تعزيز الأطر التشريعية السعودية لتتوافق مع مستجدات مكافحة غسل الأموال

ملتقى يؤكد ضرورة مواجهة تسارع تطورات الاحتيال الإلكتروني

الملتقى السنوي للالتزام ومكافحة غسل الأموال يختتم أعماله في الرياض بحضور 500 مختص في القطاعات المعنية (الشرق الأوسط)
الملتقى السنوي للالتزام ومكافحة غسل الأموال يختتم أعماله في الرياض بحضور 500 مختص في القطاعات المعنية (الشرق الأوسط)
TT

تعزيز الأطر التشريعية السعودية لتتوافق مع مستجدات مكافحة غسل الأموال

الملتقى السنوي للالتزام ومكافحة غسل الأموال يختتم أعماله في الرياض بحضور 500 مختص في القطاعات المعنية (الشرق الأوسط)
الملتقى السنوي للالتزام ومكافحة غسل الأموال يختتم أعماله في الرياض بحضور 500 مختص في القطاعات المعنية (الشرق الأوسط)

أكد يزيد آل الشيخ، وكيل محافظ البنك المركزي السعودي للرقابة، أن الجهات المعنية في المملكة حرصت على تعزيز الأطر التشريعية والتنظيمية المكافحة لجرائم غسل الأموال لتتواكب وتتلاءم مع المستجدات والمتغيرات في هذا المجال.
وتولي المملكة اهتماماً كبيراً بمكافحة الجرائم المالية بشكل عام، وغسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح بشكل خاص، والحرص على إيجاد كافة السبل المتطورة والطرق المهنية للمكافحة والعمل بشكل مستمر على توفير الإمكانات المطلوبة من أجل تطوير وتقوية آلية العمل لدى الجهات المعنية في البلاد.
وأكد وكيل محافظ البنك المركزي السعودي، خلال أعمال الملتقى السنوي الرابع عشر للالتزام ومكافحة غسل الأموال، الذي أقيم الاثنين في الرياض، أن جرائم غسل الأموال وتطوراتها المتسارعة تشكل أحد التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع الدولي والحكومات لآثارها السلبية المباشرة على استقرار النظامين المالي والاقتصادي، علاوة على تهديدها للأمن والسلم الدوليين.
وذكر أن الملتقى يؤكد التزام الجهات المعنية في المملكة، بما فيها البنك المركزي السعودي، على تطبيق المتطلبات الدولية ومتابعة آخر التطورات بشأنها، إلى جانب تسليط الضوء على عدد من الموضوعات المهمة المرتبطة بالجوانب التشريعية، والتحديات المتعلقة بمكافحة تمويل انتشار التسلح وجرائم الاحتيال عبر الإنترنت.
وأشار يزيد آل الشيخ إلى أن الملتقى يعد فرصة مناسبة يتعرف خلالها الممارسون العاملون في الجهات المعنية، والمؤسسات المالية، والأعمال والمهن غير المالية المحددة، على أفضل التجارب والممارسات الدولية، وكذلك الإسهام في تعزيز وبناء القدرات الفنية والمعرفية للممارسين في المملكة، لافتاً إلى أهمية الاستمرار في عقد هذا الملتقى السنوي.
وانطلقت أعمال الملتقى السنوي الرابع عشر للالتزام ومكافحة غسل الأموال بالرياض، الذي نظمته اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال، بالتعاون مع شركة «ريفينيتيف»، إحدى الشركات التابعة لمجموعة لندن للأوراق المالية، برعاية أيمن السياري، محافظ البنك المركزي السعودي رئيس اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال، وبحضور أكثر من 500 مشارك.
وشهد الملتقى تنظيم 5 جلسات عمل رئيسية، ناقش خلالها الخبراءُ موضوعات تتعلق بتطورات المعايير الدولية في مجال غسل الأموال، والتحديات المتعلقة بمكافحة تمويل انتشار التسلح، وجرائم الاحتيال عبر الإنترنت، والتبعات الناتجة جراء عدم تطبيق النهج القائم على المخاطر في الشمول المالي، إضافة إلى الفرص والتحديات المرتبطة بالاعتماد على أطراف ثالثة في تنفيذ بعض أنشطة مكافحة غسل الأموال.
ويمثل الملتقى أهمية بالغة للمؤسسات المالية والأعمال والمهن غير المالية المحددة والجهات المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح في المملكة، للاستفادة مما يطرحه الخبراء والمختصون من معلومات مفيدة وتجارب قيمة تسهم في تعريف واطلاع المشاركين على أهمية المستجدات والتطورات في مكافحة الجرائم المالية بشكل عام، وغسل الأموال تحديداً.
وطوّرت الحكومة السعودية منظومتها التشريعية والمؤسساتية والمهنية المرتبطة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح، لتتوافق مع المعايير والمتطلبات الدولية الصادرة عن مجموعة العمل المالي «فاتف» وأفضل الممارسات العالمية المعمول بها في هذا الشأن.
وعقدت اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال، في فبراير (شباط) الماضي، اجتماعها الشهري بمشاركة ممثلي جميع الجهات الأعضاء، وبحضور محافظ البنك المركزي «ساما».
ولفت أيمن السياري، حينها، إلى الجهود المبذولة من أعضاء اللجنة ومساهمتهم في تحقيق كثير من الإنجازات على المستويين المحلي والدولي خلال الأعوام الماضية، ابتداءً من اعتماد التقييم الوطني لمخاطر غسل الأموال عام 2017، متبوعاً باجتياز عملية التقييم المتبادل للمملكة في 2018، ما نتج عنه حصول السعودية في 2019 على عضوية مجموعة العمل المالي «فاتف» كأول دولة عربية.


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».