حمار ودب على المسرح ودموع ترافولتا... أبرز اللقطات في حفل الأوسكار

فاجأ جيمي كيمل الجمهور بإحضاره حمارا على خشبة المسرح أثناء تقديم الحفل (رويترز)
فاجأ جيمي كيمل الجمهور بإحضاره حمارا على خشبة المسرح أثناء تقديم الحفل (رويترز)
TT
20

حمار ودب على المسرح ودموع ترافولتا... أبرز اللقطات في حفل الأوسكار

فاجأ جيمي كيمل الجمهور بإحضاره حمارا على خشبة المسرح أثناء تقديم الحفل (رويترز)
فاجأ جيمي كيمل الجمهور بإحضاره حمارا على خشبة المسرح أثناء تقديم الحفل (رويترز)

كان حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام مليئاً بالأحداث واللقطات اللافتة واللحظات المؤثرة.
وتطرق تقرير نشرته شبكة «بي بي سي» البريطانية إلى 7 من أبرز اللحظات التي مر بها الحفل هذا العام وهي:

لقاء كوان وفورد:

كان حفل أمس (الأحد) بمثابة فرصة لكي هوي كوان، الذي فاز بجائزة أفضل ممثل في دور ثانوي، للالتقاء بصديقه القديم الممثل هاريسون فورد.
ولعب كوان عندما كان طفلا دور البطولة إلى جانب فورد في فيلم «انديانا جونز أند ذا تيمبل أوف دوم».
وبعد مرور أكثر من 3 عقود، التقى الممثلان مرة أخرى، وفور فوزه بالجائزة عن دوره في فيلم «إفريثينغ إفريوير آل أت وانس»، صعد كوان بحماس إلى المسرح واحتضن شريكه السابق الذي قدم له الجائزة، في مشهد شبيه باحتضانهما بعضهما بعضاً خلال إحدى لقطات فيلمهما القديم.

ليدي غاغا تظهر من دون مكياج:

ظهرت المغنية الأميركية ليدي غاغا من دون مكياج وارتدت قميصاً عادياً وسروال جينز ممزقاً.

وكان مظهر ليدي غاغا خلال أدائها أغنية «Hold My Hand»، التي تم ترشيحها لجائزة الأوسكار لأفضل أغنية أصلية، متناقضاً بشكل صارخ مع ظهورها في بداية الحفل وقبل الصعود للغناء، حيث ارتدت فستاناً أسود جريئاً يحمل توقيع مجموعة أزياء «فيرساتشي».

حديث هيو غرانت عن فوائد مرطب البشرة:

أثناء تقديمه جائزة أفضل تصميم إنتاجي مع النجمة آندي ماكدويل التي سبق أن شاركته فيلم Four Weddings and a Funeral قبل 29 عام، مزح الممثل البريطاني هيو غرانت قائلا إن السبب في تمتع آندي بمظهر مذهل أكثر منه هو استخدامها لـ«مرطب البشرة».

وأضاف: «استخدمت آندي مرطباً للبشرة بشكل يومي طوال حياتها، وأنا لم أفعل ذلك».

دموع جون ترافولتا:

عند تقديمه فقرة تحية وتكريم لنجوم هوليوود الذين رحلوا العام الماضي، أشاد جون ترافولتا بشكل عاطفي بنجمة فيلم «غريس» الغنائي الشهير، أوليفيا نيوتن جون.
https://www.youtube.com/watch?v=xSX59r0uGJI
وقال ترافولتا باكياً: «سنظل مخلصين لك دائماً»، وهي جملة في أغنية شهيرة لنيوتن جون.

سخرية جيمي كيمل من «صفعة ويل سميث»:

افتتح مقدم الحفل، المذيع الساخر جيمي كيمل، هذه الليلة المميزة بمناجاة فردية حث خلالها (مازحاً) الحاضرين من النجوم في مسرح دولبي على التأدب في إشارة إلى صفعة ويل سميث لكريس روك في 2022.
وقال كيمل للجمهور من نجوم هوليوود: «نعلم أن هذه ليلة خاصة لكم... نريدكم أن تستمتعوا وتشعروا بالأمان والأهم أننا نريد أن أشعر أنا بالأمان».
وسخر كيمل أيضاً من «السياسات الصارمة المتبعة» للحيلولة دون تكرار واقعة العام الماضي. وقال كيمل ضاحكاً: «إن ارتكب أحد في هذا المسرح عملاً عنيفاً في أي وقت خلال هذا الحفل، فسيُمنح جائزة أوسكار أفضل ممثل وسيُسمح له بإلقاء خطاب مدته 19 دقيقة»، في إشارة إلى فوز سميث بجائزة أفضل ممثل العام الماضي بعد صفعه لروك.
وأضاف كيمل: «إن حدث أي شيء غير متوقع أو عنيف خلال الحفل، فاجلسوا في أماكنكم وافعلوا ما فعلتم في العام الماضي، لا شيء … بل ربما ستعانقون المعتدي». وسميث ممنوع من حضور حفلات الأوسكار لمدة عشر سنوات عقاباً له على سلوكه.

ظهور حمار على المسرح:

فاجأ كيمل الجمهور بإحضاره حماراً على خشبة المسرح أثناء تقديم الحفل.
وقد أشار إلى أن هذا الحمار الذي يدعى جيني، هو الذي شارك في فيلم The Banshees of Inisherin.

وقال جيمي «إنه حمار دعم عاطفي معتمد، أو على الأقل هذا ما قلناه لشركة الطيران لنقله على متن الطائرة من آيرلندا إلى هنا».

«دب الكوكايين»:

قدمت النجمة إليزابيث بانكس جائزة الأوسكار لأفضل تأثيرات بصرية، ولكن ليس بمفردها، حيث ظهر بجوارها شخص يرتدي زي دب ضخم، في إشارة منها إلى الدب الذي ظهر في فيلم «دب الكوكايين Cocaine Bear» الذي أخرجته مؤخراً.



مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
TT
20

مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)

استحضر الفنان المصري مصطفى الرزاز عناصر ورموزاً من الأساطير والفولكلور الشعبي المصري، واستدعى مَشاهد وذكريات مرَّ بها لسنوات طويلة، ثم مزج ذلك كله بفرشاته وخطوطه وخاماته المختلفة على مسطح أعماله؛ ليقدم مجموعة جديدة من اللوحات، والمنحوتات تنبض بالحياة، وتدعو إلى الاستمتاع بها.

في معرضه «رزق البحر» المُقام في «قاعة الزمالك للفن»، يترك الرزاز للمتلقي الفرصة للانغماس مع عالمه الذي جسَّده في أعماله، متنقلاً ما بين البحر والصيد والمرأة والأسماك؛ وخلال ذلك تتشبَّع عين الزائر بجماليات أعماله، ويتزوَّد وجدانه بدفء حكاياته.

الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)
الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)

يضمّ المعرض نحو 60 لوحة كبيرة، و64 لوحة صغيرة، فضلاً عن 45 قطعة نحتية، تتميّز بأنَّ «البطولة المطلقة» فيها للأسماك في المقام الأول؛ فهي ليست مجرّد عنصر رمزي، أو مفردة من البيئة تزدان بها الأعمال، لكنها ذات حضور طاغٍ، فتلتقيها على مسطّح اللوحات محمولة بعناية بين الأيدي، أو عروس للبحر، أو في صورة فرس البحر الذي يبدو صديقاً حميماً للإنسان، ورمزاً لحمايته، كما جاء في الحضارة المصرية القديمة، وغير ذلك من مَشاهد تُعزّز مكانتها.

عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)
عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)

اللافت أنَّ الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بعناصر العصفورة والهدهد والنبات في أعماله؛ في رمز للسلام والنماء، والتماهي مع البيئة المصرية. وبدا واضحاً أنّ لإقامته طويلاً في حي المنيل المطلّ على النيل بالقاهرة بالغ الأثر في أعماله بالمعرض؛ فقد قدَّم مَشاهد حياتية يومية عن قرب لمناظر الصيد والمراكب. يقول الفنان لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تُشرق الشمس في صباح كل يوم، أحبُّ النظر إلى نهر النيل حيث جمال المنظر والحضارة والتاريخ».

ومن أكثر المَشاهد التي استوقفته في الصباح الباكر، حركة المراكب والاستعداد للصيد. لذلك استخدم «النظارة المُعظمة» ليتأمّلها عن قرب، فإذا به يكتشف أنَّ مَن يقُمن بالصيد في هذه المنطقة نساء.

لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)
لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)

يواصل الفنان المصري حديثه: «وجدتُ أنهن قبل الصيد يُحضّرن الفطور، ويتناولنه مع أطفالهن وجاراتهن بشكل جماعي يومياً قبل التوجه إلى العمل».

أثار ذلك اهتمام الرزاز، فتوجَّه إلى نقطة تجمعهن، والتقى معهن، ومن خلال حديثه معهن، اكتشف أنّ الرجال لا يشاركونهن الصيد في هذا المكان؛ فيقتصر الأمر عليهن لانشغال أزواجهن بالعمل في مجالات أخرى.

كما اكتشف الفنان أنّ المراكب التي يخرجن للصيد بها هي بيوتهن الدائمة؛ حيث يقمن بها، ولا مكان آخر يؤوي هذه الأسر.

«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)
«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)

استهوته هذه الحكايات الإنسانية، وفجَّرت داخله الرغبة في تجسيد هذا العالم بفرشاته. يقول: «كانت تجربة غنية ومفيدة جداً بالنسبة إليّ؛ مثلت منبعاً للإلهام. من هنا جاء اهتمامي بتناول البحر والأسماك والصيد في عدد من معارضي؛ منها هذا المعرض الجديد، ولا أعني هنا البحر والصيد فيه وحده، إنما نهر النيل كذلك؛ إذ إنَّ كلمة البحر في اللغة المصرية الدارجة تشير إليهما معاً».

واتخذ الرزاز قراراً بتخصيص المعرض كله للصيد، من دون الاقتصار على تجربة الصيادات الإنسانية؛ فثمة قصص أخرى للصيد في الوجه القبلي، وفي المناطق الساحلية حيث يقتصر الصيد على الرجال.

من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)
من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)

ويتابع: «سافرت إلى الإسكندرية (شمال مصر) وشاركتهم رحلة للصيد، وتأثّرت جداً بعملهم، فتشرَّبت تفاصيل حياتهم، وطريقة عملهم، وصوَّرتهم فوتوغرافياً، إلا أنني تركتها جانباً، ورسمت التكوينات من خيالي، حتى تختلف عن الرؤية المباشرة أو التسجيل».

لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)
لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)

ويرى الرزاز أنه عندما يرسم الفنان الواقع كما هو، يُفقده جمالياته وحرّيته في التعبير. لكن لماذا يمثّل البحر والصيد كل هذا الاهتمام من جانب الدكتور مصطفى الرزاز؟ يجيب: «البحر بالمفهوم الذي أشرت إليه هو نصف الدنيا، وهو مختلف تماماً عن اليابسة، وأكثر غموضاً، وسحراً، بالإضافة إلى اختلاف الكائنات التي تعيش فيه عن الأرض».

ويؤكد الفنان المصري أنّ «لمهنة الصيد خصوصيتها؛ ونموذج حقيقي لسعي الإنسان؛ فالصياد يتوجَّه إلى البحر على وجه الكريم، من دون أن يحظى براتب، ولا يمكن أن يعرف حجم أرباحه التي سيجنيها، ويرمي نفسه في البحر طوال النهار، وربما لأيام، وقد يعود بما يرضيه، وقد لا يرجع بشيء على الإطلاق».

علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)
علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)

ومن هنا، فإن حلم الصياد أن يجني سمكة ضخمة، أو سمكة تُكلّمه، أو تكون في صورة امرأة جميلة، أو داخلها «خاتم سليمان) يحقّق له كل ما يتمناه. لذلك أيضاً، كان للسمك نصيب كبير في الأساطير والحكايات الشعبية؛ فكانت هناك «أم الشعور»، و«عروسة البحر»، وغيرهما مما يُعدّ فانتازيا علاقة الإنسان بالسمك، وفق الرزاز الذي يرى أن هذه العلاقة هي مصدر إلهام للفنان، ومنبع حكايات تحفّز أي شخص على الانطلاق والسعي في الحياة.

الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)
الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)

وربما لم تُنافس الأسماك في أعمال المعرض -المستمر حتى 15 مارس (آذار) الحالي- سوى المرأة الجميلة بعيونها الواسعة وملابسها المزدانة بالموتيفات والنقوش الشعبية؛ انعكاساً لاهتمام الفنان بمكانتها والفولكلور المصري في أعماله من جهة، ومن جهة أخرى تعبيراً عن قوة الوطن.

فتأتي على سبيل المثال لوحة المرأة الفلسطينية التي تطلّ علينا بزيها التقليدي، حاملة صينية الأسماك الطازجة فوق رأسها، كأنها جاءت للتوّ من رحلة للصيد، تضامناً مع أهل غزة. يقول الرزاز: «يرمز هذا العمل إلى أنّ أهل القطاع المعروفين بالصيد سيستمرّون في مهنتهم، وسيبقون في مدينتهم، ولن يستطع أحد أن يغيّر شيئاً من هذا الواقع».