سر يُكشف بعد أربعة عقود: قصة رجل حاول تخريب إعادة انتخاب جيمي كارتر للرئاسة الأميركية

قال سياسي بارز من تكساس إنه شارك عن غير قصد عام 1980 في جولة بالشرق الأوسط بأجندة سرية

الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر (أرشيفية - رويترز)
TT

سر يُكشف بعد أربعة عقود: قصة رجل حاول تخريب إعادة انتخاب جيمي كارتر للرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر (أرشيفية - رويترز)

بعد مرور أكثر من 4 عقود، قال بين بارنز إنه لا يزال يتذكر جيداً عندما دعاه معلمه ومرشده في المجال السياسي إلى مهمة في الشرق الأوسط. ولفت بارنز إلى أنه لم يكن على دراية بالغرض الحقيقي وراء هذه المهمة في البداية، واكتشف لاحقاً أن الهدف هو تخريب حملة إعادة انتخاب رئيس الولايات المتحدة. كان ذلك عام 1980 عندما كان جيمي كارتر في البيت الأبيض، ويجابه أزمة رهائن في إيران أصابت رئاسته بالشلل، وأعاقت جهوده للفوز بفترة رئاسة ثانية. وتمثلت أفضل فرص كارتر للفوز في الانتخابات، في تحرير 52 أسيراً أميركياً قبل يوم الانتخابات. وقال بارنز إن مرشده كان مصمماً على منع حدوث ذلك.
أما معلمه، فكان جون بي. كونالي الابن، أحد حيتان المشهد السياسي الأميركي، والحاكم السابق لولاية تكساس، والذي سبق له العمل مع 3 رؤساء أميركيين، وخسر تواً محاولته الوصول إلى البيت الأبيض. وبعد أن كان عضواً بالحزب الديمقراطي، سعى كونالي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري له عام 1980، ليسقط في مواجهة حاكم كاليفورنيا السابق، رونالد ريغان. وحسب بارنز، عمل كونالي مع ريغان لهزيمة كارتر، على أمل أن يتولى في حال فوز الأخير حقيبة الخارجية أو الدفاع.
ما حدث بعد ذلك أبقاه بارنز في معظمه قيد الكتمان طيلة ما يقرب من 43 عاماً. وقال إن كونالي اصطحبه في جولة إلى عواصم الشرق الأوسط ذلك الصيف، حيث التقيا مجموعة من القيادات الإقليمية لنقل رسالة واضحة لتمريرها لإيران: لا تطلقوا سراح الرهائن قبل الانتخابات. ريغان سيفوز ويقدم لكم صفقة أفضل. وقال بارنز إنه بعد العودة بفترة قصيرة، أطلع كونالي، ويليام جيه. كايسي، رئيس الحملة الانتخابية لريغان، الذي تولى لاحقاً منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، على ما دار في رحلته داخل صالة أحد المطارات.
لطالما شك معسكر كارتر في أن كايسي أو شخصاً آخر من المحيطين بريغان، سعى سراً لتخريب جهود تحرير الرهائن قبل الانتخابات. وجرى تأليف كتب حول ما أصبح يعرف باسم «مفاجأة أكتوبر (تشرين الأول)». إلا أن تحقيقات أجراها الكونغرس دحضت نظريات سابقة حول ما حدث. لم يظهر كونالي في هذه التحقيقات. وقال بارنز إن مشاركته تضيف فهماً جديداً لما قد يكون حدث خلال عام انتخابي محوري شهد معارك ضارية. مع بلوغ كارتر اليوم 98 عاماً ووجوده بدار مسنين، قال بارنز إنه شعر بواجب نحو التقدم للاعتراف بالحقيقة.
وقال بارنز الذي يكمل عامه الـ85 الشهر المقبل: «للأمانة التاريخية يجب أن يعرف العالم أن هذا حدث»، وذلك في إطار واحدة من عدة مقابلات أجراها مع مؤسسات إخبارية. وأضاف: «أعتقد أن هذا أمر بالغ الأهمية، وأظن أن علمي بأن الرئيس كارتر أصبح في عمر متقدم دفع الأمر داخلي أكثر وأكثر وأكثر. أشعر بأنه علينا التخلص من هذا الأمر بصورة ما».
اللافت أن بارنز ليس تاجر أسلحة أجنبياً مشبوهاً ومشكوكاً في مصداقيته، مثلما الحال مع بعض الشخصيات التي غذت في السابق هذه الشكوك حول «مفاجأة أكتوبر»، وإنما كان ذات يوم واحداً من أكثر الشخصيات البارزة في تكساس، وأصغر رئيس لمجلس النواب في الولاية، ونائب حاكم لاحقاً. وكان بارنز شخصاً على قدر كبير من النفوذ لدرجة أن عاون جورج دبليو. بوش الشاب حينها على الانضمام للحرس الوطني بتكساس، بدلاً من تجنيده في الحرب بفيتنام. وقد تنبأ ليندون بي. جونسون أن بارنز سيتولى منصب الرئيس ذات يوم.
اليوم، من الصعب التحقق من رواية بارنز بعد مرور كل هذا الوقت، فقد مات كونالي وكايسي وشخصيات محورية أخرى منذ وقت طويل، وليس لدى بارنز مذكرات تعزز روايته. ومع ذلك، لا يوجد سبب واضح عند بارنز لاختلاق القصة، وهو أعرب عن خوفه من الخروج إلى العلن بهذا الاعتراف، تحسباً لردود فعل أقرانه الديمقراطيين.
وحدد بارنز 4 أشخاص أحياء قال إنه ائتمنهم على هذا السر لسنوات، وهم: مارك كيه. أبدغروف، رئيس مؤسسة «إل. بي. جيه»، وتوم جونسون، المساعد السابق لليندون جونسون، الذي أصبح لاحقاً ناشراً لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» ورئيس محطة «سي إن إن»، ولاري تيمبل، المساعد السابق لكونالي وليندون جونسون، وإتش بي. براندز، المؤرخ بجامعة تكساس.
وخلال الأيام الأخيرة، أكد الأربعة أن بارنز تشارك معهم في هذه القصة منذ سنوات. وقال توم جونسون: «على حد علمي، بين لم يكذب علي قط»، وهو الرأي الذي أكده الآخرون.
من ناحية أخرى، تؤكد السجلات الموجودة في مكتبة ومتحف ليندون بينز جونسون جزءاً من قصة بارنز. وهناك برنامج رحلة عثر عليه الأسبوع الماضي في ملفات كونالي، يشير إلى أنه غادر هيوستن بالفعل في 18 يوليو (تموز) 1980، في رحلة إلى الأردن وسوريا ولبنان والسعودية ومصر وإسرائيل، قبل أن يعود إليها في 11 أغسطس (آب). وأشار البرنامج إلى أن بارنز كان برفقته.
وتناولت أخبار رحلة كونالي والمحطات التي توقف عندها حينذاك دون تفاصيل تذكر، ووصفت الرحلة بأنها «خاصة للغاية». وتؤكد ملحوظة في الملف الخاص بكونالي ما ذكره بارنز حول إجراء اتصالات مع معسكر ريغان في وقت مبكر من الرحلة. وتحت عنوان «الحاكم ريغان»، ذكرت ملحوظة، من أحد المساعدين، موجهة إلى كونالي بتاريخ 21 يوليو (تموز)، أن «نانسي ريغان اتصلت - إنهم في رانش، ويرغب في الحديث إليك خلال اجتماعات استراتيجية». وليس هناك سجل يحمل رده.
وذكر بارنز انضمامه إلى كونالي، مطلع سبتمبر (أيلول)، في لقاء مع كايسي لإطلاعه على ما جرى في الرحلة، استمر 3 ساعات داخل استراحة الخطوط الجوية الأميركية داخل ما كان يعرف حينها مطار دالاس - فورت وورث الإقليمي. وهناك ملحوظة في جدول مواعيد كونالي الذي عثر عليه الأسبوع الماضي، تشير إلى أنه سافر إلى دالاس في 10 سبتمبر. ولم يكشف البحث في أرشيف كايسي لدى معهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد، ما إذا كان وجد بدالاس في ذلك الوقت، أم لا.
وقال بارنز إنه واثق من أن الهدف من رحلة كونالي إيصال رسالة إلى الإيرانيين بإبقاء الرهائن لديهم حتى بعد الانتخابات. وقال: «سأذهب لقبري وأنا مقتنع بأن هذا كان غرض الرحلة. لم يكن الأمر عملاً حراً، لأن كايسي كان مهتماً للغاية بسماع ما جرى بمجرد أن عدنا إلى الولايات المتحدة»، مضيفاً أن كايسي رغب في معرفة «ما إذا كانوا سيبقون على الرهائن»، أم لا.
وقال بارنز، الأسبوع الماضي، إنه لم تكن لديه فكرة عن هدف الزيارة عندما دعاه كونالي لمرافقته بها. وقد سافرا للمنطقة على متن طائرة «غلف ستريم» مملوكة لشركة «سوبريور أويل». فقط عندما جلسا مع أول زعيم عربي، أدرك بارنز الهدف الذي يسعى وراءه كونالي، حسب قوله.
وقال بارنز إنه خلال اللقاء، قال كونالي للزعيم العربي: «انظر، خلال أيام سيجري انتخاب رونالد ريغان رئيساً، وعليكم أن تبلغوا إيران أنها ستحصل من ريغان على صفقة أفضل من كارتر». وأضاف: «سيكون عملاً ذكياً للغاية من جانبكم لو قلتم للإيرانيين أن ينتظروا حتى بعد انتهاء الانتخابات العامة. وكنت جالساً خلال الحديث، وأدركت فجأة السبب وراء قدومنا».
وقال بارنز إنه فيما عدا إسرائيل، كرر كونالي الرسالة ذاتها في كل محطة توقفنا بها بالمنطقة للقاء زعماء مثل الرئيس المصري الراحل أنور السادات. وأعرب عن اعتقاده بأن دافع صديقه كان واضحاً. وقال: «أصبح واضحاً تماماً لي أن كونالي يسعى لتقلد منصب وزير الخارجية أو وزير الدفاع». (جرى عرض منصب وزير الطاقة على كونالي في وقت لاحق، لكنه رفض).
