ميسا قرعة لـ «الشرق الأوسط»: الفن ليس أعداد متابعين وأرقام مشاهدات

الفنانة اللبنانية ـ الأميركية تجمع الثقافتين الشرقية والغربية في صوتها وفنها

ميسا قرعة (الفنانة)
ميسا قرعة (الفنانة)
TT

ميسا قرعة لـ «الشرق الأوسط»: الفن ليس أعداد متابعين وأرقام مشاهدات

ميسا قرعة (الفنانة)
ميسا قرعة (الفنانة)

مرَّ ما يزيد على عامين منذ إقامة الفنانة اللبنانية - الأميركية ميسا قرعة في أبوظبي، حيث جمعها حديث مع «الشرق الأوسط». اختيارها مديرة فنية لـ«كلية بيركلي للموسيقى» في العاصمة الإماراتية، قرَّبها من ثقافة شرقية لم تتوقف عن عشقها رغم 15 عاماً أمضتها في الولايات المتحدة تُصغي إلى موسيقاها وتتشرّب فنونها. «أشبه نفسي أكثر حين أقدّم فناً عربياً. أمامه أكون شديدة التأثّر»، تقول مَن تؤلّف وتُلحّن بالإنجليزية، لكن لا مفرّ من سطوة الجذور.
حين تذكر مفارق الحياة، تتوقف عند أبرزها: مشاركة أغنيتها «الأرنب الأبيض» ضمن فيلم «احتيال أميركي» الذي رُشّح لجوائز «أوسكار»، وترشّحها لـ«غرامي» عن ألبومها الأول بالإنجليزية، «علاج بسيط». ومن جميل الذكريات، مشاركتها مع حسين الجسمي وألماس بأغنية «إكسبو دبي» الرسمية. ميسا قرعة مزيج من شرق وغرب يلتقيان في الفن الخلاق. تكترث للتلاقي وتُهمل الفوارق. فتحت هوليوود لها أبواباً، وظلّت ثابتة على موقفها: «أقدّم فناً يُشبه قناعاتي. أنطلق مما يمثلني نحو الآخرين».
تبتسم لكلمة «جسر»؛ وصفُ فنٍ تؤمن به. كلما كُتب عنها، وردَت المفردة للتعبير عن كونها صلة فنية بين ثقافتين. تقول إنها لا تفتعل المسألة ولا تريدها بمثابة قضية: «هكذا تربّيت. 16 عاماً شكلت طفولتي ومراهقتي في بيروت، قرّبتني من الطرب وكباره. في الوقت عينه، استمعتُ إلى البوب والإيقاعات الغربية. أميركا كرَّست كوني الاثنين: النشأة والمُكتسب».
تغنّي بلغات عدّة؛ واهتمامها بإرضاء قناعاتها لا يعني عدم اكتراثها لمطلب الذوق العام. قرعة تتفادى أحكام القيمة حيال فن هذه الأيام، بسذاجة بعضه وسطحيته. تبتدئ من الذات في اختيار نوع الغناء، ولا تتوقف عندها: «أهتم بما أشعر به ثم أفكر بما يريده الجمهور. في النهاية، الفنان صوت الناس. حين أكتب وأُلحّن، أفكر بهم. الفارق أنني لا أجاري الموجة في صناعة فني. نظرة الجمهور إلى ما أقدّم تلتحق بنظرتي إليه، ولا تسبقها».
مُسالمة في الحديث؛ تُردد أنّ الشمس تُشرق على الجميع، والأرض تتّسع لكل البشر: «للفن التجاري مكانه، كما للفن الهادف. أغنّي الشعبي السهل، طالما أنه يليق بي. أرفض زجَّ نفسي في صورة واحدة وإطار ثابت. لستُ ممن يَعْلقون ضمن (ستايل)».
تُنتج فنها في زمن الإنتاج الفردي الشاق. ما يُهوّن هو إفساح المنصات المجال لانتشار المواهب: «يطغى النمط السريع على العالم بأسره. القطاع الفني جزء من التحولات الكبرى. تنامي المنصات يمنح الفن المستقل صوتاً فيصدح بعيداً. من خلالها، تصل الموسيقى إلى مساحات كانت ضيقة في السابق».
لا تبحث عن ضوء بقدر سعيها إلى تأكيد مكانتها الإنسانية في الحياة. تذكُر فرصاً شعرت بأنها لا تليق، فاستبعدتها؛ رغم احتمال أن ترتدّ بأضواء كثيفة. برأيها، «ما حققته حتى الآن، لم يحصل مع أسماء تفوقني شهرة. أطرح على نفسي هذا السؤال دائماً: ماذا أريد من الفن؟ هل هو أرقام مشاهدات وعدد متابعين فقط؟ قطعاً لا. هو مساحة حرة للتعبير عن الذات وتشارُك الهموم الجماعية فيكون صوت الفنان إنسانياً. اقتناعي بأنّ الصناعة العالمية مُصابة بالانجراف نحو التجاري، يجعل المسألة غير شخصية. التوعية مهمّة، وكثيرون يسعون إلى الجمال الفني بمختلف أشكاله، منها الموسيقى الجيدة والأغنية المؤثرة».
غناؤها للمرأة منطلقه «بساطة الرسالة». تكترث ميسا قرعة للقالب الموضوعة فيه أغنيتها، ولا تشترط «ثقله» طوال الوقت، فيغلب الادعاء على الفن: «بإمكان الأغنية أن تكون تجارية، إنما هادفة. همُّ الفنان وصول فنه إلى الناس وإحداث تغيير. حين غنيتُ للمرأة، عنونتُ الأغنية (تي تي). رسالتها تدعو النساء إلى تقبّل أنفسهن فلا تُحبطهن أحكام المجتمع. أردتُ عودة إلى الذات الأصلية، غير الخاضعة لتعديلات بهدف إرضاء الآخرين. ذلك للتأكيد على عظمة الجوهر الإنساني، حيث منبع السعادة». لا تعني إنكار آلام نساء يجدن في إدخال بعض التحسين على المظهر فرصة لترميم مرايا مهشّمة. تغنّي لعدم الإفراط في الهوس. لتلك الذات التي تستحق أن تُحبّ. للأعماق قبل السطوح. نعود إلى ما يريده الفنان من فنه. ميسا قرعة تريد «الجسور». الامتداد من الإنسان إلى داخله، ومن الداخل إلى العالم الواسع. والترابط بين كل ما يتراءى مفككاً، وهو في حقيقته يمتلك من الجَمْع أضعاف ما يُظهره من تشرذم، لكنّ بعض العيون تُغلِّب البصر على البصيرة.
تحضّر لأغنيات جديدة، وتمضي وقتاً في التعرّف إلى الطاقات المحلّية بالإمارات وإظهار جانبها المبدع. هذه مَهمّتها على مستويين: الأكاديمي من خلال موقعها الجامعي، والفني - الإنساني، يوطّده «مهرجان أبوظبي للثقافة والفنون» فيُعاونها في التشجيع والدعم.
احتضنتها مؤسِّسة «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون»، المؤسِّسة والمديرة الفنية لـ«مهرجان أبوظبي» هدى الخميس كانو، قبل أن تُعرَف وتُصدِر أغنياتها الخاصة. وفي دورته العشرين شاركت في عرض «ابنة صياد اللؤلؤ» بالغناء وسرد الحكاية أمام الحاضرين في «المجمّع الثقافي»، فترك صوتها لمسة أناقة وسلام. تمتنّ لفرص تشكل منعطفات العمر، فتُعامِل اليوم كما عوملت في بداياتها: تُمكّن المواهب المُستحقّة وتمنحها أجنحة.


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

إنتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

فیفیان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.

فیفیان حداد (بيروت)

للمرة الأولى... علماء يكتشفون «ولادة عذرية» لتمساح في كوستاريكا

التمساح الأميركي معرض لخطر الانقراض في البرية (رويترز)
التمساح الأميركي معرض لخطر الانقراض في البرية (رويترز)
TT

للمرة الأولى... علماء يكتشفون «ولادة عذرية» لتمساح في كوستاريكا

التمساح الأميركي معرض لخطر الانقراض في البرية (رويترز)
التمساح الأميركي معرض لخطر الانقراض في البرية (رويترز)

أظهرت دراسة أن العلماء وثَّقوا أول حالة «ولادة عذرية» معروفة لأنثى تمساح كانت تعيش في عزلة لمدة 16 عاماً في حديقة حيوان في كوستاريكا، وفقاً لوكالة «رويترز».

ووضعت أنثى التمساح الأميركي 14 بيضة في عام 2018 داخل حظيرتها، وهي ليست ظاهرة غريبة بين الزواحف التي تعيش في الأسر. ولكن الأمر الذي أثار دهشة العلماء جاء بعد حضانة البيض لثلاثة أشهر والعثور على بيضة تحتوي على تمساح ولد ميتاً ومكتمل التكوين.

ووفقاً للدراسة التي نُشرت أمس الأربعاء في دورية «بيولوجي ليترز»، فحص العلماء التركيب الجيني لجنين التمساح، ووجدوا أن تسلسل الحمض النووي يظهر أنه نتج عن تكاثر عذري اختياري، أي التكاثر دون مساهمة جينية من الذكور.

وظاهرة التكاثر العذري الاختياري، التي يشير إليها بعض العلماء باسم «الولادة العذرية»، موثقة في أنواع أخرى من الأسماك والطيور والسحالي والثعابين. وقال العلماء إن هذه الحالة هي أول مثال معروف بين التماسيح.

وفي هذه الظاهرة، يمكن أن تتطور خلية بويضة الأنثى إلى جنين دون تخصيبها بواسطة خلية منوية من ذكر. وعند صنع خلية البويضة، تنقسم الخلية الأرومية إلى أربع خلايا: واحدة تصبح خلية البويضة وتحتفظ بالتراكيب الخلوية الرئيسية والسيتوبلازم الذي يشبه الهلام، بينما تحتوي الخلايا الأخرى على مواد جينية إضافية.

بعد ذلك، تعمل إحدى هذه الخلايا بشكل أساسي كخلية منوية وتندمج مع البويضة لتصبح «مخصبة».

والتمساح الأميركي معرض لخطر الانقراض في البرية. وتقول الدراسة إن هناك فرضية تشير إلى أن ظاهرة التكاثر العذري الاختياري قد تكون أكثر شيوعاً بين الأنواع الموشكة على الانقراض.

وقال العلماء إن حالة «الولادة العذرية» في كوستاريكا يمكن أن تكشف عن معلومات جديدة عن أسلاف التماسيح من الحيوانات التي عاشت على الأرض في العصر الترياسي قبل نحو 250 مليون سنة.


تكريم مغني الراب الراحل توباك شاكور بنجمة في ممشى المشاهير

مغني الراب الأميركي توباك شاكور (أ.ف.ب)
مغني الراب الأميركي توباك شاكور (أ.ف.ب)
TT

تكريم مغني الراب الراحل توباك شاكور بنجمة في ممشى المشاهير

مغني الراب الأميركي توباك شاكور (أ.ف.ب)
مغني الراب الأميركي توباك شاكور (أ.ف.ب)

حصل مغني الراب والناشط والممثل الراحل توباك شاكور على نجمة في ممشى المشاهير في هوليوود، حيث تحدثت شقيقته وزملاؤه من مغني الراب عن إرثه الموسيقي حول العالم.

وقالت شقيقته سيكيوا شاكور وسط حشد يضم نحو 100 شخص: «كان توباك يدرك دوماً أن له هدفاً عظيماً».

سيكيوا شاكور شقيقة المغني الراحل أثناء حديثها (إ.ب.أ)

وأضافت: «ولأنني أخته الصغيرة، كان لي شرف مشاهدة هذه العظمة وهي تنكشف».

عاش شاكور طفولته وسط براثن الفقر في هارلم ثم بزغ نجمه ليصبح واحداً من أفضل الفنانين الموسيقيين وأكثرهم مبيعاً، إذ باع أكثر من 75 مليون نسخة من ألبوماته في أنحاء العالم.

حضر المئات من المعجبين حفل تكريم مغني الراب الراحل (إ.ب.أ)

وقالت أخته: «منذ أن وطئت قدماه لأول مرة خشبة المسرح، وذلك في مسرح أبولو، وهو في الثالثة عشرة من عمره، وقبل أن يعرف أحد اسمه، كان يعلم أن لديه حلم الحصول على نجمة هنا في ممشى المشاهير».

وقُتل شاكور في عام 1996 عن عمر 25 عاماً في إطلاق نار من سيارة في لاس فيجاس في قضية لم تُحل حتى الآن.

صورة لمغني الراب الأميركي توباك شاكور معروضة بجانب نجمته في هوليوود (أ.ف.ب)

ومن أشهر أعماله أغنية (دير ماما) «عزيزتي ماما» المهداة لوالدته أفيني شاكور.

وقال مالكوم جرينيدج، زميله في فرقة آوتلوز والمعروف بالاسم الفني إي دي آي مين، إن أثره «محفور في الصخر».

نجوم يحضرون حفل تكريم توباك شاكور بنجمة بعد وفاته في ممشى المشاهير في هوليوود (أ.ف.ب)

وقال ألين هيوز، مخرج الوثائقي «عزيزتي ماما» عن شاكور: «ترى جداريات له في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا».

وأضاف هيوز: «ثم أدركت الأمر يوماً ما. لقد أصبح توباك أمارو شاكور رمزاً عالمياً للتمرد. رمز واضح ومهم مثل مالكوم إكس وتشي جيفارا ومصدر إلهام للنشطاء اليوم».


بصوت مختنق ودموع محبوسة... هاري ينهي شهادته أمام المحكمة

الأمير هاري (رويترز)
الأمير هاري (رويترز)
TT

بصوت مختنق ودموع محبوسة... هاري ينهي شهادته أمام المحكمة

الأمير هاري (رويترز)
الأمير هاري (رويترز)

أنهى الأمير هاري شهادته أمام المحكمة في لندن اليوم بعد يومين من الاستجواب المكثف حول تفاصيل اتهامه لمجموعة «ذا ميرور» للنشر بالتنصت على هاتفه. وبصوت تخنقه العبرات رد الأمير على سؤال محاميه ديفيد شيربون عن إحساسه قائلاً إنه عانى الكثير. ولكن القضية لم تغلق بعد، وسيستمر القاضي في سماع شهادات آخرين قبل النطق بحكمه.

القضية أعادت فتح نقاشات كثيرة حول العائلة المالكة وشخصية هاري وعن الصحف الشعبية في بريطانيا وسطوتها، وما بين مهاجم ومدافع ومتهكم استمر الجدل.

الأمير هاري ويوم حافل في المحكمة (رويترز)

في برنامج «غود مورنينغ بريتان»، سألت المذيعة الصحافي السابق في صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» بول ماكالان: «بغض النظر عن التقنيات القانونية، الأمير هاري يقول إن الصحافة الشعبية تسببت في إصابته بالاكتئاب والبارانويا، ودمرت علاقاته الخاصة. بصفتك شخصاً تورط في فضيحة التنصت على المشاهير، هل تشعر بالذنب؟»، أجاب ماكالان: «لا، ليس تماماً، لقد فعلنا أشياء أسوأ مع والده، وبدوره صرف تلك الأخبار على أنها تفاهات تصدر من صحافيين مزعجين وتغلب على ذلك». أضاف ماكالان: «مشكلة الأمير هاري هو أنه شخص محظوظ ومرفَّه»، لم ينكر أن هاري تعرض لضغوط نفسية «كما كانت والدته؛ لقد طاردتُ الأميرة ديانا أيضاً في سفرها لأعوام». ربما يفسر ذلك الجزء من الحوار موقف الأمير هاري من الصحافة «التابلويد»، والسبب الذي يجعله يقيم الدعوى الحالية ضد مجموعة صحف «ذا ميرور»، ويخضع لاستجواب المحامين، وهو أمر لم يفعله أي عضو من العائلة المالكة لـ130 عاماً.

هاري المعلق السياسي

في وسط فيضان الأخبار حول هاري، وما يريد أن يحققه من القضية، والتعليقات الساخرة أو الداعمة له والتعليقات المستمرة حول حياته الشخصية وكرهه للصحف الشعبية في بريطانيا، هناك كثير من القضايا المهمة التي تتجاوز هاري بوصفه شخصاً مشهوراً، منها قضية محاسبة الصحافة ووضع معايير لما يمكن أن تتناوله، تثير القضية أيضاً كثيراً من النقاش حول دور الصحافة في بريطانيا وعلاقتها بالسياسة. في شهادته، قال الأمير هاري أول من أمس: «يُنظَر إلى بلدنا في العالم من خلال وضع صحافته وحكومته، وأعتقد أن كليهما في الحضيض»، مضيفاً أن «الديمقراطية تفشل عندما لا تتولى الصحافة محاسبة الحكومة، بل تختار التحالف معها لضمان الوضع القائم». وتحولت كلمات الأمير إلى موضوع نقاش بين المعلقين السياسيين على وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً، رآها كثيرون بمثابة تعرية لدور الصحافة حالياً في الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها بريطانيا، خصوصاً فيما يتعلق بـ«بريكست»، ودعم حزب المحافظين الحاكم. علق المذيع البريطاني المخضرم أندرو مار على شهادة هاري بقوله: «أعتقد أن أول شيء واضح هو أننا نتحدث هنا عن رجل مضطرب بشكل لا يُصدَّق؛ طفل فقد والدته في أسوأ الظروف، تابع الجميع تفاصيل حياته عبر أكثر الوسائل تطفلاً»، مضيفاً أن «ما لم أكن توقعه أن أرى هاري الغاضب، المعلق السياسي». رأى كثير من المعلقين في ذلك التعليق أمراً ثورياً، ليس من المعتاد أن يتدخل فرد من العائلة الملكة في السياسة أو يدلي بتعليق على أحوال البلاد، عبر شهادته المكتوبة سجل دوق ساسكس هدفاً آخر في الساحة الإعلامية وكسب مؤيدين أكثر لمعركته ضد الصحافة.

رأى معلق سياسي آخر أن قضية هاري ضد «ذا ميرور» قد لا تُحسَم لصالحه ولكن الهدف من القضية تحقق؛ لقد فتح الأمير الغاضب ملف تجاوزات الصحافة، أعاد الحديث عن لجنة تحقيق «ليفسون» في عام 2011 التي تناولت الممارسات الثقافية والأخلاقية والمهنية للصحافة وركزت تحديداً على قضية تنصت «نيوز أوف ذي وورل» على هواتف كثيرين، غير أن «لجنة ليفسون» أيضاً وسعت نطاقها لتتناول العلاقة المهمة بين الصحافة والسياسيين والشرطة. ونتج عن التحقيقات إغلاق صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد». وعلق سير برايان ليفسون مؤخراً على القضية الأخيرة أثناء حديث له على «بي بي سي» بأنه يشعر بخيبة الأمل لأن توصياته في 2011 (بإنشاء هيئة مستقلة جديدة تهتم بممارسات بالصحافة، يكون لديها مجموعة من العقوبات المتاحة لها، بما في ذلك الغرامات والتوجيهات الخاصة ببروز الاعتذارات والتصويبات) لم تُنفذ، وأكد على أهمية إقامة لجنة تحقيق ثانية بشأن ممارسات الصحافة.

.

ديفيد شيربون محامي الأمير هاري (رويترز)

هاري يحقق الهدف من قضيته

في أحد أشهر البودكاست السياسية في بريطانيا «ذا نيوز آجنتس» علق الصحافي في «غارديان» جيم واترسون بأن المحاكمة استقطبت اهتمام وسائل إعلام عالمية، واصفاً الأمير هاري أثناء شهادته بأنه كان «هادئاً جداً». غير أنه أضاف أمراً مهماً حول تأثير القضية على «ذا ميرور»: «هاري مدفوع برغبته في أن تُسمع كلماته في المحكمة»، وأن يمنح القضية انتشاراً أكبر، لا سيما أن الأمير هاري لم يرفع القضية للحصول على تسوية مادية، رغم أن «ذا ميرور» قد تكسب القضية اعتماداً على تفاصيل فرعية أو تقنية، غير أن المجموعة لن تخرج منتصرة بالكامل، فالضرر الواقع على سمعة المجموعة وصحفها كبير جداً، في الوقت الذي تعاني فيه المؤسسات الصحافية مادياً؛ فتكلفة القضية ستكون مؤثرة جداً، خصوصاً أن القضية قد تمتد لأعوام.

وفي اليوم الثاني لمثوله في منصة الشهود، بدا الأمير أكثر مقاومة في بعض الأحيان في المناقشات الصعبة مع أندرو غرين، محامي مجموعة «ميرور إم جي إن»، ناشرة «ديلي ميرور» و«صنداي ميرور» و«صنداي بيبول»، التي يقاضيها هو و100 شخص آخرين بسبب مزاعم عن جمعها معلومات بشكل غير قانوني بين عامي 1991 و2011.

محامي مجموعة «ذا ميرور» أندرو غرين (رويترز)

فتحت قضيته الجراح لدى كثيرين ممن تطفل الصحافيون والمصورون على تفاصيل حياتهم الخاصة، ليسوا كلهم من المشاهير؛ 100 شخص آخر رفعوا قضاياهم ضد تطفل الصحف الشعبية على حياتهم، منهم أشخاص معروفون، مثل الممثل هيو غرانت والمغني إلتون جون، لكن أيضاً هناك أشخاص آخرون، كلهم لديهم شكاوى، وكلهم يهدفون مِن رفع القضايا للفت النظر للتجاوزات التي حدثت في حياتهم من قبل الصحافة الشعبية. بالنسبة للمثل هيو غرانت، وهو من أشهر المهاجمين لصحف «التابلويد» التي تنصتت على هاتفه وراقبت منزله، أصبح الوجه الإعلامي وعضو مجلس إدارة لمنظمة «هاكد أوف» التي تطالب بصحافة حرة ونظيفة؛ فقد حصل على الإذن لمقاضاة ناشر صحيفة «صن»، إثر استخدامه أساليب غير قانونية لجمع المعلومات عنه.

وفي المقابل، رفض القاضي تيموثي فانكورت الدعوى التي أقامها غرانت بخصوص التنصت على رسائل صوتية، لأنه مر على الواقعة 6 سنوات. ويدعي الممثل أن محققين خاصين يعملون لمصلحة صحيفة «الصن» تنصتوا على هاتفيه الأرضي والجوال، وعلى منزله وسيارته، ودخلوا منزله للحصول على قصص عنه، فيما ينفي الناشر هذه الادعاءات.

وتستمر أحداث القضية مع سماع شهادة محررة الشؤون الملكية بصحيفة «ديلي ميرور»، جين كير، التي كتبت 10 مقالات عن الأمير هاري من ضمن 33 مقالاً ضمنها ملف القضية.


اختتام برنامج «الإقامة الفنية» في العلا الأربعاء المقبل

تستهدف المرحلة المقبلة من الإقامة مشاركة الفنانين المعاصرين (الهيئة الملكية لمحافظة العلا)
تستهدف المرحلة المقبلة من الإقامة مشاركة الفنانين المعاصرين (الهيئة الملكية لمحافظة العلا)
TT

اختتام برنامج «الإقامة الفنية» في العلا الأربعاء المقبل

تستهدف المرحلة المقبلة من الإقامة مشاركة الفنانين المعاصرين (الهيئة الملكية لمحافظة العلا)
تستهدف المرحلة المقبلة من الإقامة مشاركة الفنانين المعاصرين (الهيئة الملكية لمحافظة العلا)

تختتم «الهيئة الملكية لمحافظة العلا»، الأربعاء المقبل، برنامج «الإقامة الفنية»، الذي يُقام بالتعاون مع «الوكالة الفرنسية لتطوير العلا»، ويهدف إلى المساهمة في تعزيز حضور المحافظة على المستوى الفني، وتفعيل مشاركة الفنانين المعاصرين؛ وهم هاشل اللمكي وقمر عبد الملك، إلى جانب مريم بلال التي ستكون أوّل مقيّمة معارض فنية.

وشهد البرنامج، تدشين أول 3 مساكن للفنانين في منطقة «الجديدة» بما يمثّل التزاماً واضحاً بالإقامة الفنية في العلا التي تُعدّ ركيزة أساسية لبرامج «فنون العلا».

استلهم الفنانون أعمالهم خلال الإقامة من تضاريس العلا (الهيئة الملكية للمحافظة)

وجاء اختيار الفنان الإماراتي هاشل اللمكي بناء على أعماله التي تدور حول العلاقة بين الإنسان والطبيعة، سواء البرية وتلك التي وضع الإنسان بصمته عليها. كما تعد قمر عبد الملك، فنانة متعددة المواهب، من أصول فلسطينية، تستخدم تقنيات متعددة مثل الكولاج، وفن الفيديو، والوسائط الجديدة لتقديم تركيبات تستحث الفكر والبصر إلى جانب تسليط الضوء على معاناة الشتات العربي مع الأنظمة العالمية، ويوميات المهاجرين غير الموّثقة. وتستكشف مريم بلال؛ مقيّمة المعارض الفنية السعودية، تأثيرات التغيرات الفنية في المنطقة عبر التركيز على المشهد السعودي الفني المعاصر.

وأبان علي الغزاوي، رئيس «قسم الفرص الإبداعية» في «الهيئة»، أن اكتشاف العلا «يحمل في طياته تجربة جديدة بالكامل للناس، كما تحمل الإقامات الفنية تأثيراً رائعاً على المسار المهني لكثير من الفنانين»، موضحاً أن «الهيئة» نظّمت في الفترة الماضية 4 برامج للإقامة الفنية، «مما ربط اسم العلا بهذه الفرص، وساهم في استقطاب الفنانين الباحثين عن العيش والعمل، وتطوير مسارهم المهني»، ضارباً المثل بالفنانة تالين هزبر، التي وصفها بأنها من الأمثلة الساطعة في البرنامج، وتشارك حالياً في مشروع «ديمومة»؛ إحدى المناطق الفنية في العلا.

من جانبها، أبدت صوفي ماكاريو، مديرة الثقافة والتراث في «الوكالة الفرنسية»، سعادتها باستضافة فنانين آخرين ضمن البرنامج، مؤكدة أنه أصبح ركيزة أساسية في الاستراتيجية الثقافية طويلة الأمد.

وأشار آرنود موراند، رئيس «قسم الابتكار والإبداع» في «الوكالة»، إلى أن الإقامات الفنية تلعب دور المختبرات الحاضنة للتواصل والتفاعل البنّاء بين الفنانين؛ بما يعزز موقع العلا بوصفها وجهة للإبداع، مؤكداً أن «الإقامة الفنية ستمنح الفنانين حضوراً استثنائياً على مدار شهر كامل، يتمكنون عبرها من عكس إبداعاتهم من تفرد المكان».

وأكدت دانية الصالح؛ إحدى المشاركات في البرنامج، حرصها خلال الإقامة على «الانغماس في تاريخ العلا الغني، وطبيعتها الخلابة، إلى جانب التواصل مع الأهالي والزوار»، مشيرة إلى أن المحافظة أصبحت ملاذاً لها بسبب مساهمتها في تحفيز الإبداع الفني، والتي تركت بصمة إبداعية ثرية على رحلتها الفنية.

ووصف محمد الفرج الإقامة بأنها «غنية للغاية»، ومليئة بالطاقة الإبداعية، مشيداً بالتعامل المميّز من إدارة البرامج وأهالي العلا، على ما قدموه له خلال تجربته في الأشهر الماضية. كما أشار محمد كيليطو الى أن تجربته كانت «مذهلة؛ لوجود مجموعة رائعة من الفنانين، وعمل مميز امتد على 3 أشهر»، مشيراً إلى أن «الأفكار المتجددة تُكتشف باستمرار في أثناء البحث في البيئة الطبيعية، وعبر الصلة المباشرة مع الأهالي والزوار».


