أكذوبة «زلزال 8 مارس»... هل تهدم نظرية «اصطفاف الكواكب»؟

مطالبات باعتذار متنبئ الزلازل الهولندي

متنبئ الزلازل الهولندي في أحدث ظهور له (تويتر)
متنبئ الزلازل الهولندي في أحدث ظهور له (تويتر)
TT

أكذوبة «زلزال 8 مارس»... هل تهدم نظرية «اصطفاف الكواكب»؟

متنبئ الزلازل الهولندي في أحدث ظهور له (تويتر)
متنبئ الزلازل الهولندي في أحدث ظهور له (تويتر)

كان أحد المبررات التي استند إليها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، في بيان أصدره أول مارس (آذار) الجاري، لنقد نظرية اصطفاف الكواكب وعلاقتها بالزلازل، هو عرض «توقعات لم تصدق»، لأصحاب هذه النظرية.
ولم يثنِ ذلك التكذيب أصحاب تلك النظرية عن اعتقادهم، وحاولوا البحث عن مبررات تسوغ لهم طرح توقعات جديدة، فعل ذلك متنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي استند لهذه النظرية في توقع «زلزال كبير يوم 8 مارس»، وبعد أن مر اليوم دون حدوث ما توقعه، عاد وتوقع زلزالاً جديداً.
ويقول شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، لـ«الشرق الأوسط»: «ما أشبه الليلة بالبارحة، فالتوقع الأشهر لأصحاب هذه النظرية، الذي يتعلق بحدوث زلزال في العاشر من مارس عام 1982 في صدع سان أندرياس بولاية كاليفورنيا الأميركية، لم يثنهم عن توقعات أخرى».
ليس التوقع المزعوم لزلزال الثمانينات وحسب هو ما فشل فيه أصحاب «اصطفاف الكواكب»، بحسب الهادي الذي قال إنهم قدموا أيضاً «توقعاً بزلزال مدمر على سطح الكرة الأرضية وحدوث تسونامي عملاق، وانخلاع القشرة الأرضية بأكملها عام 2012، وهو أيضاً ما لم يتحقق».
وبعد أن مر 8 مارس من دون زلزال كبير، وهو التوقع الذي أحدث رعباً وذعراً عالمياً، تجاهل متنبئ الزلال الهولندي، دعوات استقبلها على حسابه الشخصي بموقع «تويتر» تطالبه بالاعتذار عن توقعه الذي أحدث حالة من الذعر عالمياً، وعاد وغرد من جديد يوم الجمعة متوقعاً حدوث زلزال خلال يومين، لأن «القمر يتحاذى حالياً مع المشتري».
ويوضح الهادي: «لو افترضنا أن ذلك صحيح، فهذا يعني أنه في كل مرة تحدث هذه المحاذاة سنكون على موعد مع زلزال، فالعقل من دون أن يستغرق في التفكير سيرفض هذا الكلام، فضلاً عن أن القوانين العلمية ترفضه أيضاً».
وينص قانون نيوتن للجاذبية الكونية على أن «الجاذبية بين جسمين تتناسب طردياً مع كتلتيهما، وتتناسب عكسياً مع مربع المسافة بين الجسمين، لذلك، كلما زادت كتلة الجسمين وتقاربا، زادت قوة الجاذبية بينهما، وهذا ما يجعل القمر بسبب قربه من الأرض والشمس له قوة جاذبية على كوكب الأرض، لا تتعدى تأثيره في حدوث ظاهرة المد والجزر المعروفة، وبخلاف ذلك، لا يوجد أي تأثير للكواكب الأخرى لبعدها الشديد عن الأرض، وصغر حجمها قياسياً بالأرض»، وذلك كما يؤكد الهادي.
ويؤكد الهادي أن ما يسمى «نظرية اصطفاف الكواكب وعلاقتها بالزلازل»، هو (تنجيم مبطن بالعلم)، قائلاً: «إذا كان صحيحاً، فليقدم لنا أصحاب هذه النظرية تفسيراً لأسباب وقوع آلاف الزلازل، دون أن يكون لوقوعها أي علاقة بالظواهر الكونية، وليقدموا لنا أيضاً معلومات تفصيلية عن مكان وقوع الزلزال وشدته وتوقيته الدقيق، أما القول بأنه (خلال يومين سيحدث زلزال)، فهذا كلام لا يساوي شيئاً، لأن تركيا مثلاً منذ زلزال 6 فبراير (شباط) تشهد توابع زلزالية، فهل سيأتي هذا المتنبئ عند حدوث أي تابع، ويقول إن توقعه سليم».
ويضيف: «الزلازل سببها واحد وهو الإجهاد التكتوني، فإذا لم تكن هناك طريقة لقياس مستويات هذا الإجهاد، فكيف يمكن تحديد حجم القوة الخارجية المطلوبة التي يمكن أن تسبب الزلازل».
وكان جاسون باتن، وهو أحد متابعي فرانك هوغربيتس على «تويتر»، قد أشار إلى هذا المعنى الذي يقوله الهادي، عندما استنكر توقعاته، متسائلاً عن طريقة حسابه للقوى التي تأتي من الكواكب والقمر وتأثيرها على الجاذبية في الأرض، فرد عليه هوغربيتس بالسؤال: «من فضلك أعطني الدليل على أن القمر لا يسبب الزلازل»، فرد عليه قائلاً: «كيف تحدد القوة الخارجية المطلوبة لتمزيق صدع معين، إذا لم يكن بالإمكان قياس مستويات الإجهاد التكتوني؟».
وترد سوزان هوغ، العالمة في برنامج مخاطر الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، على سؤال جاسون باتن، قائلة: «هو لا يحدد أي شيء، هو فقط يتبع نفس أسلوب متنبئي الزلازل، وهم كثيرون، ولا يعترفون عادة بأخطائهم».
وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هم يقومون بالكثير من التنبؤات الغامضة، ويدعون النجاح عندما تحدث الزلازل ولا يعترفون بأخطائهم عندما تفشل توقعاتهم».
وتضيف: «الطريقة المعتادة لمثل هذه التنبؤات الغامضة سهلة وبسيطة، فما عليك إلا البحث عن أحد الفوالق النشطة»، وتغرد قائلة إن «هذا الفلق سيشهد إن آجلاً أو عاجلاً زلزالاً»، وهو تعليق لا يعني أي شيء، ولكن إذا حدث زلزال تستطيع وقتها أن تستخدم هذه التغريدة، وتقول: «لقد توقعت حدوث الزلزال»، ولكن عندما يفشل التوقع مثل توقع 8 مارس، فلا يتم الاعتراف بهذا الخطأ.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
TT

