لم تكد نيكي هايلي، المرشحة الرئاسية الجمهورية الوحيدة التي أعلنت عن ترشحها، حتى الآن، تنهي كلمتها أمام مؤتمر «سيباك»، حتى تصاعدت هتافات المؤيدين لترمب، الذين كانوا هم غالبية الحضور: «نحن نحب ترمب، نحن نحب ترمب». وتحلق الحشد بشكل غاضب من حولها، ما أجبر مرافقي هايلي على دفعها خارج القاعة إلى المصعد. كانت الهتافات كافية لإظهار مدى صعوبة خوض معركة الانتخابات التمهيدية الرئاسية في الحزب الجمهوري، حيث بات واضحاً أن انقساماً كبيراً بدأ يشق صفوف قاعدته الشعبية. وبعدما كان ينظر إلى المؤتمر على أنه منتدى كبير للحركة المحافظة، وممر إلزامي للمرشحين الرئاسيين، تحول إلى ملعب خاص لترمب.
تلقى منافس آخر محتمل في عام 2024؛ وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، استقبالاً أولياً أكثر دفئاً، لكنه أثار القليل من الهتافات بخطاب ركز على سيرته الذاتية ومبادئه. وتجنب انتقاد ترمب مباشرة، بإشارة ضبابية عن «الغرور المأساوي للذين يرفضون الاعتراف بالواقع».
ونقل عن جون فريدريكس، وهو مذيع مؤيد بشدة لترمب، قوله في مقابلة، «تذكر أنك لست في (سيباك) أنت في (تيباك)» في إشارة إلى اسم ترمب. وقال إن المنافسين المحتملين في 2024 اختاروا مقاطعة المؤتمر بدلاً من المخاطرة بتلقي صيحات الاستهجان أو خسارة استطلاعات الرأي. وأضاف: «نحن نمتلك هذا المؤتمر، إنه ملكنا... لا ترمب يعني لا (سيباك)».
تعليقات المذيع كانت وصفاً دقيقاً لما حصل في مؤتمر هذا العام، حيث لم يحضره عملياً غالبية المرشحين المنافسين المحتملين لترمب، فضلاً عن رئيس مجلس النواب وقيادات الحزب وحكام الولايات الجمهوريين وكبار المانحين. وبدلاً من ذلك، كان الحضور في غالبيته هم عائلة ترمب ومساعديه، من دونالد جونيور ترمب إلى لارا ترمب، والاستراتيجي السابق في البيت الأبيض ستيفن بانون، وبعض مرشحي ترمب الذين خسروا الانتخابات النصفية، مثل كاري ليك الذي خسر حاكمية ولاية أريزونا. وحضر السيناتور جي دي فانس، والسيناتور تيد كروز، والنائبة اليمينية مارغوري تايلور غرين، ولورين بوبرت، ومات غايتز، الذي خاض معركة «إذلال» كيفين ماكارثي قبل الموافقة على انتخابه رئيساً لمجلس النواب.
اصطفاف «سيباك» مع ترمب، يأتي بعدما تراجعت قبضته على الحزب، إثر تحميله المسؤولية عن الأداء المخيب للحزب الجمهوري في انتخابات عام 2022 النصفية، عندما خسر العديد من المرشحين الذين ساعدهم في رفع مستوى الخسارة في السباقات الرئيسية، الأمر الذي ساهم في ابتعاد الكثير من القيادات الجمهورية عن المؤتمر.
كما شهد الحدث أيضاً فضيحة، حيث اتهم رئيسه، مات شلاب، بسوء السلوك الجنسي، وهو ما نفاه شلاب. وهو ما تسبب في مقاطعته من كبار القادة المحافظين، على رأسهم مايك بنس، نائب الرئيس السابق، فضلاً عن ادعاءات بنزوح العديد من الموظفين على خلفية شكاوى تمييز.
ترمب الذي تحدث في وقت متأخر في اليوم الأخير من أعمال المؤتمر أمس السبت، كان واضحاً أنه سيستغل أعماله لإعادة تجديد قبضته، على الأقل على «سيباك»، غير آبه بالتحذيرات، من أن إصراره على تحويل المؤتمر إلى منصة لمظالمه، قد تودي بالحزب، إذا لم يقم بمراجعة حقيقية للأسباب التي أدت إلى خسارة الجمهوريين الدورات الانتخابية الثلاث الأخيرة، وتجديد الخطاب الثقافي المحافظ.
ومع مقاطعة رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، المنافس الأكثر حظاً للرئيس السابق، يعترف مؤيدو ترمب بأن أي شيء أقل من هامش من رقمين في الاستطلاعات، سيكون نتيجة محرجة له. أما بالنسبة إلى ديسانتيس، فقد أشاد الاستراتيجيون الجمهوريون، بما في ذلك كارل روف، بهذا «المحافظ» الذي قام بطريقته الخاصة بالترويج لحملته، بدلاً من خوضه منافسة مع ترمب أمام منصة المؤتمر.
مؤتمر المحافظين «سيباك» يطرد منافسي ترمب
مؤتمر المحافظين «سيباك» يطرد منافسي ترمب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة