جنوب أفريقيا: استنفار ومخاوف من مظاهرات ضد رامافوزا

دعوات لاحتجاجات الاثنين... والسلطات تعدها «محاولة لإسقاط الحكومة»

سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا (أ.ف.ب)
سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا (أ.ف.ب)
TT

جنوب أفريقيا: استنفار ومخاوف من مظاهرات ضد رامافوزا

سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا (أ.ف.ب)
سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا (أ.ف.ب)

أثارت دعوات لاحتجاجات من جانب إحدى قوى المعارضة رد فعل «غاضباً» من الرئيس، والسلطات الأمنية في جنوب أفريقيا، حيث عدّوها «دعوة للفوضى ومحاولة لإسقاط النظام».
وكان حزب «مقاتلي الحرية الاقتصادية» (EFF) بقيادة المعارض اليساري، جوليوس ماليما، أعلن عن تنظيم مسيرات على مستوى البلاد (الاثنين) المقبل، للاحتجاج على الأزمات التي تشهدها البلاد وعلى رأسها أزمة الكهرباء، والأزمة الاقتصادية. ودعا الرئيس سيريل رامافوزا إلى الاستقالة. وقال ماليما، الأربعاء الماضي، إنه «لا يوجد شيء يستطيع أن يلغي الاحتجاجات سوى استقالة الرئيس». ويتهم ماليما رامافوزا بـ«تحويل البلاد إلى دولة فاشلة، وتمكين الفساد». وفي حين لم يتم الكشف عن مواقع محددة للاحتجاجات، دعا أعضاء الحزب المعارض المتاجر والمصانع في مختلف المناطق للإغلاق «لتجنب النهب». وقالوا إن «الحزب لا يريد أن يعمل أي شيء في البلاد في ذلك اليوم».
أصدر الرئيس سيريل رامافوزا، الجمعة، تحذيراً شديد اللهجة إلى الحزب المعارض والمنظمات الأخرى المشاركة في الإغلاق الوطني المخطط، وقال إنه «لن يتم التسامح مع الفوضى». وأضاف أن «الانتخابات هي الطريقة الوحيدة لإقالته من منصبه». وأعلن أن «قوات الأمن لن تتردد في استخدام القوة ضد من يحاول فرض إرادته ونشر الفوضى ومن يتعدى على حقوق الآخرين».
من جهتها، قالت السلطات الأمنية إن الاحتجاجات تمثل «محاولة للإطاحة بالحكومة». وقال مفوض شرطة مقاطعة كوازولو ناتال، الفريق نهلانهلا مخوانازي، الجمعة، إن «هذا ليس إغلاقاً، إنه فوضى». وأضاف مخوانازي أن «حجم التهديدات التي تمثلها تلك الاحتجاجات مختلف». وأشار إلى أن «الشرطة لم تتلق إخطارات بأي تجمعات»، مضيفا أنه «سيتم نشر أكثر من 18 ألف ضابط أمن خلال المسيرات».
ويأتي هذا وسط أزمة كهرباء تعصف بالبلاد، إلى جانب مشكلات اقتصادية. والشهر الماضي، دفعت أزمة الكهرباء رامافوزا إلى إعلان حالة «الكارثة الوطنية». كما قام رامافوزا الشهر الجاري بإجراء تغييرات في الحكومة شملت عددا من الوزراء، واستحداث منصب وزير للكهرباء للمرة الأولى.
وتتفاقم أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد منذ بداية عام 2022، إذ بدأت عمليات فصل الأحمال في مرحلتها السادسة، وهو ما رأى الخبراء أنه يؤدي إلى انقطاع الكهرباء لمدد تتراوح ما بين 6 و8 ساعات يومياً. وشهدت جنوب أفريقيا انقطاعاً للكهرباء ساعات عدة يومياً على مدار 200 يوم خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن يحدث ذلك طوال أيام عام 2023.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، خفض بنك جنوب أفريقيا الاحتياطي (SARB)، توقعاته للنمو لعام 2023 إلى 0.3 في المائة، من 1.1 في المائة في وقت الاجتماع السابق (نوفمبر/تشرين الثاني 2022). وقال البنك إن «السبب الرئيسي لانخفاض النمو المتوقع هو الحجم والمدة الممتدة لخفض أحمال الكهرباء في البلاد». ومن المتوقع أن تشهد البلاد «أعلى» معدل للبطالة على مستوى العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن البطالة ستصل إلى 35.6 في المائة في عام 2023. كما تعاني البلاد من ارتفاع معدلات الفقر، وعدم المساواة، والجريمة.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال سعيد عبد الله، الصحافي المقيم في جوهانسبرغ، إن الوضع الأمني في البلاد «يشهد استنفاراً كبيراً». وأضاف أن «قطاعات من المواطنين قررت أن تلزم منازلها (الاثنين) خوفاً من تحول الاحتجاجات إلى أعمال عنف ونهب وتخريب»، مشيراً إلى أن «حزب ماليما له تاريخ في الاحتجاجات العنيفة».
وأعرب عبد الله عن اعتقاده بأن «الاحتجاجات قد تكون كبيرة نسبياً في ظل استغلال ماليما للأزمات التي تتعرض لها البلاد، لكنها من غير المرجح أن تتسبب في إحراج كبير، أو أزمة كبرى لـ(رامافوزا)، وللحزب الحاكم، حيث إن أحزاب المعارضة الوازنة في البلاد انتقدت دعوته للاحتجاج ولم تصطف معه ضد الرئيس». ورأى عبد الله أن تصريحات السلطات الأمنية، وتصريحات رامافوزا، «تعكس تخوف السلطة من أعمال عنف ونهب وتخريب على نطاق واسع».


مقالات ذات صلة

جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

العالم جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

جددت تصريحات مسؤول سابق في شركة «الكهرباء الوطنية» الحديث حول تفشي الفساد في جنوب أفريقيا، وسط «تراجع في شعبية» حزب المؤتمر الحاكم، بحسب مراقبين، ما قد يهدد حظوظه في الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها العام القادم. وفي تقرير قدمه إلى اللجنة الدائمة للحسابات العامة بالبرلمان (SCOPA)، قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة الطاقة المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا، أندريه دي رويتر، (الأربعاء)، إن مليار راند (55 مليون دولار) تسرق من شركة الكهرباء الحكومية الوطنية «إسكوم» كل شهر.

العالم جنوب أفريقيا لن تنسحب من «الجنائية الدولية» وتتحدث عن «خطأ» في التواصل

جنوب أفريقيا لن تنسحب من «الجنائية الدولية» وتتحدث عن «خطأ» في التواصل

أعلنت رئاسة جنوب أفريقيا، أمس (الثلاثاء)، أن البلاد لن تنسحب من المحكمة الجنائية الدولية، متحدثةً عن «خطأ» في التواصل من جانب الحزب الحاكم بشأن مذكرة توقيف الرئيس فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وقالت الرئاسة مساء أمس، إنها «تود أن توضح أن جنوب أفريقيا لا تزال موقّعة على نظام روما الأساسي»، مضيفةً أن «هذا التوضيح يأتي بعد تعليقٍ خاطئ حصل خلال مؤتمر صحافي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم. وقبل هذا التوضيح، كان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا قد أعلن (الثلاثاء)، أن حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم الذي يتزعمه، يطالب بانسحاب بلاده من المحكمة الجنائية الدولية. وقال راما

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)
العالم مقتل 10 في إطلاق نار بجنوب أفريقيا

