نيجيريا: هل تنجح محاولات إنشاء حكومة «وحدة وطنية»؟

رغم رفض المعارض البارز بيتر أوبي

بيتر أوبي المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة النيجيرية (رويترز)
بيتر أوبي المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة النيجيرية (رويترز)
TT

نيجيريا: هل تنجح محاولات إنشاء حكومة «وحدة وطنية»؟

بيتر أوبي المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة النيجيرية (رويترز)
بيتر أوبي المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة النيجيرية (رويترز)

لا تزال ارتدادات الانتخابات الرئاسية النيجيرية، التي انتهت بفوز مرشح الحزب الحاكم بولا تينوبو، تهيمن على المشهد السياسي النيجيري، في ظل حديث عن النية لإنشاء حكومة وحدة وطنية تضم قوى المعارضة، وهو ما رفضه مرشح المعارضة البارز بيتر أوبي.
والخميس، أعلن المرشح الرئاسي عن حزب «العمال» المعارض، بيتر أوبي، أنه لن يقبل أي عرض للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية يقودها الرئيس المنتخب بولا تينوبو. وأضاف أوبي، خلال لقاء تلفزيوني، أنه عازم على الاستمرار في معارضة نتائج الانتخابات الرئاسية، وأنه «يجب تصويب ما حدث خلال عملية الاقتراع».
وعندما سُئل هل سيقبل بنتيجة مساعيه حول نزاع نتائج الانتخابات أم لا إذا لم تكن في مصلحته، أجاب أنه سيصاب بـ«صدمة إذا أيد القضاء انتخاب تينوبو»، مضيفاً أنه «واثق باتخاذ القضاء القرار الصحيح». وأشار أوبي إلى أنه أمقضى في المحاكم 3 سنوات، حتى «استعاد انتخابات مسروقة»، في إشارة لعملية التقاضي الطويلة التي جرت قبل عشرين عاماً، وأدت إلى إلغاء فوز منافسه بمنصب محافظ ولاية أنامبرا، وإعلانه محافظاً على أثر الحكم.
ووصف أوبي الحديث عن قبول مفاوضات لإنشاء حكومة وحدة وطنية بالحديث مع مَن «أوقفوا القطار وخطفوا البشر»، مضيفاً أنه «لا يمكن التواصل لمناقشة السلام عندما يكون هناك أشخاص قيد الأسر».
وكانت تقارير صحافية نيجيرية تحدثت عن نية تينوبو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما أكدته قيادات في حزب الرئيس المنتخب، الأحد الماضي. وقال مسؤول في الحزب الحاكم (الأحد) إن الرئيس المنتخب «ينوي جمع النيجيريين جميعاً، بمن فيهم مرشحو أحزاب المعارضة الذين نافسوه في الانتخابات، من خلال حكومة وحدة». وقالت تقارير صحافية محلية «إن قيادات في الحزب دعمّت تلك المبادرة»، ضمن ما وصفوه بـ«عملية استشفاء وطنية».
وسبق أن طلب حزب «العمال» بقيادة أوبي، ومعه قوى معارضة أخرى، من القضاء النيجيري وقف عملية إعادة برمجة ماكينات فرز الأصوات التي استُخدمت في الانتخابات الرئاسية، ريثما تنتهي عملية التحقّق مما إذا كان استخدامها في الانتخابات الرئاسية قد شابته عمليات تزوير، لكنّ المحكمة رفضت طلب المعارضة وسمحت بالمضيّ قدماً في عملية إعادة برمجة الماكينات قبيل انتخابات محافظي الولايات المقررة إقامتها بعد غد بعد تأجيلها أسبوعاً للقيام بإعادة البرمجة.
على أثر ذلك، توجه حزب «العمال» إلى «محكمة التماسات الانتخابات» طالباً منحه الإذن بفحص المواد الانتخابية التي استخدمتها المفوضية خلال اقتراع 25 فبراير (شباط). وأكد رئيس الهيئة الانتخابية، محمود يعقوبو، أثناء استقباله محامين من حزب «العمال»، الاثنين الماضي، أن المفوضية ليس لديها ما تخفيه، وتعهد بتقديم الوثائق المطلوبة جميعها للدعوى الجارية.
وكان مرشح الحزب الحاكم بولا تينوبو فاز بنتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدت حصوله على 37 في المائة من الأصوات، مقابل 29 في المائة لمرشح حزب «الشعب الديمقراطي» المعارض الرئيسي عتيق أبو بكر، بينما حصل بيتر أوبي على 25 في المائة، لكن عتيق وأوبي رفضا النتائج واتخذا إجراءات للطعن في نتائجها.
وانتقد مراقبون من الاتحاد الأوروبي و«الكومنولث» وهيئات أخرى لجنة الانتخابات؛ لسوء التخطيط وتأخير التصويت، لكنهم لم يتّهموها بالتزوير والتلاعب.
ويعتقد الكاتب النيجيري مكي أبو بكر، بأن المساعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية «لا تهدف إلى تهدئة غضب المعارضة وأنصارها، بل تعكس أجندة سياسية وحدوية للرئيس المنتخب لقناعته بأن البلاد تمر بأزمات كبيرة على كل المستويات، وتحتاج إلى جهود الجميع».
وأشار أبو بكر، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «المبادرة جارية بالفعل، وبعض قيادات أحزاب المعارضة رحبت بالمبادرة، ومن بينهم قيادات في حزب عتيق أبو بكر»، لكنه توقع «استمرار أوبي في معارضة نتائج الانتخابات، ورفض الانضمام إلى أية حكومة وحدة؛ لأنه إذا قبل ذلك، سيعد قتلاً من جانبه لحزبه ومشروعه السياسي».
من جهته، قلل الكاتب النيجيري آدم بن بيللو من «احتمالات التوصل إلى حكومة وحدة وطنية رغم الحديث المتكرر عنها من قيادات في الحزب الحاكم». كما توقع في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ألا تسفر مساعي أوبي القضائية عن أي تغيير في نتائج الانتخابات، وأكد «ثقة اللجنة العليا للانتخابات في عدم حدوث تلاعب وتزوير»، مشيراً إلى «اعتراف كل القوى الدولية بنتائج الانتخابات، رغم حدوث بعض المشكلات».
وكان الاتحادان الأوروبي والأفريقي وعدد كبير من القيادات حول العالم، وجهوا تهنئة إلى تينوبو بعد فوزه بالانتخابات النيجيرية.


