ما الذي يمكن أن تقوم به خلال 36 ساعة في سيول...؟

قم بزيارتها قبل أن تختفي بعض معالمها السياحية الحالية

سيول في موسم تفتح براعم شجر الكرز (شاترستوك)
سيول في موسم تفتح براعم شجر الكرز (شاترستوك)
TT

ما الذي يمكن أن تقوم به خلال 36 ساعة في سيول...؟

سيول في موسم تفتح براعم شجر الكرز (شاترستوك)
سيول في موسم تفتح براعم شجر الكرز (شاترستوك)

تحظى مدينة سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، باهتمام عالمي ناشئ عن إنتاجها الثقافي الذي يحظى بشعبية كبيرة. ولا يقتصر الأمر على تدفق معجبي الكيه - بوب هنا، فمعارض الفن العالمية تنشئ المتاجر واحداً تلو الآخر، وفي هذا الخريف، استضافت المدينة معرض «فريز» الفني الأول في آسيا. هنا، يمكنك أن تمشي على جدران قلعة مُشيدة وسط ناطحات السحاب، وتمر بجوار شاشة LED ضخمة متاخمة لقصر ملكي، وتتوه في الشوارع الخلفية المتشابكة التي تضم بعضاً من أكثر المقاهي والمطاعم إثارة للاهتمام في المدينة. تعتنق سيول ماضيها وتجدد إبداعها على نحو مستمر، وتتمتع بروح مرنة للغاية. ولا تزال المدينة في حدادها الواضح على أرواح الضحايا الذين قضوا نحبهم في عيد الهالوين، وهي مأساة زاد من تدميرها أن العديد من الضحايا كانوا من الشباب الذين تدفقوا من جميع أنحاء العالم للتمتع بسيول.

سيول مدينة نابضة بالحركة ليلاً (شاترستوك)

تعرف على المدينة من خلال سلوك مسارات الدراجات التي تتبع ضفتي نهر «هان» الشمالية والجنوبية. يحتوي برنامج «داروينغي» لمشاركة الدراجات في سيول على أكثر من 2600 محطة في جميع أنحاء المدينة (بتكلفة 1000 وون كوري جنوبي في الساعة، أو 77 سنتاً)، كما أن متجر «بايك نارا» لتأجير الدراجات بالقرب من محطة «هابجيونغ»، يقدم رحلات لطيفة (20.000 إلى 50.000 وون، أي حوالي 15 إلى 38 دولاراً، لاستئجار الخوذ والأقفال طوال النهار). ابدأ من المحطة واتجه إلى «متنزه نهر هان»، ثم توجه شرقاً على طول الضفة الشمالية للنهر باتجاه جسر «بانبو». اعبر الجزء السفلي من سطح الجسر، ثم اتجه غرباً إلى جسر «يانغهوا» لدورة بطول 14 ميلاً (حوالي ساعة ونصف الساعة). ومن بين نقاط التوقف الجميلة حديقة النحت في «إيشون هانغانغ بارك»، وحديقة «بانبو هانغانغ» المحاطة بأشجار الصفصاف، ثم الاستمتاع بأزهار الكرز في حديقة «يويدو هانغانغ» لمدة أسبوعين في شهر أبريل (نيسان).


أسواق سيول سياحة وتسوق (شاترستوك)

أشبع شهيتك بالتوجه إلى سوق «غوانغجانغ» التي تبلغ من العمر 117 عاماً، وهي مجمع مترامي الأطراف في وسط «جونغنو - غو». (يمكنك ركوب الدراجات هناك على الممرات الجديدة على طول ضفة «تشيونغجيتشون»، الجدول الذي يتلاقى مع نهر هان). في ممر الطعام في مركز السوق، سوف تجد فطائر «مونغ بين»، و«يوخوي» (لحم البقر التتري)، و«كالغوكسو» (الشعرية المقطعة يدوياً في المرق)، لكن احفظ لمعدتك وجبة «بوري بيبيمباب»، التي تُقدم في أكشاك قرب نهاية الممر. إذ يُكوم صاحب المتجر أرز الشعير في وعاء من الفولاذ المقاوم للصدأ، ويجمع عشرات المكونات أو نحوها من أكوام من الخضراوات للحصول على نسخة منزلية وصحية ولذيذة من طبق الأرز المختلط الكوري الرئيسي «مقابل 6000 وون».
متاهة أزقة حي «يولجيرو» المركزي، الذي كان ذات مرة مركزاً متنوعاً للصناعة التحويلية، تستضيف حالياً مشهداً نابضاً بالمطاعم. وفي إشارة إلى التطور السريع في سيول، من المقرر إعادة تطوير المنطقة في عام 2023. وقد تُسوى بعض من معالم الجذب السياحي الجميلة في حي «يولجيرو» بالأرض... ننصحك بتجربتها قبل أن تختفي تماماً.
نظراً لما جرى تشييده في سيول، فإنها تحتوي أيضاً على عشرات المعالم الخضراء التي يمكنك تسلقها من دون مغادرة حدود المدينة، ويمكن الوصول إليها جميعاً عن طريق مترو الأنفاق أو الحافلات. توجه إلى حديقة «بوخانسان» الوطنية في شمال شرقي البلاد، التي تحتوي على العديد من المعالم والمشاهد التي لا مثيل لها في المدينة. وتنبه إلى أن كفاءة المدينة التي لا ترحم تنطبق أيضاً على مساراتها، معظمها عبارة عن تسلق شاق يتجه إلى الأعلى مباشرة، ولا تنزعج بتعرجات المشي المتثاقل. وبدلاً من ذلك، امش ساعة أو ساعتين على طول سور المدينة القديمة على جبل «إنوانغسان» بالقرب من وسط المدينة، الذي يقدم منظراً بانورامياً بديعاً. بصرف النظر عن الارتفاع، سوف ترى السكان المحليين يحملون معدات المشي من الرأس إلى أخمص القدمين.
*خدمة {نيويورك تايمز}


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».