يحتفل العالم باليوم العالمي للمياه في 22 مارس (آذار) من كل عام، والذي يحل هذه السنة وسط زيادة التحديات المحدقة بالمياه، كالجفاف وندرة المياه من جهة، والفيضانات من جهة أخرى.
الأرض المتشققة لخزان ساو في شمال برشلونة إسبانيا (أ.ب)
ويحل اليوم العالمي لأثمن الموارد على وجه الأرض هذه السنة تحت شعار «تسريع خطى التغيير»، للتأكيد على أهمية إذكاء الوعي بتعذر حصول ما يزيد على ملياري فرد على المياه الصالحة للشرب، والدعوة إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة المياه، إلى جانب دعم الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة لتوفير المياه ومرافق الصرف الصحي للجميع بحلول 2030.
رجل يغسل يديه بخيط من المياه في حي ماثاري الفقير في نيروبي، كينيا (أ.ف.ب)
وفي هذا الإطار، حذّرت الأمم المتّحدة في تقرير، من أنّ الاستهلاك المفرط للمياه والتغيّر المناخي جعلا «نقص المياه مستوطناً في جميع أنحاء العالم، ما أدّى إلى خطر وشيك بحدوث أزمة عالمية».
ودعت الأمم المتحدة إلى تسريع خطى التغيير لحل أزمة المياه والصرف الصحي، مشيرة إلى أن الخلل الوظيفي الذي تعاني منه الدورة المائية يقوض التقدم المحرز في جل القضايا العالمية الرئيسية، من الصحة والأمن الغذائي والمساواة بين الجنسين والتوظيف والتعليم والصناعة والسلام.
https://twitter.com/UN/status/1638481141442420736
وأكدت أنّ العالم التزم في عام 2015، بالهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة على نطاق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، من أجل ضمان فرص وصول الجميع إلى مصادر المياه المأمونة والصرف الصحي، ومع ذلك، فقد حِدنا بشكل خطير عن المسار المؤدي بنا إلى الوفاء بهذا الوعد.
نفايات متناثرة على ساحل خليج غوانابارا في يوم المياه العالمي في ريو دي جانيرو، البرازيل (أ.ب)
طفل يقف في مياه ملوثة وتحاوطه القمامة من كل صوب في ماكوكو، العاصمة الاقتصادية النيجيرية لاغوس (أ.ب)
وشددت على أنّ الحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية حق من حقوق الإنسان، ولكن لا يزال ملايين الأشخاص وعدد لا يحصى من المدارس والشركات ومراكز الرعاية الصحية والمزارع والمصانع، يواجهون تحديات يومية في الوصول حتى إلى أبسط الخدمات.
صبي يجر عربة محملة بأوعية ماء لملئها من صنبور المجتمع في قندهار، أفغانستان (إ.ب.أ)
وشددت على وجود «حاجة ملحة لتسريع التغيير، لتغيير نهج سير الأمور كالمعتاد»، لافتة في هذا المجال إلى الحملة العالمية «كن أنت التغییر»، التي تعمل على تشجيع الجميع على اتخاذ الإجراءات اللازمة في حياتهم اليومية لتغيير أساليبهم في استخدام المياه واستهلاكها وإدارتها.
وأوضحت أنّ الالتزامات الطوعية إلى جانب الالتزامات التي ستعرضها الحكومات والشركات والمنظمات والمؤسسات والتحالفات، ستوفر سبيلاً لإحراز تقدم نحو تحقيق أهداف خطة العمل المائي.
مؤتمر الأمم المتحدة للمياه
امرأة تجمع المياه من صنبور عام في منطقة فقيرة في حيدر أباد، الهند (أ.ب)
ويتزامن الاحتفاء باليوم العالمي للمياه هذا العام مع مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023، في الفترة من 22 إلى 24 مارس 2023 بمدينة نيويورك، و«يمثل الفرصة الوحيدة منذ جيل كامل لتوحيد العالم حول مسألة إيجاد الحلول لأزمة المياه والصرف الصحي».
https://twitter.com/UN_Water/status/1638327913635356674
وقال مؤتمر الأمم المتّحدة للمياه ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، في تقرير مشترك صدر في نيويورك قبيل ساعات من افتتاح المؤتمر، إنّ نحو ملياري شخص يفتقرون إلى مياه شرب مأمونة في حين يفتقر 3.6 مليار شخص إلى خدمات صرف صحّي موثوق بها.
تسرب المياه من صنبور في ضواحي حيدر أباد، الهند (أ.ب)
ووجّه الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش تحذيراً من أنّ العالم «يسير بشكل أعمى في طريق خطر»، محذرا من أنّ الإفراط في استخدام المياه الجوفية وارتفاع درجة حرارة سطح الكوكب والتلوّث تؤدّي مجتمعة إلى «استنزاف شريان حياة البشرية» المتمثّل بالمياه.
https://twitter.com/antonioguterres/status/1638390796192997378
وبحسب التقرير، فإنّ استخدام المياه زاد حول العالم بنسبة تناهز 1 في المائة سنوياً على مدار السنوات الأربعين الماضية.
كما لفت التقرير إلى أنه لمواجهة هذا العطش، يلجأ البشر إلى المياه الجوفية ولا يتوانون عن استخراج المياه بكميات مفرطة في بعض الأحيان: ما بين 100 و200 ألف متر مكعب من احتياطيات المياه الجوفية تنضب كل عام.
وأوضح أنّ نحو 10 في المائة من سكّان العالم يعيشون في دول تعاني من مستوى إجهاد مائي (العلاقة بين استخدام المياه وتوافرها) عالٍ أو حرج، وهو ما يحدّ «بشكل كبير» من توافر المياه لتلبية احتياجات الناس.
سانغام، ملتقى نهري الغانج ويامونا، في براياغراج، الهند (أ.ب)
ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكّان المناطق الحضرية المعرّضين لخطر نقص المياه من 933 مليون نسمة في عام 2016 إلى ما بين 1.7 و2.4 مليار نسمة في عام 2050، وفقاً للتقرير.