مقتل 10 في إطلاق نار بجنوب أفريقيا

قالت شرطة جنوب أفريقيا اليوم (الجمعة)، إن تقارير أولية تشير إلى مقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة في إطلاق نار بمدينة بيترماريتسبرج بإقليم كوازولو ناتال، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت وزارة الشرطة في بيان: «وفقاً لتقارير أمنية أولية، اقتحم مسلحون مجهولون منزلاً ومنطقة محيطة به في بيترماريتسبرج ونصبوا كميناً للعائلة. أصيبت 7 نساء و3 رجال بجروح أودت بحياتهم خلال إطلاق النار». وأضاف البيان أن وزير الشرطة بيكي سيلي وكبار قادة جهاز الأمن في البلاد سيتوجهون لموقع الجريمة في وقت لاحق اليوم.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)
العالم جنوب أفريقيا: السماح للمستقلين بخوض الانتخابات يُربك حسابات السياسيين

جنوب أفريقيا: السماح للمستقلين بخوض الانتخابات يُربك حسابات السياسيين

فيما تشهد شعبية حزب «المؤتمر» الحاكم في جنوب أفريقيا تدنياً غير مسبوق، أتى قانون يسمح للمستقلين بخوض الانتخابات، ليشكل تحدياً للقوى السياسية التقليدية بشكل عام. ووقَّع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الاثنين، على قانون يسمح للمرشحين المستقلين بخوض انتخابات المقاطعات والانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل.

الخليج محكمة في دبي تقرر عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا

محكمة في دبي تقرر عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا

قالت الإمارات، إن عبد الله النعيمي، وزير العدل في البلاد، أجرى اتصالاً هاتفياً مع رونالد لامولا، وزير العدل والإصلاحيات بجنوب أفريقيا؛ لمناقشة الحكم القضائي بشأن طلب تسليم المتهميْن أتول وراجيش كومار غوبتا، في ضوء قرار محكمة استئناف دبي عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا لعدم كفاية الوثائق القانونية فيما يتعلق بقضيّتيْن تتعلقان بغسل الأموال والاحتيال والفساد. وبحسب ما أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام)، فإن قرار المحكمة بعدم إمكانية التسليم يأتي بعد عملية مراجعة قانونية شاملة ودقيقة، وجدت أن الطلب المقدّم لا يفي بالشروط والوثائق القانونية على النحو المُبيّن في اتفاقية التسليم الثن

«الشرق الأوسط» (دبي)

مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
TT

مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)

اتفقت دول مجموعة العشرين على العمل معاً لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء، لكن دون التوصل لاتفاق حول نظام ضريبي عالمي، وذلك وفقاً لإعلان تمّ تبنيه بعد اجتماع وزراء مالية دول المجموعة في ريو دي جانيرو.

وقال الإعلان الصادر عن البرازيل التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة إنه «مع الاحترام الكامل للسيادة الضريبية، سنسعى إلى المشاركة متعاونين لضمان فرض ضرائب فعالة على صافي الثروات العالية للأفراد»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف الوزراء في إعلانهم أنّ «عدم المساواة في الثروة والدخل يقوّض النمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي ويؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف الاجتماعية». ودعا الإعلان إلى «سياسات ضريبية فعّالة وعادلة وتصاعدية».

وقال وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد إنّه «من المهمّ، من وجهة نظر أخلاقية، أن ترى أغنى عشرين دولة أنّ لدينا مشكلة تتمثّل في فرض ضرائب تصاعدية على الفقراء وليس على الأثرياء».

ورحّبت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، الجمعة، بالإعلان الصادر عن مجموعة العشرين والمؤيّد «للعدالة المالية»، معتبرةً أنّه «جاء في الوقت المناسب ومرحّب به».

وقالت غورغييفا في بيان إنّ «الرؤية المشتركة لوزراء مجموعة العشرين بشأن الضرائب التصاعدية تأتي في الوقت المناسب وهي موضع ترحيب، لأنّ الحاجة إلى تجديد الاحتياطيات المالية مع تلبية الاحتياجات الاجتماعية والتنموية تنطوي على قرارات صعبة في العديد من البلدان». وأضافت أنّ «تعزيز العدالة الضريبية يساهم في القبول الاجتماعي لهذه القرارات».