«الإسماعيلية للأفلام التسجيلية» يحتفي بمسيرة الآيرلندي مارك كازينز

أخرج 50 فيلماً ونال جوائز عالمية

مارك كازينز خلال المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
مارك كازينز خلال المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
TT

«الإسماعيلية للأفلام التسجيلية» يحتفي بمسيرة الآيرلندي مارك كازينز

مارك كازينز خلال المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
مارك كازينز خلال المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)

احتفى «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» في مصر، بمسيرة المخرج الآيرلندي مارك كازينز، الذي أخرج 50 فيلماً طويلاً وقصيراً ونال جوائز عالمية. وقال كازينز، ذو الأصول الاسكوتلندية، إن «السينما ليست رفاهية، بل رسالة ثقافية وإنسانية»، وأنه جاب من أجلها العالم، حتى يصنع أفلاماً، مؤكداً أنه «حتى في زمن الحرب نحتاج إلى السينما وإلى كل أشكال الثقافة والفنون».
وعبّر كازينز، خلال المؤتمر الصحافي الذي أقامه المهرجان بمناسبة تكريمه خلال دورته السابعة، عن سعادته بالوجود في مهرجان الإسماعيلية، مؤكداً أنها «ليست الزيارة الأولى لمصر». وتحدّث عن تأثره بأربع شخصيات مصرية هم: سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي وصف صوتها بأنه «مثل التنويم المغناطيسي الذي يجعل الشخص يتحرر من أعباء الحياة»، والمخرج شادي عبد السلام، الذي يجعل المشاهد يعيش حالة تأمل خلال مشاهدة أفلامه، والمخرج يوسف شاهين الذي اختاره ضمن أفضل عشرة مخرجين في السينما العالمية، والمعماري الكبير حسن فتحي واهتمامه بالعمارة في مدينة الأقصر (جنوب مصر) مستخدماً موادّ من البيئة.
وأضاف المخرج الآيرلندي، الذي يُعدّ واحداً من كبار مخرجي الأفلام التسجيلية، ونال جوائز عالمية من مهرجانات كبرى مثل «كان» و«برلين»، أن «الفيلم التسجيلي ينطوي على تنوع كبير ولا يندرج تحت نوع واحد، وإنتاجه يوازي نصف الإنتاج العالمي».
وحول كيفية جعل الفيلم التسجيلي أكثر تشويقاً أكد أن «البعض يعتقد أن سرعة القطع في المونتاج يجعله كذلك؛ لكن أرى أنه من المهم أن تسبق فكر المشاهد بخطوة وتجعله في حالة ترقب أكثر، والبعض يلهث لاستخدام كاميرا (الدرون) بحثاً عن تميز أكبر، وأرى أن ذلك غير إنساني؛ إذ تكفي كاميرا صغيرة لتعبّر عن وجهة نظرك».

وعن سر اهتمامه بتقديم أفلام عن سير المخرجين على غرار فيلميه عن المخرجين الأميركي أورسون ويلز والبريطاني ألفرد هيتشكوك، ومدى استعداده لإخراج فيلم عن يوسف شاهين، قال إن «ثلثيْ أفلامي عن السينمائيين، الأمر الذي يعكس حبِّي للسينما»، مضيفاً «لستُ أفضل شخص يصنع فيلماً عن شاهين؛ لكن لو حدث هذا ووجدت فيلماً سيقدَّم عنه سأكون أول المتطوعين».
وأشاد كازينز باهتمام مهرجان الإسماعيلية بالسينما «العابرة للنوع (هيبريد)»، مؤكداً أن «أفلامه التي قدَّمها تندرج تحتها، وأن المساحات الرمادية بين نوعيات الأفلام ليست كبيرة»، مشيراً إلى أنه «بسبب التكنولوجيا أصبحت السينما متشعبة جداً، وبات متاحاً لصُناع الأفلام الذين لم تواتِهم الفرصة لعمل أفلام، أن يعبروا عن أنفسهم عبر الهاتف الجوال أو الكاميرا الصغيرة».
واستعاد المخرج الآيرلندي بداياته خلال ندوة تكريمه، وقال إن «أول عمل أخرجته كان تلفزيونياً، وكتبت فكرته على منديل ورقي، وأرسلته في مظروف لقناة تلفزيونية، وكان عبارة عن ستة أفلام قصيرة»، مؤكداً أنه «كلما عملنا أفلاماً، أخطأنا وتعلَّمنا أكثر».
ولفت كازينز أنظار الحضور بظهوره بوشم على ذراعيه، وقال إنه «تعبيراً عن اهتمامي بالمرأة، فقد كتبت أسماء 4 مخرجات لم يهتم بهنّ الأوسكار، من اليابان والولايات المتحدة وإيران»، مؤكداً أن «علاقته بالمرأة ليس لجمالها، وإنما لإبداعها»، موضحاً أنه «يعمل حالياً على مشروع مهم يتعلق بتاريخ السينما التسجيلية، واختار فيلم (آفاق) للمخرج شادي عبد السلام ضمن المشروع».
وكان فيلمه الوثائقي «The First Film» قد فاز بجائزة من «مهرجان برلين» عام 2009، كما فاز بجائزة «Prix Italia»، وفاز فيلمه «The Eyes Of Orson Weels» بجائزة الأكاديمية الأوروبية للسينما للسرد المبتكر.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«رفعت عيني للسما» يبدأ رحلته التجارية بدور العرض المصرية

الملصق الدعائي للفيلم  (حساب المخرج على فيسبوك)
الملصق الدعائي للفيلم (حساب المخرج على فيسبوك)
TT

«رفعت عيني للسما» يبدأ رحلته التجارية بدور العرض المصرية

الملصق الدعائي للفيلم  (حساب المخرج على فيسبوك)
الملصق الدعائي للفيلم (حساب المخرج على فيسبوك)

بعد تتويجه بجائزة «العين الذهبية» في مهرجان كان السينمائي، وفوزه أخيراً بجائزة «نجمة الجونة» لأفضل فيلم وثائقي «مناصفة»، وحصول مخرجيه ندى رياض وأيمن الأمير على جائزة مجلة «فارايتي» الأميركية لأفضل موهبة عربية، ومشاركته في مهرجانات دولية من بينها «شيكاغو» الأميركي، بدأ الفيلم الوثائقي المصري «رفعت عيني للسما» المعنون بالإنجليزية «The Brink Of Dreams» رحلته في دور العرض بمصر، حيث يعرض في 20 من دور العرض بالقاهرة والإسكندرية والأقصر وبنها والجونة بالبحر الأحمر، في واقعة غير مسبوقة لفيلم وثائقي، ويعد الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين مصر وفرنسا والدنمارك والسعودية وقطر.

يتتبع الفيلم رحلة مجموعة من الفتيات بقرية «برشا» في صعيد مصر لتأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن في شوارع القرية لطرح قضايا تؤرقهن، مثل الزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات، ويواجهن رفض مجتمعهن، بل ويصفهن البعض بالخروج عن الأدب، ويتعرضن لمضايقات من رواد العروض الذين يسخرون منهن.

يعرض الفيلم الذي جرى تصويره على مدى 4 سنوات لوقائع حقيقية، وتنتقل الكاميرات بين الشوارع والبيوت الفقيرة التي يعشن فيها، وأسطح المنازل اللاتي يقمن بعقد اجتماعات الفرقة بها، والتدريب على العروض التي تتسم بالجرأة وتنتقد المجتمع الصعيدي في تعامله مع المرأة، وحاز الفيلم إشادات نقدية واسعة من نقاد عرب وأجانب.

وتصدر الملصق الدعائي للفيلم صور بطلات الفرقة «ماجدة مسعود، وهايدي سامح، ومونيكا يوسف، ومارينا سمير، ومريم نصار، وليديا نصر مؤسسة الفرقة»، وهن صاحبات هذه المبادرة اللاتي بدأنها قبل 10 سنوات، ولفت نشاطهن نظر المخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، فقررا توثيق رحلتهن بعدما لاحظا إصراراً من البنات على مواصلة عروضهن.

وحول عرض الفيلم في هذا العدد الكبير من دور العرض ومدى ما يعكسه ذلك كونه فيلماً وثائقياً يقول المخرج أيمن الأمير لـ«الشرق الأوسط»: «الفيلم يحكي قصة وينقل مشاعر، ويعبر عن شخصيات بغض النظر عن نوعه، وهناك جمهور أحبه وتأثر وهو يشاهده، والتقينا به في عروض حضرتها البنات بطلات الفيلم، وقد التف الجمهور يتحدث معهن ويطمئن على أخبارهن، وهذا بالنسبة لي النجاح، وأن تتصدر بنات من الصعيد بطولة فيلم ويعرض فيلمهن بجوار أفلام لنجوم معروفة؛ فهذا بالنسبة لي هو النجاح بعينه».

مخرجا الفيلم الزوجان أيمن الأمير وندى رياض (حساب المخرج على فيسبوك)

وقد تغيرت أحوال بطلاته وبدأن بشق طريقهن الفني، فقد جاءت ماجدة وهايدي إلى القاهرة؛ الأولى لدراسة التمثيل، والثانية لدراسة الرقص المعاصر، فيما طرحت مونيكا 3 أغنيات على مواقع الأغاني المعروفة، من بينها أغنيتها التي تؤديها بالفيلم «سيبوا الهوى لصحابه».

تقول ماجدة لـ«الشرق الأوسط»: «الأوضاع تغيرت تماماً، قبل ذلك كان الناس في قريتنا يرفضون ما قمنا به وكانوا يقولون (عيب أن تتكلموا في قضايا النساء)، ويتهموننا بتحريض البنات على عدم الزواج، لكن بعد الفيلم اختلفت الصورة تماماً، وأقام أخي بعد عودتنا من (كان) احتفالاً كبيراً، والقرية كلها أقامت احتفالاً لاستقبالنا عند عودتنا، وبدأت الأسر ترسل بناتها للانضمام للفرقة، لقد كان الفيلم أكبر حدث تحقق لنا، وقدمنا عروضاً بالشارع خلال مهرجان (كان)، وكانت مصحوبة بترجمة فرنسية، وفوجئنا بالفرنسيات ينضممن لنا ويصفقن معنا».

ماجدة مسعود تتمنى أن تمثل في السينما والمسرح (حساب المخرج على فيسبوك)

وتضيف ماجدة أنه «قبل الفيلم كنا نكتفي بالتمثيل في شوارع القرية وما حولها وما زلنا نواصل ذلك، لكن الآن أصبح لدينا أمل، ليس فقط في مناقشة قضايانا، بل لأن نشق طريقنا في الفن، وقد بدأت منذ عام دراسة المسرح الاجتماعي في (الجيزويت) لأنني أتمنى أن أكون ممثلة في السينما والمسرح».

لكن هايدي التي انضمت للفرقة عام 2016 وجدت تشجيعاً من والدها في الواقع مثلما ظهر بالفيلم يشجعها ويدفعها للاستمرار والتعلم والدراسة، وقد شعرت بالحزن لوفاته عقب تصوير الفيلم، كما شجعتها أيضاً والدتها دميانة نصار بطلة فيلم «ريش»، كانت هايدي تحلم بدراسة الباليه، لكن لأن عمرها 22 عاماً فقد أصبح من الصعب تعلمه، وقد جاءت للقاهرة لتعلم الرقص المعاصر وتتمنى أن تجمع بين الرقص والتمثيل، مؤكدة أن الموهبة ليست كافية ولا بد من اكتساب الخبرة.

هايدي اتجهت لدراسة الرقص المعاصر (حساب المخرج على فيسبوك)

وتلفت هايدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تكاليف الورش التي يتعلمن بها كبيرة وفوق قدراتهن، آملة الحصول على منحة للدراسة لاستكمال طريقهن».

ووفقاً للناقد خالد محمود، فإن الفيلم يعد تجربة مهمة لخصوصية قصته وما يطرحه؛ كونه يخترق منطقة في صعيد مصر ويناقش فكرة كيف يتحرر الإنسان ويدافع عن أحلامه، أياً كانت ظروف المجتمع حوله، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أتمنى أن يكون الشق التوثيقي للفيلم أفضل من ذلك وأن يحمل رؤية فنية أعمق، وأرى أن المشهد الأخير بالفيلم هو أهم مشاهده سينمائياً، حيث تتسلم البنات الصغيرات الراية من الكبار ويقلدهن ويقدمن مسرح شارع مثلهن، ما يؤكد أن فرقة (برشا) تركت تأثيراً على الجيل الجديد».

ويشير محمود إلى أنه «من المهم عرض هذه النوعية من الأفلام في دور العرض كنوع من التغيير لثقافة سينمائية سائدة»، مؤكداً أن عرضها يمكن أن يبني جسوراً مع الجمهور العادي وبالتالي تشجع صناع الأفلام على تقديمها، مثلما تشجع الموزعين على قبول عرضها دون خوف من عدم تحقيقها لإيرادات.