بيونغ يانغ ستعدّ اعتراض صواريخها «إعلان حرب واضحاً»

أرجعت التوتر المتصاعد إلى التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية

مقاتلات كورية جنوبية ترافق القاذفة الأميركية من طراز «بي52» فوق البحر الأصفر أول من أمس (إ.ب.أ)
مقاتلات كورية جنوبية ترافق القاذفة الأميركية من طراز «بي52» فوق البحر الأصفر أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

بيونغ يانغ ستعدّ اعتراض صواريخها «إعلان حرب واضحاً»

مقاتلات كورية جنوبية ترافق القاذفة الأميركية من طراز «بي52» فوق البحر الأصفر أول من أمس (إ.ب.أ)
مقاتلات كورية جنوبية ترافق القاذفة الأميركية من طراز «بي52» فوق البحر الأصفر أول من أمس (إ.ب.أ)

حذرت كوريا الشمالية بأن أي تحرك لإسقاط أحد صواريخ تجاربها سيعدّ إعلان حرب، وأرجعت التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية إلى التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
ونقلت «وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية (كاي سي إن إيه)» عن شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، كيم يو جونغ، التي تتمتع بنفوذ واسع، قولها: «سيعدّ ذلك إعلان حرب واضحاً على جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية إذا حدث رد عسكري؛ كاعتراض (صواريخنا) خلال تجارب أسلحة استراتيجية».
وحذرت بأن «المحيط الهادي ليس ملكاً للولايات المتحدة أو اليابان»، في حين تستعد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لإجراء أوسع مناورات عسكرية مشتركة في غضون 5 سنوات.
وقال محللون إنه إذا واصلت كوريا الشمالية تهديدها بتحويل المحيط الهادي إلى «ميدان رماية»، فسيسمح ذلك للدولة المعزولة والمسلحة نووياً بإحراز تقدم تقني بالإضافة إلى التأكيد على قوتها العسكرية.
وأضافت كيم أن كوريا الشمالية «جاهزة على الدوام لاتخاذ تدابير مناسبة وسريعة وكاسحة في أي وقت»، واصفة المناورات العسكرية الأخيرة التي أجرتها واشنطن وسيول بأنها «محمومة للغاية».
وبالإضافة إلى مناورات «Ulchi Freedom Shield» بين القوات الأميركية والكورية الجنوبية التي ستبدأ في 13 مارس (آذار) الحالي وتستمر 10 أيام في الأقل، أجرت واشنطن وسيول هذا الأسبوع تدريبات جوية مشتركة مع قاذفة ثقيلة أميركية من طراز «بي52» الاستراتيجية.
وتصر واشنطن وسيول على أن تدريباتهما دفاعية، لكن بيونغ يانغ تعدّها تدريبات على غزو أراضيها أو إطاحة نظامها.
واتهمت وزارة الخارجية الكورية الشمالية الولايات المتحدة بأنها تفاقم «عمداً» التوترات في المنطقة بمناوراتها العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية.
ونقلت «وكالة أنباء كوريا الشمالية» عن الوزارة قولها إن «المناورات الجوية المشتركة الأخيرة... تظهر بوضوح أن الخطة الأميركية لاستخدام أسلحة نووية ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية يتم الدفع بها قدماً بوتيرة حرب فعلية... نأسف بشدة لاستعراض القوة عديم المسؤولية والمثير للقلق» الذي تنخرط فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية «اللتان تواصلان دفع الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية إلى وضعية لا يمكن التنبؤ بها».
ورداً على ذلك، قالت «وزارة الوحدة» الكورية الجنوبية، المسؤولة عن العلاقات مع كوريا الشمالية، إن «التطور النووي والصاروخي المتهور» لبيونغ يانغ هو الذي أدى إلى الوضع المتدهور.
والعلاقات بين بيونغ يانغ وسيول في أدنى مستوياتها منذ سنوات.
في عام 2022؛ أكدت كوريا الشمالية أن وضعها بصفتها قوة نووية «لا رجوع عنه»، فيما دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى زيادة «مطردة» في إنتاج الأسلحة؛ لا سيما النووية التكتيكية.
وقررت سيول وواشنطن تكثيف تدريباتهما المشتركة وإعادة نشر قطع استراتيجية أميركية في المنطقة.
وتثير هذه التدريبات غضب كوريا الشمالية المجاورة. ودعا الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أخيراً إلى زيادة «هائلة» في إنتاج الأسلحة الكورية الشمالية، خصوصاً الأسلحة النووية التكتيكية، فيما وصفت شقيقته المحيط الهادي بأنه «ميدان رماية» لبلادها.
والأحد، دعت بيونغ يانغ الأمم المتحدة إلى حض سيول وواشنطن على وقف مناوراتهما العسكرية المشتركة، قائلة إن هذه الأسلحة النووية تضمن توازن القوى في المنطقة.
كذلك؛ أعلنت كوريا الشمالية في 24 فبراير (شباط) الماضي أنها أطلقت صواريخ «كروز» في اليوم السابق، بعد إجراء كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات في واشنطن تحاكي ردوداً على هجوم نووي كوري شمالي.
وسعت الولايات المتحدة أخيراً إلى طمأنة كوريا الجنوبية من حيث قدرتها الرادعة التي تشمل حلفاءها.
وما زالت سيول؛ التي لا تملك أسلحة نووية، ملتزمة رسمياً منع انتشار الأسلحة النووية، رغم وجود دعوات متزايدة محلياً للنظر في الاستحصال على أسلحة نووية خاصة بها.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

وافقت مجموعة «بريتيش أميركان توباكو» على دفع أكثر من 600 مليون دولار لتسوية اتهامات ببيعها سجائر لكوريا الشمالية طوال سنوات في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن، كما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. في أشدّ إجراء تتخذه السلطات الأميركية ضدّ شركة لانتهاك العقوبات على كوريا الشمالية، وافق فرع الشركة في سنغافورة على الإقرار بالذنب في تهم جنائية تتعلق بالاحتيال المصرفي وخرق العقوبات. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بين عامَي 2007 و2017، عملت المجموعة على تشغيل شبكة من الشركات الوهمية لتزويد صانعي السجائر في كوريا الشمالية بسلع. وقال مسؤولون أميركيون إن الشركة كانت تعلم أنها تنتهك عقوبات أم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الجمعة، عن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، قولها إن وضع البلاد باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية سيظل حقيقة لا يمكن إنكارها، وإنها ستستمر في بناء قوتها حتى القضاء على التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها. جاءت تصريحات الوزيرة في بيان ينتقد الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.