لبنان: «الوطني الحر» يخوض معاركه من دون حلفاء

تفاهمه مع «حزب الله» مجمَّد وتعليمات بتفادي التصعيد

سليمان فرنجية (رويترز)
سليمان فرنجية (رويترز)
TT

لبنان: «الوطني الحر» يخوض معاركه من دون حلفاء

سليمان فرنجية (رويترز)
سليمان فرنجية (رويترز)

لم يكن إعلان «حزب الله» دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مفاجئا لحليفه المفترض «التيار الوطني الحر»، الذي كان قد أبلغه في وقت سابق عدم مجاراته بهذا الترشيح؛ ما انعكس سلبا على علاقتهما.
ولم تعلن قيادة «التيار» حتى الساعة عن مرشحها المفضل، بخلاف معظم القوى السياسية، وهي تدفع لتفاهم مسيحي - وطني تحت قبة البطريركية المارونية على اسم مرشح معين يتم التوجه لانتخابه في المجلس النيابي.
ويخوض «التيار» حاليا معاركه السياسية وحيدا من دون حلفاء. وبحسب مصادر مطلعة فإن «التفاهم مع (حزب الله) بات مجمدا خاصة بعد قرار الحزب المشاركة بجلسات مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي، ما اعتبره (التيار) ضربا للشراكة بغياب وزراء يمثلون الأكثرية المسيحية». وتكشف المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أنه «بعد حديث أمين عام (حزب الله) حسن نصر الله الأخير تم التعميم على مناصري الطرفين بعدم الرد المباشر على بعضهما بعضاً وتفادي التصعيد، وهو ما يؤكد عدم رغبة الطرفين حاليا إعلان الطلاق النهائي لحاجة بعضهما للآخر».
وتلاقى «التيار» مؤخرا مع «القوات» و«الكتائب» ونواب معارضين آخرين على رفض المشاركة في جلسات تشريعية في ظل الشغور الرئاسي، باعتبار أن الأولوية لانتخاب رئيس للبلاد. لكن حتى الساعة لم يتلاقَ مع أي من الفرقاء على مقاربة موحدة للاستحقاق الرئاسي.
ويؤكد القيادي في «التيار الوطني الحر» الدكتور ناجي حايك، انفتاحهم على «إمكانية التفاهم الرئاسي مع أي طرف، لكن لا يمكنهم أن يختاروا شخصية ويفرضوا علينا التصويت لها»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنهم «إذا أرادوا فتح كوة في جدار الأزمة، يفترض بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية إقرار اللامركزية الإدارية والمالية، عندها يكون أي نقاش جدي باعتبار اللامركزية هدفاً أساسياً لنا». ويضيف: «نحن منفتحون على أي تحالف يضمن مصلحة البلد ومستعدون أن نتفاهم مع قوى أخرى على اسم أي رئيس يمثل تطلعاتنا بعيدا عن منطق النكايات السياسية».
وينفي حايك أن تكون قيادة «التيار» تفضل خوض المعارك السياسية وحيدة «لكن بالنهاية لدينا خياراتنا ووجهات نظرنا بالتعاطي مع الأمور وبالتالي إذا لم يكن هناك من يشاركنا بهذه الخيارات عندها نكون وحدنا»، موضحا أنه «في كل فترة وعند كل استحقاق هناك من هو أقرب إلينا. حاليا نحن نتفق مع القوات وجزء من نواب الثورة على رفض فرنجية».
ويشدد حايك على وجوب التفريق بين التفاهم والتحالف مع «حزب الله»، لافتا إلى أن «التحالف متوقف منذ زمن وبالتحديد حين أيد الحزب ترشيح سعد الحريري، وبعده ترشيح نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، ولم يسر بأي خطة إصلاحية في السنوات الـ6 الماضية»، مشيرا إلى أن «التحالف الانتخابي مع الحزب كان تحالفا ظرفيا لأن قانون الانتخاب يحتم ذلك». ويضيف: «ورقة التفاهم لم ينفذ منها شيء ما يجعلها ساقطة مع مرور الزمن».
وبينما اعتبر النائب في تكتل «لبنان القوي» سليم عون ‏مؤخرا أنه «أصبح جليّاً أن التيار الوطني الحر ليس مصطفّاً في أي محور»، قال زميله في التكتل، النائب آلان عون، إن «الاتفاق مع المعارضة وارد ونحن على تواصل مع الجميع».
وبات «التيار» في المشهد الرئاسي الحالي أشبه بـ«بيضة القبان» باعتبار أن تمترسه في جبهة سياسية معينة قادر على أن يحسم الأمور لصالحها. فإذا قرر مقاطعة أي جلسة لانتخاب رئيس تفضي لفوز فرنجية، عندها يتمكن مع «القوات» و«الكتائب» ونواب معارضين آخرين من تعطيل النصاب الذي يتطلب تغيب 43 نائبا. بالمقابل، فإن سير «التيار» بترشيح فرنجية يعزز حظوظه ويجعله أقرب من أي وقت مضى من قصر بعبدا.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

فیفیان حداد (بيروت)
المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الجيش اللبناني يستنفر في الجنوب وسط توتر مفاجئ

مواطنون يرمون الحجارة على قوة إسرائيلية عند أطراف بلدة كفر شوبا في جنوب لبنان أمس (أ.ب)
مواطنون يرمون الحجارة على قوة إسرائيلية عند أطراف بلدة كفر شوبا في جنوب لبنان أمس (أ.ب)
TT

الجيش اللبناني يستنفر في الجنوب وسط توتر مفاجئ

مواطنون يرمون الحجارة على قوة إسرائيلية عند أطراف بلدة كفر شوبا في جنوب لبنان أمس (أ.ب)
مواطنون يرمون الحجارة على قوة إسرائيلية عند أطراف بلدة كفر شوبا في جنوب لبنان أمس (أ.ب)

تطورت المواجهات أمس، بين مواطنين لبنانيين والقوات الإسرائيلية في بلدة كفرشوبا الحدودية، على خلفية قيام جرافات إسرائيلية بتجريف أراضٍ لبنانية في منطقة تقع عند مثلث حدودي بين لبنان وإسرائيل ومنطقة الجولان، واقترابها من أراضٍ متنازع عليها منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وهو ما دفع مدنيين لبنانيين للوقوف في وجه القوات الإسرائيلية وإلقاء الحجارة باتجاهها.

ويقول لبنان إنَّ إسرائيل لا تزال تحتل أراضي لبنانية في مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، وجزء من قرية الغجر الحدودية، الواقعة على السفح الغربي لجبل الشيخ.

وأدَّى التوتر أمس، إلى تدخل الجيش اللبناني وقيامه بعملية استنفار في المنطقة، واتخاذه وضعيات قتالية في مواجهة القوات الإسرائيلية.

وقالت مصادر ميدانية إنَّ التصدي للجرافات الإسرائيلية كان داخل الأراضي اللبنانية المحتلّة، احتجاجاً على قيام الجيش الإسرائيلي بحفر خنادق في أراضٍ مملوكة للمواطنين، لكنها ما زالت محتلة. واستمرَّ الاستنفار المتبادل على ضفتي الحدود عند «خط الانسحاب» في تلال كفرشوبا، حتى فترة بعد الظهر، في حين دفعت قوات «اليونيفيل» بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة لمنع الاحتكاك بين الطرفين.

وذكرت مصادر ميدانية أنَّ أهالي المنطقة «أزالوا أسلاكاً شائكة وضعتها إسرائيل»، في حين «ردَّت القوات الإسرائيلية بإلقاء قنابل مسيلة للدموع؛ في محاولة لتفريق المحتشدين». وأفادت وسائل إعلام محلية بإصابة مواطن لبناني بالقنابل المسيلة للدموع، كما أصيبت سيارة مدنية بقنبلة دخانية.

ويأتي التوتر الحدودي فيما تستمر الأزمة السياسية في لبنان المرتبطة بانتخابات الرئاسة، وترقب ما يمكن أن تشهده جلسة البرلمان يوم الأربعاء المقبل.


البرلمان العراقي «يطبخ» تفاهمات اللحظات الأخيرة بشأن الموازنة

البرلمان العراقي «يطبخ» تفاهمات اللحظات الأخيرة بشأن الموازنة
TT

البرلمان العراقي «يطبخ» تفاهمات اللحظات الأخيرة بشأن الموازنة

البرلمان العراقي «يطبخ» تفاهمات اللحظات الأخيرة بشأن الموازنة

لليوم الثاني على التوالي يواصل البرلمان العراقي التصويت على فقرات الموازنة المالية للأعوام (2023 ـ 2024 ـ 2025) بالتقسيط فيما تتواصل اجتماعات القوى السياسية بين أروقة الكتل البرلمانية داخل مبنى البرلمان وكافتيريا البرلمان.

وتمكن البرلمان خلال جلسته الأولى التي عقدها مساء الخميس من تمرير نحو 9 فقرات من الموازنة مع حذف فقرات وتأجيل أخرى ليستكملها كما كان مفترضا ظهر الجمعة. لكن الخلافات بشأن إقليم كردستان، وخاصة الخلاف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، لم تصل إلى حلول نهائية بشأن الفقرتين 13 و14 من قانون الموازنة الخاصة بتصدير نفط الإقليم وكيفية تسليمه إلى الحكومة الاتحادية وآلية فتح حساب مصرفي خاص بتلك المبيعات.

وبينما تقرر تأجيل الجلسة من الساعة الواحدة ظهرا حتى السادسة فإنه ومع انعقادها فعلا، لكن اللقاءات التي تواصلت ما بعد ظهيرة الجمعة بين عدد من قادة الإطار التنسيقي وفي مقدمتهم زعيم تحالف الفتح هادي العامري والقادة الكرد؛ وهم وزير الخارجية فؤاد حسين ووزير الأعمار والإسكان بنكين ريكاني عن الديمقراطي الكردستاني وخالد شواني وزير العدل عن الاتحاد الوطني لم تصل إلى نتيجة نهائية.

وتباينت الرؤى داخل البرلمان بين من يؤيد تمرير الموازنة بالأغلبية ومن يرى أن تمريرها بالأغلبية من شأنه التأثير على الاتفاقات السياسية.

ومع انتظار التوصل إلى حلول وسط فقد اضطرت رئاسة البرلمان إلى إدراج فقرة لم تكن مدرجة في جدول الأعمال تتعلق بعملية استبدال الأعضاء، لكي تبقى الجلسة قائمة بعد أن اكتمل نصابها بحضور 180 نائبا وهو أقل من نصاب جلسة الخميس التي شارك فيها 248 نائبا.

من جانبه، فقد رأى الحزب الديمقراطي الكردستاني أن هناك استهدافاً سياسياً لإقليم كردستان يجري الآن في الموازنة العامة.

وفي تصريح له قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شريف سليمان إن «اللقاءات والاجتماعات بين الكتل السياسية مستمرة وبحضور قادة الكتل للوصول إلى التوافق التام بشأن مشروع قانون الموازنة العامة». وأضاف أن «عدم التوصل إلى اتفاق لا يعني عدم القدرة على إقرار الموازنة». موضحا أن «الخلافات شكلية وليست جوهرية».

وتابع شريف: «بإمكان الكتل تجاوز هذه الخلافات بالاعتماد على الدستور والاتفاقات السياسية ومبدأ الشراكة والتوازن وفي حال عدم الاعتماد على هذه الأطر فستكون هناك خلافات كبيرة».

وأوضح شريف «هناك استهداف سياسي لإقليم كردستان وهناك أطراف سياسية وبينها أطراف كردية تريد الحصول على مكاسب سياسية على حساب أطراف أخرى، وهذا مخالف للدستور»، مبينا أن «هناك محاولة لسحب امتيازات إقليم كردستان الدستورية».

وأفاد مصدر رسمي لـ«الشرق الأوسط» بأن «الحكومة يمكن أن تتجه للطعن في بعض فقرات الموازنة مثل فرض ضريبة تعبئة على الهاتف النقال في الموازنة، حيث إن هذه الإضافة تمت داخل مجلس النواب وليس من قبل الحكومة التي كانت وضعت في برنامجها الحكومي معالجة الفقر ضمن أولى الأولويات في هذا البرنامج». مضيفا أن «الحكومة سبق أن اتخذت قرارا بخفض سعر أرصدة الهاتف النقال ولا يمكن قبول إعادتها من قبل مجلس النواب». وبشأن ضريبة المنتجات النفطية فقد أوضح المصدر الرسمي أن «هذه الضريبة لا دخل للمواطن بها حيث إن من يدفعها للحكومة هي الشركات النفطية الرابحة».


اتجاه لإعلان «هدنة» بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل

شقق تضررت جراء غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)
شقق تضررت جراء غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)
TT

اتجاه لإعلان «هدنة» بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل

شقق تضررت جراء غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)
شقق تضررت جراء غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)

تستعد الفصائل الفلسطينية لتنفيذ التفاهمات التي جرى التوافق عليها خلال المشاورات التي جرت في القاهرة الأسبوع الماضي مع المسؤولين الأمنيين المصريين، ومن بينها «إعلان هدنة طويلة المدى عقب إعادة بناء جسور الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، وفق مصادر مطلعة على المشاورات التي جرت بالقاهرة، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، ورجحت عقد جولة جديدة من المشاورات بعد عيد الأضحى أي في يوليو (تموز) المقبل.

وقالت المصادر، التي تابعت ما دار خلال لقاءات قادة حركتي «حماس» و«الجهاد» مع المسؤولين المصريين، إن «المشاورات تطرقت إلى بحث إقرار (تهدئة طويلة المدى)، وبعض المناقشات دارت حول استمرار التهدئة لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات، إلا أن غياب الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حال دون التوصل إلى اتفاق محدد في هذه المسألة، لافتة إلى أن ذلك ما دعا الوسيط المصري إلى تأكيد أهمية «بناء الثقة عبر إجراءات محددة خلال الفترة المقبلة قبل إعلان التفاهمات في هذا الصدد بشكل محدد».

صواريخ لحظة إطلاقها من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل في 13 مايو الماضي (رويترز)

وأوضحت المصادر أنه «جرى الاتفاق على استمرار (التهدئة) حالياً، وأن تدير حركة (حماس) الحفاظ عليها، لحين بناء الثقة، وبعدها إعلان (الهدنة الطويلة)».

وكانت حركتا «حماس» برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، و«الجهاد الإسلامي» بقيادة الأمين العام زياد النخالة، قد عقدتا اجتماعات عدة مع مسؤولين أمنيين مصريين بارزين، تلبية لدعوة رسمية من الجانب المصري، هي الثانية من نوعها هذا العام، لبحث سبل الحفاظ على «التهدئة» في قطاع غزة، إضافة إلى مناقشة سبل تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع.

وأوضحت المصادر أن «المشاورات تطرقت للكثير من القضايا ذات البعد الاقتصادي في قطاع غزة، خصوصاً ما يتعلق بإعادة تشغيل الميناء والمطار، لتسهيل حركة البضائع والأفراد من وإلى القطاع». وأشارت إلى أن الجانب المصري «أبلغ قادة الفصائل دعم القاهرة لأي جهود من شأنها تحسين الوضع الإنساني بالقطاع»، لكنه «رفض في الوقت نفسه التدخل في بعض التفاصيل التي تتعلق بالعلاقة بين الفصائل والسلطة الفلسطينية».

عمل فني عن الأطفال تحت الاحتلال في بيت دمرته غارة إسرائيلية بدير البلح وسط قطاع غزة في مايو الماضي (أ.ف.ب)

وأضافت المصادر أن القاهرة «تحدثت بوضوح عن احترامها التزامات السلطة الفلسطينية، وتقديرها العلاقة التي تجمعها بجميع الأطراف الفلسطينية في السلطة والفصائل، وأنها لا تتدخل في أمور ذات بعد اقتصادي مثل تحصيل الضرائب في القطاع وغير ذلك من الأمور التي تدخل في صلب العلاقة بين الأطراف الفلسطينية بعضها البعض».

وكانت القاهرة قد استقبلت قبل يومين فقط من انطلاق الجولة الأخيرة من المشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الذي قال إنه «بحث مع المسؤولين المصريين الكثير من ملفات التعاون الاقتصادي»، مثمناً الدور الذي تلعبه مصر لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأكدت المصادر أن المشاورات الأخيرة «انتهت إلى الاتفاق على مسؤولية حركة (حماس) عن ضبط الأمن في قطاع غزة، ومن بينها ما يتعلق بتحركات عناصر حركة (الجهاد) نفسها تجاه قوات الاحتلال الإسرائيلي».

مؤيدون لحركة «حماس» في خان يونس بقطاع غزة يوم 26 مايو الماضي (رويترز)

وأشارت المصادر إلى أن هناك «رسالة واضحة» أبلغتها مصر إلى قيادات حركة «الجهاد» على وجه التحديد، وتتعلق بأن «الفترة المقبلة لا تحتمل أي ردود فعل غير مسؤولة أو محسوبة في ظل تربص الحكومة الإسرائيلية الحالية بالأوضاع في قطاع غزة». وأضافت أن المسؤولين المصريين أبلغوا قادة حركة «الجهاد» أن التهديدات الإسرائيلية باستهداف المزيد من قادة الحركة «جادة وخطيرة»، وأن «ضبط ردود الفعل يمثل ضرورة قصوى في الفترة الحالية».

واغتالت إسرائيل خلال عدوانها الأخير على القطاع في مايو (أيار) الماضي، 6 من أبرز القيادات العسكرية لـ«سرايا القدس»، الجناح المسلح لحركة «الجهاد»، قبل أن تقوم القاهرة بوساطة لإعلان اتفاق بشأن وقف إطلاق النار يشمل «وقف استهداف المدنيين وهدم المنازل وأيضاً استهداف الأفراد وذلك فور البدء في تنفيذ الاتفاق»، حسب نص الاتفاق.

فلسطينيون على شاطئ مدينة غزة في 2 يونيو الحالي (أ.ب)

وفيما يتعلق بالاستفادة من استكشافات الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط، وسبل تشغيل حقل «غزة مارين»، الذي يبعد 40 كيلومتراً عن شاطئ القطاع، قال مصدر إن مشاورات القاهرة أظهرت «تجاوباً» من جانب حركة «حماس» بشأن الأفكار التي قدمتها القاهرة، ومن بينها «إطلاق إجراءات تشارك فيها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية»، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، إضافة إلى إجراء مباحثات مع الحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن. وأوضح المصدر أن تلك الإجراءات المتعلقة بتطوير حقل الغاز قبالة ساحل غزة «ستكون ضمن بنود أخرى يناقشها وفد مصري خلال الفترة المقبلة عبر سلسلة من اللقاءات التي اتفق على عقدها مع الأطراف المعنية».

يُذكر أن صندوق الاستثمار الفلسطيني وشركة اتحاد المقاولين للنفط والغاز وقّعا في عام 2021، مذكرة تفاهم مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية لتطوير حقل غاز غزة والبنية التحتية اللازمة لتشغيله، إذ تعطل استخراج الغاز من الحقل نتيجة الظروف السياسية والأمنية التي يعانيها القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس» منذ عام 2007.


تيمور جنبلاط يلتقي قريباً بري بحثاً عن مخرج للمأزق الرئاسي اللبناني

من اجتماع كتلة «اللقاء الديمقراطي» الذي تمت فيه الموافقة على دعم جهاد أزعور للرئاسة (موقع جريدة الأنباء)
من اجتماع كتلة «اللقاء الديمقراطي» الذي تمت فيه الموافقة على دعم جهاد أزعور للرئاسة (موقع جريدة الأنباء)
TT

تيمور جنبلاط يلتقي قريباً بري بحثاً عن مخرج للمأزق الرئاسي اللبناني

من اجتماع كتلة «اللقاء الديمقراطي» الذي تمت فيه الموافقة على دعم جهاد أزعور للرئاسة (موقع جريدة الأنباء)
من اجتماع كتلة «اللقاء الديمقراطي» الذي تمت فيه الموافقة على دعم جهاد أزعور للرئاسة (موقع جريدة الأنباء)

قال مصدر سياسي مواكب للأجواء السياسية التي سادت اجتماع «اللقاء الديمقراطي» بحضور رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إن تأييده لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لا يعني، كما أخذ يروج له البعض، أنه أقفل الباب أمام التوافق على مرشح لا يشكّل تحدياً لأي فريق، ما دام أن «اللقاء» لن يتموضع في أي اصطفاف نيابي يرفع منسوب الانقسام المذهبي والطائفي في البلد.

وكشف المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط»، أن «اللقاء» لن ينقطع عن التواصل مع جميع الأطراف المعنية بانتخاب رئيس للجمهورية بحثاً عن مرشح توافقي يقطع الطريق على تدحرج البلد نحو مزيد من الانقسام، وأكد أن رئيس «اللقاء الديمقراطي» تيمور جنبلاط يعتزم قريباً القيام بزيارة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليس لوضعه في الأجواء التي كانت وراء ترشيحه لأزعور فحسب، وإنما للتأكيد على دوره في إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم الذي لا يزال يعيق إنهاء الشغور الرئاسي.

ولفت إلى أن ترشيح «اللقاء» لأزعور لم يهدف إلى اصطفافه وراء القوى التي رشّحته، لأن رئيس «التقدمي» كان أول من رشحه ضمن سلة من الأسماء تداول فيها مع مختلف القوى السياسية، بدءاً بـ«حزب الله» والرئيس بري، وقال إن جنبلاط الأب بحضور نجله تيمور تداولا باسمه لدى اجتماعهما، ومنذ نحو 6 أشهر، بكل من المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل، ومسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، لكنهما انتظرا طويلاً للوقوف على رأيه ولم يأتهما الجواب.

وأكد أن رئيس «التقدمي» أبلغ خليل وصفا، وبلا مواربة، عدم تأييده لترشيح زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية كونه يشكل تحدّياً للفريق الآخر، بخلاف ترشيحه لأزعور. وقال إنه لم يقفل الباب أمام ضم مرشحين آخرين للائحة التي سلّمها لـ«حزب الله».

