انطلاق المرحلة الثانية من عملية فرض القانون في ديالى

إطلاق سراح قيادي في «الحشد» بعد تهديدات... واعتقال عضو في «العصائب»

صورة أرشيفية من ديالى (مواقع التواصل)
صورة أرشيفية من ديالى (مواقع التواصل)
TT

انطلاق المرحلة الثانية من عملية فرض القانون في ديالى

صورة أرشيفية من ديالى (مواقع التواصل)
صورة أرشيفية من ديالى (مواقع التواصل)

تضاربت الأنباء المتعلقة بشأن عملية الاعتقال والإفراج عن مدير استخبارات «الحشد الشعبي» صباح زيني، في محافظة ديالى، على خلفية أعمال القتل التي حدثت في الأيام الأخيرة.
وزيني شقيق النائب في منظمة «بدر» عن ديالى صلاح زيني. وأظهر «فيديو» تداولته وسائل التواصل والمنصات الخبرية النائب، وهو يهدد خلال تجمع عشائري، بقطع الطرق في حال عدم الإفراج عن شقيقة... وفي «فيديو» آخر يظهر عشرات الأشخاص يرفعون أسلحة خفيفة، وهم يحملون المعتقل في إشارة إلى عملية إطلاق سراحه.
وفي خبر آخر في إطار سلسلة الاعتقالات التي نفذتها القوات الأمنية في ديالى، ألقي القبض على عنصر بارز في حركة «عصائب أهل الحق»، تشير بعض المصادر إلى أنه كان يدير مكتب الحركة في المنطقة، وليس من الواضح بعد هل سيتم إطلاق سراحه بسبب الضغوطات التي تمارس على السلطات الرسمية، مثلما حدث مع زيني، أو ستتمسك السلطات باعتقاله.
كان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قال الأربعاء الماضي، خلال زيارته لمحافظة ديالى ولقائه القيادات الأمنية، «لن نبقى متفرجين على ما يحصل، ولا توجد إرادة فوق إرادة القانون، ولا توجد خطوط حمراء مهما كانت الأسماء والعناوين».
وتتبادل القوى السياسية المتنافسة في ديالى، الاتهامات فيما بينها حول ما يحصل هناك، فالقوى السنية تشير بأصابع الاتهام إلى الميليشيات والفصائل الشيعية المتنفذة، فيما تتهم القوى الشيعية بقايا «داعش» في المحافظة.
وظهر، قبل أيام، في لقاء مع محطة تلفزيونية محلية، عبد الستار محمد عباس التميمي، وهو أحد وجهاء «قبيلة بني تميم»، وقد فقد ابن أخيه وأبناءه وزوجته خلال هجوم الثلاثاء الماضي، الذي وقع في ديالى ليقول: «أن ما وقع كان نتيجة الإرهاب الحكومي المنظم، وليس إرهاباً سنياً أو داعشياً، أقولها أمانة ولإظهار الحق، وأرجو أن تنقلوا ذلك لرئيس الوزراء».
وأطلقت القوات الأمنية بمشاركة قوات النخبة، الجمعة، عملية واسعة النطاق لفرض القانون في ديالى.
وقالت مصادر عسكرية إن العملية تشمل «5 وحدات إدارية بينها بعقوبة والمقدادية، وتتضمن عمليات تفتيش واسعة للأحياء والأزقة، وهي في طور تحقيق جملة من الأهداف، أبرزها ضبط الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتعقب المطلوبين».
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، الجمعة، إن رئيس الوزراء والقائد العام محمد السوداني «وجه بإرسال تعزيزات بقطعات عسكرية إلى المحافظة، لمتابعة وملاحقة المطلوبين، وفرض الأمن والنظام، والضرب بيد من حديد على كل من يحاول العبث بأمن وسلامة المواطن العراقي».
وأضاف أنه «لن تكون هنالك خطوط حمراء على أي شخص وأي مسمى يكون مطلوباً وعليه أوامر قضائية... ستتم ملاحقته ولن يكون هناك أحد فوق القانون».
وتابع أن «القطعات باشرت عملاً كبيراً لفرض الأمن والقبض على مطلوبين، وستستمر بالوجود لفرض الأمن والنظام وملاحقة المطلوبين، ولن نسمح بأن يكون هناك عبث بأمن المواطنين... وتوجيه القائد العام يؤكد على الاستمرار بمتابعة وملاحقة المطلوبين وتسليمهم إلى القضاء».
بدوره، ترأس وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، السبت، اجتماعاً لإعادة الاستقرار والأمن المجتمعي في محافظة ديالى. وذكر بيان للوزارة أن الاجتماع «ناقش إعادة القرى المهجرة ومتابعة باقي الملفات المؤثرة على الجانب الأمني».
وحضر الاجتماع، حسب البيان، رئيس ديوان الوقف السني، ووكلاء وزارات النفط والموارد المائية والزراعة والهجرة والمهجرين والعدل، إضافة إلى مستشار رئيس الوزراء.
وفي ديالى أيضاً، أعلنت وكالة الاستخبارات، السبت، القبض على ثلاثة إرهابيين. وقالت الوكالة، في بيان، إن «عملياتها الأمنية مستمرة لمتابعة العناصر الإرهابية للقصاص منهم وتجفيف منابعهم وبعمليات استباقية مختلفة، استندت إلى الدقة في التنفيذ نتج عنها إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين مطلوبين وفق أحكام المادة (4/إرهاب) لانتمائهم لعصابات (داعش) الإرهابية في ديالى».
وأضافت أن «هؤلاء نشط عملهم داخل تلك العصابات الإجرامية في تقديم الدعم اللوجيستي، من مواد غذائية وملابس ووقود، وتقديم المعلومات عن تحركات القوات الأمنية ونصب العبوات الناسفة على طريق البساتين في قرية زاغنية، وتفجير عجلة مفخخة في المنطقة ذاتها، فضلاً عن كونهم من ضمن المشتركين في اغتيال اثنين من أهالي منطقة بعقوبة».
إلى ذلك، أعلن الزعيم الشيعي العراقي  مقتدى الصدر، اليوم، تجميد نشاط التيار الصدري وسرايا السلام الجناح العسكري في التيار في ديالى. وقال في بيان صحافي: «نعلن عن تجميد عمل سرايا السلام ولا يحق لأحد أيا كان أن يتكلم باسم السرايا كما يعتبر من الآن حتى التيار في محافظة ديالى مجمد وإلى إشعار أخر».
وشهدت ديالى في الآونة الأخيرة هجمات على مدنيين راح ضحيتها 8 أشخاص من عائلة واحدة، ضمنهم طفلان، كما اغتيل طبيب أخصائي في المحافظة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تقتل عشرات في غزة... ومصر تستضيف قادة من «حماس» لمناقشة وقف النار

فلسطينيون يسيرون بجوار مبانٍ مدمرة بهجمات إسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يسيرون بجوار مبانٍ مدمرة بهجمات إسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
TT

إسرائيل تقتل عشرات في غزة... ومصر تستضيف قادة من «حماس» لمناقشة وقف النار

فلسطينيون يسيرون بجوار مبانٍ مدمرة بهجمات إسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يسيرون بجوار مبانٍ مدمرة بهجمات إسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)

قال مسعفون إن ما لا يقل عن 40 فلسطينياً لقوا حتفهم في ضربات للجيش الإسرائيلي، مساء أمس الخميس واليوم الجمعة، في غزة، في حين تلقت جهود إحياء محادثات وقف إطلاق النار في غزة دفعة مع توجه قادة من حركة «حماس» الفلسطينية إلى القاهرة؛ لإجراء جولة جديدة من المحادثات.

وذكر مسعفون أنهم انتشلوا 19 جثة لفلسطينيين قُتلوا في المناطق الشمالية من النصيرات، أحد مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في القطاع، فيما قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة 10 فلسطينيين على الأقل في منزل ببيت لاهيا بشمال القطاع في وقت لاحق اليوم الجمعة.

وأوضح المسعفون أن الباقين قتلوا في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي بيان جديد، اليوم الجمعة، لكنه قال أمس إن قواته تواصل «ضرب أهداف إرهابية في إطار العمليات في قطاع غزة».

واقتحمت دبابات إسرائيلية شمال مخيم النصيرات وغربه، الخميس. وانسحبت الدبابات من المناطق الشمالية، الجمعة، لكنها ظلت في المنطقة الغربية من المخيم. وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن فرقه لم تتمكن من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من سكان محاصرين داخل منازلهم.

وعاد عشرات الفلسطينيين، الجمعة، إلى المناطق التي انسحب منها الجيش لتفقد الأضرار التي لحقت بمنازلهم.

وغطى مسعفون وأقارب جثثاً، بعضها لنساء، كانت ملقاة على الطريق بالبطانيات أو بأكفان بيضاء وحملوها على محفات.

استهداف «كمال عدوان»

وقال مسعفون إن طائرة إسرائيلية مسيرة قتلت في وقت لاحق من الجمعة، أحمد الكحلوت، رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان، في بيت لاهيا في أقصى شمال قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة «رويترز» للأنباء إنه ليس لديه علم بحدوث هجوم على المستشفى في هذا الوقت.

ومستشفى كمال عدوان واحد من ثلاثة مرافق طبية تقع في أقصى شمال قطاع غزة، تعمل بالكاد الآن في ظل نقص الإمدادات الطبية والوقود والغذاء. وقال مسؤولون صحيون إن معظم أفراد الطاقم الطبي في المستشفى إما اعتقلهم الجيش الإسرائيلي وإما طردهم.

وذكر الدفاع المدني الفلسطيني و«حماس» ووكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن عدد الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم في غارتين إسرائيليتين في بيت لاهيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية يبلغ 70 قتيلاً. ولم تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية حتى الآن سقوط هذا العدد من القتلى.

وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، واتهم إسرائيل «باستخدام سلاح التجويع ضد المواطنين (في شمال غزة) بهدف تهجيرهم عن أرضهم ومنازلهم».

استئناف جهود وقف إطلاق النار

قال قياديان من «حماس» لوكالة «رويترز»، في وقت متأخر من مساء الجمعة، إن وفداً من الحركة سيصل إلى القاهرة، السبت، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين.

وتأتي الزيارة بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة أنها ستبدأ جهوداً جديدة مع قطر ومصر وتركيا؛ لإحياء محادثات وقف إطلاق النار في غزة.

ولم تثمر مفاوضات استمرت لأشهر من أجل وقف إطلاق النار في غزة عن تقدم يذكر. والمحادثات متوقفة الآن.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية، حليفة «حماس»، حيز التنفيذ قبيل فجر الأربعاء، لتتوقف أعمال قتالية تصاعدت بشدة في الأشهر القليلة الماضية، وصرفت الاهتمام بعيداً عن صراع غزة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، في أثناء إعلانه عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، إنه سيجدد الآن مساعيه للتوصل إلى اتفاق مماثل في غزة، وحث إسرائيل و«حماس» على اغتنام الفرصة.

وقال مسؤولون في غزة إن الحملة الإسرائيلية أودت بحياة أكثر من 44 ألفاً و300 شخص، وأجبرت كل سكان القطاع تقريباً على النزوح مرة واحدة على الأقل.