وأوضح بارنز أنه لم يكشف القصة الحقيقية حينها لتجنب التعرض لردود فعل غاضبة من حزبه. وقال: «لم أود الظهور في صورة بينيديكت أرنولد أمام الحزب الديمقراطي بمشاركتي في هذا الأمر». وأشار إلى أنه رأى الأمر حينها كاد يتحول إلى فضيحة له. وقال: «لم أرغب في أن يذكر هذا الأمر في نعيي على الإطلاق».
واستطرد بارنز أنه مع مرور السنوات، شعر بأن كارتر تعرض للظلم. وقال إنه يحاول اليوم من خلال الكشف عن هذا الأمر، التصالح مع الماضي. وأضاف: «أود فقط أن يعكس التاريخ حقيقة أن كارتر كانت أمامه صفقة رديئة بخصوص الرهائن. لم تكن أمامه فرصة للمنافسة بقوة مع استمرار وجود الرهائن في السفارة بإيران».
ومع ذلك، فإن أياً من ذلك لا يثبت أن ريغان علم بأمر الجولة، وليس بإمكان بارنز القول إن كايسي وجه كونالي للقيام بهذه الجولة. وبالمثل، فإنه لا يعلم ما إذا كانت الرسالة التي جرى نقلها لعدة عواصم شرق أوسطية وصلت إلى الإيرانيين، أم لا، ناهيك بما إذا كانت قد أثرت في صنع القرار. ومع ذلك، يشير الواقع إلى أن إيران احتجزت الرهائن بالفعل حتى ما بعد الانتخابات التي فاز بها ريغان، ولم يطلقوا سراحهم حتى دقائق بعد ظهيرة 20 يناير (كانون الثاني) 1981، عندما غادر كارتر الرئاسة.
من ناحيته، قال جون بي. كونالي، أكبر أبناء الحاكم السابق، في مقابلة أجريت معه، الجمعة، إنه يتذكر قيام والده برحلة إلى الشرق الأوسط، لكنه لم يسمع عن أي رسالة موجهة لإيران. ومع أنه لم ينضم للرحلة، قال كونالي الابن إنه رافق والده للقاء ريغان لمناقشة الأمر من دون حضور بارنز، وتركز النقاش حول الصراع العربي - الإسرائيلي وقضايا أخرى سيواجهها الرئيس القادم.
وأوضح كونالي أنه «لم يرد أي ذكر خلال اللقاء الذي حضرته لأي رسالة وجهت إلى الإيرانيين». وأضاف: «لا يبدو هذا الأمر منسجماً مع شخصية والدي. لا يمكنني الطعن في ذكريات بارنز حول الأمر، لكن الرواية لا تتناغم مع ذكرياتي عن الرحلة».
يذكر أن الشكوك حول اتصالات معسكر ريغان بإيران ظلت قائمة دون ضجة لسنوات، حتى نشر غاري سيك، مساعد كارتر السابق لشؤون الأمن الوطني، مقالاً في «نيويورك تايمز» في أبريل (نيسان) 1991، عزز خلاله النظرية، وأعقب المقال بكتاب بعنوان «مفاجأة أكتوبر»، الذي نشر في نوفمبر (تشرين الثاني) ذلك العام.
تجدر الإشارة إلى أن مصطلح «مفاجأة أكتوبر» استخدمه معسكر ريغان بادئ الأمر لوصف مخاوفهم من إمكانية تلاعب كارتر بأزمة الرهائن لضمان الإفراج عن الرهائن قبيل عقد الانتخابات.
ومن أجل إحباط هذا السيناريو، تشير مزاعم إلى أن كايسي التقى ممثلين عن إيران في يوليو وأغسطس 1980 بمدريد، ما أدى لاتفاق جرى وضع اللمسات النهائية عليه في باريس بأكتوبر. وينص الاتفاق على أن إدارة ريغان المستقبلية ستشحن أسلحة لإيران عبر إسرائيل مقابل الإبقاء على الرهائن حتى بعد الانتخابات.
وأجرى كل من مجلسي النواب والشيوخ تحقيقاً على نحو منفصل حول الأمر، وانتهى الحال بهما إلى رفض الادعاءات. وخلصت قوة عمل من مجلس النواب تضم أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وترأسها النائب الديمقراطي، لي إتش. هاميلتون، من ولاية إنديانا، وهيمن عليها الديمقراطيون بثمانية أعضاء مقابل 5 جمهوريين، في تقرير تألف من 968 صفحة، إلى أن كايسي لم يكن في مدريد ذلك الوقت، وأن القصص المتعلقة بوجود اتفاقات سرية لا تدعمها شهادات أو وثائق أو تقارير استخباراتية موثوق بها.
ورغم ذلك، أشارت مذكرة من البيت الأبيض في نوفمبر 1991، أصدرها محامي الرئيس جورج إتش. دبليو. بوش، إلى وجود «برقية من السفارة في مدريد تلفت إلى وجود بيل كايسي بالمدينة، لأغراض غير معروفة». ولم يجرِ تسليم هذه البرقية إلى قوة العمل التي ترأسها هاميلتون، وجرى اكتشافها بعد عقدين على يد روبرت باري، صحافي عاون في إنتاج فيلم (فرونتلاين) الوثائق حول (مفاجأة أكتوبر)».
ولدى التواصل معه هاتفياً الأسبوع الماضي، قال سيك إنه لم يسمع بأي مشاركة من جانب كونالي، لكنه يرى أن الرواية التي طرحها بارنز تؤكد مخاوف واسعة سبق أن أثارها هو. وقال: «هذا أمر مثير للاهتمام للغاية في الواقع، ويضيف كثيراً للمعلومات الأساسية المتاحة حول هذا الأمر. مجرد حقيقة أنه كان يفعل ذلك، وأخبر كايسي بشأنه لدى عودته تعني الكثير».
من جهتهما، قال كل من مايكل إف. زيلدين، محامٍ ديمقراطي بقوة العمل، وديفيد إتش. لوفمان، محامٍ جمهوري بقوة العمل، خلال لقاءات حديثة، إن اسم كونالي لم يظهر أمامهما خلال التحقيق، وبالتالي ليس هناك أساس لديهما للحكم على رواية بارنز.
وبينما لم يجرِ إثبات مشاركة كايسي في أي جهود لعقد اتفاقات حول «مفاجأة أكتوبر»، فإنه واجه اتهامات لاحقاً بالحصول خلسة على وثائق تخص حملة كارتر قبل المناظرة الوحيدة بين المرشحين، رغم نفيه التورط بهذا الأمر.
وتأتي رواية بارنز بمثابة انتصار للمستشارين الباقين لكارتر. من جانبه، قال غيرالد رافشون، الذي كان مدير الاتصالات بالبيت الأبيض، إن أي تدخل ربما غير مسار التاريخ. وأضاف: «لو كنا نجحنا في إعادة الرهائن لمنازلهم، كنا سنفوز بالانتخابات، أؤمن بذلك بقوة. هذا أمر شائن للغاية».
جدير بالذكر أن كونالي كان عملاقاً سياسياً أثناء الحقبة التي عاش بها. نشأ كونالي في جنوب تكساس داخل مزرعة قطن، وخدم في الأسطول أثناء الحرب العالمية الثانية، وأصبح مقرباً من ليندون بي. جونسون، وساعده في إدارة 5 من حملاته الانتخابية، بما في ذلك فوزه المثير للجدل عام 1948 بعضوية مجلس الشيوخ، والتي شابتها ادعاءات بالاحتيال موثوق بها. وأدار كونالي حملة جونسون غير الناجحة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية عام 1960، وعمل بعد ذلك في حملة جون إف. كينيدي وجونسون. ونال كونالي مكافأة عن ذلك بتوليه منصب وزير شؤون البحرية. وبعد ذلك، فاز بالانتخابات لاختيار حاكم تكساس عام 1962.
وكان كونالي داخل سيارة الليموزين الرئاسية أمام كيندي في دالاس بنوفمبر 1963 عندما فتح لي هارفي أوزولد النار على الرئيس. وعانى كونالي من إصابات بظهره وصدره ورسغه وفخذه، لكنه على خلاف الحال مع كيندي، نجا من الحادث المؤلم. فاز كونالي بفترتين أخريين كحاكم، وبعد ذلك أصبح وزير الخزانة في عهد الرئيس ريتشارد إم. نيكسون، وانتقل إلى الحزب الجمهوري نهاية الأمر. وكان مفضلاً لدى نيكسون، الذي رغب في تعيينه نائباً للرئيس أو خليفة له في الرئاسة.
وقد واجه كونالي اتهامات بالحنث باليمين والتآمر لإعاقة العدالة عام 1974، لكن هيئة محلفين برأته.
على مر السنوات، وجد كونالي في بارنز تلميذاً سياسياً نجيباً، وتحول بارنز إلى «ابن أكثر عن كونه صديقاً»، حسبما ذكر جيمس ريستون، في كتابه «النجم الوحيد» حول سيرة كونالي. وقد جرى انتخاب بارنز، وهو نجل مزارع، لعضوية المجلس التشريعي في تكساس عن عمر الـ21، ووقف إلى جوار كونالي أثناء إلقاء الأخير خطابه مرشحاً لمنصب الحاكم عام 1962.
وبمعاونة كونالي، أصبح بارنز رئيساً للمجلس في الـ26 وجرى انتخابه لمنصب نائب الحاكم لاحقاً عام 1972. وقد حث كونالي على الترشح للرئاسة عام 1980، رغم أنهما في ذلك الوقت كانا قد أصبحا في حزبين مختلفين.
وبعد انهيار حملة كونالي، تشارك مع بارنز في أعمال تجارية، وكونا شركة «بارنز - كونالي للاستثمارات». وبنى الاثنان مجمعات سكنية ومراكز تسوق ومباني إدارية، واشتريا شركة نفط، ومجلة فنية وشركة إعلانات. إلا أنهما بالغا في التوسع التجاري وحصلا على قدر هائل من الديون، وبعد انهيار أسعار النفط وتسببها في انخفاض سوق العقارات بتكساس، تقدما بطلب لإشهار الإفلاس عام 1987.
ظلت العلاقات بين الصديقين طيبة. وفي مذكراته الصادرة بعنوان «في ظل التاريخ» قبيل وفاته عام 1993 عن 76 عاماً، كتب كونالي: «رغم صدمة ترتيباتنا التجارية معاً، ظلت الصداقة قائمة بيني وبين بارنز، وإن كنت أشك في أن أياً منا سيعود للتعاون بمجال التجارة مع الآخر». أما بارنز، فأكد أنه «لا أزال من أشد معجبيه»، في إشارة إلى كونالي.
*خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تركيا وأميركا يبحثان التعاون في مكافحة الإرهاب

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحث مع نائب وزير الخارجية الأميركي جون باس في أنقرة الأسبوع الماضي التعاون في مكافحة الإرهاب (الخارجية التركية)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحث مع نائب وزير الخارجية الأميركي جون باس في أنقرة الأسبوع الماضي التعاون في مكافحة الإرهاب (الخارجية التركية)
TT

تركيا وأميركا يبحثان التعاون في مكافحة الإرهاب

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحث مع نائب وزير الخارجية الأميركي جون باس في أنقرة الأسبوع الماضي التعاون في مكافحة الإرهاب (الخارجية التركية)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحث مع نائب وزير الخارجية الأميركي جون باس في أنقرة الأسبوع الماضي التعاون في مكافحة الإرهاب (الخارجية التركية)

أجرى مسؤولون أتراك وأميركيون في أنقرة جولة مشاورات حول مكافحة الإرهاب. وقالت مصادر بوزارة الخارجية التركية، الثلاثاء، إن مسؤولين من وزارتي الخارجية في كل من تركيا والولايات المتحدة أجروا جولة مشاورات في أنقرة حول مكافحة الإرهاب، في إطار اتفاق تم التوصل إليه خلال اجتماعات آلية التعاون الاستراتيجي بين البلدين التي عقدت في واشنطن في مارس (آذار) الماضي.

وأضافت المصادر أن مسؤولين بالخارجية التركية عقدوا اجتماعاً، مساء الاثنين– الثلاثاء، مع وفد أميركي برئاسة منسقة مكافحة الإرهاب بالخارجية الأميركية السفيرة إليزابيث ريتشارد، تناول كثيراً من القضايا ذات الصلة بالأمن القومي التركي، والتعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها «داعش» وحزب «العمال الكردستاني» وامتداداته في العراق وسوريا -مثل تنظيم «المجتمعات الكردستانية» و«وحدات حماية الشعب الكردية»- المصنف من قبل البلدين تنظيماً إرهابياً، و«حركة فتح الله غولن» التي تصنفها تركيا تنظيماً إرهابياً.

وذكرت المصادر أن تركيا -كونها دولة تتمتع بخبرة واسعة في مكافحة الإرهاب وتواصل هذه الحرب بحزم- ستواصل تعاونها مع حلفائها وجميع الدول العازمة على مكافحة الإرهاب، من أجل مواجهة جميع أشكاله ومظاهره.

وأشارت إلى أنه تم التأكيد خلال المباحثات على رفض تركيا التعاون مع تنظيم إرهابي في مكافحة تنظيم إرهابي آخر، في إشارة إلى الدعم المقدم من الولايات المتحدة لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا، في إطار الحرب على تنظيم «داعش».

جانب من لقاء نائبي وزيرَي الخارجية التركي بوراك أكجابار والأميركي جون باس في أنقرة الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

واتفق الجانبان التركي والأميركي خلال اجتماعات آلية التعاون الاستراتيجي التي عقدت في واشنطن برئاسة وزيري خارجية البلدين، هاكان فيدان وأنتوني بلينكن، في مارس الماضي، على إجراء مشاورات منتظمة بين البلدين حول مكافحة الإرهاب على المستوى الفني في المرحلة القادمة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كتشالي، إن أنقرة أبلغت واشنطن، خلال اجتماعات الآلية الاستراتيجية، رفضها القاطع لأي تعاون لدولة حليفة مع تنظيمات إرهابية.

وأضاف: «كانت لدينا رسالة واضحة للغاية إلى الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب، نقلنا إليهم بوضوح تطلعاتنا، وشددنا على أن أكبر عقبة أمام تعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، هي الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ(وحدات حماية الشعب الكردية) في سوريا».

مكافحة «داعش» الإرهابي

وأشار إلى أن المباحثات تناولت أيضاً مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، والخطوات الواجب اتخاذها للتعاون بين البلدين.

والأسبوع الماضي، زار وفد أميركي برئاسة نائب وزير الخارجية للشؤون الإدارية، القائم بأعمال وكيل الوزارة للشؤون السياسية، جون باس، أنقرة، وناقش خلال لقائه مع وزير الخارجية هاكان فيدان، واجتماعه مع نائب وزير الخارجية التركي بوراك أكجابار، سبل تعميق التنسيق بين البلدين بشأن الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.

وقالت مصادر تركية إن أكجابار نقل، مرة أخرى، إلى الوفد الأميركي تطلعات تركيا حيال التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية، ووقف أي دعم لـ«الوحدات الكردية».

كما تطرق كبير مستشاري الرئيس التركي للسياسة الخارجية والأمن القومي، عاكف تشاغطاي كليتش، خلال لقائه المسؤول الأميركي، إلى مسألة التعاون في مكافحة الإرهاب.


واشنطن تحذر من تنامي عدوانية الصين في منطقة آسيا

علما أميركا والصين (رويترز)
علما أميركا والصين (رويترز)
TT

واشنطن تحذر من تنامي عدوانية الصين في منطقة آسيا

علما أميركا والصين (رويترز)
علما أميركا والصين (رويترز)

حذر الأدميرال جون أكويلينو، قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ المنتهية ولايته، اليوم (الثلاثاء)، من أن الصين أصبحت أكثر عدوانية في خطابها وأفعالها في جميع أنحاء آسيا، حيث رفعت بكين من حدة التوتر مع واشنطن قبل أن يتوجه وزير الخارجية الأميركي توني بلينكن إلى البلاد في زيارة وصفت بأنها عالية المخاطر، حسبما نشرت «وكالة الصحافة الألمانية».

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن أكويلينو قوله للصحافيين في طوكيو: «نحن جميعاً بحاجة إلى أن نفهم أنها تتحرك بسرعة كبيرة».

وأضاف: «بناؤها للقوة العسكرية رغم الاقتصاد السيئ، وزيادة الحديث عن جميع الأشياء داخل خط القطاعات العشرة الذي تزعم الصين سيادتها على أراضيه، ثم إجراءاتها نحو تنفيذ فرض سيطرتها».

وجاءت تصريحات أكويلينو في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى بناء شبكة من العلاقات مع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة لمواجهة الصين، في خطوة أدانتها بكين.

وفي الوقت ذاته، من المقرر أن يستخدم بلينكن رحلته الأولى إلى الصين منذ منتصف عام 2023 لنقل مخاوف الولايات المتحدة بشأن الشركات الصينية التي تقدم الدعم لآلة الحرب الروسية، والسعي لتجنب عرقلة علاقات واشنطن مع بكين.

وفي بيان لوزارة الخارجية صدر اليوم، شنت الصين أقسى هجوم لها حتى الآن ضد شكاوى أميركية بشأن القدرة الصناعية الزائدة، مما يشير إلى أن بلينكن قد يواجه محادثات صعبة خلال زيارته التي تمتد بدءاً من غد الأربعاء وحتى الجمعة المقبل.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية بواشنطن في وقت سابق إن زيارة بلينكن تهدف إلى «تقوية خطوط الاتصال، (وتقليص) خطر إساءة التقدير والصراع».

وأضاف المسؤول: «سيطرح (بلينكن) مخاوفنا بوضوح وصراحة بشأن قضايا تتراوح بين حقوق الإنسان، والممارسات الاقتصادية والتجارية غير العادلة، والتبعات الاقتصادية العالمية لقدرة (الصين) الصناعية الزائدة... ومخاوفنا العملية فيما يتعلق بدعم (الصين) للقاعدة الصناعية الدفاعية لروسيا».

وأضاف أن العلامات بين الولايات المتحدة والصين تشير إلى انفراجة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، التقى الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ في كاليفورنيا بعد سنة من توقف الاتصالات التام بينهما. وأعقب هذا محادثات بين أعضاء على أعلى مستوى بالحكومتين.


احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية

المتظاهرون يهتفون بالقرب من قاعة المدينة بعد حضور احتلال في جامعة نيويورك للاحتجاج على الحرب في غزة (رويترز)
المتظاهرون يهتفون بالقرب من قاعة المدينة بعد حضور احتلال في جامعة نيويورك للاحتجاج على الحرب في غزة (رويترز)
TT

احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية

المتظاهرون يهتفون بالقرب من قاعة المدينة بعد حضور احتلال في جامعة نيويورك للاحتجاج على الحرب في غزة (رويترز)
المتظاهرون يهتفون بالقرب من قاعة المدينة بعد حضور احتلال في جامعة نيويورك للاحتجاج على الحرب في غزة (رويترز)

تصاعدت التوترات في جامعات أميركية أمس (الاثنين) بين الطلاب المتضامنين مع الفلسطينيين على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، وإدارات المؤسسات الأكاديمية، مع توقيف محتجين ودعوات لحضور الدروس عبر الإنترنت.

والاثنين، نشرت شرطة نيويورك العشرات من عناصرها في حرم جامعة نيويورك لتفريق محتجين مؤيدين للفلسطينيين، وفق ما أفاد مصور لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتحدثت تقارير صحافية أميركية عن توقيف عدد من أساتذة الجامعة وطلابها.

وبدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي مع إقامة «مخيم تضامن مع غزة» في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، قبل أن تتسع لتشمل جامعات أخرى مثل جامعة نيويورك (NYU) ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ويال وغيرها.

ضباط شرطة نيويورك أمام المتظاهرين بعد اعتقال بعضهم وإخلاء المخيم الذي أقامه الطلاب والمتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين في حرم جامعة نيويورك للاحتجاج على الحرب في غزة (أ.ف.ب)

ويطالب المشاركون في الاحتجاجات في جامعة كولومبيا، بقطع الصلات بين المؤسسة المرموقة وإسرائيل على خلفية الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر في قطاع غزة، والأزمة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها.

وشكّلت الجامعات ميداناً رئيسياً للنقاش والتحركات على خلفية الحرب، خصوصاً في ظل الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة لإسرائيل، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقوبلت النشاطات الداعمة للفلسطينيين في جامعات عدة، خصوصاً المرموقة منها مثل هارفارد وكولومبيا، بتحذيرات من تنامي التحركات التي تصف نفسها بأنها «معادية للسامية»، لا سيما وأن العديد من الجامعات الكبرى في البلاد تعتمد بشكل رئيسي على دعم مالي من منظمات ومتمّولين من اليهود.

وأمرت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق الاثنين بأن تعطى الدروس عبر الإنترنت، بعد اضطرابات شهدها حرم الجامعة، بينما امتدت الاحتجاجات إلى غيرها في الولايات المتحدة.

متظاهرة مؤيدة للفلسطينيين تحمل سماعة الطبيب وهم يواجهون ضباط شرطة نيويورك خلال احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية في غزة (أ.ف.ب)

وفي رسالة مفتوحة إلى أسرة جامعة كولومبيا، أشارت نعمت شفيق إلى ضرورة «إعادة إطلاق» الدروس. وقالت: «على مدى الأيام الأخيرة، كانت هناك العديد من الأمثلة على الترهيب والسلوكيات القائمة على المضايقات في حرمنا».

وأضافت: «اللغة المعادية للسامية، حالها حال أي لغة أخرى تستخدم لإيذاء وتخويف الناس، غير مقبولة وسيتم اتّخاذ إجراءات مناسبة. من أجل خفض التصعيد في مشاعر الضغينة ومنحنا جميعاً فرصة التفكير في الخطوات المقبلة، أعلن أن جميع الدروس ستعطى عبر الإنترنت الاثنين».

«ليكون الجميع أحراراً»

بدأ المتظاهرون حراكهم الاحتجاجي الأسبوع الماضي، داعين الجامعة لفض علاقتها بالشركات المرتبطة بإسرائيل، وإلغاء نشاطات مرتبطة بإسرائيل ومؤسسات أكاديمية إسرائيلية.

وتم توقيف أكثر من مائة منهم بعدما دعت سلطات الجامعة الشرطة للحضور إلى الحرم الجامعي الخاص الخميس، في خطوة يبدو أنها أدت إلى تصعيد التوتر ودفعت عدداً أكبر من الأشخاص للمشاركة في التحرك نهاية الأسبوع.

عدة مئات من الطلاب والمؤيدين للفلسطينيين يتجمعون عند تقاطع شارعي جروف وكودج أمام قاعة وولسي في حرم جامعة ييل في نيو هيفن في كونيتيكت (أ.ب)

وقالت ميمي إلياس، وهي طالبة في العمل الاجتماعي تمّ توقيفها سابقاً، لوكالة الصحافة الفرنسية الاثنين «سنبقى في مكاننا إلى أن يتحدثوا إلينا ويستمعوا لمطالبنا».

وتابعت: «لا نريد معاداة السامية أو الإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام). نحن هنا من أجل أن يكون الجميع أحراراً».

ورأى أستاذ الدراسات الكلاسيكية في الجامعة جوزيف هاولي أن كولومبيا استخدمت «الوسيلة الخاطئة» من خلال استدعاء الشرطة إلى حرمها، وهو ما ساهم في «جذب عناصر أكثر تطرفاً ليسوا جزءاً من احتجاجات الطلاب».

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الاحتجاجات امتدت إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ميشيغن فيما تم توقيف 47 شخصاً على الأقل خلال تظاهرة في جامعة يال الاثنين.

أجندات خاصة

وبات النقاش الثقافي يتركز في الجامعات في الولايات المتحدة منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي نفذته «حماس» ضد إسرائيل، وذكرت نعمت شفيق أنها ستنشئ مجموعة عمل تضم موظفي الجامعة في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة التي تجذب الطلاب وغيرهم على حد سواء.

وكتبت: «علت أصوات خلافاتنا في الأيام الأخيرة. استغلها أفراد غير مرتبطين (بجامعة) كولومبيا قدموا إلى الحرم من أجل أجنداتهم الخاصة وضخموا هذه التوترات».

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن دان الأحد ما وصفه بـ«معاداة السامية»، مؤكداً أنه «لا مكان لها على الإطلاق في حرم الجامعات، ولا في أي مكان آخر في بلادنا».

متظاهرون يتجمعون عند زاوية شارعي جروف وكودج بعد فض التجمع في بينيكي بلازا في نيو هيفن بولاية كونيتيكت الأميركية (رويترز)

وفي تصريحات للصحافيين أمس (الاثنين)، أكد الرئيس الأميركي أنه يدين «الاحتجاجات المعادية للسامية»، مضيفاً: «لكنني أدين كذلك أولئك الذين لا يفهمون ما الذي يحصل مع الفلسطينيين»، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بهذا الشأن.

وأبدى رئيس بلدية نيويورك إريك آدامر الأحد شعوره بـ«الرعب والاشمئزاز» من التقارير عن معاداة السامية، مؤكداً أن الشرطة «لن تتردد في توقيف كل من يتبيّن أنه يقوم بمخالفة القانون».

لكنه شدد على أن «جامعة كولومبيا هي مؤسسة تعليمية خاصة مقامة على أراضٍ خاصة، مما يعني أن شرطة نيويورك لا يمكنها الوجود ضمن حرمها ما لم يتمّ طلب ذلك من قبل مسؤولي الجامعة».


الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر

مبنى مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» (رويترز)
مبنى مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تبدأ مناقشة انسحاب قواتها من النيجر

مبنى مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» (رويترز)
مبنى مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» (رويترز)

أعلن «البنتاغون» الاثنين، أن الولايات المتحدة بدأت بإجراء مناقشات مع النيجر بشأن سحب أكثر من ألف جندي أميركي من البلاد التي تعد قاعدة رئيسية لعمليات مكافحة الإرهاب الإقليمية.

وكان المجلس العسكري في النيجر الذي يحكم منذ إطاحته رئيس البلاد العام الماضي، قال في مارس (آذار) الماضي، إنه ألغى اتفاق التعاون العسكري مع واشنطن التي وافقت على سحب قواتها الأسبوع الماضي، ووعدت بإرسال وفد إلى نيامي في غضون أيام.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الجنرال بات رايدر للصحافيين: «في استطاعتنا أن نؤكد بدء المناقشات بين الولايات المتحدة والنيجر بشأن انسحاب منظم للقوات الأميركية من البلاد». وأضاف رايدر أن وزارة الدفاع أرسلت «وفداً صغيراً من البنتاغون والقيادة الأميركية في أفريقيا للمشاركة في المناقشات».

ولم يسبق أن جرى أي تغيير على مستوى القوات أو قاعدة الطائرات المسيّرة الأميركية في النيجر التي تمثل محوراً أساسياً في الاستراتيجيتين الأميركية والفرنسية لمحاربة المتطرفين في غرب أفريقيا. وأكد رايدر أن الولايات المتحدة «ستواصل استطلاع الخيارات بشأن كيفية ضمان قدرتنا على الاستمرار في مواجهة التهديدات الإرهابية المحتملة» في أعقاب الانسحاب.


«الخارجية الأميركية»: «حرب غزة» أثرت بصورة سلبية على وضع حقوق الإنسان

نازحون فلسطينيون في جنوب قطاع غزة (رويترز)
نازحون فلسطينيون في جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

«الخارجية الأميركية»: «حرب غزة» أثرت بصورة سلبية على وضع حقوق الإنسان

نازحون فلسطينيون في جنوب قطاع غزة (رويترز)
نازحون فلسطينيون في جنوب قطاع غزة (رويترز)

قالت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي، اليوم (الاثنين)، إن الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس»، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة وأسفرت عن أزمة إنسانية حادة، كان لها «أثر سلبي كبير» على وضع حقوق الإنسان، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وتشمل القضايا المهمة المتعلقة بحقوق الإنسان تقارير موثوقة عن عمليات قتل خارج إطار القانون، واختفاء قسري وتعذيب واعتقالات غير مبررة لصحافيين وعدد من الأمور الأخرى، حسبما جاء في التقارير القُطرية لعام 2023 حول ممارسات حقوق الإنسان.

وأضاف التقرير أن حكومة إسرائيل اتخذت بعض الخطوات الموثوقة لتحديد ومعاقبة المسؤولين الذين ربما يكونون قد تورطوا في تلك الانتهاكات.

وفي أول تعليق على التقرير قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة تحقق في مزاعم بشأن انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان في عملياتها ضد «حماس» في غزة.
ونفى بلينكن وجود ازدواجية في المعايير الأميركية في ما يتعلق بإسرائيل وحقوق الإنسان.
وقال بلينكن للصحفيين «هل لدينا معايير مزدوجة؟ الجواب هو لا».

ويخضع السلوك العسكري الإسرائيلي لتدقيق متزايد بعد أن قتلت قواتها 34 ألف فلسطيني في غزة، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع، كثير منهم من المدنيين والأطفال. وتحول قطاع غزة الذي تحتله إسرائيل إلى أرض خراب، وأثار النقص الشديد في الغذاء مخاوف من حدوث مجاعة.

وشنت إسرائيل هجومها رداً على هجوم لـ«حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص.

وتحدثت جماعات حقوق الإنسان عن حوادث عديدة ألحقت أضراراً بالمدنيين خلال الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي في غزة، كما دقت ناقوس الخطر بشأن تصاعد العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وتظهر سجلات وزارة الصحة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية أو المستوطنين قتلوا ما لا يقل عن 460 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، لكن إدارة بايدن ما زالت تقول إنها لم تتوصل إلى أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي.


انطلاق المحاكمة التاريخية ضد ترمب بتهمة «الكذب مراراً وتكراراً»

رسم فني لترمب خلال جلسة محاكمته الاثنين (رويترز)
رسم فني لترمب خلال جلسة محاكمته الاثنين (رويترز)
TT

انطلاق المحاكمة التاريخية ضد ترمب بتهمة «الكذب مراراً وتكراراً»

رسم فني لترمب خلال جلسة محاكمته الاثنين (رويترز)
رسم فني لترمب خلال جلسة محاكمته الاثنين (رويترز)

أبلغ المدعي العام الأميركي في نيويورك ماثيو كولانجيلو، هيئة المحلفين، في مستهل محاكمة تاريخية للرئيس السابق دونالد ترمب في قضية «أموال الصمت»، بأن المدعى عليه «كذب مراراً وتكراراً» للتستر على الفضيحة الشخصية في سياق «مخطط إجرامي لإفساد» الانتخابات الرئاسية لعام 2016. غير أن وكلاء الدفاع عن المرشح الرئاسي الأوفر حظاً للجمهوريين في الانتخابات المقبلة، أكدوا أنه «بريء» من التهم التي كان ينبغي عدم توجيهها له على الإطلاق.

وبدأت، الاثنين، المرافعات الأولية في أول محاكمة جنائية للرئيس أميركي سابق، على خلفية سباق شديد التنافس إلى البيت الأبيض بين الرئيس جو بايدن الأوفر حظاً عند الديمقراطيين من جهة، وترمب الذي بات المرشح الوحيد للحزب الجمهوري، علماً بأنه يواجه احتمال وضعه خلف القضبان، إذا قررت هيئة المحلفين المؤلفة أنه «مذنب» في التهم الـ34 الموجهة ضده في قضية تزوير وثائق في شركة ترمب لطمس ادعاءات عن دفع مبلغ 130 ألف دولار للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز لإسكاتها ومنع كشف علاقتها به خلال الحملات الانتخابية لعام 2016، حين فاز ضد منافسته الديمقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

رسم فني يظهر المدعي العام الأميركي في نيويورك ماثيو كولانجيلو يقدم مطالعته الافتتاحية في محكمة مانهاتن الاثنين (رويترز)

ولن تمنع الإدانة ترمب من أن يصير رئيساً مرة أخرى، ولكن لأنها قضية ولاية، فلن يتمكن من محاولة العفو عن نفسه إذا ثبتت إدانته في القضية التي تعيد النظر في فصل من تاريخ ترمب عندما اصطدم ماضيه المشهور بطموحاته السياسية.

«مخطط إجرامي»

وقال كولانجيلو في مطالعته: «قام المدعى عليه دونالد ترمب بتدبير مخطط إجرامي لإفساد الانتخابات الرئاسية لعام 2016، ثم قام بالتستر على تلك المؤامرة الإجرامية من خلال الكذب في سجلات أعماله في نيويورك مراراً وتكراراً». ووصف كيف قام ترمب، ومحاميه السابق مايكل كوهين والناشر ديفيد بيكر، بتدبير «مؤامرة» لدفن القصص الضارة، بما فيها قصة ستورمي دانيالز، التي تلقت المبلغ من كوهين لشراء صمتها. وعوضه ترمب عن هذا المبلغ، مضيفاً أن الأخير «قام بتزوير سجلات الأعمال هذه لأنه أراد إخفاء سلوكه الإجرامي وسلوك الآخرين»، فيما «يُظهر مدى أهمية إخفاء الطبيعة الحقيقية للدفع غير القانوني من كوهين للسيدة دانيالز والمؤامرة الانتخابية الشاملة التي أطلقوها».

مؤيدون لترمب خارج محكمة مانهاتن في نيويورك الاثنين (أ.ف.ب)

ويتوقع أن يكون كوهين، الذي كان نائباً تنفيذياً للرئيس في شركة ترمب، وبيكر من الشهود الرئيسيين في القضية.

وعلى الأثر، باشر وكيل الدفاع الرئيسي عن ترمب المحامي تود بلانش عرضه بالإعلان أن «الرئيس ترمب بريء»، مضيفاً أن «الرئيس ترمب لم يرتكب أي جرائم».

«ثغر» في الاتهام

ويتوقع أن يحاول الدفاع إحداث ثغر في الرواية التي قدمها مكتب المدعي العام في مانهاتن ألفين براغ، بالتركيز على كوهين، واصفاً إياه بأنه «كذاب متسلسل لديه فأس (ضغينة) ضد ترمب».

وأصر كولانجيلو على أن الكثير من شهادة كوهين سيجري تأكيده، بما في ذلك من خلال شهود من صحيفة التابلويد «ناشونال أنكوارير» و«مسار توثيقي واسع النطاق».

ترمب يدخل قاعة محكمة مانهاتن الاثنين (أ.ب)

ورد كولانجيلو أصول جهود ترمب أواخر حملة عام 2016 إلى تسجيل شريط فيديو عن «الوصول إلى هوليوود» عام 2005، حين كان يتباهى بالتحرش بالنساء. وقال: «كان تأثير هذا الشريط على الحملة فورياً ومتفجّراً». ورأى أن الأدلة ستظهر أن اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري نظرت فيما إذا كان من الممكن إبدال ترمب بمرشح آخر. وأوضح أيضاً أنه وفي غضون أيام من نشر شريط «الوصول إلى هوليوود»، نبهت صحيفة «ناشونال أنكوارير» كوهين إلى أن الممثلة الإباحية دانيالز كانت تسعى إلى إعلان ادعاءاتها في شأن لقاء مع ترمب في عام 2006.

وقال كولانجيلو للمحلفين إنه «بناء على توجيهات ترمب، تفاوض كوهين على صفقة لشراء قصة السيدة دانيالز لمنع الناخبين الأميركيين من سماع تلك القصة قبل يوم الانتخابات». ووصف المدفوعات الأخرى التي كانت أيضاً جزءاً مما يُعرف في صناعة الصحف الشعبية بحيلة «القبض والقتل»؛ وهي الحصول على قصة يمكن أن تكون ضارة عن طريق شراء حقوقها، ثم قمعها أو قتلها من خلال اتفاقات تمنع الشخص المدفوع الأجر من رواية القصة لأي طرف آخر.

ترمب يتحدث للصحافيين خارج قاعة محكمة مانهاتن بنيويورك الاثنين (أ.ف.ب)

فضيحة إضافية؟

وتحدث كولانجيلو أيضاً عن ترتيبات اتخذت لدفع مبلغ 150 ألف دولار لعارضة «بلاي بوي» السابقة كارين ماكدوغال لطمس ادعاءاتها بشأن علاقة استمرت لمدة عام تقريباً مع ترمب خارج نطاق الزواج. وقال إن ترمب «لم يكن يريد بشدة أن تصير هذه المعلومات عن كارين ماكدوغال علنية؛ لأنه كان قلقاً في شأن تأثيرها على الانتخابات».

وكان ترمب وصل إلى المحكمة قبيل الساعة التاسعة صباحاً، بعد دقائق من انتقاده للقضية بأحرف كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفها بأنها «تدخل في الانتخابات» و«مطاردة ساحرات».

ستتطلب المحاكمة منه تمضية أيامه في قاعة المحكمة بدلاً من الانصراف إلى الحملة الانتخابية، وهي حقيقة اشتكى منها، الاثنين، بالتعبير للصحافيين عن أسفه لأنه «هنا بدلاً من أن يكون قادراً على الوجود في بنسلفانيا وجورجيا والعديد من الأماكن الأخرى في الحملات الانتخابية، وهذا أمر غير عادل مطلقاً».

وكما جلس ترمب خلال عملية اختيار هيئة المحلفين، سيضطر إلى البقاء في المحكمة حيث تعلن تفاصيل بذيئة وربما غير سارة عن حياته الشخصية أمام هيئة المحلفين.

متهم ومرشح

ومع ذلك، سعى ترمب إلى تحويل وضعه بوصفه متهماً جنائياً إلى رصيد لحملته، وجمع الأموال من المخاطر القانونية التي يواجهها، وانتقد مراراً وتكراراً نظام العدالة الذي ادعى لسنوات أنه استُخدم سلاحاً ضده.

وستختبر هذه القضية قدرة المحلفين على تنحية أي انحياز جانباً، وكذلك قدرة ترمب على الالتزام بقيود المحكمة، مثل أمر حظر النشر الذي يمنعه من مهاجمة الشهود. ويسعى المدعون إلى فرض غرامات عليه بسبب انتهاكات مزعومة لهذا الأمر.

ولا تتهم هذه المزاعم ترمب بإساءة استخدام السلطة بشكل فاضح مثل القضية الفيدرالية في واشنطن التي تتهمه بالتخطيط لقلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020، أو بانتهاك بروتوكولات الأمن القومي مثل القضية الفيدرالية في فلوريدا التي تتهمه بالاحتفاظ بوثائق رسمية سرية.


بايدن يدين معاداة السامية في الجامعات

طلاب كلية إيمرسون الذين يدعمون فلسطين ينامون في خيام نصبوها في زقاق قبالة شارع بويلستون في بوسطن بولاية ماساتشوستس الاثنين (أ.ف.ب)
طلاب كلية إيمرسون الذين يدعمون فلسطين ينامون في خيام نصبوها في زقاق قبالة شارع بويلستون في بوسطن بولاية ماساتشوستس الاثنين (أ.ف.ب)
TT

بايدن يدين معاداة السامية في الجامعات

طلاب كلية إيمرسون الذين يدعمون فلسطين ينامون في خيام نصبوها في زقاق قبالة شارع بويلستون في بوسطن بولاية ماساتشوستس الاثنين (أ.ف.ب)
طلاب كلية إيمرسون الذين يدعمون فلسطين ينامون في خيام نصبوها في زقاق قبالة شارع بويلستون في بوسطن بولاية ماساتشوستس الاثنين (أ.ف.ب)

أدان الرئيس الأميركي جو بايدن معاداة السامية في حرم الجامعات ببيان أصدره مساء الأحد، بعد ثلاثة أيام على اعتقال أكثر من 100 طالب كانوا يحتجون على الحرب بين إسرائيل وغزة في حرم جامعة كولومبيا، واعتقال أكثر من 40 طالباً في جامعة ييل، ووسط جدل عن حق الطلبة في التعبير عن آرائهم السياسية انطلاقاً من الحقوق الدستورية في الحق في التعبير والحق في الاحتجاج والتظاهر، وجدل آخر حول ارتفاع معاداة السامية في الحرم الجامعي والطرق التي تتخذها الجامعات في الاستعانة بأجهزة الشرطة لفض الاحتجاجات واعتقال الطلبة المحتجين.

وجاء بيان بايدن، بمناسبة الاحتفال بعيد الفصح اليهودي كتقليد يتبعه البيت الأبيض في إصدار بيانات في مختلف الأعياد الدينية، لكن البيان لم يكتفِ بالتحية والاحتفاء، وأخذ طابعاً سياسياً في التأكيد الأميركي على إدانة هجمات «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والإشارة إلى المعتقلين لدى «حماس» والتأكيد الأميركي على حماية أمن إسرائيل وحقها في الوجود كدولة يهودية، وضمان قدرة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران ووكلائها، والعمل لإطلاق سراح الرهائن وتقديم المساعدات للفلسطينيين والمضي في العمل نحو حل الدولتين.

الرئيس الأميركي جو بايدن يحذّر من انتشار معاداة السامية في الجامعات الأميركية (أ.ف.ب)

لم يذكر البيان اسم كولومبيا مباشرة، لكنه قال إنه كانت هناك «مضايقات ودعوات للعنف ضد اليهود» في الأيام الأخيرة.

وقال بايدن في بيانه: «إن معاداة السامية أمر يستحق الشجب، وليس له مكان في حرم الجامعات أو في أي مكان في بلادنا»، وأضاف: «ستواصل إدارتي تنفيذ استراتيجية وطنية لمكافحة معاداة الشامية ووضع القوة الكاملة للحكومة الفيدرالية خلف حماية المجتمع اليهودي».

وقال أندرو بيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان: «في حين أن لكل أمريكي الحق في الاحتجاج السلمي، فإن الدعوات إلى العنف والترهيب الجسدي التي تستهدف الطلاب اليهود والجالية اليهودية هي معادية للسامية بشكل صارخ وغير معقولة وخطيرة».

وشكّلت الجامعات في الولايات المتحدة ميداناً رئيسياً للنقاش والتحركات على خلفية الحرب والأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع الفلسطيني، خصوصاً في ظل الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل.

احتجاجات كولومبيا

وشهدت كلية بارنارد في جامعة كولومبيا احتجاجات من الطلبة ضد الدعم الأميركي لإسرائيل، وطالبت بإنهاء الحرب وإنقاذ الأطفال في غزة، كما طالبت الاحتجاجات إدارة الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي تبيع الأسلحة لإسرائيل. وتعهدوا بالبقاء في هذا الاحتجاج حتي تلبي الجامعة مطالبهم. ونصب طلاب الخيام داخل حرم الجامعة الواقعة في مدينة نيويورك والمرتبطة ببرنامج تبادل مع جامعة تل أبيب، ورفضوا مغادرة المكان والاستجابة لمطالب إدارة الجامعة فض الاحتجاجات وتفكيك الخيام التي أقاموها.

المتظاهرون المؤيدون لإسرائيل يهتفون «العار» دعماً للأستاذ المساعد في جامعة كولومبيا شاي دافيداي الذي مُنع من دخول الحرم الجامعي الرئيسي لمنعه من الوصول إلى الحديقة التي يشغلها حالياً الطلاب المتظاهرون المؤيدون لفلسطين في نيويورك الاثنين (أ.ب)

وفي الجانب الآخر، اشتكى الطلبة اليهود من أن خطاب المتظاهرين كان متطرفاً ومعادياً للسامية، واصفين المتظاهرين بأنهم رفعوا شعارات حركة «حماس»، وهدّدوا الطلبة اليهود، وظهرت تقارير أن الطلبة المتظاهرين حرقوا العلم الإسرائيلي وقاموا برش الطلبة اليهود بالمياه، وأصدرت منظمات يهودية عدة بيانات إدانة، مشيرة إلى محاولات ترهيب الطلبة اليهود.

واستعانت رئيسة الجامعة نعمت شفيق بشرطة نيويورك، قوات مكافحة الشغب، التي فرّقت المتظاهرين واعتقلت 113 طالباً بما فيهم إسراء حرسي، ابنة عضو مجلس النواب إلهان عمر. وبررت شفيق الاستعانة بالشرطة بمبررات التعدي على ممتلكات الجامعة وانتهاكات لحقت بالحرم الجامعة، وهدّدت شفيق بإيقاف الطلبة المشاركين في الاحتجاج، لكن الطلبة عادوا يوم الأحد مرة أخرى إلى الحديقة التي يحتلونها في الحرم الجامعي في استمرارٍ لمظاهرتهم؛ مما أثار المخاوف من توترات جديدة.

وأعلنت جامعة كولومبيا صباح الاثنين نقل الدراسة إلى فصول عبر الإنترنت بعد شكوى الطلبة اليهود من مخاوف على حياتهم. ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن حاخام مرتبط بإحدى المجموعات الطلابية لليهود المتشددين في كولومبيا، أنه أوصى «بشدة» الطلاب اليهود بعدم التوجه إلى حرم الجامعة. وقال الحاخام إيلاي بوشلر في رسالة موجّهة إلى نحو 300 طالب، إن الأحداث الأخيرة «أظهرت بوضوح أن قسم السلامة العامة في كولومبيا وشرطة نيويورك غير قادرين على ضمان أمن الطلاب اليهود».

وأثارت تصريحات بايدن وانتقادات الطلبة اليهود أن الأمر ليس مجرد مسألة تجاوز من جانب إدارة جامعة كولومبيا، وإنما جزء من هجوم سياسي منسف يهدف إلى تجريم وقمع المعارضة لسياسات الولايات المتحدة ويعيد للذاكرة حركات الاحتجاج المؤيدة للحقوق المدنية في سبعينات القرن الماضي.

رئيسة جامعة كولومبيا الدكتورة نعمت (مينوش) شفيق تدلي بشهادتها خلال جلسة استماع للجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب حول معاداة السامية في الحرم الجامعي بالكابيتول هيل في واشنطن العاصمة 17 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

احتجاجات جامعة ييل

ولم تكن جامعة كولومبيا هي الجامعة الوحيدة التي تشهد احتجاجات طلابية مؤيده للفلسطينيين وتطالب بإنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة بل شهدت جامعات أميركية أخرى احتجاجات مماثلة مثل جامعة ييل وجامعة ولاية ميتشيغان وجامعة ستانفورد، لكن جامعة كولومبيا جذبت الأضواء بعد أن استدعت مديرة الجامعة نعمت شفيق الشرطة لتفريق المظاهرات. وأصبحت مظاهرات جامعة كولومبيا تحت دائرة الضوء السياسي بعد استدعاء رئيسة الجامعة نعمت شفيق يوم الأربعاء أمام لجنة لمجلس النواب في تحققات حول معاداة السامية في الحرم الجامعي.

وعلى أثرها استدعت جامعة ييل بولاية كونيتيكيت أيضاً الشرطة لتفريق الطلبة في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، وتم اعتقال ما يزيد على 47 متظاهراً صباح الاثنين. وقد أنشأ الطلبة في جامعة ييل (التي تعدّ من كليات القمة ويطلق عليها Ivy League) منطقة أقام فيها الطلبة خياماً استعداداً للاستمرار في الاحتجاجات التي طالبت الجامعة بوقف استثماراتها في صناعة الأسلحة التي يتم توريدها لإسرائيل. وقالت جامعة ييل في بيان إنها بذلت جهوداً متكررة خلال عطلة نهاية الأسبوع للتحدث مع المتظاهرين، وحذّرت من الاعتقالات قبل أن تتحرك الشرطة لتفريق التظاهرات.

وأعلنت جامعة ميتشيغان أنها ستضع إجراءات لسياسات جديدة حول السلوك التخريبي لمعاقبة أي احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تتعمد تعطيل الدراسة وتخريب الممتلكات الخاصة بالجامعة. وألغت جامعة جنوب كاليفورنيا خطاباً لطالبة في احتفالات للطلبة الموقوفين، وأشارت إلى أن خطاب الطالبة تضمن عبارات كراهية عنصرية، وحظرت جامعة ستانفورد استخدام الخيام في المظاهرة، سواء المؤيدة للفلسطينيين أو المؤيدة لإسرائيل.

وتشير تقارير صحافية إلى أن احتجاجات جامعة كولومبيا كانت متزامنة مع مظاهرات أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة تنادي بوقف الحرب، وأغلق المتظاهرون الطرق الرئيسية في مدن مثل نيويورك وسان فرنسيسكو، وبعض الطرق إلى المطارات في شيكاغو وسياتل.

وكانت للتحركات المرتبطة بالحرب في غزة، انعكاسات على الجامعات الأميركية، فبعد جلسة استماع ساخنة في الكونغرس، استقالت رئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماغيل، ثم نظيرتها في جامعة هارفارد كلودين جاي، في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) على التوالي.


بلينكن إلى الصين لترطيب العلاقات المتوترة بين العملاقين

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على باب طائرته في إيطاليا الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على باب طائرته في إيطاليا الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

بلينكن إلى الصين لترطيب العلاقات المتوترة بين العملاقين

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على باب طائرته في إيطاليا الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على باب طائرته في إيطاليا الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى الصين، التي تسعى بلاده إلى الحفاظ على علاقات متساوية معها رغم الخلافات الرئيسية بين البلدين العملاقين حول قضايا كثيرة تراوح من سعي واشنطن إلى وقف دعم بكين لموسكو في حرب أوكرانيا، وتمهيد إلى الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط، والأزمة المتعلقة بتوريد المواد الأفيونية الاصطناعية، في ظل ازدياد المخاوف على الاستقرار العالمي.

وتواجه الولايات المتحدة والصين خلافات حادة على جبهات عدة، ومنها الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا، وما تسميه إدارة الرئيس جو بايدن «استفزازات» الصين حيال تايوان وفي بحر الصين الجنوبي، ومواقفها فيما يتعلق بكوريا الشمالية وهونغ كونغ، فضلاً عن سجل بكين في حقوق الإنسان واحتجازها مواطنين أميركيين، علماً أن البلدين يتنازعان أيضاً على قضايا تجارية يتوقع أن تزداد حدة بعد إعلان الرئيس بايدن تعريفات جديدة على واردات الصلب الصيني خلال الأسبوع الماضي.

وتُمثّل هذه رحلة تراجعاً إضافياً في التوتر السياسي والتجاري بين البلدين بعدما وصل إلى الذروة في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، خصوصاً أن الأخير تعهّد باتخاذ موقف متشدد إذا عاد إلى البيت الأبيض في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

قضايا كثيرة

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في إحاطة مع الصحافيين بأن بلينكن، في زيارته الثانية للصين في أقل من عام، سيسافر إلى شنغهاي وبكين ابتداءً من الأربعاء لعقد اجتماعات مدة 3 أيام مع كبار المسؤولين الصينيين، وبينهم وزير الخارجية وانغ يي. ويتوقع أيضاً إجراء محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، رغم أن أياً من الطرفين لن يؤكد حصول مثل هذا الاجتماع إلا قبيل انعقاده. وأوضحت في بيان أن بلينكن «سيناقش مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية»، بما في ذلك الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان. وسيتحدث أيضاً عن التقدم المحرز في «استئناف التعاون في مكافحة المخدرات، والاتصالات العسكرية، والذكاء الاصطناعي، وتعزيز العلاقات بين الشعبين»، فضلاً عن أنه سيؤكد من جديد مدى أهمية أن تقوم الولايات المتحدة والصين «بإدارة المنافسة بشكل مسؤول حتى في المجالات التي يختلف فيها البلدان»، طبقاً لما قاله الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميللر.

حرب أوكرانيا

وتأتي الرحلة بعد مكالمة هاتفية هذا الشهر بين بايدن وشي تعهدا فيها بإبقاء الاتصالات رفيعة المستوى مفتوحة، وهو أمر اتفقا عليه العام الماضي خلال قمة وجهاً لوجه في كاليفورنيا. ومنذ تلك المكالمة، زارت وزيرة الخزانة جانيت يلين الصين، وتحادث وزير الدفاع لويد أوستن هاتفياً مع نظيره الصيني دونغ جيون. كما عُقدت اجتماعات على مستويات أدنى.

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في بكين (أرشيفية - أ.ف.ب)

ورغم تلك اللقاءات، فإن العلاقات لا تزال متوترة. وأصبحت الولايات المتحدة أخيراً أكثر صراحة في دعواتها إلى الصين من أجل وقف دعم القطاع الصناعي العسكري الروسي، والذي تقول واشنطن إنه سمح لموسكو بتعزيز إنتاج الأسلحة لدعم الحرب ضد أوكرانيا. ويقول مسؤولون أميركيون إن الصين توقفت عن إمداد روسيا بمساعدات عسكرية مباشرة، لكنها لا تزال تقدم لها إمدادات مزدوجة الاستخدام. وسينقل بلينكن رسالة مباشرة إلى بكين بعد تشجيعه الحلفاء الأوروبيين على التعبير عن مخاوفهم من الصين التي يُنظر إليها على أنها حريصة على نسج علاقات سلسة مع الغرب في ظل المصاعب الاقتصادية التي تواجهها.

وكان بلينكن قد قال، الأسبوع الماضي: «نرى أن الصين تتقاسم الأدوات الآلية وأشباه الموصلات وغيرها من العناصر ذات الاستخدام المزدوج التي ساعدت روسيا على إعادة بناء القاعدة الصناعية الدفاعية التي أدت العقوبات وضوابط التصدير إلى إضعافها». وأضاف: «الآن، إذا كانت الصين تزعم من ناحية أنها تريد علاقات جيدة مع أوروبا ودول أخرى، فلا يمكنها من ناحية أخرى تأجيج أكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ نهاية الحرب الباردة». كما حض الصين على اتخاذ موقف أكثر نشاطاً في الضغط على إيران حتى لا تصعد التوترات في الشرق الأوسط.

حرب غزة

وتحادث بلينكن مع وانغ مرات عدة منذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل و«حماس» قبل أكثر من 6 أشهر ليطلب مساعدة الصين في إقناع إيران بكبح جماح الجماعات الوكيلة التي تدعمها وتسلحها وتمولها في المنطقة. واكتسب هذا الموضوع أهمية جديدة منذ الهجمات المباشرة التي شنتها إيران وإسرائيل على أراضي كل منهما في الأسبوع الماضي.

كما سيكون على رأس جدول أعمال بلينكن تايوان وبحر الصين الجنوبي.

وأدانت الولايات المتحدة بشدة التدريبات العسكرية الصينية التي تهدد تايوان، التي تعدها بكين مقاطعة متمردة، وتعهدت بإعادة التوحيد مع البر الرئيسي بالقوة إذا لزم الأمر. وكثفت الإدارات الأميركية المتعاقبة بشكل مطرد الدعم العسكري والمبيعات إلى تايبيه، الأمر الذي أثار غضب المسؤولين الصينيين. وفي بحر الصين الجنوبي، أصبحت الولايات المتحدة ودول أخرى تشعر بقلق كبير إزاء التصرفات الصينية الاستفزازية في المناطق المتنازع عليها وما حولها. وعلى وجه الخصوص، أعربت الولايات المتحدة عن اعتراضاتها على ما تقول إنها محاولات صينية لإحباط النشاطات المشروعة التي يقوم بها آخرون في الممر المائي، لا سيما الفلبين وفيتنام.

وكان هذا موضوعاً رئيسياً للقلق في وقت سابق من هذا الشهر عندما عقد بايدن قمة ثلاثية مع رئيس الوزراء الياباني روميو كيشيدا والرئيس الفلبيني فيرديناند ماركوس.

موقف صيني

وفي واشنطن، حض السفير الصيني شيه فنغ على التعاون لتعزيز العلاقات بين البلدين رغم مواجهتهما «تحديات خطرة» بشأن عدد من القضايا. وقال في بيان وزعته السفارة في واشنطن العاصمة إن بكين تأمل في التعاون مع واشنطن لإحراز تقدم في العلاقات على مسار ثابت وسليم ومستدام، لكن يتعين على الجانبين أن يؤسسا ذلك على فهم صحيح. وأكد أن الصين «لا تراهن على فشل الولايات المتحدة، ولا تتدخل في شؤونها الداخلية ولا في الانتخابات الأميركية، وهي على استعداد لأن تكون شريكاً وصديقاً للولايات المتحدة».


لمنع المساعدات عن إسرائيل... ما هو «قانون ليهي» الذي قد تستعين به الولايات المتحدة؟

لم يسبق لأي حكومة أميركية أن استخدمت «قانون ليهي» ضد إسرائيل (رويترز)
لم يسبق لأي حكومة أميركية أن استخدمت «قانون ليهي» ضد إسرائيل (رويترز)
TT

لمنع المساعدات عن إسرائيل... ما هو «قانون ليهي» الذي قد تستعين به الولايات المتحدة؟

لم يسبق لأي حكومة أميركية أن استخدمت «قانون ليهي» ضد إسرائيل (رويترز)
لم يسبق لأي حكومة أميركية أن استخدمت «قانون ليهي» ضد إسرائيل (رويترز)

تتوقع إسرائيل أن تعلن حليفتها الكبرى، الولايات المتحدة، اليوم (الاثنين)، عن حظر المساعدات العسكرية لوحدة تابعة للجيش الإسرائيلي بسبب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الضفة الغربية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تتعرض فيه العلاقات الأميركية - الإسرائيلية لضغوط متزايدة بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة.

وبحسب وكالة «أسوشييتد برس»، ستكون هذه الخطوة بمثابة المرة الأولى منذ عقود، إذا قررت الإدارة الأميركية تفعيل قانون تاريخي أصدره الكونغرس منذ 27 عاماً يُعرف باسم «قانون ليهي».

ما هو «قانون ليهي»؟

دعم السناتور السابق عن ولاية فيرمونت، باتريك ليهي، تشريعاً، سُمي لاحقاً «قانون ليهي» في التسعينات، قائلاً إن الولايات المتحدة في حاجة إلى ما تستند إليه لمنع المساعدات العسكرية عن الكيانات الأجنبية المتهمة بارتكاب جرائم القتل خارج نطاق القضاء والاغتصاب والتعذيب، وغيرها من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.

ثم في فبراير (شباط) 2023، أصدر الرئيس جو بايدن قراراً ينص على أنه لن يتم السماح بنقل أي أسلحة في حال وجدت الولايات المتحدة أنه من المرجح أن تستخدمها قوة أجنبية في ارتكاب انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب أو حقوق الإنسان أو غيرها من الجرائم، بما في ذلك «أعمال العنف ضد الأطفال».

كيف يعمل «قانون ليهي»؟

ينص القانون على قطع المساعدات تلقائياً عن أي جهة عسكرية إذا وجدت وزارة الخارجية أدلة موثوقة على ارتكاب انتهاكات جسيمة، ويشمل ذلك أيضاً تدريب وزارة الدفاع للجيوش الأجنبية.

ولطالما اتُهمت جماعات حقوق الإنسان الإدارات الأميركية، بما في ذلك إدارة بايدن، بالتهرب من التحقيقات الصارمة في مزاعم الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لتجنب التذرع بمثل هذه القوانين التي تهدف إلى ربط المساعدات العسكرية بالسلوك القانوني للقوات الأجنبية.

وتقول إسرائيل إن قواتها الأمنية تحقق في الانتهاكات، وإن محاكمها تحاسب مرتكبيها.

ويؤكد قدامى المحاربين في الإدارة أنه لم يسبق لأي حكومة أميركية أن استخدمته ضد إسرائيل، كما تقول سارة إيلين هاريسون، المحامية السابقة بوزارة الدفاع التي عملت في قضايا «قانون ليهي»، وهي الآن محللة بارزة في مجموعة الأزمات الدولية.

ما الذي يمكن لإسرائيل أن تفعله بشأن وقف إطلاق النار؟

تشير سارة إلى معاهدة عام 2021 التي نصّت فيها إسرائيل على أنها لن تستخدم المساعدات العسكرية الأميركية مع أي جهة تعدّها الولايات المتحدة متهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ويشير القانون الأميركي إلى مخرج واحد لمرتكب الانتهاك، إذ يمكن لوزير الخارجية التنازل عن «قانون ليهي» إذا وجد أن الحكومة المعنية تتخذ خطوات فعالة لتقديم الجناة إلى العدالة.

يُذكر أن الولايات المتحدة لا تزال ترسل مليارات الدولارات من التمويل والأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك حزمة جديدة بقيمة 26 مليار دولار لدعم الدفاع الإسرائيلي، وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية في غزة. ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ على ذلك خلال هذا الأسبوع في حين أكد بايدن أنه سيوافق.


ترمب يحضر المرافعات الافتتاحية لمحاكمته في قضية جنائية

ترمب جالساً داخل قاعة محكمة مانهاتن اليوم (أ.ب)
ترمب جالساً داخل قاعة محكمة مانهاتن اليوم (أ.ب)
TT

ترمب يحضر المرافعات الافتتاحية لمحاكمته في قضية جنائية

ترمب جالساً داخل قاعة محكمة مانهاتن اليوم (أ.ب)
ترمب جالساً داخل قاعة محكمة مانهاتن اليوم (أ.ب)

وصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، إلى مدينة نيويورك لحضور المرافعات الافتتاحية في محاكمته بقضية جنائية لا ينفك يندّد بها ويصفها بأنها تندرج في إطار «حملة اضطهاد» ترمي إلى ضرب حظوظه في العودة إلى البيت الأبيض، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال ترمب البالغ 77 عاما في تصريح لصحافيين قبيل دخوله قاعة محكمة مانهاتن: «إنه يوم حزين جدا جدا للولايات المتحدة».

وأضاف: «أنا موجود هنا بدلا من وجودي في بنسلفانيا، في جورجيا وأماكن أخرى عدة لخوض الحملة الانتخابية». وتابع: «إنها حملة اضطهاد تأتي للأسف من واشنطن».

وترمب هو أول رئيس سابق يواجه تهما جنائية، والقضية تنطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة إليه، إذ تأتي قبل أقل من سبعة أشهر من مواجهته المتجددة مع الرئيس الأميركي جو بايدن المرشّح لولاية ثانية.

ومن المتوقع أن يكون من بين شهود الادعاء الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيالز ومحامي ترمب السابق مايكل كوهن.

وفي إجراء يذكّر بمحاكمات زعماء المافيا أو الإرهابيين، ستبقى هويات النساء الخمس والرجال السبعة في هيئة المحلّفين سرية لضمان سلامتهم.

وفرضت إجراءات أمنية مشدّدة، اليوم، بعد ثلاثة أيام على إقدام رجل على إضرام النار في نفسه خارج قاعة المحكمة في واقعة مروّعة غير متّصلة بمحاكمة ترمب.

جانب من الإجراءات الأمنية خارج محكمة مانهاتن اليوم (أ.ب)

ويواجه الرئيس الأميركي السابق 34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري كجزء من خطة للتستّر على مدفوعات لدانيالز مقابل شراء صمتها عن علاقته الجنسية المفترضة معها، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي فاز فيها بفارق ضئيل على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ولكن هذه التهمة تبقى أقل شأنا من لوائح الاتهام التي تطوله في ثلاث دعاوى قضائية محورها انتقادات ترمب وهجماته على نتائج انتخابات عام 2020 التي خسرها أمام بايدن، واحتفاظه بوثائق رسمية سرية ونقلها معه من البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته الرئاسية.

وفي المحاكمة الراهنة، يرى خبراء أن ترمب قد يواجه عقوبة السجن أو دفع غرامة أو قد يوضع تحت الرقابة.

غير أنّ المحاكمة التي تحظى بتغطية إعلامية مكثّفة ستُبقي ترمب بعيداً من نشاطات الحملة الانتخابية لأربعة أيام أسبوعياً لفترة قد تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع، بينما يواصل بايدن حملته مهاجماً منافسه الجمهوري في بعض الأحيان، بشكل مباشر أو غير مباشر، من البيت الأبيض وفي جميع أنحاء البلاد.

لكن ترمب سعى لاستغلال التغطية الإعلامية المكثّفة لمحاكمته لحشد قاعدته الشعبية عبر إدلائه بتصريحات على نحو منتظم من أمام مقر المحكمة.

ومن المتوقع أن يشهد، اليوم، مرافعات افتتاحية، تشكّل فرصة لكلّ جانب لعرض قضيته على المحلّفين ولشنّ هجمات استباقية على شهود الجانب الآخر.

وقال المدعي العام السابق بينيت غيرشمان، وهو حاليا محاضر في جامعة بايس، للوكالة: «ستكون هذه بداية المحاكمة الأكثر إثارة على الأرجح في التاريخ الأميركي». وأضاف: «سنستمع يوميا إلى شهادة من شأنها أن تلحق الضرر بترمب».

ازدراء المحكمة

من جهته، اعترض ترمب على القضية، خصوصاً ما عدّه حظر نشر جزئيا «غير عادل» فرضه القاضي لمنعه من استخدام حضوره الإعلامي القوي لمهاجمة الشهود والمدّعين العامّين وأقارب موظفي المحكمة.

وستُعقد جلسة استماع، يوم غد، سيقرّر فيها القاضي خوان ميرشان ما إذا كان ترمب قام فعلاً بازدراء المحكمة بطريقة تصرّفه أثناء عملية اختيار أعضاء هيئة المحلّفين.

وقال المدعي العام جوش ستينغلاس الخميس الماضي: «ما زلنا ندرس خياراتنا... في ما يتعلّق بالعقوبات التي سنطلب فرضها»، ممّا يشير إلى احتمال طلبهم سجن ترمب.

وكان ميرشان انتقد ترمب لأنّه أدلى بتصريحات تنطوي على انتقادات ضمنية للمحلّفين المحتملين الأسبوع الماضي.

وقال ترمب: «لن أتعرّض للترهيب من أيّ من المحلّفين في قاعة المحكمة هذه».

وكان يعتزم استئناف حملته الانتخابية بتجمّع حاشد في ولاية كارولاينا الجنوبية، أول من أمس، لكن الطقس الرديء أجبره على إلغاء التجمّع في الهواء الطلق.

وقال ترمب للحشد عبر مكالمة تمّ بثّها: «إنّها عاصفة كبيرة جداً. لذا، إذا كنتم لا تمانعون فسيكون علينا تأجيل (تجمّعنا). أنا حزين جداً».

وتمّ تأجيل القضايا الجنائية الثلاث الأخرى بسبب استراتيجية ترمب الناجحة المتمثّلة في تحدّي وعرقلة كلّ خطوة في هذا المجال.

غير أنّ ميرشان تمكّن من بدء محاكمة الاحتيال في نيويورك خلال فترة زمنية قصيرة.

وجرت مقابلة مجموعة كبيرة من المحلّفين المحتملين الأسبوع الماضي من قبل المدّعين العامين ومحامي الدفاع بشأن عاداتهم الإعلامية وتبرّعاتهم السياسية وتعليمهم، وما إذا كانوا قد حضروا مسيرة مؤيّدة أو مناهضة لترمب.

وتمّ إعفاء كثير من المحلفين بعدما قالوا إنهم لا يستطيعون أن يكونوا محايدين، قبل أن يتمكّن المحامون والقاضي من تقليص المجموعة إلى 12 محلّفاً مع ستة بدلاء.

وأصدر ميرشان قراراً يقضي بعدم الكشف عن هوية المحلّفين حفاظاً على سلامتهم، على الرغم من ظهور الكثير من التفاصيل الشخصية أثناء عملية الاختيار ممّا أدى إلى إضعاف الإجراء. وطلب القاضي في وقت لاحق من المراسلين التوقّف عن تقديم الأوصاف الجسدية للمحلّفين وأمر بعدم تحديد مكان عملهم.

وأمر القاضي الرئيس السابق بحضوره كل يوم من أيام المحاكمة. وتتطلب إدانة ترمب إصدار المحلفين قرارهم بالإجماع.