرجع بالأساس لتصريحات أدْلت بها وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لنواب بأنها لن تبحث أو تناقش مسألة التأمين الشامل للودائع المصرفية الأميركية دون موافقة من الكونغرس. وزادت تصريحات من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) جيروم بأول، الضغط على معنويات السوق، إذ قال إن «المركزي الأميركي» سيفعل «ما يكفي» لكبح التضخم.
وارتفع الذهب في السوق الفورية 0.4% إلى 1976.80 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش، بينما زادت العقود الآجلة الأميركية للذهب 1.5% إلى 1979.20 دولار.
وسجل الذهب يوم الاثنين، أعلى مستوى في عام متجاوزاً 2000 دولار للأوقية مع تزايد الطلب عليه بوصفه ملاذاً آمناً إثر اضطرابات القطاع المصرفي، إلا أنه تخلى عن بعض مكاسبه بعد صفقة إنقاذ بنك «كريدي سويس».
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في السوق الفورية 0.8% إلى 22.85 دولار للأوقية، بينما زاد البلاتين 1.1% إلى 988.23 دولار، وصعد البلاديوم 0.9% إلى 1464.01 دولار.
واتجه الدولار (الخميس) لتسجيل أطول سلسلة خسائر في عامين ونصف العام بعد تلميحات «الفيدرالي» لاحتمال أن يُنهي دورة رفع أسعار الفائدة، والتي يعتقد المستثمرون أنها تقترب من نهايتها على أي حال.
وقفز اليورو لأعلى مستوى في سبعة أسابيع مسجلاً 1.0930 دولار بعدما ارتفع على مدى ست جلسات متتالية. وحوّم الإسترليني قرب أعلى مستوى في سبعة أسابيع هو الآخر بعدما أظهرت بيانات ارتفاعاً مفاجئاً في التضخم في بريطانيا.
وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسية، 0.3% في أحدث تعاملاته متجهاً إلى الانخفاض للجلسة السادسة على التوالي، وهي أطول موجة هبوط له منذ سبتمبر (أيلول) 2021، وارتفع الدولار الأسترالي 0.8%، والنيوزلندي 1%، بينما هبط الدولار أمام الين 0.5% مسجلاً أدنى مستوى في ستة أسابيع عند 130.41 ين للدولار.


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

الاقتصاد بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد فتاة تتفاعل مع تجمع الفلسطينيين لتلقي الطعام الذي تعده جمعية خيرية وسط أزمة الجوع (رويترز)

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

سيطرت السياسة على نقاشات قمة توفير الغذاء ومحاربة الجوع في أسبوع الغذاء العالمي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هبة القدسي (أبوظبي)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
TT

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

قالت منظمة التجارة العالمية، في بيان، إن رئيسة المنظمة نغوزي أوكونجو - إيويالا أُعيد تعيينها لفترة ثانية في اجتماع خاص، يوم الجمعة، مما يعني أن ولايتها الثانية ستتزامن مع ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وتتوقع مصادر تجارية أن يكون الطريق أمام المنظمة، التي يبلغ عمرها 30 عاماً، مليئاً بالتحديات، ومن المرجح أن يتسم بالحروب التجارية، إذ هدد ترمب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع من المكسيك وكندا والصين.

وتحظى أوكونجو - إيويالا، وزيرة المالية النيجيرية السابقة التي صنعت التاريخ في عام 2021 عندما أصبحت أول امرأة وأول أفريقية تتولى منصب المدير العام للمنظمة، بدعم واسع النطاق بين أعضاء منظمة التجارة العالمية. وأعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستترشح مرة أخرى، بهدف استكمال «الأعمال غير المكتملة».

ولم يترشح أي مرشح آخر أمام أوكونجو - إيويالا. وقالت مصادر تجارية إن الاجتماع أوجد وسيلة لتسريع عملية تعيينها لتجنب أي خطر من عرقلتها من قبل ترمب، الذي انتقد فريق عمله وحلفاؤه كلاً من أوكونجو - إيويالا ومنظمة التجارة العالمية خلال الفترات الماضية. وفي عام 2020، قدمت إدارة ترمب دعمها لمرشح منافس، وسعت إلى منع ولايتها الأولى. ولم تحصل أوكونجو - إيويالا على دعم الولايات المتحدة إلا عندما خلف الرئيس جو بايدن، ترمب، في البيت الأبيض.

وفي غضون ذلك، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك، وذلك بعد تصريحات لخليفته المنتخب دونالد ترمب بشأن فرض رسوم جمركية على البلدين الجارين للولايات المتحدة.

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال بشأن خطة ترمب: «أعتقد أنه أمر سيأتي بنتائج عكسية... آخر ما نحتاج إليه هو البدء بإفساد تلك العلاقات». وأعرب الرئيس الديمقراطي عن أمله في أن يعيد خليفته الجمهوري «النظر» في تعهّده فرض رسوم تجارية باهظة على البلدين «الحليفين» للولايات المتحدة.

وأثار ترمب قلق الأسواق العالمية، الاثنين، بإعلانه عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنّ من أول إجراءاته بعد تسلّمه مهامه في يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون فرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على المكسيك وكندا اللتين تربطهما بالولايات المتحدة اتفاقية للتجارة الحرة، إضافة إلى رسوم نسبتها 10 بالمائة على الصين.

وتعهّد ترمب عدم رفع هذه الرسوم عن البلدين الجارين للولايات المتحدة قبل توقف الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، مؤكداً أن التجارة ستكون من أساليب الضغط على الحلفاء والخصوم.

وبعدما أعربت عن معارضتها لتهديدات ترمب، أجرت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب، الأربعاء، تطرقت إلى تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة عبر حدود البلدين ومكافحة تهريب المخدرات... وأعلن ترمب أنّ شينباوم «وافقت» على «وقف الهجرة» غير الشرعية، بينما سارعت الزعيمة اليسارية إلى التوضيح بأنّ موقف بلادها «ليس إغلاق الحدود».

ورداً على سؤال بشأن التباين في الموقفين، قالت الرئيسة المكسيكية في مؤتمرها الصحافي اليومي الخميس: «يمكنني أن أؤكد لكم... أننا لن نقوم أبداً، ولن نكون قادرين أبداً، على اقتراح أن نغلق الحدود».

وحذّر وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرار، الأربعاء، من أنّ مضيّ ترمب في فرض الرسوم التجارية على المكسيك سيؤدي إلى فقدان نحو 400 ألف وظيفة. وأكدت شينباوم، الخميس، أنّ أيّ «حرب رسوم تجارية» بين البلدين لن تحصل، وأوضحت أنّ «المهم كان التعامل مع النهج الذي اعتمده» ترمب، معربة عن اعتقادها بأن الحوار مع الرئيس الجمهوري سيكون بنّاء.

إلى ذلك، شدّد بايدن في تصريحاته للصحافيين في نانتاكت، إذ يمضي عطلة عيد الشكر مع عائلته، على أهمية الإبقاء على خطوط تواصل مع الصين. وقال: «لقد أقمت خط تواصل ساخناً مع الرئيس شي جينبينغ، إضافة إلى خط مباشر بين جيشينا»، معرباً عن ثقته بأنّ نظيره الصيني لا «يريد ارتكاب أيّ خطأ» في العلاقة مع الولايات المتحدة. وتابع: «لا أقول إنه أفضل أصدقائنا، لكنه يدرك ما هو على المحك».