حالات تسمُّم جديدة تطول تلميذات في إيران

طالبات إيرانيات (أرشيفية - رويترز)
طالبات إيرانيات (أرشيفية - رويترز)
TT

حالات تسمُّم جديدة تطول تلميذات في إيران

طالبات إيرانيات (أرشيفية - رويترز)
طالبات إيرانيات (أرشيفية - رويترز)

سُجّلت حالات تسمُّم جديدة لتلميذات إيرانيات في خمس محافظات إيرانية على الأقل، حسب ما أفادت به وسائل إعلام، اليوم السبت، في حين ما زال الغموض يكتنف القضية التي تثير غضباً في البلاد.
ونُقلت عشرات الفتيات إلى مستشفيات في محافظات همدان (غرب) وزنجان وأذربيجان الغربية (شمال غرب) وفارس (جنوب) وألبرز (شمال)، كما أفادت وكالتا «تسنيم» و«مهر» الإيرانيتان.
وأكدت المصادر أن حالة التلميذات الصحية لا تُعد خطيرة، وأنهن يعانين مشكلات في الجهاز التنفسي ودواراً وصداعاً.
وتعرضت مئات التلميذات للتسمُّم بالغاز في عشرات مراكز التعليم خلال الأشهر الثلاثة الفائتة، لا سيما في مدينة قم، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأثارت القضية الغامضة قلق أهالي التلميذات مطالبين السلطات بإيجاد الفاعلين.
وطالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس الجمعة، وزارتي الداخلية والاستخبارات بـ«إفشال مؤامرة العدو الهادفة إلى بث الخوف واليأس بين السكان». ولم يشر إلى هوية هذا «العدو».
وانتقدت السلطات الإيرانية الدعوة التي أطلقتها الخارجية الألمانية، الجمعة، لكشف «كل حالات» تسمُّم التلميذات، وعدَّتها تدخلاً في شؤون البلاد.
كذلك دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى «تحقيق شفاف» تُنشر استنتاجاته.
وأعلنت الحكومة فتح تحقيق في أسباب التسمّم، ولم يعلن حتى الآن توقيف أي شخص على خلفية هذه القضية.
وقال مسؤول في وزارة الصحة الأسبوع الماضي إن «بعض الأفراد» يسعون عبر ذلك إلى «إغلاق كل المدارس، خصوصاً مدارس الفتيات». لكن لم يردد مسؤولون آخرون مواقف مماثلة.
وتأتي هذه القضية بينما تشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني البالغة 22 عاماً، في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي بعد اعتقالها لدى شرطة الأخلاق في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

مقتل خمسة من عرب إسرائيل بإطلاق نار في مغسل سيارات

شرطيان إسرائيليان في أحد شوارع القدس في 1 أبريل 2023 (رويترز)
شرطيان إسرائيليان في أحد شوارع القدس في 1 أبريل 2023 (رويترز)
TT

مقتل خمسة من عرب إسرائيل بإطلاق نار في مغسل سيارات

شرطيان إسرائيليان في أحد شوارع القدس في 1 أبريل 2023 (رويترز)
شرطيان إسرائيليان في أحد شوارع القدس في 1 أبريل 2023 (رويترز)

قُتل خمسة من عرب إسرائيل بالرصاص في مغسل سيارات، (الخميس)، ما رفع عدد قتلى إطلاق النار من عرب إسرائيل هذا العام إلى 96.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، تعقيبا على الجريمة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شاباك» سيساعد الشرطة في معالجة النشاط الإجرامي المتفشي في المجتمع العربي.

وأعلنت الشرطة أن إطلاق النار وقع في بلدة يافة الناصرة التي تقع غرب مدينة الناصرة، وقالت في بيان إنها تبحث في المنطقة عن مشتبه بهم.

وفي تصريح من موقع الجريمة، قال المتحدث باسم الشرطة إيلي ليفي لقناة «كان» العامة إن «شخصا أو أكثر» فتح النار على مجموعة من الرجال عند مغسل سيارات.

ويقول خبراء إن عصابات جمعت كميات كبيرة من الأسلحة على مدى العقدين الماضيين، وهي متورطة في تجارة المخدرات والأسلحة والبشر والدعارة والابتزاز وغسل الأموال.

وفي 30 مايو (أيار)، احتج مسؤولون منتخبون وممثلون للأقلية العربية في القدس ودعوا الحكومة إلى تعزيز الأمن.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلن نتنياهو عن قرار تشكيل لجنة توجيهية بعد اجتماع مع نواب عرب في الكنيست لمناقشة «حلول للتصدي إلى موجة جرائم القتل في المجتمع العربي».

وأكد رئيس الوزراء الخميس أنه «مصمم على وقف سلسلة جرائم القتل» وسيحرص على ذلك ليس فقط من خلال تعزيز الشرطة المحلية بل كذلك «بمساعدة من الشاباك» الذي لا يحقق عادة في النشاط الإجرامي.

وفي وقت سابق، الخميس، أصيب رجل يبلغ 30 عاما وفتاة في الثالثة في إطلاق نار منفصل في بلدة كفر كنا العربية شمال مدينة الناصرة.

وقال روني هلّون، الصحافي في راديو «ناس» الذي يتخذ مقرا في الناصرة، إن إطلاق النار في يافة الناصرة حصل بينما كانت مروحية تابعة للشرطة تحلق فوق البلدة، بحثا عمن يقفون وراء هجوم كفر كنا.

وأورد هلّون لوكالة الصحافة الفرنسية من مكان الحادث أن رجلين ملثمين وصلا على دراجتين ناريتين واستخدما بنادق رشاشة لقتل الرجال الخمسة في مغسل السيارات.


قلق إسرائيلي من فقدان التأثير على الإدارة الأميركية و«الكونغرس» في الموضوع الإيراني

بنيامين نتنياهو يصل إلى الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في  28 مايو الماضي (إ.ب.أ)
بنيامين نتنياهو يصل إلى الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في 28 مايو الماضي (إ.ب.أ)
TT

قلق إسرائيلي من فقدان التأثير على الإدارة الأميركية و«الكونغرس» في الموضوع الإيراني

بنيامين نتنياهو يصل إلى الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في  28 مايو الماضي (إ.ب.أ)
بنيامين نتنياهو يصل إلى الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في 28 مايو الماضي (إ.ب.أ)

أبدى مسؤولون سياسيون في تل أبيب قلقاً شديداً من فقدان تأثيرهم على مؤسسات الحكم في الولايات المتحدة، التي لم تعد تقتصر على إدارة الرئيس جو بايدن، بل تشمل «الكونغرس». وأكدوا أن هناك احتمالاً قوياً لأن يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين طهران والولايات المتحدة وبقية الدول الكبرى، يفرض عزلة على الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو.

وأضاف أحد المسؤولين، المعروف بوصفه مقرباً من نتنياهو، أن الاتفاق الجارية بلورته «قد يكون مؤقتاً»، ولكنه، حسب التسريبات، «ينطوي على أخطار كبيرة؛ إذ يحرر إيران من العقوبات، ويضخ فيها مليارات الدولارات، ويقوي مشاريعها العسكرية التقليدية وغير التقليدية».

وذكرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم (الخميس)، أن التعبير عن هذا القلق تم في العديد من المداولات المغلقة التي جرت مؤخراً على مختلف المستويات السياسية العسكرية في تل أبيب.

وجرى فيها التأكيد أنه سيكون من الصعب جداً على إسرائيل حشد معارضة حقيقية في «الكونغرس» الأميركي لتفاهمات مع إيران، وأنها ستواجه صعوبة في التأثير على مواقف دول أوروبية أيضاً بشأن هذه الاتصالات، لأن رافعات الضغط التي استخدمتها إسرائيل وأصدقاؤها في الماضي، في محاولة للتأثير على تفاهمات بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي «لم تعد واقعية حيال الاتصالات المتقدمة بينهما حالياً».

وكان من اللافت أن هذا القلق بلغ أوجه بعد عودة الوفد الإسرائيلي الرفيع من زيارة في واشنطن، وقد ضم وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، ومسؤولون آخرون أجروا مداولات حول الموضوع النووي الإيراني.

وقالت مصادر شبه رسمية إن الوفد طرح المخاوف الإسرائيلية بقوة مدعومة بمعطيات ووثائق استخباراتية، فكان ردّ البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية عليها «محاولة طمأنة غير مسنودة»؛ فقال الأميركيون إن الحديث يجري عن «اتفاق نووي مرحلي»، وإن «التفاهمات الجديدة ليست مطروحة حالياً، وتحقيقها سيستغرق وقتاً طويلاً». إلا أن التقديرات الإسرائيلية هي أن تفاهمات كهذه قد تُنشر في الأسابيع القريبة، وربما قبل ذلك.

وفي حين ترى الحكومة الإسرائيلية أن سبب انخفاض مكانة إسرائيل وتأثيرها يعود إلى كون الحزب الديمقراطي هو الذي يسيطر على البيت البيض وعلى مجلس الشيوخ، وكون الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب ضئيلة للغاية، فإن قوى المعارضة الإسرائيلية، ومعها العديد من الخبراء والدبلوماسيين السابقين، ينتقدون الحكومة اليمينية ويحملونها مسؤولية الفشل.

ويقولون إن هوية الحكومة الإسرائيلية الجديدة والاتفاقيات الائتلافية التي تم توقيعها والتصريحات والممارسات التي تقودها في الساحة الفلسطينية لعرقلة حل الدولتين والخطة التي طرحتها الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف جهاز القضاء هي التي حفرت هوّة عميقة بين إسرائيل والإدارة الأميركية وسائر مؤسسات الحكم هناك. ونقل على لسان أحدهم أن «نتنياهو هو أبو القنبلة النووية الإيرانية. وسياسته تحرج الولايات المتحدة، وباتت عقبة أمام نفوذها في العالم».

وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أنه «حتى الدول الأوروبية التي اقتربت من الموقف الإسرائيلي في السنة الأخيرة، وذلك بسبب التقارب الحاصل بين إيران وروسيا في الحرب في أوكرانيا، لم تعد تطيق ممارسات حكومة نتنياهو. وتشعر بأن هذه الحكومة تساهم في تقوية مكانة إيران، ولذلك فإن التقديرات تشير إلى أنه في مثل هذه الحالة، فإن الدول الرائدة مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لا تتحمس للاعتراض على التوصل إلى اتفاق مع طهران».

ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تسمّه قوله إن «الأوروبيين يخشون من انهيار في المحادثات يؤدي إلى تدهور نحو مواجهة عسكرية مع إيران، الأمر الذي يلزم الولايات المتحدة برصد موارد على حساب الدعم لأوكرانيا. ولذلك ينسجمون مع الموقف الأميركي».

وقال دبلوماسي أوروبي إن «هذا كابوس، ونحن غير مستعدين للتفكير فيه؛ فحرب مع إيران ستمس بالوحدة الغربية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي تُعتبر الآن الأمر الأهم لأوروبا. ولذلك، فإن الذين يعارضون قسماً من التنازلات الأميركية، سيضطرون إلى قول (نعم) لبايدن»، وفق ما نقلت عنه الصحيفة.


إيران ترفض الانتقادات الغربية لبرنامجها الباليستي

رجل وامرأة يمشيان بجوار لوحة دعائية لصاروخ «فرط صوتي» ويبدو شعار «400 ثانية حتى إسرائيل» في شارع وسط طهران (إ.ب.أ)
رجل وامرأة يمشيان بجوار لوحة دعائية لصاروخ «فرط صوتي» ويبدو شعار «400 ثانية حتى إسرائيل» في شارع وسط طهران (إ.ب.أ)
TT

إيران ترفض الانتقادات الغربية لبرنامجها الباليستي

رجل وامرأة يمشيان بجوار لوحة دعائية لصاروخ «فرط صوتي» ويبدو شعار «400 ثانية حتى إسرائيل» في شارع وسط طهران (إ.ب.أ)
رجل وامرأة يمشيان بجوار لوحة دعائية لصاروخ «فرط صوتي» ويبدو شعار «400 ثانية حتى إسرائيل» في شارع وسط طهران (إ.ب.أ)

رفض المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، ناصر كنعاني، الانتقادات لبرنامج بلاده لتطوير الصواريخ الباليستية، بعدما أعلنت طهران تطوير صاروخ «فرط صوتي»، في وقت تمسكت فيه القوى الغربية بمطالبة «تفسيرات ذات مصداقية» حول موقع سري نووي، تقول «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، إنه لم تعد لديها أسئلة حالياً، بعد حصولها على أجوبة إيرانية.

وانتقدت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إعلان إيران تطوير صاروخ باليستي وصفته بـ«فرط صوتي»، ويحمل اسم «فتاح»، ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر، وقادر على اجتياز جميع أنظمة الدفاع الصاروخي واستهدافها، وفق ما قاله قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده، الذي قال إن بلاده رابع دولة تصل لإنتاج صواريخ من هذا النوع.

وكان هذا الصاروخ الباليستي الثاني الذي أعلنته إيران في غضون أسبوعين، وذلك بعدما جرَّبت، في وقت سابق من الشهر الماضي، صاروخاً باليستياً يصل مداه إلى 2000 كيلومتر.

ويمكن للصواريخ «الفرط صوتية» أن تطير بسرعات تزيد بـ5 مرات على الأقل عن سرعة الصوت وفي مسارات معقدة، مما يجعل من الصعب اعتراضها.

وكشف «الحرس الثوري» عن نموذج من الصاروخ، خلال مراسم حضرها كبار قادته، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. ولم يتضح بعدُ ما إذا قام «الحرس الثوري» بتجربة الصاروخ، الذي أعلن «الحرس الثوري» إنتاجه لأول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي ونائبه في قيادة الوحدة الصاروخية أمير علي حاجي زاده، خلال مراسم استعراض نموذج من صاروخ «فرط صوتي» ومحركاته (أ.ف.ب)

وقال كنعاني، في بيان، اليوم الخميس، إن أنشطة بلاده الصاروخية «متعارفة ودفاعية ومشروعة، وفقاً للقوانين الدولية»، متهماً الدول الغربية بـ«التدخل» في شؤون بلاده.

وتابع: «هذه الدول التي لديها تاريخ طويل وواضح في انتهاك الالتزامات الدولية في مجالات عدة، بما في ذلك التجارب النووية، ونظام عدم الانتشار، وتخزين الصواريخ الباليستية، والقيام بدور مخرِّب في القضايا الإقليمية والدولية، لا يحقُّ لها التعليق على القدرات الدفاعية المشروعة والقانونية لإيران».

وأشار كنعاني تحديداً إلى التحالف الأمني بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، المعروف باسم «أوكوس»، الذي يقضي بتزويد أستراليا بغواصات نووية. وقال: «هذا التحالف نموذج صارخ من التوجه السياسي والتمييزي للقوى النووية في نقل التكنولوجيا واليورانيوم عالي التخصيب، إلى دول غير نووية، على خلاف معاهدة حظر الانتشار».

وكرَّر كنعاني مزاعم سابقة للمسؤولين الإيرانيين بأن البرنامج الصاروخي «تدبير صائب وفعال في خلق ردع ضد التهديدات الخارجية».

جاء دفاع كنعاني في وقتٍ اجتاحت فيه ملصقات عملاقة من صورة الصاروخ «فتاح»، وشعار «400 ثانية حتى إسرائيل»، لوحات إعلانية وجدارين في ميادين وشوارع كبيرة بالعاصمة طهران، وهي مخصصة عادةً لدعاية يرعاها «الحرس الثوري» الإيراني.

إيرانيتان تمران أمام لوحة دعائية لصاروخ «فرط صوتي» ويبدو شعار «400 ثانية حتى إسرائيل» في طهران (رويترز)

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الخميس، خلال جولة بمحافظة أذربيجان الشرقية: «نفتخر بالإنتاج الصاروخي الذي يبهر العالم».

حقائق

برنامج الصواريخ الإيرانية

يعتمد، إلى حد كبير، على تصميمات كورية شمالية وروسية، وإنه استفاد من مساعدة صينية، وفق خبراء «جمعية الحد من الأسلحة»، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من واشنطن العاصمة مقراً

انتقادات أوروبية وأميركية

وعبّرت «الخارجية» الفرنسية، الأربعاء، عن قلقها إزاء إعلان «الحرس الثوري» عن تطوير باليستي جديد، مؤكدة عزم باريس على منع طهران من حيازة أسلحة نووية.

ولفت البيان الفرنسي إلى أن الخطوة الإيرانية تُعدّ «انتهاكاً جديداً» لقرارات «مجلس الأمن الدولي»، وتأتي وسط ما وصفته بـ«التصعيد المستمر» لأنشطتها النووية والباليستية. وأضاف أن «فرنسا لا تزال على أهبة الاستعداد لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية».

وكانت «الخارجية» البريطانية قد ذكرت، في بيان، أن إعلان إيران «يثبت تجاهلها المستمر للقيود الدولية، والتهديد الخطير الذي يشكله النظام على الأمن العالمي». وأضاف: «تظل بريطانيا ملتزمة باتخاذ كل خطوة دبلوماسية لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، ومحاسبة النظام على نشاطه الخبيث في جميع أنحاء العالم».

وقال المتحدث باسم «مجلس الأمن القومي» جون كيربي، في تصريح، للصحافيين، إن «إدارة بايدن كانت واضحة جداً ودقيقة وحاسمة في صدّ أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، خصوصاً تطوير برنامج الصواريخ الباليستية». وتابع: «لقد وضعنا عقوبات واضحة جداً لصدّ أنشطة إيران في المنطقة، بما في ذلك برنامج الصواريخ الباليستية».

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت فرض حزمة من العقوبات على عدد من الشركات في الصين وهونغ كونغ؛ لدعمها البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية. وأكدت أن الشركات الصينية أرسلت أجهزة طرد مركزي، ومعادن غير حديدية، يمكن استخدامها لأغراض عسكرية، ومُعدات إلكترونية، لفروع حكومية وشركات خاصة في إيران ضالعة في تصنيع الصواريخ وخاضعة لعقوبات.

وأكد بريان نيلسون، مساعد وزيرة الخزانة، أن «الولايات المتحدة ستواصل استهداف شبكات الإمداد غير الشرعية، العابرة للحدود التي تدعم سراً إنتاج إيران الصواريخ الباليستية والبرامج العسكرية الأخرى»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأسهمت المخاوف بشأن الصواريخ الباليستية لإيران، في اتخاذ الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب قراراً عام 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الست الكبرى.
وأعاد ترمب فرض العقوبات على إيران، بعد الانسحاب من الاتفاق، مما دعا طهران إلى استئناف عملها النووي المحظور سابقاً.

وتقلق واشنطن من قيام طهران بتطوير رؤوس نووية يمكن إطلاقها من صواريخ باليستية، وتهديد إسرائيل ودول أخرى.
وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لإنقاذ الاتفاق النووي منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.

تفسيرات ذات مصداقية بشأن موقع سري

وقالت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيان مشترك، أمام الاجتماع الفصلي للوكالة الدولية، الثلاثاء، إن إيران واصلت، دون توقف، تطوير برنامجها النووي، بما يتجاوز مبررات الاستخدام المدني، ولم تُظهر استعداداً يُذكَر للالتزام بالشفافية.

وأشار البيان إلى اكتشاف جزيئات يورانيوم مخصَّب بنسبة 83.7 في المائة، في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال إنه «يتعارض بشكل صارخ مع المستوى الذي أعلنته إيران، ويشكل تطوراً غير مسبوق وخطيراً جداً، وليس له مبرر يتعلق بالاستخدامات المدنية».

ورفضت الدول الثلاث التفسيرات التي قدّمتها إيران للوكالة الدولية بشأن موقع «مريوان» في مدينة آباده بمحافظة فارس، حيث يعتقد قيام إيران باختبارات للتفجير النووي. وقالت إيران إنها أغلقت ملف «مريوان»، وهو أحد المواقع السرية الأربعة التي طالبت الوكالة بالحصول على معلومات حول أنشطة نووية، في فترة ما قبل الاتفاق النووي لعام 2015. وقالت الوكالة الدولية إنه ليس لديها أسئلة أخرى في الوقت الحالي.

وكررت الدول الثلاث مطالبة إيران بتقديم تفسيرات ذات مصداقية من الناحية الفنية للأسئلة العالقة للوكالة الدولية، بموجب اتفاقية الضمانات الخاصة بمعاهدة حظر الانتشار النووي.

وأعاد السفير البريطاني لدى طهران، سيمون شيركليف، بيان الدول الثلاث الذي صدر مساء الأربعاء. وكتب في تغريدة باللغة الفارسية: «مرة أخرى، السؤال نفسه الذي سألناه على مدى الـ20 عاماً الماضية، لماذا يصعب على الجمهورية الإسلامية لهذه الدرجة، التعاون مع (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)».

ونشر شيركليف جزءاً من تقرير مدير الوكالة الدولية، في تغريدة أخرى، وكتب: «مرة أخرى، تصريحات مقلقة من وكالة الطاقة الذرية».


إيران تبدأ إنشاء محطتين نوويتين لإنتاج الكهرباء في بوشهر

محطة بوشهر للطاقة النووية (رويترز)
محطة بوشهر للطاقة النووية (رويترز)
TT

إيران تبدأ إنشاء محطتين نوويتين لإنتاج الكهرباء في بوشهر

محطة بوشهر للطاقة النووية (رويترز)
محطة بوشهر للطاقة النووية (رويترز)

بدأت إيران في إنشاء محطتين نوويتين لإنتاج الكهرباء في محافظة بوشهر بجنوب البلاد، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
ونقل تلفزيون العالم الرسمي عن محافظ بوشهر أحمد محمدي زاده قوله إن القدرة الإنتاجية لكل من المحطتين تبلغ 1800 ميغاوات. وأوضح أن جميع مراحل العمليات التنفيذية لهاتين المحطتين النوويتين يتم تنفيذها من قبل خبراء إيرانيين، مؤكدا على عدم وجود أي عاملين أجانب في المشروعين.


إسرائيل: يجب عدم السماح لإيران بالتحول إلى «كوريا شمالية ثانية»

وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل: يجب عدم السماح لإيران بالتحول إلى «كوريا شمالية ثانية»

وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين (إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، اليوم (الخميس)، إنه يجب عدم السماح لإيران بأن تكون «كوريا شمالية ثانية»، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

ونشر كوهين على «تويتر» صورة يظهر فيها عند المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، وقال إن امتلاك طهران قدرات نووية «سيشكل تهديداً ليس فقط لإسرائيل، ولكن للاستقرار في العالم بأسره».

وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين (يسار) يلتقي نظيره الكوري الجنوبي بارك جين في سيول (إ.ب.أ)

كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت في بيان إن كوهين ناقش مع نظيره الكوري الجنوبي بارك جين أثناء زيارته لسيول التحديات الأمنية التي يواجهها الجانبان، بما في ذلك الملفان النووي الإيراني والكوري الشمالي.


بينهم قيادي كبير... تركيا تقتل 3 من «العمال الكردستاني» شمال العراق

جنود أتراك يقومون بدورية على طريق بالقرب من جوكورجا في محافظة هكاري، جنوب شرقي تركيا، بالقرب من الحدود التركية العراقية (أرشيفية - رويترز)
جنود أتراك يقومون بدورية على طريق بالقرب من جوكورجا في محافظة هكاري، جنوب شرقي تركيا، بالقرب من الحدود التركية العراقية (أرشيفية - رويترز)
TT

بينهم قيادي كبير... تركيا تقتل 3 من «العمال الكردستاني» شمال العراق

جنود أتراك يقومون بدورية على طريق بالقرب من جوكورجا في محافظة هكاري، جنوب شرقي تركيا، بالقرب من الحدود التركية العراقية (أرشيفية - رويترز)
جنود أتراك يقومون بدورية على طريق بالقرب من جوكورجا في محافظة هكاري، جنوب شرقي تركيا، بالقرب من الحدود التركية العراقية (أرشيفية - رويترز)

ذكرت وكالة «الأناضول» اليوم (الخميس)، أن الاستخبارات التركية «حيدت» ثلاثة عناصر من «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق.

وقالت الوكالة إن بين العناصر قيادياً كبيراً في الحزب مدرجاً على قائمة المطلوبين، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.


الحكومة الإيرانية تواجه انتقادات لتعديل ساعات العمل في الصيف

إيرانيون يتسوقون في بازار طهران الكبير وسط النهار في 22 مايو الماضي (أ.ف.ب)
إيرانيون يتسوقون في بازار طهران الكبير وسط النهار في 22 مايو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الإيرانية تواجه انتقادات لتعديل ساعات العمل في الصيف

إيرانيون يتسوقون في بازار طهران الكبير وسط النهار في 22 مايو الماضي (أ.ف.ب)
إيرانيون يتسوقون في بازار طهران الكبير وسط النهار في 22 مايو الماضي (أ.ف.ب)

تواجه الحكومة الإيرانية بعد تعديلها ساعات العمل في القطاع العام والقطاع شبه الحكومي في إيران، بحيث يبدأ دوام العمل عند السادسة صباحاً لا سيّما من أجل تقليص فاتورة الطاقة، انتقادات، في خطوة أثارت استياء الموظفين والعمال.

وبعد أيام من الانتقادات، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اجتماع الحكومة اليوم إن «إقناع الرأي العام بأهداف ونتائج هذا القرار أمر مهم وفعال في مواكبة الشعب لتنفيذه».

منذ مطلع الأسبوع، بات يتوجب على موظفي هذين القطاعين العمل اعتباراً من السادسة صباحاً (03:30 بتوقيت غرينتش) حتى الساعة الواحدة ظهراً. قبل ذلك، كان يتوجب عليهم بدء العمل عند السابعة أو الثامنة صباحاً حسب الإدارات. وستعود ساعات العمل إلى طبيعتها في أغسطس (آب).

واتخذت الحكومة هذا القرار المثير للجدل لمواجهة مشاكل الطاقة خلال فترة الصيف.

وبلغ استهلاك الكهرباء في هذه الدوائر مستويات قياسية بسبب الاستخدام المكثف لمكيفات الهواء لتبريد المكاتب في بلد تتجاوز فيه درجات الحرارة صيفاً 30 درجة مئوية خلال النهار.

لكن أن يحدّد بدء موعد العمل عند السادسة صباحاً يعني أن بعض الموظفين سيضطرون إلى الاستيقاظ قرابة الرابعة أو الخامسة صباحاً للذهاب إلى مكان عملهم البعيد أحياناً عن منازلهم، خصوصاً في طهران التي تعدّ مدينة كبيرة.

ويقول الموظف الحكومي مرتضى (44 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية: «يصعّب ذلك المهمة على الأهالي الذين يضطرون إلى اصطحاب أطفالهم إلى المدرسة الابتدائية أو إلى الروضة»، وهي مؤسسات تفتح في وقت متأخر أكثر. ويضيف: «منذ يومين، نعاني كثيراً لكي نتكيّف».

وتثير ساعات العمل الجديدة جدلاً أيضاً على مستويات أخرى. على مستوى النقل العام تبدأ حركة النقل عبر مترو أنفاق طهران في الساعة 4.30 صباحاً، أما حركة الحافلات المدنية تبدأ في الساعة 5:30 صباحاً.

ويقول الأمين العام لغرفة التجارة في طهران بهمان إشغي، لصحيفة «سازندكي» إن «المصارف باتت تغلق عند الواحدة ظهراً، وهذا التوقيت يشكّل عادة فترة ذروة عملي، ما قد يجبرني على تأجيل معاملة مالية حتى اليوم التالي»، مستنكراً «إجراءات مصطنعة (...) قد تؤثر على الكفاءة في العمل».

عمدت الحكومة الإيرانية إلى تعديل ساعات العمل بعدما قررت عدم التحول إلى التوقيت الصيفي، خلافاً للسنوات الماضية، على اعتبار أنه من الأفضل الاحتفاظ بالتوقيت نفسه على مدار السنة.

ويبزغ الفجر في إيران خلال شهر يونيو (حزيران) بين الرابعة والنصف صباحاً والخامسة.


هل يمكن تدوير الزوايا بين طهران وواشنطن في ظل التوترات؟

بايدن يصل إلى البيت الأبيض قادماً من رحلة إلى نيو كاسل - ديلاوير (د.ب.أ)
بايدن يصل إلى البيت الأبيض قادماً من رحلة إلى نيو كاسل - ديلاوير (د.ب.أ)
TT

هل يمكن تدوير الزوايا بين طهران وواشنطن في ظل التوترات؟

بايدن يصل إلى البيت الأبيض قادماً من رحلة إلى نيو كاسل - ديلاوير (د.ب.أ)
بايدن يصل إلى البيت الأبيض قادماً من رحلة إلى نيو كاسل - ديلاوير (د.ب.أ)

في الأيام والأسابيع القليلة الماضية، شهد الملف الإيراني تطورات لافتة، أثارت الكثير من التساؤلات عن الوجهة التي سيسلكها التعامل مع ملفها النووي والصاروخي، فضلاً عن أنشطتها السياسية والعسكرية في المنطقة.

ويواصل مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التأكيد على عدم السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي، وأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما فيها استخدام القوة، ووصفها بأنها «التهديد الأكبر» للاستقرار في المنطقة. ومع إعلان إيران عن تطوير صاروخ «فرط صوتي»، قابلته الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة على شبكة شراء الصواريخ الإيرانية.

غير أن الحظر المفروض على برنامج إيران للصواريخ الباليستية، بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، الموقَّعة عام 2015، ينتهي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وهو ما أثار ردود فعل أميركية، غالبيتها من الجمهوريين، تتهم إدارة بايدن بـ«افتقارها للعزم» في مواجهة برنامج إيران النووي والصاروخي، حسب جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، و«تراجعها وفشلها عن صياغة استراتيجية أوسع» لإيران، حسب كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية السيناتور جيمس ريش.

وفي حين تتواصل الاحتكاكات بين إيران والقوات الأميركية في المنطقة، تؤكد «تسريبات البنتاغون» أن ميليشيات مؤيدة لطهران تستعد لتنفيذ هجمات جديدة ضد القوات الأميركية.

لكن على الرغم من تصاعد لغة التهديد الأميركية، فقد تم الكشف عن لقاءات دبلوماسية سرّية جرت أخيراً بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين، في محاولة لإعادة إطلاق المفاوضات النووية المتوقفة منذ أكثر من 5 أشهر.

مواصلة زعزعة الاستقرار

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إن الولايات المتحدة على علم بمزاعم إيران عن صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، بينما هي تواصل زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك من خلال تطوير وانتشار أسلحة خطيرة.

وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع الحلفاء والشركاء، بما في ذلك في المنطقة، لردع سلوك إيران المزعزع للاستقرار والتصدي له، مؤكداً التزام استخدام مجموعة من أدوات حظر الانتشار المتاحة، للتعامل مع جهود تطوير الصواريخ الإيرانية وانتشارها. وقال إن العقوبات الأخيرة على شبكة شراء الصواريخ الإيرانية تؤكد هذا الالتزام.

وفيما يتعلق بالدبلوماسية في برنامج إيران النووي، أضاف المتحدث قائلاً: «كما تعلم، لقد كنا صريحين ونشطين في إدانة وفرض تكاليف على إيران لانتهاكاتها حقوق الإنسان في الداخل، والسلوك المزعزع للاستقرار في الخارج».

وقال إن الرئيس بايدن ملتزم تماماً بضمان عدم حيازة إيران مطلقاً سلاحاً نووياً، «لكننا ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف على أساس مستدام ودائم، ولم نحذف أي خيار من الطاولة، مثلما أننا لا نعتذر عن الالتزام بمواجهة سلوك إيران المزعزع للاستقرار بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الإقليميين».

من ناحيته، قال متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) إن ما وصفه بالعدوان الإيراني «يشمل التهديد الذي يمثله برنامجها الصاروخي الذي لا يزال مصدر قلق كبير لقواتنا في المنطقة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «نبقى واثقين من قدرتنا على الردع والدفاع ضد أي وجميع التهديدات التي يفرضها النظام، ونواصل دعوة إيران إلى تهدئة التوترات في المنطقة».

 

أبعد من مجرد تحسين الصواريخ

من جهته، يقول بهنام بن طالبلو، مسؤول ملف إيران في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن «تقدم إيران المستمر في مجال الصواريخ الباليستية لتشمل تحسينات في المدى والحمولة والدقة والموثوقية والقدرة على البقاء، هو أكثر بكثير من مجرد إشارة سياسية».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أنه دليل على أن هذه هي أغلى مقذوفات إيران التي تعمل على تحسينها لاستخدامها في المستقبل. وقال إن «تلك التحسينات على برنامج الصواريخ الباليستية، وهو بالفعل الأكبر والأكثر تنوعاً في المنطقة، تتزامن مع زيادة في تحمل المخاطر والمغامرة من نخبة جديدة ومتشددة للغاية، عازمةً على إجبار الدول الإقليمية على الاستسلام وطرد الولايات المتحدة من المنطقة».

وأكد أن التصعيد النووي الإيراني المستمر والتداول البطيء للمراقبة النووية يجب أن يكونا بمثابة دعوة للاستيقاظ لإدارة بايدن التي تواصل التعامل مع كل تقدم على أنه دعوة لإحياء صفقة كانت معيبة بشكل قاتل حتى بمعايير عام 2015. وقال طالبلو: «لقد تغير الكثير في 8 سنوات، حيث يخفف المسؤولون الإيرانيون باستمرار من ضرورة التوصل إلى اتفاق في قاموسهم السياسي، حتى إن المرشد الإيراني علي خامنئي، تراجع عن عبارته الشهيرة، (المرونة البطولية)، التي استخدمها في عام 2013 للسماح بإجراء مفاوضات نووية مع أميركا».

 

إتقان فن المماطلة

من ناحيته، يقول هنري روم، كبير الباحثين في مجلس العلاقات الدولية، إن احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي جديد قاتمة في المستقبل المنظور. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه إلى الحد الذي يهتم فيه المسؤولون الإيرانيون بالدبلوماسية، ينصبّ التركيز على خطة الاتفاق النووي. وإلى الحد الذي يهتم فيه المسؤولون الأميركيون بالدبلوماسية، فإن التركيز ينصبّ على كل شيء ما عدا خطة الاتفاق النووي.

وقال روم إنه من المحتمل أن تشترك طهران وواشنطن في مصلحة على المدى القريب في تهدئة التوترات، بما في ذلك تبادل الأسرى، لكنّ هذا يأتي على خلفية خطر ترسيخ مكانة إيران النووية. فقد أتقنت إيران فن الإدارة التكتيكية لاجتماعات مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يعطيها أرضية كافية فقط لتجنب العقوبات من الحكومات الغربية الحريصة على تجنب المواجهة، وقد رأينا ذلك هذا الأسبوع.

 

تعاون محدود لتجنب العقوبات

يقول مايكل روبين، كبير الباحثين في معهد «أميركان إنتربرايز» في واشنطن، المتخصص في الشأن الإيراني، إن إيران لا تزال غير صادقة، وتسعى للحصول على المرونة. فكاميرات المراقبة لا تعني مراقبة على مدار 24 ساعة و7 أيام في الأسبوع. وبدلاً من ذلك، يقومون بتسجيل المراقبة ثم يتم إرسال الأشرطة إلى فيينا كل بضعة أسابيع. ومع كل شريط مراقبة يؤدي إلى مفاوضات جديدة موسعة تطالب فيها إيران بتنازلات. وأضاف روبن لـ«الشرق الأوسط» أن إيران تبالغ بانتظام في نجاحاتها العسكرية. وفيما يتعلق بالصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، تطرح إيران طموحاً أكثر من كونها تطوراً ناجحاً. لكن رغم ذلك، تذكر أن هذا بلد يفشل فيه نصف عمليات إطلاق الأقمار الصناعية في الوصول إلى المدار.