المقاعد المزدوجة ترسم مستقبل الطيران

عودة مقعد الطائرة مزدوج المستوى( نونيز فيسنتي)
عودة مقعد الطائرة مزدوج المستوى( نونيز فيسنتي)
TT

المقاعد المزدوجة ترسم مستقبل الطيران

عودة مقعد الطائرة مزدوج المستوى( نونيز فيسنتي)
عودة مقعد الطائرة مزدوج المستوى( نونيز فيسنتي)

يعتقد أليخاندرو نونيز فيسنتي، 23 عاما، مُصمم مقاعد الطائرات، أن المقاعد مزدوجة المستوى هي مستقبل الطيران الاقتصادي، حسب «سي إن إن».

ربما شاهدت صورة النموذج الأوليّ لمقعد الطائرة الذي يصممه نونيز فيسنتي منتشرة على الإنترنت. وكان قد انتشر مفهوم نونيز فيسنتي على نطاق واسع بعد أن نشرت شبكة «سي إن إن» عرضا حصريا للسفر في العام الماضي، ما أثار نقاشا حادا وموجة من ردود الفعل من ناحية الركاب المحتملين، بعضهم غضب، وبعضهم انزعج، وبعضهم أبدى الاهتمام، والبعض الآخر فعل كل ما سبق.

ويقول نونيز فيسنتي لبرنامج «السفر اليوم» على شبكة «سي إن إن»: «بصراحة، لا يوجد ما يُسمى بالدعاية السيئة». ولإثبات هذا الشعور، عاد إلى معرض ديكورات الطائرات الداخلية في هامبورغ بألمانيا، ليعرض نسخة جديدة من كرسيه المثير للجدل.

ويقول نونيز: «يمكن للناس أن يتحدثوا وهم دائما يكرهون الابتكار من بعض النواحي». وأضاف: «في أغلب الأوقات التي تظهر فيها أشياء جديدة، يكرهها الجميع في البداية، فهم يخشون جدا من التغيير. ولكن كلما أظهرتها أكثر وطورتها أكثر، رأوها أكثر وتعودوا عليها أكثر».

وبدأ مفهوم نونيز فيسنتي محدودا، كمشروع جامعي عام 2021. وكان الترشح لجائزة كريستال كابين عام 2021، الجائزة البارزة في صناعة الطيران، سببا في انتقال المفهوم إلى الوعي العام. وتوقف نونيز فيسنتي عن دراسة الماجستير ووضع كل وقته وماله وجهوده في جعل رؤيته حقيقة واقعة.

وبالانتقال سريعا إلى اليوم، وتكاثر الرعاة لدى نونيز فيسنتي، واتفاقيات الشراكة، والمحادثات المنتظمة الجارية مع «أكبر الجهات في هذه الصناعة»، يُعتقد أن مقعده ذا المستوى المزدوج هو مستقبل الطيران الاقتصادي، وهو يواصل العمل على مدار الساعة لجعل ذلك حقيقة واقعة.


تجمع دولي في الرياض لحماية «الحرف اليدوية» من الاندثار

في قاعة كبيرة شمال مدينة الرياض يلتئم جمع من الحرفيين والحرفيات من دول العالم المختلفة (هيئة التراث)
في قاعة كبيرة شمال مدينة الرياض يلتئم جمع من الحرفيين والحرفيات من دول العالم المختلفة (هيئة التراث)
TT

تجمع دولي في الرياض لحماية «الحرف اليدوية» من الاندثار

في قاعة كبيرة شمال مدينة الرياض يلتئم جمع من الحرفيين والحرفيات من دول العالم المختلفة (هيئة التراث)
في قاعة كبيرة شمال مدينة الرياض يلتئم جمع من الحرفيين والحرفيات من دول العالم المختلفة (هيئة التراث)

في قاعة كبيرة شمال مدينة الرياض، يلتئم جمع من الحرفيين والحرفيات من دول العالم المختلفة، لعرض منتجاتهم التي صاغوها بأناملهم البارعة وخبرتهم العريضة، يعكفون على صوغ المشغولات ونحت القطع وتطريز المنسوجات، التي تحمل عبق الماضي وتاريخ مجتمعات إنسانية برعت وأبدعت في توظيف ما تيسر لها في بيئتها البسيطة، وحوّلتها أدوات قابلة للحياة وعصيّة على الاندثار.

وفي حدث يعكس اهتماماً بالتراث ومكوناته، انطلق الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) بمشاركة أكثر من 300 حرفي من 11 دولة حول العالم، اجتمعوا تحت سقف واحد لتسليط الضوء على الحرف اليدوية ودعم وتمكين الحرفيين، وإبراز أهم المهارات التي يتقنها بنان كل حرفي وحرفيّة.

ويسلط الحدث التراثي الضوء على أنواع من الحرف اليدوية والماهرين في الصناعات المحلية التي تجسد تنوع الثقافات، وتقديم العادات والتقاليد المحلية والتعريف بتراث السعودية الغني في المشغولات والمصنوعات اليدوية، وتنميته ونقله إلى الأجيال الجديدة، والتعريف بالتراث الإنساني عبر مساهمين من دول العالم لإلقاء الضوء على عراقة وأصالة الحرف اليدوية التي عكست تاريخاً من علاقة الإنسان ببيئته ومحيطه الطبيعي، وصون الموروث البشري من الاندثار والضياع، عبر إعادة تقديمه بشكل معاصر ومنافس في السوقين المحلية والدولية.

منصة للمهارات والإبداعات الحرفية

وقال حامد فايز نائب وزير الثقافة، إن الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية، من المناسبات المهمة التي تدعمها وزارة الثقافة وهيئة التراث، لما له من دور مهم في تسليط الضوء على العمل الإبداعي للحرفيين والحرفيات، والتعريف بالتراث الغني للمملكة، وتوفير منصة لعرض المهارات والإبداعات الحرفية، مؤكداً أهمية الحرف اليدوية بوصفها مشروعاً اقتصادياً ثقافياً مهماً، وعاملاً لإيجاد فرص العمل والاستثمار، بالإضافة إلى دورها في حفظ الموروث الثقافي، وتعزيز الهوية الوطنية.

وأشاد فايز، بما تحقق للسعودية من إنجازات في قطاع الحرف والصناعات اليدوية، التي توجت بفوز هيئة التراث بجائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي، مؤكداً أن «مبادرة البيوت الحرفية» الفائزة بالجائزة، تتوزع في مختلف مناطق السعودية الغنية بالتراث المتنوع، لدعم الحرفيين والحرفيات وتمكينهم من تقديم منتجاتهم وعرضها على الجمهور.

يحظى قطاع الحرف اليدوية في السعودية بنقلة نوعية منذ بدأت هيئة التراث الاهتمام به (هيئة التراث)

4 آلاف حرفي وحرفية في السعودية

ويحظى قطاع الحرف اليدوية في السعودية بنقلة نوعية، منذ بدأت هيئة التراث الاهتمام به، وأطلقت جملة من المبادرات لدعم مجال الصناعات اليدوية، وإصدار رخص لبيع المنتجات الحرفية والتراثية، فيما استعادت مجموعة من الصناعات الحرفيّة بريقها، مثل السدو والفخار الطيني، بوصفهما من أشهر أيقونات الصناعة في التراث السعودي، وأضحت حاضرة في الذائقة العامة وقاومت عوامل الاندثار والنسيان.

وقالت الدكتورة داليا اليحيى، مدير عام قطاع الحرف اليدوية في هيئة التراث السعودية، إن السجل الوطني للحرفيين يضم أكثر من 4400 حرفي وحرفية في مختلف المجالات، وإن القائمة قابلة للزيادة بالنظر إلى ما تتمتع به مناطق السعودية من تراث غني وتاريخ اجتماعي وجغرافي مزدهر.

وتقسّم هيئة التراث الحرف اليدوية إلى 10 مجالات تشمل المشغولات الخشبية والمعدنية والفخارية، وتبلغ في فروعها أكثر من 45 حرفة تمثل مختلف مناطق وتراث السعودية، فيما شهد عام 2022 إطلاق مبادرة «بيوت الحرفيين» بالتزامن مع يوم التراث العالمي، وذلك لتوفير بيئة ملائمة في كل منطقة سعودية لتدريب الحرفيين وصقل مهاراتهم وتطويرها، ودمج المجتمعات المحلية في قطاع الحرف اليدوية، والحفاظ على التراث الثقافي من الاندثار والضياع.

الرياض تتزيّن بأبهى الحِرف العالمية

وتستمر فعاليات الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي تنظمه هيئة التراث خلال الفترة من 6 إلى 12 يونيو (حزيران) في «واجهة الرياض».

ويقام الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) على مساحة 18 ألف متر مربع في واجهة الرياض، في تصميم مستوحى من الإرث والطراز المعماري التراثي، يقدم فيه الحرفيون أعمالهم ويبيعونها في 11 قسماً، هي المشغولات المعدنية، والنسيجية، والنخيلية، والجلدية، والخشبية، والفخارية، وحرف التجليد والتذهيب، وحرف الحلي والمجوهرات، والمشغولات المطرزة، والحرف اليدوية الداعمة.

ويصاحب «الأسبوع» معرض حرفي، إلى جانب جناح لعام الشِعر العربي 2023، كما تقيم هيئة التراث قرية لفنون الحِرف، تحتضن مجسمات جمالية حرفية ممزوجة بأعمال فنية. كما يخصص منطقة للطفل، وورش عمل بأدوات تطبيقية متكاملة، وأنشطة تفاعلية للأطفال، تجذب الأطفال واليافعين لاستكشاف التراث والحرف اليدوية.

يسلط الحدث التراثي الضوء على أنواع من الحرف اليدوية والماهرين في الصناعات المحلية التي تجسد تنوع الثقافات (هيئة التراث)

استدامة القطاع الثقافي

ويعبّر لقاء الحرفيين الدولي في الرياض، عن روح التراث الثقافي الحي في نفوس المجتمعات، كما يمثّل فرصة للاستثمار، وتعزيز ريادة الأعمال في القطاعات الثقافية.

ويشارك «الصندوق الثقافي السعودي» المعني بتنمية القطاع الثقافي وتحقيق الاستدامة من خلال دعم النشاطات والمشاريع الثقافية، بجناح في معرض الحرف اليدوية الدولي في الرياض، بوصفه منصة تتقاطع فيه المواهب وريادة الأعمال، ويلتقي فيه الصُنّاع بجمهورهم الشغوف باقتناء القطع اليدوية.

وقال «الصندوق الثقافي» إن المعرض الذي تنظمه هيئة التراث، يساهم في إبراز العادات والتقاليد السعودية، وتسليط الضوء على الحرف اليدوية ودعم وتمكين الحرفيين، وتوفير منفذ لبيع منتجاتهم والتعريف بأعمالهم، بالإضافة تعزيز التبادل الثقافي بين السعودية والدول الأخرى المشاركة، والتعريف بتراث البلاد الغني والمتنوع.


منتدى «دراسات» يناقش بالمنامة دور المرأة في صنع السياسات

يشارك في المنتدى متخصصون وخبراء وصنّاع سياسات من المنطقة والعالم (مركز دراسات)
يشارك في المنتدى متخصصون وخبراء وصنّاع سياسات من المنطقة والعالم (مركز دراسات)
TT

منتدى «دراسات» يناقش بالمنامة دور المرأة في صنع السياسات

يشارك في المنتدى متخصصون وخبراء وصنّاع سياسات من المنطقة والعالم (مركز دراسات)
يشارك في المنتدى متخصصون وخبراء وصنّاع سياسات من المنطقة والعالم (مركز دراسات)

يناقش منتدى «دراسات» السنوي السادس يومي 14 و15 يونيو (حزيران) الحالي في المنامة، آخر التطورات والمتغيرات المتعلقة بتحديات وفرص المرأة في صنع السياسات ومراكز الفكر، بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة، ومشاركة ممثلي مراكز البحوث والدراسات والهيئات والمنظمات الدولية، وعدد من الخبراء والإعلاميين، والمختصّين المعنيين من عدة دول.

ويتحدث في جلسات المنتدى مجموعةٌ من المتخصصين والخبراء وصنّاع سياسات من المنطقة والعالم، وممثلون عن منظمات أممية ومراكز فكرٍ مرموقة، وباحثون من دول الخليج العربي، بالإضافة إلى مجموعة من النساء التنفيذيات ممّن عملن في تلك المراكز والمؤسسات الحكومية لبحث أفضل السبل نحو تقدم وتعزيز دور المرأة في القطاعات كافة.

ويُقدم المنتدى رؤى ومنظورات لزيادة مشاركة المرأة في مجالات البحث العلمي ورأب الفجوة وتحقيق التكافؤ بين الجنسين في مختلف المجالات، من خلال التأكيد على أهمية التشريعات القانونية المختصة التي تضمن التكافؤ في العلم والعمل، وتسخير البرامج اللازمة لمتابعة تطوير بناء القدرات وتحقيق التكافؤ في شتى القطاعات.

ويسلط الضوء أيضاً على أهمية المبادرات الوطنية لنهوض المرأة، وتحقيق التكافؤ والتوازن بين الجنسين في جميع مجالات التنمية الوطنية والحياة العامة بشكل عام، وفي مجال العمل والحياة المهنية بشكل خاص، ومناقشة سياسات تعزيز دور المرأة، واستراتيجيات وصولها لمراكز قيادية، بالإضافة لمبادرات تمكينها الاقتصادي.

ويبحث المنتدى تحديد أولويات العمل، وبيان نقاط الارتكاز التنموية في مجال البحوث وصنع السياسات في دول الخليج، والموضوعات الناشئة والمجالات ذات الاهتمام، مع التأكيد على التعاون بينها وبين المنظمات، حيث سيتم مناقشة دور الخبراء والعلماء والباحثين في تشكيل السياسة على المستوى الكلي، إلى جانب آليات ضمان التعاون الفعال.

وتتكامل هذه النسخة من المنتدى مع ما بدأه مركز «دراسات» من أنشطةٍ وفعالياتٍ تهدف إلى إبراز ريادة البحرين في تعزيز دور المرأة وتمكينها في شتى المجالات.


