تزودك أغنية الفنان هاني العمري الجديدة «عندي مشاعر» بالطاقة الإيجابية منذ مشاهدتك لها من اللحظات الأولى. فمشهديتها تكمل فكرتها التي تدور ضمن عناصر فنية بسيطة وجميلة في آن، وتجذبك لمتابعتها من أولها حتى آخرها.
وفي كل مرة يطل فيها الفنان هاني العمري بعمل غنائي جديد يحاول أن يسجل فيه المختلف. فهو كان أول من ركن إلى فن أفلام الكرتون في أغنيته «كلّن شافوك». كما اعتمد الأبيض والأسود في «واحشني كلامو» مجسداً شخصية الفنان أيام الزمن الجميل.
وفي «عندي مشاعر» يطل العمري في قالب مختلف تماماً عن سابقيه شكلاً وأداء. فيجمع عناصر فنية عدة كي يحقق مرة جديدة بصمته في عالم الكليبات الغنائية. فهو يغني ويرقص ويمثّل شخصية الرجل الـ«مودرن»، ومعها يتحدى المرأة بمشاعر الحب الفائضة التي يملكها تجاهها. ويقول مطلع الأغنية: «عندي مشاعر فائضة بدها مين يحرضا. بتحييك مية سنة بتروح لدني غير دني. وبعرف طبعي تاعبك بس هلق قلبي بملعبك، إذا قادر إنك تملكوا احتراماتي رح بنحني».
ويوضح العمري في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هي من كلمات عمار سليمان وألحان علي حسون. وقد لفتني كلامها كما لحنها، إذ وجدتهما يواكبان خط التطور الذي أبحث عنه دائماً في أعمالي».
ويرى العمري أن محبة الناس هي التي تحفزه دائماً لابتكار الجديد. ويتابع: «حاولت في هذا العمل أن أجذب أجيالاً من جميع الأعمار. فالأولاد كما الشباب ومن هم في منتصف العمر سيجدون فيها ما يخاطبهم مباشرة». وعن سبب إقدامه على الرقص في الكليب يقول: «ولم لا أرقص إذا كان هذا العنصر يشكل إضافة للعمل؟ فبداية كانت الفكرة تقضي بأن تحيط بي لوحة من الراقصين. ولكني تدخلت مع المخرج حبيب درغام واقترحت عليه أن أرقص بدوري».
يتدخل العمري في كل شاردة وواردة تخص أعماله، ولذلك كان وراء اختيار موقع التصوير في متجر معروف في بيروت (سنترومول). وعندما أعلموه بأن زبائن المحلات يتجولون بكثافة هناك مما قد يعيق التصوير، أصر على فكرته. «لقد وجدت أن هذه العفوية التي ستطبع الكليب ستزيده وهجاً وطبيعية. وكل ذلك شكل قالباً مختلفاً للعمل لم يسبق أن قام به أحد الفنانين من قبل».
وبرأي هاني العمري أنه على الفنان العمل على تطوير نفسه كي يستمر. «صحيح أني رقصت وارتديت أزياء حديثة وقدمت كلاماً فيه التحدي، ولكني حافظت على هويتي الفنية من دون أن أخدشها. وهذا التطور لا يأتي (بالساهل) بل يلزمه البحث والتفكير بجدية في كل عمل».
يلجأ هاني العمري إلى اختبارات يجريها على المقربين منه من الصغار والكبار كي يستشعر مدى نجاح العمل الذي يقوم به. «هذه الاختبارات أمارسها على عائلتي الصغيرة بدءاً من ابني وعمره 18 عاماً، وكذلك على ابنة أخي التي لا تزال طفلة لا يتجاوز عمرها السنوات الثلاث. فابني أعجب بالأغنية بشكل كبير، أما ابنة أخي فتفاعلت مع لحنها، وراحت تبكي في كل مرة انتهت مطالبة بسماعها مرة جديدة».
