بدء مفاوضات يمنية في جنيف برعاية أممية لتبادل المحتجزين

الحوثيون صعدوا الهجمات العسكرية عند خطوط التماس في 4 محافظات

المبعوث الأممي هانس غروندبرغ خلال مشاورات في عمّان مع شخصيات يمنية (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ خلال مشاورات في عمّان مع شخصيات يمنية (الأمم المتحدة)
TT

بدء مفاوضات يمنية في جنيف برعاية أممية لتبادل المحتجزين

المبعوث الأممي هانس غروندبرغ خلال مشاورات في عمّان مع شخصيات يمنية (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ خلال مشاورات في عمّان مع شخصيات يمنية (الأمم المتحدة)

على وقع تصعيد الميليشيات الحوثية عسكريا عند خطوط التماس في أربع محافظات، بدأت جولة مفاوضات يمنية جديدة في جنيف (السبت) برعاية من الأمم المتحدة استكمالا للجولات السابقة الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الشرعية والميليشيات لإطلاق الأسرى والمحتجزين.
ومع وجود تفاؤل بأن تفضي النقاشات التي تستمر 11 يوما إلى اتفاق يقود إلى إطلاق المزيد من السجناء والمختطفين والأسرى من الجانبين، فإن المخاوف تنتاب الجانب الحكومي من فشل الجهود لجهة التعنت الحوثي المعهود في كل جولة مفاوضات.
وأوضح المبعوث الأممي لدى اليمن هانس غروندبرغ في بيان، السبت، أن الاجتماع السابع للجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين يبدأ في سويسرا؛ حيث يترأس اللجنة مكتب المبعوث بالمشاركة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعضوية أطراف النزاع في اليمن.
وتشكلت اللجنة في 2018 لدعم أطراف النزاع في الوفاء بالتزاماتهم طبقاً لاتفاق استوكهولم فيما يتعلق بـ«إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسفياً والمخفيين قسرياً والموضوعين تحت الإقامة الجبرية لأسباب تتعلق بالنزاع في اليمن من دون أي استثناءات أو شروط».
وقال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ: «آمل أن تكون الأطراف على استعداد للانخراط في مناقشات جدية وصريحة للاتفاق على إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين. مع اقتراب شهر رمضان، أحث الأطراف على الوفاء بما اتفقوا على الالتزام به تجاه بعضهم بعضا، وأيضاً تجاه الآلاف من الأسر اليمنية التي طال انتظارها لعودة ذويها».
وكان وفد الحكومة اليمنية توجه الجمعة الماضي إلى مدينة جنيف السويسرية، لحضور جلسة المفاوضات، وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان عضو لجنة المفاوضات، ماجد فضائل، في تصريح رسمي «إن الوفد الحكومي الذي يضم 6 مفاوضين، سيخوض مفاوضات برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، لمدة 11 يوما، من أجل التوصل إلى تفاهمات بشأن تفاصيل الاتفاق السابق الموقع بين الجانبين».
وجدد فضائل، حرص الحكومة اليمنية على إطلاق جميع المختطفين والأسرى، وفق مبدأ «الكل مقابل الكل»، بما يكفل إنهاء معاناتهم ولم شملهم بأسرهم، وأشار إلى أن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، أصدرا التوجيهات التي تقضي بضرورة العمل على تسهيل وإنجاح المفاوضات بما يؤدي إلى إطلاق جميع المختطفين والأسرى.
وأضاف: «كل يوم يتأخر فيه المختطفون داخل السجون يمثل ألماً كبيراً ليس لأسرهم فحسب، بل ولنا في الحكومة أيضا، إذ نستشعر معاناتهم وما يتعرضون له، وحريصون كل الحرص على الوصول إلى إطلاق كل المختطفين والأسرى بما يؤدي إلى تعزيز النيات وتحقيق السلام الدائم والشامل».
من جهته، كان وفد الميليشيات الحوثية غادر صنعاء، الخميس الماضي للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات على ملف الأسرى، ونقل إعلام الميليشيات عن رئيس لجنتهم المفاوض عبد القادر المرتضى المتهم بتعذيب السجناء الأسرى قوله إنه «يأمل أن تكون جولة المفاوضات في جنيف برعاية أممية حاسمة في الملف الإنساني». وتتهم منظمات يمنية حقوقية الميليشيات الحوثية بأنها اختطفت بالانقلاب واقتحام صنعاء نحو 20 ألف شخص من جميع الفئات اليمنية المعارضين والمناهضين لسلوكها الطائفي الانقلابي.
وأفضت الجولات السابقة من المفاوضات المرعية أمميا إلى إطلاق المئات من الطرفين، تمثلت أضخمها في إطلاق دفعة تجاوزت ألف محتجز، وسط آمال في أن تقود المفاوضات الجارية إلى تنفيذ اتفاق سابق بإطلاق نحو من 2200 شخص من الطرفين.
في السياق نفسه، جددت نقابة الصحافيين اليمنيين، مطالبتها بإطلاق سراح جميع الصحافيين المختطفين منذ سنوات وإنهاء معاناتهم، وقالت في بيان لها إنها «تتابع بقلق شديد الأوضاع المتدهورة للصحافيين المختطفين في سجون جماعة الحوثي بصنعاء».
ووصفت معاناة الصحافيين المختطفين لدى جماعة الحوثي التي تقارب بعض فصولها ثماني سنوات كحال الصحافيين الأربعة عبد الخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وأكرم الوليدي المحكوم عليهم جورا بالإعدام، بأنها «جريمة ممنهجة وعدوان مستمر بحق الحريات الصحافية وحرية الرأي والتعبير».
وطالبت في بيانها بأن «يعطى ملف الصحافيين المختطفين الأولوية والاهتمام، باعتبارهم مدنيين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والتعسف»، وحملت «المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مسؤولية استمرار معاناة الصحافيين المختطفين وأهاليهم». كما طالبت النقابة بـ«سرعة إطلاق سراح الصحافيين المعتقلين لدى جماعة الحوثي دون قيد أو شرط وإسقاط أحكام الإعدام الجائرة بحق الصحافيين الأربعة»، وأكدت موقفها الرافض لمساعي الجماعة «لإخضاع الصحافيين لصفقات تبادل الأسرى أو وضع قضيتهم محط المساومة والابتزاز».
هذه التطورات على صعيد ملف المحتجزين في اليمن، تزامنت مع تصعيد الحوثيين للهجمات في محافظات الضالع وتعز ومأرب والجوف، وفق ما ذكره الإعلام العسكري للجيش اليمني.
وقال موقع الجيش، إن القوات استهدفت تعزيزات للميليشيات الحوثية في أثناء قدومها من محافظة إب، في طريقها إلى الضالع، وكبدتها خسائر في العدد والعتاد.
إلى ذلك، صدت القوات المشتركة، الجمعة، هجوماً شنته ميليشيا الحوثي غرب تعز، في إطار تصعيد متواصل منذ أيام، وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة في بيان، بأن الوحدات المرابطة في خطوط التماس بمحور البرح «تصدت بكل بسالة» لهجوم الميليشيات.
إلى ذلك، أكد الإعلام العسكري اليمني قيام قوات الجيش بإحباط محاولة هجوم من ميليشيات الحوثي شمال محافظة الجوف، في جبهة «الأبتر» وتكبيدها «خسائر في الأرواح والعتاد».


