تسببت الحرب الدائرة بين موسكو وكييف في زيادة ضخمة في الجراحات التجميلية في أوكرانيا، حيث يجري الجراحون بشكل متزايد عمليات لإعادة بناء الوجه للمصابين في الهجمات الروسية.
ووفقا لموقع «ديلي بيست»، يتسابق أولئك الجراحون مع الوقت لتقرير ما يمكن وما لا يمكن إنقاذه من خلال العمليات التجميلية، وذلك أثناء العمل وسط نقص الإمدادات وصراخ المرضى وصفارات الإنذار من الغارات الجوية.
وقال فاليري بوفكون، رئيس قسم الجراحة التجميلية الترميمية في مستشفى «أخمتديت» في العاصمة كييف، لـ«ديلي بيست»: «قبل اندلاع هذه الحرب، كان المستشفى يجري فقط عمليتين أو ثلاث عمليات جراحية لإعادة بناء الوجه في السنة، وكان معظمها ناتجاً عن حوادث السيارات أو إصابات الألعاب النارية. أما الآن فيتم إجراء هذه العمليات عدة مرات في الأسبوع الواحد».
ولفت بوفكون إلى تزايد عدد المصابين من الأطفال بعد الحرب، قائلا إنه وزملاءه يجرون الكثير من الجراحات لوجوه أو سيقان أطفال تضررت من قصف بالصواريخ أو شظايا بحجم أقلام رصاص.
وتابع قائلا: «شاهد الجراحون إصابات الأطفال يومياً في مستشفى أخمتديت، وفي البداية، كان الموظفون مرتبكين للغاية، لدرجة أنهم في مارس (آذار) الماضي، كانوا يعيشون تقريبا في المستشفى، شعرنا بقلق كبير جدا في ذلك الوقت لأن الكثير من المرضى القادمين للمستشفى لم يكونوا مرضانا النموذجيين. لقد كانوا مصابين بأسلحة عسكرية، وكان عدد كبير منهم من الأطفال».
وقام بوفكون بعرض صور لبعض الأطفال الذين أجرى لهم عمليات جراحية خلال العام الماضي لموقع «ديلي بيست»، حيث أظهرت الصور جروحا عميقة أصيب بها أولئك الأطفال، بما في ذلك فقدان الأطراف والإصابة بشظايا في الوجه والرقبة، واختراق الرصاص للركب والسيقان والأيدي.
ولفت إلى أن أغلبية أولئك الأطفال أصيبوا بصدمة عميقة بعد الإصابة.
وفي 23 يناير (كانون الثاني) الماضي، أدخل المستشفى فتاة تبلغ من العمر 6 سنوات من خيرسون، المدينة الشرقية التي تم تحريرها في نوفمبر (تشرين الثاني) لكنها ظلت نقطة ساخنة للهجمات الروسية. وقبل أسابيع قليلة من وصولها، كانت الطفلة تلعب في غرفة نومها عندما سقط صاروخ على شقتها وأصابها. وفي صورة على هاتف بوفكون، تظهر الفتاة وهي تجلس على سرير المستشفى، بعد خضوعها لعملية إعادة بناء لوجهها، إلا أنها فقدت عينها اليسرى، حيث لم يستطع المستشفى إنقاذها.
وعلى بعد 20 دقيقة بالسيارة من مستشفى أخمتديت، في عيادة أناكوستيا، يخضع عامل مراقبة الحدود المسمى رسلان لجولة من علاج تجميلي لإزالة أثار الندبات من وجهه بعد إصابته بشظية في بداية الحرب، أثناء وجوده في مبنى في خاركيف.
وتسبب تأثير الهجوم في إصابة رسلان بشظية كبيرة استقرت في الجانب الأيمن من وجهه.
وحاول الطاقم الطبي إجراء جراحة تجميلية لرسلان تخلصه من آثار الندبات الناتجة عن الشظية، لكن الإمكانات لديهم في ذلك الوقت كانت شحيحة جدا.
وبعد عدة أشهر، تبنت شبكة No Scar التي تضم أكثر من 40 جراح تجميل يقدمون خدماتهم مجاناً لبعض من يحتاجون إلى علاج لإزالة الندبات بسبب إصابات الحرب، حالة رسلان الذي أصبح الجانب الأيمن من وجهه في طريقه للشفاء.
وتستخدم «No Scar» تقنيات لإزالة طبقات النسيج الندبي التي لم تلتئم. وقد ساهمت في العديد من الجراحات التجميلية للمصابين في أوكرانيا.
وعلى مدار العام الماضي، أثر الغزو الروسي لأوكرانيا على جميع سكان البلاد، الذين يزيد عددهم على 43 مليون نسمة.
وتسببت الحرب في فرار أكثر من 8 ملايين أوكراني من ديارهم، ووفقاً لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، فقد قُتل ما لا يقل عن 21 ألف قتيل ومصاب من المدنيين.
وبالنسبة للأطفال، فقد قُتل ما لا يقل عن 487 طفلاً وأصيب 954 منذ بدء الحرب.
زيادة ضخمة في الجراحات التجميلية بأوكرانيا بسبب الحرب
زيادة ضخمة في الجراحات التجميلية بأوكرانيا بسبب الحرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة