سوريون يحيون في إدلب الذكرى الـ12 لانطلاق الثورة

هتفوا: «حرية حرية حرية... والشعب يريد إسقاط النظام»

مظاهرة حاشدة في إدلب شمال سوريا (أ.ف.ب)
مظاهرة حاشدة في إدلب شمال سوريا (أ.ف.ب)
TT

سوريون يحيون في إدلب الذكرى الـ12 لانطلاق الثورة

مظاهرة حاشدة في إدلب شمال سوريا (أ.ف.ب)
مظاهرة حاشدة في إدلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

تظاهر آلاف السوريين، الأربعاء، في محافظة إدلب ومناطق ريف حلب، شمال غربي سوريا، في ذكرى مرور 12 عاماً على انطلاق الثورة السورية والاحتجاجات التي طالبت بإسقاط النظام ونيل الحرية والكرامة، قبل أن تتحول إلى صراع دامٍ.
ففي ساحة السبع بحرات، وسط مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تظاهر آلاف السوريين وهتفوا بـ«حرية حرية حرية والشعب يريد إسقاط النظام، وثورة حتى النصر»، بمناسبة إحياء الذكرى الثانية عشرة على انطلاق الثورة السورية، وحمل المتظاهرون العلم السوري الأخضر الذي يرمز إلى الحرية والاستقلال وهو العلم الأول إبان جلاء فرنسا عن سوريا 1946، وحملوا لافتات كتب عليها شعارات «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«عودة المهجرين تبدأ برحيل النظام».
وحدد المجلس المحلي لمدينة عفرين ومجالس محلية أخرى في مناطق المعارضة، يوم الأربعاء 15 مارس (آذار)، عطلة رسمية لكافة مديريات ودوائر المجلس بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لانطلاق الثورة السورية.
«لست نادماً وماضٍ إلى جانب أهلي في ثورتهم حتى النصر»، بهذه الكلمات وصف أسعد الحسين، وهو ضابط انشق عن قوات النظام السوري قبل 11 عاماً، موقفه من النظام السوري وتمسكه بثوابت وأهداف الثورة السورية التي انطلقت قبل 12 عاماً. وقال: «عندما انطلقت الثورة السورية قبل 12 عاماً، وشهدت حينها مختلف المناطق السورية مظاهرات شارك فيها ملايين السوريين الذين طالبوا بالحرية والكرامة، وقابلها النظام بتوظيف قطعان الشبيحة وميليشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام لقمع تلك المظاهرات، اتخذت قرار الانشقاق عن قوات النظام التي أيضاً وظفها لقمع الشعب السوري الأعزل في ذلك الحين».
أضاف الضابط المنشق: «رغم أنني فقدت عملي ورتبتي العسكرية، إلا أنني أشعر الآن بالفخر والعزة بالنفس التي كنا نفتقدها في عملنا ضمن قوات النظام الذي تغلب عليها الصبغة الطائفية بالقرار العسكري والإداري والأمني، ولا يتجرأ أي ضابط سني مهما علت رتبته على اتخاذ أي قرار وأي إجراء حتى على الصعيد الشخصي دون الرجوع إلى الأجهزة الأمنية التي يديرها ضباط وعناصر علويون موالون للنظام».
وفي مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف السوريين في مدينة أعزاز شمال حلب، قال أبو سامر (44 عاماً)، وهو مهجر من منطقة الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية دمشق منذ ما يزيد عن 4 سنوات، إن «المضي بالثورة حتى تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها وأهمها إسقاط النظام السوري الحاكم، هو الطريق الوحيد لعودة ملايين المهجرين قسرياً من مناطقهم سواءً أبناء الغوطة الشرقية أو أبناء محافظة حمص ودرعا وحماة ودير الزور».
ويضيف أنه «يفضل أن يعيش مهجراً من دياره على أن يعيش تحت حكم نظام الأسد الذي يحكم الشعب السوري بالحديد والنار وقطعان الشبيحة التي تتسلط على رقاب الناس وأرزاقهم، ولن يكون للحرية طعم ما لم تسقط منظومة الأسد المجرمة».
وقالت إدارة الشؤون السياسية في المناطق المحررة في بيان إن «الثورة السورية كانت وما زالت وسيلة تهدف إلى إسقاط النظام المجرم ومنظومته، ومن ثم بناء عهد مشرق بعد عقود من القمع والاستبداد، عهد يقوم على الشورى ويبسط العدل بين الناس، يأمن فيه أهل الشام على أرواحهم وأرزاقهم، ويحيا أبناؤهم بعزة وكرامة، على هذا العهد ضحى الشعب السوري، فانتفض في ثورة الكرامة في شهر (مارس) عام 2011».
وأضاف البيان، «اثنا عشر عاماً من الكفاح المتواصل، تاريخ خطّه أطفال درعا بأناملهم التي أنارت درب الحرية، قدم الشعب السوري خلال هذه السنوات مليون شهيد دفاعاً عن أرضهم وأهداف ثورتهم، وآثر 15 مليون لاجئ كريم الهجرة والغربة عن حياة الذل والاستبعاد، وغُيب عشرات الآلاف من أسرانا الصامدين في مسالخ النظام المجرم، إنها ثورة الشهداء ومنارة الأحياء وشرف الأوفياء». ولفت إلى أن الثورة السورية «تشهد اليوم محاولات يائسة يرعاها أرباب الثورة المضادة، لإعادة النظام السوري المجرم إلى الساحة العربية ورفع العزلة عنه، وقبل ذلك كانت دعوات المصالحة والمسارات السياسية الخادعة، تأتي هذه الخطوات دون دراية من الساعين لها بأنها منزلق يؤدي بالمنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار، بل تعمق معاناة الشعب السوري وتهدر حقوقه، كما تدفع بالنظام المجرم نحو مزيد من القتل والتشريد للسوريين فضلاً عن إغراق تلك الدول بالمخدرات والكبتاجون، وفي الذكرى الثانية عشرة للثورة السورية، سيقول الشعب كلمته ويؤكد على رفضه لتلك المحاولات والخطوات، ويحدد مطلبه بإسقاط النظام المجرم ومنظومته المتهالكة».
من جانبها، قالت «الحكومة السورية المؤقتة» المدعومة من أنقرة، إنه «في مثل هذه الأيام وقبل اثني عشر عاماً، انطلقت المظاهرات السلمية على امتداد ربوع الوطن، خرج خلالها السوريون بمختلف انتماءاتهم في كل المحافظات توحدهم شعارات الحرية والكرامة ووحدة الشعب السوري، وأعطت تلك المظاهرات انطباعاً حضارياً عن عراقة الشعب السوري وأصالته وكشفت في الوقت نفسه عن حقد عصابة مجرمة حكمت البلاد بالحديد والنار ولكن رغم مشروعية المطالب وسلمية المظاهرات، إلا أن نظام الأسد المجرم واجهها بعصابات الأمن والشبيحة التي ارتكبت أفظع الجرائم بحق المتظاهرين، من قتل واعتقال وتعذيب، ما لبث بعدها أن استعان بحلفائه الروس والإيرانيين لقهر الشعب السوري وكسر إرادته».
وفي العام 2011، خرج آلاف السوريين في مظاهرات حاشدة وأعلنوا ثورة لنيل الحرية والكرامة ضمن ثورات الربيع العربي، وسرعان ما تحولت مطالب السوريين في المظاهرات إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بعد أن أطلق يد القوى الأمنية والشبيحة ضد المتظاهرين وارتكابها عمليات القتل والاعتقال بحق المئات منهم، ليتحول المشهد بعد ذلك إلى نزاع دام، وتحولت فيه سوريا بعد ما يقارب 11 عاماً إلى ساحة مقسمة للقوى الدولية والإقليمية (روسية وإيرانية وأميركية وتركية) الداعمة لأطراف النزاع.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر موقنة بـ«حتمية» عودة الملاحة لطبيعتها في قناة السويس

سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (هيئة قناة السويس)
سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (هيئة قناة السويس)
TT

مصر موقنة بـ«حتمية» عودة الملاحة لطبيعتها في قناة السويس

سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (هيئة قناة السويس)
سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (هيئة قناة السويس)

توقن مصر بـ«حتمية» عودة حركة الملاحة في قناة السويس إلى طبيعتها، بصفتها «الخيار الأول» لشركات الشحن العالمية، في حال استقرار الأوضاع في المنطقة.

وأقر رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، في كلمته خلال الاحتفال بذكرى «اليوم البحري العالمي»، مساء السبت، تحت شعار «الملاحة في بحار المستقبل: السلامة أولاً»، بأن «الأوضاع الراهنة والتحديات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة البحر الأحمر تُلقي بظلالها على معدلات الملاحة بقناة السويس».

وأشار إلى «انخفاض أعداد السفن المارة بالقناة من 25887 سفينة خلال العام المالي 2022 - 2023 إلى 20148 سفينة خلال العام المالي 2023 - 2024».

ولفت ربيع إلى «تراجع إيرادات القناة من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 - 2023 إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023 - 2024». مضيفاً أن «إحصائيات الملاحة بالقناة منذ بداية العام الحالي حتى الآن سجلت انخفاضاً في أعداد السفن المارة بالقناة بنسبة 49 في المائة، وانخفاض الإيرادات المحققة بنسبة قدرها 60 في المائة، مقارنةً بالمعدلات المحققة خلال ذات الفترة من العام الماضي»، مرجعاً السبب إلى «اتخاذ عديد من السفن طرقاً بديلة في ظل التحديات الأمنية في المنطقة».

وأشار رئيس هيئة قناة السويس إلى «تأثير التداعيات السلبية للأوضاع الراهنة في المنطقة على استدامة واستقرار سلاسل الإمداد العالمية، وما ترتب عليها من تحديات ملاحية واقتصادية تمثلت في تجنب الإبحار في المنطقة، واتخاذ طرق ملاحية بديلة بعيداً عن قناة السويس».

وقال ربيع: «أدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف الشحن وزيادة رسوم التأمين البحري، إضافةً إلى تحديات أمنية وبيئية ومخاوف من حدوث تسرب للنفط وللمواد الكيميائية وتهديد الحياة البحرية».

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، غيَّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد الماضي، إن «بلاده فقدت ما بين 50 في المائة إلى 60 في المائة، من دخل قناة السويس، بما قيمته أكثر من 6 مليارات دولار خلال الأشهر الثمانية الماضية».

ولمواجهة التحديات أوضح ربيع، في كلمته، أن «قناة السويس عكفت على فتح خطوط اتصال مباشرة مع الأطراف المعنية كافة، عبر عقد لقاءات موسعة مع كل المؤسسات البحرية الدولية والخطوط الملاحية، والتشاور مع العملاء حول تداعيات الأزمة الراهنة»، مشيراً إلى أن تلك اللقاءات «شهدت طرح الرؤى المحتملة لمواجهة التحديات المختلفة المرتبطة بالأزمة في محاولة لتقليل تأثيرها على حركة التجارة العالمية».

وقال ربيع: «خلصت نتائج المباحثات المشتركة مع العملاء إلى عدم وجود بديل مستدام للقناة على المدى المتوسط أو البعيد»، لافتاً في هذا الصدد إلى ما أكده أكبر الخطوط الملاحية بأن «قناة السويس ستظل الخيار الأول، وأن عودتهم حتمية للعبور عبر القناة فور استقرار الأوضاع في المنطقة».

وشهدت الفترة الماضية اتصالات مصرية مكثفة مع شركات الشحن أو قادة المجتمع الدولي لوضع حد لتوترات البحر الأحمر، كما أعلنت هيئة قناة السويس حوافز تسويقية وتخفيضات لتنشيط حركة الملاحة وتجاوز تداعيات تراجع الإيرادات.

وقال ربيع إن «قناة السويس بذلت جهوداً نحو تنويع مصادر الدخل، وتلبية متطلبات المرحلة الراهنة عبر تقديم حزمة متنوعة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن متاحة من قبل؛ مثل خدمات التزود بالوقود في مدخلي القناة الشمالي والجنوبي، وخدمات مكافحة التلوث وإزالة المخلفات الصلبة والسائلة من السفن، فضلاً عن خدمات الإنقاذ البحري وصيانة وإصلاح السفن في الترسانات التابعة للهيئة وغيرها».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وسبق وتوقع «البنك الدولي»، في أبريل (نيسان) الماضي، أن «يتسبب استمرار الأزمة في خسائر بنحو 3.5 مليار دولار في العائدات الدولارية لمصر، أي ما يعادل 10 في المائة من صافي الاحتياطيات الدولية في البلاد».

ورغم اتفاقه على «حتمية» عودة الملاحة في قناة السويس لطبيعتها فور استقرار الأوضاع، أشار الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى بدرة، إلى أن «الأمر لن يكون بهذه السهولة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لو توقفت الحرب اليوم، فإن عودة الملاحة لطبيعتها في السويس قد تستغرق فترة تصل إلى عامين».

وأوضح بدرة أن «الأمر مرتبط بتقييم شركات الشحن الكبرى للمخاطر وهو أمر لا يحدث بين يوم وليلة»، مشيراً إلى أن «تداعيات حرب غزة الاقتصادية على قناة السويس كانت متوقَّعة حتى قبل بدء هجمات (الحوثي)، لا سيما مع عدم الاستقرار السياسي في المنطقة».

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن أي جهود تُبذل لمواجهة التداعيات سواء من قبيل تخفيضات الرسوم أو تقديم خدمات جديدة في قناة السويس «لن تستطيع الحد من الخسائر»، وذلك لأن «النشاط الرئيسي للقناة هو عبور سفن الشحن، أما باقي الأنشطة فيدخل في نطاق ما يستجد من أعمال»، محذراً من «استمرار نزيف الخسائر لا سيما مع اتساع نطاق الحرب في المنطقة، وعدم وجود أفق واضح لحل الصراع حتى الآن».