دراسة تُحدد دواءً لصيام «آمن» لمرضى السكري

التجارب على عقار «آي - جلارليكسي» شملت 9 دول

85 % من مرضى سكري النوع الثاني يميلون إلى الصيام في رمضان (أرشيفية)
85 % من مرضى سكري النوع الثاني يميلون إلى الصيام في رمضان (أرشيفية)
TT

دراسة تُحدد دواءً لصيام «آمن» لمرضى السكري

85 % من مرضى سكري النوع الثاني يميلون إلى الصيام في رمضان (أرشيفية)
85 % من مرضى سكري النوع الثاني يميلون إلى الصيام في رمضان (أرشيفية)

هل يصوم مرضى السكري من النوع الثاني؟ الإجابة عن هذا السؤال تبدو متباينة بين دراسات تحذر وأخرى تشجع، ويكون القول الفصل هو رأي الطبيب الذي يحسم المسألة، بعد مراجعة المؤشرات الحيوية للمريض.
وترى الدراسات المحذرة من أن «الصيام قد يشكل خطرا على هذه الفئة من المرضى التي تحتاج إلى أدوية تحافظ على نسبة السكر في الدم، وذلك لأن التوقف عن تناول الأدوية، بما في ذلك الإنسولين، قد يتسبب في انخفاض مستويات السكر في الدم...»، أما الدراسات المشجعة فترى أن «الصيام قد يكون وسيلة فعالة لمساعدة مرضى السكري من النوع الثاني على فقدان الوزن الزائد، ومن ثم تقليل احتياجهم للإنسولين».
وما بين التحذير والتأييد، أخذت دراسة جديدة نشرت في عدد فبراير (شباط) من دورية «مرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي... البحوث السريرية والمراجعات»، اتجاها آخر، وهو اختبار مأمونية أحدث أدوية السكري من النوع الثاني «آي - جلارليكسي»، خلال شهر رمضان، من دون أن تخلص إلى نتيجة تشجع أو تحذر من الصيام.
وخلال الدراسة التي أعدها باحثون من المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والجزائر وفرنسا وتركيا والهند، وشارك فيها صائمون من 9 دول، تم التوصل إلى أن هذا الدواء علاج فعال لمرضى السكري من النوع الثاني، الراغبين في الصيام خلال شهر رمضان، حيث ربطت نتائج دراستهم بين استخدامه وحدوث انخفاض في خطر الإصابة بنقص السكر في الدم، وقالوا إن تلك الفوائد لوحظت أثناء شهر رمضان وبعده.
وكانت هذه الدراسة قد تابعت 409 مشاركين خلال شهر رمضان، بعضهم في عام 2020، والبعض الآخر عام 2021، وامتدت مدة الدراسة من شهر إلى ثلاثة أشهر قبل رمضان مباشرة، وخلال شهر رمضان، وشهر واحد بعد رمضان مباشرة.
ومن بين الـ409 مشاركين، صام 96.8 في المائة لمدة 25 يوما خلال شهر رمضان، وأفطر أربعة مشاركين فقط بسبب نقص السكر في الدم. وتم اختبار نقص السكر في الدم المصحوب بأعراض بنسبة 1.0 في المائة و2.3 في المائة و0.3 في المائة من المشاركين، على التوالي، خلال الشهر الأخير قبل رمضان، ورمضان، والشهر الأول بعد رمضان، وكان متوسط التغيير في «فحص الهيموغلوبين السكري» من فترات ما قبل رمضان إلى ما بعده (- 0.75 في المائة).
وخلص الباحثون من ذلك، إلى أن «آي - جلارليكسي»، علاج فعال وجيد للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، بما في ذلك أولئك الذين ينوون الصيام خلال شهر رمضان.
ويقول خالد عبد الرحمن، مدرس الباطنة بكلية الطب جامعة الأزهر بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدراسات تؤكد ميل معظم المسلمين من مرضى سكري النوع الثاني (أكثر من 85 في المائة تقريبا) للصيام خلال شهر رمضان، وهو ما يزيد من مخاطر حدوث نقص السكر في الدم، والدراسة الجديدة تقول لنا من خلال التجارب التي أجريت إن استخدام المرضى لدواء (آي - جلارليكسي)، يقلل فرص حدوث المشكلة». وشدد عبد الرحمن على أن ذلك لا يعني استخدام هذا الدواء، ومن ثم الصيام دون استشارة الطبيب، مضيفا «هي دراسة مساعدة قد تفيد الطبيب في اختيار النظام العلاجي الأنسب لمرضاه».


مقالات ذات صلة

صحتك يحدث تسمم الدم لدى الأطفال حديثي الولادة بسبب عدوى شديدة (جامعة كولومبيا البريطانية)

اختبار وراثي يتنبأ بإصابة المواليد بأمراض خطيرة

طوّر فريق من الباحثين أداة للتنبؤ بخطر «تسمم الدم» لدى الأطفال حديثي الولادة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك مؤتمر الطب التجميلي الثالث بمشاركة 2000 طبيب وجراح محلي وعالمي (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف مؤتمراً لطب التجميل بمشاركة محلية وعالمية

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، مؤتمر الأكاديمية العلمية للطب التجميلي في نسخته الثالثة، بمشاركة متحدثين عالميين ومحليين متخصصين في مجال التجميل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الاختبار يعتمد على أسئلة سلوكية لقياس ميل المرشحين للنرجسية بطريقة غير مباشرة (جامعة ولاية سان فرنسيسكو)

اختبار جديد في مقابلات العمل يكشف «النرجسيين»