إقبال كثيف على الكتب باللغة الإنجليزية في معرض الكتاب بالرباط

جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
TT

إقبال كثيف على الكتب باللغة الإنجليزية في معرض الكتاب بالرباط

جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)

تتواصل فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بدورته الـ28 في الرباط، بفقرات متنوّعة وعرض ثقافي ووثائقي، يسعى من خلاله المنظّمون إلى أن تشكّل دورة هذه السنة محطة جديدة في مسار تظاهرة تراهن على جذب الثقافات وتعزيز التعريف بالثقافة المغربية، وسط تزايد الحاجة إلى جسر تعبر منه قيم التسامح والعيش المشترك.

ولوحظ في الأيام الأولى للمعرض الإقبال الكثيف على أروقة تعرض الكتب باللغة الإنجليزية، إلى تلك المهتمة بقضايا الشباب ضمن موضوعات أخرى.

ويعزو عارضو الكتب بالإنجليزية، في تصريحات لـ«وكالة الأنباء المغربية»، هذا الإقبال إلى عوامل ثقافية واجتماعية مختلفة، فـ«القراء المغاربة الشباب متأثرون بشكل متزايد بالثقافة الناطقة بالإنجليزية، مما يجعلهم يُقبلون على الكتب الأكثر مبيعاً على المستويَيْن الأميركي والإنجليزي».

جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)

وعن محتوى الكتب، يُجمع العارضون على أنّ المغاربة يقرأون جميع الكتب والمؤلفات، لا سيما الموجّهة للشباب والمهتمّة بالخيال والتنمية الذاتية، وعلمَي النفس والاقتصاد.

ويسعى العارضون والناشرون، بحكم مراعاة الأسعار عبر عروض أُطلقت خلال الدورة الحالية، إلى تشجيع المغاربة على قراءة الكتب باللغة الإنجليزية، بدعم من ناشرين يسعون إلى تعزيز مكانتهم في سوق لطالما سيطر عليها الأدبان العربي والفرنسي.

وإدراكاً منهم بأنّ هذا الانتقال إلى الإنجليزية هو «توجّه أساسي»، يختار العديد من الفاعلين التكنولوجيات الرقمية ليكونوا أقرب إلى جمهورهم، وبالتالي تسهيل الولوج إلى الأدب الإنجليزي.

ويُعرب العديد من الزوار المغاربة عن فرحتهم باقتناء كتب باللغة الإنجليزية بأثمان مناسبة، إضافة إلى عرض واسع ومتنوّع من الكتب باللغة الفرنسية، معتبرين أنّ هذا التوجّه سيستمر نظراً إلى أهمية الأدب الإنجليزي لدى الشباب، والتحولات على المستوى المؤسّسي، مع الأخذ في الاعتبار أنّ عدد المكتبات التي تعرض الكتب بالإنجليزية تضاعف في السنوات الأخيرة.

على صعيد آخر، أُعلن عن الفائزين بالدورة الثانية لجائزة «الشعراء الشباب» التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، خلال حفل ضمن فعاليات المعرض.

وفازت بالمرتبة الأولى الشاعرة آمال الغريب عن قصيدة بالعربية الفصحى، بعنوان «مشاهد من كتاب الأموات»، بينما حلت الشاعرة فاطمة الزهراء طويل في المرتبة الثانية عن قصيدتها بالفرنسية بعنوان «شفق». أما المرتبة الثالثة فلزينة بوحيا عن قصيدتها الزجلية «لي فطماتو لقصيدة».

وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة تحكيم الجائزة ورئيس بيت الشعر في المغرب مراد القادري، أنّ الشاعرات الشابات نلن هذه المراتب عن جدارة، معرباً عن فرحته باكتشاف شاعرات وشعراء واعدين واستمرار الشغف بالكتابة الإبداعية وممارسة الحق في الحلم والدهشة، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر «يُسقط الكثير من الادّعاءات التي ترى أن الشعر بضاعة كاسدة لا تلقى الرواج والاهتمام»، مضيفاً أنه يشعر، من خلال دورتَي هذه السنة والسنة الماضية، بأنّ الحقل الشعري المغربي بخير، والأصوات القادمة ستكون لها كلمة في مجال الكتابة الشعرية.

وبلغ عدد المشاركات 155 مشاركة شعرية، توزّعت على 116 قصيدة بالعربية الفصحى تنوّعت أشكالها بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر، و5 قصائد باللغة الأمازيغية، و12 قصيدة بالدارجة المغربية (الزجل)، وقصيدة واحدة بالحسانية، و10 قصائد باللغة الفرنسية، و11 قصيدة بالإنجليزية، من مختلف جهات المغرب. وبلغت نسبة مشاركة الإناث 75 في المائة من مجموع المتبارين، بما يزيد على نسبة الدورة الفائتة.

وتميزت الدورة بانفتاح الجائزة على مختلف لغات الكتابة، خصوصاً النصوص الشعرية المكتوبة بالإسبانية والإنجليزية.

على صعيد آخر، تجاوز عدد زوار الدورة، خلال أيامها الأربعة الأولى، 62 ألفاً، وفق ما أفادت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، زيادةً بنسبة 8 في المائة مقارنة مع الفترة عينها من الدورة الماضية.

وتتميز دورة هذه السنة من معرض النشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع ولاية جهة الرباط - سلا - القنيطرة ومجلس الجهة ذاتها، والمستمرة حتى الأحد، بمشاركة 737 عارضاً، منهم 287 عارضاً مباشراً، و450 عارضاً غير مباشر، يمثلون 51 بلداً؛ بينما تشهد فعاليات برنامجها الثقافي العام فقرات متنوّعة، يحضرها 661 من الكتّاب والمفكرين والشعراء المغاربة والأجانب، تناهز 221 نشاطاً، تشمل ندوات موضوعاتية، ولحظات استعادية لإبداع بعض الرموز الثقافية، إلى لقاءات مباشرة بين المبدعات والمبدعين وجمهورهم.


معرض مصري يضمّ مجسّمات لشخصيات مؤثرة

عمر الشريف ويوسف شاهين (الشرق الأوسط)
عمر الشريف ويوسف شاهين (الشرق الأوسط)
TT

معرض مصري يضمّ مجسّمات لشخصيات مؤثرة

عمر الشريف ويوسف شاهين (الشرق الأوسط)
عمر الشريف ويوسف شاهين (الشرق الأوسط)

عبر منحوتات صغيرة لشخصيات عربية وعالمية مؤثرة، تحاكي ملامحهم وتؤكد حضورهم الإنساني العابر للزمن، تجتمع هذه الشخصيات من الشرق والغرب؛ من أم كلثوم ونجيب محفوظ وعمر الشريف، إلى بيكاسو وتشيخوف وشارلي شابلن، ضمن 30 شخصية يجمعها مكان واحد؛ في دعوة تشكيلية لاحترام ثقافة الآخر ومنجزه الإنساني، وذلك ضمن معرض «يهمني الإنسان» المقام حالياً في «قاعة محمود مختار» بدار الأوبرا المصرية.

ويُعدّ المعرض الذي افتتحه السفير الإيطالي في القاهرة ميكالي كواروني، جزءاً من مشروع أنجزه الفنان فادي فرنسيس لمائة شخصية مؤثرة تنتمي إلى مجالات عدّة في الفن والأدب والرياضة والعلوم والتاريخ... من أنحاء العالم. وهي شخصيات تختلف في ثقافتها ولغتها، لكن يجمعها دور إنساني مؤثر.

أم كلثوم في تمثال نصفي (الشرق الأوسط)

وتراصت التماثيل الصغيرة فوق مناضد طويلة لتكون بمستوى رؤية الزوار، فلا تخطئ العين الشخصيات عن بُعد، رغم صغر حجمها (ما بين 6 و20 سم).

 

وإذا كان فن النحت من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، فإنّ فن المجسمات الصغيرة عُرف منذ الحضارات القديمة، وفق تأكيد فرنسيس لـ«الشرق الأوسط». وإذ يشير إلى أنه «في الحضارة الصينية جرى الرسم على حبة الأرزّ»، ينوّه بالمنحوتات الصغيرة التي تُدخل الفنان في تحدٍّ ليصيب ملامح الشخصيات بدقة، إلى تأصيل الوجه ونظرة العين في أصغر مساحة، عِلماً أنّ معظم التماثيل النصفية يراوح حجمها ما بين 6 و8 سم، أما أكبر تمثال فهو لبيتهوفن (لا يتجاوز حجمه 20 سم). يضيف: «تقريب الشبه أمر مهم، غير أنّ روح الشخصية هي الأهم».

يعتمد الفنان على الصلصال الحراري في تنفيذ منحوتاته، الشبيه بالصلصال العادي، لكنه يتعرّض للحرارة داخل الأفران لتصبح القطعة الفنية مشابهة للبلاستيك؛ مما يسهّل اقتناءها، فيلوّن بعضها لإضفاء الواقعية إلى ملامح الشخصية.

تُعد المنحوتات الصغيرة في المعرض جزءاً من مشروع يضم مائة شخصية بدأها الفنان قبل أربع سنوات، فيقول: «بدأت بتمثال نجيب محفوظ ثم توفيق الحكيم. ورأيت أن أضم شخصيات عالمية مؤثرة من مختلف العصور في مجالات عدة. هدف التنوع التأكيد بأن الأساس هو الإنسان مهما اختلفت اللغات والانتماءات. أنجزتُ المائة شخصية، حيث تشارك منها 45 تمثالاً بمعرض يُقام حالياً بمدينة بروكسل».

موتسارت (الشرق الأوسط)

وبينما استغرق تنفيذ تمثال أم كلثوم عشر ساعات، فإنّ منحوتات أخرى استغرقت أياماً. وخلال المعرض يظهر الرسام ليوناردو دافنشي جالساً بجوار لوحته الشهيرة «موناليزا». ويقول فرنسيس إنه سافر إلى أوروبا قبل عامين للترويج لفكرة المائة شخصية وصوَّر بعض المنحوتات في أربع دول داخل المعالم المرتبطة بها، فحضر العالم الفرنسي شامبليون داخل قسم المصريات بمتحف «اللوفر»، وبيكاسو داخل متحفه.

 

ينتمي فادي فرنسيس إلى مشارب فنية متعدّدة، بجانب النحت، من بينها الرسم والتصوير الضوئي والفوتوغرافي، وقد ظهرت موهبته منذ الصغر، لنشأته في مدينة الأقصر وتفتُّح عينيه على كنوز الآثار فيها. وهو ابن عائلة فنية، فوالدته تعمل في مجال ترميم اللوحات، ووالده عالم مصريات ويهتم بالتصوير، وشقيقه شادي مؤلّف موسيقي ومخرج سينمائي. ورغم دراسة فرنسيس الإعلام وعمله صحافياً، فإنّ الفن استماله، فشارك بمعارض في مصر، وبمعرض جماعي في هامبورغ بألمانيا، كما يضم معرضه الحالي ببروكسل بعض رسومه التي نفذها بالتصوير الضوئي.


الأمير هاري: اختراق الهواتف حدث على نطاق هائل في الصحافة البريطانية

الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته اليوم المحكمة العليا في لندن (إ.ب.أ)
الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته اليوم المحكمة العليا في لندن (إ.ب.أ)
TT

الأمير هاري: اختراق الهواتف حدث على نطاق هائل في الصحافة البريطانية

الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته اليوم المحكمة العليا في لندن (إ.ب.أ)
الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته اليوم المحكمة العليا في لندن (إ.ب.أ)

قال الأمير البريطاني هاري إن اختراق الهواتف حدث على نطاق هائل في الصحافة البريطانية، وإنه سيشعر بالظلم إذا قضت المحكمة العليا في لندن بأنه لم يكن ضحية لهذا الأمر.

ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، استُجوب هاري، وهو هو أول فرد رفيع المستوى من الأسرة المالكة البريطانية يظهر في موقع الشاهد بمحكمة منذ أكثر من 130 عاماً، لليوم الثاني اليوم (الأربعاء)، بخصوص مزاعمه بأن صحفاً شعبية بريطانية استخدمت وسائل غير قانونية لاستهدافه منذ أن كان طفلاً.

وبدا الأمير أكثر مقاومة في بعض الأحيان في المناقشات الصعبة، اليوم (الأربعاء)، مع أندرو غرين، محامي مجموعة ميرور (إم جي إن)، ناشرة «ديلي ميرور» و«صنداي ميرور» و«صنداي بيبول»، التي يقاضيها هو و100 شخص آخرون بسبب مزاعم عن جمعها معلومات بشكل غير قانوني بين عامي 1991 و2011.

ويزعم رافعو الدعوى خلال المحاكمة أن كبار المحررين والمديرين التنفيذيين في «إم جي إن» كانوا على دراية باختراق الهواتف ووافقوا وأصدروا تعليمات لمحققين خاصين بالحصول على معلومات عن طريق الخداع.

وأوضح غرين أنه لا توجد بيانات هواتف محمولة تشير إلى أن هاري كان ضحية لاختراق الهاتف وقارنها بتحقيق للشرطة عام 2005 أدى إلى إدانة محرر الشؤون الملكية السابق في صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» التي كانت مملوكة لروبرت مردوخ ولم تعد موجودة الآن.

وسأل غرين الأمير، وهو الخامس في ترتيب ولاية عرش بريطانيا، قائلاً: «إذا وجدت المحكمة أن هاتفك لم يتعرض لاختراق من أي صحافي في المجموعة، فهل ستشعر بالارتياح أم ستُصاب بخيبة أمل؟».

ورد هاري قائلاً: «هذا... تكهن... أعتقد أن اختراق الهواتف كان على نطاق هائل عبر 3 صحف على الأقل في ذلك الوقت، وهذا أمر ليس موضع شك».

وأضاف «أن يكون لديك قرار ضدي وضد من ورائي بدعاواهم، بالنظر إلى أن (ميرور غروب) قد قبلت القرصنة... نعم، سأشعر بالظلم نوعاً ما».

ورداً على إشارة غرين بأن هاري يرغب في أن يكون ضحية، قال الأمير: «لا أحد يريد أن يجري اختراق هاتفه».

وبدأت، الشهر الماضي، محاكمة «ميرور غروب» التي تستمر 7 أسابيع في المحكمة العليا في لندن.