ورأى المصدر نفسه أن رئيس «التقدمي» لم يعترض على ترشيح فرنجية لأسباب شخصية لأن علاقتهما على الصعيد الشخصي لا تشوبها شائبة، وأن اعتراضه يكمن في أنه ينتمي إلى محور سياسي يشكّل تحدّياً لفريق سياسي وازن في البلد، وقال إنه كان أول من رشح أزعور وقوبل في حينه باعتراض قوى سياسية بادرت لاحقاً إلى تعديل موقفها لمصلحة دعم ترشيحه.

وقال إن «اللقاء الديمقراطي» ومعه رئيس «التقدمي» لا ينظران إلى أزعور على أنه مرشح تحدٍ، وكان سبق لهما أن اقترعا في جلسات الانتخاب السابقة لمصلحة النائب ميشال معوض الذي قوبل باعتراض من محور الممانعة ونواب آخرين بذريعة أنه يشكل تحدّياً لفريقه السياسي.

وأضاف المصدر السياسي أنه من غير الجائز التعامل مع ترشيح «اللقاء الديمقراطي» لأزعور انطلاقاً من أنه التحق بقوى المعارضة، وحلّ ضيفاً عليها بالمفهوم السياسي، لأن مثل هذا الكلام فيه كثير من التجنّي والتّهم الباطلة. وسأل: لو كانت كل هذه التهم في محلها لما بادر «اللقاء الديمقراطي» إلى التجديد للرئيس بري لولاية رئاسية جديدة على رأس السلطة التشريعية بخلاف قوى المعارضة الداعمة لترشيح أزعور التي لم تقترع لبري.

واعتبر أن «اللقاء الديمقراطي» بترشيحه لأزعور لا يُصنّف على خانة التبعية لأي فريق سياسي، لأنه بتأييده له يأتي انسجاماً مع موقف يُفترض ألا يشكل مفاجأة لأحد. وقال إن «اللقاء» ومعه رئيس «التقدمي» لن يكونا طرفاً في إقصاء فريق سياسي، بمقدار ما أنهما يتطلعان إلى إعادة خلط الأوراق كممر إلزامي للتفاهم على مرشح توافقي.

ولفت المصدر السياسي إلى أن «اللقاء الديمقراطي» لن يكون طرفاً في إقصاء المكون الشيعي الذي يُعد من المكوّنات الرئيسية في المعادلة السياسية أسوة بغيره من المكوّنات الوازنة في البلد. وقال إنه يضغط سعياً للتوافق بدلاً من إصرار فريق معين على فرض مرشحه، في إشارة إلى «حزب الله».

وتوقف أمام دعوة «اللقاء الديمقراطي» للتوافق شرطاً للخروج من منطق التحدي. وسأل عن الأسباب الكامنة وراء التعاطي بسلبية مع دعوته، فيما أكد الرئيس بري منذ أيام أن هناك استعصاء لانتخاب رئيس الجمهورية من قبل فريق معين، وبادر إلى التناغم معه رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين بقوله إن هناك صعوبة أمام أي فريق للمجيء برئيس مهما كان اسمه أو لونه، وأن هناك ضرورة للتوافق.

كما سأل: ألا تتقاطع دعوة «اللقاء الديمقراطي» للتوافق مع ما قاله الرئيس بري في هذا الخصوص، ولاحقاً صفي الدين، رغم أن من يدقق في تصريحات المسؤولين بـ«حزب الله» حول الانتخابات الرئاسية سرعان ما يكتشف أنهم ليسوا على تناغم في تقديمهم لموقف الحزب؟

ورأى المصدر أنه لا مبرر لدخول محور الممانعة في سجال مع «اللقاء الديمقراطي» الذي لم ينقلب على موقفه، كما يحاول أن يوحي البعض، خصوصاً أنه يحرص على علاقته ببري ويتوخّى من موقفه الوقوف في منتصف الطريق بحثاً عن المفتاح السياسي الذي يضغط لانتخاب رئيس من خارج الاصطفافات السياسية التي ستؤدي إلى إحداث فرز بين محورين، وهذا ما ستنتهي إليه جلسة الانتخاب الأربعاء المقبل، وإن كان البحث عنه سيُدرج على جدول أعمال الموفد الخاص للرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان إلى لبنان لما لديه من خبرة في الملف اللبناني.


الجيش اللبناني يتخذ وضعيات قتالية في وجه إسرائيل عند الحدود

لبنانيون يؤدون صلاة الجمعة أمام السياج الشائك المستحدث خلال تحرك مدني رفضاً لتجريف أراضٍ حدودية متنازع عليها (الشرق الأوسط)
لبنانيون يؤدون صلاة الجمعة أمام السياج الشائك المستحدث خلال تحرك مدني رفضاً لتجريف أراضٍ حدودية متنازع عليها (الشرق الأوسط)
TT

الجيش اللبناني يتخذ وضعيات قتالية في وجه إسرائيل عند الحدود

لبنانيون يؤدون صلاة الجمعة أمام السياج الشائك المستحدث خلال تحرك مدني رفضاً لتجريف أراضٍ حدودية متنازع عليها (الشرق الأوسط)
لبنانيون يؤدون صلاة الجمعة أمام السياج الشائك المستحدث خلال تحرك مدني رفضاً لتجريف أراضٍ حدودية متنازع عليها (الشرق الأوسط)

حثّت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، لبنان وإسرائيل، على استخدام آليات التنسيق التي «نضطلع بها» بشكل فعال «لمنع سوء الفهم والانتهاكات، والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة» الحدودية التي شهدت توتراً مفاجئاً، اتخذ خلاله عناصر الجيش اللبناني وضعيات قتالية مقابل القوات الإسرائيلية، على أثر محاولة مدنيين لبنانيين اعتراض جرافات إسرائيلية حاولت تجريف أراضيهم في منطقة حدودية متداخلة يقول لبنان إنها تابعة له.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم الجمعة، انتشاره بالمنطقة الحدودية في كفرشوبا، في جنوب شرقي لبنان، بعد قيام القوات الإسرائيلية بتفريق متظاهرين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه في «تويتر»، إن مظاهرات اندلعت في منطقة جبل روس على الحدود اللبنانية. وأضاف أدرعي أن المحتجّين ألقوا الحجارة على قوة عسكرية إسرائيلية في المنطقة، في حين ردَّت القوات الإسرائيلية مستخدمة ما سمّاه «وسائل» لتفريق المظاهرات.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: «لن نسمح بخروق أمنية على الحدود مع لبنان».

وأكد الناطق الرسمي باسم قوة «اليونيفيل»، أندريا تيننتي، أن «جنود حفظ السلام، التابعين لـ(اليونيفيل) موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية؛ لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية، ولإرساء الهدوء، والمساعدة في تخفيف حدة التوتر».

وأضاف: «إننا نحثُّ الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعال لمنع سوء الفهم والانتهاكات، والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة».

جندي لبناني في وضع قتالي بمواجهة الدورية الإسرائيلية المقابلة (الشرق الأوسط)

وتابع تيننتي أن «اليونيفيل» على اتصال بالأطراف، وتسعى جاهدة لإيجاد حلول. ودعا الجانبين إلى «ممارسة ضبط النفس، وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر على طول الخط الأزرق».

ويعود التوتر إلى يوم الأربعاء، حين بدأت جرافات إسرائيلية تجريف أراض لبنانية في تلال كفرشوبا، الواقعة على مثلث حدودي بين لبنان والجولان وإسرائيل، واقتربت مما يُسمى خط الانسحاب، مما دفع مدنيين لبنانيين للوقوف قبالتها. وأظهرت مقاطع فيديو، انتشرت، الخميس، جرافة إسرائيلية تجرف التراب في نقطة كان يوجد فيها راعٍ لبناني، مما أدى إلى طمره بالتراب. واستدعى ذلك تدخُّل قوات حفظ السلام المؤقتة العاملة في الجنوب «اليونيفيل» لانتشاله، بعد طلبها من سائق الجرافة الإسرائيلية إيقافها.

وتقول مصادر ميدانية إن «التصدي للجرافات الإسرائيلية كان داخل الأراضي اللبنانية المحتلّة؛ احتجاجاً على قيام الجيش الإسرائيلي بحفر خنادق في أراضٍ مملوكة لهم، لكنها ما زالت محتلة». واستمر الاستنفار المتبادل على ضفتي الحدود عند «خط الانسحاب» في تلال كفرشوبا، حتى فترة بعد الظهر، في حين دفعت قوات «اليونيفيل» بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة؛ لمنع الاحتكاك بين الطرفين.

ويقول لبنان إن إسرائيل لا تزال تحتل أراضي لبنانية في مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، وجزء من قرية الغجر الحدودية، الواقعة على السفل الغربي لجبل الشيخ. ولا تزال هذه النقاط بمثابة نزاع حدودي منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000.

وأظهرت مشاهد تداولها ناشطون مؤيدون لـ«حزب الله»، في «تويتر»، الأربعاء، تثبيت القوات الإسرائيلية أسلاكاً معدنية قرب «خط الانسحاب»؛ لمنع عبور الرعاة والمزارعين إلى الأراضي المحتلة. وتكرر الأمر، اليوم الجمعة.

وتحرك مدنيون لبنانيون، اليوم الجمعة، في المنطقة الحدودية، ضد عمليات التجريف التي طاولت منطقة بوابة حسن وبركة بعثائيل في خراج بلدة كفرشوبا، واعترضوا على تغيير معالم الأرض في المنطقة، وذلك في تظاهرة رُفعت فيها الأعلام اللبنانية.

وقالت مصادر ميدانية إن أهالي المنطقة «أزالوا أسلاكاً شائكة وضعتها إسرائيل»، في حين «ردّت القوات الإسرائيلية بإلقاء قنابل مسيلة للدموع؛ في محاولة لتفريق المحتشدين». وأفادت وسائل إعلام محلية بإصابة مواطن لبناني بالقنابل المسيلة للدموع، كما أصيبت سيارة مدنية بقنبلة دخانية.

وعلى الفور، انتشرت القوات الإسرائيلية في المنطقة المقابلة بشكل كثير، واستقدمت آليات عسكرية، في حين استقدم الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» تعزيزات إلى المنطقة. ونشر الجيش اللبناني صوراً تُظهر اتخاذ عناصره وضعيات قتالية وراء السياج الشائك. وبدا الجيش على مسافة «صفر»، مقابل القوات الإسرائيلية التي انتشرت إلى جانب السياج، وعلى التلال المواجهة لنقطة التماس.

يأتي استحداث القوات الإسرائيلية خنادق عند «خط الانسحاب»، بعد أسبوعين على تهديد «حزب الله» بالعبور إلى إسرائيل، وذلك في مناورة عسكرية حية أقامها في الجنوب، وتحاكي عبور مقاتليه بسياج الحدودية، والجدران التي رفعتها القوات الإسرائيلية على الحدود مع جنوب لبنان.

وشارك، في تحرك الجمعة، مفتي مرجعيون حاصبيا الشيخ حسن دلي مفتي، ومفتي منطقة مرجعيون الجعفري عبد الحسين عبد الله، ورجال الدين ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من أبناء المنطقة. وأكد عضو كتلة «التنمية والتحرير»، النائب قاسم هاشم، خلال مشاركته في التحرك، أن «تحرك أبناء منطقة العرقوب في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، اليوم، هو البداية لاستكمال تحرير مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، بكل الوسائل المتاحة ما دامت إرادة أبناء هذه الأرض حية وجاهزة، لوضع حد للغطرسة والعدوانية الإسرائيلية».

 

 


مذبحة بشرية في المجتمع العربي بإسرائيل

متظاهرون ضد عمليات القتل في المجتمع العربي خلال مسيرة ببلدة يافة الناصرة الجمعة (أ.ف.ب)
متظاهرون ضد عمليات القتل في المجتمع العربي خلال مسيرة ببلدة يافة الناصرة الجمعة (أ.ف.ب)
TT

مذبحة بشرية في المجتمع العربي بإسرائيل

متظاهرون ضد عمليات القتل في المجتمع العربي خلال مسيرة ببلدة يافة الناصرة الجمعة (أ.ف.ب)
متظاهرون ضد عمليات القتل في المجتمع العربي خلال مسيرة ببلدة يافة الناصرة الجمعة (أ.ف.ب)

لفهم ما جرى في بلدة يافة الناصرة، التي قتل فيها 5 أشخاص بعملية واحدة للإجرام المنظم، تجب مراجعة نص هذه المكالمة: «لن نقتلك أنت، بل سنحرق قلبك. سنقتل أحسن شخص في عائلتك»، وأُغلقت سماعة الهاتف.

الرجل الذي تلقى الاتصال إنسان كادح، كد وتعب لكي ينجز أهم مشروع له في الحياة. فهو من عائلة بدوية بسيطة جردتها الحكومة الإسرائيلية من الأرض لغرض توسيع بلدة يهودية مجاورة، ورأى أن أفضل تعويض له يكون في تعليم ابنه وبناته. والابن الأكبر تخرج لتوه من كلية الطب وبدأ العمل في قسم الطوارئ بمستشفى قريب. فعندما تلقى ذلك التهديد، فكّر فوراً بابنه الطبيب.

هو ليس من عائلات تعيش خلافات قبلية. وهو غير متورط بأي مشاكل اقتصادية. كل ما هناك أنه تربطه علاقات عائلية برئيس المجلس المحلي في القرية. وقد فهم أن هذه القرابة تجعله هدفاً لعصابات الإجرام. فاتصل بقريبه رئيس المجلس. وتوجها معاً وأبلغا الشرطة. لكنه لم يكتفِ بهذا. فهو لا يثق بأن الشرطة الإسرائيلية ستعالج الموضوع بجدية وإخلاص. فهي في نظره «تتمتع برؤية العرب في إسرائيل ينشغلون بمشاكل داخلية ويصفّي كل منهم الآخر». لذلك قرر اتخاذ الاحتياط. فأبلغ ابنه الطبيب بأنه من الآن فصاعداً سيستخدم سيارته: «أنا سأقود السيارة وآخذك إلى المستشفى للعمل في كل يوم وسأعود في المساء وأعيدك إلى البيت. وأينما تريد أن تذهب سآخذك بالسيارة».

جانب من مسيرات الاحتجاج ضد القتل في يافة الناصرة الجمعة (رويترز)

رضخ الطبيب لوالده. وسلمه سيارته. وعندما كان في المستشفى، أحضرت سيارة الإسعاف له مصاباً جديداً بالرصاص. وإذا به والده. لقد نفذ المجرمون تهديدهم. أطلقوا الرصاص على سيارة الطبيب باعتباره «أفضل شخص» في العائلة. ولكن بدلاً من إصابة الطبيب أصابوا والده.

هذا الرجل ليس وحيداً. هناك رجل آخر في بلدة كفر كنا، قرر المجرمون حرق قلب أحد خصومهم وأطلقوا عليه الرصاص وأصابوه بجروح متوسطة، ولكنهم قتلوا زوجته حتى يحرقوا قلبه. وهكذا فعلوا في الناصرة. أرادوا قتل أحد أفراد عصابة يعيش في الخفاء. فقتلوا اثنين من أشقائه. وهكذا فعلوا مع عائلة نائب رئيس البلدية في إحدى البلدات. أراد المجرمون قتل ابنه الذي يعد خصمهم، فلم يجدوه، فقتلوا شقيقه الطالب في كلية الطب.

لافتة تدين عمليات القتل في المجتمع العربي ببلدة يافة الناصرة الجمعة (رويترز)

الحديث هنا عن أقل من ألف شخص ينتمون إلى 12 منظمة إجرام عربية في إسرائيل. أسماء المنظمات وعدد أفرادها معروف نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية نقلاً عن مصادر أمنية. أبرزهم وأكثرهم شراسة المنظمات التي تقوم بتشغيل عملاء سابقين للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. هؤلاء العملاء اضطروا إلى الهرب إلى إسرائيل، عندما انكشف أمرهم في بلداتهم ولدى عائلاتهم. حاولت السلطات الإسرائيلية إسكانهم في البلدات العربية لفلسطينيي 48، فواجهت معارضة شديدة. نقلتهم إلى البلدات المختلطة التي يعيش فيها يهود وعرب ومنحتهم رواتب طيلة 3 سنوات وأبلغتهم أنه بعد انتهاء المدة عليهم أن يجدوا عملاً بقواهم الذاتية. قسم منهم سعى إلى التوبة وإعالة عوائلهم بشكل سليم، ولكنّ قسماً منهم رفض. ومن خلال كرههم للعرب، الذين رفضوا استيعابهم، ولليهود الذين قطعوا رواتبهم، قرروا العربدة على الجميع.

نساء يشاركن في احتجاج ضد القتل ببلدة يافة الناصرة الجمعة (رويترز)

حتى الآن يعمل هؤلاء في المجتمع العربي بالأساس. فهنا الأمر أسهل. والشرطة الإسرائيلية لا تهدد مكانتهم. بل إن هناك بعضاً من رجال الشرطة يشتبه بأنهم فاسدون ويتعاونون معهم. ينشرون رعباً بين الناس من دون حسيب أو رقيب. ويجعلون الشرطة «شريطة» عاجزة في أحسن حال وشريكة في الجريمة في أسوأ حال. منذ بداية السنة وحتى الآن، قتل 98 شخصاً (في السنة الماضية كلها 11 قتيلاً). في المجتمع اليهودي بإسرائيل أيضاً، توجد جرائم ولكن العرب الذين يشكلون 19 في المائة من السكان، «يحظون» بنسبة 76 في المائة من هذه الجرائم، وفقط 24 في المائة لليهود. والشرطة تنجح في الكشف عن القتلة في المجتمع اليهودي بنسبة 75 في المائة، لكن نسبة نجاحها في فك رموز الجرائم في الوسط العربي لا تتعدى 11 في المائة.

مشاركون في مسيرة احتجاج ضد القتل في المجتمع العربي بالناصرة اليوم الجمعة (رويترز)

بالطبع، هناك مشكلة تربوية كبيرة تواجه المجتمع العربي، مثل قضايا «الشرف» والثأر والتفتيش عن الربح السهل للمال وتحقيق أرباح هائلة بطرق الخداع والنصب والاحتيال. وكل ذلك يشكل أرضية خصبة لانتشار العنف والجريمة. ويحتاج إلى حملة توعية وتثقيف واسعة. لكن أمراً آخر يُعد غائباً؛ وهو عمل الشرطة. فالمجتمع العربي لا يستطيع تفكيك منظمة إجرام منظم. هذه تحتاج إلى شرطة. ولا يستطيع جمع السلاح غير الشرعي، فهذه مهمة أجهزة الأمن كلها. وقد كلف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بهذه المهمة في حكومته الوزير إيتمار بن غفير. وهذا ليس فقط يروّج لأفكار عنصرية ضد العرب ولا يخفي رغبته في ألا يرى عرباً في البلاد كلها، إنما هو فاشل مهنياً أيضاً، بحسب ما يقول خصومه، وبالتالي فإنه لا يتوقع منه أن يتمكن من عمل شيء.

لذلك صار العرب يناشدون العالم أن يوفر لهم الحماية الدولية. فهم لا يقتنعون بأن إسرائيل التي تعد من أقوى الدول عسكرياً وأمنياً عاجزة فعلاً عن مكافحة العنف والجريمة، ويخشون أن يكون نشر هذه الآفة سياسة حكومية.


قوات إسرائيلية ترمي قنابل الغاز على لبنانيين

لبنانيون يلقون الحجارة باتجاه قوات إسرائيلية في بلدة كفرشوبا (أ.ب)
لبنانيون يلقون الحجارة باتجاه قوات إسرائيلية في بلدة كفرشوبا (أ.ب)
TT

قوات إسرائيلية ترمي قنابل الغاز على لبنانيين

لبنانيون يلقون الحجارة باتجاه قوات إسرائيلية في بلدة كفرشوبا (أ.ب)
لبنانيون يلقون الحجارة باتجاه قوات إسرائيلية في بلدة كفرشوبا (أ.ب)

بعد ساعة من الصدام بين مواطنين لبنانيين وقوات من الجيش الإسرائيلي على الحدود بين البلدين، وتدخل الأمم المتحدة ودول أوروبية، عاد الهدوء الحذر ليسود المنطقة.

وحسب شهود عيان، تعود هذه القضية إلى النشاطات التي بدأها الجيش الإسرائيلي في الأراضي الواقعة عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. وهي عبارة عن أعمال تجريف للأرض وتمهيد شق شارع. وقام أحد المواطنين اللبنانيين بالاعتراض (الأربعاء)، وتصدى بجسده لجرافة الجيش، إلا أن سائق الجرافة حاول غمر الرجل بالأتربة. وفقط بعد تدخل قوات «اليونيفيل» التابعة للأمم المتحدة، توقفت الجرافة وجرى إنقاذ الرجل. وتابعت الجرافة عملها.

ويوم الجمعة، خرج مواطنون لبنانيون من قريتي كفرشوبا والعرقوب، للتظاهر احتجاجاً على تجريف أراضيهم عند خط الحدود. واطلقت قوة من الجيش الإسرائيلي قنابل غاز نحوهم.

وقد هرعت إلى المكان قوات «اليونيفيل»، وانتشرت في قرية كفرشوبا الحدودية منعاً لتفاقم الأوضاع، فيما استقدم الجيش اللبناني تعزيزات إلى المنطقة. ولاحقاً، سعت قوات «اليونيفيل» إلى الفصل بين قوات الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي.

ويذكر أن هذه القرى تقع بمحاذاة مزارع شبعا اللبنانية، التي احتلتها إسرائيل في سنة 1967 مع احتلالها الجولان. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه عمل في الجانب الإسرائيلي المعترف به للحدود، لكن اللبنانيين يؤكدون أن هذه هي أراضيهم.

وأفادت تقارير بأن المتظاهرين اللبنانيين تمكنوا من إزالة قسم من السياج الذي وضعه الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة قبل أيام عدة، ويؤكد المواطنون اللبنانيون أنه جرى وضع هذا السياج في أراضيهم. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه فعل ذلك بالتنسيق مع «اليونيفيل».

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أنه «تجمع عدد من المواطنين في خراج بلدة كفرشوبا بالقرب من بركة بعثائيل، وذلك لإقامة صلاة الجمعة، في حضور مفتي حاصبيا مرجعيون، الشيخ حسن دلة، والنائب قاسم هاشم، وذلك اعتراضاً على قيام قوات العدو الصهيوني بأعمال الحفر بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحررة في خراج البلدة، وترافق ذلك مع محاولة عدد من المواطنين اختراق الخط الحدودي وإزالة القسم الأكبر منه، قابله من الجهة المحتلة إلقاء الكثير من القنابل الدخانية على المواطنين. ويسيّر الجيش اللبناني دوريات مكثفة بالتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية».


بغداد تطلب من واشنطن حل مشكلة المستحقات المالية لإيران

صورة نشرتها الخارجية العراقية من مشاورات فؤاد حسين ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن أمس
صورة نشرتها الخارجية العراقية من مشاورات فؤاد حسين ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن أمس
TT

بغداد تطلب من واشنطن حل مشكلة المستحقات المالية لإيران

صورة نشرتها الخارجية العراقية من مشاورات فؤاد حسين ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن أمس
صورة نشرتها الخارجية العراقية من مشاورات فؤاد حسين ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن أمس

طلبت الحكومة العراقية من الولايات المتحدة الأميركية رسمياً حل مشكلة المستحقات المالية لإيران بذمة العراق عن صادراتها من الغاز والكهرباء إلى العراق.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان لها، الجمعة، إن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين التقى أمس، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش الاجتماع الوزاريّ لـ«التحالف الدولي ضد (داعش)» المنعقد في العاصمة السعودية الرياض.

وطبقاً للبيان، فإنه «جرى خلال اللقاء بحث مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين بغداد وواشنطن، وسبل التعاون في شتى المجالات، وأكّد الوزير أهمية الاستمرار في العمل المشترك والتعاون ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي لعلاقة الصداقة والتعاون بين العراق والولايات المتحدة»، مثمناً في الوقت نفسه «جهود الولايات المتحدة قائداً للتحالف الدوليّ في مُحارَبة تنظيم (داعش) الإرهابيّ».

وأوضح البيان أن الجانبين ناقشا «مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، وبحثا جهود العراق لتعزيز اقتصاده وتحقيق استقلال الطاقة». وتابع البيان أن الوزيرين ناقشا أيضاً «عدداً من القضايا الإقليمية والدولية التي تحظى بالاهتمام المشترك، مؤكدين ضرورة العمل من أجل خفض التوتر وتحقيق التهدئة في المنطقة، وتجنب التصعيد الذي لن يخدم أيّ طرف».

وأكد البيان أنه في جانب من الحوار بين الوزيرين فقد تطرقا إلى «المستحقات الماليَّة للحكومة الإيرانية على العراق بسبب شراء الغاز والكهرباء، وكيفية التعامل مع الإجراءات الأميركية على المصارف الدولية، ومن ضمنها المصارف العراقية، حيث إن هذه الإجراءات هي في إطار سياسة العقوبات الأميركية على إيران»، لافتاً إلى أن وزير الخارجية العراقي شدد «على ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة كونها تؤثر تأثيراً مباشراً على القطاع الكهربائي في العراق، ومن هذا المنطلق شكر الجانب الأميركي على السماح لحل مسألة المدفوعات الماليَّة للحجاج الإيرانيين ،ومن المال الإيراني في البنوك العراقية».

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن «الولايات المتحدة ملتزمة بدعم استقرار العراق والمسيرة الديمقراطية فيه، وتدعم الاستقرار السياسي والتواصل والعمل المشترك بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، بما يعزز مكانة وقوة العراق في المنطقة، متمنياً الوصول إلى تفاهمات لحل المشاكل العالقة بين الطرفين، خاصة في المجال النفطي والماليّ»، حسبما أورد بيان الخارجية العراقية.

إلى ذلك أبدى بنك «جي بي مورغان تشيس» الأميركي، الاستعداد لدعم مصارف عراقية بعمليات تمويل التجارة الخارجية بعملة الدولار. وذكر بيان للبنك المركزي العراقي، الجمعة، أن محافظ البنك المركزي العراقي علي محسن العلّاق، التقى نائب رئيس مصرف «جي بي مورغان تشيس» الأميركي (دانيال زيليكو) في بغداد.

وقال البيان إن «الطرفين ناقشا سبل التعاون بين مصرف (جي بي مورغان) والبنك المركزي العراقي، واستعداد المصرف الأميركي لدعم عددٍ من المصارف العراقية في عمليات تمويل التجارة الخارجية بعملة الدولار الأميركي». ووفقاً للبيان، فإن زيليكو أشاد بالإجراءات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي العراقي في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، واعتماد المعايير الدولية في التحويلات المالية.

ودعا محافظ البنك المركزي العراقي، زيليكو لفتح مكتب تمثيلي في العراق، واعداً إياه بتقديم الدعم اللازم لتسهيل هذه الخطوة لما تمثله من انعكاسات إيجابية على الاقتصاد العراقي بشكل عام، والقطاع المصرفي بشكل خاص.


تركيا تدعو المجتمع الدولي للإسهام في عودة اللاجئين السوريين طوعاً

أطفال في مخيم للنازحين السوريين في مدينة جنديرس بريف حلب في 23 مايو الماضي (أ.ف.ب)
أطفال في مخيم للنازحين السوريين في مدينة جنديرس بريف حلب في 23 مايو الماضي (أ.ف.ب)
TT

تركيا تدعو المجتمع الدولي للإسهام في عودة اللاجئين السوريين طوعاً

أطفال في مخيم للنازحين السوريين في مدينة جنديرس بريف حلب في 23 مايو الماضي (أ.ف.ب)
أطفال في مخيم للنازحين السوريين في مدينة جنديرس بريف حلب في 23 مايو الماضي (أ.ف.ب)

دعت تركيا المجتمع الدولي إلى التعاون في تحقيق العودة الطوعية الآمنة والكريمة للاجئين السوريين على أراضيها. وأكدت في الوقت ذاته أنها ستواصل عملياتها التي تستهدف التنظيمات الإرهابية في الداخل وعبر الحدود.

وأكد مجلس الأمن القومي التركي أهمية التعاون الدولي في قضية اللاجئين لأن من شأنه أن يسهم في تحقيق العودة الطوعية الآمنة والكريمة لهم بعد فرارهم من الحرب في بلادهم.

ولفت مجلس الأمن القومي التركي، في بيان صدر ليل الخميس – الجمعة عقب أول اجتماع له بتشكيله الجديد بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ترأسه الرئيس رجب طيب إردوغان، إلى أهمية مساهمة المجتمع الدولي في الجهود المبذولة لعودة السوريين الفارين من الاشتباكات إلى ديارهم طوعاً بأمان وكرامة، وضمان مواصلة حياتهم في أجواء من الطمأنينة والرفاهية.

وكان إردوغان قد أكد عقب أول اجتماع لحكومته الجديدة (الثلاثاء)، أن تركيا ستعيد اللاجئين السوريين إلى بلادهم بشكل آمن وطوعي ومشرّف، قائلاً: «سنشجع إخواننا الذين لجأوا إلى بلادنا فراراً من الحرب وهجمات التنظيمات الإرهابية على العودة الطوعية إلى وطنهم بأمان وبشكل مشرّف».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحمل صورة مخيم للنازحين السوريين في بلاده خلال خطاب أمام الأمم المتحدة في سبتمبر 2022 (رويترز)

وأضاف: «مهما كانت الحال، أؤكد هذه النقطة، سنحل هذه القضية سلمياً بما يليق بتاريخنا وثقافتنا وقيمنا الإيمانية».

وخلال حملته للانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة تعهد إردوغان بإعادة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى مناطق آمنة أنشأتها تركيا في شمال سوريا، والتي تقوم بإنشاء قرى سكنية فيها مزودة بالخدمات لاستيعابهم في ظروف مناسبة للحياة والعمل.

