زوجان نمساويان: إعلان بالصدفة قادنا لبطولة العُلا للهجن

زوجان نمساويان قادتهما الصدفة لحضور بطولة العُلا للهجن (الاتحاد السعودي للهجن)
زوجان نمساويان قادتهما الصدفة لحضور بطولة العُلا للهجن (الاتحاد السعودي للهجن)
TT

زوجان نمساويان: إعلان بالصدفة قادنا لبطولة العُلا للهجن

زوجان نمساويان قادتهما الصدفة لحضور بطولة العُلا للهجن (الاتحاد السعودي للهجن)
زوجان نمساويان قادتهما الصدفة لحضور بطولة العُلا للهجن (الاتحاد السعودي للهجن)

قاد إعلان في منطقة العُلا القديمة بالصدفة الزوجين النمساويين إدوارد جايبل (44 عاماً) المصور الفوتوغرافي، وسلفينا فرانك (45 عاماً) مصورة الفيديو، لحضور فعاليات كأس العُلا للهجن، ليتطوع أحد أهالي المدينة التاريخية بنقلهما بسيارته الخاصة لميدان الهجن، حيث عبّرا عن سعادتهما بحضور هذا السباق الرائع.
وقالا: «حقيقة أظهرت زيارتنا للعلا أن الشعب السعودي خدوم ويعشق وطنه، ويريد تقديم صورة جميلة لوطنه... نلاحظ ذلك كثيراً في تعاملاتنا معهم».
وأضافا: «هذه المناظر الرائعة والإنسانية لم نشاهدها فقط في العُلا، شاهدناها في كل المحطات التي ذهبنا إليها، ابتداءً من الدمام ثم الهفوف ثم الرياض، فبريدة ثم حائل وأخيراً العلا».
وكشف الزوجان أنهما قررا السفر للسعودية في عام 2020، لكن جائحة «كورونا» وفرض قيود السفر حرمهما من ذلك، وتابعا: «منذ فتح السياحة في السعودية ورغبتنا هي زيارتها واكتشافها، قدمنا على تأشيرة لمدة ثلاثة أشهر، وكانت النية أن نبقى من 10 إلى 12 يوماً، لكن الحقيقة أننا ممدنا موعد مغادرتنا أكثر من مرة، وقد نبقى الأشهر الثلاثة في السعودية، نبحث عن محطة جديدة واكتشاف موقع جديد».
وتابعا: «السعودية بلد رائع جداً، الناس هنا رائعون ومنفتحون، كل أحد يقابلنا يرشح لنا موقعاً جديداً، مسوّقون لوطنهم بشكل رائع، بفضل مقترحاتهم بتنا نريد اكتشاف مواقع عدة ليصبح كل يوم مختلفاً عن الآخر، في كل يوم مفاجأة وصدفة، وهي ذات الصدفة التي أوصلتنا لهذه البطولة الرائعة».
وعن كأس العلا للهجن، قال الزوجان النمساويان: «سباقات الهجن مذهلة جداً، نريد تكرار هذه التجربة، زيارتنا المقبلة ستتزامن مع إحدى بطولات الهجن في السعودية، شغف السعوديين لسباقات الهجن مثير جداً، سنحكي لأصدقائنا ما شاهدناه، والسعودية بلد سياحي رائع يستحق الزيارة».


مقالات ذات صلة

«فيلم العُلا» تُوسّع الإنتاج المرئي في المنطقة

يوميات الشرق يعد فيلم «قندهار» أول فيلم هوليوودي ضخم في المنطقة (فيلم العلا)

«فيلم العُلا» تُوسّع الإنتاج المرئي في المنطقة

تتّجه الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى استقطاب كبرى شركات الإنتاج العالمية للتصوير في أراضيها، وذلك عبر وكالة «فيلم العلا» التي أُسّست عام 2020

محمد هلال (الرياض)
يوميات الشرق جانب من تسليم العلا جائزة الآيزو الذهبية (واس)

«العلا» تحصل على شهادة «الآيزو الذهبية»

تسلّمت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، شهادة الآيزو الذهبية من المجلس العالمي لبيانات المدن (WCCD‏) تتويجاً لاستخدامها البيانات المجمعة.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق تستهدف المرحلة المقبلة من الإقامة مشاركة الفنانين المعاصرين (الهيئة الملكية لمحافظة العلا)

اختتام برنامج «الإقامة الفنية» في العلا الأربعاء المقبل

يختتم الأربعاء المقبل برنامج «الإقامة الفنية» في العلا، الذي يهدف إلى المساهمة في تعزيز حضور المحافظة على المستوى الفني، وتفعيل مشاركة الفنانين المعاصرين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
ثقافة وفنون رأس ملكي محفوظ في متحف تيماء

رأس ملكي من تيماء كان جزءاً من تمثال عملاق

رأس من الصلصال الرملي في متحف تيماء يتميّز بحجمه الضخم، ويعود إلى تمثال عملاق حُفر في كتلة واحدة لأحد أسياد مملكة لحيان التي قامت قديماً في الحجاز.

محمود الزيباوي
يوميات الشرق  الدكتور السحيباني خلال تنقيبه عن المنطقة - الشرق الأوسط

عالم آثار سعودي يبحث عن أسرار «حضارة دادان»

في العلا، شمال غربي السعودية، تشير الساعة إلى الخامسة فجراً؛ لحظات هدوء تتخللها همسات تحكي قصصاً عن حضارة «دادان» الذين استوطنوا المنطقة لآلاف السنين تمكنوا.

محمد هلال (الرياض)

«فيلم العُلا» تُوسّع الإنتاج المرئي في المنطقة

يعد فيلم «قندهار» أول فيلم هوليوودي ضخم في المنطقة (فيلم العلا)
يعد فيلم «قندهار» أول فيلم هوليوودي ضخم في المنطقة (فيلم العلا)
TT

«فيلم العُلا» تُوسّع الإنتاج المرئي في المنطقة

يعد فيلم «قندهار» أول فيلم هوليوودي ضخم في المنطقة (فيلم العلا)
يعد فيلم «قندهار» أول فيلم هوليوودي ضخم في المنطقة (فيلم العلا)

تتّجه الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى استقطاب كبرى شركات الإنتاج العالمية للتصوير في أراضيها، وذلك عبر وكالة «فيلم العلا» التي أُسّست عام 2020، وأُسندت إليها مهمّة الترويج للإنتاجات السينمائية والتلفزيونية المحلية والإقليمية والدولية في المنطقة، ودعمها.

وفي هذا السياق، أكّدت المديرة التنفيذية للوكالة شارلين جونز، في حوار مع «الشرق الأوسط»، على أنّ «الهدف هو إنشاء بوابة ووجهة مهمّة في العلا للموهوبين والمنتجين الطموحين في قطاعَي السينما والتلفزيون، إضافة إلى الاستعداد قريباً لافتتاح منشأة إنتاج عالمية تقدّم خدمات متكاملة، وتشمل موقع تصوير تبلغ مساحته 30 ألف قدم».

شارلين جونز المديرة التنفيذية لوكالة «فيلم العلا»

أفلام من العالم بين جبال العلا

وأشارت جونز إلى أنّ الوكالة استضافت حتى الآن 694 يوم إنتاج لعدد من الأفلام، من بينها فيلم الحركة «قندهار» من بطولة جيرارد بتلر، وفيلم الدراما «كرز» للأخوين روسو، من بطولة توم هولاند، إلى «نورا» للمخرج السعودي توفيق الزيدي، وهو أول فيلم روائي سعودي يُصوَّر في المحافظة بفريق من الممثلين السعوديين، وأكثر من 40 في المائة من طاقم العمل من أهل المملكة.

أما الإنتاجات التلفزيونية التي صُوِّرت في العلا، فتشمل المسلسل البريطاني «إكسبيديشن» مع ستيف باكشال، وأفلام «ناشيونال جيوغرافيك» الوثائقية، إلى الإعلانات التجارية والعروض الترويجية وجلسات التصوير والأفلام القصيرة.

وأضافت جونز أنّ العمل جارٍ على المزيد من الإنتاجات العالمية، من بينها أفلام مهمّة من هوليوود وبوليوود وكوريا الجنوبية، يُعلن عنها خلال الشهرين المقبلين.

وعن استراتيجية الوكالة لجذب صنّاع الأفلام إلى المنطقة، أكدت جونز «استمرار العمل على تطوير بيئة جاذبة ومعزّزة لإنتاج الأفلام تدعمها بنية تحتية قوية وخدمات عالية الجودة وعوامل مشجّعة أخرى»، مضيفة: «صناعة الأفلام استثمار والتزام؛ لذا نحرص على منح جميع القصص والروايات المتنوّعة فرصة عادلة لتكتمل في العلا».

وكشفت أنّ الوكالة توفر خصماً نقدياً بنسبة 40 في المائة من باب تحفيز جميع أنواع الإنتاج في العلا، وتقديم الحاجات اللوجستية كاملة.

تبني وكالة «فيلم العلا» استوديوهات مزودة بأحدث تقنيات الإنتاج الفني (فيلم العلا)

وذكرت أنّ الأعمال الإنتاجية توظف المواهب وطاقم العمل من السعوديين، وتعرض ثقافة العلا وتاريخها وجمال طبيعتها، ويمكنها أيضاً الإفادة من الحوافز العينية، إلى الدعم المالي عبر تأمين تكاليف السفر والإقامة.

أما على الصعيد اللوجستي، فأكدت جونز أنّ لديهم فريقاً من الخبراء على الأرض، ويمكن التواصل معهم في أي وقت لدعم عمليات الإنتاج. ويقدّم الفريق المساعدة عبر اكتشاف الأخطاء وإصلاحها، بدءاً من مرحلة إعداد العمل إلى تسليمه، وأيضاً المساعدة في الحصول على الخصم النقدي، والمهمّات الإدارية الأخرى مثل لوائح الإنتاج، والتخليص الجمركي، وطلبات التأشيرات، وتصاريح التصوير، إلى المساعدة في اختيار المواقع وتوظيف المواهب.

مدينة إنتاج عملاقة في العلا

وتطرّقت جونز إلى البنية التحتية، فكشفت أنهم على مشارف الانتهاء من المرحلة الأولى من بناء منشأة إنتاج عالمية تقدّم خدمات متكاملة، تشمل مساحة تصوير تبلغ 30 ألف قدم مربعة، مدعومة بالأجهزة الصوتية المتطوّرة، وموقع تصوير خارجياً، ومباني دعم الإنتاج، وورش عمل، ومستودعات، واستوديو تسجيل، وأماكن للتدريب والبروفات، وكافيتريا، ومساحة للفعاليات، ومبنى إدارياً.

أجزاء كبيرة من الفيلم تم تصويرها في العلا شمال غربي السعودية (فيلم العلا)

وستكون مساحة التصوير على بعد 14 دقيقة فقط من مباني الإقامة لـ«فيلم العلا»، وطاقم العمل المُخصص لهذا الغرض، من خلال 300 وحدة إقامة عالية الجودة، ووحدات سكنية مفروشة بالكامل، بمساحة مكتبية خاصة بالإقامات القصيرة والطويلة من أجل أعمال الأفلام، ومجموعة من الفنادق الراقية، وخيارات الإقامة متوسطة المدى.

وتناولت في حديثها، دعم المواهب، فقالت إنّ «الوكالة تهدف إلى بناء قاعدة راسخة من المواهب المتنوّعة لتعزيز نمو إنتاج الأفلام في العلا، ودعم تطوّر قطاع الأفلام في السعودية وتسريعه»، مؤكدة: «نبذل كل الجهود لتضمين برامج التدريب المهني في الأعمال التي تُصوَّر في المحافظة».

كما منحت الوكالة ضوءاً أخضر لبرامج تهدف إلى رفع مستوى المواهب السعودية، بما فيها المعسكر التدريبي الذي أُقيم لمدة 10 أيام في وقت سابق من هذا العام، بمشاركة 100 طالب، وبالتعاون مع معهد «Creative Media Skills» من «Pinewood Studios» في لندن، فتلقّى المتدربون كل ما يتعلّق بالبرمجة النصية والمكياج وتصميم المواقع.

العلا تبتكر

إلى ذلك، أطلقت الوكالة مشروع «العلا تبتكر»، وهي منصة تهدف إلى تعزيز الموهبة والإبداع ودعم الأجيال المقبلة في مجالات السينما والفنون والأزياء.

وتعاونت المنصة في مرحلتها الأولى مع مجلس الأزياء البريطاني، والممثلة السعودية ميلا الزهراني، ومؤسس شركة «كلوس فيلمز» أليك ماكسويل، إلى رمزَي الأزياء هيلينا كريستنسن وإيفا هيرزيغوفا، واختارتهما سفيرتين لدعم مسيرة المشروع في تحقيق رؤيته.

ومن الإنجازات، ارتداء هيرزيغوفا وكريستنسن تصميمات من علامة الأزياء السعودية «أتيليه حكايات»، التي أسّستها مصممتا الأزياء السعوديتان علياء وعبير عريف، و«آرآم» لمستشارة تطوير قطاع الأزياء أروى العماري، وذلك خلال حفل توزيع جوائز الـ«أوسكار فانيتي فير» في لوس أنجليس. أما بالنسبة إلى المرحلة الثانية، فستحدّد المخرجة والمنتجة والممثلة كيتي هولمز ثلاث صانعات أفلام سعوديات ناشئات لتدريبهن وتوجيههن طوال العام.

تهدف الهيئة الملكية للعلا إلى استقطاب كبرى شركات الإنتاج للتصوير في المنطقة (فيلم العلا)

يُذكر أنّ تطوير العلا وجهةً لتصوير الأفلام يأتي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الشاملة للهيئة الملكية للمحافظة القائمة على تنويع الاقتصاد، ما ينعكس إيجابياً على التعريف بالعلا وجهةً سياحية وثقافية عالمية، تُحقق الأثر الاقتصادي لسكانها في قطاع الخدمات.

كادر

 

العلا تستضيف "قندهار" أحدث إنتاجات هوليوود

 

استضاف منتجع بانيان تري العُلا، عرضاً حصرياً لفيلم قندهار الجديد؛ أول فيلم أمريكي بإنتاج ضخم يتم تصويره في السعودية وتحديدا في محافظة العلا؛ بحضور الممثل البوليوودي علي فضل، أحد النجوم الرئيسيين في الفيلم، إلى جانب ممثلين عن هيئة الأفلام السعودية و

الهيئة الملكية لمحافظة العُلا.

 

ويشكل قندهار أحد أكثر أفلام التشويق والإثارة المنتظرة في عام 2023 بإنتاجٍ مشترك بين إيغل فيلمز، وجي-بايس وثندر رود، إلى جانب استوديوهات كابستون واستديوهات إم بي سي.

 

ويأتي الفلم من إخراج ريك رومان ووه وبطولة الممثل جيرارد بتلر الذي يلعب دور توم هاريس، العميل السري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمحاصر في الأراضي الأفغانية. وتدور قصته حول رحلة هاريس المحفوفة بالمخاطر برفقة مُترجمهِ الأفغاني للوصول إلى نقطة الإخلاء الموجودة في مدينة قندهار.


وشكلت العُلا، - أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في السعودية -، مكاناً مثالياً لتصوير الفيلم بفضل محيطها الطبيعي المذهل وكثبانها الرميلة وواحاتها الصحراوية وآثارها التي تعود للعصر الحجري.

 

كما مثلت المدينة من خلال موقعها المميز عنصراً رئيسياً في استراتيجية السعودية لتحقيق الاستدامة والتميز في مجال صناعة الأفلام حيث ستستضيف العديد من الافلام العالمية في الفترة المقبلة ضمن خطة واسعة لتطوير القطاع الذي بدأ بالازدهار محليا.

 

وقال الفنان علي فضل لـ"الشرق الأوسط" انه من المبهر مشاهدة ما يحدث في السعودية بالسنوات الاخيرة، ويعتقد ان صناعة الافلام تزدهر فيها و من "الذكاء" ان يتجه صناع الافلام اليها لاستكشافها اكثر و المساهمة في نقل القصص الموجودة بها.

 

وعن المناظر الطبيعية التي شاهدها في العلا وصفها فضل انها "تخطف الأنفاس" و وقد نجح المخرج في إبرازها بشكل مثالي، مما ساهم في تكوين مشاهد خلابة في لقطات الفلم ساعدت في زيادة جمالياته.

«الهدف هو إنشاء بوابة ووجهة مهمّة في العلا للموهوبين والمنتجين الطموحين في قطاعَي السينما والتلفزيون، إضافة إلى الاستعداد قريباً لافتتاح منشأة إنتاج عالمية تقدّم خدمات متكاملة، وتشمل موقع تصوير تبلغ مساحته 30 ألف قدم».

شارلين جونز المديرة التنفيذية لوكالة «فيلم العلا»


فيديو «بيت الروبي» الدعائي يُثير تفاعلاً بين المصريين

البوستر الدعائي لفيلم بيت الروبي  (كريم عبد العزيز بـ«فيسبوك»)
البوستر الدعائي لفيلم بيت الروبي (كريم عبد العزيز بـ«فيسبوك»)
TT

فيديو «بيت الروبي» الدعائي يُثير تفاعلاً بين المصريين

البوستر الدعائي لفيلم بيت الروبي  (كريم عبد العزيز بـ«فيسبوك»)
البوستر الدعائي لفيلم بيت الروبي (كريم عبد العزيز بـ«فيسبوك»)

أثار البرومو الدعائي لفيلم «بيت الروبي»، الذي سيتم طرحه في دور العرض السينمائي 21 يونيو (حزيران) الجاري، تفاعلاً واسعاً بين المصريين، وحصد خلال ساعات من طرحه مشاهدات كبيرة، وتصدر «ترند» مواقع التواصل الاجتماعي. والفيلم من بطولة الفنان كريم عبد العزيز، ويشارك في بطولته الفنان كريم محمود عبد العزيز، حيث يشهد العمل مشاركتهما معاً لأول مرة، كما يشارك في بطولة الفيلم الفنانة اللبنانية نور، والفنانة تارا عماد، والفنان محمد عبد الرحمن، من قصة وسيناريو وحوار محمد الدباح وريم القماش، وإخراج بيتر ميمي.

كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز في مشهد من الفيلم (كريم عبد العزيز بـ«فيسبوك»)

وتضمن الفيديو الدعائي توليفة من مشاهد الفيلم الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي تشويقي، وهي ثيمة الأفلام التي اعتاد كريم عبد العزيز تقديمها في الفترة الأخيرة على غرار فيلمي «نادي الرجال السري» و«البعض لا يذهب للمأذون مرتين». وشهد البرومو ظهور الإعلامية المصرية منى الشاذلي التي تستضيف بطل الفيلم إبراهيم الروبي، في برنامجها «معكم» بعد تصدر الأغنية التي أداها مصادفة خلال أحداث الفيلم «الترند».

فريق فيلم «بيت الروبي» (بيتر ميمي بـ«فيسبوك»)

ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن المشاهدات الكبيرة التي حصدها برومو فيلم «بيت الروبي» خلال الساعات الماضية جاءت بسبب «عناصر الجذب المتنوعة التي عرضت خلال دقائق البرومو المعدودة، بالإضافة إلى الاعتماد على اسم بطل الفيلم الفنان كريم عبد العزيز، الذي يعد واحداً من نجوم الصف الأول». وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «كريم عبد العزيز يتمتع بشعبية ومحبة خاصة من قبل جمهوره، بالإضافة إلى أنه فنان محل ثقة عند الناس، ولا يمكن الاختلاف حول المحتوى الذي يقدمه، فهو ممثل يجيد لعب كل الشخصيات بـ(احترافية شديدة)».

وأكد سعد الدين أن طرح فيلم «بيت الروبي» في موسمي عيد الأضحى والصيف «أمر إيجابي»، مشيراً إلى أن «اعتماد الفيلم على اسمي كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز (أمر إيجابي) أيضاً، وسيكون أحد أسباب نجاح العمل وسيجعله في المقدمة». وأرجع سعد الدين مشاركتهما معاً للمرة الأولى إلى سيناريو الفيلم، قائلاً: «أحداث السيناريو تستوعب حضورهما فنياً، وهذا صنع توليفة مضمونة النجاح لاستغلال شعبيتهما بالشكل الأمثل، وكذلك الكوميديا التي يتمتع بها كلاهما». ويرى سعد الدين أن «عرض الفيلم في هذا التوقيت لصالح كريم عبد العزيز كي يكون فاصلاً كوميدياً بين توقيت عرض فيلم (كيرة والجن)، ومسلسل (الحشاشين) المنتظر عرضه».

لقطة من برومو فيلم «بيت الروبي» (كريم عبد العزيز بـ«فيسبوك»)

وشارك كريم عبد العزيز في موسم عيد الأضحى الماضي من خلال فيلم «كيرة والجن» مع الفنان أحمد عز، من تأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، ويستعد خلال الفترة المقبلة لاستكمال تصوير مسلسل «الحشاشين»، من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي، للعرض خلال موسم دراما رمضان المقبل، حسبما أعلن صُناعه. ويشهد موسما عيد الأضحى والصيف هذا العام، طرح عدد كبير من الأفلام؛ من بينها «مستر إكس» للفنان أحمد فهمي، و«البعبع» للفنان أمير كرارة، و«تاج» للفنان تامر حسني، وغير ذلك.


«ثريا جبران... الأيقونة» والرواية بالأمازيغية في معرض الكتاب بالرباط

فقرة موسيقية في ليلة الشعر والموسيقى من توقيع الحاج يونس وأمير علي (الشرق الأوسط)
فقرة موسيقية في ليلة الشعر والموسيقى من توقيع الحاج يونس وأمير علي (الشرق الأوسط)
TT

«ثريا جبران... الأيقونة» والرواية بالأمازيغية في معرض الكتاب بالرباط

فقرة موسيقية في ليلة الشعر والموسيقى من توقيع الحاج يونس وأمير علي (الشرق الأوسط)
فقرة موسيقية في ليلة الشعر والموسيقى من توقيع الحاج يونس وأمير علي (الشرق الأوسط)

تميّز اليوم الثامن من فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الـ28 بالرباط، بتقديم كتاب «ثريا جبران... الأيقونة»، الذي أشرف عليه فنانون وأدباء مغاربة، احتفاءً بسيدة المسرح المغربي الراحلة ثريا جبران.

وقُدِّم الكتاب الجماعي (مطبعة دار المناهل)، بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، وشخصيات فنية وثقافية، إلى عدد من أصدقاء الراحلة وأفراد من عائلتها. وهو يتناول سيرة الفنانة عبر شهادات ودراسات ومقالات تبرز مسارها الحافل. كما يتضمّن صوراً أرشيفية تظهر من خلالها جبران الإنسانة والممثلة والوزيرة.

جانب من حفل توقيع كتاب «ثريا جبران... الأيقونة» (الشرق الأوسط)

ويشمل الكتاب الذي أنجزه فنانون وشعراء وكتّاب وإعلاميون ونقاد مغاربة وعرب، إلى مسؤولين مغاربة، وجرى العمل عليه منذ عام 2021، نحو 115 مساهمة من مقالات ودراسات وشهادات، إلى 300 صورة من الأرشيف الشخصي والعائلي للراحلة.

وبرزت خلال الحفل شهادات شدّدت على خصال جبران الحميدة وإنسانيتها، وأضاءت على الفترة التي قضتها على رأس وزارة الثقافة، وفضلها في إنجاز العديد من المشروعات الثقافية.

في المناسبة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل أنّ الوزارة تعمل على نهج الراحلة عينه تجاه الفنانات والفنانين المغاربة، مضيفاً أنّ «فكرة تأسيس مؤسّسة تُعنى بالفنان المغربي مبنية في الأصل على إرث الفنانة الراحلة خلال فترة تسلّمها مسؤولية وزارة الثقافة».

وتُعدّ جبران (1952 - 2020) إحدى القامات الشامخة في المسرح المغربي؛ عاشت مرحلة النجاح الفني أواخر الثمانينات والتسعينات، وساهمت في تأسيس فرق مثل «مسرح الشعب» و«مسرح الفرجة» و«مسرح الفنانين المتحدين».

كما تميزت في عدد من الأفلام، مثل «الناعورة» و«بامو»... وعدد من المسلسلات التلفزيونية، مثل «ربيع قرطبة» و«صقر قريش»... وهي تقلّدت مَهمّة وزيرة للثقافة ما بين العامين 2007 و2009، كما كُرِّمت بأوسمة داخل المغرب وخارجه، مثل وسام الاستحقاق الوطني، ووسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب.

الشاعرة وفاء العمراني خلال ليلة الشعر والموسيقى (الشرق الأوسط)

على صعيد آخر، نظّمت «دار الشعر» في تطوان، ضمن البرنامج الثقافي للمعرض، ليلة للشعر والموسيقى، بحضور نجوان درويش من فلسطين ووفاء العمراني ومحمد العربي غجو من المغرب، تخللتها فقرات موسيقية من توقيع عازف العود الحاج يونس وعازف الكمان أمير علي.

وخلال طاولة مستديرة حول موضوع «تجارب روائية باللغة الأمازيغية»، رأى الباحثان في الرواية المكتوبة بالأمازيغية فاضمة فراس وإبراهيم منصوب، أنّ هذا الصنف من الأدب يستشرف آفاقاً واعدة في المغرب.

وضمن هذا النقاش، أكدت فراس أنّ «الروايات الأمازيغية تحظى بمكانة مهمّة داخل المجتمع المغربي، فما يُكتب يضاهي ما تتم كتابته باللغتين العربية والفرنسية»، داعية إلى تشجيع هذا الصنف من الرواية، مع إشارتها إلى أنها لا تزال تعاني مشكلات في مجالَي النشر والتوزيع، رغم ما حققته من تراكم وإقبال.

