مطالب الحرية والتعليم والمساواة تهيمن على «اليوم العالمي للمرأة»

مسيرات وتظاهرات افتراضية... وإشراك النساء رقمياً دعوة الأمم المتحدة لعام 2023

سيدة تحمل وردة في مسيرة يوم المرأة العالمي في مانيلا بالفلبين (إ.ب.أ)
سيدة تحمل وردة في مسيرة يوم المرأة العالمي في مانيلا بالفلبين (إ.ب.أ)
TT
20

مطالب الحرية والتعليم والمساواة تهيمن على «اليوم العالمي للمرأة»

سيدة تحمل وردة في مسيرة يوم المرأة العالمي في مانيلا بالفلبين (إ.ب.أ)
سيدة تحمل وردة في مسيرة يوم المرأة العالمي في مانيلا بالفلبين (إ.ب.أ)

في الوقت الذي خيّمت فيه أجواء أقرب للاحتفال والمطالبة بالمساواة، بيوم المرأة العالمي في دول متقدمة مثل اليابان، تكافح نساء في دول أخرى من أجل المطالبة بحق التعليم والعمل، مثل أفغانستان، أو مواجهة الحرب مثل أوكرانيا، أو المزيد من الحرية، مثل إيران، أو حتى رفضاً للظروف المعيشية الضاغطة، كما في سيريلانكا، أو مواجهة حظر التظاهرات في دول أخرى مثل باكستان وكوبا.
وتشهد عدة بلدان حول العالم تظاهرات تنادي بالمزيد من الحقوق للمرأة، إذ شهدت أفغانستان احتجاجاً من مجموعة من النساء للمطالبة بحقّهن في التعليم حيث «النساء والفتيات شُطبن من الحياة العامة»، بعد أن أُعيد فتح الجامعات، الاثنين، بعد العطلة، لكن للشباب فقط تمكنوا من دخولها؛ لأنه لم يعد يُسمح للنساء بالدراسة منذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021.

وفي محاولة لدفع حقوق أكبر للنساء، وفي خطوة غير مسبوقة، مساء أمس الثلاثاء، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وزير التعليم العالي في طالبان ندا محمد نديم بسبب «مسؤوليته عن الانتهاك الواسع لحق المرأة في التعليم».واستهدفت هذه العقوبات أفراداً أو كيانات أخرى مسؤولة عن انتهاكات لحقوق المرأة في إيران وروسيا وجنوب السودان وبورما وسوريا.

و«يوم المرأة العالمي» فرصة لرفع مستوى الوعي بالفجوات في مجال الحقوق، كما أنه فرصة للاحتفاء بالتقدم الذي تحرزه النساء وإنجازاتهن، إذ احتفى محرك البحث «غوغل» بيوم المرأة العالمي، من خلال رسومات كارتونية تشير إلى دور المرأة في التعليم ورعاية الأبناء، فضلًا عن أحد الرسومات التي تُظهر التظاهرات التي تشهدها عدة دول حول العالم.

وعشيّة اليوم العالمي لحقوق المرأة، رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالنساء الأوكرانيات اللاتي يقاتلن في صفوف الجيش دفاعاً عن وطنهن. وقالت إن هؤلاء النسوة مُنِعن من القتال قبل الحرب، لكنهنّ «لم يهتممن بذلك وبدأن الانضمام إلى الجيش». وذكّرت المسؤولة الأوروبية بأن الأمم المتحدة اتهمت «روسيا بأنها تستخدم جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي في إطار استراتيجيتها العسكرية في أوكرانيا»، منوّهة بـ«الهجوم المضادّ» الذي تشنّه النسوة الأوكرانيات.

إلى ذلك، شهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرة نسائية ليلية لمجموعة من الناشطات تحت شعار «المرأة، الحياة، الحرية»، والتي تنادي بالمزيد من الحقوق والحريات للمرأة في إيران، التي شهدت حركة احتجاجات منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول)، بعد أيام على اعتقالها من قِبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في إيران.

وخرج «موكب نسائي» للاحتفال باليوم العالمي للمرأة في طوكيو، في الوقت الذي تحتل فيه اليابان المرتبة 116 في تصنيف مؤشر الفجوة بين الجنسين العالمي لعام 2022 وفق التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين لعام 2022 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. واحتلت اليابان المرتبة 121 في المشاركة الاقتصادية والفرص، والمرتبة 63 في الصحة والبقاء ، والمرتبة 139 في التمكين السياسي، والأولى في التحصيل التعليمي، في التقرير الذي نُشر في 13 يوليو 2022.

وحُظرت التظاهرات في دول أخرى حول العالم، كما هي الحال في لاهور بشرق باكستان؛ الدولة المحافظة التي برّرت السلطات قرارها بـ«لوحات إعلانية ولافتات مثيرة للجدل» ترفعها المتظاهرات عادة وتتناول موضوعات مثل الطلاق أو التحرش الجنسي، حسبما أفاد تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وخلص تقرير لمنظمة الصحة العالمية في عام 2021 إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء تقريباً على مستوى العالم تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي، وهي قضية ترتبط بالفرص الاقتصادية للمرأة وحصولها على التثقيف الجنسي والحقوق الإنجابية، وفق ما أفاد تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء.
وفي بريطانيا يحتفل متحف «مدام توسو» بإزاحة الستار عن تمثال جديد من الشمع لإيميلين بانكهرست التي أسست في 1903 «الاتحاد الاجتماعي والسياسي للمرأة» للمطالبة بحق المرأة في التصويت.

كما شهدت العاصمة الإندونيسية جاكرتا مسيرة من مجموعة من النساء حملن لافتات منها «النساء العاملات يجرؤن على القتال"؛ في محاولة لإظهار قوة النساء، حيث حثّ النشطاء الحكومة الإندونيسية على القضاء على جميع أشكال الظلم والفقر والقمع تجاه النساء.

وشهدت كولومبو احتجاجاً بالقرب من البرلمان نظّمته مجموعة «نساء من أجل الحقوق» ضد ما يقولون إنه ضريبة الدخل غير العادلة وارتفاع تكلفة المعيشة، بسبب أسوأ أزمة اقتصادية في سيرلانكا منذ الاستقلال، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

في كوبا وبسبب عدم قدرتها على التظاهر بحرية، ستتجاوز المنظمات النسائية المستقلة الاحتفالات الرسمية عبر تعبئة في «تظاهرة افتراضية» على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل زيادة الوعي بشأن جرائم قتل النساء، خصوصاً.
وفي المكسيك وتحت شعاري «لا امرأة تُقتل بعد اليوم»، و«ضد عنف الذكور والعمل غير المستقر»، سيتظاهر المحتجّون في المدن الرئيسية بهذا البلد الذي سجلت فيه 969 جريمة قتل لنساء في 2022، وفقاً للأرقام الرسمية. 

أما في الولايات المتحدة فسيقدم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والسيدة الأولى جيل بايدن في واشنطن، جائزة المساهمة «في مستقبل مشرق» إلى «11 امرأة استثنائية من جميع أنحاء العالم». وسيقوم المدافعون عن حقوق النساء، من جهتهم، بالتعبئة دفاعاً عن الحق في الإجهاض الذي أضعفه قرار من المحكمة العليا الأميركية عبر إلغاء حكم صادر في 1973 يضمن هذا الحق. وفي أوروبا أيضاً، أضعف هذا الحق مؤخراً في المجر وبولندا.
ويُعدّ يوم المرأة العالمي حدثاً سنوياً للاحتفال بإنجازات النساء والدفع نحو تحسين أوضاع حقوقهن وله جذور في الحركات الاشتراكية والعمالية في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، خصوصاً أن النساء كُنّ يناضلن من أجل تحسين ظروف العمل والحق في التصويت.

وكان أول احتفال مسجل به في عام 1911 في النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا، عندما احتشد أكثر من مليون شخص لدعم حقوق المرأة. ومنذ ذلك الحين، انتشرت فكرة إحياء يوم المرأة العالمي؛ ليس فقط من حيث الحجم، ولكن أيضاً في نطاق الاحتفاء بالحدث. واتسع نطاق التركيز ليشمل قضايا؛ منها العنف ضد المرأة والمساواة في مكان العمل.
وعلى الرغم من أنه لا توجد مجموعة بعينها يرجع إليها الفضل في تدشين هذا الحدث، فغالباً ما تكون الأمم المتحدة في طليعة الاحتفال به بعدما اعترفت رسمياً بيوم المرأة العالمي في عام 1977. وأعلن بعض الدول هذا اليوم عطلة رسمية مثل الصين وروسيا وأوغندا.

واختارت الأمم المتحدة، هذا العام، موضوع «إشراك الجميع رقمياً: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين». ويسلّط الموضوع الضوء على أهمية التكنولوجيا في تعزيز الحقوق، لكن الفجوة الرقمية المتزايدة بين الجنسين تؤثر على كل شيء؛ بدءاً من فرص عمل النساء، وحتى الأمان الإلكتروني، وفق ما أفاد به تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء.
ووفقاً للأمم المتحدة، يقلّ عدد النساء اللاتي يمكنهن الدخول إلى شبكة الإنترنت بنحو 259 مليوناً، مقارنة بالرجال، كما يقل تمثيل النساء إلى حد كبير في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ويقول موقع الأمم المتحدة على الإنترنت: «يؤدي إشراك المرأة في التكنولوجيا إلى إيجاد حلول أكثر إبداعاً وإمكانية أكبر للابتكارات التي تلبي احتياجات المرأة وتعزز المساواة بين الجنسين. على النقيض من ذلك، فإن عدم إشراكهن يأتي بتكاليف باهظة».