وقال إردوغان: «سنسهم في إرساء السلام والاستقرار على نطاق عالمي من خلال الحفاظ على سياستنا الخارجية الريادية والإنسانية النشطة».

كما أكد مسؤول الملف السوري بالخارجية التركية، السفير كورهان كاراكوتش، الذي شارك في اجتماع هيئة التفاوض السورية في جنيف مطلع الأسبوع، أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ستتحقق في نهاية العملية السياسية في سوريا.

وتضع تركيا عودة اللاجئين ضمن 3 أهداف رئيسية لمفاوضات تطبيع العلاقات مع سوريا تشمل أيضاً التعاون في مكافحة الإرهاب ودفع العملية السياسية لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد.

الرئيس التركي كرر بعد فوزه في الانتخابات نيته إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم في شكل طوعي (أ.ب)

وصعد ملف اللاجئين السوريين إلى قمة الأجندة السياسية في تركيا خلال فترة الانتخابات الشهر الماضي، خصوصاً مع تعهدات المعارضة بالعمل فوراً على إعادة اللاجئين حال فوزها بالانتخابات.

وأدى فوز إردوغان والتعيينات الجديدة في حكومته إلى تهدئة مخاوف السوريين في تركيا نسبياً، على الرغم من إدراكهم أن تركيا ستواصل التطبيع مع دمشق ولن تتخلى عن سياسة إعادة اللاجئين، وذلك بعد أن أثارت تصريحات المعارضة خلال الانتخابات حالة من الهلع في أوساطهم.

ولا يتوقع أن تغير تركيا سياستها في الملف السوري بسبب التغييرات في الحكومة الجديدة التي شملت وزراء الخارجية والدفاع والداخلية ورئيس المخابرات. وأكد المسؤولون الجدد أنهم سيواصلون العمل وفق المبادئ الراسخة لتركيا سواء فيما يتعلق بالسياسة الخارجية أو مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.

المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة التركية كمال كليتشدار أوغلو هدد بترحيل اللاجئين السوريين من بلاده (رويترز)

كما أن وزير الداخلية التركي الجديد، علي يرلي كايا، الذي كان والياً لإسطنبول التي تحتضن أكبر عدد من إجمالي اللاجئين السوريين في تركيا، المقدَّر بنحو 3.4 مليون، ويوجد بها نحو 530 ألفاً، معروف بتعاطفه ومواقفه الإيجابية تجاه اللاجئين السوريين على الرغم من تشدده في تطبيق القانون.

وفي مقابل الخطاب العنصري الذي ساد في الفترة الأخيرة وتصاعد خلال الانتخابات، كان يرلي كايا يؤكد أن الأتراك والسوريين شعبان شقيقان، ويدعو السوريين إلى تعلم اللغة التركية والاندماج في المجتمع وتعلم عاداته وتقاليده، والالتزام بالقوانين وتجنب المشاحنات والتجمعات.

وفيما يعد تأكيداً من جانب تركيا لمواصلة عملياتها العسكرية في شمال سوريا، ذكر مجلس الأمن القومي، في بيانه، أنه تم خلال الاجتماع، المطوّل، استعراض معلومات عن العمليات التي تجري داخل البلاد وخارجها بكل عزيمة وإصرار ونجاح ضد جميع أنواع التهديدات والمخاطر الموجهة للوحدة والتكاتف الوطنيين والوجود، لا سيما تنظيمات «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، و«داعش»، وغيرها من التنظيمات.

وأكد البيان أن تركيا ستواصل عملياتها داخل وخارج البلاد ضد جميع التنظيمات التي تهدد أمنها.

سورية بمدينة أضنة جنوب تركيا في 25 مايو الماضي (أ.ف.ب)

ووضعت دمشق شرطاً أساسياً لتطبيع العلاقات مع أنقرة، هو الانسحاب من شمال سوريا، لكن أنقرة ردت مراراً بأنه لا يمكن القيام بهذه الخطوة حالياً، وأن الجيش السوري ليست لديه القدرة الآن على ضمان الأمن وحماية الحدود مع تركيا، وأن الوجود العسكري يعد ضماناً لوحدة أراضي سوريا.

وشدد البيان على أن الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وإحلال السلام والاستقرار الدائمين فيها لن يكون ممكناً إلا بعد تطهيرها من التنظيمات الإرهابية.

في السياق ذاته أعلنت تركيا القبض على مسؤولة في «وحدات حماية الشعب» الكردية في عملية مشتركة لمخابراتها مع «الجيش الوطني السوري»، (الموالي لتركيا)، في أثناء محاولتها التسلل من منبج إلى داخل الأراضي التركية.

ونقلت وكالة «الأناضول» الرسمية عن مصادر أمنية، الجمعة، أن عناصر «الجيش الوطني السوري» ألقت القبض على مسؤولة من «وحدات حماية الشعب» في مدينة منبج، نتيجة معلومات من المخابرات التركية عن تحركاتها. وتم تسليمها لاحقاً إلى السلطات الأمنية التركية.

وأضافت الوكالة أن المخابرات التركية وفّرت معلومات لـ«الجيش الوطني» حول «الإرهابية» هيلين إيشنمة، الملقبة بـ«ستيرك- أمارا» و«أميد- سينا»، وهي عضو في «مخابرات الوحدات» في منبج، وتم القبض عليها في أثناء محاولتها التسلل إلى الأراضي التركية.

وحسب المصادر ذاتها، انضمّت إيشنمة إلى «الوحدات» عام 2016، وصدر قرار قضائي في تركيا بتوقيفها عام 2017 بتهمة الانتساب إلى هذا التنظيم الكردي.


صحة نجل القذافي المسجون في لبنان تتدهور

هانيبال القذافي ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب - أرشيفية)
هانيبال القذافي ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب - أرشيفية)
TT

صحة نجل القذافي المسجون في لبنان تتدهور

هانيبال القذافي ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب - أرشيفية)
هانيبال القذافي ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب - أرشيفية)

تتدهور صحة هانيبال القذافي، الابن الخامس للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في سجن لبناني بعدما دخل إضراباً عن الطعام، حسبما قال محاميه بول رومانوس في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، اليوم (الجمعة).

ويقبع هانيبال في السجن في لبنان منذ 2015 فيما يتعلق باختفاء الزعيم الشيعي اللبناني البارز موسى الصدر.

وتشير تقارير إلى أن الصدر تم فقدانه خلال زيارة إلى ليبيا عام 1978 مع مرافقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.

ولطالما نفت ليبيا تورطها في اختفائه.

وذكر محامي القذافي أن «الطبيب يفحص موكلي يومياً».

وأضاف رومانوس: «إلى جانب إضرابه عن الطعام، يعاني موكلي من آلام حادة في الحوض والعمود الفقري». وأشار إلى أنه يعاني أيضاً من صداع وآلام بالعضلات.

وأوضح رومانوس: «اشتد ألمه بمرور الوقت نتيجة لسجنه منذ ثماني سنوات، وعدم تعرضه لضوء الشمس والظروف التي يعيش فيها».

ولم يصدر لبنان تعليقاً رسمياً على الفور.

وتلقي حركة أمل الشيعية اللبنانية، التي ينتمي إليها الصدر، باللائمة على معمر القذافي في واقعة الاختفاء.

وفي 2015، تم خطف هانيبال القذافي من سوريا المجاورة، حيث أقام بوصفه لاجئاً سياسياً بعد الثورة التي أطاحت بوالده.

وتم تسليمه لاحقاً إلى لبنان ويقبع في السجن منذ ذلك الحين.