مصر: غموض بشأن إعادة إنشاء «متحف بورسعيد القومي»

مشروع البناء توقف عقب ثورة يناير وتحرك برلماني لتفعيله

جانب من أرض المتحف (جمعية بورسعيد التاريخية)
جانب من أرض المتحف (جمعية بورسعيد التاريخية)
TT

مصر: غموض بشأن إعادة إنشاء «متحف بورسعيد القومي»

جانب من أرض المتحف (جمعية بورسعيد التاريخية)
جانب من أرض المتحف (جمعية بورسعيد التاريخية)

تكتنف حالة من الغموض مصير «متحف بورسعيد القومي» بمصر، لا سيما بعد رفع لافتات تشير إلى «إقامة أبراج سكنية بأرض المشروع»، ما دفع إلى تحرك برلماني، حيث قدم عضو في مجلس النواب سؤالاً إلى رئيس الوزراء بشأن «الإعلان عن إقامة مشروع سكني بأرض المتحف.
ورغم صدور بيان عن وزارة السياحة والآثار أكدت فيه أنه «لا صحة لما تداولته بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن مطالبة عدد من الأشخاص بإخلاء متحف بورسعيد القومي، ومغادرة المسؤولين عنه»، فإن المخاوف بشأن إعادة بناء المتحف من جانب أهالي المدينة والمهتمين بالتراث والآثار لا تزال قائمة، مع مطالبات «برفع لافتات إقامة الأبراج السكنية الموجودة بأرضه، والإعلان عن إقامة المتحف».
ومن جانبه، قال أيمن جبر، رئيس جمعية «بورسعيد التاريخية»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «البيان الصادر عن الوزارة لا ينفي إقامة الأبراج السكنية، إنما يؤكد فقط عدم تنازل وزارة السياحة والآثار عن أملاكها بالأرض، حيث إنها مقسمة لأجزاء ما بين هيئة قناة السويس والمحافظة والوزارة».
ويصر أهالي بورسعيد على أن تبقى «أرض المتحف للمتحف». وتحت هذا الشعار تم خلال الأيام السابقة تنظيم عدة لقاءات وندوات تدعو إلى «بناء المتحف». ووفق جبر، فإنه «في عام 1963 صدر قرار الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر رقم 125 لسنة 1963 بشأن تعديل حدود مرفق قناة السويس، والتي شملت ضم منطقة أرض المتحف ببورسعيد، والمطلة على مدخل المجرى الملاحي لقناة السويس لمحافظة بورسعيد، وقد أعقبها صدور قرار المجلس الشعبي المحلي للمحافظة بتخصيص الأرض لوزارة الآثار بغرض محدد، وهو إقامة متحف قومي».
وأضاف جبر أن «العمل في بناء المتحف بدأ على مساحة 13 ألف متر مربع، قبل أن يتوقف لمدة 13 عاماً خلال فترة الحرب من 1967 وحتى 1980 إثر تعرضه لصاروخين خلال الحرب، إلى أن تمت إعادة بنائه وافتتاحه بالعيد القومي للمحافظة في 23 ديسمبر (كانون الأول) عام 1986، ليضم قرابة الـ9 آلاف قطعة أثرية من كل العصور موزعة على 3 قاعات، بداية من العصر الفرعوني، مروراً بالعصرين اليوناني والروماني، وبالعصرين القبطي والإسلامي، وانتهاءً بالعصر الحديث».
وأشار إلى أنه «في عام 2009 خصص قطاع المشروعات بوزارة الثقافة مبلغ 75 مليون جنيه (الدولار يعادل نحو 30 جنيهاً مصرياً) لتطوير وصيانة المتحف، وبعد الانتهاء من إعداد الدراسة الهندسية اكتشفت الشركة المنفذة عدم جدوى الترميم، فكان القرار بالإزالة حتى سطح الأرض، وإعادة بناء المتحف مرة أخرى مع تخصيص 95 مليون جنيه لذلك».
وتم إعداد التصميمات اللازمة، حسب جبر، وتم هدم متحف بورسعيد في عام 2010 لإعادة بنائه، وفق التصميم المقترح. و«عقب أحداث 2011 توقف المشروع، حتى فوجئ الناس بلافتات في أرضه تشير إلى إقامة أبراج سكنية مكانه»، حسب جبر.
وإضافة إلى ذلك، تقدم النائب أحمد فرغل، بسؤال لرئيس مجلس الوزراء بشأن إقامة المشروع السكني الاستثماري، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا التحرك يأتي انطلاقاً من التمسك بحفظ تراث عظيم، واستجابةً لمطالب أهالي ومحبي بورســـعيد، والكثير من مثقفي وخبراء الآثار المصريين من داخل المدينة، وخارجها، ممن تفاعلوا مع قضية إلغاء المتحف، وتحويل أرضه إلى أبراج سكنية بالشراكة مع إحدى الشركات العقارية».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً، للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل، وأوضح الباحثون، أن الجهاز يمكن أن يسهم في تحسين دقة وسهولة قياس مستويات التوتر، ما يجعل من الممكن مراقبة الصحة النفسية والتعامل مع التوتر بشكل أفضل، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Talent».

ويشكّل التوتر جزءاً من حياتنا اليومية، بدءاً من متطلّبات العمل المستمرة، وصولاً إلى ضغوط الحياة اليومية، مثل توصيل الأطفال إلى المدرسة، ويمكن لتجاهُل مستويات التوتر المرتفعة أن يؤدي لمشاكل صحية ونفسية خطيرة، مثل الاكتئاب ومرض ألزهايمر، ولرصد هذه الحالة ابتكر فريق البحث الجهاز الذي يمكنه قياس مستويات هرمون الكورتيزول، وهو مؤشر حيوي للتوتر في الدم بدقة.

ويُعَد الكورتيزول من أهم الهرمونات التي تعكس مستويات التوتر، ومن ثم فإن قياسه بدقة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تشخيص التوتر. ويستخدم الجهاز الجديد جزيئات نانوية من أكسيد الإيريديوم، وهي جزيئات صغيرة جداً تعمل على تحسين فاعلية الجهاز، وهذه الجزيئات تغطي الأقطاب الكهربائية في الجهاز.

وأكسيد الإيريديوم مركب كيميائي يستخدم في الإلكترونيات والمحفزات الكيميائية بفضل استقراره وحساسيته العالية، ويُعدّ مثالياً لتحسين أداء أجهزة قياس الكورتيزول بفضل فاعليته في ظروف متنوعة.

ويقيس الجهاز مستويات الكورتيزول من خلال وضع عينة من الدم على الجهاز، حيث يتفاعل الكورتيزول مع الأقطاب الكهربائية المُعدّلة بالجزيئات النانوية من أكسيد الإيريديوم.

ويولد التفاعل بين الكورتيزول والجزيئات النانوية إشارات كهربائية، وهذه الإشارات تُترجَم إلى قراءة لمستويات الكورتيزول في العينة، كما يقيس الجهاز التغيرات في الإشارات الكهربائية بدقة لتحديد كمية الكورتيزول.

ووجد الباحثون أن الجهاز قادر على قياس مستويات الكورتيزول بدقة حتى عندما تكون الكميات منخفضة جداً، ما يجعله مناسباً لاستخدامه في المنزل، ويتفوق الجهاز الجديد على الأجهزة المماثلة الحالية التي غالباً ما تكون أقل حساسية ولا يمكنها قياس الكورتيزول بكفاءة في التركيزات المنخفضة.

كما يستطيع الجهاز تمييز الكورتيزول عن هرمونات مشابهة مثل التستوستيرون والبروجيستيرون، بفضل التحسينات في الأقطاب الكهربائية، بينما تواجه الأجهزة الحالية صعوبة في هذا التمييز، ما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة شيان جياوتونغ - ليفربول في الصين، الدكتور تشيوشن دونغ: «هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها أكسيد الإيريديوم بهذه الطريقة، حيث أنتجنا جهازاً بسيطاً وقليل التكلفة لقياس الكورتيزول».

وأضاف عبر موقع «يوريك أليرت» أن الجهاز يمكنه الكشف عن جزيئات الكورتيزول بتركيز أقل بمقدار 3000 مرة من النطاق الطبيعي في الدم.

وأشار الباحثون إلى أن هذا التقدم في التكنولوجيا يعزّز الآمال في إمكانية إجراء اختبارات التوتر في المنزل بطريقة دقيقة وسهلة، ما قد يُحدِث ثورة في كيفية إدارة مستويات التوتر بشكل يومي.