التفتيش عن الأفضل والأجمل يشكل قاعدة أساسية عند المغني اللبناني المعروف بصوته الرومانسي العذب. «من السهل أن نجد لحناً أو كلاماً جميلاً ولكن الأصعب أن يكونا الأفضل على الساحة. ولذلك أرغب دائماً بتقديم الأحلى وليس الحلو. فاليوم نلاحظ كثافة إصدارات على الساحة ولفنانين نجوم. ولكننا نشعر بالمقابل أنها مكررة فلا تحقق أي تجديد».
يتأنى العمري في تقديم أعماله فيمشي بخطوات ثابتة أسهمت في استمراريته على الساحة رغم الزحمة التي تشهدها. «المهم دائماً عندي ألا تمر أغنيتي مرور الكرام فتبقى بصمة لعمر طويل. ولذلك لا أستطيع إصدار أعمال متتالية من دون أن آخذ وقتي في اختيارها. وهذا الأمر يحمل صعوبة لصاحبه خصوصاً إذا كانت الجودة والتميز هما ما يبحث عنهما».
هاني العمري الذي يملك ريبيرتوار أغاني لم تفقد بريقها حتى اليوم، هل يفكر بإعادة توزيعها الموسيقي وإصدارها من جديد؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «أعمل على هذا الأمر حالياً ومجموعة الأغاني التي انتقيتها أصبحت شبه جاهزة وسأطلقها قريباً، ضمن كليبات مصورة. ومن بين هذه الأغاني (صعبة أبعد عنها) و(تعجبني طلتك) و(سهران وناطر) و(قد البحر وموجاتو)».
يبدي العمري تفاؤله بالفن وبالساحة ككل بحيث ينتظر أن تشهد انفراجات كبيرة. ويقول: «مررنا بفترة عصيبة منذ الجائحة فأصابت الساحة بالشلل. تراجعنا خطوات إلى الوراء وبقينا محلنا ننتظر الفرج. في الوقت الحالي تغيرت هذه المشهدية وأتوسم خيراً. فالورد لا بد أن ينبت ولو بين الشوك، ولا يجب علينا أن نفقد الأمل. أنا شخصياً متفائل ولا بد أن يسطع الفجر، وهناك موجات إيجابية نلاحظها في هذا الإطار».
يحنّ هاني العمري لسنوات خلت عندما كانت السياسة والفن والثقافات بخير في لبنان. «كان هناك رقي نلمسه في كل تلك الموضوعات. ومع الأسف تراجعت المستويات اليوم في الحوارات السياسية والأغاني وغيرها. ولكن علينا التشبث بلبنان الأفضل، فلا نفقد الأمل ونعمل انطلاقاً من هذا الأساس».
قريباً ينوي العمري إصدار أغنية جديدة تتناول موضوع تعنيف المرأة «الكلام أصبح جاهزاً وأقوم بإعداد الأغنية ككل لإطلاقها». وعما إذا كان يفكر في تقديم «ديو» غنائي مع فنان معين يرد: «حالياً لا أفكر في هذا الموضوع، ولكن إذا ما عرض علي عمل متكامل في هذا المجال، فلن أتأخر. كما أن القرار الأخير هو لجمهوري، فأنا أؤمن بحسه وأحب آراءه في هذا الموضوع».
وعن رأيه بالساحة ككل يختم: «في جميع الحقبات تحضر الأغنية الطقطوقة ومقابلها أغان جيدة وأصيلة. ولكن نلاحظ اليوم كثافة إصدارات الطقطوقة، وعلينا أن نجتهد كفنانين كي نرفع من شأن الفن بأغنيات على المستوى المطلوب. فهذا النوع من الأغاني هو الذي يعيش طويلاً، عكس الأول الذي يحدث دوياً لفترة محددة، ومن ثم يختفي».
هاني العمري لـ«الشرق الأوسط»: تطور الفنان لا يأتي سهلاً
«عندي مشاعر» أحدث إصداراته
هاني العمري لـ«الشرق الأوسط»: تطور الفنان لا يأتي سهلاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة