مع اقتراب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من إعلان ترشحه مجدداً لخوض انتخابات الرئاسة عام 2024، حسب التوقعات، يعبر كثير من الديمقراطيين، علناً، عن قلقهم من عدم امتلاك الحزب مرشحاً قادراً على خوض المنافسة. ومع أن بايدن يحاول أن ينفذ استراتيجية تتمثل في تأطير السباق على أنه منافسة بين زعيم متمرس ومعارضة ذات عقلية مؤامرة، يشكك الديمقراطيون في نجاحهم في 2024. حتى الآن لا يزال ميدان الحملة صغيراً، وعلى الرغم من ذلك يرجح أن يتصدره -كما في عام 2020- الرجلان اللذان ترشحا المرة الماضية: الرئيس بايدن، والرئيس السابق دونالد ترمب.
لكن مع الأداء المخيب للآمال لبايدن ونائبته كامالا هاريس، يقول مسؤولون ديمقراطيون كبار، إن احتشادهم وراء بايدن الذي قد تبدأ ولايته الجديدة وهو في سن 82 عاماً، ليس لأنه من مصلحة البلاد؛ بل لأنهم يخشون أن تكون هاريس هي البديل المحتمل، ما قد يؤدي إلى فوز ترمب. فالأخير على الرغم من تضاؤل نفوذه إلى حد ما داخل الحزب الجمهوري، ويواجه عدة تحقيقات قانونية، فإنه يحتفظ بقاعدة كبيرة وملتزمة من المؤيدين، ويمكن أن يساعده في الانتخابات التمهيدية كثير من المرشحين الذين قد ينسحبون لتفادي الخصومة معه.وحسب مقال في مجلة «بوليتيكو» استند جزئياً إلى مقابلات أُجريت خلال الاجتماع الشتوي لرابطة الحكام الوطنية الديمقراطية: «كان هناك قلة من الديمقراطيين يريدون لبايدن الترشح مرة أخرى، ولكن يتعين على الحزب أن يبتكر مواءمة المصالح مع الرئيس، لإبعاده عن (مخدر) المنصب». كان هناك حكام يتحدثون عن مدى ضآلة الحملات الانتخابية التي يمكن لبايدن القيام بها، بينما البعض تحدث عن أن «هاريس ليست خياراً».
تأتي تلك التصريحات لتكشف عن «أزمة قيادة» يعيشها الحزب الديمقراطي، في الوقت الذي يتميز فيه الجمهوريون بوفرة في هذا المجال، عبر قائمة من «نجوم السياسة المحافظين المخضرمين». وعلى الرغم من أن أصواتاً وازنة في الحزب الديمقراطي، تعبر عن معارضتها لبايدن وهاريس، فإن الجميع محاصرون في الزاوية؛ لأنهما يرفضان الاعتراف بهذه الحقيقة.
وتضيف «بوليتيكو» أن الجميع يشعر بحراجة الوضع، وعلى الرغم من ذلك لا يريدون تكرار التجربة مع مرشحين ديمقراطيين خاسرين، مثل السيناتور إليزابيث وارين، والسيناتور بيرني ساندرز، والسيناتور إيمي كلوبوشار، ووزير النقل الحالي بيت بوتيجيج، أو غيرهم. وبدلاً من ذلك يفتش الديمقراطيون عن «نجم» ينقذ حظوظهم التي تتلاشى يوماً بعد يوم. وقدم البعض 4 أسماء كمرشحين محتملين منقذين، ونجوم: ميشيل أوباما، والمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، والمرشح الرئاسي السابق ومبعوث البيت الأبيض الحالي للمناخ جون كيري، ونائب الرئيس السابق والمرشح الرئاسي آل غور. مع ذلك، يقول كثير من الديمقراطيين إنه في معرض الحديث عن «جيل جديد»، فإن ثلاثة من هؤلاء ستتجاوز أعمارهم الـ75 عاماً، ما عدا ميشيل أوباما التي ستكون في الـ59 من عمرها، وهي الوحيدة التي يمكنها إقناع الديمقراطيين ومنافسة بايدن وهاريس، إذا اختارت الترشح. لكنها قالت باستمرار وبشكل متكرر، إنها ليست مهتمة بالترشح للرئاسة.
في المقابل، يُنظر إلى كلينتون وكيري وغور، على نطاق واسع، على أنهم شخصيات سياسية مستبعدة. وعلى الرغم من أن كلينتون قد لا تزال لديها مجموعة من المؤيدين المخلصين، فلا يوجد لدى كيري أو غور قاعدة كبيرة جادة في الحزب اليوم. ومع ذلك، يرى ديمقراطيون آخرون أن لدى الحزب عدداً من المرشحين المحتملين الأصغر سناً، ويمكن القول إنهم أكثر شعبية، ويمكن أن يمثلوا ذلك «الجيل الجديد»، مثل غافن نيوسوم (55 سنة)، وغريتشين ويتمير (51 سنة)، وحتى بوتيجيج (41 سنة). لكن كلاً منهم يشكل تحدياً محرجاً، وربما مثيراً للانقسام في معرض محاولة تفسير أسباب التخلي عن كامالا هاريس، البالغة من العمر 58 عاماً فقط.
ولا يبدو أن أياً من هؤلاء الديمقراطيين يستطيع الادعاء بأنه قادر على تكرار انتخابات 2020 التي جرت في ظروف غير طبيعية، على رأسها أزمة فيروس «كورونا» التي تم استغلالها جيداً في قلب مزاج الناخب الأميركي في ذلك العام.
أزمة قيادة في الحزب الديمقراطي الباحث عن «نجم» لمواجهة ترمب
أزمة قيادة في الحزب الديمقراطي الباحث عن «نجم» لمواجهة ترمب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة