«الثقافة السعودية» تطلق «مبادرة الحروف الطباعية» للاحتفاء بالعربية

خط الوتد
خط الوتد
TT

«الثقافة السعودية» تطلق «مبادرة الحروف الطباعية» للاحتفاء بالعربية

خط الوتد
خط الوتد

أطلقت وزارة الثقافة في السعودية مبادرة تتيح استخدام وإشاعة حروف طباعية مبتكرة، ومستوحاة من الثقافة السعودية، في الأعمال التصميمة والفنية والإبداعية، عبر منصة للخطوط الطباعية متاحة مجاناً لعموم الأفراد والجهات العاملين في مختلف القطاعات؛ احتفاءً باللغة العربية واستخداماتها، وتعزيزاً لمكانتها لدى المجتمع، ودعماً للمختصين والمهتمين فيها، وإضفاء لمسة فريدة تميّز الهوية السعودية على الخطوط العربية، وتحتفي من خلالها بالتراث السعودي والرموز الثقافية.
وأعلنت وزارة الثقافة السعودية، أمس (الاثنين)، إطلاق «مبادرة الحروف الطباعية» من خلال ابتكار 3 خطوط سعودية فريدة من نوعها تحمل أسماء مقتبسة من القاموس المحلي، ويتميز كل خط منها بطريقة مختلفة في الاحتفاء بالثقافة السعودية، ساهمت بتصميمها شركة «المحترف السعودي»، وأتيحت مجاناً لعموم المجتمع من الأفراد والجهات عبر منصة الخطوط الطباعية، للاستفادة منها في الأعمال التصميمية والفنية والإبداعية.

خط المصمك

ويأتي «حرف المصمك» أول الخطوط السعودية المبتكرة، وينسب إلى قصر المصمك التاريخي الواقع في وسط مدينة الرياض، ويمثل حرف المصمك نقطة انطلاق المبادرة التي يكون حجر الزاوية لحروف شركة «المحترف السعودي» التي بنت على أساسه، ويتميز حرف المصمك بكونه متيناً، ثابت البنيان، واضح الملامح، سهل القراءة، ويمتاز عن بقية الحروف؛ لأن رسومه الأولى وُضعت دون الرجوع إلى أساليب الخط التقليدية.
ويأتي «حرف النسيب» ثاني الحروف، ويحتفظ بالطابع البسيط للملاحظات المكتوبة بخط اليد، بحيث تظهر على حروفه حركة اليد في الكتابة، ويصلح استخدامه في العناوين، والنصوص المرسلة، بالإضافة إلى ملاءمته للمناسبات الأدبية، والشعر، وقصص الأطفال.
أما ثالث الحروف، «حرف وتد» المأخوذ من «وتد الخيمة»؛ لأن زواياه منحنية في شكل حروفه تذكِّر بشكل وتد زوايا الخيام، ويتصف هذا الحرف بديناميكية الحركة؛ لذلك يتناسب مع نصوص المهرجانات والمناسبات الرياضية.
وقال الخطاط إبراهيم العرافي: إن هذه المبادرات التي تطلقها وزارة الثقافة السعودية بين وقت وآخر، لها أهميتها ودورها الرصين في دعم مجال الخط العربي، وبفضلها أصبحت رعاية الخط العربي وفنونه المختلفة، تجد الدعم والتشجيع والمساندة، بعد أن وضعتها وزارة الثقافة السعودية في صميم استراتيجيتها الوطنية للثقافة، وأبدى العرافي سعادته وزملائه بهذا التوجه والدعم والتشجيع.

خط النسيب

وأضاف «قدمت السعودية مجموعة مهمة من المبادرات النوعية التي عكست اهتمامها بهذا العنصر الثقافي الحيوي في التراث العربي، ويأتي على رأسها (مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي)، الذي يخطط لتقديم خدمة جليلة للخطاطين من المبدعين والموهوبين والرواد، سواء في السعودية أم لضيوفها من البلدان الأخرى، بالإضافة إلى دوره في تنظيم الفعاليات والمنافسات المحلية والدولية»، معبراً عن حماسه لرؤية نتائج هذه الخطط مع بدء العمل في المركز خلال نهاية السنة الحالية.
وأشار العرافي، إلى أن المبادرات السعودية المختلفة التي أطلقت تباعاً لدعم مجال الخط العربي، أسست لنقلة نوعية جديدة، بعد أن كانت الجهود شخصية وفردية متواضعة، وأصبحت الآن مؤسسية وبرعاية جهات رسمية، مضيفاً أنها تأتي في إطار النهضة الكبيرة التي يشهدها القطاع الثقافي في السعودية، وينطلق من الهوية السعودية وإعادة استثمارها في تقديم صورة متكاملة ترتبط بالعناصر الثقافية العربية النابعة من هوية السعودية وعمقها التاريخي، مؤكداً أن استدامة أثر هذه المبادرات يتحقق بتعزيز توجه الدراسات والأبحاث التي تزود المشتغلين في هذا المجال بكل جديد ونافع في دعم مهمتهم وتمكين دورهم ورسالتهم في صون ورعاية هذا العنصر الثقافي الحيّ.
وشجع العرافي التوجه إلى توسيع طبيعة ودرجة هذه المبادرات، لتشمل خريطة أكبر من الجوانب، ومن ذلك زيادة مبادرات التنمية المهارية، وبناء جيل واعٍ بقيمة ومعرفة هذا التراث، ودعم ربط هذه المخرجات مع السوق والعناية بالمنتجات النهائية التي تصل إلى الفضاء العام، ومن ذلك رعاية المبدعين والموهوبين والرواد، وتعظيم أثر الأعمال والإنتاجات، لتزويد السوقين المحلية والدولية وتلبية حاجتهما إلى هذا العنصر الثقافي، بالإضافة إلى العمل على نطاق المعارض والفعاليات الكبرى، التي تفتح آفاقاً جديدة لهذا المجال الذي كان يعاني في السابق شح الاهتمام والعناية.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
TT