من ناحيته، يقول باتريك كلاوسن، مدير الأبحاث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن إيران كانت حازمة للغاية في الآونة الأخيرة. وبدلاً من محاولة تسوية نزاع حول مياه نهر هلمند بهدوء، أثارت نزاعاً صاخباً وقتالاً كبيراً مع «طالبان».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، وعلى المنوال نفسه، أن إيران أحدثت ضجة كبيرة بشأن تعاون دول الخليج معها في القضايا البحرية، على سبيل المثال. وإشادتها بتجربة صاروخ جديد تعد انتهاكاً واضحاً على الأقل لأمر (المرشد) خامنئي (منذ بضع سنوات) بأن الصواريخ الإيرانية يجب أن يبلغ مداها 2000 كيلومتر أو أقصر. وبشكل عام، يبدو النظام واثقاً جداً من نفسه.

وبالنسبة إلى الاتفاق النووي، يقول كلاوسن إن تقرير الوكالة الدولية الأخير، يُظهر إلى أي مدى ستذهب الوكالة في محاولة لتجنب نزاع مفتوح مع إيران. فقد قدمت طهران فقط، تنازلات طفيفة للغاية، ولا تزال بعيدة عن احترام اتفاقية الضمانات، كما تفهمها الوكالة.

ورجح كلاوسن أن يقدم مجلس المحافظين في اجتماعه المقبل بعد 4 أشهر، شكوى خفيفة حول عدم امتثال إيران. وهذا يتناسب تماماً مع رغبة القوى الكبرى (روسيا وأوروبا والولايات المتحدة)، المنشغلة بحرب أوكرانيا، ولا تريد الآن أزمة مع إيران. وقال إن إدارة بايدن مصممة بشكل خاص على عدم حدوث أزمة قبل انتخابات 2024، وإن المحادثات الأميركية - الإيرانية، التي عقدت عدة جلسات منذ 5 أشهر حتى الآن، تدور حول خفض التوترات. وتوقع كلاوسن أن يتم التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والإفراج عن 7 مليارات دولار من كوريا الجنوبية. لكنه أشار إلى أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب كانت قد اقترحت الإفراج عن تلك الأموال، لكنّ المشكلة كانت، ولا تزال، هي تردد البنوك في التعامل مع تلك الأموال.


غرامات على وسائل إعلام تركية معارضة... واتحاد الصحافيين يندد

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان برفقة أعضاء مجلس الوزراء الجدد (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان برفقة أعضاء مجلس الوزراء الجدد (رويترز)
TT

غرامات على وسائل إعلام تركية معارضة... واتحاد الصحافيين يندد

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان برفقة أعضاء مجلس الوزراء الجدد (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان برفقة أعضاء مجلس الوزراء الجدد (رويترز)

ندَّد اتحاد الصحافيين الأتراك، اليوم (الأربعاء)، بالغرامات التي فرضتها الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام على 4 محطات تلفزيونية معارضة، خلال الحملة الانتخابية، قائلة إنها «تعاقب حق الجمهور في الحصول على المعلومات».

واستهدف «المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون» التركي محطات «تيلي 1» و«فوكس تي في» و«خلق تي في» و«فلاش تي في» بغرامات بسبب تعليقات أدلى بها بعض ضيوفها في وقت الانتخابات.

واعتبر رئيس الاتحاد نظمي بلجين ذلك «انتهاكاً غير مقبول لحقّ الجمهور في تلقي المعلومات والقيام بخيارات انتخابية بالاستناد إلى هذه المعلومات».

وأشار في بيان إلى أنها «عقوبة قاسية (ضد) الحق في حرية التعبير»، من شأنها أن «تحول الهيئة (الناظمة) إلى أداة حكومية لإسكات المعارضة ومن ينتقدها».

وستُحدَّد الغرامات وفق العائدات الإعلانية لهذه المحطات التلفزيونية.

لكن ممثل منظمة «مراسلون بلا حدود» في تركيا، إيرول أوندير أوغلو، قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن وسائل الإعلام «تتلقى بانتظام غرامات لا تتناسب مع عائداتها».

وأشارت المنظمة إلى أنه خلال الحملة الانتخابية، حصل الرئيس رجب طيب إردوغان الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في 28 مايو (أيار) لولاية جديدة مدتها 5 سنوات، على وقت عبر الأثير، أكثر 60 مرة من المعارضة.

وخفّض تصنيف تركيا من المركز 149 عام 2022 إلى المركز 165، عام 2023، في تصنيف «مراسلون بلا حدود»، حول حرية الإعلام الذي يشمل 180 دولة.


التراشق بالانتقادات بين إسرائيل وأميركا مَن يزعج مَن؟

كامالا هاريس تتحدث في حفل يوم الاستقلال الذي استضافته سفارة إسرائيل بواشنطن 6 يونيو (أ.ف.ب)
كامالا هاريس تتحدث في حفل يوم الاستقلال الذي استضافته سفارة إسرائيل بواشنطن 6 يونيو (أ.ف.ب)
TT

التراشق بالانتقادات بين إسرائيل وأميركا مَن يزعج مَن؟

كامالا هاريس تتحدث في حفل يوم الاستقلال الذي استضافته سفارة إسرائيل بواشنطن 6 يونيو (أ.ف.ب)
كامالا هاريس تتحدث في حفل يوم الاستقلال الذي استضافته سفارة إسرائيل بواشنطن 6 يونيو (أ.ف.ب)

في إحدى الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض في سنة 1998، التقطت ميكروفونات الصحافيين همسة من الرئيس بيل كلينتون، وهو يسأل مساعده باستهجان: «مَن هو رئيس الدولة العظمى هنا؟».

وكلينتون أقام علاقات جيدة مع نتنياهو بشكل أو بآخر ولم يحصل معه ما حصل مع وريثه باراك أوباما. إلا أنه لم يحتمل نغمة الاستعلاء عند ضيفه.

الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون مستقبلاً نتنياهو في البيت الأبيض أبريل 1997 (غيتي)

اليوم يُطرح السؤال نفسه لدى مجموعة كبيرة من المسؤولين الأميركيين وحتى الإسرائيليين، الذين يتابعون تصريحات الوزراء في تل أبيب وعدد من نواب الأحزاب الشريكة في الائتلاف الحاكم، منذ تشكيل حكومة اليمين المتطرف التي يقودها «الأسير نتنياهو».

فعلى مدار خمسة أشهر، يهاجم هؤلاء المسؤولون الإدارة الأميركية بشكل مباشر، اعتراضاً على «تدخلها في الشؤون الداخلية الإسرائيلية»، ويطلبون من السفير الأميركي لدى إسرائيل أن يلزم حدّه «فنحن دولة مستقلة». ويتهمون إدارة الرئيس جو بايدن بتمويل ودعم هبة الاحتجاج الإسرائيلية ضد خطة الحكومة (الانقلاب على نظام الحكم وإضعاف جهاز القضاء).

هاريس تصافح السفير الإسرائيلي في واشنطن إلى جانب زوجها دوغ إمهوف أثناء حفل استقبال السفارة الإسرائيلية الثلاثاء (أ.ف.ب)

وكان آخر الجولات في التهجم على نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، لأنها تجرأت وتحدثت عن «أهمية استقلال القضاء في إسرائيل». ولم يسعفها أنها كانت تتكلم (مساء الثلاثاء) في حفل بمناسبة «الذكرى 75 لاستقلال إسرائيل وإقامة الدولة اليهودية»، الذي استضافته السفارة الإسرائيلية في واشنطن.

ولم يعنها أن خطابها كان أوجاً في مديح إسرائيل و«الالتزام الأميركي الحديدي» لها ومعها، إذ قالت: «في عهد الرئيس جو بايدن وإدارتنا، ستستمر أميركا في الدفاع عن القيم التي كانت حجر الأساس للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تشمل الاستمرار في تقوية ديمقراطياتنا. وفي عهد الرئيس بايدن وإدارتنا، ستستمر أميركا في الدفاع عن القيم التي كانت حجر الأساس للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل».

إيلي كوهين وزير خارجية إسرائيل (أ.ف.ب)

وهذه المرة لم يهاجمها المتطرفون وحسب، بل وزير الخارجية، إيلي كوهين، الذي يعد من الجناح غير المتطرف في «الليكود»، ورد ساخراً بأنها «لم تقرأ شيئاً من خطة الحكومة». وأضاف أنه سبق وأحرج وزيرة الخارجية الألمانية أيضاً التي انتقدت الخطة، وقال: «سألتها ما الذي يزعجك في هذه الخطة بالضبط لكنها، تلبكت وتلعثمت ولم تعطني جواباً». وانفلت عليها نواب الحزبين اللذين يقودهما وزير المالية، بتسلئيل سموترتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير.

الجنرال عاموس غلعاد، رئيس مؤتمر هرتسليا لأبحاث المناعة القومية ورئيس قسم الأبحاث الاستراتيجية في جامعة رايخمان، مسك رأسه بكلتا يديه وصاح: «أكاد أفقد صوابي من هذه الحكومة». وقال، خلال مؤتمر هرتسليا، الذي عالج موضوع النووي الإيراني وأهمية العلاقات مع واشنطن لمواجهته: «صحيح أن لدينا قوة عسكرية ضخمة، لكن هذا لا يكفي. يجب أن تكون لدينا قوة سياسية مماثلة. أولا علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة. فمع كل الاحترام للوزراء، الذين لا أريد ذكر أسمائهم، أراهم يقولون للسفير الأميركي «هذا ليس من شأنك» و«من أنتم حتى تتدخلوا في شؤوننا» وغير ذلك من التصريحات التي تدل على «غباء وهبل مرعبين». إن هؤلاء يمسون بإسرائيل. وأنا لا أريد أن أكشف أسراراً عسكرية أقول فيها ماذا يوجد لدينا وماذا لا يوجد وماذا نحتاج. فهل تستطيع إسرائيل أن تهاجم إيران من دون تنسيق على أعلى المستويات مع أميركا. «الجواب: لا».

إن الوضع الذي يكون فيه الرئيس الأميركي ممتنعاً عن لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية هو وضع مأساوي. يضر بإسرائيل. صحيح أن هناك علاقات ممتازة بين الجيشين وبين سلاحي الجو وبين المؤسسات الأمنية. لكن لا يوجد بديل عن علاقة استراتيجية حميمة بين القمتين. التنسيق الاستراتيجي يتم فقط على مستوى رئيس أميركا (بايدن)، ورئيس حكومة إسرائيل. الرئيس الأميركي يقول إن العلاقات المميزة بين إسرائيل والولايات المتحدة نشأت بسبب القيم المشتركة. يعني الديمقراطية. أميركا لا تعطينا دعماً مباشراً عسكرياً ومالياً فحسب، إنها توفّر لنا غطاء استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً».

وغلعاد، الذي كان طيلة عقد من الزمن رئيساً للدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع وقبلها رئيساً للاستخبارات العسكرية في الجيش، يعبّر عن قلق المؤسسة الأمنية برمتها من المساس الذي تسببه الحكومة الإسرائيلية للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وينعكس هذا القلق في تصريحات صريحة للجنرالات وفي الأبحاث العديدة التي تجريها معاهد الأبحاث وفي مئات المقالات التي يكتبها الخبراء والدبلوماسيون الإسرائيليون الذين خدموا في الولايات المتحدة وفي المواقف الغاضبة التي يظهرها قادة المنظمات اليهودية الليبرالية في الولايات المتحدة. ويقولون إن العلاقات الاستراتيجية قائمة وليس عليها خطر لأنها تصب في مصلحة الطرفين، لكن المساس المنهجي بالإدارة الأميركية بدأ يُحدث صدعاً فيها لا يجوز السماح به.

لكن اليمين الحاكم في إسرائيل لا يهتز من هذه الموجة النقدية. وقادته يؤمنون بأنهم مقربون من الحزب الجمهوري والتيار الأنغليكاني الصهيوني في الولايات المتحدة. وينتظرون عودة دونالد ترمب أو أي منافس جمهوري آخر إلى البيت الأبيض «حتى يعود الانسجام الكامل في العلاقات بين الحكومتين». ويركنون إلى أن الكونغرس الأميركي يخالف إدارة بايدن الرأي في الحسابات مع حكومة نتنياهو. ويعتبرون تصرفاتهم «مغامرة محسوبة».