باحثون أميركيون يكتشفون سبباً جديداً للسكري

باحثون يقطعون خطوة نحو طريقة أفضل لعلاج سكري النوع الثاني (أرشيفية)
باحثون يقطعون خطوة نحو طريقة أفضل لعلاج سكري النوع الثاني (أرشيفية)
TT
20

باحثون أميركيون يكتشفون سبباً جديداً للسكري

باحثون يقطعون خطوة نحو طريقة أفضل لعلاج سكري النوع الثاني (أرشيفية)
باحثون يقطعون خطوة نحو طريقة أفضل لعلاج سكري النوع الثاني (أرشيفية)

حقق باحثون أميركيون اختراقاً مهماً، ساعدهم على اكتشاف أحد أسباب الإصابة بمرض السكري، وهو حدوث خلل في إحدى «خلايا بيتا» في البنكرياس.
وتنتج أنواع متعددة من «خلايا بيتا» الإنسولين في البنكرياس، ما يساعد على موازنة مستويات السكر في الدم، غير أن الباحثين وجدوا أن فقدان نوع منتج من «خلايا بيتا» بشكل خاص، قد يسهم في تطور مرض السكري.
وفي الدراسة، التي نُشرت في العدد الأخير من دورية «نيتشر سيل بيولوجي»، قاس الباحثون، التعبير الجيني في «خلايا بيتا» الفردية التي تم جمعها من الفئران؛ لتحديد عدد الأنواع المختلفة من «خلايا بيتا» الموجودة في البنكرياس، واكتشف الفريق أربعة أنواع متميزة من «خلايا بيتا»، بما في ذلك نوع متميز.
وأنتجت المجموعة الأولى من «خلايا بيتا» إنسولين أكثر من الأخرى، وبدت أكثر قدرة على التمثيل الغذائي للسكر، وأظهرت الدراسة أن فقدان هذا النوع من الخلايا قد يسهم في الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
ويقول جيمس لو، أستاذ الطب المساعد في كلية طب «وايل كورنيل» بجامعة كورنيل، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره السبت الموقع الرسمي للجامعة: «هذه الدراسة تخبرنا بأنه قد يكون من المهم دراسة دور هذه الخلايا من المجموعة الأولى في مرض السكري».
واستخدم الباحثون في الدراسة تقنية تسمى «النسخ أحادية الخلية»، لقياس جميع الجينات المعبر عنها في «خلايا بيتا» للفأر، ثم استخدموا هذه المعلومات لتجميعها في أربعة أنواع.
وتمتلك «خلايا بيتا» العنقودية من المجموعة الأولى، توقيعاً فريداً للتعبير الجيني يتضمن تعبيراً عالياً عن الجينات التي تساعد مراكز القوة الخلوية المسماة «الميتوكوندريا» على تكسير السكر، وتمكينها من إفراز المزيد من الإنسولين.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكنهم تمييز «خلايا بيتا» العنقودية من المجموعة الأولى عن أنواع خلايا بيتا الأخرى من خلال تعبيرها العالي عن جين (CD63)، ما مكنهم من استخدام هذا الجين كعلامة لهذا النوع المحدد من «خلايا بيتا».
ويقول لو: «لقد وفر لنا التعبير عن هذا الجين طريقة للتعرف على الخلايا دون تدميرها، وسمح لنا بدراسة الخلايا الحية».
وعندما نظر الفريق إلى «خلايا بيتا» البشرية والأخرى الخاصة بالفأر، وجدوا أن «خلايا بيتا» العنقودية من المجموعة الأولى ذات التعبير الجيني العالي عن جين (CD63)، تنتج المزيد من الإنسولين استجابة للسكر، مقارنة بالأنواع الثلاثة الأخرى من «خلايا بيتا» ذات التعبير المنخفض عن الجين نفسه.
ويضيف لو قائلاً: «إنها (خلايا بيتا) عالية الأداء، ونعتقد أنهم قد يتحملون الجزء الأكبر من عبء العمل لإنتاج الإنسولين، لذلك قد يكون لفقدهم آثار عميقة».
ومن جانبه يصف خالد عواد، مدرس الباطنة والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة أسيوط (جنوب مصر) نتائج هذه الدراسة بـ«المهمة جداً»، كونها توفر فهماً عميقاً لأسباب حدوث مرض السكري من النوع الثاني.
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الدراسة هي خطوة أولى تلزمها خطوات أخرى، لمعرفة كيفية الإبقاء على فاعلية (خلايا بيتا) شديدة التعبير عن الجين (CD63)، وإذا حدث ذلك، يمكن أن يكون العالم على موعد مع طريقة أفضل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، أو الوقاية منه».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

«عايشة الدور»... كوميديا تبرز لغة الشباب في الشارع المصري

دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)
دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)
TT
20

«عايشة الدور»... كوميديا تبرز لغة الشباب في الشارع المصري

دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)
دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)

يبرز مسلسل «عايشة الدور» لغة الشباب من أجيال مختلفة في الشارع المصري، ضمن إطار كوميدي اجتماعي، عبر أحداثه الممتدة على مدار 15 حلقة، لم تخلُ من الأغنيات الاستعراضية التي اعتادت بطلته دنيا سمير غانم تقديمها على الشاشة في تجاربها الدرامية المختلفة.

المسلسل الذي كتبه كريم يوسف بالمشاركة مع مخرجه أحمد الجندي، يشارك في بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب، منهم أحمد عصام السيد، وأميرة أديب، وأحمد فاضل، بالإضافة إلى كلٍّ من نور محمود، وفدوى عابد، ورحاب الجمل، وماجد القلعي، فيما كُتب على شارته إهداء لوالدي بطلته، الفنانين الراحلين سمير غانم ودلال عبد العزيز.

وتدور أحداث المسلسل حول شخصية «عايشة»، التي تجسدها دنيا سمير غانم، وهي امرأة في أواخر الثلاثينات من عمرها، تعيش حياة روتينية بائسة بعد طلاقها، حيث تتحمل مسؤولية طفليها بالكامل؛ مما يجعلها تشعر بالإحباط وفقدان الشغف.

دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)
دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)

تتغير حياة عايشة بشكل غير متوقع عندما تضطر إلى الذهاب للجامعة بدلاً من ابنة شقيقتها «فاطيما» المقيمة في الخارج، التي تجد نفسها مهددة بالفصل، لتعيش عايشة تجربة مغايرة تماماً لعالمها المعتاد، فتتقمص دور فتاة عشرينية وتبدأ في الانخراط وسط الشباب، متبنية سلوكياتهم، وتتفاعل مع مشكلاتهم اليومية، وتتعلم لغتهم الجديدة؛ مما يؤدي إلى العديد من المواقف الطريفة والمفارقات الكوميدية.

على مدار الأحداث، نشاهد المفاجآت والصدمات التي تتلقاها «عايشة» بسبب اختلاف طرق التعامل، مع انتقادات لبعض السلوكيات التي تراها غير مناسبة، بالإضافة إلى رصد العديد من المتغيرات التي طرأت على المعرفة والأدوات المستخدمة في الدراسة والتعلم وغيرها من الأمور التي شهدت تغيرات جذرية على مدار العقدين الماضيين.

المسلسل لا يقتصر على قصة «عايشة» فقط، بل يسرد جوانب من حياة الشخصيات المحيطة بها، مثل صديقتها المقربة، التي تلعب دورها فدوى عابد، والتي تواجه تحديات مختلفة أثناء محاولاتها المستمرة للزواج، وما يصاحب ذلك من مواقف كوميدية مليئة بالغرابة والطرافة، بجانب تفاصيل حياة الطلاب والمقالب التي ينفذونها ضد بعضهم بعضاً.

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن مسلسل «عايشة الدور» يعكس ذكاء دنيا سمير غانم في اختيار أدوارها، مع محاولاتها الدائمة تقديم شخصيات تجمع بين الطموح وتحقيق الذات، لكنه في الوقت نفسه يرى أن «السيناريو لم يكن على المستوى المطلوب، خصوصاً أن الجمهور كان ينتظر عملاً أقوى من حيث الكتابة والمعالجة الدرامية».

وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «فكرة المسلسل جيدة، لكنه لم يرتقِ إلى مستوى أعمال دنيا السابقة التي رفعت سقف التوقعات بشأن ما تقدمه فنياً»، مشيراً إلى أن «السيناريو كان بحاجة إلى تطوير ليحقق التوازن بين الكوميديا والدراما الاجتماعية». وعدّ العمل «تجربة كوميدية خفيفة تناسب العرض في رمضان».

في كواليس التصوير مع الفنان إيهاب توفيق (حساب دنيا على «فيسبوك»)
في كواليس التصوير مع الفنان إيهاب توفيق (حساب دنيا على «فيسبوك»)

ويصف الناقد محمد عبد الخالق، العمل بأنه «غلب عليه الطابع الخطابي في بعض المشاهد»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «العمل لم يحقق التوازن المطلوب بين الكوميديا والدراما، وكان من الأفضل تقديمه في إطار فانتازي بدلاً من الطرح المباشر».

وأشار إلى أن «المسلسل لم يستغل إمكاناته بشكل جيد، حيث بدت الحوارات أحياناً وكأنها رسائل مباشرة للجمهور بدلاً من أن تكون جزءاً طبيعياً من سياق الأحداث»، لافتاً إلى أن «الكوميديا لم تكن عنصراً أساسياً في العمل، حيث ظهرت في مشاهد محدودة فقط، معظمها كان مرتبطاً بأداء فدوى عابد، التي استطاعت أن تضيف طابعاً مرحاً لبعض المشاهد».

وقال عبد الخالق إن «دنيا سمير غانم اعتمدت على أسلوبها المعتاد دون بذل مجهود واضح للخروج من منطقة الأمان الخاصة بها»، وفي الوقت نفسه اعتبر المسلسل «منح فرصة جيدة لمجموعة من الوجوه الشابة، لكن أكثرهم تميزاً ووضوحاً هو أحمد عصام السيد».