بحث محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، بصفته القائد الأعلى لـ«الجيش الليبي» الأوضاع الأمنية والعسكرية في البلاد، مع محمد الحداد، رئيس الأركان العامة لقوات حكومة «الوحدة» المؤقتة، بينما توقعت مصادر مصرية وليبية، زيارة وشيكة للمشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، إلى القاهرة.
وقال مكتب المنفي، اليوم (الأحد)، إن الحداد «قدم إليه إحاطة كاملة عن الخطوات المتخذة لإنشاء قوة عسكرية مشتركة تضم أفراد الجيش من المناطق كافة؛ لتكون نواة لتوحيد المؤسسة العسكرية».
وقالت مصادر مصرية وليبية لـ«الشرق الأوسط»، طلبت عدم تعريفها، إن زيارة حفتر الوشيكة إلى القاهرة، تأتي في إطار حرص مصر على إطلاع حلفائها بالشرق الليبي، على فحوى التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال الزيارة التي أجراها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى القاهرة.
وأضافت المصادر أن بيان الإشادة الذي أصدره رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بما وصفه بـ«المواقف الراسخة لمصر في التمسك بالشرعية المُمثلة للشعب الليبي»، يندرج في هذا الإطار.
وكان من المقرر أن يجتمع حفتر، بمقره في الرجمة خارج مدينة بنغازي بشرق البلاد، في وقت لاحق اليوم، مع باربارا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، التي وصلت إلى ليبيا عصر اليوم (الأحد) في زيارة خاطفة، لعقد سلسلة لقاءات تشمل صالح ورئيس لجنته الخارجية وبعض القيادات السياسية والأمنية في المنطقة الشرقية.
وخلا بيان أصدره المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء الماضي، من أي إشارة إلى اعتزام ليف زيارة ليبيا، على الرغم من أنه أوضح أنها ستقوم بجولة تشمل الأردن ومصر ولبنان وتونس.
وقالت مصادر مقربة من حفتر لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة المسؤولة الأميركية تندرج في إطار استمرار ما وصفته بـ«انفتاح الإدارة الأميركية على حفتر»، ومتابعة نتائج الزيارة النادرة التي قام بها وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى ليبيا خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأبلغ مسؤول مقرب من حفتر «الشرق الأوسط»، طلب عدم ذكر اسمه، أن زيارة ليف لحفتر تعكس ما وصفه باستمرار «القلق الأميركي من الوجود العسكري الروسي في أفريقيا، بما في ذلك ليبيا».
وكان بيرنز قد طالب حفتر في اجتماعهما الأخير، بفك الارتباط العسكري مع روسيا، وإنهاء وجود عناصر مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة في المنطقة الشرقية بليبيا، لكن حفتر، وفقاً لرواية مقربين منه، أكد في المقابل أن «الاستعانة بخبراء عسكريين روس، هو أمر طبيعي نظراً لكون معظم السلاح الذي يعتمد عليه (الجيش الوطني) صناعة روسية».
في شأن آخر، وطبقاً لما أعلنه أعضاء في مجلس النواب، فإن جلسته المقررة غداً (الاثنين) ستبحث تشكيل اللجنة المشتركة بين مجلسي الدولة والنواب (6+6) وكيفية عملها، تمهيداً لوضع القوانين المتعلقة بالاستحقاق الانتخابي المؤجل.
بدوره، دعا الدبيبة لتوحيد الجهود الوطنية من كل المدن الليبية للوصول بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار الدائم من خلال انتخابات نزيهة وعادلة.
ونقل عن وفد استقبله بمنزله مساء السبت، وضم بعض أعيان مدينتي الزنتان ومصراتة، بحضور عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف، ومحمد الحداد رئيس أركان قوات حكومته، تأكيد ضرورة إشراك الليبيين في تقرير مصيرهم بالاستفتاء على القاعدة الدستورية، ورفضهم المراحل الانتقالية التي لن تصل بالبلاد لمرحلة الاستقرار. على حد تعبيرهم.
كما أشادوا بجهود حكومة «الوحدة» فيما وصفوه بـ«الاستقرار الذي تعيشه البلاد»، وأعربوا عن تقديرهم لجهودها تجاه أسر الشهداء والمفقودين.
من جهة أخرى، رصدت وسائل إعلام محلية، احتجاج عدد من الجرحى أمام مقر حكومة الدبيبة، بطريق السكة في العاصمة طرابلس، ونقل شهود عيان أن الجرحى أغلقوا الطريق المؤدية إلى المقر، بعدما تعرضوا لإطلاق نار من قبل مجموعات مسلحة
وخيم التوتر الأمني على مدينة صبراتة (70 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس)، بعد ساعات من اغتيال محمد الدباشي، ابن عم أحمد الدباشي الشهير بـ(العمو) أحد أبرز قادة التشكيلات المسلحة في المدينة، قرب مستشفى صبراتة، على يد مسلحين أمطروه بوابل من الرصاص ولاذوا بالفرار.
وعادة ما تقع اشتباكات عنيفة ومتقطعة، بين الميليشيات المسلحة المتنازعة على مناطق النفوذ والسيطرة في هذه المدينة الساحلية، التي تعتبر من أكبر بؤر تهريب المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا وأفريقيا، بحسب تقارير منظمات دولية.