مقالات ذات صلة

في إنجاز للمرأة السعودية… مي الرشيد تفوز برئاسة الاتحاد العربي للريشة الطائرة

رياضة سعودية مي الرشيد (الشرق الأوسط)

في إنجاز للمرأة السعودية… مي الرشيد تفوز برئاسة الاتحاد العربي للريشة الطائرة

في خطوة تعكس التقدم المتواصل للمرأة السعودية في المجال الرياضي، انتُخبت مي الرشيد رئيسةً للاتحاد العربي للريشة الطائرة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا يعكس الإنجاز فاعلية سياسات السعودية الطموحة ومبادراتها النوعية لتمكين المرأة في القطاعات التقنية (واس)

السعودية الأولى عالمياً في تمكين المرأة بمجال الذكاء الاصطناعي

حقّقت السعودية المرتبة الأولى عالمياً في تمكين المرأة بمجال الذكاء الاصطناعي، مُحرزةً تقدماً في نسبة نمو الوظائف واستقطاب الكفاءات، وعدد نماذجه الرائدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا سيدة حامل (أرشيفية-رويترز)

«الصحة العالمية»: وفاة امرأة كل دقيقتين تقريباً أثناء الحمل أو الولادة

ذكر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية وهيئات أخرى تابعة للأمم المتحدة أن مضاعفات الحمل أو الولادة أدت إلى وفاة امرأة كل دقيقتين تقريباً في عام 2023.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
صحتك تواجه الأمهات الجدد تحديات جسدية وعاطفية كبيرة بعد الولادة لكن الحركة والنشاط يمكن أن يلعبا دوراً حاسماً في تسريع التعافي (رويترز)

نصيحة ذهبية للأمهات الجدد للتعافي بسرعة بعد الولادة

يمكن لأنشطة مثل المشي السريع وركوب الدراجات وتمارين المقاومة أن تقلل مخاطر الاكتئاب والإرهاق والأمراض لدى المرأة بعد الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق جانب من المعرض الأثري (متحف الحضارة)

معرض أثري يحتفي بالمرأة المصرية «أيقونة الصمود» عبر العصور

يضمّ المعرض مجموعة متميّزة من مقتنيات المتحف القومي للحضارة المصرية، يُعرض بعضها للجمهور للمرة الأولى، ويُقدّم لمحة عن مكانة المرأة المصرية ودورها الفعّال.

محمد الكفراوي (القاهرة )

غوتيريش يُحذّر: الأمل في حل الدولتين يواجه خطر التلاشي

أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن الصراع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك 29 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن الصراع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك 29 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

غوتيريش يُحذّر: الأمل في حل الدولتين يواجه خطر التلاشي

أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن الصراع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك 29 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن الصراع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك 29 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، من أن وعد حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يواجه «خطر التلاشي». وقال إن الالتزام السياسي تجاه هذا الهدف طويل الأمد بات «أبعد من أي وقت مضى».

جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، برئاسة وزير خارجية فرنسا الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس خلال الشهر الحالي.

وقال غوتيريش إن حل الدولتين يقترب من «نقطة اللاعودة»، مشدداً على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية منع إطالة أمد الاحتلال والعنف.

ودعا الأمين العام الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى «اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتحقيق حل الدولتين، وعدم السماح للمتطرفين على أي جانب بتقويض ما تبقى من عملية السلام».

وأشار غوتيريش أيضاً إلى أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات جوهرية، تتسم بالعنف والاضطراب ولكن أيضاً بالفرص والإمكانات، وقال إن الناس في أنحاء المنطقة ينشدون مستقبلاً أفضل بدلاً من الصراعات والمعاناة اللانهائية.

من جانبه، اتهم رياض منصور، مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، إسرائيل باستخدام «التجويع» سلاح حرب ضد المدنيين الذين يتعرضون للقصف بلا هوادة في قطاع غزة.

وأضاف في كلمته: «وقف إطلاق النار الفوري يجب أن يُستأنف، وأن تتحقق كل أهدافه»، مشيراً إلى أن هناك حلولاً لن تحكم بموجبها حركة «حماس» قطاع غزة، وهو مطلب إسرائيلي رئيسي.

وعبَّر منصور عن أمله في أن تتمكن الولايات المتحدة ومصر وقطر، وبدعم من المجتمع الدولي، من ضمان العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.