الشرطة تتصدى بعنف لاحتجاجات في الخرطوم

وزير الداخلية السوداني يطلق مبادرة لـ«التعبير السلمي»

جانب من الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

الشرطة تتصدى بعنف لاحتجاجات في الخرطوم

جانب من الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)

تصدت قوات الشرطة والأمن السودانية لمئات من المحتجين، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، ومنعتهم من الوصول إلى القصر الرئاسي في وسط العاصمة الخرطوم، الوجهة التي حددتها لجان المقاومة الشعبية في دعوتها لمظاهرة تندد باستمرار الحكم العسكري في البلاد.
وتدعو لجان المقاومة التي تقود الاحتجاجات في الشارع منذ إجراءات 25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021 إلى مظاهرات بانتظام، لكن في الآونة الأخيرة بدأ زخم الاحتجاجات في التراجع عما كانت عليه في الأشهر الأولى بسبب القمع المفرط وسقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى. وعلى الرغم من لجوء لجان المقاومة إلى تكتيكات جديدة في الاحتجاجات الأخيرة، بالتجمع والانطلاق من أقرب المواقع المؤدية إلى القصر الجمهوري وسط مركز مدينة الخرطوم، بدأت أجهزة الأمن في تعزيز قواتها وفرض أطواق أمنية مشددة للحيلولة دون اختراق المتظاهرين محيط القصر.
وتحرك الموكب الرئيسي، أمس، من منطقة باشدار بضاحية الصحافة في طريقه إلى وسط الخرطوم، فيما تحرك تجمع كبير من المتظاهرين اخترق منطقة السوق الرئيسية بالخرطوم، وتصدت لهم قوات الأمن ودفعتهم للتراجع والتجمع إلى منطقة شروني عند بداية مدخل شارع القصر؛ حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وتطالب لجان المقاومة، وهي تنظيمات شعبية في جميع أحياء ومدن البلاد، بتنحي الجيش عن السلطة والعودة إلى الثكنات، وتسليم السلطة للقوى المدنية، كما ترفض أي تفاوض أو شراكة تمنح العسكريين شرعية البقاء في السلطة.
وفي غضون ذلك، أطلق وزير الداخلية مدير عام الشرطة، عنان حامد، مبادرة التعبير السلمي الديمقراطية وفقاً للقانون، داعياً إلى الالتزام بالموجهات والتقيد بمسارات الاحتجاجات لضمان ممارسة حضارية تفوت الفرصة على المخربين وأصحاب الغرض. وحددت مبادرة الشرطة أربع ساحات رئيسية للتظاهر، وهي ساحة «الحرية» في الخرطوم، وميدان «الخليفة» بمدينة أم درمان، وميدان «عقرب» في ضاحية بحري، وميدان «المولد» بمنطقة شرق النيل.
وأشارت المبادرة إلى أهمية التنسيق وتبادل المعلومات مع لجان المقاومة بما يقود لضبط المجرمين وتجنب الاحتكاك مع الشرطة. وقال حامد إن قوات الشرطة تقوم بتطبيق القانون دون تمييز لبسط الأمن وحماية الأرواح والممتلكات ومحاربة ومنع الجريمة. وأشار لدى مخاطبته منسوبي الشرطة بولاية الخرطوم أمس، إلى رضا رئيس ونائب وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي، عن دور الشرطة في تعزيز الأمن والاستقرار بالبلاد، متهماً ما سماهم ضعاف النفوس بالتشكيك في أداء قوات الشرطة وإطلاق الإشاعات للنيل منها.
وأكد وزير الداخلية أن قوات الشرطة تقوم بحماية المواكب التي تلتزم بالسلمية وضبط المخربين الذين يعتدون على ممتلكات الدولة وتقديمهم للعدالة. وقال إن الشرطة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة مع المتفلتين، محذراً من الاعتداء على مراكز للشرطة، بقوله «سنتعامل بحسم وفق القانون ولن نسمح بالمساس بأمن المواطن وممتلكاته». وأشار إلى أن هنالك قلة خارج البلاد تسعى لضرب الشرطة ومنسوبيها من خلال استهدافهم بمعلومات مضللة من أصحاب الغرض.
وفي 28 من فبراير (شباط) الماضي أطلق ضابط شرطة الرصاص الحي من مسافة قريبة على متظاهر سلمي بمنطقة شرق النيل، أدت إلى وفاته على الفور، وأثارت الحادثة موجة من الغضب تجاه الشرطة التي سارعت إلى اتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة الضابط وينتظر تقديمه للمحاكمة. ومنذ استيلاء الجيش على السلطة في البلاد، سقط 125 قتيلاً وآلاف الجرحى.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

رغم الحديث عن تراجع الإصابات... الكوليرا تحصد الأرواح في الجزيرة السودانية

أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
TT

رغم الحديث عن تراجع الإصابات... الكوليرا تحصد الأرواح في الجزيرة السودانية

أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)

لم تجد عائلة سودانية ابتليت بإصابة إحدى نسائها بالكوليرا سوى سرير منزلي لنقلها إلى مستشفى قريب في ولاية الجزيرة وسط السودان في ظل فشلها في الحصول على محفة طبية، مع استمرار معاناة المنطقة من قطع الطريق والحصار المفروض منذ أشهر بسبب انتشار «قوات الدعم السريع» في محيطها.

وذكرت مصادر طبية أن مرض الكوليرا حصد أرواح المئات في الجزيرة بمتوسط 3 وفيات في اليوم بسبب تداعيات تأخر المصابين في الوصول للمستشفيات مع شح الوقود واستمرار حالة الانفلات الأمني في الطرق الرابطة بين قرى الولاية والمدن الكبرى التي توجد بها مستشفيات كبيرة، فضلاً عن نقص الإمداد في الأدوية والمحاليل الوريدية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتقول السلطات الصحية بولاية الجزيرة إن التدابير التي اتخذتها خلال الفترة الماضية من خلال حملات الرش والتعقيم والتثقيف الصحي أسهمت في خفض الإصابات من 300 إلى 117 في اليوم الواحد.

ونجحت مزدلفة آدم في إنقاذ حياة طفلها بصعوبة بالغة بعد إصابته بمرض الكوليرا، حيث اتخذت قراراً سريعاً بنقله إلى مستشفى المناقل الذي يبعد عن قريتها أكثر من 30 كيلومتراً.

وقالت: «فجأة ظهر له مغص، استفرغ (تقيأ) مرة واحدة. قمت بإعطائه بعض الليمون وذهبت به إلى المستوصف. قالوا إنه مصاب بالملاريا والتهاب وجرثومة».

وأضاف: «بعد أخذ العلاجات وقبل خروجي أصابه الإسهال والاستفراغ (القيء) مرة أخرى. قررت الذهاب به إلى المستشفى. عندما جئنا وبعد عمل الفحوصات قالوا إنه مصاب بالمرض ده (هذا)».

وتوقع عمار يحيى مدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة في ولاية الجزيرة استمرار انخفاض عدد الإصابات في الفترة المقبلة بشكل تدريجي.

وقال: «الحالات في البدء كانت عالية ويمكن أن تصل في اليوم إلى أكثر من 300 حالة. والآن بدأت في الانخفاض التدريجي. حتى أمس الحالات الموجودة كانت 117 حالة، ومتوقع أن يحدث اليوم انخفاض كبير إلى ما يقل عن 100 حالة».

وألقى مرضى ومرافقون باللوم على وزارة الصحة الاتحادية بسبب ما اعتبروه تأخيراً في إيجاد الحلول المناسبة لإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية خلال فترة حصار ولاية الجزيرة، ما أدى إلى توسيع دائرة انتشار المرض.

وقال الإمام بشير، رئيس قسم التمريض في مركز عزل المصابين بمرض الكوليرا في المناقل: «كانت هناك بعض الصعوبات التي واجهت الناس منها نقص المحاليل الوريدية والإمداد بشكل عام».

وأضاف: «لجأنا لمحلول معالجة الجفاف وهذا مخصص لعلاج الأعراض البسيطة. فالناس اعتمدت عليه في فترة من الفترات كلياً. بسبب قطع الطريق، الإمداد كان بسيطاً. والحمد لله الناس تخطت المرحلة دي (هذه) بس (لكن) حالياً الحالات بدأت تخف».