قررت تركيا بدء عملية التصديق على طلب فنلندا الانضمام إلى عضوية «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»؛ في خطوة لقيت ترحيب أمينه العام ينس ستولتنبرغ.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن تركيا قررت بدء عملية التصديق على انضمام فنلندا إلى عضوية «الحلف»، معرباً عن أمله في أن ينتهي البرلمان من المصادقة على الطلب قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو (أيار) المقبل. وأضاف إردوغان في مؤتمر صحافي مع الرئيس الفنلندي، سولي نينيستو، عقب مباحثات بينهما في أنقرة الجمعة، تركزت على ملف عضوية فنلندا في «الناتو» وعلاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي: «قررنا بدء عملية المصادقة البرلمانية على بروتوكول انضمام فنلندا إلى (الناتو). الحلف سيصبح أقوى من خلال عضوية فنلندا، وسيلعب دوراً أكثر فاعلية في الحفاظ على الأمن والاستقرار العالمي». وتابع أنه «مع استكمال عملية التصديق، فستقوى علاقاتنا مع فنلندا في إطار حلف (الناتو)... آمل أن ينتهي البرلمان التركي من التصديق على الطلب قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 14 مايو» المقبل.
وقال إردوغان إنه ناقش مع نظيره الفنلندي، أيضاً، القضايا الإقليمية والعالمية، مضيفاً: «إننا نولي أهمية لمواصلة دعم فنلندا لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي». وتابع: «لقد تبادلت أنا وصديقي العزيز (رئيس فنلندا) الآراء حول التطورات المتعلقة بالحرب الروسية - الأوكرانية. نقلت ملاحظاتي وقراراتي فيما يتعلق بالتنفيذ الفعال لاتفاق إسطنبول المتعلق بنقل الحبوب عبر البحر الأسود، وهو أمر حيوي بالنسبة إلى الأمن الغذائي العالمي». وأكّد إردوغان أن «تركيا مدافع قوي عن سياسة الباب المفتوح لحلف (الناتو)»، قائلاً: «لقد رأينا أن فنلندا اتخذت خطوات صادقة وملموسة للوفاء بالتزاماتها بموجب المذكرة الثلاثية (موقعة بين تركيا وألمانيا والسويد على هامش قمة الناتو في مدريد وتتضمن مراعاة حساسيات تركيا الأمنية ورفع حظر توريد الأسلحة إليها الذي فرض عام 2019 بسبب عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا)... بناء على الحساسية التي أظهرتها والمسافة التي حققتها، قررنا بدء عملية الموافقة على مشاركتها داخل البرلمان التركي».
وبالنسبة إلى الطلب المماثل المقدم من السويد، قال إردوغان: «قدمنا إلى السويد قائمة تضم أسماء 120 إرهابياً (عناصر في حزب العمال الكردستاني وحركة الخدمة التابعة لفتح الله غولن)، وطلبنا تسليمهم لنا، وليس من الممكن أن نتعامل معها بشكل إيجابي إذا لم تسلمهم». وأضاف الرئيس التركي أن «مسار التقدم لنيل عضوية السويد في الحلف سيكون مرتبطاً بشكل مباشر بالخطوات الملموسة التي ستتخذها. فصلنا ملف انضمام فنلندا إلى (الناتو) عن السويد، لعدم السماح لأعضاء التنظيمات الإرهابية بالتظاهر»، في إشارة إلى مظاهرات نظمها عناصر «حزب العمال الكردستاني» ضد إردوغان في السويد.
بدوره؛ عبّر الرئيس الفنلندي سولي نينيستو عن شكره تركيا والرئيس إردوغان على قبول طلب انضمام بلاده إلى عضوية «الناتو»، قائلاً: «هذه أخبار مهمة جداً لجميع الفنلنديين، نشكركم كثيراً». وأضاف نينيستو مخاطباً الرئيس التركي: «أنت الوحيد القادر على التحاور مع أي شخص في العالم».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت فنلندا والسويد ستنضمان بشكل منفصل إلى «الناتو»، قال نينيستو: «نحن لا نتقدم بمفردنا، ولكن يبدو أنه يمكننا أن نصبح عضواً في (الحلف)؛ لأن فنلندا فعلت كل ما هو متوقع منها، تقدمت بطلب للحصول على عضوية (الناتو)، وأجرينا مفاوضات مع الحكومة التركية في مدريد، وأعتقد أننا فعلنا كل ما هو ضروري. الآن نحن في انتظار الموافقة».
وتقدمت فنلندا والسويد بطلبين للانضمام إلى «الناتو» في مايو الماضي، على خلفية مخاوفهما من الحرب الروسية في أوكرانيا، ووافقت 28 دولة من أعضاء الحلف باستثناء تركيا والمجر، بينما تتعين موافقة الأعضاء الـ30 بالإجماع على طلبات توسيع «الحلف». ومؤخراً بدأت المجر عملية المصادقة، لكن تركيا لا تنظر بإيجابية حتى الآن إلى طلب السويد بسبب المظاهرات المناهضة للرئيس التركي من أنصار «حزب العمال الكردستاني»، وحادثة إحراق نسخة من القرآن الكريم في يناير (كانون الثاني) الماضي أمام مبنى القنصلية التركية في ستوكهولم.
تركيا تبدأ عملية التصديق على طلب فنلندا الانضمام لـ «الناتو»
تركيا تبدأ عملية التصديق على طلب فنلندا الانضمام لـ «الناتو»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة