ضربة إسرائيلية أصابت «مستودع ذخيرة» قرب مطار حلب

معلومات استخباراتية عن تخزين «أنظمة صواريخ» وصلت من إيران

طائرة إيرانية في مطار حلب الدولي يوم 11 مارس الحالي (أ.ف.ب)
طائرة إيرانية في مطار حلب الدولي يوم 11 مارس الحالي (أ.ف.ب)
TT

ضربة إسرائيلية أصابت «مستودع ذخيرة» قرب مطار حلب

طائرة إيرانية في مطار حلب الدولي يوم 11 مارس الحالي (أ.ف.ب)
طائرة إيرانية في مطار حلب الدولي يوم 11 مارس الحالي (أ.ف.ب)

للمرة الثانية خلال الشهر الحالي، تعرّض مطار حلب الدولي في شمال سوريا لقصف إسرائيلي، فجر الأربعاء، أدى إلى خروجه من الخدمة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف استهدف مستودع أسلحة لمجموعات موالية لطهران.
وأعلنت المؤسسة العامة للطيران المدني (هيئة حكومية سورية) أن «العدوان الإسرائيلي» على مطار حلب «تسبب بخروجه عن الخدمة لحين الانتهاء من إصلاح أضرار العدوان»، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء السورية «سانا». وأوضحت مؤسسة الطيران أنه و«بعد تقييم الفرق الفنية، تبيّن حدوث أضرار في مدرج المطار وفي بعض التجهيزات الملاحية»، مشيرة إلى أن «الكوادر الفنية بالتعاون مع الشركات والمؤسسات المعنية باشرت بترميم وإصلاح الأضرار». ولفتت إلى أن كل الرحلات المقبلة والمغادرة من وإلى المطار تم تحويلها باتجاه مطاري دمشق واللاذقية لحين الانتهاء من إصلاح الأضرار.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري إنه «نحو الساعة 3:55 (00:55 ت غ) من فجر اليوم (أمس)، نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بالصواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية، مستهدفاً محيط مطار حلب، ما أدى إلى وقوع بعض الأضرار المادية».
من جهتها، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين في المخابرات بالمنطقة أن الضربة أصابت مستودعاً تحت الأرض للذخيرة مرتبطاً بمطار النيرب العسكري (المجاور لمطار حلب الدولي) حيث تم تخزين أنظمة صواريخ وصلت على متن عدد من الطائرات العسكرية الإيرانية. وأشار المصدران اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما بسبب حساسية الأمر، إلى أن مطار النيرب العسكري يستخدم بشكل متكرر لتسليم شحنات أسلحة إيرانية ونقل قوات.
وقالت 3 مصادر في مخابرات غربية إن إيران زادت من اعتمادها على مطار حلب لإيصال المزيد من الأسلحة على مدى الشهر المنصرم، مستغلة الزيادة الكبيرة في عمليات النقل الجوي مع إرسال طائرات شحن تحمل مساعدات إغاثة عقب زلزال مدمر ضرب المنطقة في فبراير (شباط). وأضافت المصادر أن ضربة إسرائيلية في السابع من مارس (آذار)، عطلت العمل في مطار حلب وقتها، فجّرت شحنة أسلحة إيرانية بعد ساعات من وصولها على متن طائرة قالت دمشق إنها كانت تحمل مساعدات.
وأوضح «المرصد السوري» من جهته أن طائرات إسرائيلية استهدفت، فجر الأربعاء، حرم مطار حلب الدولي و«مستودع أسلحة للميليشيات الإيرانية في محيط المطار، ما أدى إلى تدميره بالكامل، وخروج المطار عن الخدمة بشكل مؤقت». وأشار إلى دوي انفجارات عنيفة سمُعت بأرجاء مختلفة من حلب، لافتاً إلى أنها المرة الثانية التي تستهدف فيها إسرائيل مطار حلب الدولي خلال شهر مارس (آذار) الحالي. ففي السابع من مارس، استهدفت غارات إسرائيلية مطار حلب الدولي بعدد من الصواريخ، عبر دفعتين، انطلقت من البحر وأصابت مدرج المطار، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل، بالإضافة لمقتل 3 بينهم ضابط سوري في محيط المطار.
ولإيران والمجموعات الموالية لها نفوذ واسع في مدينة حلب ومحيطها، والتي كانت القوات الحكومية قد استعادت السيطرة عليها نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية من المدينة، التي شكلت معقلاً للفصائل المعارضة منذ صيف 2012، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية التي لفتت إلى أنه لم يصدر أي تعليق رسمي عن إسرائيل التي تكرر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا. واكتفى الجيش الإسرائيلي بالقول رداً على سؤال للوكالة الفرنسية: «لا نعلّق على تقارير في الإعلام الأجنبي».
وندّدت دمشق وداعمتها طهران باستهداف مطار حلب في 7 مارس الحالي. وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان وقتها، إن الاستهداف الإسرائيلي «يعد جريمة مزدوجة كونه من جهة استهدف مطاراً مدنياً، ومن جهة أخرى استهدف إحدى القنوات الأساسية لوصول المساعدات الإنسانية من داخل وخارج سوريا إلى ضحايا الزلزال».
وكانت تلك الضربة الأولى التي تطال المطار إثر الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا المجاورة في السادس من فبراير (شباط)، بعدما شكّل وجهة رئيسية لطائرات محملة بالمساعدات تدفقت إلى سوريا من دول عدة لإغاثة المناطق المنكوبة. وهبطت في المطار منذ الزلزال 82 طائرة محملة بمساعدات على الأقل، وفق وزارة النقل. وأودى الزلزال بحياة أكثر من 6 آلاف شخص في سوريا وحدها.
خلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ«حزب الله»، بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة.
وفي 19 فبراير الماضي، قتل 15 شخصاً، وفق «المرصد»، جراء قصف إسرائيلي استهدف مبنى في حي كفرسوسة السكني في دمشق، من دون أن يتسنى معرفة الهدف المقصود. وأفاد «المرصد» حينها بأن إسرائيل استهدفت مستودعاً لمجموعات موالية لإيران و«حزب الله» اللبناني قرب دمشق.
وتعمل إسرائيل، وفق تصريحات تصدر عن مسؤولين فيها ومحللين، على منع المجموعات الموالية لإيران، خصوصاً «حزب الله»، من الحصول على أسلحة تعزز قدراتها وتمنحها أفضلية في الميدان.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

قالت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، السبت، إنها هاجمت السفينة «جروتون» التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين المدعومين من إيران في بيان: «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، نفذت قواتنا المسلحة عملية عسكرية استهدفت السفينة (جروتون)، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى مواني فلسطين المحتلة».

وأضاف سريع: «نفذت العملية القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية. وقد أدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل دقيق ومباشر».

وأشار إلى أن هذا الاستهداف «هو الثاني للسفينة بعد استهدافها في الثالث من أغسطس (آب) الحالي».

وأوضح المتحدث العسكري الحوثي أن قوات جماعته «أكدت نجاحها في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكذلك فرض قرار حظر الملاحة في منطقة العمليات المعلن عنها على جميع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه، بغض النظر عن وجهتها أو السفن التابعة لشركات لها علاقة بهذا العدو».

كما أكد سريع استمرار عملياتهم البحرية في منطقة العمليات التابعة لهم «وكذلك استمرار إسنادها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يواصل الحوثيون استهداف كثير من السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ويقولون إن هذه العمليات تأتي «نصرة لغزة».