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ازدهرت ألحان وألوان من الموسيقى السعودية على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية، وشارك 100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، في رسم لوحة جمالية، جمعت التراث بالثقافة وعذوبة المفردة الموسيقية السعودية.

وعزفت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، أجمل الألحان الموسيقية في ليلة استثنائية كان الإبداع عنوانها، وقدمت التراث الغنائي السعودي وما يزخر به من تنوع على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية، بحضور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام وحضور جماهيري كبير.

‏وبدأت الليلة السعودية في اليابان، بجمالية الاستقبال بالقهوة السعودية لجمهور حفل روائع الأوركسترا السعودية في طوكيو، قبل أن ينطلق العرض الموسيقي الذي افتتحه باول باسيفيكو الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى بالسعودية، وقال في كلمته خلال الحفل، إن النجاحات الكبيرة التي حققتها المشاركات السابقة لروائع الأوركسترا السعودية في العواصم العالمية، عازياً ما تحقق خلال حفلات روائع الأوركسترا السعودية إلى دعم وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى.

100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي شاركوا في الليلة الختامية (واس)

وعدّ باسيفيكو «روائع الأوركسترا السعودية» إحدى الخطوات التي تسهم في نقل التراث الغنائي السعودي، وما يزخر به من تنوع إلى العالم عبر المشاركات الدولية المتعددة وبكوادر سعودية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى، مشيراً إلى سعي الهيئة للارتقاء بالموسيقى السعودية نحو آفاق جديدة، ودورها في التبادل الثقافي، مما يسهم في تعزيز التواصل الإنساني، ومد جسور التفاهم بين شعوب العالم عبر الموسيقى.

وبدأت «الأوركسترا الإمبراطورية اليابانية - بوغاكو ريو أو» بأداء لموسيقى البلاط الإمبراطوري الياباني، وهي موسيقى عريقة في الثقافة اليابانية، توارثتها الأجيال منذ 1300 عام وحتى اليوم. وأنهت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي الفقرة الثانية من الحفل بأداء مُتناغم لـ«ميدلي الإنمي» باللحن السعودي، كما استفتحت الفقرة التالية بعزف موسيقى افتتاحية العلا من تأليف عمر خيرت.

حضور جماهيري كبير شهدته ليلة "روائع الأوركسترا السعودية" على مسرح "طوكيو أوبرا سيتي" (واس)

وبتعاون احتفى بالثقافتين ومزج موسيقى الحضارتين، اختتم الحفل بأداء مشترك للأوركسترا السعودية مع أكاديمية أوركسترا جامعة طوكيو للموسيقى والفنان الياباني هوتاي، وبقيادة المايسترو هاني فرحات، عبر عدد من الأعمال الموسيقية بتوزيع محمد عشي ورامي باصحيح.

واختتمت هيئة الموسيقى «روائع الأوركسترا السعودية» الجمعة، بحضور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، في جولتها الخامسة بعد النجاحات التي حققتها في 4 محطات سابقة، حيث تألقت في كل جولة بدايةً من باريس بقاعة دو شاتليه، وعلى المسرح الوطني بمكسيكو سيتي، وعلى مسرح دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكون بمدينة نيويورك، وفي لندن بمسرح «سنترال هول وستمنستر».

اروقة مسرح "طوكيو أوبرا سيتي" اكتضت بالحضور منذ وقت مبكر (هيئة الموسيقى)

وتعتزم هيئة الموسيقى في السعودية استمرار تقديم عروض حفلات «روائع الأوركسترا السعودية» في عدة محطات، بهدف تعريف المجتمع العالمي بروائع الموسيقى السعودية، وتعزيزاً للتبادل الثقافي الدولي والتعاون المشترك لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تتقاطع مع مستهدفات هيئة الموسيقى.