من جهته، رأى منصوب أنّ الرواية بالأمازيغية تتطرّق إلى موضوعات تشغل الإنسان الأمازيغي، منها الهوية والمقاومة والاهتمام بالثقافة واللغة الأمازيغيتين.


الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيداً عن أولويات «أبل»

خوذة «فيجن برو» التي جرى عرضها للمرة الأولى خلال مؤتمر «أبل» في سان فرنسيسكو (رويترز)
خوذة «فيجن برو» التي جرى عرضها للمرة الأولى خلال مؤتمر «أبل» في سان فرنسيسكو (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيداً عن أولويات «أبل»

خوذة «فيجن برو» التي جرى عرضها للمرة الأولى خلال مؤتمر «أبل» في سان فرنسيسكو (رويترز)
خوذة «فيجن برو» التي جرى عرضها للمرة الأولى خلال مؤتمر «أبل» في سان فرنسيسكو (رويترز)

حققت شركة «أبل» إنجازاً نوعياً، من خلال عرضها أحدث إصداراتها وابتكاراتها، بينها خوذة فائقة التطوّر تمزج الواقعين الافتراضي والمعزّز، من دون تطرّقها مطلقاً إلى الذكاء الاصطناعي الذي بات التقنية الأساسية راهناً في كل ما تبتكره الشركات في سيليكون فالي.

ومنذ أن أطلقت شركة «أوبن إيه آي» الأميركية الناشئة برنامج «تشات جي بي تي» في العام الفائت، بدأت شركات التكنولوجيا تتنافس في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأضاف كل من «مايكروسوفت» و«غوغل» تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى محركات البحث وبرامج المكاتب الخاصة بهما؛ بهدف استقطاب مستخدمين مهتمّين بأن تتولى روبوتات كتابة الرسائل الإلكترونية الخاصة بهم والتخطيط لإجازاتهم، وفق ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

إلا أنّ شركة «أبل»، جارة «غوغل»، و«ميتا» (فيسبوك، إنستغرام) في سيليكون فالي، لم تتطرّق، ولو لمرة واحدة، إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، أو حتى للذكاء الاصطناعي بالمطلق، خلال مؤتمرها السنوي للمطورين الذي أُقيم، الاثنين الفائت.

وعقب المؤتمر، عنونت مجلة «وايرد» المتخصصة «أبل تتجاهل ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدية».

وعدم تطرّق الشركة المصنِّعة لهواتف «آيفون» إلى الذكاء الاصطناعي، لا يعني أنّ هذه التقنية غريبة عنها.

ويقول رئيس «أبل»، تيم كوك، في مقابلة مع «إيه بي سي نيوز»، هذا الأسبوع: «طبعاً ندمج هذه التقنية في منتجاتنا، إلا أنّ الناس لا يفكرون فيها بالضرورة على أنها ذكاء اصطناعي».

وتضمّ ابتكارات كثيرة سُلّط الضوء عليها، خلال المؤتمر، الاثنين، هذه التكنولوجيا.

ويشير مدير البرمجيات كريغ فيديريغي مثلاً إلى أنّ خوارزميات «التعلم الآلي» ستحسِّن أداة التصحيح الإملائي التلقائي.

وألمح فيديريغي بذلك إلى أنّ لوحة المفاتيح ستصبح بفضل الذكاء الاصطناعي أقل محدودية، عندما يرغب أحد المستخدمين في كتابة بعض الكلمات الشائعة، بالإضافة إلى معرفة ما يفضّله، وتوفير اقتراحات له.

إلا أنّه لم يذكر الخوارزميات الشهيرة.

ويؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً رئيسياً في أول خوذة للواقع المختلط تبتكرها «أبل»، ومن المفترض أن تطرحها، خلال العام المقبل، في الأسواق بسعر يبدأ من 3500 دولار.

ويرى بعض المراقبين أنّ عدم التطرّق إلى الذكاء الاصطناعي مؤشر إلى أنّ شركة «أبل» خسرت مكانتها أمام منافسيها.

ويقول يوري وورمسر، من شركة «إنسايدر إنتلجنس»: «من الواضح للجميع تقريباً أن (أبل) فقدت قدرتها التنافسية مع (سيري)»، مضيفاً: «سيري هي ربّما أبرز مؤشر إلى تأخّر الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي».

ويرى دان أيفز، من شركة «ويدبوش»، أنّ عرض خوذة «فيجن برو» يُظهر إمكانات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، رغم عدم التطرق بشكل واضح، للموضوع.

ويقول: «إنها المرحلة الأولى ضمن استراتيجية أوسع للشركة ترمي إلى بناء نظام يشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي» على خوذة جديدة.


مجتمع نسائي نادر في جزيرة كارباثوس اليونانية... صامدات والقرارات بأيديهن

سيدة تسير بجوار كنيسة في قرية أوليمبوس بجزيرة كارباثوس (أ.ف.ب)
سيدة تسير بجوار كنيسة في قرية أوليمبوس بجزيرة كارباثوس (أ.ف.ب)
TT

مجتمع نسائي نادر في جزيرة كارباثوس اليونانية... صامدات والقرارات بأيديهن

سيدة تسير بجوار كنيسة في قرية أوليمبوس بجزيرة كارباثوس (أ.ف.ب)
سيدة تسير بجوار كنيسة في قرية أوليمبوس بجزيرة كارباثوس (أ.ف.ب)

في شمال جزيرة كارباثوس الواقعة في بحر إيجة، تضمّ قرية أوليمبوس أحد المجتمعات النسائية النادرة في اليونان التي تظهر صموداً أمام السياحة وتوحيد أنماط الحياة.

امرأة ترافق حفيدتها من كنيسة في ديافاني (أ.ف.ب)

وفي مشغلها الواقع في أحد أزقة أوليمبوس التي لا يتعدى عدد سكانها 300 نسمة، تعمل ريغوبولا بافليديس على ماكينة الخياطة الخاصة بها.

ريغوبولا وزوجها يعملان في ورشتهما في زقاق ضيق بقرية أوليمبوس النائية (أ.ف.ب)

وتقول بفخر: «هنا، النساء هنّ مَن يتولين زمام الأمور»، فيما يومئ زوجها يانيس برأسه وهو يرسم أيقونات.

وتحكي الستينية ساخرةً: «زوجي لا يعرف القيام بأي أمر من دوني، حتى التصريح بالضرائب».

وللنساء دور أساسي في مجتمع أوليمبوس، يعود سببه إلى نظام إرث من العصور البيزنطية.

ورغم الوجود العثماني على الجزيرة من العام 1538 ثم الوجود الإيطالي بين عامي 1912 و1944، لا تزال أوليمبوس تحافظ على خصوصياتها.

ولطالما صمدت هذه القرية المعزولة عن باقي الجزيرة أمام التغييرات، لدرجة أنّ أول طريق معبّد يعود إنشاؤه إلى ثمانينات القرن الفائت.

أوليمبوس تظهر صمود نسائها (أ.ف.ب)

إرث

وكل صيف، يزور آلاف السياح المنطقة ذات المناظر الخلابة.

ويوضح يورغوس تسامباناكيس، وهو مؤرخ متحدر من أوليمبوس التابعة لكارباثوس، الواقعة بين جزيرتي كريت ورودس في جنوب بحر إيجة، أن «نظام الإرث كان تقدمياً جداً مقارنة ببقية اليونان»، مشيراً إلى أنّ «إرث الأم كان يذهب إلى الابنة الكبرى».

وكون ريغوبولا بافليديس الابنة الكبرى في عائلتها، ورثت 700 شجرة زيتون.

وتقول مازحة: «لم تكن العائلات تملك الكثير لتقسيمها بين جميع الأبناء (...) ولو تركنا الإرث للرجال لكانوا فرّطوا به!».

وبعد الزواج، ينتقل الرجال للعيش مع نسائهنّ.

ومن المسائل التي تبرز فيها هيمنة النساء في المجتمع أيضاً، موضوع انتقال الأسماء الأولى.

ويوضح تسامباناكيس أنّ «الابنة الكبرى تحمل الاسم الأول لجدتها من جهة الأم، على عكس ما هو قائم في باقي أنحاء اليونان حيث تُعطى الابنة الكبرى اسم جدتها لوالدها».

ويقول: «لا تزال نساء كثيرات يطلقن على أنفسهن كنية أمّهاتهنّ، لا أزواجهنّ».

خياطة محلية تقف في ورشتها (أ.ف.ب)

وبدءاً من خمسينات القرن الفائت، دفعت هجرة الرجال إلى الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى النساء إلى تولّي إدارة المزارع بمفردهنّ.