مقالات ذات صلة

المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

العالم المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

كشفت موجة المعلومات المضللة التي تستهدف حاليا لجنة الانتخابات وقضاة المحكمة العليا في نيجيريا، وهما الجهتان المسؤولتان عن الفصل في الانتخابات الرئاسية، عن تشويه سمعة المؤسسات في أكبر بلد في إفريقيا من حيث عدد السكان، وفقا لخبراء. في حين أن الانتخابات في نيجيريا غالبا ما تتميز بشراء الأصوات والعنف، فإن الإخفاقات التقنية والتأخير في إعلان النتائج اللذين تخللا انتخابات 25 فبراير (شباط)، أديا هذه المرة إلى انتشار المعلومات المضللة. وقال كيمي بوساري مدير النشر في منظمة «دوبابا» لتقصّي الحقائق إن تلك «مشكلة كبيرة في نيجيريا... الناس يسخرون من تقصّي الحقائق.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
العالم 8 تلميذات مخطوفات يفلتن من خاطفيهن بنيجيريا

8 تلميذات مخطوفات يفلتن من خاطفيهن بنيجيريا

تمكنت 8 تلميذات خطفن على طريق مدرستهنّ الثانوية في شمال غربي نيجيريا من الإفلات من خاطفيهن بعد أسبوعين، على ما أعلنت السلطات المحلية الأربعاء. وأفاد صامويل أروان مفوض الأمن الداخلي بولاية كادونا، حيث تكثر عمليات الخطف لقاء فدية، بأن التلميذات خطفن في 3 أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (كانو)
الاقتصاد هل تنجح نيجيريا في القضاء على ظاهرة «سرقة النفط»؟

هل تنجح نيجيريا في القضاء على ظاهرة «سرقة النفط»؟

بينما يعاني الاقتصاد النيجيري على كل المستويات، يستمر كذلك في تكبد خسائر تقدر بمليارات الدولارات نتيجة سرقة النفط الخام.

العالم مخيمات انتقالية للمتطرفين السابقين وضحاياهم في نيجيريا

مخيمات انتقالية للمتطرفين السابقين وضحاياهم في نيجيريا

يبدو مخيم الحج للوهلة الأولى شبيهاً بسائر مخيمات النازحين في شمال نيجيريا؛ ففيه تنهمك نساء محجبات في الأعمال اليومية في حين يجلس رجال متعطّلون أمام صفوف لا تنتهي من الخيم، لكن الفرق أن سكان المخيم جهاديون سابقون أو أشخاص كانوا تحت سيطرتهم. أقنعت الحكومة العناصر السابقين في تنظيم «بوكو حرام» أو تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا بتسليم أنفسهم لقاء بقائهم أحراراً، على أمل وضع حد لحركة تمرد أوقعت عشرات آلاف القتلى وتسببت بنزوح أكثر من مليوني شخص منذ 2009. غير أن تحقيقاً أجرته وكالة الصحافة الفرنسية كشف عن ثغرات كبرى في آلية فرز المقاتلين واستئصال التطرف التي باشرتها السلطات بعد مقتل الزعيم التاريخي لحرك

«الشرق الأوسط» (مايدوغوري)
العالم «قضية مخدرات» تثير الجدل حول الرئيس النيجيري المنتخب

