الفيلم العراقي «بلادي الضائعة» يُتوَّج بجائزتين في «الإسماعيلية التسجيلي»

فرنسا تتصدر الدول الفائزة بالدورة الـ24 من المهرجان

لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية خلال إعلان النتائج
لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية خلال إعلان النتائج
TT

الفيلم العراقي «بلادي الضائعة» يُتوَّج بجائزتين في «الإسماعيلية التسجيلي»

لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية خلال إعلان النتائج
لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية خلال إعلان النتائج

أسدل مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية الستار على دورته الرابعة والعشرين (14 – 20 مارس 2022) التي شهدت عرض 123 فيلماً من 50 دولة، عُرضت ضمن برامج متعددة ومسابقتين للأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة وأخرى للأفلام الروائية القصيرة وأفلام التحريك، إلى جانب مسابقة أفلام الطلبة، ومسابقة «الفيبرسي»، التي يقدمها الاتحاد الدولي للنقاد وتُوج بها الفيلم العراقي «بلادي الضائعة» للمخرجة عشتار ياسين، والتي فاز فيلمها أيضاً بالجائزة الثانية لمسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة وقدرها ألفا دولار أميركي. وتضمن الفيلم رحلة تستعيد فيها المخرجة ذكرى والدها المخرج العراقي محسن سعدون ياسين داخل الفصول الخاوية بقسم المسرح بمعهد الفنون الجميلة في بغداد، بينما يستعيد الأب في منفاه الاختياري بلندن ذكرياته عبر الأغاني التي تعيده إلى وطنه في أيامه الأخيرة. وأكدت المخرجة خلال عرض الفيلم أن بلادها ليست ضائعة، بل إن والدها وجيله هم من ضاعوا وماتوا بعيداً عن وطنهم. والفيلم من إنتاجها وبمشاركات من السعودية ومصر وكوستاريكا.
وتصدرت فرنسا الجوائز بأفلام عبر إنتاج مشترك، حيث فازت بجائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل «حياة مثل غيرها»، إنتاج مشترك مع البرتغال وإخراج فارستين كروس، وصور جانباً من حياة والدة المخرجة بعدما نجحت في إقناعها بالمشاركة في الفيلم الذي أكدت أنه أسهم في خروج الأم من حالة الاكتئاب، فيما حصل فيلم «ملاحظات على النزوح» للمخرج خالد جرار وإنتاج كل من فلسطين وألمانيا، على تنويه خاص.
وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة حصل الفيلم الهولندي «جاري عبدي» على الجائزة الأولى، وفاز الفيلم الجزائري «طحطوح» للمخرج محمد والي بالجائزة الثانية، وعرض لفترة «العشرية السوداء» بالجزائر خلال تسعينات القرن الماضي.
وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة برئاسة المخرجة سيني بومان من لاتفيا، فوز فيلم «برجاء الانتظار على الخط» من ماليزيا، بالجائزة الأولى وإخراج تان سي دينغ، وذهبت الجائزة الثانية لفيلم «الثلج في سبتمبر» للمخرجة جيفادولام بيوريف، وإنتاج فرنسا ومنغوليا، فيما حصل الفيلم الصيني «هل تنظر لي» على تنويه خاص.
وفي مسابقة الرسوم المتحركة فاز الفيلم الفرنسي «بيت القلب» على الجائزة الأولى، وحصل الفيلم المصري «كينوبشيا» للمخرج محمد عمر على الجائزة الثانية، واستحق الفيلم السويدي «فكر في شيء جيد» تنويهاً خاصاً. وكانت د.نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، قد شهدت حفل ختام المهرجان وقامت بتكريم اللواء شريف فهمي بشارة، محافظ الإسماعيلية، لدعمه المهرجان.
ويرى الناقد المصري أحمد سعد الدين أن الجوائز ذهبت في معظمها لأفلام مستحقة، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه الدورة تعد جيدة، بمجموعة الأفلام التي عُرضت خلالها، ومن بينها 21 فيلماً من الأفلام القصيرة جداً التي تتراوح بين دقيقة وثلاث دقائق، كما عرضت أربعة أفلام مصرية قام المهرجان بترميمها من بينها فيلم (وصية رجل حكيم) للمخرج داود عبد السيد، كما تميزت أفلام المسابقات بمستواها الفني الجيد».
ونوّه إلى أن «تداخل مواعيد العروض مع بعض الفعاليات أمر يجب تداركه مستقبلاً».
وطالب بـ«الاستعداد المبكر للاحتفال بمرور ربع قرن على انطلاق المهرجان خلال دورته القادمة».
وكانت لجنة تحكيم مسابقة أفلام الطلبة برئاسة المنتج د.محمد العدل، قد أعلنت جوائز المسابقة المقدمة من شركة «سينرجي»، بفوز فيلم «عيب صناعة» للمخرج محمد ناصف، بالجائزة الأولى، وفيلم «اليوم اللي شوفتك فيه» للمخرج محمد هاني، بالجائزة الثانية، وفيلم «رد على صمت مستمع»، لمحمد نجاتي، بالجائزة الثالثة، كما حصل فيلما «شقة المبتديان» و«نون» على تنويه خاص.
وأقام المهرجان «ماستر كلاس» مع المخرجة سيني بومان الحاصلة على 17 جائزة لأفلام رسوم التحريك. كما ناقش في ندوة خاصة «الاقتصاد وعلاقته بالسينما» والتي كشف خلالها د.خالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة للسينما، عن مشروع تعدّه الدولة لإنشاء كيان سينمائي مصري يختص بتقديم التسهيلات الخاصة بالتصوير للمصريين والأجانب تحت مظلة وزارة الثقافة. كما شهد حلقة بحثية حول دور الصحافة الفنية في السينما من خلال ستة أبحاث قدمها نقاد وناقشها د.ناجي فوزي.


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».