مقالات ذات صلة

77 عاماً على القرار 181... إسرائيل تتجاهل والفلسطينيون يتمنون «التقسيم»

خاص متظاهر يشارك في إحياء يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني في جوهانسبورغ الجمعة (إ.ب.أ)

77 عاماً على القرار 181... إسرائيل تتجاهل والفلسطينيون يتمنون «التقسيم»

بعد 77 عاماً على قرار التقسيم، يثبت من جديد أن «حل الدولتين» هو الأفضل والأمثل والأجدى. والحرب الأخيرة تثبت أكثر من ذي قبل أن سياسة الرفض لن تجلب سوى الويل.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي مشهد للدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على منطقة مرجعيون في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: تنفيذ اتفاق وقف النار في لبنان لا يمكن أن يتم «بين ليلة وضحاها»

قالت منسقة الأمم المتحدة لشؤون لبنان، الجمعة، إن تنفيذ اتفاق وقف النار وانسحاب إسرائيل من الجنوب وتعزيز انتشار الجيش اللبناني، لا يمكن أن يتم «بين ليلة وضحاها».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا جانب من الدمار جراء الغارات الروسية على أوكرانيا (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة قلقة بشأن «تصعيد جديد» للحرب في أوكرانيا

أعرب مسؤول كبير في الأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، عن قلقه بشأن «تصعيد جديد» للحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي آليات للجيش اللبناني في قانا شرق مدينة صور تنتشر بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ (رويترز)

​إسرائيل تفعل إجراءات أمنية في جنوب الليطاني مع دخول «وقف النار» حيز التنفيذ

انتقل الجيش الإسرائيلي من الحرب العسكرية إلى تطبيق إجراءات أمنية في منطقة جنوب الليطاني بجنوب لبنان مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود من قوات «اليونيفيل» يقفون بجوار حفرة ناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على طريق في منطقة الخردلي في جنوب لبنان في 27 نوفمبر 2024 بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» حيز التنفيذ (أ.ف.ب)

«اليونيفيل» تبدأ «تعديل» عملياتها في جنوب لبنان لتتلاءم مع «الوضع الجديد»

أعلنت «اليونيفيل» في بيان اليوم الأربعاء، أنها بدأت تعديل عملياتها في جنوب لبنان بما يتلاءم مع «الوضع الجديد» في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.