طوّر علماء النفس في جامعة ولاية سان فرنسيسكو الأميركية، اختباراً جديداً لكشف «النرجسية» بين المرشحين للوظائف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق قضية أنتوني توماس هوفر قيد التحقيق من قبل السلطات الخاصة في أميركا (رويترز)

«توفي دماغياً»... استيقاظ أميركي أثناء عملية استئصال أعضائه للتبرع بها

استيقظ رجل أُصيب بسكتة قلبية، وأُعلن عن وفاته دماغياً، بينما كان الجراحون في ولاية كنتاكي الأميركية، مسقط رأسه، في خضم استئصال أعضائه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البطولات النسائية تستحوذ على صدارة إيرادات السينما المصرية في الخريف

الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)
الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)
TT

البطولات النسائية تستحوذ على صدارة إيرادات السينما المصرية في الخريف

الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)
الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)

استحوذت «البطولات النسائية» التي تنوعت موضوعاتها ما بين الرومانسي والكوميدي والاجتماعي على صدارة إيرادات دور العرض السينمائي بـ«موسم الخريف» في مصر.

وتصدرت الفنانة منة شلبي قائمة إيرادات شباك التذاكر منذ بدء عرض أحدث أفلامها «الهوى سلطان»، كما جاء فيلم «وداعاً حمدي»، بطولة الفنانة شيرين رضا في المرتبة الثانية، وفي المرتبة الثالثة جاء فيلم «آل شنب» بطولة ليلى علوي ولبلبة.

وحسب بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي، فقد حقق فيلم «الهوى سلطان» إيرادات تقدر بـ11 مليوناً و620 ألف جنيه مصري (الدولار يساوي 49.20 جنيه مصري)، أما فيلم «وداعاً حمدي» فحقق 800 ألف جنيه، منذ بداية عرضه قبل أسبوع، كما حقق فيلم «آل شنب» مليونين و720 ألف جنيه منذ بداية عرضه قبل أسبوعين.

وتدور أحداث فيلم «الهوى سلطان» بطولة منة شلبي، وأحمد داود، في إطار رومانسي حول علاقة الصداقة والحب التي تجمع بين «سارة» و«علي» منذ الطفولة، حيث يواجهان العديد من المواقف والمشكلات والتغييرات في علاقتهما.

بينما تدور أحداث فيلم «وداعاً حمدي» بطولة شيرين رضا، وبيومي فؤاد، في إطار درامي كوميدي، حول صحافية تُكلف بكتابة تقرير إخباري عن إحدى الشخصيات بعد وفاته، مما يضطرها للبقاء في منزل ابنته والعمل خادمة، من أجل الحصول على معلومات وتفاصيل متعلقة بالواقعة.

أما أحداث فيلم «آل شنب» بطولة ليلى علوي ولبلبة، فتدور في إطار أُسري وسط مفارقات كوميدية بعد حدوث حالة وفاة مفاجئة في العائلة؛ مما يضطر أفرادها للذهاب إلى مدينة الإسكندرية للمشاركة في إجراءات الجنازة والعزاء، والإقامة فيها خلال أيام الحداد، وسط تجمع عائلي كبير يضم أربع شقيقات وأبناءهن وأحفادهن.

الملصق الترويجي لفيلم «آل شنب» (صفحة الفنانة ليلى علوي بـ«إنستغرام»)

الناقدة الفنية المصرية مها متبولي تؤكد أن «مصطلح (البطولة النسائية) ليس جديداً على السينما المصرية التي شهدت بروز نجمات عديدات منذ بدايتها وحتى الآن عبر حكايات مميزة».

لكن متبولي أوضحت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «تصدر النجم، سواء رجلاً أو امرأة في المرحلة الحالية تحكمه عوامل، في مقدمتها إيرادات شباك التذاكر، التي تحدد قدرة الفنان على جلب عائد مادي كبير يمكنه من الاستمرارية والتصدر، فالسوق لا تحسبها بالنوع، بل بالكم، لأن السينما صناعة وعجلة لا بد من دورانها لإنتاج المزيد».

وتضيف متبولي أن «نجم شباك التذاكر يحمل مواصفات خاصة، وربما لا يمتلك الموهبة التمثيلية اللافتة، بل حضوره هو أساس الرهان عند بعض المنتجين»، وعدّت «تصدر الفنانة منة شلبي حالياً يرجع لكونها تجمع بين قواعد التمثيل والحضور».

وبجانب أفلام «البطولة النسائية» تضم قائمة الأفلام التي تعرض في مصر حالياً عدداً من البطولات الرجالية، وهي «إكس مراتي»، و«المخفي»، و«اللعب مع العيال»، و«عصابة الماكس»، و«عاشق»، و«ولاد رزق 3»، و«دراكو رع».

الملصق الترويجي لفيلم «وداعاً حمدي» (الشركة المنتجة)

وترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن «تصدر الفنانات في الموسم السينمائي الحالي أمر مبشر، خصوصاً أن العنصر النسائي كان عنصراً مكملاً، برغم براعتهن في التجسيد، وتصدرهن البطولة في الأعمال الدرامية».

وتضيف خير الله لـ«الشرق الأوسط»، أن «استشعار المنتجين لأهمية الأدوار النسائية وكتابتها بشكل جيد علامة للوجود بكثافة في المواسم المقبلة»، كما نوهت بأن الكتابة والإخراج، التي أُسندت لعنصر نسائي في فيلمي «آل شنب»، و«الهوى سلطان»، من ضمن أسباب تصدر هذه الأعمال نظراً لدرايتهن بالموضوعات النسائية عن قرب.