«قضية مخدرات» تثير الجدل حول الرئيس النيجيري المنتخب

أثارت تغريدات لمنصة إعلامية على موقع «تويتر» جدلاً في نيجيريا بعد أن نشرت أوراق قضية تتعلق باتهامات وُجهت من محكمة أميركية إلى الرئيس المنتخب حديثاً بولا أحمد تينوبو، بـ«الاتجار في المخدرات»، وهو ما اعتبره خبراء «ضمن حملة إعلامية تديرها المعارضة النيجيرية لجذب الانتباه الدولي لادعاءاتها ببطلان الانتخابات»، التي أُجريت في فبراير (شباط) الماضي. والاثنين، نشرت منصة «أوبر فاكتس (UBerFacts»)، التي تعرّف نفسها على أنها «منصة لنشر الحقائق الموثقة»، وتُعرَف بجمهورها الكبير على موقع «تويتر»، الذي يقارب 13.5 مليون متابع، وثائق ذكرت أنها صادرة عن محكمة أميركية (متاحة للجمهور العام) في ولاية شيكاغو، تقول


بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كازاخستان، الأربعاء، في زيارة تستمر يومين تهدف لتوطيد العلاقات مع حليفة بلاده الواقعة في وسط آسيا في ظل تفاقم التوتر على خلفية حرب أوكرانيا.

ورغم انضوائها في «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» التي تقودها موسكو، فإن كازاخستان أعربت عن قلقها حيال النزاع المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات مع رفض رئيسها قاسم جومارت توكاييف التغاضي عنه.

وفي مقال نشرته صحيفة «إسفيستيا» الروسية قبيل زيارة بوتين، أكد توكاييف دعم بلاده «الحوار السلمي» من دون أن يأتي على ذكر أوكرانيا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جانبه، أشاد بوتين بـ«التقارب الثقافي والروحي والقيمي» بين كازاخستان وروسيا، وذلك في مقال نشر في صحيفة «كازاخ» الرسمية، قائلا إنه يساعد في تطوير «العلاقات الودية والقائمة على التحالف» مع أستانا بشكل أكبر.

وبث الإعلام الرسمي الروسي مقطعا مصورا لطائرة بوتين لدى هبوطها في أستانا الأربعاء.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل الاستقبال في مقر الرئاسة أكوردا في أستانا بكازاخستان... 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

تدهورت العلاقات التجارية بين البلدين في الأشهر الأخيرة مع منع موسكو بعض الصادرات الزراعية من كازاخستان غداة رفض الأخيرة الانضمام إلى مجموعة «بريكس».

وجعل بوتين توسيع تحالف الاقتصادات الناشئة أساسا لسياسة روسيا الخارجية، مسوّقا لمجموعة «بريكس» على أنها قوة موازية لما يعتبرها «هيمنة» الغرب على العالم.

تأتي زيارة بوتين على وقع تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب حرب أوكرانيا، إذ أطلقت روسيا صاروخا تجريبيا فرط صوتي باتّجاه جارتها الأسبوع الماضي، بينما أطلقت كييف صواريخ بعيدة المدى زودتها بها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على روسيا لأول مرة.

وفي سبتمبر (أيلول)، دعا توكاييف إلى حل سلمي للنزاع، محذرا من أن التصعيد يمكن أن يؤدي إلى «تداعيات لا يمكن إصلاحها بالنسبة للبشرية بأكملها».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف يلتقطان صورة مع أطفال في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا على جدول الأعمال

ورغم أن رحلات بوتين الدولية بقيت محدودة منذ العملية العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا عام 2022، فإنه زار الدولة الواقعة في وسط آسيا بشكل متكرر.

تعد كازاخستان حليفا عسكريا واقتصاديا تاريخيا لروسيا وتمتد الحدود بين البلدين على مسافة 7500 كيلومتر.

ويتوقع أن يناقش الزعيمان العلاقات التجارية وملف الطاقة، إضافة إلى بناء أول محطة في كازاخستان للطاقة النووية، علما بأن شركة «روساتوم» الروسية من بين الشركات المرشحة لبنائها.

تسهم كازاخستان بنحو 43 في المائة من إنتاج اليورانيوم العالمي لكنها لا تملك مفاعلات نووية.

وأكد بوتين الأربعاء أن «(روساتوم) مستعدة لمشاريع كبيرة جديدة مع كازاخستان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف يرسمان على لوحة قبل لقائهما في أستانا في 27 نوفمبر (أ.ف.ب)

سيوقّع البلدان أيضا عدة وثائق الأربعاء وسيصدران بيانا للإعلام، بحسب مستشار الكرملين يوري أوشاكوف.

ويجتمع بوتين الخميس وقادة «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» في أستانا في إطار قمة أمنية.

وستتصدر أوكرانيا جدول الأعمال، إذ يتوقع أن يناقش القادة «الإذن الغربي (لكييف) بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتّجاه عمق أراضي روسيا الاتحادية»، وفق ما أكدت وكالة «تاس» الإخبارية نقلا عن مصدر.

وفي خطوة لافتة، ستتغيب أرمينيا عن الاجتماع بعدما علّقت عضويتها في المنظمة احتجاجا على عدم وقوف موسكو إلى جانبها في نزاعها مع أذربيجان.

وقال أوشاكوف الثلاثاء إن أرمينيا ما زالت عضوا كاملا في التحالف ويمكن أن تعود في أي لحظة.