فرح بيطار لـ«الشرق الأوسط»: قلبي يخفق فرحاً لعودتي إلى المسرح

بعد أن سرقتها الأعمال الدرامية منه

تؤكد بيطار أنها ستتابع من الدراما الرمضانية «وأخيراً» لنادين نسيب نجيم  -    فرح بيطار متحمسة لنقلتها من الدراما إلى المسرح (الشرق الأوسط)
تؤكد بيطار أنها ستتابع من الدراما الرمضانية «وأخيراً» لنادين نسيب نجيم - فرح بيطار متحمسة لنقلتها من الدراما إلى المسرح (الشرق الأوسط)
TT

فرح بيطار لـ«الشرق الأوسط»: قلبي يخفق فرحاً لعودتي إلى المسرح

تؤكد بيطار أنها ستتابع من الدراما الرمضانية «وأخيراً» لنادين نسيب نجيم  -    فرح بيطار متحمسة لنقلتها من الدراما إلى المسرح (الشرق الأوسط)
تؤكد بيطار أنها ستتابع من الدراما الرمضانية «وأخيراً» لنادين نسيب نجيم - فرح بيطار متحمسة لنقلتها من الدراما إلى المسرح (الشرق الأوسط)

عندما تحدِّثك الممثلة فرح بيطار عن آخِر أعمالها الدرامية «التحدي» الذي شكَّل الجزء الثاني لـ«سر»، فهي تغوص بانعكاساته الإيجابية عليها، وتعتبر أنه لوّن مشوارها الدرامي وقدّمها في قالب جديد لم يسبق أن لامسته. «كنت دائماً أُمثل دور الفتاة المغبونة والبسيطة والهادئة والتي تتحمل الكثير من أجل الآخر. ولكن في (التحدي) أخذت منحى مغايراً تماماً فجسّدت فيه دور المرأة القوية التي تأخذ المبادرة على عاتقها وتسير بقرارها من دون العودة إلى أحد. كانت تجربة جميلة جداً، سيما أنني اجتمعت فيها مع نجوم كبار أمثال بسام كوسا وكارمن لبس وباسم مغنية وستيفاني صليبا وغيرهم».
اليوم، تبدلت وجهة فرح بيطار لتنتقل من الدراما إلى الخشبة من خلال مسرحية «بضاعة ناعمة»، وتقدم فيها نموذجاً عن النساء اللاتي يعانين من عُقَد نفسية حقيقية. وتعلِّق: «هي بمثابة مواقف نابعة من الحياة لا علاقة لها بأي أحداث سياسية شهدناها في لبنان. كل ما في الأمر أن المسرحية هي اجتماعية بامتياز، وتحكي عن كيفية تواصل ثلاثة أشخاص مع بعضهم البعض، مما سهّل عليهم اكتشاف عُقَدهم هذه».
عندما نذكر عنوان العمل «بضاعة ناعمة» يتراءى لسامعه أنه عمل خاص بالنساء، لماذا هذا الاسم؟ وهل يرتبط بالمرأة فقط؟ تردّ، في حديث، لـ«الشرق الأوسط»: «هو، وكما يدل، يحكي عن بضاعة للبيع. وكانت قد استخدمت هذه العبارة في العراق أثناء الحرب، إذ كان يتم تداولها عند بيع النساء، ولكن كاتب العمل رالف معتوق استعملها من منحى مختلف تماماً، وترتبط ارتباطاً مباشراً بالأنوثة والاستسلام للمشكلات والإحباط. ولكن منذ بداية العرض لن يستطيع مُشاهدها أن يتعرف بوضوح على (كركتير) كل واحد من الشخصيات الثلاث إلا في النهاية. وهنا يكمن عنصر المفاجأة والإثارة».
وفي هذه النقلة من الدراما إلى المسرح تؤكد فرح بيطار أن حماساً كبيراً يغمرها. وتوضح، في سياق حديثها: «عندما عُرض عليّ الدور لمعت عيني ولم أصدِّق أنني سأقف على المسرح من جديد. سبق أن شاركت في مسرحيات أثناء دراستي الجامعية، ومن ثم قمت بتجربة أخرى على مسرح المدينة في بيروت، إلا أن الدراما سرقتني من المسرح لـ10 سنوات متتالية، ولذلك أشعر بحماس كبير لوقوفي على الخشبة من جديد. فمشاعري، هذه المرة، تختلف تماماً عن تلك التي كانت تنتابني في الدراما. في هذه الأخيرة تعودت على الأجواء وصارت جزءاً من مشواري التمثيلي. أما اليوم فأنا مشتاقة للمسرح وأعدُّ الساعات والدقائق التي تفصلني عن أول عرض».
«التعامل مع الكاميرا أسهل بكثير، خصوصاً أن هناك سبلاً لتفادي ما نرتكبه. فيمكنكِ أن تعيدي المشهد، أو أن يلجأ المخرج إلى عملية المونتاج وما إلى هنالك من طرق أخرى. أما المسرح فهو يرتكز على التفاعل المباشر مع الحضور، فيحمّلنا مسؤولية أكبر».
لكن ماذا عن الدراما؟ هل هي تأخذ فترة استراحة منها؟ تردّ: «في الحقيقة لم أقصد أخذ فترة استراحة، ولكن الأمور جَرَت لتشكّل لي فرصة أعود بها إلى المسرح. عُرض عليّ عمل درامي يصوَّر في العراق، ولكن وبسبب ارتباطي بهذا العمل المسرحي الذي كنا قد اتفقنا عليه منذ أشهر عدة، كان لا بد لي من الاعتذار عن الدراما. فنحن ومنذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت نتمرن على هذا العمل المسرحي ونتشاور حول قصته والأدوار الذي سنؤديها. ولذلك كان لا بد من التفرغ للمسرحية بعيداً عن الدراما».
وتروي فرح مدى سعادتها بالوقوف في المسرحية إلى جانب ممثلة لبنانية تملك مشواراً غنياً في التمثيل. «في الحقيقة، الفريق المشارك في العمل متناغم بشكل ممتاز، وأنا فخورة؛ كوني سأتشارك فيه مع سمارة نهرا التي أعتزُّ بقيمتها الفنية محلياً وعربياً. كما أنني سبق أن تعاونت مع رالف معتوق كاتب المسرحية في مسلسل (غربة)، فهناك صداقة تربطنا منذ ذلك الوقت، وأنا ممتنّة للفرصة المسرحية التي قدَّمها لي».
وترى بيطار أن التنافس الذي تشهده خشبات لبنان، اليوم، في تقديم مسرحيات مختلفة هو أمر يُفرحها. «هو تنافس صحي ويشكل عودة قوية للمسرح بعد ركود قسري. فعندما يغيب فن المسرح عن أي بلد ندرك بسرعة أنه يعاني من مشكلة ما. وفي عودته نلمس عودة الحياة الطبيعية وأن قلب البلاد ينبض من جديد بسببه».
وتابعت بيطار أخيراً مسلسل «ستليتو» الذي أعجبها بموضوعه وممثليه. وتعلِّق، لـ«الشرق الأوسط»: «مع الأسف لم أستطع مشاهدة أعمال درامية جديدة؛ لانشغالي بالتمرينات المسرحية، ولكن (ستليتو) كان له وقعُه على الناس، وأنا شخصياً أحببت حبكته بشكل عام. فبرأيي، يجب على صُناع الدراما بين وقت وآخر الذهاب إلى مكان مغاير لا يشبه الإنتاجات الرائجة». وتضيف: «قد يكون هذا العمل بعيداً كل البعد عن الواقع، ولكن وبغض النظر عما إذا الناس يستهويهم هذا النوع أو العكس، إلا أنه أحدث ضجة إيجابية على الساحة، كما أن الممثلين فيه كانوا رائعين وأُعجبت بكارلوس عازار وريتا حرب اللذين قدّما المختلف في مشوارهما. وبالتالي كل من ندى بو فرحات وديمة قندلفت، فهذه الأخيرة، وبالرغم من كل الشر الذي جسّدته، أحبَّها الناس».
تعد بيطار نفسها بمتابعة أعمال دراما رمضان، وفي مقدمتها «وأخيراً» لنادين نسيب نجيم. «أنا من المعجبات جداً بأدائها وبأعمالها فهي تتجدد دائماً، تعرف كيف تضيف على أدائها؛ إن بصوتها وبنبرته، وإن بشكلها الخارجي أو بخطوط الشخصية التي تجسِّدها بتفاصيلها». وتختم بيطار: «من الأعمال التي أتمسّك بمشاهدتها في رمضان أيضاً (للموت 3)، فأنا توّاقة للتعرف على الحبكة التي اعتمدتها كاتبته نادين جابر، فعندي سلسلة أسئلة عن مصير بطلتيه سحر وريم (دانييلا رحمة وماغي بو غصن)، كيف قاومتا الموت وعادتا إلى الحياة، ما المشكلات التي ستقعان بها بعد كل ما مرّتا به في الجزأين السابقين، فهناك لا شك نسبة إثارة عالية تنتظرنا، سيما أن هناك عناصر تمثيلية جديدة تدخل عليه كورد الخال».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

 نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
TT

وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

 نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

تُوفيت الفنانة المصرية نيفين مندور صباح اليوم (الأربعاء)، عن عمر يناهز 53 عاماً، وذلك إثر حريق مفاجئ شبّ في منزلها.

وأُعلن الخبر على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، اليوم (الأربعاء).

وكان الفنان شريف إدريس قد كتب، عبر صفحته الرسمية في «فيسبوك»: «لا إله إلا الله... الصديقة الطيبة الجميلة نيفين مندور في ذمة الله، الله يرحمك ويحسن إليكِ».

لقطة من دور قدمته نيفين مندور في فيلم «اللي بالي بالك» (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

واشتهرت نيفين مندور بشخصية «فيحاء» التي جسّدتها ضمن أحداث فيلم «اللي بالي بالك» أمام الفنان محمد سعد، الذي صدر عام 2003. وكان آخر أعمالها المسلسل الكوميدي «المطعم» الذي عُرض عام 2006.


«ويلة عيد»... نيّة صادقة ونتيجة خفيفة

النية واضحة لكنّ الخشبة تطلب أكثر من صدق الشعور (الشرق الأوسط)
النية واضحة لكنّ الخشبة تطلب أكثر من صدق الشعور (الشرق الأوسط)
TT

«ويلة عيد»... نيّة صادقة ونتيجة خفيفة

النية واضحة لكنّ الخشبة تطلب أكثر من صدق الشعور (الشرق الأوسط)
النية واضحة لكنّ الخشبة تطلب أكثر من صدق الشعور (الشرق الأوسط)

تكثُر الأعمال المسرحية التي تُراهن على موسم الأعياد بوصفه مدخلاً مضموناً إلى عاطفة الجمهور. غير أنّ الانتماء إلى أجواء الميلاد لا يكفي وحده لمنح العمل قيمة فنّية أو ثقلاً مسرحياً. فبين الزينة والضوء والموسيقى، لا بدّ من سؤال عمّا يقول العرض وكيف يقوله، وإلى أيّ حدّ ينجح في تحويل النيّة إلى تجربة مُكتملة؟

مسرحية «ويلة عيد»، المعروضة على خشبة مسرح «ديستركت 7» في منطقة الصيفي البيروتية، تنتمي إلى هذه الفئة من الأعمال التي تطلّ على المُتلقّي بنيّة طيّبة، لكن من دون أن تمتلك الأدوات الكافية لحَمْلها فنياً. الكاتبة والمخرجة مايا سعيد أرادت تقديم عمل رمزي يُحيّي الطاقم الطبّي الذي يعمل في ليالي الأعياد، أولئك الذين لا يعرفون معنى الإجازة حين يحتفل الآخرون. تنبع الفكرة من تجربة شخصية، فوالدها مارس مهنة الطبّ، ويبدو العمل أقرب إلى تحية خاصة له، أو إلى محاولة عزاء ذاتي واعتراف مؤجَّل بالفقد. عند هذا المستوى، تبدو النوايا نبيلة ومفهومة. لكنّ المسرح لا يُقاس بصفاء النيّات وحدها، وإنما بقدرة هذه النيّات على التحوّل إلى بناء درامي مُتماسك.

ليلة ميلاد وأسئلة معلّقة لا تجد طريقها إلى العمق (الشرق الأوسط)

العمل من بطولة وسام صباغ وأندريه ناكوزي، ويمكن التقاط لحظات أو أفكار مُتناثرة داخله، لكن يصعب استخلاص عرض مُتكامل. فالنصّ عادي في حبكته، والإخراج متواضع في مقاربته البصرية. والصراخ، مهما علا، لا يُفضي بالضرورة إلى وجع أعمق، والإفراط في الزينة لا يعوّض خفّة البناء الدرامي ولا يضمن استحضار روح الميلاد.

تتناول المسرحية موضوعات مألوفة ومهمّة، من الوحدة والانتماء إلى الذاكرة والطفولة والبحث عن الذات، وهي موضوعات تزداد حدّتها في مواسم الفرح الجماعي، حين يشتدّ الضوء في الخارج، وتتكثَّف العتمة الداخلية. وإنما الطرح يذهب إلى بساطة مُفرطة تكاد تُفرغه من أثره. تقوم الحبكة على شابة تائهة في عالمها تختلق حادث سير للتهرُّب من تمضية سهرة عيد الميلاد مع عائلتها. فكرة تجمع بين الطرافة والألم، لكنها تبقى أسيرة معالجة لا تتطوَّر، فتُراوح مكانها من دون أن تُحدِث فارقاً حقيقياً.

رداء أبيض يحمل أكثر مما تحتمله الشخصية وأقل مما يحتمله المسرح (الشرق الأوسط)

تحمل مايا سعيد ذاكرة نازفة تحاول في موسم الميلاد أن تمنحها معنى أقل قسوة. نصوصها لا تخلو من حسّ إنساني واضح، لكنّ تنفيذ «ويلة عيد» أضعفَ التركيبة بأكملها. فقدان والدها يبدو جرحاً مفتوحاً لا يزال يقيم في داخلها، فتسعى إلى مداواته عبر أعمال مسرحية تريد لها أن تُهدّئ الألم. كتبت لوسام صباغ شخصية طبيب لا يعرف الفرق بين الليل والنهار، ولا بين أيام العمل وأيام العيد، ورأت فيها انعكاساً مباشراً لصورة والدها، إلى حدّ إلباسه رداءه الأبيض نفسه. هنا تحديداً، تتجلّى المُفارقة المسرحية. فحين نُلاحظ أنّ الاسم المُطرَّز على الرداء لا يخصّ شخصية الطبيب في العرض، يتبيَّن أنّ الرداء هو لوالد الكاتبة والمخرجة نفسها، في لفتة شخصية أرادت من خلالها تكريمه. لكنّ المسرح ليس إسقاطاً مباشراً للشأن العائلي. هو إعادة صياغة للوجع وتحويله إلى مادة فنّية قابلة للمُشاركة. عرض الألم كما هو، من دون مسافة فنّية، يُضعف الأثر بدل أن يُعمّقه.

على مستوى الأداء، يحتمل العمل مزيداً من التكثيف والحياة. أندريه ناكوزي تذهب إلى الانفعال أكثر مما تُمسك باللحظة الدرامية، فتتبدَّد ملامح الشخصية المتألّمة والوحيدة من دون أن تترسَّخ. أما وسام صباغ فيبدو طبيباً لأنه يرتدي الرداء الأبيض لا أكثر، من دون طبقات داخلية أو مسار نفسي واضح يمنح الشخصية عمقها، وتزيد من ذلك ضآلة الكيمياء بين البطلَيْن، ممّا جعل الأداء يبدو غير قادر على الحفر في الداخل.

مسرح يتعثَّر وهو يحاول أن يقول شيئاً عن الفقد (الشرق الأوسط)

جميلٌ طرح أسئلة الميلاد في زمن الصورة ووسائل التواصل، وجميل التوقّف عند الضحكة الزائفة والانشغال بالقشور على حساب الجوهر. لكنّ هذه الأفكار، حين لا تتّكئ على بناء متين وكيمياء حيّة بين الممثلين، تبقى عناوين أكثر منها تجربة مسرحية. «ويلة عيد» حاولت أن تقول شيئاً حقيقياً، لكنها قالته بأدوات محدودة. فالنصّ يحتاج إلى مزيد من التكثيف، والإخراج إلى رؤية أكثر وضوحاً، والتمثيل إلى إدارة أعمق تتيح للوجع أن يتجاوز اللحظة الخاطفة.

«ويلة عيد» مسرحية خفيفة ومتقشّفة فنياً، تحكمها نوايا إنسانية واضحة، لكنها تفتقر إلى العمق الذي يجعلها تُحسَب تجربةً مسرحيةً مُكتملة. وهي، وإن كانت تُقدَّر لجهتَي الفكرة واللفتة، فإنها تؤكّد أنّ المسرح يعيش بما يُنجَز على الخشبة فعلاً وليس بالنيّة وحدها.


توجيه تهمتيْ قتل لنجل المخرج روب راينر في جريمة مقتل والديه

نيك راينر سيواجه اتهاماً في مقتل والده (أ.ب)
نيك راينر سيواجه اتهاماً في مقتل والده (أ.ب)
TT

توجيه تهمتيْ قتل لنجل المخرج روب راينر في جريمة مقتل والديه

نيك راينر سيواجه اتهاماً في مقتل والده (أ.ب)
نيك راينر سيواجه اتهاماً في مقتل والده (أ.ب)

يواجه نيك راينر، ابن روب راينر، تهمتيْ قتل من الدرجة الأولى لقتل والديه، وفق ما قال الادعاء في مقاطعة لوس أنجليس الأميركية، أمس الثلاثاء.

وأعلن المدعي العام ناثان هوشمان، في مؤتمر صحافي مع قائد شرطة لوس أنجليس جيم ماكدونيل، أن نيك راينر، البالغ من العمر 32 عاماً، سيواجه اتهاماً في وفاة الممثل والمخرج روب راينر (78 عاماً)، وزوجته ميشيل سينجر راينر.

ويعتزم المدّعون تقديم التهم، وهما تهمتان بالقتل من الدرجة الأولى مع ظروف خاصة بالقتل المتعدد، في وقت لاحق، اليوم الثلاثاء. وستشمل التهم أيضاً اتهاماً خاصاً بأنه استخدم سلاحاً خطيراً وهو سكين، وفق ما أوردت وكالة «أسوشييتد برس».

جاء الإعلان عن التهم بعد يومين من العثور على الزوجين قتيلين جرّاء تعرضهما لطعنات واضحة في منزلهما في حي برينتوود الراقي بلوس أنجليس.

وجرى القبض على نيك راينر للاشتباه في ارتكابه جريمة القتل واحتجازه بعد ساعات. وكان من المتوقع أن يَمثل نيك راينر أمام المحكمة، لأول مرة، في وقت سابق، أمس الثلاثاء، لكن محاميه آلان جاكسون قال إنه لم يُنقل من السجن إلى المحكمة؛ لأسباب طبية، ولن يَمثل أمام المحكمة قبل يوم الأربعاء. ولم يعلّق جاكسون أكثر على القضية، ولم يدفع نيك راينر ببراءته بعد.