علاج جديد لتخفيض الكوليسترول يتفادى عيوب «الستاتين»

قطاع عريض من المرضى لا يُجدي معه الدواء الشهير

دواء «نيكسلتول» (أسبيريون ثيرابيوتيكس)
دواء «نيكسلتول» (أسبيريون ثيرابيوتيكس)
TT

علاج جديد لتخفيض الكوليسترول يتفادى عيوب «الستاتين»

دواء «نيكسلتول» (أسبيريون ثيرابيوتيكس)
دواء «نيكسلتول» (أسبيريون ثيرابيوتيكس)

تُعد الأدوية المعروفة باسم «الستاتين» الخيار الأول لعلاج ارتفاع الكوليسترول، لكن قد يكون لدى ملايين الأشخاص الذين لا يستطيعون أو لا يتناولون هذه الحبوب بسبب الآثار الجانبية، خيار آخر.
وأفاد باحثون أميركيون في دراسة كبرى نُشرت بمجلة «نيو إنغلاند الطبية»، أن نوعاً مختلفاً من عقار لخفض الكوليسترول يُدعى «نيكسلتول»، قلّل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وبعض مشكلات القلب والأوعية الدموية الأخرى لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل «الستاتين».
ويصف الأطباء بالفعل دواء «نيكسلتول»، المعروف كيميائياً باسم حمض «البيمبيدويك»، لاستخدامه مع «الستاتين» لمساعدة بعض المرضى المعرضين لمخاطر عالية للمساعدة على خفض نسبة الكوليسترول لديهم، واختبرت الدراسة الجديدة دواء «نيكسلتول» من دون تركيبة «الستاتين»، وقدمت الدليل الأول على أنه يقلل أيضاً من مخاطر المشكلات الصحية التي يسببها الكوليسترول.
ويؤكد ستيفن نيسين، من عيادة كليفلاند بأميركا، والباحث الرئيسي بالدراسة، أن عقاقير مجموعة (الستاتين) المخفضة للكوليسترول تظل «حجر الزاوية في علاجات خفض الكوليسترول».
لكنه قال إن الأشخاص الذين لا يستطيعون تناول تلك الحبوب المثبتة، هم مرضى محتاجون للغاية، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الكوليسترول «الضار» إلى انسداد الشرايين ويؤدي ذلك إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وحبوب الستاتين مثل «ليبيتور» و«كريستور»، أو ما يعادلها رخيصة الثمن، وهي الدعامة الأساسية لخفض الكوليسترول الضار والوقاية من أمراض القلب، ويعملون عن طريق منع إنتاج الكوليسترول في الكبد.
لكن بعض الناس يعانون من آلام عضلية خطيرة بسبب مجموعة أدوية «الستاتين»، (بعض التقديرات تقول إنهم يمثلون 10 في المائة من المرضى)، وهؤلاء يكون لديهم خيارات محدودة، بما في ذلك حقن باهظة الثمن لخفض الكوليسترول ونوع آخر من الحبوب يباع باسم «زيتيا».
ويمنع «نيكسلتول» أيضاً إنتاج الكوليسترول في الكبد، ولكن بطريقة مختلفة عن «الستاتين»، ومن دون هذا التأثير الجانبي للعضلات.
وتتبعت الدراسة الجديدة التي استمرت خمس سنوات ما يقرب من 14 ألف شخص غير قادرين على تحمل أكثر من جرعة منخفضة جداً من «الستاتين»، حصل نصفهم على «نيكسلتول»، والنصف الآخر استمر بنمط العلاج المعهود.
وكانت النتيجة الرئيسية أن المرضى الذين عولجوا بـ«نيكسلتول»، كان لديهم خطر أقل بنسبة 13 في المائة لمجموعة من مشكلات القلب الرئيسية.
من جانبه، يصف أمير فوزي، استشاري القلب والأوعية الدموية بوزارة الصحة المصرية نتائج الدراسة بأنها «مشجِّعة للغاية»، وتقدم حلاً لمشكلة يعاني منها قطاع من المرضى لا يستطيعون تناول حبوب مجموعة «الستاتين»، وبالتالي فإن الدراسة تقدم لهم حلاً، لا سيما إذا كانوا من غير القادرين على تحمل تكلفة الحقن باهظة الثمن.
ومع ذلك، يؤكد فوزي أنه من السابق لأوانه اعتبار هذا الدواء بديلاً لـ«الستاتين»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «يظل (الستاتين) هو الخيار الأفضل لمعظم المرضى، حتى يتم إجراء المزيد من الدراسات على الأدوية الجديدة».



«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.