خطة صينية لتجديد مؤسسات العلوم والتكنولوجيا

محاولة لمواجهة «الاحتواء والقمع الخارجيين»

مجلس النواب الصيني منعقداً أول من أمس (أ.ف.ب)
مجلس النواب الصيني منعقداً أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

خطة صينية لتجديد مؤسسات العلوم والتكنولوجيا

مجلس النواب الصيني منعقداً أول من أمس (أ.ف.ب)
مجلس النواب الصيني منعقداً أول من أمس (أ.ف.ب)

ستقوم الصين بتجديد شامل لقدرات وزارة العلوم والتكنولوجيا لديها وستضخّ مزيداً من الموارد في مجالَي التصنيع والأبحاث سعياً لتحقيق استقلاليتها فيهما، في مواجهة محاولات أجنبية «لاحتوائها وقمعها».
تنصّ وثيقة إعادة الهيكلة الواسعة التي أعلنتها الحكومة الصينية الثلاثاء ويُنتظر أن يوافق عليها البرلمان الصيني هذا الأسبوع، على تركيز موارد وزارة العلوم والتكنولوجيا على تنسيق الإنجازات العلمية والتكنولوجية.
وجاء في الوثيقة أن بكين «ستعمل على تحسين إدارتها لسلسلة كاملة من ابتكارات العلوم والتكنولوجيا»، بالإضافة إلى إنشاء إدارة بيانات وطنية مسؤولة عن الإشراف على الاقتصاد الرقمي.
وقال العضو في مجلس الدولة الصيني شياو جي، خلال تقديمه للخطّة في اجتماع للبرلمان الوطني الثلاثاء، إن الصين تواجه «وضعاً صعباً من المنافسة العلمية والتكنولوجية الدولية إلى جانب الاحتواء والقمع الخارجيين».
وأضاف شياو، وفق ما جاء في بيان رسمي، أنه يتعين على بكين «تنسيق القدرات العلمية والتكنولوجية بشكل أفضل لتخطّي الصعوبات في التقنيات الأساسية الرئيسية»، مع تسريع «الاعتماد الذاتي عالي المستوى في العلوم والتكنولوجيا».
وتوقعت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن يوافق البرلمان الصيني على الخطّة في اجتماعه الوطني السنوي، المعروف باسم «ليانغوي» (أو «الدورتان»)، الذي ينتهي الاثنين.
وستخفّض الخطة عدد الموظفين في مؤسسات الدولة المركزية بنسبة 5 في المائة، مع إعادة تعيين الموظفين الذين تتم إقالتهم في «المجالات الأساسية والأعمال المهمّة».
وتنص الخطة أيضاً على الاستبدال بالهيئة الحالية الناظمة لقطاع المصارف وشركات التأمين هيئة جديدة تعمل ببعض وظائف هيئة مراقبة الأوراق المالية في الصين، ما يعزز الرقابة على القطاع المالي الذي يخضع لإشراف معزز.
- الاعتماد على الذات
في وقت سابق من الشهر، تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ، بتعزيز قدرة بلاده في مجال الصناعة، قائلاً لمندوبي اجتماع الدورتَين «علينا الاعتماد على أنفسنا».
في مواجهة بيئة دولية معادية بشكل متزايد ونمو بطيء في الداخل، تكافح بكين أيضاً أمام تحوّل الشركات العالمية من التصنيع في الصين إلى الاعتماد على مصنّعين في دول مثل الهند وفيتنام.
وقال شي أمام مندوبي اجتماع «الدورتَين» الأحد إن على الصين تطوير تصنيع عالي الجودة يكون «مبتكراً ومنسقاً وصديقاً للبيئة ومفتوحاً ومشتركاً».
تَلي الدورةُ البرلمانية هذا العام مؤتمراً مهماً للحزب الشيوعي ضمن على أثره شي خمسة أعوام إضافية على رأس الحزب الشيوعي والجيش.
يأتي الاجتماع البرلماني هذا العام عقب اجتماع للحزب الشيوعي العام الماضي ضمّن الرئيس شي خمس سنوات أخرى رئيسا للحزب والجيش. ومن المتوقع أن يُنتخب شي (69 عاماً) في غضون أيام لولاية رئاسية ثالثة غير مسبوقة في تاريخ الصين.
وقال الزميل في مركز بول تساي للدراسات الصينية في كلية الحقوق في جامعة ييل تشانغاو ويي إن الخطة التي طُرحت الثلاثاء اتّبعت «عملياً قاعدة غير مكتوبة بأن هذا ما يجب أن يحدث في بداية كل ولاية حكومية تستمر خمسة أعوام».
ويُتوّقع أن تُطرح خطة أخرى أوسع بعد انتهاء «الدورتَين» الأسبوع المقبل.
أضاف ويي «من الممكن بالتأكيد، بل ومن المحتمل أيضاً، أن تزيد سيطرة الحزب (وشي شخصياً) بوصفها جزءا من جولة إعادة الهيكلة هذه».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.