وفي أفلونا، وهي قرية زراعية قريبة من أوليمبوس، تقطف أنّا لينتاكيس (67 عاماً) الأرضي شوكي بحماسة لتحضير عجّة تقدمها في مطعمها الصغير.

آنا لينتاكيس تنظف أرضها من الأعشاب في قرية الزراعة في أفلونا بالقرب من أوليمبوس (أ.ف.ب)

وتقول: «لم يكن أمامنا خيار سوى العمل (...) وكان وسيلتنا الوحيدة للاستمرار».

وقبل بضع سنوات، كانت لينتاكيس تدير حانة «أوليمبوس» في القرية التي تحمل الاسم نفسه، بينما باتت ابنتها مارينا تتولى حالياً زمام الأمور فيها.

مارينا وابنتها آنا (أ.ف.ب)

وتقول مارينا: «أحب أن أقول إنّ الرجل هو رأس الأسرة، والمرأة هي عنقها، فهي التي توجّه القرارات التي يتخذها الرجل».

فئة اجتماعية

أما كريمتها أنّا التي تبلغ 13 سنة، فتدرك أنها ستتولى إدارة أعمال عائلتها يوماً ما، وتقول: «إنه إرث جدتي، وسأكون فخورة بإدارته».

ونظام الإرث هذا لا تستفيد منه سوى الفتيات الكبيرات في الأسرة.

ويشير ألان شابلوز، وهو عضو في المؤسسة الجغرافية في جنيف، وسبق أن أجرى دراسة عن المسألة، إلى أنّ «الفتيات الصغيرات يتعيّن عليهنّ البقاء في الجزيرة ليصبحن في خدمة الأكبر سنّاً منهنّ، وقد نشأت نتيجة ذلك فئة اجتماعية خاصة».

ولا تشعر جورجيا فورتينا، وهي الابنة الصغرى في عائلتها ولم تتزوج بعد، أن المجتمع في أوليمبوس تقدّمي بما يكفي، وتوضح أنه «مجتمع صغير يُنظَر فيه بصورة سلبية إلى امرأة موجودة بمفردها في المقهى».

وترتدي نساء أوليمبوس تقليدياً لباساً مطرزاً، هو عبارة عن مآزر بقماش عليه ورود وشال على الرأس وأحذية جلدية.

وهذه الثياب التي تُعد كنوزاً فعلية، هي جزء من المهر.

وتتولى النساء أيضاً تحضير الخبز في الأفران التي تكون مصنوعة من الأحجار.

فولا (أ.ف.ب)

وترتدي إيريني تشاتزيبابا (50 عاماً)، وهي أصغر امرأة في أوليمبوس، هذا اللباس يومياً.

إيريني تقف مع والدتها صوفيا ووالدها في مقهى والدتها في قرية أوليمبوس (أ.ف.ب)

وتشير العاملة في مجال إنتاج الخبز إلى أنها علّمت ابنتها التطريز، وتشرح أنه «باستثناء الأعياد، لا ترتدي هذا الزي الذي لا يتلاءم مع الحياة العصرية».

أما والدتها صوفيا (70 عاماً)، التي تحمل فنجان القهوة ببراعة، فتبدي قلقاً في هذا الشأن، وتقول إنّ «ملابسنا باتت مجرد مظاهر فولكلورية في الأعياد... فعالمنا في طور الاختفاء!».


نصف مليون سنة من تغيرات المناخ داخل كهف فرنسي

استكشاف نصف مليون سنة من تغيرات المناخ داخل كهف فرنسي (أرشيفية)
استكشاف نصف مليون سنة من تغيرات المناخ داخل كهف فرنسي (أرشيفية)
TT

نصف مليون سنة من تغيرات المناخ داخل كهف فرنسي

استكشاف نصف مليون سنة من تغيرات المناخ داخل كهف فرنسي (أرشيفية)
استكشاف نصف مليون سنة من تغيرات المناخ داخل كهف فرنسي (أرشيفية)

في رحلة ممتدة نحو 30 عاماً، يرتاد الباحث دومينيك جنتي وهو يضع مصباحاً على رأسه، مغاور تمتد لكيلومترات تحت الأرض في فيلار بمنطقة دوردوني الفرنسية، لفك شيفرة التغيرات المناخية.

عند أسفل منصة معدنية تسمح للسائحين بمشاهدة ظلال خيول رُسمت قبل 20 ألف عام، أو المشهد السحري لآلاف صواعد الكهوف وهوابطها، يظهر عالم المناخ القديم في منطقة بيريغور ثقبين تم حفرهما أثناء بحثه عن رواسب معدنية من البيئة الجوفية.

ويكتنز الكهف في جوفه معلومات لا تُقدّر بثمن؛ منها الأكسجين الموجود في مياه الأمطار المتسربة والمتراكم والمذاب تحت الأرض، ليشكّل على مدى آلاف السنين، طبقات من الحجر الجيري، والكربون، الناتج عن تعاقب النباتات الموجودة فوق الكهف.

ومن خلال تحديد هذين العنصرين، «سجلت» هذه الصواعد مناخ الماضي.

ويشير هذا المدير البحثي في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا، إلى أن «تغيراتها ترتبط بوفرة الغطاء النباتي فوق الكهف أو عدم وجوده، وبما أن وجود الغطاء النباتي على السطح مرتبط ارتباطاً مباشراً بالمناخ، فإن هذه العناصر تخبرنا عن تطوره».

ومع لودوفيك ديفو، وهو غواص سابق في البحرية الفرنسية يعمل الآن مهندساً مساعداً، يستكشف الباحث الكهوف في أوروبا وشمال أفريقيا لجمع الصواعد التي تشكّل «أرشيفات مناخية» حقيقية.

وحدها قِطَع الخرسانة المكسورة بالفعل تُقطع بمنشار ألماس حتى لا «تدمّر جماليات» المكان، بالقرب من مواقع عاش فيها الإنسان العاقل الأول.

بمختبره في بوردو، يعمد الباحث بعد ذلك إلى «أخذ عينات» من غبار الكالسيت الذي تم جمعه على الصواعد، ثم يُدخله في مطياف الكتلة لقياس وفرة نظائر الكربون وفك شيفرة «إشارة المناخ».

يمكن لأداة مماثلة، لقياس اليورانيوم والثوريوم، تأريخ العينة حتى 500 ألف عام.

وفي الصين، نجح أحد الباحثين بتتبع تطور الرياح الموسمية المحلية على مدى 640 ألف عام.

وأتاح التحليل الزمني لمحتويات الكربون 14، وهو نظير مشع للكربون، في الصواعد، اكتشاف تأثير ذروة التجارب النووية التي أجريت في العالم خلال الحرب الباردة.

وبحسب الباحثين، فإن «الاختبارات التي أجريت في ذلك الوقت أطلقت كميات كبيرة من الكربون 14 في الغلاف الجوي»، تسللت بعد ذلك إلى الكائنات الحية، ثم عبر مياه الأمطار، إلى الصواعد الجوفية.

ذروة الكربون 14 التي رُصدت في كهوف أخرى في فرنسا وسلوفينيا وبلجيكا، تحدث في كل مرة بفارق سنوات بعد عام 1963، تاريخ معاهدة موسكو التي وضعت حداً للتجارب النووية في الغلاف الجوي.

هذا الاكتشاف «يُثبت» أن معظم الكربون المأخوذ من الصواعد كان بالفعل موجوداً من قبل في الغلاف الجوي والغطاء النباتي، ويعمل بمثابة «أداة تتبّع» لمعرفة وقت تسرب الماء والكربون بشكل أفضل بين السطح والكهف.

وقد أتاح اعتماد هذا التخصص الذي يزدهر حالياً، مع عشرات المختبرات في النمسا أو ألمانيا أو فرنسا أو المملكة المتحدة أو أستراليا أو الولايات المتحدة أو الصين.

مع إمكانات تأريخ أطول، وبيانات موضعية، وتكاليف شحن منخفضة، يكمل هذا البحث في الكهوف تحليل الجليد أو النوى البحرية، التي تشكل عناصر أخرى لحفظ ذاكرة للمناخ، وتُسحب من القطبين والمحيطات.

يعيد هذا البحث إظهار الدورات الرئيسية في تاريخ المناخ، بين الفترات الجليدية والفترات ما بين الجليدية، الناتجة عن تطور معلمات مدار الأرض، كما يكشف التغيرات المفاجئة داخل هذه الدورات.

سيتيح «التقدم التكنولوجي قريباً أيضاً تقدير متوسط درجات الحرارة في أزمنة بعيدة»، بحسب جنتي، من خلال نمذجة صواعد الكهوف بالأبعاد الثلاثية، باستخدام تطبيق على الهاتف الذكي.

