تحقيقات أميركية في إفلاس «إس في بي»

وكالات التصنيف تشير إلى قوة المصارف الأوروبية

أحد فروع سيليكون فالي بنك في سان فرنسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)
أحد فروع سيليكون فالي بنك في سان فرنسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)
TT

تحقيقات أميركية في إفلاس «إس في بي»

أحد فروع سيليكون فالي بنك في سان فرنسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)
أحد فروع سيليكون فالي بنك في سان فرنسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

فتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقاً في قضية إفلاس بنك سيليكون فالي (إس في بي)، يستهدف خصوصاً مبيعات الأسهم الأخيرة من جانب عدد من قادة المصرف، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية في وقت متأخر مساء الثلاثاء، نقلاً عن مصادر مقرّبة من الملف.
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية التي تشرف على الأسواق المالية SEC أطلقت هذا التحقيق. وأضافت أن التحقيقات لا تزال في مرحلة أولية، وقد لا تؤدي إلى توجيه اتهامات بشكل رسمي.
والعامل الذي سرّع إفلاس بنك سيليكون فالي المقرّب من الشركات الناشئة هو سحب مبالغ كبيرة جداً من جانب زبائن يملكون أكثر من 250 ألف دولار في حساباتهم، وهو المبلغ الأقصى الذي تضمنه المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع FDIC. وقد وُضع المصرف الجمعة تحت إشراف هذه المؤسسة، ما شكل أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية عام 2008.
ولتأكيد متانة النظام المصرفي، أشارت السلطات الأحد إلى أن كامل ودائع المصرف المفلس ستكون مضمونة. ولم ترغب لا وزارة العدل ولا هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في التعليق على فتح التحقيق، عندما حاولت وكالة الصحافة الفرنسية التواصل معهما.
ومن جهة أخرى، اعتبرت مؤسستا التصنيف «موديز» و«ستاندرد آند بورز»، الثلاثاء، أن الاضطراب في القطاع المصرفي الأميركي في أعقاب إفلاس بنك سيليكون فالي يجب أن يكون تأثيره محدودا على المصارف الأوروبية التي تتبع تنظيما مختلفا.
واهتزت الأسواق المالية في وقت سابق هذا الأسبوع بعد انهيار مصرفي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر»، ما أجبر السلطات الفيدرالية الأميركية على اتخاذ تدابير لمنع انتشار عدوى الإفلاس. وقالت «موديز» التي خفضت نظرتها للقطاع المصرفي الأميركي من مستقرة إلى سلبية، في تقرير، إن بنية المصارف الأوروبية تحد من تعرضها للانهيارات في القطاع المصرفي الأميركي، ذلك أنها تودع حصة أكبر من احتياطياتها لدى البنوك المركزية.
وأضافت المؤسسة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا أن سندات الدين تشكل جزءا أقل في الميزانيات العمومية للبنوك الأوروبية مقارنة بالمؤسسات المالية الأميركية. وأشار التقرير إلى «اختلاف أساسي بين النظامين الأوروبي والأميركي يحد من التأثيرات عبر ضفتي الأطلسي، وهو أن حيازات المصارف الأوروبية من السندات أقل وودائعها أكثر استقرارا ونمت بسرعة أقل». وذكرت المؤسسة أن بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي طورا سبلا أفضل للحصول على السيولة في حالة اضطرابات مماثلة.
وأفادت مؤسسة «ستاندرد آند بورز» للتصنيفات الائتمانية بأن البنوك الأوروبية التي تتابعها ومعدلات الفوائد لا تملك النموذج الاقتصادي نفسه أو مصادر التمويل مثل البنوك الأميركية، مضيفة أنه من غير المرجح أن تتعرض لأزمات كثيرة بشكل مباشر.
وكان مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي باولو جنتيلوني ووزير المالية الفرنسي برونو لو مير والمستشار الألماني أولاف شولتس من بين الشخصيات الأوروبية التي طمأنت الأسواق حيال تعرّض القارة لاضطراب مالي.
وفي غضون ذلك، حض رئيس «بنك سيليكون فالي بريدج» الذي أنشأته السلطات المصرفية الأميركية حديثا، ونقلت إليه كافة ودائع «بنك سيليكون فالي» المنهار، الثلاثاء، جميع العملاء على العودة مع أموالهم التي قاموا بسحبها في الوقت الذي تشهد فيه البنوك الكبيرة تدفقا في الودائع.
وانهار «بنك سيليكون فالي»، المقرض الرئيسي للشركات الناشئة في الولايات المتحدة منذ الثمانينات، بعد تهافت مفاجئ على سحب الودائع، ما دفع بالهيئات الناظمة لوضع اليد عليه الجمعة.
وقال تيم مايوبولوس الرئيس التنفيذي لـ«بنك سيليكون فالي بريدج» في بيان إن «الأمر الأول الذي يمكنكم القيام به لدعم مستقبل هذه المؤسسة هو مساعدتنا في إعادة بناء قاعدة الودائع لدينا»، مضيفا «سواء عبر ترك الودائع لدى بنك سيليكون فالي بريدج أو إعادة تحويل الودائع التي سحبت خلال الأيام الماضية»، كما أضاف «نحن نفعل كل ما بوسعنا لإعادة البناء ونيل ثقتكم مجددا ومواصلة دعم اقتصاد الابتكار». وأشار مايوبولوس إلى أن بنك بريدج يقدم «قروضا جديدة ويحترم التسهيلات الائتمانية القائمة بالكامل».
وتشهد المصارف الكبيرة مثل «جي بي مورغان» و«بنك أوف أميركا» تدفقا للودائع، وفقا لمصدرين مقربين من عالم المصارف. وأضاف أحدهما أنه في حين أن المؤسسات الكبرى لا تسعى وراء العملاء المحتملين الفارين من البنوك المغلقة، إلا أنها تقبل الودائع التي باتت تشكل مبالغ كبيرة.
وقال ألكسندر يوكوم المحلل المصرفي لدى مؤسسة «سي إف آر إيه» للأبحاث إن العملاء من البنوك الصغيرة والمتوسطة ربما قاموا أيضا بتحويل كل أو جزء من أموالهم «إلى لاعبين رئيسيين يعتقدون أن الحكومة لن تقبل بأي حال من الأحوال أن تدعها تسقط». وأضاف يوكوم أن حجم التحويلات لن يُعرف على الأرجح إلا عندما تنشر البنوك نتائجها ربع السنوية اعتبارا من أبريل (نيسان)، أو في حال نشرت تقارير مؤقتة قبل ذلك.
وقالت وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيفات الائتمانية في مذكرة إنها «لم تر دليلا على أن تدفقات الودائع الخارجة بشكل غير قابل للسيطرة التي حدثت في عدد قليل من البنوك قد انتشرت على نطاق واسع» إلى مصارف أخرى.
وفي بيان مشترك الأحد، قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والمؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع ووزارة الخزانة الأميركية، إن المودعين في «بنك سيليكون فالي» سيكونون قادرين على الوصول إلى «جميع أموالهم» اعتبارا من الاثنين. وأعلن الاحتياطي الفيدرالي أيضا أنه سيوفر تمويلا إضافيا للبنوك لمساعدتها على تلبية احتياجات المودعين.
وأضافت «ستاندرد آند بورز» أنها تعتقد أن إجراءات الاحتياطي الفيدرالي «زودت البنوك بمصادر سيولة إضافية إذا لزم الأمر، وربما قللت أيضا من احتمالات أن تصل قضايا الثقة البالغة الحساسية إلى عدد أكبر من البنوك».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

