سوناك مدافعاً عن سياسته: الأولوية للبريطانيين

بعد انتقاد أممي لمشروع قانون يقيد حق اللجوء

سوناك يرد على أسئلة النواب في مجلس العموم في لندن أمس (أ.ب)
سوناك يرد على أسئلة النواب في مجلس العموم في لندن أمس (أ.ب)
TT

سوناك مدافعاً عن سياسته: الأولوية للبريطانيين

سوناك يرد على أسئلة النواب في مجلس العموم في لندن أمس (أ.ب)
سوناك يرد على أسئلة النواب في مجلس العموم في لندن أمس (أ.ب)

أكدت الحكومة البريطانية، الأربعاء، أن «الأولوية للبريطانيين»، مدافعة عن خطتها لفرض قيود صارمة على حق اللجوء لوضع حد لعمليات العبور غير الشرعية لقناة المانش، وهو ما نددت به بشدة المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وكان مشروع قانون عرض الثلاثاء على البرلمان، يجعل اللجوء غير متاح للمهاجرين الواصلين بشكل غير قانوني، وبذلك تسعى حكومة ريشي سوناك المحافظة، التي تراجعت شعبيتها في استطلاعات الرأي، لثني الآلاف عن عبور المانش على متن قوارب صغيرة.
ينص مشروع القانون على الترحيل السريع للمهاجرين، الذين يصلون بهذه الطريقة، ويمنعهم من طلب اللجوء وبالتالي الاستقرار في المملكة المتحدة أو التقدم بطلب للحصول على الجنسية البريطانية. كما يسهل احتجاز المهاجرين حتى ترحيلهم إلى دولة أخرى تعد آمنة.
أثار مشروع القانون الذي جاء بعد تشديد قوانين الهجرة، موجة استنكار من جمعيات مساعدة اللاجئين التي تعتبره مخالفاً للقانون الدولي.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأربعاء، إنه يشعر «بقلق عميق».

وقال فولكر تورك في بيان: «مثل هذا الحظر المعمم الذي يمنع الأفراد من طلب اللجوء وغيره من أشكال الحماية الدولية في المملكة المتحدة سيكون مخالفاً لالتزامات المملكة المتحدة في مجال حقوق الإنسان وحق اللاجئين... يثير التشريع أيضاً الكثير من المخاوف المحددة المتعلقة بحقوق الإنسان ولا سيما انتهاك حق كل فرد في أن تدرس حالته وحظر الإعادة القسرية للمهاجرين والإبعاد الجماعي، فضلاً عن الاحتجاز التعسفي». وقبل يوم، اتهمت مفوضية اللاجئين لندن بالسعي إلى «إنهاء حق اللجوء».
وقارن لاعب كرة القدم السابق غاري لينكر الذي أصبح حالياً مقدماً مشهوراً على شبكة «بي بي سي» على «تويتر»، لغة الحكومة بشأن اللاجئين بـ«تلك التي استخدمتها ألمانيا في الثلاثينات»، ما أثار استياء النواب المحافظين.
ووعدت المجموعة السمعية والبصرية العامة بإجراء «محاورة صريحة» معه.
«أولوية البريطانيين»
قال سوناك في البرلمان، الأربعاء، أمام هجمات المعارضة: «لأننا بالتحديد نريد مساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم... علينا أن نحرص على عدم ترك المهاجرين غير القانونيين يستغلون نظامنا ويتسببون بإغراقه... وقف القوارب ليس أولويتي فحسب بل أولوية البريطانيين».
قبله سعت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، التي انتهجت خطاً متشدداً في مجال الهجرة، لمواجهة الانتقادات بالقول: «ليس من العنصرية القول إن لدينا الكثير من المهاجرين غير الشرعيين الذين يستغلون نظامنا الخاص باللجوء».
تقول الحكومة إنها «واثقة» من أن مشروعها يتماشى مع القانون الدولي. لكن في رسالة مرفقة بمشروع القانون، أقرت بأنه لا يمكنها التأكيد على أن النص يحترم الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
وقال سوناك، الذي جعل من ضبط الهجرة إحدى أولوياته، إنه مستعد لمعركة قانونية حول النص «لكي نستعيد السيطرة التامة على حدودنا».
وهو يتوقع أن يزور فرنسا الجمعة للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد أشهر قليلة من توقيع اتفاق بين لندن وباريس يهدف إلى تعزيز تعاونهما في المجال.
تطلب لندن خصوصاً أن يقدم المهاجرون طلب اللجوء في أول بلد آمن يصلون إليه.
العام الماضي، وصل أكثر من 45000 مهاجر إلى المملكة المتحدة عبر المانش على متن قوارب صغيرة، وأكثر من ثلاثة آلاف منذ بداية العام، في رحلة محفوفة بالمخاطر. في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 قضى ما لا يقل عن 27 مهاجراً غرقاً لدى عبورهم القناة.
يتم إيواء هؤلاء المهاجرين، ويطلب الكثير منهم اللجوء في البلاد، في فنادق على نفقة الدولة ما يسبب أحياناً توتراً، خصوصاً أن نظام اللجوء عاجز عن معالجة الطلبات المتدفقة عليه.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.