ولتقويم الاحترار الحالي المرتبط بالنشاط البشري، ركّب الباحث أجهزة استشعار تحت الأرض منذ عام 1993 لقياس التغيرات في درجة الحرارة أو تدفق المياه أو محتوى ثاني أكسيد الكربون.

على عمق 35 متراً تحت الأرض، في بيئة فائقة الاستقرار، يحدّث الباحثان درجات الحرارة المسجلة على جهاز كومبيوتر محمول: 12.2 درجة مئوية مقابل 11.1 درجة مئوية قبل 30 عاماً، وهي زيادة ضخمة في مثل هذا الوقت القصير.

ويقول جنتي: «شهدنا تغيرات كبيرة» في دورات الماضي، لكن «لم يحدث مثل هذا الاحترار السريع».


إيمان يوسف لـ«الشرق الأوسط»: الحرب سرقت فرحة نجاح «وداعاً جوليا»

إيمان يوسف خلال وجودها في «كان» (الممثلة)
إيمان يوسف خلال وجودها في «كان» (الممثلة)
TT

إيمان يوسف لـ«الشرق الأوسط»: الحرب سرقت فرحة نجاح «وداعاً جوليا»

إيمان يوسف خلال وجودها في «كان» (الممثلة)
إيمان يوسف خلال وجودها في «كان» (الممثلة)

بكثير من اللوعة، تعترف الممثلة السودانية إيمان يوسف، بطلة «وداعاً جوليا»، بأنّ الحرب سرقت فرحتها بنجاح الفيلم بعد حفاوة الاستقبال التي حظي بها في «مهرجان كان» الأخير وفوزه بجائزة «الحرية». فموافقة المهرجان على عرضه، تزامنت واندلاع الحرب، لتعيش إحساساً متضارباً، بين فرحة ناقصة وحزن وقلق. تكشف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن خوضها رحلة صعبة مع النازحين للوصول إلى مصر، بعد مهاجمة منزل عائلتها في الخرطوم، ورغم ذلك تثق بعودة السودان أقوى مما كان.

مع أسرة الفيلم على الرد كاربت (الممثلة)

ما بين رحلة مغادرة الخرطوم وعرض «وداعاً جوليا» في «كان»، وهو أول فيلم سوداني يشارك في الحدث العالمي؛ تختبر إيمان يوسف لحظات صعبة، كما لو كانت تعيش «فيلماً داخل فيلم».

تروي: «عندما أعلن المهرجان عن اختيار فيلمنا، كانت الحرب قد بدأت. لم تكتمل فرحتي وتزايد خوفي. طمأنتُ نفسي بأنّ النور يولد من العتمة. طلب مني المخرج محمد كردفاني مغادرة السودان إلى القاهرة للحصول على تأشيرة السفر إلى فرنسا، وهذا ما فعلته. رفضت أمي وإخوتي السفر وتمسكوا بالبقاء، فقد اعتقدنا أنه مجرد اشتباك وسينتهي. مع تواصل الأنباء بتطوّرات الحرب وأزمة حافلات السفر التي استغلّ أصحابها الوضع وضاعفوا الأجور، وافقت أمي لنقطع رحلة صعبة إلى القاهرة على مدى 5 أيام».

بعض مشاهد «وداعاً جوليا» التي تتناول لحظة انفصال جنوب السودان عن شماله، بينما سكان الجنوب ينزحون بجرّ حقائبهم، عاشتها الفنانة خلال رحلتها، فتقول: «لحظات الرعب تمثّلت في الخروج من الخرطوم وصولاً إلى موقف قندهار، حيث محطة الباصات. كانت الشوارع خالية والخوف رفيقنا. عشنا من دون نوم ولا طعام. قست علينا الرحلة، إلى أن وصلنا إلى المعبر المصري. بكيت، فالشعب السوداني عانى طويلاً».

الفنانة السودانية إيمان يوسف (الممثلة)

الاستعداد لحضور المهرجان، وتصميم الأزياء على السجادة الحمراء، استلزما وقتاً، فتقول: «اقترحتُ على المصمم السوداني محمد سبا المقيم في مصر، فكرة تصميم (جيمبسوت) على شكل الزيّ السوداني التقليدي. صُممت الإكسسوارات بما يشبه الجنازير اختزالاً لقيود نعيشها، وفي الذيل وُضعت صور لطلقات رصاص، أما (البروش) فصُمّم على شكل قلب تسيل منه خيوط حمراء مثل دماء. أردنا في هذا الحدث الكبير تقديم وجه آخر للسودان خارج الأحداث المأساوية».

نال العرض الأول للفيلم حفاوة كبيرة وتصفيقاً طويلاً. تستعيد تلك اللحظة: «شعرتُ برهبة وأنا أشاهده للمرة الأولى. شغلتني شوارع الخرطوم وتساءلتُ متى العودة؟ مع انتهاء العرض توالى التصفيق وبكيتُ من الفرحة»، مؤكدة أنّ «الفيلم عبَّر عن الثقافة والعادات السودانية، فاستوقفنا فرنسيون في الشارع، وسألونا عن بعض المشاهد، وسط جمهور يسمع عن السودان للمرة الأولى».

الفيلم هو الأول ليوسف، من خلاله ظهرت أيضاً بشخصية المطربة، فتقول: «أدّيتُ أغنيتين سودانيتين، إحداهما كُتبت للفيلم، وهي (قولي كيف) من ألحان مازن حامد الذي وضع الموسيقى التصويرية، والثانية أغنية قديمة للمطرب سيد خليفة بتوزيع جديد، إلى أغنية (لولا الملامة) للمطربة وردة».

بجانب الغناء، تجيد إيمان يوسف العزف على القانون والعود الذي درسته بإشراف الفنان العراقي نصير شمة. وهي شاركت في حفلات للعزف بدار الأوبرا المصرية.

حقق فيلم «وداعاً جوليا» خطوة نوعية في بدايتها التمثيلية، فتؤكد أنه «وضعني أمام مسؤولية كبيرة، ورغم ندرة الفرص وقلة الإنتاج السينمائي وظروف الحرب، فإنني أثق بأنّ السودان سينهض، وستفرز الحرب كماً من الأفكار والإنتاج الفني الواعي».

وفي القاهرة، حيث تقيم، تخطّط لحياتها التمثيلية: «أحتاج إلى تطوير مهاراتي والمشاركة في ورش للتمثيل، وأن أعاود العزف بعد الاستيلاء على بيتنا، ففقدتُ العود والقانون وذكريات عمري».


مادونا عرنيطة لـ«الشرق الأوسط»: أعيش اليوم السلام بقرب والدتي

عرفت مادونا بأناقتها اللافتة طيلة مشوارها الفني
عرفت مادونا بأناقتها اللافتة طيلة مشوارها الفني
TT

مادونا عرنيطة لـ«الشرق الأوسط»: أعيش اليوم السلام بقرب والدتي

عرفت مادونا بأناقتها اللافتة طيلة مشوارها الفني
عرفت مادونا بأناقتها اللافتة طيلة مشوارها الفني

ألقابها كثيرة وعديدة من «الليدي مادونا» و«ملكة جمال النجوم» إلى «ملكة فن الاستعراض» وغيرها، وجميعها حصدتها في فترة زمنية قصيرة بعد أن طبعت الساحة الفنية بهوية تختلف عن غيرها. فعدا تميزها بأناقة ملحوظة، فمادونا عرنيطة عرفت بصوتها الذي يتميز بنبرة وبحّة خاصين.

تقول لـ«الشرق الأوسط» إنها تعبت وجاهدت كي تحقق حلمها وتصبح «فنانة قد الدني». فدخول مجال الفن اليوم وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي سهّلت انتشار الفنانين. «في أيامي لم تكن متوفرة أيٌّ من هذه الوسائل. وكان اعتمادنا على الإعلام البصري والسمعي والمكتوب. ولولا محبة أهل الصحافة لي في تلك الفترة لما استطعت البروز وحصد الشهرة».

الأرقام لا تعني لها شيئاً بل الروح التي تنعكس على العمر

بتواضع لافت تحدثك الفنانة مادونا عرنيطة، التي شاركت مؤخراً في مهرجان «الزمن الجميل»: «هو زمن نشتاق إليه اليوم وأنا عاصرته لأني محظوظة. كنت الفنانة الأصغر سناً بين عمالقة الغناء. وكنت أجتهد كي أكون على المستوى المطلوب، فحلمت وحققت هدفي. وقفت إلى جانب فنانين كبار أمثال جورج وسوف، وتعاونت مع الراحلين عازار حبيب وفليمون وهبي وإيلي شويري، إضافة إلى زياد الرحباني. فأخذت نصيبي من حب الناس، لا سيما وأني لم أقدم يوماً عملاً فاشلاً».

عرفت «ليدي مادونا» باستقطابها الكبار والصغار وهي على خشبة المسرح. فكان لها حضورها المميز بالرقص مع العصا وبتقديم مسرحيات لاقت شهرة واسعة. «سأضيف جائزة مهرجان (زمن الفن الجميل) إلى باقي لائحة جوائز طويلة حصدتها. فهي عربون حب صادق لمسيرة فنية حلوة خضتها ولا تزال عالبال».

صاحبة ألقاب كثيرة بينها «الليدي مادونا»

لم تتبدل ملامح وجه مادونا عرنيطة منذ بداياتها حتى اليوم. وهي تعترف بأنها لم تقدم على أي عملية تجميل. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «قد أقوم بها عند اللزوم ولكني لا أزال أحمل نفس تعابيري الطبيعية التي عرفت بها. ولا بأس بأن تصيب وجهي بعض التجاعيد حول عيني، فالعمر لا يمكن إخفاء آثاره. لقد كنت أغني وأصور لساعات طويلة متتالية. كما درست 5 سنوات في المعهد الموسيقي الوطني كي أتمتع بخلفية ثقافية فنية. فأساتذتي كانوا عمالقة في فنهم وعزفهم وعلمهم أمثال توفيق الباشا وزكي ناصيف ومحمد سبسبي وتعلمت منهم الكثير». وعن رأيها بالفنانات اللاتي صرن يبدون اليوم أصغر بكثير من أعمارهن الحقيقية ترد لـ«الشرق الأوسط»: «أنا متأكدة من أنهن غير راضيات عن شكلهن الخارجي. فنظرتهن كما ملامح وجوههن وحتى بشرتهن تبدلت تماماً. فصرن نسخات متشابهة ومكررة عن بعضهن البعض. فأنا ضد المبالغة في التجميل وأتمسك بملامحي كما هي وعلى طبيعتي».

تعد مادونا الأعمار مجرد أرقام لا علاقة لها بالروح. «التربية هي الأساس والتي تنعكس على روحك جمالاً أو بشاعة. وعندما يكون الشخص أميناً وصادقاً مع نفسه فتزداد ثقته بنفسه. وأنا من الأشخاص الذين تربوا في عائلة محبة، ولذلك أنا متصالحة مع نفسي، وفي أعماقي كمية عطاء لا تنتهي. وكل ذلك ينعكس إيجاباً على شكلنا الخارجي».

تقول عن الساحة الفنية اليوم بأنه فيها النوعية الجميلة وعكسها. ولكن «البعض يشوه صورة الفن الحقيقية فيلجأ إلى كلام هابط وعبارات غير لائقة. فما عادت الكلمة ولا اللحن والميلودي متناسقين كي يفرزوا عملاً حلواً. وبرأي أنه على نقابة الفنانين أن تلعب دوراً في هذا الإطار، وتحد من إصدار أعمال هابطة. ونقيبنا لمحترفي الفن والموسيقى فريد أبو سعيد يحاول ذلك باستمرار».

وتؤكد مادونا أن الأزمات التي تراكمت على لبنان، وأهمها الاقتصادية، أحبطت الناس. ومن ثم جاءت الجائحة لتزيد الأمور سوءاً، فصارت تهتم باللحظة التي تعيشها فقط. «لقد تعلمت أن الماضي عبرة، والحاضر خبرة، والمستقبل لتصحيح الأخطاء. أنا شخصياً لعبت كل من الصدفة والحظ دورين مهمين في حياتي. قدمت تضحيات كثيرة وتركت عائلتي كي ألتحق بالفن. ولا أندم على أي شيء قمت به».

تحضر عملاً جديداً مع الملحن المصري صلاح الشرنوبي (فيسبوك مادونا)

تقول لـ«الشرق الأوسط» إن الـ«أنا» أصبحت متضخمة عند كثيرين من فنانين وسياسيين. ولو أعاد هؤلاء حساباتهم وتخلوا عنها لكنا بألف خير، وما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. وبمقارنة سريعة بين فن الماضي واليوم تقول: «إن السوشيال ميديا ساهمت في نشر الوقاحة. ولم يعد هناك من خصوصية يحترمها الآخر. ولا محبة ولا اهتمام بالآخر فصارت الدنيا (كل مين ايدو الو)». اليوم تعيش مادونا في خدمة والدتها المريضة وهي لا تتركها لأنها تعيش على الأكسجين. «إنها تعني لي الكثير، لا سيما وأنها ساعدتني وربت طفلتي ووقفت إلى جانبي، فكانت أكبر داعمة لي. فإن أجمل ما يمكن أن يقدمه المرء من عطاء هو العطاء للأم. فأنا أخدمها بفرح لأن بعد أمي الطوفان. وأنا اليوم أعيش السلام بقربها».

لم تفكر مادونا بالارتباط مرة جديدة بعد زواجها الأول الذي رزقت خلاله بابنتها «مود». «لقد تزوجت، والوقت كان كفيلاً بتعليمي دروساً كثيرة. عشت الحياة كما هي من دون أي رتوش. فكبرت وصبرت على الألم وصرت مادونا التي ترونها اليوم بكامل رونقها ونضجها».

حالياً تستعد لإطلاق أعمال جديدة وبينها مع الملحن المصري صلاح الشرنوبي. وكان مهرجان «الزمن الجميل» فرصة للالتقاء به والتحدث معه حول هذا الموضوع، إذ كان من الأشخاص المكرمين.


قهوة «حُبّ زيادة»

TT

قهوة «حُبّ زيادة»

لمس وسيم الحاج حاجة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى دخول سوق العمل فأسس مقهى «أغونيستا» (الشرق الأوسط)
لمس وسيم الحاج حاجة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى دخول سوق العمل فأسس مقهى «أغونيستا» (الشرق الأوسط)

تفوح من القهوة هنا رائحة حُبّ، وتلوح على صفحة الفنجان وفوق وجوه مَن حضّروه ابتسامات لا تشبه أي ابتسامات أخرى. في مقهى «أغونيستا Agonista» في بيروت، ليس الموظّفون مثلما يتوقّعهم الزبائن؛ فهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

فرح التي تعاني من متلازمة «أنغلمان» تستقبل روّاد المقهى بلهفتها وبريق عينَيها، تسجّل طلباتهم وتهتمّ بالحساب من دون ارتكاب أي خطأ. أما جورج المصاب بمتلازمة «داون» (تثلّث الصبغية 21)، فيحضّر كل أنواع القهوة والعصير ويزيّنها بمزاحه مع الزبائن. وفي الصالة، يجول جوني وأليكس بين الطاولات ليتأكدا من أنّ أحداً لا ينقصه شيء.

قرضٌ شخصيّ...

منذ 6 سنوات، كانت «Agonista» مجرّد فكرة تدور في رأس المعالج الفيزيائي وسيم الحاج ويهجس بها ليل نهار. هو الذي احتكّ خلال عمله بعدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة، اكتشف قدرات ذهنية وجسدية كبيرة لديهم، والأهم من ذلك، التمسَ «حاجتهم الملحّة إلى الاندماج في المجتمع والحصول على وظائف، والشعور بأنهم مُنتجون وقادرون على مساعدة عائلاتهم، بدل أن يكونوا عبئاً عليها».

لمس وسيم الحاج حاجة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى دخول سوق العمل فأسس مقهى «أغونيستا» (الشرق الأوسط)

اتضحت ملامح الفكرة أكثر في مخيّلة وسيم يوم التقى صبيّة مصابة بمتلازمة «داون»، كانت تبيع أشغالها اليدويّة في أحد المعارض. يخبر «الشرق الأوسط» كيف أن جهوده المشتركة مع الجمعية اللبنانية لتثلّث الصبغيّة 21، أثمرت هذا المقهى الملوّن بالأصفر والذي يحمل قضية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والطبقة العاملة.

كانت خميرة الانطلاق قرضاً شخصياً حصل عليه الحاج من المصرف عام 2018، «لكن لولا الشباب والصبايا الذين آمنوا بأنفسهم، ولولا أهاليهم الذين منحوهم الثقة وما زالوا حتى اليوم يصحبونهم إلى الدوام، لم يكن الحلم ليتحوّل إلى حقيقة»، وفق تعبير المؤسس.

نجمٌ في المقهى وعلى «تيك توك»

خلال 5 سنوات من حياة المقهى الفريد من نوعه في لبنان والعالم العربي، أبصر الحاج تحوّلات كثيرة في شخصيات الموظّفين الـ14. أليكس المصاب بالتوحّد والذي كان بالكاد يتفوّه بكلمة ويرفض التعاطي مع الناس، صار اليوم يرحّب بالزبائن ويهتم بطلباتهم ويتواصل معهم؛ «حتى أمه صُدمت بتطوّره»، يقول الحاج.

أما جورج فقد تحوّل إلى «شيف» وfood blogger على منصة «تيك توك»، حيث لديه آلاف المتابعين. هو نجم المقهى من دون منازع، يحبه زملاؤه ويفرح الزبائن بالحديث معه.

على غسان كذلك، فعل العمل في المقهى فعله. انضمّ إلى الفريق في الـ42 من عمره، من دون أي خبرة مهنية سابقة. تقرّ والدته بأن السنوات الـ5 التي أمضاها في «أغونيستا» لم يختبر مثلها منذ طفولته، إلى درجة أن كلامه بات واضحاً بعد 4 عقود من التلعثم والنطق المتعثّر.

غالبية الحالات التي يعانيها العاملون في فرعَي «أغونيستا» ذهنية وليست جسدية. منهم مَن هو مصاب بداء الصَرع، أو بالتوحّد، أو بمتلازمة «أنغلمان»، أما الجزء الأكبر فيعاني من تثلّث الصبغيّة 21 (داون). في تنوّع الحالات هذا، تكمن قوّة الفريق. ومن هنا جاءت تسمية المحل، فكلمة «أغونيستا» تعني أعضاء الجسد التي يكمّل بعضها البعض وتتعاون من أجل إنجاز حركة ما. هكذا هو فريق المقهى، متّحدٌ في ضعفه ليولّد طاقة إيجابية تنعكس على الزبائن.

انضم غسان (47 سنة) إلى فريق المقهى منذ 5 أعوام (الشرق الأوسط)

بيئة مهنية حاضنة

لا ينكر وسيم الحاج أن القلق انتابه مع انطلاقة المشروع؛ خشي من عدم تقبّل الناس الأمر. غير أن ردود فعل روّاد المقهى هدّأت قلقه: «كان تفاعل الناس كبيراً وغالبية الزبائن باتوا يقصدوننا من أجل تشجيع الفكرة وليس لمجرّد تناول القهوة. من النادر جداً أن تصدر عن الروّاد ردود فعل مستفزّة أو مؤذية». يوضح الحاج: «صار الموظفون نجوم هذا المحل بسبب السوشيال ميديا، وبعض الأشخاص يزورون المكان ليتعرّفوا عليهم ويلتقطوا الصور معهم».

ليس الموظفون نجوماً بسبب حالاتهم الخاصة فحسب، بل لأنهم متفانون في عملهم إلى أقصى حدّ. يفسّر الحاج هذا الشغف الاستثنائي بكونهم «لديهم ما يثبتونه، ثم إنهم كانوا ينتظرون هكذا فرصة منذ زمن». في مجتمعٍ ما زال يمارس التمييز مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ووسط بيئة مهنية غير حاضنة لهم، من البدهيّ أن يتمسّك موظفو «أغونيستا» بعملهم لأنه من شبه المستحيل أن يجدوا وظيفة أخرى. وفق تعبير الحاج، «بات هذا العمل وهذا المكان يختصران حياتهم كلها. وهو منحَهم وأهاليهم فرحاً كبيراً».

يفتخر جورج بأنه، وبفضل راتبه، صار قادراً كأشقائه، على مساعدة أهله في مصاريف البيت. أما أكثر ما يفرحه فهو الشعور برضا الزبائن عن القهوة أو «الكوكتيل» التي أعدّها لهم والتي لا تهاونَ في نوعيّتها ونكهتها.

مثل جورج، لا تتذمّر فرح من ساعات العمل الطويلة، فهذا هو المكان الأحبّ إلى قلبها.

وصلت ثقة الحاج بقدرات الفريق العامل إلى درجة أنه بات قادراً على تسليمهم المحل بمفردهم. يوضح أنه من النادر أن يرتكبوا أخطاءً في الطلبات، وحتى إن فعلوا فإن «ردود فعل الزبائن تأتي متفهّمة ولطيفة».

تحدّي الاستمرار

خلال جائحة كورونا والحجر المنزلي، أدرك الحاج قيمة «مساحة الفرح والأمان» التي اخترعها لنفسه ولفريقه المميّز. في تلك الفترة، كانوا يتصلون به يومياً ويبكون خائفين من أن يبقى المقهى مقفلاً إلى ما لا نهاية. حتى اليوم ورغم عبور الجائحة، لا يفارق هذا الهاجس رأس وسيم؛ هو الذي استثمر كل نبضة قلب وكل خليّة في دماغه في هذا المشروع، لا يتخيّل الشارع خالياً من المقهى الأصفر الصغير.

يستمر «أغونيستا» بفضل «الزبائن الأوفياء الذين تبنّوا المقهى وباتوا يزورونه بوتيرة شبه يومية، ليقوموا بأعمالهم ويعقدوا اجتماعاتهم فيه»، وفق ما يؤكد الحاج. غير أن الإيرادات غير كافية للمضيّ قدماً، ولذلك فقد ابتكر الحاج أنشطة موازية، مثل «باص القهوة» الخاص بالمحل والذي يجول على المهرجانات والمناسبات في المناطق.

تجول الحافلة التابعة للمقهى على المهرجانات في المناطق اللبنانية (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، وبالتعاون مع منظمة «يونيسيف»، يستعدّ الفريق لإطلاق مطبخه الذي يُعنى بتحضير الوجبات الخفيفة من ساندويتشات وحلويات ستُباع في المقهى وفي متاجر متفرقة. ومن المفترض أن تفتح هذه المبادرة باب التوظيف أمام مزيدٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة المدرَّبين في المجال.


استوكهولم تُطلق أول قارب ذاتي القيادة

القارب «إم إف إستيل» في أول رحلة له في العاصمة السويدية (أ.ف.ب)
القارب «إم إف إستيل» في أول رحلة له في العاصمة السويدية (أ.ف.ب)
TT

استوكهولم تُطلق أول قارب ذاتي القيادة

القارب «إم إف إستيل» في أول رحلة له في العاصمة السويدية (أ.ف.ب)
القارب «إم إف إستيل» في أول رحلة له في العاصمة السويدية (أ.ف.ب)

أُطلق قارب كهربائي ذاتي القيادة بصورة كاملة في ستوكهولم التي باتت بحسب مبتكري هذه العبّارة، أول مدينة في العالم تضع نوعاً مماثلاً من وسائل النقل البحرية في الخدمة، على ما أفاد فريق من وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «تورغاتن» النرويجية التي تولّت إنجاز هذا المشروع ستاين أنريه هيرغستاد - أولسن «إنه يوم ثوري للجميع».

وأكّدت الشركة أنّها السبّاقة عالمياً في ابتكار قارب مُدُني ذاتي القيادة، وهو مجال تحتل فيه الدول الاسكندنافية الصدارة.

وابتداءً من الاثنين، سيبدأ القارب المسمّى «إم إف إستيل» والذي بلغت تكلفة النموذج الأول منه نحو 1.5 مليون يورو، في التنقّل ضمن رحلات قصيرة تصل إلى بضع مئات الأمتار بين جزر عدة في وسط استوكهولم.

وراهناً، يضم المركب على متنه قائداً يتولّى الإشراف عليه من دون استخدام أدوات التحكم.

ومن المتوقع أن يصبح المركب «مستقلاً بصورة كاملة» في وقت لاحق، على ما أكد هيرغستاد - أولسن، الذي أعرب عن أمله في زيادة عدد المراكب التي تجول في استوكهولم وخارجها.

وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أوضح المسؤول عن العمليات لدى شركة «تورغاتن»، إريك نيلسن، أنّ استقلالية المركب الصغير الذي يبلغ طوله نحو عشرة أمتار تعود إلى أنظمة مختلفة.

وتابع «ثمة رادار (إيه آي اس) وكاميرات إضافية وأنظمة موجات فوق صوتية تتيح لنا رصد» العوائق التي قد يواجهها المركب.

وأشار هيرغستاد - أولسن إلى أنّ «هذا النظام المستقل يعمل كالقبطان، فهو يرى ويقود مثله».

وأكدت الشركة ضمان سلامة الركاب الذي سيستقلون المركب.

وقال هيرغستاد - أولسن «إذا ظهر زورق أمامنا، فسنراه في أقل من ثانية ونقوم بتحديث مسار» المركب.

و«إم إف إستيل» قادر على استيعاب 30 شخصاً كحد أقصى، وسيكون سعر التذكرة الخاصة بالتنقل فيه لاتجاه واحد 35 كرونة سويدية (نحو 3.23 دولار).

ويرمي استخدام القوارب تشجيع السكان على الذهاب إلى العمل مشياً أو عبر الدراجات الهوائية بدلاً عن استخدام السيارات.

وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد مجال السفن الكهربائية كالقوارب الآلية ازدهاراً كبيراً.