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)

تَوَصَّلَ باحثون بجامعة ترينيتي في دبلن إلى طريقة لتحويل الرمال الموجودة على سطح المريخ والقمر إلى طوب صلب يمكن استخدامه في بناء مستعمرات مستقبلية في الفضاء.

واكتشف الباحثون طريقة لربط الصخور السطحية والرمال والغبار، والمعروفة باسم «الريغوليث»، باستخدام درجات حرارة منخفضة وكمية قليلة من الطاقة، وفق «بي بي سي».

وتعد فكرة بناء مستعمرات في الفضاء حلماً طموحاً يسعى العلماء والمهندسون لتحقيقه في السنوات المقبلة، حيث يمكن أن توفر هذه المستعمرات بيئة للعيش والعمل خارج كوكب الأرض، مثل القمر أو المريخ.

وتعتمد هذه الرؤية على استخدام الموارد المحلية، مثل الرمال والصخور الموجودة على السطح، لتقليل الاعتماد على النقل من الأرض؛ ما يقلل من التكاليف والانبعاثات البيئية.

وتمثل الابتكارات في تكنولوجيا البناء، مثل استخدام أنابيب الكربون النانوية والغرافين، خطوات مهمة نحو تحقيق هذا الحلم، حيث تسهم في إنشاء هياكل قوية وصديقة للبيئة قادرة على دعم الحياة البشرية.

وتمكّن الباحثون من ربط الجسيمات السطحية، مثل الصخور والرمال والغبار، معاً باستخدام درجات حرارة منخفضة وطاقة قليلة. وتتميز الكتل المبنية باستخدام أنابيب الكربون النانوية بكثافة منخفضة نسبياً، ولكنها تظهر قوة تقترب من قوة الغرانيت؛ ما يجعلها مناسبة لإنشاء هياكل خارج كوكب الأرض،.

وقال البروفيسور جوناثان كولمان، الذي يقود المشروع البحثي جامعة ترينيتي، إن هذا الاكتشاف قد يساعد على تقليل كمية مواد البناء التي تحتاج إلى النقل من الأرض لبناء قاعدة على القمر.

وأكد كولمان أن بناء قاعدة شبه دائمة على القمر أو المريخ سيتطلب استخداماً كافياً من المواد الموجودة في الموقع، وتقليل المواد والمعدات المنقولة من الأرض.

وعند بناء الهياكل في الفضاء، ستسهم الكتل المصنوعة من الجسيمات السطحية وأنابيب الكربون النانوية في تقليل الحاجة إلى نقل مواد البناء إلى الفضاء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الكتل قادرة على توصيل الكهرباء؛ ما يمكن استخدامها كأجهزة استشعار داخلية لمراقبة الصحة الهيكلية للمباني خارج كوكب الأرض.

وتُبنى هذه الهياكل لتحتفظ بالهواء؛ لذا فإن القدرة على اكتشاف ومراقبة علامات التحذير المبكر لفشل الكتل أمر بالغ الأهمية.

ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمكن أن تكون له أيضاً تطبيقات عملية في صناعة البناء على الأرض، وذلك بسبب مادة نانوية مشابهة تسمى الغرافين، التي يمكن خلط كميات كبيرة منها مع الأسمنت في الخرسانة، ما يزيد من قوة الخرسانة بنسبة 40 في المائة.

كما يسهم تعزيز قوة الخرسانة في تقليل الكمية المطلوبة لبناء الهياكل. وتُعد الخرسانة حالياً أكثر المواد المستخدمة من صُنع الإنسان في العالم، حيث تشكل عملية تصنيع الخرسانة العالمية نحو 8 في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.