تقرير: 5 رجال سببوا هزيمة كامالا هاريس في الانتخابات الأميركية

كامالا هاريس المرشحة الرئاسية الديمقراطية نائبة الرئيس تلقي خطاب الإقرار بالهزيمة بعد الانتخابات الرئاسية يوم 6 نوفمبر 2024 في حرم جامعة هوارد بواشنطن (أ.ب)
كامالا هاريس المرشحة الرئاسية الديمقراطية نائبة الرئيس تلقي خطاب الإقرار بالهزيمة بعد الانتخابات الرئاسية يوم 6 نوفمبر 2024 في حرم جامعة هوارد بواشنطن (أ.ب)
TT

تقرير: 5 رجال سببوا هزيمة كامالا هاريس في الانتخابات الأميركية

كامالا هاريس المرشحة الرئاسية الديمقراطية نائبة الرئيس تلقي خطاب الإقرار بالهزيمة بعد الانتخابات الرئاسية يوم 6 نوفمبر 2024 في حرم جامعة هوارد بواشنطن (أ.ب)
كامالا هاريس المرشحة الرئاسية الديمقراطية نائبة الرئيس تلقي خطاب الإقرار بالهزيمة بعد الانتخابات الرئاسية يوم 6 نوفمبر 2024 في حرم جامعة هوارد بواشنطن (أ.ب)

تتابعت التحليلات صباح يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لتفسير هزيمة كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، أمام الرئيس المُنتخب دونالد ترمب. وقد أشار المعلّقون إلى أسباب متعددة للخسارة. فيما يلي الأسماء التي ظهرت أكثر في تحليلات صحافية بجريدة «ليبراسيون» الفرنسية وفي صحف أخرى عبر المحيط الأطلسي:

الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك يتحدث خلال تجمع انتخابي لدونالد ترمب في بتلر بولاية بنسلفانيا الأميركية يوم 5 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

إيلون ماسك

ألقى أغنى رجل في العالم بنفسه جسداً وروحاً في المعركة من أجل رهانه على دونالد ترمب، وعبّأ شبكته الاجتماعية بشكل كامل، وعرض ملايين الدولارات في سحب «تومبولا» خاص بالناخبين، وتحدث علناً ضد كامالا هاريس دون توقف، وفق صحيفة «ليبراسيون».

الرئيس الأميركي جو بايدن يحضر فعالية «عيد العمال» في بيتسبرغ بالولايات المتحدة يوم 2 سبتمبر 2024 (رويترز)

جو بايدن

انسحب رئيس الولايات المتحدة بلطف من السباق الرئاسي في 21 يوليو (تموز) الماضي لمساعدة الديمقراطيين بشكل أفضل للفوز، لكن الوقت كان قد فات بالفعل، كما يقول كثير من المسؤولين التنفيذيين الديمقراطيين. السؤال المطروح هو الاقتصاد الأميركي في عهد بايدن، وكان هو الموضوع الرئيسي لدونالد ترمب طوال الحملة الانتخابية. وفي حين أن الأرقام ممتازة من حيث الاقتصاد الكلي، فإن المتقاعدين قد عانوا من التضخم في عهد بايدن، بينما عانى الشباب من الآثار السلبية لتراجع النمو. وفي مواجهة مقترحات ترمب بتدابير الحماية، وخفض الضرائب، وإنهاء الهجرة غير الخاضعة للرقابة، لم يكن لدى هاريس سوى القليل من الوقت لإسماع صوت بدائلها.

آندي مونتغمري

هذا الشاب الأسود من كارولينا الشمالية صوّت لدونالد ترمب، كما وعد، وهو ليس الوحيد. فقد حصل المرشح الجمهوري، على عدد من الأصوات أكبر بكثير مما كان متوقعاً في الولايات التي تضم أعداداً كبيرة من السكان السود واللاتينيين. وتشير استطلاعات الرأي، حتى ولو كانت جزئية، إلى التقدم المبهر الذي أحرزه المرشح الجمهوري بين الرجال السود، خصوصاً الشباب السود. رهان هاريس على النساء، وبالتأكيد على النساء السود، لم يؤت ثماره؛ إذ صوتن لها بالنسب نفسها لتصويتهن لبايدن قبل 4 سنوات. ومن ناحية أخرى، اكتسب ترمب أكثر من 10 في المائة من أصوات الشباب السود. وفي مناطق التصويت التي تضم أعداداً كبيرة من السود واللاتينيين، راهن ترمب «على إخراجهم من ألعاب الفيديو، إلى التصويت، وقد نجح»، وفق صحيفتَي «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» الأميركيتين.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي في برلين يوم 11 أكتوبر 2024 (د.ب.أ)

فولوديمير زيلينسكي

وفق صحيفة «واشنطن بوست»، عشية الانتخابات، فقد اعتقد واحد من كل اثنين من الأميركيين أن بلاده «تعطي كثيراً من المال إلى دول أجنبية في حالة حرب»، وتحديداً لإسرائيل وأوكرانيا على قدم المساواة. لكن فيما يتعلق بأوكرانيا، كان ترمب أكثر وضوحاً، وكان لرسالته صدى أكبر بكثير من رسالة هاريس. في الواقع، حتى بين الجالية الأوكرانية الكبيرة في بنسلفانيا، يُنظر إلى ترمب على أنه المرشح الأفضل لإنهاء الحرب. وأوضح يوجين لوسيو، رئيس «المجلس الأوكراني للدولة»، على سبيل المثال: «أعتقد أن الأوكرانيين الذين يدعمون الرئيس ترمب يعدّونه الرجل القوي الذي سيكون قادراً في النهاية، رغم خصوصياته، على مواجهة بوتين... رجل الأعمال الذي يمكنه إبرام الصفقة».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتصافحان في «متحف إسرائيل» بالقدس يوم 23 مايو 2017 (أ.ب)

بنيامين نتنياهو

أحدثت الحرب في غزة انقساماً عميقاً في الحزب الديمقراطي، وقال كثير من ناخبي الحزب في المجتمعات الإسلامية إنهم على استعداد لمقاطعة التصويت احتجاجاً على دعم جو بايدن غير المشروط لإسرائيل. وإذا كانت هاريس أكثر اعتدالاً، فإن ترددها أفاد إلى حد كبير ترمب، الذي حصل على دعم مهم من المسلمين، دون الحاجة إلى شرح تناقضات مواقفه؛ بين «الصداقة العميقة» مع نتنياهو ودعوة الإسرائيليين إلى «إنهاء هذه الحرب بسرعة».

وترى صحيفة «ليبراسيون» أن كل التحليلات بشأن الأسماء المسؤولة عن سقوط هاريس، لا يمكنها أن تغفل الرجل السادس الذي أسقط هاريس؛ وهو دونالد ترمب نفسه، الذي لقّبته الصحيفة ﺑ«الوحش السياسي».